(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ) الهشيم اليابس قاله
الفراء ، واحده هشيمة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وابن قتيبة : كل شيء كان رطبا ويبس ، ومنه كهشيم المحتظر وهشيم الثريد ، وأصل الهشيم المتفتت من يابس العشب . ذرى وأذرى لغتان فرق ، قاله
أبو عبيدة . وقال
ابن كيسان : تذروه تجيء به وتذهب . وقال
الأخفش : ترفعه . غادر ترك من الغدر وهو ترك الوفاء ، ومنه الغدير ، وهو ما تركه السيل . الصف الشخص بإزاء الآخر
[ ص: 132 ] إلى نهايتهم وقوفا أو جلوسا أو على غير هاتين الحالتين طولا أو تحليقا ، يقال منه : صف يصف ، والجمع صفوف . العضد العضو من الإنسان وغيره معروف وفيه لغتان ، فتح العين وضم الضاد وإسكانها وفتحها وضم العين والضاد وإسكان الضاد ، ويستعمل في العون والنصير . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والإعضاد التقوي وطلب المعونة ، يقال : اعتضدت بفلان استعنت به . الموبق : المهلك ، يقال : وبق يوبق وبقا ، ووبق يبق وبوقا إذا هلك فهو وابق ، وأوبقته ذنوبه أهلكته .
أدحض الحق أرهقه ، قاله ثعلب ، وأصله من إدحاض القدم وهو إزلاقها ، قال الشاعر :
وردت ونجى اليشكري حذاره وحاد كما حاد البعير عن الدحض
وقال آخر :
أبا منذر رمت الوفاء وهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض
والدحض الطين الذي يزلق فيه . الموئل قال
الفراء : المنجى ، يقال والت نفس فلان نجت . وقال
الأعشى :
وقد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل
أي : ما ينجو . وقال ابن قتيبة : الملجأ ، يقال : وأل فلان إلى كذا لجأ ، يئل وألا ووءولا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) .
[ ص: 133 ] لما بين تعالى في المثل الأول حال الكافر والمؤمن وما آل إليه ما افتخر به الكافر من الهلاك ، بين في هذا المثل حال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28الحياة الدنيا ) واضمحلالها ومصير ما فيها من النعيم والترفه إلى الهلاك و ( كماء ) قدره ابن عطية خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي ، أي : الحياة الدنيا كماء . وقال
الحوفي : الكاف متعلقة بمعنى المصدر ، أي : ضربا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45كماء أنزلناه ) وأقول إن ( كماء ) في موضع المفعول الثاني لقوله ( واضرب ) ، أي : وصير (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45لهم مثل الحياة الدنيا ) ، أي : صفتها شبه ماء وتقدم الكلام على تفسير نظير هذه الجمل في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام ) في يونس ( فأصبح ) ، أي : صار ولا يراد تقييد الخبر بالصباح فهو كقوله :
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
وقيل : هي دالة على التقييد بالصباح لأن الآفات السماوية أكثر ما تطرق ليلا فهي كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه ) . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : تذريه من أذرى رباعيا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي والحسن والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وابن محيصن وخلف وابن عيسى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير : الريح على الإفراد . والجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45تذروه الرياح ) . ولما ذكر تعالى قدرته الباهرة في صيرورة ما كان في غاية النضرة والبهجة إلى حالة التفتت والتلاشي إلى أن فرقته الرياح ولعبت به ذاهبة وجائية ، أخبر تعالى عن اقتداره على كل شيء من الإنشاء والإفناء وغيرهما مما تتعلق به قدرته تعالى .
ولما حقر تعالى حال الدنيا بما ضربه من ذلك المثل ذكر أن ما افتخر به عيينة وأضرابه من المال والبنين إنما ذلك ( زينة ) هذه (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45الحياة الدنيا ) المحقرة ، وأن مصير ذلك إنما هو إلى النفاد ، فينبغي أن لا يكترث به ، وأخبر تعالى بزينة المال والبنين على تقدير حذف مضاف ، أي : مقر زينة ، أو وضع المال والبنين منزلة المعنى والكثرة ، فأخبر عن ذلك بقوله ( زينة ) ولما ذكر مآل ما في الحياة الدنيا إلى الفناء ، اندرج فيه هذا الجزئي من كون المال والبنين زينة ، وأنتج أن زينة الحياة الدنيا فان ؛ إذ ذاك فرد من أفراد ما في الحياة الدنيا ، وترتيب هذا الإنتاج أن يقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) وكل ما كان زينة الحياة الدنيا فهو سريع الانقضاء ، فالمال والبنون سريع الانقضاء ، ومن بديهة العقل أن ما كان كذلك يقبح بالعاقل أن يفتخر به أو يفرح بسببه ، وهذا برهان على فساد قول أولئك المشركين الذين افتخروا على فقراء المؤمنين بكثرة الأموال والأولاد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات ) قال الجمهور هي الكلمات المأثور فضلها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=12171وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل هي الصلوات الخمس . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة ، ورجحه
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، وقول الجمهور مروي عن الرسول من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره . وعن
قتادة : كل ما أريد به وجه الله . وعن
الحسن وابن عطاء : أنها النيات الصالحة فإن بها تتقبل الأعمال وترفع ، ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46خير عند ربك ثوابا ) أنها دائمة باقية وخيرات الدنيا منقرضة فانية ، والدائم الباقي خير من المنقرض المنقضي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وخير أملا ) ، أي : وخير رجاء لأن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ونصيبه في الآخرة دون ذي المال والبنين العاري من الباقيات الصالحات فإنه لا يرجو ثوابا .
ولما ذكر تعالى ما يئول إليه حال الدنيا من النفاد أعقب ذلك بأوائل أحوال يوم القيامة فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47ويوم نسير الجبال ) كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا ) . وقال :
[ ص: 134 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) . وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا ) . وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وإذا الجبال سيرت ) والمعنى أنه ينفك نظام هذا العالم الدنيوي ويؤتى بالعالم الأخروي ، وانتصب ( ويوم ) على إضمار اذكر أو بالفعل المضمر عند قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48لقد جئتمونا ) ، أي : قلنا يوم كذا لقد . وقرأ
نافع وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وشيبة وعاصم وابن مصرف وأبو عبد الرحمن (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47نسير ) بنون العظمة ( الجبال ) بالنصب ،
وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو والحسن وشبل وقتادة وعيسى nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري وحميد وطلحة واليزيدي والزبيري عن رجاله عن يعقوب بضم التاء وفتح الياء المشددة مبنيا للمفعول ، ( الجبال ) بالرفع وعن
الحسن كذلك إلا أنه بضم الياء باثنتين من تحتها ،
وابن محيصن ومحبوب عن
أبي عمرو ( تسير ) من سارت الجبال . وقرأ
أبي ( سيرت الجبال ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وترى الأرض بارزة ) ، أي : منكشفة ظاهرة لذهاب الجبال والظراب والشجر والعمارة ، أو ترى أهل الأرض بارزين من بطنها . وقرأ
عيسى ( وترى الأرض ) مبنيا للمفعول (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وحشرناهم ) ، أي : أقمناهم من قبورهم وجمعناهم لعرصة القيامة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : لم جيء بحشرناهم ماضيا بعد تسير وترى ؟ قلت : للدلالة على أن حشرهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال والعظائم ، كأنه قيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وحشرناهم ) قبل ذلك انتهى . والأولى أن تكون الواو واو الحال لا واو العطف ، والمعنى وقد ( حشرناهم ) ، أي : يوقع التسيير في حالة حشرهم . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وحشرناهم ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ووضع الكتاب ) مما وضع فيه الماضي موضع المستقبل لتحقق وقوعه . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47نغادر ) بنون العظمة
وقتادة ( تغادر ) على الإسناد إلى القدرة أو الأرض ،
nindex.php?page=showalam&ids=11792وأبان بن يزيد عن
عاصم كذلك أو بفتح الدال مبنيا للمفعول واحد بالرفع وعصمة كذلك ،
والضحاك ( نغدر ) بضم النون وإسكان الغين وكسر الدال ، وانتصب ( صفا ) على الحال وهو مفرد تنزل منزلة الجمع ، أي : صفوفا . وفي الحديث الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374668يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد صفوفا يسمعهم الداعي وينفذهم البصر " . الحديث بطوله وفي حديث آخر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374669أهل الجنة يوم القيامة مائة وعشرون صفا أنتم منها ثمانون صفا " . أو انتصب على المصدر الموضوع موضع الحال ، أي : مصطفين . وقيل : المعنى صفا صفا فحذف صفا وهو مراد ، وهذا التكرار منبئ عن استيفاء الصفوف إلى آخرها ، شبه حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان مصطفين ظاهرين يرى جماعتهم كما يرى كل واحد لا يحجب أحد أحدا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ) الْهَشِيمُ الْيَابِسُ قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ، وَاحِدُهُ هَشِيمَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَابْنُ قُتَيْبَةَ : كُلُّ شَيْءٍ كَانَ رَطْبًا وَيَبِسَ ، وَمِنْهُ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ وَهَشِيمِ الثَّرِيدِ ، وَأَصْلُ الْهَشِيمِ الْمُتَفَتِّتُ مِنْ يَابِسِ الْعُشْبِ . ذَرَى وَأَذْرَى لُغَتَانِ فَرَّقَ ، قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : تَذْرُوهُ تَجِيءُ بِهِ وَتَذْهَبُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : تَرْفَعُهُ . غَادَرَ تَرَكَ مِنَ الْغَدْرِ وَهُوَ تَرْكُ الْوَفَاءِ ، وَمِنْهُ الْغَدِيرُ ، وَهُوَ مَا تَرَكَهُ السَّيْلُ . الصَّفُّ الشَّخْصُ بِإِزَاءِ الْآخَرِ
[ ص: 132 ] إِلَى نِهَايَتِهِمْ وُقُوفًا أَوْ جُلُوسًا أَوْ عَلَى غَيْرِ هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ طُولًا أَوْ تَحْلِيقًا ، يُقَالُ مِنْهُ : صَفَّ يَصُفُّ ، وَالْجَمْعُ صُفُوفٌ . الْعَضُدُ الْعُضْوُ مِنَ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ مَعْرُوفٌ وَفِيهِ لُغَتَانِ ، فَتْحُ الْعَيْنِ وَضَمُّ الضَّادِ وَإِسْكَانُهَا وَفَتْحُهَا وَضَمُّ الْعَيْنِ وَالضَّادِ وَإِسْكَانُ الضَّادِ ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْعَوْنِ وَالنَّصِيرِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَالْإِعْضَادُ التَّقَوِّي وَطَلَبُ الْمَعُونَةِ ، يُقَالُ : اعْتَضَدْتُ بِفُلَانٍ اسْتَعَنْتُ بِهِ . الْمَوْبِقُ : الْمَهْلِكُ ، يُقَالُ : وَبِقَ يَوْبَقُ وَبَقًا ، وَوَبَقَ يَبِقُ وُبُوقًا إِذَا هَلَكَ فَهُوَ وَابِقٌ ، وَأَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ أَهْلَكَتْهُ .
أَدْحَضَ الْحَقُّ أَرْهَقَهُ ، قَالَهُ ثَعْلَبٌ ، وَأَصْلُهُ مِنْ إِدْحَاضِ الْقَدَمِ وَهُوَ إِزْلَاقُهَا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَرَدْتُ وَنَجَّى الْيَشْكُرِيَّ حِذَارُهُ وَحَادَ كَمَا حَادَ الْبَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
وَقَالَ آخَرُ :
أَبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الْوَفَاءَ وَهِبْتَهُ وَحِدْتَ كَمَا حَادَ الْبَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
وَالدَّحْضُ الطِّينُ الَّذِي يُزْلَقُ فِيهِ . الْمَوْئِلُ قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَنْجَى ، يُقَالُ وَالَتْ نَفْسُ فُلَانٍ نَجَتْ . وَقَالَ
الْأَعْشَى :
وَقَدْ أُخَالِسُ رَبَّ الْبَيْتِ غَفْلَتَهُ وَقَدْ يُحَاذِرُ مِنِّي ثَمَّ مَا يَئِلُ
أَيْ : مَا يَنْجُو . وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْمَلْجَأُ ، يُقَالُ : وَأَلَ فُلَانٌ إِلَى كَذَا لَجَأَ ، يَئِلُ وَأَلًا وَوُءُولًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) .
[ ص: 133 ] لَمَّا بَيَّنَ تَعَالَى فِي الْمَثَلِ الْأَوَّلِ حَالَ الْكَافِرِ وَالْمُؤْمِنِ وَمَا آلَ إِلَيْهِ مَا افْتَخَرَ بِهِ الْكَافِرُ مِنَ الْهَلَاكِ ، بَيَّنَ فِي هَذَا الْمَثَلِ حَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وَاضْمِحْلَالَهَا وَمَصِيرَ مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ وَالتَّرَفُّهِ إِلَى الْهَلَاكِ وَ ( كَمَاءٍ ) قَدَّرَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هِيَ ، أَيِ : الْحَيَاةُ الدُّنْيَا كَمَاءٍ . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : الْكَافُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ ، أَيْ : ضَرْبًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ ) وَأَقُولُ إِنَّ ( كَمَاءٍ ) فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي لِقَوْلِهِ ( وَاضْرِبْ ) ، أَيْ : وَصَيِّرْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، أَيْ : صِفَتُهَا شِبْهُ مَاءٍ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى تَفْسِيرِ نَظِيرِ هَذِهِ الْجُمَلِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ ) فِي يُونُسَ ( فَأَصْبَحَ ) ، أَيْ : صَارَ وَلَا يُرَادُ تَقْيِيدُ الْخَبَرِ بِالصَّبَاحِ فَهُوَ كَقَوْلِهِ :
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السِّلَاحَ وَلَا أَمْلِكُ رَأْسَ الْبَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
وَقِيلَ : هِيَ دَالَّةٌ عَلَى التَّقْيِيدِ بِالصَّبَاحِ لِأَنَّ الْآفَاتِ السَّمَاوِيَّةَ أَكْثَرُ مَا تَطْرُقُ لَيْلًا فَهِيَ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ) . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : تُذْرِيهِ مِنْ أَذْرَى رُبَاعِيًّا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْحَسَنُ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَخَلَفٌ وَابْنُ عِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ : الرِّيحُ عَلَى الْإِفْرَادِ . وَالْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ) . وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى قُدْرَتَهُ الْبَاهِرَةَ فِي صَيْرُورَةِ مَا كَانَ فِي غَايَةِ النَّضْرَةِ وَالْبَهْجَةِ إِلَى حَالَةِ التَّفَتُّتِ وَالتَّلَاشِي إِلَى أَنْ فَرَّقَتْهُ الرِّيَاحُ وَلَعِبَتْ بِهِ ذَاهِبَةً وَجَائِيَةً ، أَخْبَرَ تَعَالَى عَنِ اقْتِدَارِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْشَاءِ وَالْإِفْنَاءِ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا تَتَعَلَّقُ بِهِ قُدْرَتُهُ تَعَالَى .
وَلَمَّا حَقَّرَ تَعَالَى حَالَ الدُّنْيَا بِمَا ضَرَبَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَثَلِ ذَكَرَ أَنَّ مَا افْتَخَرَ بِهِ عُيَيْنَةُ وَأَضْرَابُهُ مِنَ الْمَالِ وَالْبَنِينَ إِنَّمَا ذَلِكَ ( زِينَةُ ) هَذِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الْمُحَقَّرَةِ ، وَأَنَّ مَصِيرَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ إِلَى النَّفَادِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُكْتَرَثَ بِهِ ، وَأَخْبَرَ تَعَالَى بِزِينَةِ الْمَالِ وَالْبَنِينَ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفٍ مُضَافٍ ، أَيْ : مَقَرُّ زِينَةِ ، أَوْ وَضَعَ الْمَالَ وَالْبَنِينَ مَنْزِلَةَ الْمَعْنَى وَالْكَثْرَةِ ، فَأَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ ( زِينَةُ ) وَلَمَّا ذَكَرَ مَآلَ مَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَى الْفَنَاءِ ، انْدَرَجَ فِيهِ هَذَا الْجُزْئِيُّ مِنْ كَوْنِ الْمَالِ وَالْبَنِينَ زِينَةً ، وَأَنْتَجَ أَنَّ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَانٍ ؛ إِذْ ذَاكَ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ مَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَتَرْتِيبُ هَذَا الْإِنْتَاجِ أَنْ يُقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وَكُلُّ مَا كَانَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَهُوَ سَرِيعُ الِانْقِضَاءِ ، فَالْمَالُ وَالْبَنُونَ سَرِيعُ الِانْقِضَاءِ ، وَمِنْ بَدِيهَةِ الْعَقْلِ أَنَّ مَا كَانَ كَذَلِكَ يَقْبُحُ بِالْعَاقِلِ أَنْ يَفْتَخِرَ بِهِ أَوْ يَفْرَحَ بِسَبَبِهِ ، وَهَذَا بُرْهَانٌ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ أُولَئِكَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ افْتَخَرُوا عَلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ بِكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) قَالَ الْجُمْهُورُ هِيَ الْكَلِمَاتُ الْمَأْثُورُ فَضْلُهَا : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12171وَأَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يَبْقَى لِلْآخِرَةِ ، وَرَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ ، وَقَوْلُ الْجُمْهُورِ مَرْوِيٌّ عَنِ الرَّسُولِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : كُلُّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ . وَعَنِ
الْحَسَنِ وَابْنِ عَطَاءٍ : أَنَّهَا النِّيَّاتُ الصَّالِحَةُ فَإِنَّ بِهَا تُتَقَبَّلُ الْأَعْمَالُ وَتُرْفَعُ ، وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا ) أَنَّهَا دَائِمَةٌ بَاقِيَةٌ وَخَيْرَاتُ الدُّنْيَا مُنْقَرِضَةٌ فَانِيَةٌ ، وَالدَّائِمُ الْبَاقِي خَيْرٌ مِنَ الْمُنْقَرِضِ الْمُنْقَضِي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَخَيْرٌ أَمَلًا ) ، أَيْ : وَخَيْرٌ رَجَاءً لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَأْمُلُ فِي الدُّنْيَا ثَوَابَ اللَّهِ وَنَصِيبَهُ فِي الْآخِرَةِ دُونَ ذِي الْمَالِ وَالْبَنِينَ الْعَارِي مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ فَإِنَّهُ لَا يَرْجُو ثَوَابًا .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُ الدُّنْيَا مِنَ النَّفَادِ أَعْقَبَ ذَلِكَ بِأَوَائِلِ أَحْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ ) كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ) . وَقَالَ :
[ ص: 134 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) . وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ) . وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَنْفَكُّ نِظَامُ هَذَا الْعَالَمِ الدُّنْيَوِيِّ وَيُؤْتَى بِالْعَالَمِ الْأُخْرَوِيِّ ، وَانْتَصَبَ ( وَيَوْمَ ) عَلَى إِضْمَارِ اذْكُرْ أَوْ بِالْفِعْلِ الْمُضْمَرِ عِنْدَ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48لَقَدْ جِئْتُمُونَا ) ، أَيْ : قُلْنَا يَوْمَ كَذَا لَقَدْ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَشَيْبَةُ وَعَاصِمٌ وَابْنُ مُصَرِّفٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47نُسَيِّرُ ) بِنُونِ الْعَظَمَةِ ( الْجِبَالَ ) بِالنَّصْبِ ،
وَابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْحَسَنُ وَشِبْلٌ وَقَتَادَةُ وَعِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ وَحُمَيْدٌ وَطَلْحَةُ وَالْيَزِيدِيُّ وَالزُّبَيْرِيُّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، ( الْجِبَالُ ) بِالرَّفْعِ وَعَنِ
الْحَسَنِ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِضَمِّ الْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَمَحْبُوبٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو ( تَسِيرُ ) مِنْ سَارَتِ الْجِبَالُ . وَقَرَأَ
أُبَيٌّ ( سُيِّرَتِ الْجِبَالُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً ) ، أَيْ : مُنْكَشِفَةً ظَاهِرَةً لِذَهَابِ الْجِبَالِ وَالظِّرَابِ وَالشَّجَرِ وَالْعِمَارَةِ ، أَوْ تَرَى أَهْلَ الْأَرْضِ بَارِزِينَ مِنْ بَطْنِهَا . وَقَرَأَ
عِيسَى ( وَتُرَى الْأَرْضُ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَحَشَرْنَاهُمْ ) ، أَيْ : أَقَمْنَاهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ وَجَمَعْنَاهُمْ لِعَرْصَةِ الْقِيَامَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ جِيءَ بِحَشَرْنَاهُمْ مَاضِيًا بَعْدَ تَسِيرُ وَتَرَى ؟ قُلْتُ : لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ حَشْرَهُمْ قَبْلَ التَّسْيِيرِ وَقَبْلَ الْبُرُوزِ لِيُعَايِنُوا تِلْكَ الْأَهْوَالَ وَالْعَظَائِمَ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَحَشَرْنَاهُمْ ) قَبْلَ ذَلِكَ انْتَهَى . وَالْأَوْلَى أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ وَاوَ الْحَالِ لَا وَاوَ الْعَطْفِ ، وَالْمَعْنَى وَقَدْ ( حَشَرْنَاهُمْ ) ، أَيْ : يُوقَعُ التَّسْيِيرُ فِي حَالَةِ حَشْرِهِمْ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَحَشَرْنَاهُمْ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَوُضِعَ الْكِتَابُ ) مِمَّا وُضِعَ فِيهِ الْمَاضِي مَوْضِعَ الْمُسْتَقْبَلِ لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47نُغَادِرُ ) بَنُونِ الْعَظَمَةِ
وَقَتَادَةُ ( تُغَادِرُ ) عَلَى الْإِسْنَادِ إِلَى الْقُدْرَةِ أَوِ الْأَرْضِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11792وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ
عَاصِمٍ كَذَلِكَ أَوْ بِفَتْحِ الدَّالِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَاحِدٍ بِالرَّفْعِ وَعِصْمَةُ كَذَلِكَ ،
وَالضَّحَّاكُ ( نُغْدِرُ ) بِضَمِّ النُّونِ وَإِسْكَانِ الْغَيْنِ وَكَسْرِ الدَّالِ ، وَانْتَصَبَ ( صَفًّا ) عَلَى الْحَالِ وَهُوَ مُفْرَدٌ تَنَزَّلَ مَنْزِلَةَ الْجَمْعِ ، أَيْ : صُفُوفًا . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374668يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ صُفُوفًا يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ " . الْحَدِيثُ بِطُولِهِ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374669أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ صَفًّا أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا " . أَوِ انْتَصَبَ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَوْضُوعِ مَوْضِعَ الْحَالِ ، أَيْ : مُصْطَفِّينَ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى صَفًّا صَفًّا فَحُذِفَ صَفًّا وَهُوَ مُرَادٌ ، وَهَذَا التَّكْرَارُ مُنْبِئٌ عَنِ اسْتِيفَاءِ الصُّفُوفِ إِلَى آخِرِهَا ، شَبَّهَ حَالَهُمْ بِحَالِ الْجُنْدِ الْمَعْرُوضِينَ عَلَى السُّلْطَانِ مُصْطَفِّينَ ظَاهِرِينَ يَرَى جَمَاعَتَهُمْ كَمَا يَرَى كُلَّ وَاحِدٍ لَا يَحْجُبُ أَحَدٌ أَحَدًا .