سورة الضحى
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كثير من كتب التفسير وفي جامع الترمذي ( سورة الضحى ) بدون الواو .
وسميت في كثير من التفاسير وفي صحيح البخاري ( سورة والضحى ) بإثبات الواو .
ولم يبلغنا عن الصحابة خبر صحيح في تسميتها .
وهي مكية بالاتفاق .
وسبب نزولها ما ثبت في الصحيحين يزيد أحدهما على الآخر عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي قال : " دميت إصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتكى ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة وهي أم جميل بنت حرب زوج أبي لهب كما في رواية عن ابن عباس ذكرها ابن عطية فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث . فأنزل الله ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .
وروى الترمذي عن ابن عيينة عن الأسود عن جندب البجلي قال : " كنت مع النبيء - صلى الله عليه وسلم - في غار فدميت إصبعه فقال :
هل أنت إلا إصبع دميت ، وفي سبيل الله ما لقيت
. قال : فأبطأ عليه جبريل ، فقال المشركون : قد ودع محمد . فأنزل الله تعالى ( ما ودعك ربك وما قلى ) . وقال : حديث حسن صحيح .ويظهر أن قول أم جميل لم يسمعه جندب ; لأن جندبا كان من صغار الصحابة ، وكان يروي عن أبي بن كعب وعن حذيفة كما قال ابن عبد البر . ولعله أسلم بعد الهجرة فلم يكن قوله : " كنت مع النبيء - صلى الله عليه وسلم - في غار " مقارنا لقول المشركين : [ ص: 394 ] " وقد ودع محمد " . ولعل جندبا روى حديثين جمعهما ابن عيينة . وقيل : إن كلمة " في غار " تصحيف ، وأن أصلها : " كنت غازيا " . ويتعين حينئذ أن يكون حديثه جمع حديثين .
وعدت هذه السورة حادية عشرة في ترتيب نزول السور ، نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح .
وعدد آيها إحدى عشرة آية .
وهي أول سورة في قصار المفصل .


