ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله  واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما    . 
عطف على جملة فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم  توبيخا لهم على تحاكمهم إذ كان ذلك عصيانا على عصيان ، فإنهم ما كفاهم أن أعرضوا عن تحكيم الرسول حتى زادوا فصدوا عمن قال لهم : تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول    . فلو   [ ص: 110 ] استفاقوا حينئذ من غلوائهم لعلموا أن إرادتهم أن يتحاكموا إلى الكفار والكهنة جريمة يجب الاستغفار منها ولكنهم أصروا واستكبروا . وفي ذكر " لو " وجعل لوجدوا الله توابا رحيما  جوابا لها إشارة إلى أنهم لما لم يفعلوا فقد حرموا الغفران . 
وكان فعل هذا المنافق ظلما لنفسه ، لأنه أقحمها في معصية الله ومعصية الرسول ، فجر لها عقاب الآخرة وعرضها لمصائب الانتقام في العاجلة . 
				
						
						
