من فراسة الحافظ وكراماته : 
قال الحافظ الضياء   : سمعت الحافظ أبا موسى بن عبد الغني  يقول : كنت عند والدي بمصر  ، وهو يذكر فضائل  سفيان الثوري  ، فقلت في نفسي : إن والدي مثله ، فالتفت إلي ، وقال : أين نحن من أولئك ؟ 
سمعت نصر بن رضوان المقرئ  يقول : كان منبر الحافظ  فيه قصر ، وكان الناس يشرفون إليه ، فخطر لي لو كان يعلى قليلا ، فترك الحافظ  القراءة من الجزء ، وقال : بعض الإخوان يشتهي أن يعلى هذا المنبر قليلا ، فزادوا في رجليه .  [ ص: 466 ] 
سمعت أبا موسى بن الحافظ  ، حدثني أبو محمد أخو الياسميني  قال : كنت يوما عند والدك ، فقلت في نفسي : أشتهي لو أن الحافظ  يعطيني ثوبه حتى أكفن فيه . فلما أردت القيام خلع ثوبه الذي يلي جسده وأعطانيه ، وبقي الثوب عندنا كل من مرض تركوه عليه فيعافى . 
سمعت الرضي عبد الرحمن المقدسي  يقول : كنت عند الحافظ  بالقاهرة  فدخل رجل فسلم ودفع إلى الحافظ  دينارين فدفعهما الحافظ  إلي ، وقال : ما كأن قلبي يطيب بهما ، فسألت الرجل : أيش شغلك ؟ قال : كاتب على النطرون - يعني وعليه ضمان . 
حدثني فضائل بن محمد بن علي بن سرور  بجماعيل  ، حدثني ابن عمي بدران بن أبي بكر  ، قال : كنت مع الحافظ  يعني في الدار التي وقفها عليه يوسف المسجف  ، وكان الماء مقطوعا ، فقام في الليل ، وقال : املأ لي الإبريق ، فقضى الحاجة ، وجاء فوقف ، وقال : ما كنت أشتهي الوضوء إلا من البركة ، ثم صبر قليلا فإذا الماء قد جرى ، فانتظر حتى فاضت البركة ، ثم انقطع الماء ، فتوضأ ، فقلت : هذه كرامة لك ، فقال لي : قل أستغفر الله ، لعل الماء كان محتبسا ، لا تقل هذا! وسمعت الرضي عبد الرحمن  يقول : كان رجل قد أعطى الحافظ  جاموسا في البحرة فقال لي : جئ به  [ ص: 467 ] وبعه ، فمضيت فأخذته فنفر كثيرا وبقي جماعة يضحكون منه ، فقلت : اللهم ببركة الحافظ  سهل أمره فسقته مع جاموسين ، فسهل أمره ، ومشى فبعته بقرية . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					