عتبة بن غزوان 
ابن جابر بن وهيب ، السيد الأمير المجاهد أبو غزوان المازني ، حليف بني عبد شمس   . 
أسلم سابع سبعة في الإسلام ، وهاجر إلى الحبشة  ، ثم شهد بدرا  والمشاهد . وكان أحد الرماة المذكورين ، ومن أمراء الغزاة ، وهو الذي اختط البصرة  وأنشأها . 
حدث عنه خالد بن عمير العدوي  ، وقبيصة بن جابر  ،  وهارون بن رئاب  ، والحسن البصري  ، ولم يلحقاه ، وغنيم بن قيس المازني   . وقيل : كنيته أبو عبد الله .  [ ص: 305 ] 
ابن سعد   : أنبأنا محمد بن عمر  ، حدثنا جبير بن عبد الله  ، وإبراهيم بن عبد الله  من ولد  عتبة بن غزوان   . 
قالا : استعمل عمر   عتبة بن غزوان  على البصرة  فهو الذي مصر البصرة  واختطها ، وكانت قبلها الأبلة ، وبنى المسجد بقصب ، ولم يبن بها دارا . 
وقيل : كانت البصرة  قبل تسمى أرض الهند  ، فأول ما نزلها عتبة  ، كان في ثمان مائة ، وسميت البصرة  بحجارة سود كانت هناك ، فلما كثروا بنوا سبع دساكر من لبن ، اثنتين منها في الخريبة ، فكان أهلها يغزون جبال فارس   . 
قال ابن سعد   : كان سعد  يكتب إلى عتبة  وهو عامله ، فوجد من ذلك ، واستأذن عمر  أن يقدم عليه ، فأذن له . فاستخلف على البصرة  المغيرة  ، فشكا إلى عمر  تسلط سعد  عليه ، فسكت عمر  ، فأعاد عليه عتبة  وأكثر ، قال : وما عليك يا عتبة  أن تقر بالأمر لرجل من قريش  ؟ قال : أولست من قريش  ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حليف القوم منهم ولي صحبة قديمة . قال : لا  [ ص: 306 ] ننكر ذلك من فضلك . قال : أما إذ صار الأمر إلى هذا ، فوالله لا أرجع إلى البصرة  أبدا . فأبى عمر  ورده ، فمات بالطريق ، أصابه البطن . 
وقدم سويد  غلامه بتركته على عمر  ، وذلك سنة سبع عشرة - رضي الله عنه . 
توفي بطريق البصرة  وافدا إلى المدينة  سنة سبع عشرة وقيل : مات سنة خمس عشرة وعاش سبعا وخمسين سنة - رضي الله عنه . له حديث في صحيح مسلم   . 
أبو نعامة السعدي   : عن خالد بن عمير  وشويس  قالا : خطبنا  عتبة بن غزوان  فقال : ألا إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وإنكم في دار تنتقلون عنها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم  . وذكر الحديث . 
				
						
						
