[ ص: 224 ] إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين   والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون  هذا من المأمور بقوله ، وفصلت هذه الجملة عن جملة ادعوا شركاءكم  لوقوعها موقع العلة لمضمون التحدي في قوله ادعوا شركاءكم  الآية الذي هو تحقق عجزهم عن كيده ، فهذا تعليل لعدم الاكتراث بتألبهم عليه واستنصارهم بشركائهم ، ولثقته بأنه منتصر عليهم بما دل عليه الأمر والنهي التعجيزيان . والتأكيد لرد الإنكار . 
والولي الناصر والكافي وقد تقدم عند قوله - تعالى - قل أغير الله أتخذ وليا    . 
وإجراء الصفة لاسم الله بالموصولية لما تدل عليه الصلة من علاقات الولاية ، فإن إنزال الكتاب عليه وهو أمي دليل اصطفائه وتوليه . 
والتعريف في الكتاب للعهد ، أي الكتاب الذي عهدتموه وسمعتموه وعجزتم عن معارضته وهو القرآن ، أي المقدار الذي نزل منه إلى حد نزول هذه الآية . 
وجملة وهو يتولى الصالحين  معترضة والواو اعتراضية . 
ومجيء المسند فعلا مضارعا لقصد الدلالة على استمرار هذا التولي وتجدده وأنه سنة إلهية ، فكما تولى النبيء يتولى المؤمنين أيضا ، وهذه بشارة للمسلمين المستقيمين على صراط نبيهم - صلى الله عليه وسلم - بأن ينصرهم الله كما نصر نبيه وأولياءه . 
والصالحون هم الذين صلحت أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح . 
وجملة والذين تدعون من دونه  عطف على جملة إن وليي الله  ، وسلوك طريق الموصولية في التعبير عن الأصنام للتنبيه على خطأ المخاطبين في دعائهم إياها من دون الله مع ظهور عدم استحقاقها للعبادة ، بعجزها عن نصر أتباعها وعن نصر أنفسها . والقول في لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون  كالقول في نظيره السابق آنفا . 
وأعيد لأنه هنا خطاب للمشركين ، وهنالك حكاية عنهم للنبيء والمسلمين ، وإبانة المضادة بين شأن ولي المؤمنين وحال أولياء المشركين وليكون الدليل مستقلا في الموضعين مع ما يحصل في تكريره من تأكيد مضمونه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					