[ ص: 577 ] روح بن عبادة   : حدثنا حجاج الأسود  ، قال : تمنى رجل فقال : ليتني بزهد الحسن  ، وورع ابن سيرين  ، وعبادة عامر بن عبد قيس  ، وفقه  سعيد بن المسيب  ، وذكر مطرف بن الشخير  بشيء . قال : فنظروا في ذلك ، فوجدوه كله كاملا في الحسن   . 
عيسى بن يونس  ، عن الفضيل أبي محمد   : سمعت الحسن  يقول : أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ، جمعت القرآن ، أنظر إلى طلحة بن عبيد الله . الفضيل   : لا يعرف . 
يعقوب الفسوي   : سمعت أبا سلمة التبوذكي  يقول : حفظت عن الحسن  ثمانية آلاف مسألة . 
وقال حماد بن سلمة   : أنبأنا علي بن زيد  ، قال : رأيت  سعيد بن المسيب  ، وعروة  ، والقاسم  في آخرين ; ما رأيت مثل الحسن   . 
وقال جرير بن حازم  ، عن حميد بن هلال  ، قال لنا أبو قتادة   : ما رأيت أحدا أشبه رأيا  بعمر بن الخطاب  منه - يعني الحسن   . 
ابن المبارك  ، عن معمر  ، عن قتادة  ، قال : دخلنا على الحسن  وهو نائم ، وعند رأسه سلة ، فجذبناها فإذا خبز وفاكهة ، فجعلنا نأكل ، فانتبه فرآنا ، فسره ، فتبسم وهو يقرأ : أو صديقكم  لا جناح عليكم . 
حماد بن زيد   : سمعت أيوب  يقول : كان الحسن  يتكلم بكلام كأنه الدر ، فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء  . 
 [ ص: 578 ] وقال السري بن يحيى   : كان الحسن  يصوم البيض ، وأشهر الحرم ، والاثنين والخميس . 
يونس بن عبيد  ، عن الحسن  ، قال : كنا نعاري أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
غالب القطان  ، عن  بكر بن عبد الله المزني  ، قال : من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا ، فلينظر إلى الحسن   . 
وقال قتادة   : كان الحسن  من أعلم الناس بالحلال والحرام  . 
روى أبو عبيد الآجري  ، عن أبي داود  ، قال : لم يحج الحسن  إلا حجتين ، وكان يكون بخراسان   ! وكان يرافق مثل قطري بن الفجاءة  ، والمهلب بن أبي صفرة  ، وكان من الشجعان . 
قال  هشام بن حسان   : كان الحسن  أشجع أهل زمانه . 
وقال أبو عمرو بن العلاء   : ما رأيت أفصح من الحسن  والحجاج   . 
 فضيل بن عياض  ، عن رجل ، عن الحسن  ، قال : ما حليت الجنة لأمة ما حليت لهذه الأمة ، ثم لا ترى لها عاشقا  . 
أبو عبيدة الناجي  ، عن الحسن  ، قال : ابن آدم  ، ترك الخطيئة أهون عليك من معالجة التوبة ; ما يؤمنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة فأنت في غير معمل . 
 [ ص: 579 ] سلام بن مسكين  ، عن الحسن  ، قال : أهينوا الدنيا ; فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها  . 
وقال جعفر بن سليمان   : كان الحسن  من أشد الناس ، وكان المهلب  إذا قاتل المشركين يقدمه  . 
وقال أبو سعيد بن الأعرابي  في " طبقات النساك " : كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون الحسن  ، ويسمعون كلامه ، ويذعنون له بالفقه ، في هذه المعاني خاصة . 
وكان  عمرو بن عبيد  ،  وعبد الواحد بن زيد  من الملازمين له ، وكان له مجلس خاص في منزله ، لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن ، فإن سأله إنسان غيرها ، تبرم به وقال : إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر . 
فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث ، والفقه ، وعلم القرآن ، واللغة ، وسائر العلوم ; وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب ، وكان منهم من يصحبه للحديث ، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان ، ومنهم من يصحبه للبلاغة ، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص ، كعمرو بن عبيد  وأبي جهير  ،  وعبد الواحد بن زيد  ،  وصالح المري  ، وشميط  ، وأبي عبيدة الناجي   ; وكل واحد من هؤلاء اشتهر بحال - يعني في العبادة . 
حماد بن زيد  ، عن أيوب  ، قال : كذب على الحسن  ضربان من  [ ص: 580 ] الناس : قوم القدر رأيهم لينفقوه في الناس بالحسن  ، وقوم في صدورهم شنآن وبغض للحسن   . وأنا نازلته غير مرة في القدر حتى خوفته بالسلطان ، فقال : لا أعود فيه بعد اليوم . فلا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب الحسن  إلا به ، وقد أدركت الحسن   - والله - وما يقوله . 
قال الحمادان ، عن يونس  قال : ما استخف الحسن  شيء ما استخفه القدر . 
حماد بن زيد  ، أن أيوب  وحميدا  خوفا الحسن  بالسلطان ، فقال لهما : ولا تريان ذاك ؟ قالا : لا . قال : لا أعود . 
قال حماد   : لا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب الحسن  إلا به . 
وروى أبو معشر  ، عن إبراهيم  ، أن الحسن  تكلم في القدر . رواه  مغيرة بن مقسم  ، عنه . 
وقال سليمان التيمي   : رجع الحسن  عن قوله في القدر . 
حماد بن سلمة  ، عن حميد  ، سمعت الحسن  يقول : خلق الله الشيطان ، وخلق الخير ، وخلق الشر . فقال رجل : قاتلهم الله ، يكذبون على هذا الشيخ  . 
أبو الأشهب   : سمعت الحسن  يقول في قوله : وحيل بينهم وبين ما يشتهون  قال : حيل بينهم وبين الإيمان  . 
وقال حماد  ، عن حميد  ، قال : قرأت القرآن كله على الحسن  ، ففسره  [ ص: 581 ] لي أجمع على الإثبات ، فسألته عن قوله : كذلك سلكناه في قلوب المجرمين  قال : الشرك سلكه الله في قلوبهم  . 
حماد بن زيد  ، عن خالد الحذاء  ، قال : سأل الرجل الحسن  فقال : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك  ؟ قال : أهل رحمته لا يختلفون ، ولذلك خلقهم ، خلق هؤلاء لجنته ، وخلق هؤلاء لناره . فقلت : يا أبا سعيد  ، آدم  خلق للسماء أم للأرض ؟ قال : للأرض خلق . قلت : أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال : لم يكن بد من أن يأكل منها ; لأنه خلق للأرض . فقلت : ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم  ؟ قال : نعم ، الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم . 
أبو هلال محمد بن سليم   : دخلت على الحسن  يوم الجمعة ولم يكن جمع ، فقلت : يا أبا سعيد  ، أما جمعت ؟ قال : أردت ذلك ، ولكن منعني قضاء الله . 
منصور بن زاذان   : سألنا الحسن  عن القرآن ، ففسره كله على الإثبات . 
ضمرة بن ربيعة  ، عن رجاء  ، عن ابن عون  ، عن الحسن  ، قال : من كذب بالقدر فقد كفر  . 
حماد بن زيد  ، عن ابن عون  ، قال : لما ولي الحسن  القضاء كلمني  [ ص: 582 ] رجل أن أكلمه في مال يتيم يدفع إليه ويضمه ، فكلمته فقال : أتعرف الرجل ؟ قلت : نعم . قال : فدفعه إليه . 
رجاء بن سلمة  ، عن ابن عون  ، عن ابن سيرين   - وقيل له في الحسن   : وما كان ينحل إليه أهل القدر ؟ قال : كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل ، لو فسروه لهم لساءهم . 
ابن أبي عروبة   : كلمت مطرا الوراق  في بيع المصاحف ، فقال : قد كان حبرا الأمة - أو فقيها الأمة - لا يريان به بأسا : الحسن   والشعبي   . 
ابن شوذب  ، عن مطر  ، قال : دخلنا على الحسن  نعوده ، فما كان في البيت شيء ; لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه . 
 عبد الرزاق بن همام  ، عن أبيه ، قال : ولي وهب  القضاء زمن عمر بن عبد العزيز  فلم يحمد فهمه ، فحدثت به معمرا  ، فتبسم وقال : ولي الحسن  القضاء زمن عمر بن عبد العزيز  فلم يحمد فهمه . 
وقال أبو سعيد بن الأعرابي   : كان يجلس إلى الحسن  طائفة من هؤلاء ، فيتكلم في الخصوص ، حتى نسبته القدرية  إلى الجبر ، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر ; كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس  [ ص: 583 ] عنده ، وتفاوتهم في الأخذ عنه ، وهو بريء من القدر ومن كل بدعة . 
قلت : وقد مر إثبات الحسن  للأقدار من غير وجه عنه سوى حكاية أيوب  عنه ، فلعلها هفوة منه ورجع عنها ولله الحمد . 
كما نقل أحمد الأبار  في " تاريخه " : حدثنا مؤمل بن إهاب  ، حدثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن قتادة  ، عن الحسن  ، قال : الخير بقدر ، والشر ليس بقدر . 
قلت : قد رمي قتادة  بالقدر . 
قال غندر  ، عن شعبة   : رأيت على الحسن  عمامة سوداء . 
وقال سلام بن مسكين   : رأيت على الحسن  طيلسانا كأنما يجري فيه الماء ، وخميصة كأنها خز . 
وقال ابن عون   : كان الحسن  يروي بالمعنى . 
أيوب   : قيل لابن الأشعث   : إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة  ، فأخرج الحسن   . فأرسل إليه ، فأكرهه . 
قال سليم بن أخضر   : حدثنا ابن عون   : قالوا لابن الأشعث   : أخرج الحسن  ، قال ابن عون   : فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء ، فغفلوا عنه ، فألقى نفسه في نهر حتى نجا منهم ، وكاد يهلك يومئذ . 
وقال القاسم الحداني   : رأيت الحسن  قاعدا في أصل منبر ابن الأشعث   . 
هشام  ، عن الحسن  ، قال : كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره . 
 [ ص: 584 ] حماد   : سمعت ثابتا يقول : لولا أن تصنعوا بى ما صنعتم بالحسن  حدثتكم أحاديث مونقة . ثم قال : منعوه القائلة ، منعوه النوم  . 
حميد الطويل   : كان الحسن  يقول : اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم ; فإنهم سيصحبونك بمثله  . 
قال أيوب   : ما وجدت ريح مرقة طبخت أطيب من ريح قدر الحسن   . 
وقال أبو هلال   : قلما دخلنا على الحسن  إلا وقد رأينا قدرا يفوح منها ريح طيبة . 
مسلم بن إبراهيم   : حدثنا إياس بن أبي تميمة   : شهدت الحسن  في جنازة أبي رجاء  على بغلة ،  والفرزدق  إلى جنبه على بعير ، فقال له  الفرزدق   : قد استشرفنا الناس ، يقولون : خير الناس وشر الناس ; قال : يا أبا فراس  ، كم من أشعث أغبر ، ذي طمرين ، خير مني ، وكم من شيخ مشرك أنت خير منه ، ما أعددت للموت ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : إن معها شروطا ، فإياك وقذف المحصنة . قال : هل من توبة ؟ قال : نعم . 
ضمرة  ، عن أصبغ بن زيد  ، قال : مات الحسن  وترك كتبا فيها علم . 
موسى بن إسماعيل   : حدثنا سهل بن الحصين الباهلي  ، قال : بعثت إلى عبد الله بن الحسن البصري   : ابعث إلي بكتب أبيك ، فبعث إلي أنه لما ثقل قال لي : اجمعها لي ، فجمعتها له وما أدري ما يصنع بها ، فأتيت بها فقال للخادم : اسجر التنور ، ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة فبعث بها إلي وأخبرني أنه كان يقول : ارو ما في هذه الصحيفة . ثم لقيته بعد فأخبرني به مشافهة بمثل ما أدى الرسول . 
 [ ص: 585 ] وعن علقمة بن مرثد  في ذكر الثمانية من التابعين ، قال : وأما الحسن  فما رأينا أحدا أطول حزنا منه ; ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة . ثم قال : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا . وقال : لا أقبل منكم شيئا ; ويحك يا ابن آدم  ، هل لك بمحاربة الله - يعني قوة - والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، فيتصدق ببعضه ولعله أجوع إليه ممن يتصدق به عليه .  . 
قال أيوب السختياني   : لو رأيت الحسن  لقلت : إنك لم تجالس فقيها قط  . 
وعن الأعمش  ، قال : ما زال الحسن  يعي الحكمة حتى نطق بها ، وكان إذا ذكر الحسن  عند  أبي جعفر الباقر  قال : ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء  . 
صالح المري  ، عن الحسن  قال : ابن آدم  ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ، ذهب بعضك . 
 مبارك بن فضالة   : سمعت الحسن  يقول : فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لب فرحا  . 
وروى ثابت  عنه ، قال : ضحك المؤمن غفلة من قلبه . 
 [ ص: 586 ] أبو نعيم  في " الحلية " حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل  ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد  ، حدثنا أحمد بن زياد  ، حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز  حدثنا فضيل بن جعفر  ، قال : خرج الحسن  من عند ابن هبيرة  فإذا هو بالقراء على الباب فقال : ما يجلسكم هاهنا ؟ تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء ، أما والله ما مجالستهم مجالسة الأبرار ; تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، قد فرطحتم نعالكم ، وشمرتم ثيابكم ، وجززتم شعوركم ; فضحتم القراء فضحكم الله ، والله لو زهدتم فيما عندهم ، لرغبوا فيما عندكم ، ولكنكم رغبتم فيما عندهم ، فزهدوا فيكم ، أبعد الله من أبعد . 
وعن الحسن  ، قال : ابن آدم  ، السكين تحد ، والكبش يعلف ، والتنور يسجر . 
ابن المبارك   : حدثنا طلحة بن صبيح  ، عن الحسن  ، قال : المؤمن من علم أن ما قال الله كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملا ، وأشد الناس وجلا ، فلو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، لا يزداد صلاحا وبرا إلا ازداد فرقا ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي ، فيسيء العمل ويتمنى على الله . 
الطيالسي  في " المسند " الذي سمعناه : حدثنا جسر أبو جعفر  ، عن الحسن  ، عن  أبي هريرة  ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من قرأ " يس " في ليلة التماس وجه الله غفر له  . 
 [ ص: 587 ] رواه يونس بن عبيد  وغيره عن الحسن   . 
خالد بن خداش   : حدثنا صالح المري  ، عن يونس  ، قال : لما حضرت الحسن  الوفاة جعل يسترجع ، فقام إليه ابنه فقال : يا أبت قد غممتنا ، فهل رأيت شيئا ؟ قال : هي نفسي لم أصب بمثلها . 
قال  هشام بن حسان   : كنا عند محمد  عشية يوم الخميس ، فدخل عليه رجل بعد العصر ، فقال : مات الحسن   . فترحم عليه محمد  وتغير لونه وأمسك عن الكلام ، فما تكلم حتى غربت الشمس ، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه . 
قلت : وما عاش  محمد بن سيرين  بعد الحسن  إلا مائة يوم . 
قال  ابن علية   : مات الحسن  في رجب سنة عشر ومائة . 
وقال عبد الله بن الحسن   : إن أباه عاش نحوا من ثمان وثمانين سنة . 
قلت : مات في أول رجب ، وكانت جنازته مشهودة ، صلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة  ، فشيعه الخلق ، وازدحموا عليه ، حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع . 
ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة ، فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ، ومقام كريم . 
قلت : اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن  ، عن سمرة  ، وهي نحو من خمسين حديثا ، فقد ثبت سماعه من سمرة  ، فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة . 
وقال عفان   : حدثنا همام  ، عن قتادة  ، حدثني الحسن  ، عن هياج بن  [ ص: 588 ] عمران البرجمي  ، أن غلاما له أبق ، فجعل عليه إن قدر عليه أن يقطع يده فلما قدر عليه بعثنى إلى عمران  فسألته ، فقال : أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ، ويتجاوز عن غلامه . قال : وبعثني إلى سمرة ،  فقال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة ليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه . 
قال قائل : إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن   : عن فلان ، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين ; لأن الحسن  معروف بالتدليس ، ويدلس عن الضعفاء ، فيبقى في النفس من ذلك ; فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة  ، يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة   . والله أعلم . 
				
						
						
