ذلك لمن خشي ربه   
تذييل آت على ما تقدم من الوعد للذين آمنوا والوعيد للذين كفروا بين به سبب العطاء وسبب الحرمان ، وهو خشية الله تعالى بمنطوق الصلة ومفهومها . 
والإشارة إلى الجزاء المذكور في قوله : جزاؤهم عند ربهم  يعني : أن السبب الذي أنالهم ذلك الجزاء هو خشيتهم الله ، فإنهم لما خشوا الله توقعوا غضبه إذا لم   [ ص: 487 ] يصغوا إلى من يقول لهم : إني رسول الله إليكم ، فأقبلوا على النظر في دلائل صدق الرسول فاهتدوا وآمنوا ، وأما الذين آثروا حظوظ الدنيا ، فأعرضوا عن دعوة رسول من عند الله ، ولم يتوقعوا غضب مرسله فبقوا في ضلالهم . 
فما صدق من خشي ربه  هم المؤمنون ، واللام للملك ، أي : ذلك الجزاء للمؤمنين الذين خشوا ربهم  ، فإذا كان ذلك ملكا لهم لم يكن شيء منه ملكا لغيرهم ، فأفاد حرمان الكفرة المتقدم ذكرهم ، وتم التذييل . 
وفي ذكر الرب هنا دون أن يقال : ذلك لمن خشي الله - تعريض بأن الكفار لم يرعوا حق الربوبية إذا لم يخشوا ربهم فهم عبيد سوء . 
				
						
						
