فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين   تفريع على جملة لعلكم تسلمون  وقع اعتراضا بين جملة كذلك يتم نعمته عليكم  وجملة ويوم نبعث من كل أمة شهيدا    . 
وقد حول الخطاب عنهم إلى خطاب النبيء صلى الله عليه وسلم وهو نوع من الالتفات من أسلوب إلى أسلوب ، والتفات عمن كان الكلام موجها إليه بتوجيه الكلام إلى شخص آخر . 
والمعنى : كذلك يتم نعمته عليكم لتسلموا فإن لم يسلموا فإنما عليك البلاغ . 
والمقصود : تسلية النبيء صلى الله عليه وسلم على عدم استجابتهم . 
والتولي : الإعراض ، وفعل ( تولوا ) هنا بصيغة المضي ، أي فإن أعرضوا عن الدعوة فلا تقصير منك ، ولا غضاضة عليك فإنك قد بلغت البلاغ المبين للمحجة . 
والقصر إضافي ؛ أي ما عليك إلا البلاغ لا تقليب قلوبهم إلى الإسلام ، أو لا تولي جزاءهم على الإعراض ، بل علينا جزاؤهم كقوله تعالى فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب    . 
وجعل هذا جوابا لجملة ( فإن تولوا ) من إقامة السبب والعلة مقام المسبب والمعلول ، وتقدير الكلام : فإن تولوا فلا تقصير ولا مؤاخذة عليك   [ ص: 242 ] لأنك ما عليك إلا البلاغ ، ونظير هذه قوله تعالى وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					