حنبل 
ابن عبد الله بن فرج بن سعادة ، بقية المسندين أبو علي  وأبو عبد الله الواسطي ثم البغدادي الرصافي المكبر  ، راوي " المسند " كله عن هبة الله بن الحصين  ، وسماعه له بقراءة ابن الخشاب  في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة . وسمع أحاديث من إسماعيل بن السمرقندي  ، وأحمد بن منصور بن المؤمل  ، وكان يكبر بجامع المهدي  ، وينادي في الأملاك . 
حدث عنه ابن الدبيثي  ، وابن النجار  ، وابن خليل  ، وأبو الطاهر بن الأنماطي  ، والتاج القرطبي  ، والموفق محمد بن عمر الأباري  والصدر البكري  ، وخطيب مردى ،  والتقي بن أبي اليسر  ، وأبو الغنائم بن علان  ، وابن أبي عمر  ، والشيخ الفخر  ، وغازي بن الحلاوي  ، وزينب بنت مكي  ، وخلق كثير .  [ ص: 432 ] 
قال أبو شامة :  كان فقيرا جدا ، روى " المسند " بإربل  وبالموصل  ودمشق  ، وكان يمرض بالتخم ، كان السلطان يعمل له الألوان . 
وقال ابن الأنماطي   : كان أبوه قد وقف نفسه على مصالح المسلمين ، والمشي في قضاء حوائجهم ، وكان أكثر همه تجهيز الموتى على الطرق . 
قال ابن نقطة   : حدثنا أبو الطاهر بن الأنماطي  بدمشق  ، قال : حدثني حنبل بن عبد الله  قال : لما ولدت ، مضى أبي إلى الشيخ  عبد القادر الجيلي  ، وقال له : قد ولد لي ابن ما أسميه؟ قال : سمه حنبلا ، وإذا كبر سمعه " مسند "  أحمد بن حنبل  ، قال : فسماني كما أمره ، فلما كبرت سمعني 'المسند " ، وكان هذا من بركة مشورة الشيخ . 
قال ابن الدبيثي  كان دلالا في بيع الأملاك ، سئل عن مولده فذكر ما يدل على أنه في سنة عشر وخمسمائة أو إحدى عشرة إلى أن قال : وتوفي بعد عوده من الشام  في ليلة الجمعة رابع محرم سنة أربع وستمائة . 
قال ابن الأنماطي   : سمعت منه جميع " المسند " ببغداد  أكثره بقراءتي عليه ، في نيف وعشرين مجلسا ، ولما فرغت أخذت أرغبه في السفر إلى الشام  فقلت : يحصل لك مال ويقبل عليك وجوه الناس ورؤساؤهم ، فقال : دعني ; فوالله ما أسافر لأجلهم ، ولا لما يحصل منهم ، وإنما أسافر  [ ص: 433 ] خدمة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروي أحاديثه في بلد لا تروى فيه . 
قال ابن الأنماطي   : اجتمع له جماعة لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق  ، بل لم يجتمع مثلها لأحد ممن روى " المسند " . 
قلت : أسمعه مرة بالبلد ومرة بالجامع المظفري . وفيها : مات عبد الواحد بن سلطان المقرئ  ، وست الكتبة بنت الطراح .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					