سورة الكهف مائة وإحدى عشرة آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم
[ ص: 92 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3ماكثين فيه أبدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=21وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=23ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=24إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا .
بخع يبخع بخعا وبخوعا أهلك من شدة الوجد ، وأصله الجهد قاله
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء . وفي حديث
عائشة ذكرت
عمر فقالت : بخع الأرض أي : جهدها حتى أخذ ما فيها من أموال الملوك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : بخع الأرض بالزراعة جعلها ضعيفة بسبب متابعة الحراثة . وقال الليث : بخع الرجل نفسه قتلها من شدة وجده ، وأنشد قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادير
أي : نحته بشد الحاء فخفف . قال
أبو عبيدة : كان
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة ينشد ( الوجد ) بالرفع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : إنما هو ( الوجد ) بالفتح . انتهى . فيكون نصبه على أنه مفعول من أجله . جرزت الأرض بقحط أو جراد أو نحوه : ذهب نباتها وبقيت لا شيء فيها وأرضون أجراز ، ويقال : سنة جرز وسنون أجراز لا مطر فيها ، وجرز الأرض الجراد أكل ما فيها ، وامرأة جروز أي : أكول . قال الشاعر :
إن العجوز خبة جروزا تأكل كل ليلة قفيزا
الكهف النقب المتسع في الجبل فإن لم يك واسعا فهو غار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : حكى
[ ص: 93 ] اللغويون أنه بمنزلة الغار في الجبل . الرقيم : فعيل من رقم إما بمعنى مفعول ، وإما بمعنى فاعل ، ويأتي إن شاء الله الاختلاف في المراد به عن المفسرين . فأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
وليس بها إلا الرقيم مجاورا وصيدهم والقوم في الكهف همد
فعني به كلبهم . أحصى الشيء حفظه وضبطه . الشطط : الجور وتعدي الحد والغلو . وقال
الفراء : اشتط في الشؤم جاوز القدر ، وشط المنزل بعد شطوطا ، وشط الرجل وأشط جار ، وشطت الجارية شطاطا وشطاطة طالت . تزور : تروع وتميل . وقال
الأخفش : تزور تنقبض . انتهى . والزور الميل والأزور المائل بعينه إلى ناحية ، ويكون في غير العين . قال
ابن أبي ربيعة :
وجبني خيفة القوم أزوره . وقال
عنترة :
فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
وقال
بشر بن أبي حازم :
تؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار
ومنه زاره إذا مال إليه ، والزور الميل عن الصدق . قرض الشيء قطعه ، تقول العرب : قرضت موضع كذا أي : قطعته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس
وقال الكوفيون : قرضت موضع كذا جاذبته ، وحكوا عن العرب قرضته قبلا ودبرا . الفجوة : المتسع من الفجاء وهو تباعد ما بين الفخذين ، رجل أفجأ وامرأة فجواء وجمع الفجوة فجاء . اليقظ المتنبه وجمعه أيقاظ كعضد وأعضاد ، ويقاظ كرجل ورجال ورجل يقظان وامرأة يقظى . الرقاد معروف ، وسمي به علما . الوصيد الفناء . وقيل : العتبة . وقيل : الباب . قال الشاعر :
بأرض فضاء لا يسد وصيدها علي ومعروفي بها غير منكر
الورق الفضة مضروبة وغير مضروبة . السرادق قال
nindex.php?page=showalam&ids=12663أبو منصور الجواليقي : هو فارسي معرب ، وأصله سرادار وهو الدهليز . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
تمنيتهم حتى إذا ما لقيتهم تركت لهم قبل الضراب السرادقا
وبيت مسردق أي : ذو سرادق . المهل : ما أذيب من جواهر الأرض . وقيل دردي الزيت . شوى اللحم : أنضجه من غير مرق . السوار : ما جعل في الذراع من ذهب أو فضة أو نحاس أو رصاص ، ويجمع على أسورة في القلة كخمار وأخمرة ، وعلى خمر ، وفي الكثرة كخمار وخمر إلا أنه تسكن عينه إلا في الشعر فتحرك ، وأساور جمع أسورة . وقال
أبو عبيدة : جمع أسوار ويقال : لكل ما في الذراع من الحلي ، وعنه وعن قطرب : هو على حذف الزيادة ، وأصله أساوير . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري :
والله لولا صبية صغار كأنما وجوههم أقمار
تضمهم من الفنيك دار أخاف أن يصيبهم إقتار
أو لاطم ليس له أسوار لما رآني ملك جبار
ببابه ما وضح النهار
السندس : رقيق الديباج ، والإستبرق : ما غلظ منه ، والإستبرق رومي عرب ، وأصله استبره أبدلوا الهاء قافا قاله ابن قتيبة . وقيل : مسمى بالفعل وهو إستبرق من البريق فقطعت بهمزة وصله . وقيل : الإستبرق اسم الحرير . وقال
المرقش :
[ ص: 94 ] تراهن يلبسن المشاعر مرة وإستبرق الديباج طورا لباسها
وقال
ابن بحر : الإستبرق المنسوج بالذهب . الأريكة السرير في حجلة ، فإن كان وحده فلا يسمى أريكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الأرائك الفرش في الحجال .
سُورَةُ الْكَهْفِ مِائَةٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً مَكِّيَّةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ ص: 92 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=21وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=23وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=24إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا .
بَخَعَ يَبْخَعُ بَخْعًا وَبُخُوعًا أَهْلَكَ مِنْ شَدَّةِ الْوَجْدِ ، وَأَصْلُهُ الْجَهْدُ قَالَهُ
الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ . وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ ذَكَرَتْ
عُمَرَ فَقَالَتْ : بَخَعَ الْأَرْضَ أَيْ : جَهَدَهَا حَتَّى أَخَذَ مَا فِيهَا مِنْ أَمْوَالِ الْمُلُوكِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : بَخَعَ الْأَرْضَ بِالزِّرَاعَةِ جَعَلَهَا ضَعِيفَةً بِسَبَبِ مُتَابَعَةِ الْحِرَاثَةِ . وَقَالَ اللَّيْثُ : بَخَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ قَتَلَهَا مِنْ شَدَّةِ وَجْدِهِ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
أَلَا أَيُّهَذَا الْبَاخِعُ الْوَجْدَ نَفْسَهُ لِشَيْءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الْمَقَادِيرُ
أَيْ : نَحَّتْهُ بِشَدِّ الْحَاءِ فَخُفِّفَ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ يَنْشُدُ ( الْوَجْدُ ) بِالرَّفْعِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : إِنَّمَا هُوَ ( الْوَجْدَ ) بِالْفَتْحِ . انْتَهَى . فَيَكُونُ نَصْبُهُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ . جَرَزَتِ الْأَرْضُ بِقَحْطٍ أَوْ جَرَادٍ أَوْ نَحْوِهِ : ذَهَبَ نَبَاتُهَا وَبَقِيَتْ لَا شَيْءَ فِيهَا وَأَرْضُونَ أَجْرَازٌ ، وَيُقَالُ : سَنَةٌ جُرْزٌ وَسُنُونَ أَجْرَازٌ لَا مَطَرَ فِيهَا ، وَجُرُزُ الْأَرْضِ الْجَرَادُ أَكَلَ مَا فِيهَا ، وَامْرَأَةٌ جَرُوزٌ أَيْ : أَكُولٌ . قَالَ الشَّاعِرُ :
إِنَّ الْعَجُوزَ خَبَّةٌ جُرُوزَا تَأْكُلُ كُلَّ لَيْلَةٍ قَفِيزَا
الْكَهْفُ النَّقْبُ الْمُتَّسِعُ فِي الْجَبَلِ فَإِنْ لَمْ يَكُ وَاسِعًا فَهُوَ غَارٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : حَكَى
[ ص: 93 ] اللُّغَوِيُّونَ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْغَارِ فِي الْجَبَلِ . الرَّقِيمُ : فَعِيلُ مِنْ رَقَمَ إِمَّا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ، وَإِمَّا بِمَعْنَى فَاعِلٍ ، وَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ الِاخْتِلَافُ فِي الْمُرَادِ بِهِ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ . فَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ :
وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا الرَّقِيمُ مُجَاوِرًا وَصَيْدَهُمْ وَالْقَوْمُ فِي الْكَهْفِ هُمَّدُ
فَعُنِيَ بِهِ كَلْبُهُمْ . أَحْصَى الشَّيْءَ حَفِظَهُ وَضَبَطَهُ . الشَّطَطُ : الْجَوْرُ وَتَعَدِّي الْحَدَّ وَالْغُلُوَّ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : اشْتَطَّ فِي الشُّؤْمِ جَاوَزَ الْقَدْرَ ، وَشَطَّ الْمَنْزِلَ بَعُدَ شُطُوطًا ، وَشَطَّ الرَّجُلُ وَأَشَطَّ جَارَ ، وَشَطَّتِ الْجَارِيَةُ شَطَاطًا وَشَطَاطَةً طَالَتْ . تَزْوَرُّ : تَرُوعُ وَتَمِيلُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : تَزْوَرُّ تَنْقَبِضُ . انْتَهَى . وَالزَّوْرُ الْمَيْلُ وَالْأَزْوَرُ الْمَائِلُ بِعَيْنِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ ، وَيَكُونُ فِي غَيْرِ الْعَيْنِ . قَالَ
ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ :
وَجَبَنِي خِيفَةَ الْقَوْمِ أَزُورُهُ . وَقَالَ
عَنْتَرَةُ :
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الْقَنَا بِلَبَانِهِ وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
وَقَالَ
بِشْرُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ :
تَؤُمُّ بِهَا الْحُدَاةُ مِيَاهَ نَخْلٍ وَفِيهَا عَنْ أَبَانِينَ ازْوِرَارُ
وَمِنْهُ زَارَهُ إِذَا مَالَ إِلَيْهِ ، وَالزُّورُ الْمَيْلُ عَنِ الصِّدْقِ . قَرَضَ الشَّيْءَ قَطَعَهُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : قَرَضَتْ مَوْضِعَ كَذَا أَيْ : قَطَعَتْهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ شِمَالًا وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : قَرَضَتْ مَوْضِعَ كَذَا جَاذَبَتْهُ ، وَحَكَوْا عَنِ الْعَرَبِ قَرَضَتْهُ قُبُلًا وَدُبُرًا . الْفَجْوَةُ : الْمُتَّسَعُ مِنَ الْفِجَاءِ وَهُوَ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ ، رَجُلٌ أَفْجَأُ وَامْرَأَةٌ فَجْوَاءُ وَجَمْعُ الْفَجْوَةِ فِجَاءٌ . الْيَقِظُ الْمُتَنَبِّهُ وَجَمْعُهُ أَيْقَاظٌ كَعَضُدٍ وَأَعْضَادٍ ، وَيِقَاظٌ كَرَجُلٍ وَرِجَالٍ وَرَجُلٌ يَقْظَانُ وَامْرَأَةٌ يَقْظَى . الرُّقَادُ مَعْرُوفٌ ، وَسُمِّيَ بِهِ عَلَمًا . الْوَصِيدُ الْفَنَاءُ . وَقِيلَ : الْعَتَبَةُ . وَقِيلَ : الْبَابُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
بِأَرْضٍ فَضَاءٍ لَا يُسَدُّ وَصِيدُهَا عَلَيَّ وَمَعْرُوفِي بِهَا غَيْرُ مُنْكَرٍ
الْوَرِقُ الْفِضَّةُ مَضْرُوبَةٌ وَغَيْرُ مَضْرُوبَةٍ . السُّرَادِقُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12663أَبُو مَنْصُورٍ الْجَوَالِيقِيُّ : هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ ، وَأَصْلُهُ سَرَادِارُ وَهُوَ الدِّهْلِيزُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقُ :
تَمَنَّيْتُهُمْ حَتَّى إِذَا مَا لَقِيتُهُمْ تَرَكْتُ لَهُمْ قَبْلَ الضِّرَابِ السُّرَادِقَا
وَبَيْتٌ مُسَرْدَقٌ أَيْ : ذُو سُرَادِقَ . الْمُهْلُ : مَا أُذِيبَ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ . وَقِيلَ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ . شَوَى اللَّحْمَ : أَنْضَجَهُ مِنْ غَيْرِ مَرَقٍ . السُّوَارُ : مَا جُعِلَ فِي الذِّرَاعِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ رَصَاصٍ ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَسْوِرَةٍ فِي الْقِلَّةِ كَخِمَارٍ وَأَخْمِرَةٍ ، وَعَلَى خُمُرٍ ، وَفِي الْكَثْرَةِ كَخِمَارٍ وَخُمُرٍ إِلَّا أَنَّهُ تُسَكَّنُ عَيْنُهُ إِلَّا فِي الشِّعْرِ فَتُحَرَّكُ ، وَأَسَاوِرُ جَمْعُ أَسْوِرَةٍ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : جَمْعُ أَسْوَارٍ وَيُقَالُ : لِكُلِّ مَا فِي الذِّرَاعِ مِنَ الْحُلِيِّ ، وَعَنْهُ وَعَنْ قُطْرُبٍ : هُوَ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ ، وَأَصْلُهُ أَسَاوِيرُ . وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ :
وَاللَّهِ لَوْلَا صِبْيَةٌ صِغَارُ كَأَنَّمَا وُجُوهُهُمْ أَقْمَارُ
تَضُمُّهُمْ مِنَ الْفَنِيكِ دَارُ أَخَافَ أَنْ يُصِيبَهُمْ إِقْتَارُ
أَوْ لَاطِمٌ لَيْسَ لَهُ أَسْوَارُ لَمَا رَآنِي مَلِكٌ جَبَّارُ
بِبَابِهِ مَا وَضَحَ النَّهَارُ
السُّنْدُسُ : رَقِيقُ الدِّيبَاجِ ، وَالْإِسْتَبْرَقُ : مَا غَلُظَ مِنْهُ ، وَالْإِسْتَبْرَقُ رُومِيٌّ عُرِّبَ ، وَأَصْلُهُ اسْتَبَرَهُ أَبْدَلُوا الْهَاءَ قَافًا قَالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ . وَقِيلَ : مُسَمًّى بِالْفِعْلِ وَهُوَ إِسْتَبْرَقُ مِنَ الْبَرِيقِ فَقُطِعَتْ بِهَمْزَةِ وَصْلِهِ . وَقِيلَ : الْإِسْتَبْرَقُ اسْمُ الْحَرِيرِ . وَقَالَ
الْمُرَقَّشُ :
[ ص: 94 ] تَرَاهُنَّ يَلْبَسْنَ الْمَشَاعِرَ مَرَّةً وَإِسْتَبْرَقَ الدِّيبَاجِ طَوْرًا لِبَاسُهَا
وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : الْإِسْتَبْرَقُ الْمَنْسُوجُ بِالذَّهَبِ . الْأَرِيكَةُ السَّرِيرُ فِي حَجَلَةٍ ، فَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ فَلَا يُسَمَّى أَرِيكَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْأَرَائِكُ الْفُرُشُ فِي الْحِجَالِ .