ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون     . 
تذييل لحكم شرع القصاص على بني إسرائيل  ، وهو خبر مستعمل كناية عن إعراضهم عن الشريعة ، وأنهم مع ما شدد عليهم في شأن القتل لم يزالوا يقتلون ، كما أشعر به قوله " بعد ذلك " أي بعد أن جاءتهم رسلنا بالبينات . وحذف متعلق " مسرفون " لقصد التعميم . والمراد مسرفون في المفاسد التي منها قتل الأنفس بقرينة قوله : في الأرض ، فقد كثر في استعمال القرآن ذكر " في الأرض " مع ذكر الإفساد . 
وجملة ثم إن كثيرا منهم  عطف على جملة ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات    . و " ثم " للتراخي في الرتبة ، لأن مجيء الرسل بالبينات شأن عجيب ، والإسراف في الأرض بعد تلك البينات أعجب . وذكر ( في الأرض ) لتصوير هذا الإسراف عند السامع وتفظيعه ، كما في قوله تعالى ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها    . وتقديم في الأرض للاهتمام وهو يفيد زيادة تفظيع الإسراف فيها مع أهمية شأنها . 
وقرأ الجمهور " رسلنا " بضم السين . وقرأه أبو عمرو  ويعقوب  بإسكان السين . 
				
						
						
