ابن كليب 
الشيخ الجليل الأمين ، مسند العصر أبو الفرج ، عبد المنعم بن  [ ص: 259 ] عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن خضر بن كليب ، الحراني ، ثم البغدادي ، الحنبلي ، التاجر ، الآجري ; لسكناه في درب الآجر   . 
ولد في صفر سنة خمسمائة . 
وسمع : أبا القاسم بن بيان  ، وأبا علي بن نبهان  ، وأبا بكر بن بدران  ، وأبا عثمان بن ملة  ، وأبا منصور محمد بن أحمد بن طاهر الخازن  ، وأبا الخطاب الفقيه  ، وصاعد بن سيار  ، ونور الهدى أبا طالب الزينبي   . ولقي بالإجازة أبا علي بن المهدي  ، وأبا العز محمد بن المختار  ، ومحمد بن عبد الباقي الدوري  ، وأبا طاهر بن يوسف  ، والمبارك بن الحسين الغسال  ، وابن بيان  ، وابن نبهان  أيضا . وله " مشيخة " مروية . 
حدث عنه : ابن الدبيثي  ، وابن خليل  ، وابن النجار  ، وعمر بن بدر  ، وأبو موسى بن الحافظ  ، واليلداني  ، وأحمد بن سلامة الحراني  ، ومحيي الدين ابن الجوزي  ، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري  ، وشمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي  ، وابن عبد الدائم النجيب عبد اللطيف  ، وخلق كثير . 
وبالإجازة : ابن أبي اليسر  ، والقطب بن عصرون  ، والخضر بن  [ ص: 260 ] حمويه  ، وأحمد بن أبي الخير  ، والعز عبد العزيز بن الصيقل  ، ومحمد بن أبي الدينة   . 
وانتهى إليه علو الإسناد ، ومتع بحواسه وذهنه ، وكان صبورا محبا للرواية . 
دخل مصر  مع أبيه ، وسكن دمياط  مدة ، وحج سبع مرات ، وفاتته عرفة في الثامنة ، تعوق بالبحر . 
قال المنذري  في " الوفيات " سمعت قاضي القضاة أبا محمد الكناني  ، سمعت ابن كليب  يقول : تسريت بمائة وثمان وأربعين جارية ، قال : وكان يخاصم أولاده في ذلك السن ، فيقول : اشتروا لي جارية . 
قال ابن النجار  ألحق الصغار بالكبار ، ومتع بصحته ، وذهنه ، وحسن صورته ، وحمرة وجهه ، وكان لا يمل من السماع ، كتب جزء ابن عرفة  بخطه ، وله بضع وتسعون سنة بخط مليح ، حدث به من لفظه ، وكان من أعيان التجار ، ذا ثروة واسعة ، ثم تضعضع ، واحتاج إلى الأخذ ، وبقي لا يحدث بجزء ابن عرفة  إلا بدينار ، وكان صدوقا ، قرأت عليه كثيرا . 
توفي ليلة السابع والعشرين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					