(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) .
لما ذكر تعالى وصف المشركين في اعتقادهم آلهتهم وأنها تضر وتنفع ، وأتبع ذلك بقصة إبليس مع
[ ص: 60 ] آدم ، وتمكينه من وسوسة ذريته وتسويله ، ذكر ما يدل من أفعاله على وحدانيته ، وأنه هو النافع الضار المتصرف في خلقه بما يشاء ، فذكر إحسانه إليهم بحرا وبرا ، وأنه تعالى متمكن بقدرته مما يريده . وإزجاء الفلك سوقها من مكان إلى مكان بالريح اللينة والمجاديف ، وذلك من رحمته بعباده ، وابتغاء الفضل طلب التجارة أو الحج فيه أو الغزو . والضر في البحر الخوف من الغرق باضطرابه وعصف الريح ، ومعنى ( ضل ) ذهب عن أوهامكم من تدعونه إلها فيشفع أو ينفع ، أو ( ضل ) من تعبدونه إلا الله وحده فتفردونه إذ ذاك بالالتجاء إليه والاعتقاد أنه لا يكشف الضر إلا هو ولا يرجون لكشف الضر غيره . ثم ذكر حالهم إذ كشف عنهم من إعراضهم عنه وكفرانهم نعمة إنجائهم من الغرق ، وجاءت صفة ( كفورا ) دلالة على المبالغة ، ثم لم يخاطبهم بذلك بل أسند ذلك إلى الإنسان لطفا بهم وإحالة على الجنس إذ كل أحد لا يكاد يؤدي شكر نعم الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المراد بالإنسان الكفار ، والظاهر أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إلا إياه ) استثناء منقطع ; لأنه لم يندرج من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67من تدعون ) إذ المعنى ضلت آلهتهم أي : معبوداتهم وهم لا يعبدون الله . وقيل : هو استثناء متصل وهذا على معنى ضل من يلجئون إليه ، وهم كانوا يلجئون في بعض أمورهم إلى معبوداتهم ، وفي هذه الحالة لا يلجئون إلا إلى الله والهمزة في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم ) للإنكار . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والفاء للعطف على محذوف تقديره أنجوتم فأمنتم . انتهى . وتقدم لنا الكلام معه في دعواه أن الفاء والواو في مثل هذا التركيب للعطف على محذوف بين الهمزة وحرف العطف ، وأن مذهب الجماعة أن لا محذوف هناك ، وأن الفاء والواو للعطف على ما قبلها وأنه اعتنى بهمزة الاستفهام لكونها لها صدر الكلام فقدمت والنية التأخير ، وأن التقدير فأمنتم . وقد رجع
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إلى مذهب الجماعة ، والخطاب للسابق ذكرهم أي أفأمنتم أيها الناجون المعرضون عن صنع الله الذي نجاكم ، وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب ) على المفعول به بنخسف ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=81فخسفنا به وبداره الأرض ) والمعنى أن نغيره بكم فتهلكون بذلك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أن نقلبه وأنتم عليه . وقال
الحوفي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب البر ) منصوب على الظرف ، ولما كان الخسف تغييبا في التراب قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب البر ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68بكم ) حال أي : نخسف (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب البر ) مصحوبا بكم . وقيل : الباء للسبب أي : بسببكم ، ويكون المعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب البر ) الذي أنتم فيه ، فيحصل بخسفه إهلاكهم وإلا فلا يلزم من خسف (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جانب البر ) بسببهم إهلاكهم .
قال
قتادة : الحاصب الحجارة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : رام يرميكم بحجارة من سجيل ، والمعنى أن قدرته تعالى بالغة ، فإن كان نجاكم من الغرق وكفرتم نعمته فلا تأمنوا إهلاكه إياكم وأنتم في البر ، إما بأمر يكون من تحتكم وهو تغوير الأرض بكم ، أو من فوقكم بإرسال حاصب عليكم ، وهذه الغاية في تمكن القدرة ثم (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68لا تجدوا ) عند حلول أحد هذين بكم من تكلون أموركم إليه فيتوكل في صرف ذلك عنكم . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم ) في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم أمنتم ) منقطعة تقدر ببل ، والهمزة أي : بل (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أمنتم ) والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فيه ) عائد على البحر ، وانتصب تارة على الظرف أي : وقتا غير الوقت الأول ، والباء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69بما كفرتم ) سببية وما مصدرية ، أي : بسبب كفركم السابق منكم ، والوقت الأول الذي نجاكم فيه أو بسبب كفركم الذي هو دأبكم دائما .
والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69به ) عائد على المصدر الدال عليه فنغرقكم ، إذ هو أقرب مذكور وهو نتيجة الإرسال . وقيل : عائد على الإرسال ، وقيل : عليهما فيكون كاسم الإشارة ، والمعنى بما وقع من الإرسال والإغراق . والتبيع قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : النصير ، وقال
الفراء : طالب الثأر ، وقال
أبو عبيدة : المطالب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : من يتبع بالإنكار ما نزل بكم ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فسواها ولا يخاف عقباها ) وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374643إذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع " . وقال
الشماخ :
كما لاذ الغريم من التبيع
ويقال : فلان على فلان تبيع ، أي : مسيطر بحقه مطالب به . وأنشد
[ ص: 61 ] ابن عطية :
غدوا وغدت غزلانهم فكأنها ضوامن غرم لرهن تبيع
أي : مطالب بحقه . وقرأ
ابن كثير وأبو عمر : ونخسف وأو نرسل وأن نعيدكم وفنرسل وفنغرقكم خمستها بالنون ، وباقي القراء بياء الغيبة
ومجاهد وأبو جعفر فتغرقكم بتاء الخطاب مسندا إلى الريح
والحسن وأبو رجاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فيغرقكم ) بياء الغيبة وفتح الغين وشد الراء ، عداه بالتضعيف ،
والمقري لأبي جعفر كذلك إلا أنه بتاء الخطاب ، وحميد بالنون وإسكان الغين وإدغام القاف في الكاف ، ورويت عن
أبي عمرو وابن محيصن . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69من الريح ) بالإفراد
وأبو جعفر ( من الرياح ) جمعا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ) .
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى وَصْفَ الْمُشْرِكِينَ فِي اعْتِقَادِهِمْ آلِهَتَهُمْ وَأَنَّهَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ ، وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِقِصَّةِ إِبْلِيسَ مَعَ
[ ص: 60 ] آدَمَ ، وَتَمْكِينِهِ مِنْ وَسْوَسَةِ ذُرِّيَّتِهِ وَتَسْوِيلِهِ ، ذَكَرَ مَا يَدُلُّ مِنْ أَفْعَالِهِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ ، وَأَنَّهُ هُوَ النَّافِعُ الضَّارُّ الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِهِ بِمَا يَشَاءُ ، فَذَكَرَ إِحْسَانَهُ إِلَيْهِمْ بَحْرًا وَبَرًّا ، وَأَنَّهُ تَعَالَى مُتَمَكِّنٌ بِقُدْرَتِهِ مِمَّا يُرِيدُهُ . وَإِزْجَاءُ الْفُلْكِ سَوْقُهَا مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ بِالرِّيحِ اللَّيِّنَةِ وَالْمَجَادِيفِ ، وَذَلِكَ مِنْ رَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ ، وَابْتِغَاءُ الْفَضْلِ طَلَبُ التِّجَارَةِ أَوِ الْحَجُّ فِيهِ أَوِ الْغَزْوُ . وَالضُّرُّ فِي الْبَحْرِ الْخَوْفُ مِنَ الْغَرَقِ بِاضْطِرَابِهِ وَعَصْفِ الرِّيحِ ، وَمَعْنَى ( ضَلَّ ) ذَهَبَ عَنْ أَوْهَامِكُمْ مَنْ تَدْعُونَهُ إِلَهًا فَيَشْفَعُ أَوْ يَنْفَعُ ، أَوْ ( ضَلَّ ) مَنْ تَعْبُدُونَهُ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ فَتُفْرِدُونَهُ إِذْ ذَاكَ بِالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ وَالِاعْتِقَادِ أَنَّهُ لَا يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلَّا هُوَ وَلَا يَرْجُونَ لِكَشْفِ الضُّرِّ غَيْرَهُ . ثُمَّ ذَكَرَ حَالَهُمْ إِذْ كُشِفَ عَنْهُمْ مِنْ إِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ وَكُفْرَانِهِمْ نِعْمَةَ إِنْجَائِهِمْ مِنَ الْغَرَقِ ، وَجَاءَتْ صِفَةُ ( كَفُورًا ) دَلَالَةً عَلَى الْمُبَالَغَةِ ، ثُمَّ لَمْ يُخَاطِبْهُمْ بِذَلِكَ بَلْ أَسْنَدَ ذَلِكَ إِلَى الْإِنْسَانِ لُطْفًا بِهِمْ وَإِحَالَةً عَلَى الْجِنْسِ إِذْ كُلُّ أَحَدٍ لَا يَكَادُ يُؤَدِّي شُكْرَ نِعَمِ اللَّهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ الْكُفَّارُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إِلَّا إِيَّاهُ ) اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَنْدَرِجْ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67مَنْ تَدْعُونَ ) إِذِ الْمَعْنَى ضَلَّتْ آلِهَتُهُمْ أَيْ : مَعْبُودَاتُهُمْ وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ . وَقِيلَ : هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ وَهَذَا عَلَى مَعْنَى ضَلَّ مَنْ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ ، وَهُمْ كَانُوا يَلْجَئُونَ فِي بَعْضِ أُمُورِهِمْ إِلَى مَعْبُودَاتِهِمْ ، وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَا يَلْجَئُونَ إِلَّا إِلَى اللَّهِ وَالْهَمْزَةُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ ) لِلْإِنْكَارِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَنَجَوْتُمْ فَأَمِنْتُمُ . انْتَهَى . وَتَقَدَّمَ لَنَا الْكَلَامُ مَعَهُ فِي دَعْوَاهُ أَنَّ الْفَاءَ وَالْوَاوَ فِي مِثْلِ هَذَا التَّرْكِيبِ لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَحَرْفِ الْعَطْفِ ، وَأَنَّ مَذْهَبَ الْجَمَاعَةِ أَنْ لَا مَحْذُوفَ هُنَاكَ ، وَأَنَّ الْفَاءَ وَالْوَاوَ لِلْعَطْفِ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَأَنَّهُ اعْتَنَى بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ لِكَوْنِهَا لَهَا صَدْرُ الْكَلَامِ فَقُدِّمَتْ وَالنِّيَّةُ التَّأْخِيرُ ، وَأَنَّ التَّقْدِيرَ فَأَمِنْتُمْ . وَقَدْ رَجَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ إِلَى مَذْهَبِ الْجَمَاعَةِ ، وَالْخِطَابُ لِلسَّابِقِ ذِكْرُهُمْ أَيْ أَفَأَمِنْتُمْ أَيُّهَا النَّاجُونَ الْمُعْرِضُونَ عَنْ صُنْعِ اللَّهِ الَّذِي نَجَّاكُمْ ، وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ ) عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ بِنَخْسِفَ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=81فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ) وَالْمَعْنَى أَنْ نُغَيِّرَهُ بِكُمْ فَتَهْلَكُونَ بِذَلِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَنْ نَقْلِبَهُ وَأَنْتُمْ عَلَيْهِ . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ الْبَرِّ ) مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ ، وَلَمَّا كَانَ الْخَسْفُ تَغْيِيبًا فِي التُّرَابِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ الْبَرِّ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68بِكُمْ ) حَالٌ أَيْ : نَخْسِفُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ الْبَرِّ ) مَصْحُوبًا بِكُمْ . وَقِيلَ : الْبَاءُ لِلسَّبَبِ أَيْ : بِسَبَبِكُمْ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ الْبَرِّ ) الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ ، فَيَحْصُلُ بِخَسْفِهِ إِهْلَاكُهُمْ وَإِلَّا فَلَا يَلْزَمُ مِنْ خَسْفِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68جَانِبَ الْبَرِّ ) بِسَبَبِهِمْ إِهْلَاكُهُمْ .
قَالَ
قَتَادَةُ : الْحَاصِبُ الْحِجَارَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : رَامٍ يَرْمِيكُمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ قُدْرَتَهُ تَعَالَى بَالِغَةٌ ، فَإِنْ كَانَ نَجَّاكُمْ مِنَ الْغَرَقِ وَكَفَرْتُمْ نِعْمَتَهُ فَلَا تَأْمَنُوا إِهْلَاكَهُ إِيَّاكُمْ وَأَنْتُمْ فِي الْبَرِّ ، إِمَّا بِأَمْرٍ يَكُونُ مِنْ تَحْتِكُمْ وَهُوَ تَغْوِيرُ الْأَرْضِ بِكُمْ ، أَوْ مِنْ فَوْقِكُمْ بِإِرْسَالِ حَاصِبٍ عَلَيْكُمْ ، وَهَذِهِ الْغَايَةُ فِي تَمَكُّنِ الْقُدْرَةِ ثُمَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68لَا تَجِدُوا ) عِنْدَ حُلُولِ أَحَدِ هَذَيْنِ بِكُمْ مَنْ تَكِلُونَ أُمُورَكُمْ إِلَيْهِ فَيَتَوَكَّلُ فِي صَرْفِ ذَلِكَ عَنْكُمْ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ ) فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ أَمِنْتُمْ ) مُنْقَطِعَةٌ تُقَدَّرُ بِبَلْ ، وَالْهَمْزَةُ أَيْ : بَلْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمِنْتُمْ ) وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فِيهِ ) عَائِدٌ عَلَى الْبَحْرِ ، وَانْتَصَبَ تَارَةً عَلَى الظَّرْفِ أَيْ : وَقْتًا غَيْرَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ ، وَالْبَاءُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69بِمَا كَفَرْتُمْ ) سَبَبِيَّةٌ وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ ، أَيْ : بِسَبَبِ كُفْرِكُمُ السَّابِقِ مِنْكُمْ ، وَالْوَقْتُ الْأَوَّلُ الَّذِي نَجَّاكُمْ فِيهِ أَوْ بِسَبَبِ كُفْرِكُمُ الَّذِي هُوَ دَأْبُكُمْ دَائِمًا .
وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69بِهِ ) عَائِدٌ عَلَى الْمَصْدَرِ الدَّالِّ عَلَيْهِ فَنُغْرِقَكُمْ ، إِذْ هُوَ أَقْرَبُ مَذْكُورٍ وَهُوَ نَتِيجَةُ الْإِرْسَالِ . وَقِيلَ : عَائِدٌ عَلَى الْإِرْسَالِ ، وَقِيلَ : عَلَيْهِمَا فَيَكُونُ كَاسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَالْمَعْنَى بِمَا وَقَعَ مِنَ الْإِرْسَالِ وَالْإِغْرَاقِ . وَالتَّبِيعُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : النَّصِيرُ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : طَالِبُ الثَّأْرِ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْمُطَالِبُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَنْ يُتْبِعُ بِالْإِنْكَارِ مَا نَزَلَ بِكُمْ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374643إِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " . وَقَالَ
الشَّمَّاخُ :
كَمَا لَاذَ الْغَرِيمُ مِنَ التَّبِيعِ
وَيُقَالُ : فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ تَبِيعٌ ، أَيْ : مُسَيْطِرٌ بِحَقِّهِ مُطَالِبٌ بِهِ . وَأَنْشَدَ
[ ص: 61 ] ابْنُ عَطِيَّةَ :
غَدَوْا وَغَدَتْ غِزْلَانُهُمْ فَكَأَنَّهَا ضَوَامِنُ غُرْمٍ لِرَهْنٍ تَبِيعُ
أَيْ : مُطَالِبٌ بِحَقِّهِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عُمَرَ : وَنَخْسِفُ وَأَوْ نُرْسِلُ وَأَنْ نُعِيدَكُمْ وَفَنُرْسِلُ وَفَنُغْرِقُكُمْ خَمْسَتُهَا بِالنُّونِ ، وَبَاقِي الْقُرَّاءِ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ
وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ فَتُغْرِقُكُمْ بِتَاءِ الْخِطَابِ مُسْنَدًا إِلَى الرِّيحِ
وَالْحَسَنُ وَأَبُو رَجَاءٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فَيُغَرِّقَكُمْ ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ وَفَتْحِ الْغَيْنَ وَشَدِّ الرَّاءِ ، عَدَّاهُ بِالتَّضْعِيفِ ،
وَالْمُقْرِي لِأَبِي جَعْفَرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِتَاءِ الْخِطَابِ ، وَحُمَيْدٌ بِالنُّونِ وَإِسْكَانِ الْغَيْنِ وَإِدْغَامِ الْقَافِ فِي الْكَافِ ، وَرُوِيَتْ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو وَابْنِ مُحَيْصِنٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69مِنَ الرِّيحِ ) بِالْإِفْرَادِ
وَأَبُو جَعْفَرٍ ( مِنَ الرِّيَاحِ ) جَمْعًا .