وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير   
عطف على وأن استغفروا ربكم  فهو من تمام ما جاء تفسيرا لـ أحكمت آياته ثم فصلت  وهو مما أوحي به إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغه إلى الناس . 
وتولوا : أصله تتولوا ، حذفت إحدى التائين تخفيفا . 
 [ ص: 319 ] وتأكيد جملة الجزاء بـ إن وبكون المسند إليه فيها اسما مخبرا عنه بالجملة الفعلية لقصد شدة تأكيد توقع العذاب . 
وتنكير يوم للتهويل ، لتذهب نفوسهم للاحتمال الممكن أن يكون يوما في الدنيا أو في الآخرة ; لأنهم كانوا ينكرون الحشر ، فتخويفهم بعذاب الدنيا أوقع في نفوسهم . وبذلك يكون تنكير يوم صالحا لإيقاعه مقابلا للجزاءين في قوله : يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله  ، فيقدر السامع : إن توليتم فإني أخاف عليكم عذابين كما رجوت لكم إن استغفرتم ثوابين . 
ووصفه بالكبير لزيادة تهويله ، والمراد بالكبر الكبر المعنوي ، وهو شدة ما يقع فيه ، أعني العذاب ، فوصف اليوم بالكبر مجاز عقلي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					