سليمان بن موسى ( 4 ) 
الإمام الكبير مفتي دمشق  أبو أيوب ، ويقال : أبو هشام ، وأبو الربيع الدمشقي الأشدق ، مولى آل معاوية بن أبي سفيان . 
 [ ص: 434 ] يروي عن  جابر بن عبد الله  ، وأبي أمامة  ، ومالك بن يخامر  ، وأبي سيارة المتعي  ،  وواثلة بن الأسقع  ، وغالبه مرسل . ويروي عن كثير بن مرة  ، فلعله أدركه ، وعن طاوس  ،  ونافع بن جبير  ، وكريب  ،  والقاسم بن محمد  ،  وعطاء بن أبي رباح  ، ونافع  ،  وعمرو بن شعيب  ، ومكحول  ،  وابن شهاب  ، ونصير مولى معاوية  وعدة . 
روى عنه  ابن جريج  ،  وثور بن يزيد  ، ورجاء بن أبي سلمة  ، وزيد بن واقد  ، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي  ، ومحمد بن راشد المكحول  ،  والأوزاعي  ، وسعيد بن عبد العزيز  ، وأبو معيد حفص بن غيلان  ، وابن لهيعة  ،  وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر  ، ومسرة بن معبد  ، ومعاوية بن يحيى الصدفي   :  وهمام بن يحيى  ، والزبيدي  ، وخلق كثير . 
قال سعيد بن عبد العزيز   : كان  سليمان بن موسى  أعلم أهل الشام   بعد مكحول  ، ولو قيل لي : من أفضل الناس ؟ لأخذت بيد سليمان   . 
وكان عطاء  إذا جاء  سليمان بن موسى  ، يقول : كفوا عن المسألة ، فقد جاءكم من يكفيكم المسألة  . 
قال أبو مسهر   : قال لي سعيد بن عبد العزيز   : ما رأيت أحسن مسألة منك بعد  سليمان بن موسى   . 
قال سعيد   : قال  سليمان بن موسى   : حسن المسألة نصف العلم . 
قال ابن عيينة   : لا نعلم مكحولا  خلف بالشام  مثل يزيد بن يزيد  ، إلا ما ذكره  ابن جريج  من  سليمان بن موسى   . 
وقال مطعم بن المقدام   : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : سيد شباب أهل الحجاز    ابن جريج  ، وسيد شباب أهل العراق   الحجاج بن أرطاة  ، وسيد شباب أهل الشام    سليمان بن موسى   . 
 [ ص: 435 ] وقال شعيب  عن الزهري   : إن مكحولا  يأتينا ،  وسليمان بن موسى ،  وايم الله أحفظ الرجلين  . 
وقال مروان الطاطري   : سمعت ابن لهيعة  يقول : ما لقيت مثله يعني :  سليمان بن موسى   . فقلت له : ولا  الأعرج  ؟ قال : ما رأيت مثل  سليمان بن موسى   . 
قال زيد بن واقد   : عاش  سليمان بن موسى  بعد مكحول  سنتين ، فكنا نجلس إليه بعد مكحول   . فكان يأخذ كل يوم في باب من العلم ، فلا يقطعه حتى يفرغ منه ، ثم يأخذ في باب غيره ، فقلت له يوما : يا أبا الربيع  جزاك الله عنا خيرا ، فإنك تحدثنا بما نريد وما لا نعقله . فلو بقي لنا لكفانا الناس  . 
قال أبو مسهر   : كان أعلى أصحاب مكحول   سليمان بن موسى  ، ومعه يزيد بن يزيد بن جابر   . 
قال  دحيم   : هو ثقة . 
وقال أحمد بن أبي خيثمة  عن يحيى   :  سليمان بن موسى  ، عن مالك بن يخامر  مرسلا ، وعن جابر  مرسلا . 
وقال أبو مسهر   : لم يدرك سليمان  كثير بن مرة  ، ولا عبد الرحمن بن غنم   . 
وقال عثمان الدارمي   : قلت  ليحيى بن معين   :  سليمان بن موسى  ما حاله في الزهري  ؟ قال : ثقة . وقال أبو حاتم   : محله الصدق ، وفي حديثه بعض الاضطراب ، ولا أعلم أحدا من أصحاب مكحول  أفقه منه ولا أثبت منه . 
وقال أيضا : أختار من أهل الشام   بعد الزهري  ومكحول  للفقه  سليمان بن موسى   . 
وقال  البخاري   : عنده مناكير . 
وقال  النسائي   : هو أحد الفقهاء ، وليس بالقوي في الحديث . وقال مرة : في حديثه شيء . 
وقال  ابن عدي   : هو فقيه راو ، حدث عنه الثقات ، وهو أحد العلماء . روى أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره ، وهو عندي ثبت صدوق . 
 [ ص: 436 ] قال أبو مسهر   : حدثنا سعيد بن عبد العزيز  ، حدثنا  سليمان بن موسى  بصحيفة حفظها ، فأعجبه ذلك ، فقال له مكحول   : أتعجب ؟ ! ما سمعت شيئا فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريده . 
وقال عباس بن محمد   : قلت ليحيى   : حديث لا نكاح إلا بولي يرويه  ابن جريج  ، فقال : لا يصح في هذا شيء إلا حديث  سليمان بن موسى   . 
قال أحمد بن أبي يحيى   : سمعت  أحمد بن حنبل  يقول : حديث أفطر الحاجم والمحجوم ولا نكاح إلا بولي أحاديث يشبه بعضها بعضا وأنا أذهب إليها . 
قلت : روى الثقات عن  ابن جريج  ، عن  سليمان بن موسى  ، عن الزهري  ، عن عروة  ، عن عائشة  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، . ولها مهرها بما أصاب منها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له  . 
 وعيسى بن يونس  ، عن  ابن جريج  نحوه ، ولفظه لا نكاح إلا بولي ، وشاهدي عدل ثم قال  ابن عدي   : رواه مع سليمان يزيد بن أبي حبيب  ،  [ ص: 437 ]  وحجاج بن أرطاة  ، وقرة بن حيوئيل  ،  وأيوب بن موسى  ،  وسفيان بن عيينة  ، وإبراهيم بن سعد  ، وكلها طرق غريبة ، سوى حجاج  ، وطريقه مشهور . 
قلت : وهو صاحب حديث زمارة الراعي عن نافع  ، عن ابن عمر   . 
وروى  ابن جريج  عنه ، عن الزهري  ، عن عروة  ، عن عائشة  مرفوعا : المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا بد منه  . 
قال  دحيم   : مات سنة خمس عشرة ومائة وقال أبو عبيد  ، وابن سعد  ، وخليفة  ، وجماعة : مات سنة تسع عشرة ومائة وله شيء في مقدمة مسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					