إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
أي في ذلك المذكور من تسخير البحر وتسخير ما في السماوات والأرض دلائل على تفرد الله بالإلهية فهي وإن كانت مننا يحق أن يشكرها الناس فإنها أيضا دلائل إذا تفكر فيها المنعم عليهم اهتدوا بها ، فحصلت لهم منها ملائمات جسمانية ومعارف نفسانية ، وبهذا الاعتبار كانت في عداد الآيات المذكورة قبلها من قوله إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين ، وإنما أخرت عنها لأنها ذكرت في معرض الامتنان بأنها نعم ، ثم عقبت بالتنبيه على أنها أيضا دلائل على تفرد الله بالخلق .
[ ص: 338 ] وأوثر التفكر بالذكر في آخر صفات المستدلين بالآيات ، لأن الفكر هو منبع الإيمان والإيقان والعلم المتقدمة في قوله لآيات للمؤمنين ، لآيات لقوم يؤمنون ، آيات لقوم يعقلون .