[ ص: 11 ] ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون   
هذه الجملة واقعة موقع الجواب عن كلامهم إذ يقولون ما يحبس عنا العذاب ، فلذلك فصلت كما تفصل المحاورة . وهذا تهديد وتخويف بأنه لا يصرف عنهم ولكنه مؤخر . 
وافتتح الكلام بحرف التنبيه للاهتمام بالخبر لتحقيقه وإدخال الروع في ضمائرهم . 
وتقديم الظرف للإيماء بأن إتيان العذاب لا شك فيه حتى أنه يوقت بوقت . 
والصرف : الدفع والإقصاء . 
والحوق : الإحاطة . 
والمعنى أنه حال بهم حلولا لا مخلص منه بحال . 
وجملة وحاق بهم في موضع الحال أو معطوفة على خبر ليس 
وصيغة المضي مستعملة في معنى التحقق ، وهذا عذاب القتل يوم بدر . 
وماصدق " ما كانوا به يستهزئون    " هو العذاب ، وباء به سببية أي بسبب ذكره فإن ذكر العذاب كان سببا لاستهزائهم حين توعدهم به النبيء - صلى الله عليه وسلم . 
والإتيان بالموصول في موضع الضمير للإيماء إلى أن استهزاءهم كان من أسباب غضب الله عليهم . وتقديره إحاطة العذاب بهم بحيث لا يجدون منه مخلصا . 
				
						
						
