[ ص: 182 ] واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين   عطف على جملة فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء  الآيات ؛ لأنها سيقت مساق التثبيت من جراء تأخير عقاب الذين كذبوا . 
ومناسبة وقوع الأمر بالصبر عقب الأمر بالاستقامة والنهي عن الركون إلى الذين ظلموا  ، أن المأمورات لا تخلو عن مشقة عظيمة ومخالفة لهوى كثير من النفوس ، فناسب أن يكون الأمر بالصبر بعد ذلك ليكون الصبر على الجميع كل بما يناسبه . 
وتوجيه الخطاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تنويه به . والمقصود هو وأمته  بقرينة التعليل بقوله : فإن الله لا يضيع أجر المحسنين لما فيه من العموم والتفريع المقتضي جمعهما أن الصبر من حسنات المحسنين وإلا لما كان للتفريع موقع . وحرف التأكيد مجلوب للاهتمام بالخبر . 
وسمي الثواب أجرا لوقوعه جزاء على الأعمال وموعودا به فأشبه الأجر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					