[ ص: 162 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=89ثم أتبع سببا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=90حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=91كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=92ثم أتبع سببا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) .
[ ص: 163 ] ( سببا ) ، أي : طريقا أو مسيرا موصلا إلى الشمال فإن (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93السدين ) هناك . قال وهب : السدان جبلان منيفان في السماء من ورائهما ومن أمامهما البلدان ، وهما بمنقطع أرض
الترك مما يلي
أرمينية وأذربيجان . وذكر
الهروي أنهما جبلان من وراء
بلاد الترك . وقيل : هما جبلان من جهة الشمال لينان أملسان ، يزلق عليهما كل شيء ، وسمي الجبلان سدين ؛ لأن كل واحد منهما سد فجاج الأرض وكانت بينهما فجوة كان يدخل منها
يأجوج ومأجوج . وقرأ
مجاهد وعكرمة والنخعي وحفص وابن كثير وأبو عمرو (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93بين السدين ) بفتح السين . وقرأ باقي السبعة بضمها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي هما لغتان بمعنى واحد . وقال
الخليل وسيبويه : بالضم الاسم وبالفتح المصدر . وقال
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة : ما كان من خلق الله لم يشارك فيه أحد فهو بالضم ، وما كان من صنع البشر فبالفتح . وقال
ابن أبي إسحاق ما رأت عيناك فبالضم ، وما لا يرى فبالفتح . وانتصب ( بين ) على أنه مفعول به لبلغ ، كما ارتفع في (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94لقد تقطع بينكم ) وانجر بالإضافة في (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78هذا فراق بيني وبينك ) و ( بين ) من الظروف المتصرفة ما لم تركب مع أخرى مثلها ، نحو قولهم همزة بين بين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93من دونهما ) من دون السدين و ( قوما ) يعني من البشر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هم
الترك انتهى . وأبعد من ذهب إلى أنهم جان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذا المكان في منقطع أرض
الترك مما يلي المشرق ، ونفى مقارنة فقههم ( قولا ) وتضمن نفي فقههم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لا يكادون يفهمونه إلا بجهد ومشقة كأنه فهم من نفي يكاد أنه يقع منهم الفهم بعد عسر ، وهو قول لبعضهم إن نفيها إثبات وإثباتها نفي ، وليس بالمختار .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وخلف وابن عيسى الأصبهاني وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( يفقهون ) بضم الياء وكسر القاف ، أي : يفهمون السامع كلامهم ، ولا يبينونه ؛ لأن لغتهم غريبة مجهولة . والضمير في ( قالوا ) عائد على هؤلاء القوم شكوا ما يلقون من يأجوج ومأجوج إذ رجوا عنده ما ينفعهم لكونه ملك الأرض ودوخ الملوك وبلغ إليهم وهم لم يبلغ أرضهم ملك قبله ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94يأجوج ومأجوج ) من ولد آدم قبيلتان . وقيل : هما من ولد
يافث بن نوح . وقيل : ( يأجوج ) من الترك ( ومأجوج ) من الجيل والديلم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والضحاك :
الترك شرذمة منهم خرجت تغير ، فجاء
ذو القرنين فضرب السد فبقيت في هذا الجانب . وقال
قتادة والسدي : بني السد على إحدى وعشرين قبيلة ، وبقيت منهم قبيلة واحدة دون السد فهم
الترك وقد اختلف في عددهم وصفاتهم ولم يصح في ذلك شيء وهما ممنوعا الصرف ، فمن زعم أنهما أعجميان فللعجمة والعلمية ، ومن زعم أنهما عربيان فللتأنيث والعلمية لأنهما اسما قبيلتين .
وقال
الأخفش : إن جعلنا ألفهما أصلية فيأجوج يفعول ومأجوج مفعول ، كأنه من أجيج النار ومن لم يهمزهما جعلها زائدة ، فيأجوج من يججت ، ومأجوج من مججت . وقال
قطرب في غير الهمز : مأجوج فاعول من المج ، ويأجوج فاعول من يج . وقال
أبو الحسن علي بن عبد الصمد السخاوي - أحد شيوخنا - : الظاهر أنه عربي وأصله الهمز ، وترك الهمز على التخفيف وهو إما من الأجة وهو الاختلاف كما قال تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ) أو من الأج وهو سرعة العدو ، قال تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96وهم من كل حدب ينسلون ) وقال الشاعر :
يؤج كما أج الظليم المنفر
أو من الأجة وهو شدة الحر ، أو من أج الماء يئج أجوجا إذا كان ملحا مرا انتهى . وقرأ
عاصم nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ويعقوب في رواية بالهمز وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94يأجوج ومأجوج ) وكذا في الأنبياء وفي لغة
بني أسد ذكره
الفراء . قيل : ولا وجه له إلا اللغة الغريبة المحكية عن العجاج أنه كان يهمز العألم والخأتم . وقرأ باقي السبعة بألف غير مهموزة وهي لغة كل العرب غير بني أسد . وقرأ
العجاج ورؤبة ابنه : آجوج بهمزة بدل الياء . وإفسادهم
[ ص: 164 ] الظاهر تحقق الإفساد منهم لا توقعه لأنها شكت من ضرر نالها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15995سعيد بن عبد العزيز : إفسادهم أكل بني آدم . وقيل : هو الظلم والقتل ووجوه الإفساد المعلوم من البشر . وقيل : كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون شيئا أخضر إلا أكلوه ، ولا يابسا إلا احتملوه ، وروي أنه لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94فهل نجعل لك خرجا ) استدعاء منهم قبول ما يبذلونه مما يعينه على ما طلبوا على جهة حسب الأدب إذ سألوه ذلك كقول
موسى للخضر (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66هل أتبعك على أن تعلمني ) . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة وخلف nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي ومن السبعة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( خراجا ) بألف هنا ، وفي حرفي " قد أفلح " وسكن
ابن عامر الراء فيها . وقرأ باقي السبعة ( خرجا ) فيهما بسكون الراء فخراج بالألف والخرج والخراج بمعنى واحد كالنول والنوال ، والمعنى جعلا نخرجه من أموالنا ، وكل ما يستخرج من ضريبة وجزية وغلة فهو خراج وخرج . وقيل : الخرج المصدر أطلق على الخراج ، والخراج الاسم لما يخرج . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الخرج على الرءوس ، يقال : أد خرج رأسك ، والخراج على الأرض . وقال
ثعلب : الخرج أخص والخراج أعم . وقيل : الخرج المال يخرج مرة والخراج المجبى المتكرر عرضوا عليه أن يجمعوا له أموالا يقيم بها أمر السد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( خراجا ) أجرا .
وقرأ
نافع وابن عامر وأبو بكر ( سدا ) بضم السين
وابن محيصن وحميد nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة ويعقوب في رواية
وابن عيسى الأصبهاني nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وباقي السبعة بفتحها (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95قال ما مكني فيه ربي خير ) ، أي : ما بسط الله لي من القدرة والملك خير من خرجكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95فأعينوني بقوة ) ، أي : بما أتقوى به من فعلة وصناع يحسنون العمل والبناء ؛ قاله مقاتل ، وبالآلات قاله الكلبي (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95ردما ) حاجزا حصينا موثقا . وقرأ
ابن كثير وحميد : ( ما مكنني ) بنونين متحركتين ، وباقي السبعة بإدغام نون مكن في نون الوقاية .
ثم فسر الإعانة بالقوة فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني زبر الحديد ) ، أي : أعطوني . قال
ابن عطية : إنما هو استدعاء مناولة لا استدعاء عطية وهبة ؛ لأنه قد ارتبط من قوله إنه لا يأخذ منهم الخراج ، فلم يبق إلا استدعاء المناولة انتهى . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني ) . وقرأ
أبو بكر عن
عاصم ( ائتوني ) ، أي : جيئوني . وانتصب ( زبر ) بايتوني على إسقاط حرف الجر ، أي : جيئوني بزبر ( الحديد ) . وقرأ الجمهور ( زبر ) بفتح الباء والحسن بضمها ، وفي الكلام حذف تقديره فأتوه أو فآتوه بها فأمر برص بعضها فوق بعض (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حتى إذا ساوى ) .
وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96ساوى )
وقتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58سوى ) ،
وابن أبي أمية عن
أبي بكر عن
عاصم ( سووي ) مبنيا للمفعول . وحكي في الكيفية أن
nindex.php?page=showalam&ids=15873ذا القرنين قاس ما بين الصدفين من حفر الأساس حتى بلغ الماء ثم جعل حشوه الصخر وطينه النحاس يذاب ثم يصب عليه ، والبنيان من زبر الحديد بينهما الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى أعلاهما ، ثم وضع المنافخ حتى إذا صارت كالنار صب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا . وقيل : طول ما بين السدين مائة فرسخ وعرضه خمسون . وفي الحديث
أن رجلا أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به فقال : " كيف رأيته " ؟ فقال : كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال : " قد رأيته " .
وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ومجاهد والحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96الصدفين ) بضم الصاد والدال ، وأبو بكر
وابن محيصن وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن كذلك إلا أنه سكن الدال ، وباقي السبعة
وأبو جعفر وشيبة وحميد وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وجماعة عن
يعقوب وخلف في اختياره
وأبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان بفتحهما ،
وابن جندب بالفتح وإسكان الدال ، ورويت عن
قتادة . وقرأ
الماجشون بالفتح وضم الدال . وقرأ
قتادة وأبان [ ص: 165 ] عن
عاصم بضم الصاد وفتح الدال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حتى إذا جعله نارا ) في الكلام حذف تقديره فنفخوا حتى . وقرأ الجمهور قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني ) ، أي : أعطوني . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وطلحة وحمزة وأبو بكر بخلاف عنه قال : ( ائتوني ) ، أي : جيئوني و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96قطرا ) منصوب بأفرغ على إعمال الثاني ، ومفعول (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني ) محذوف لدلالة الثاني عليه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فما اسطاعوا ) ، أي : يأجوج ومأجوج (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97أن يظهروه ) ، أي : يصلوا عليه لبعده وارتفاعه واملاسه ، ولا أن ينقبوه لصلابته وثخانته فلا سبيل إلى مجاوزته إلى غيرهم من الأمم إلا بأحد هذين : إما ارتقاء وإما نقب وقد سلب قدرتهم على ذلك .
وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فما اسطاعوا ) بحذف التاء تخفيفا لقربها من الطاء . وقرأ حمزة وطلحة بإدغامها في الطاء وهو إدغام على غير حده . وقال
أبو علي هي غير جائزة . وقرأ
الأعشى عن
أبي بكر : فما اصطاعوا بالإبدال من السين صادا لأجل الطاء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : ( فما استطاعوا ) بالتاء من غير حذف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قال هذا رحمة من ربي ) ، أي : قال
ذو القرنين والإشارة بهذا ، قال
ابن عطية : إلى الردم والقوة عليه والانتفاع به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إشارة إلى السد ، أي : ( هذا ) السد نعمة من الله و ( رحمة ) على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته . قيل : وفي الكلام حذف وتقديره فلما أكمل بناء السد واستوى واستحكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قال هذا رحمة من ربي ) .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ( هذه رحمة من ربي ) بتأنيث اسم الإشارة . والوعد يحتمل أن يراد به يوم القيامة ، وأن يراد به وقت خروج يأجوج ومأجوج . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكا ، أي : مدكوكا منبسطا مستويا بالأرض ، وكل ما انبسط بعد ارتفاع فقد اندك انتهى . وقرأ الكوفيون : ( دكاء ) بالمد ممنوع الصرف ، وباقي السبعة دكا منونة مصدر دككته ، والظاهر أن ( جعله ) بمعنى صيره ، فدكا مفعول ثان . وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون جعل بمعنى خلق وينصب دكا على الحال انتهى . وهذا بعيد جدا ؛ لأن السد إذ ذاك موجود مخلوق ولا يخلق المخلوق لكنه ينتقل من بعض هيئاته إلى هيئة أخرى ، ووعد بمعنى موعود لا مصدر ، والمعنى فإذا جاء موعود ربي لا يريد المصدر لأن المصدر قد سبق ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=35تركنا ) هذا الضمير لله تعالى والأظهر أن الضمير في ( بعضهم ) عائد على يأجوج ومأجوج ، والجملة المحذوفة بعد إذ المعوض منها التنوين مقدرة بإذ جاء الوعد ، وهو خروجهم وانتشارهم في الأرض أو مقدرة بإذ حجز السد بينهم وبين القوم الذين كانوا يفسدون عندهم وهم متعجبون من السد فماج بعضهم في بعض .
وقيل : الضمير في ( بعضهم ) يعود على الخلق ، أي : يوم إذ جاء وعد الله وهو يوم القيامة ويقويه قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99ونفخ في الصور ) فيظهر أن ذلك هو يوم القيامة ، وكذلك ما جاء بعده من الجمع وعرض جهنم وتقدم الكلام على النفخ في الصور في سورة الأنعام . و ( جمعا ) مصدر كموعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وعرضنا ) ، أي : أبرزنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100جهنم يومئذ ) ، أي : يوم إذ جمعناهم . وقيل : اللام بمعنى على كقوله :
فخر صريعا لليدين وللفم
وأبعد من ذهب إلى أنه مقلوب . والتقدير وعرضنا الكافرين على جهنم ( عرضا ) وتخصيصه بالكافرين بشارة للمؤمنين . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101الذين كانت أعينهم ) صفة ذم في (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101غطاء ) استعار الغطاء لأعينهم ، والمراد أنهم لا يبصرون آياتي التي ينظر إليها فيعتبر بها ، واذكر بالتعظيم وهذا على حذف مضاف ، أي : من آيات ( ذكري ) . وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101عن ذكري ) عن القرآن وتأمل معانيه ، ويكون المراد بالأعين هنا البصائر لا الجوارح ؛ لأن الجوارح لا نسبة بينها وبين الذكر (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101وكانوا لا يستطيعون سمعا ) مبالغة في انتفاء السمع إذ نفيت الاستطاعة ، وهم وإن كانوا صما ؛ لأن الأصم قد يستطيع السمع إذا صيح به ، وكأن هؤلاء أصمت أسماعهم فلا استطاعة بهم للسمع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أفحسب الذين كفروا ) هم من عبد الملائكة
وعزيرا والمسيح واتخذوهم أولياء من دون الله وهم بعض العرب واليهود والنصارى ، وهو استفهام فيه معنى الإنكار والتوبيخ ، والمعنى
[ ص: 166 ] أنهم ليس لهم من ولاية هؤلاء الذين تولوهم شيء ، ولا يجدون عندهم منتفعا ويظهر أن في الكلام حذفا والتقدير (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ) فيجدي ذلك وينتفعون بذلك الاتخاذ . وقيل : العباد هنا الشياطين . روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال
مقاتل : الأصنام لأنها خلقه وملكه ، والأظهر تفسير العباد بما قلناه لإضافتهم إليه ، والأكثر أن تكون الإضافة في مثل هذا اللفظ إضافة تشريف .
وحسب هنا بمعنى ظن وبه قرأ
عبد الله ( أفظن ) . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بن الحسين nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر ومجاهد وعكرمة وقتادة ونعيم بن ميسرة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وابن كثير ويعقوب بخلاف عنهما
وابن محيصن وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ومسعود بن صالح (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أفحسب ) بإسكان السين وضم الباء مضافا إلى ( الذين ) ، أي : أفكافيهم ومحسبهم ومنتهى عرضهم ، والمعنى أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا . وقال
أبو الفضل الرازي قال
سهل يعني أبا حاتم : معناه أفحسبهم وحظهم إلا أن ( أفحسب ) أبلغ في الذم ؛ لأنه جعله غاية مرادهم انتهى . وارتفع حسب على الابتداء والخبر (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أن يتخذوا ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو على الفعل والفاعل ؛ لأن اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل كقولك : أقائم الزيدان وهي قراءة محكمة جيدة انتهى . والذي يظهر أن هذا الإعراب لا يجوز ؛ لأن حسبا ليس باسم فاعل فتعمل ، ولا يلزم من تفسير شيء بشيء أن تجري عليه جميع أحكامه ، وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أشياء من الصفات التي تجري مجرى الأسماء وأن الوجه فيها الرفع . ثم قال : وذلك مررت برجل خير منه أبوه ، ومررت برجل سواء عليه الخير والشر ، ومررت برجل أب له صاحبه ، ومررت برجل حسبك من رجل ، ومررت برجل أيما رجل هو انتهى . ولا يبعد أن يرفع به الظاهر فقد أجازوا في مررت برجل أبي عشرة أبوه ارتفاع أبوه بأبي عشرة لأنه في معنى والد عشرة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102إنا أعتدنا ) ، أي : أعددنا ويسرنا والنزل موضع النزول والنزل أيضا ما يقدم للضيف ويهيأ له وللقادم من الطعام ، والنزل هنا يحتمل التفسيرين وكونه موضع النزول ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج هنا ، وما هيئ من الطعام للنزيل قول القتبي . وقيل : جمع نازل ونصبه على الحال نحو شارف وشرف ، فإن كان ما تقدم للضيف وللقادم فيكون كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=21فبشرهم بعذاب أليم ) . وكقول الشاعر :
تحية بينهم ضرب وجيع
وقرأ
أبو حيوة وأبو عمرو بخلاف عنه ( نزلا ) بسكون الزاي
[ ص: 162 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=89ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=90حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=91كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=92ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ) .
[ ص: 163 ] ( سَبَبًا ) ، أَيْ : طَرِيقًا أَوْ مَسِيرًا مُوَصِّلًا إِلَى الشَّمَالِ فَإِنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93السَّدَّيْنِ ) هُنَاكَ . قَالَ وَهْبٌ : السَّدَّانِ جَبَلَانِ مَنِيفَانِ فِي السَّمَاءِ مِنْ وَرَائِهِمَا وَمِنْ أَمَامِهِمَا الْبُلْدَانُ ، وَهُمَا بِمُنْقَطَعِ أَرْضِ
التُّرْكِ مِمَّا يَلِي
أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ . وَذَكَرَ
الْهَرَوِيُّ أَنَّهُمَا جَبَلَانِ مِنْ وَرَاءِ
بِلَادِ التُّرْكِ . وَقِيلَ : هُمَا جَبَلَانِ مِنْ جِهَةِ الشَّمَالِ لَيِّنَانِ أَمْلَسَانِ ، يُزْلَقُ عَلَيْهِمَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَسُمِّيَ الْجَبَلَانِ سَدَّيْنِ ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَدَّ فِجَاجَ الْأَرْضِ وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا فَجْوَةٌ كَانَ يَدْخُلُ مِنْهَا
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالنَّخَعِيُّ وَحَفْصٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93بَيْنَ السَّدَّيْنِ ) بِفَتْحِ السِّينِ . وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ بِضَمِّهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ : بِالضَّمِّ الِاسْمُ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يُشَارِكْ فِيهِ أَحَدٌ فَهُوَ بِالضَّمِّ ، وَمَا كَانَ مِنْ صُنْعِ الْبَشَرِ فَبِالْفَتْحِ . وَقَالَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ مَا رَأَتْ عَيْنَاكَ فَبِالضَّمِّ ، وَمَا لَا يُرَى فَبِالْفَتْحِ . وَانْتَصَبَ ( بَيْنَ ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ لِبَلَغَ ، كَمَا ارْتَفَعَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ ) وَانْجَرَّ بِالْإِضَافَةِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ) وَ ( بَيْنَ ) مِنَ الظُّرُوفِ الْمُتَصَرِّفَةِ مَا لَمْ تُرَكَّبْ مَعَ أُخْرَى مِثْلِهَا ، نَحْوُ قَوْلِهِمْ هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=93مِنْ دُونِهِمَا ) مِنْ دُونِ السَّدَّيْنِ وَ ( قَوْمًا ) يَعْنِي مِنَ الْبَشَرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هُمُ
التُّرْكُ انْتَهَى . وَأَبْعَدَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُمْ جَانٌّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهَذَا الْمَكَانُ فِي مُنْقَطَعِ أَرْضِ
التُّرْكِ مِمَّا يَلِي الْمَشْرِقَ ، وَنَفَى مُقَارَنَةَ فِقْهِهِمْ ( قَوْلًا ) وَتَضَمَّنَ نَفْيَ فِقْهِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَا يَكَادُونَ يَفْهَمُونَهُ إِلَّا بِجُهْدٍ وَمَشَقَّةٍ كَأَنَّهُ فَهْمٌ مِنْ نَفْيٍ يَكَادُ أَنَّهُ يَقَعُ مِنْهُمُ الْفَهْمُ بَعْدَ عُسْرٍ ، وَهُوَ قَوْلٌ لِبَعْضِهِمْ إِنَّ نَفْيَهَا إِثْبَاتٌ وَإِثْبَاتَهَا نَفْيٌ ، وَلَيْسَ بِالْمُخْتَارِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَخَلَفٌ وَابْنُ عِيسَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( يَفْقِهُونَ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ ، أَيْ : يُفْهِمُونَ السَّامِعَ كَلَامَهُمْ ، وَلَا يُبَيِّنُونَهُ ؛ لِأَنَّ لُغَتَهُمْ غَرِيبَةٌ مَجْهُولَةٌ . وَالضَّمِيرُ فِي ( قَالُوا ) عَائِدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ شَكَوْا مَا يَلْقَوْنَ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِذْ رَجَوْا عِنْدَهُ مَا يَنْفَعُهُمْ لِكَوْنِهِ مَلَكَ الْأَرْضَ وَدَوَّخَ الْمُلُوكَ وَبَلَغَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لَمْ يَبْلُغْ أَرْضَهُمْ مَلِكٌ قَبْلَهُ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) مِنْ وَلَدِ آدَمَ قَبِيلَتَانِ . وَقِيلَ : هُمَا مِنْ وَلَدِ
يَافِثَ بْنِ نُوحٍ . وَقِيلَ : ( يَأْجُوجُ ) مِنَ التُّرْكِ ( وَمَأْجُوجُ ) مِنَ الْجِيلِ وَالدَّيْلَمِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَالضَّحَّاكُ :
التُّرْكُ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ خَرَجَتْ تُغِيرُ ، فَجَاءَ
ذُو الْقَرْنَيْنِ فَضَرَبَ السَّدَّ فَبَقِيَتْ فِي هَذَا الْجَانِبِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ : بُنِيَ السَّدُّ عَلَى إِحْدَى وَعِشْرِينَ قَبِيلَةً ، وَبَقِيَتْ مِنْهُمْ قَبِيلَةٌ وَاحِدَةٌ دُونَ السَّدِّ فَهُمُ
التُّرْكُ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي عَدَدِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ وَلَمْ يَصِحَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ وَهُمَا مَمْنُوعَا الصَّرْفِ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا أَعْجَمِيَّانِ فَلِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّةِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا عَرَبِيَّانِ فَلِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ لِأَنَّهُمَا اسْمَا قَبِيلَتَيْنِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : إِنْ جَعَلْنَا أَلِفَهُمَا أَصْلِيَّةً فَيَأْجُوجُ يَفْعُولُ وَمَأْجُوجُ مَفْعُولُ ، كَأَنَّهُ مِنْ أَجِيجِ النَّارِ وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهُمَا جَعَلَهَا زَائِدَةً ، فَيَأْجُوجُ مِنْ يَجَجَتْ ، وَمَأْجُوجُ مِنْ مَجَجَتْ . وَقَالَ
قُطْرُبٌ فِي غَيْرِ الْهَمْزِ : مَأْجُوجُ فَاعُولُ مِنَ الْمَجِّ ، وَيَأْجُوجُ فَاعُولُ مِنْ يَجَّ . وَقَالَ
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ السَّخَاوِيُّ - أَحَدُ شُيُوخِنَا - : الظَّاهِرُ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ وَأَصْلُهُ الْهَمْزُ ، وَتَرْكُ الْهَمْزِ عَلَى التَّخْفِيفِ وَهُوَ إِمَّا مِنَ الْأَجَّةِ وَهُوَ الِاخْتِلَافُ كَمَا قَالَ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) أَوْ مِنَ الْأَجِّ وَهُوَ سُرْعَةُ الْعَدْوِ ، قَالَ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ) وَقَالَ الشَّاعِرُ :
يَؤُجُّ كَمَا أَجَّ الظَّلِيمُ الْمُنَفِّرُ
أَوْ مِنَ الْأَجَّةِ وَهُوَ شِدَّةُ الْحَرِّ ، أَوْ مِنْ أَجَّ الْمَاءُ يَئِجُّ أُجُوجًا إِذَا كَانَ مِلْحًا مُرًّا انْتَهَى . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَيَعْقُوبُ فِي رِوَايَةٍ بِالْهَمْزِ وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) وَكَذَا فِي الْأَنْبِيَاءِ وَفِي لُغَةِ
بَنِي أَسَدٍ ذَكَرَهُ
الْفَرَّاءُ . قِيلَ : وَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا اللُّغَةُ الْغَرِيبَةُ الْمَحْكِيَّةُ عَنِ الْعَجَّاجِ أَنَّهُ كَانَ يَهْمِزُ الْعَأْلَمَ وَالْخَأْتَمَ . وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ بِأَلِفٍ غَيْرِ مَهْمُوزَةٍ وَهِيَ لُغَةُ كُلِّ الْعَرَبِ غَيْرَ بَنِي أَسَدٍ . وَقَرَأَ
الْعَجَّاجُ وَرُؤْبَةُ ابْنُهُ : آجُوجُ بِهَمْزَةٍ بَدَلَ الْيَاءِ . وَإِفْسَادُهُمُ
[ ص: 164 ] الظَّاهِرُ تَحَقُّقُ الْإِفْسَادِ مِنْهُمْ لَا تَوَقُّعُهُ لِأَنَّهَا شَكَتْ مِنْ ضَرَرٍ نَالَهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15995سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِفْسَادُهُمْ أَكْلُ بَنِي آدَمَ . وَقِيلَ : هُوَ الظُّلْمُ وَالْقَتْلُ وَوُجُوهُ الْإِفْسَادِ الْمَعْلُومِ مِنَ الْبَشَرِ . وَقِيلَ : كَانُوا يَخْرُجُونَ أَيَّامَ الرَّبِيعِ فَلَا يَتْرُكُونَ شَيْئًا أَخْضَرَ إِلَّا أَكَلُوهُ ، وَلَا يَابِسًا إِلَّا احْتَمَلُوهُ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى أَلْفِ ذَكَرٍ مِنْ صُلْبِهِ كُلٌّ قَدْ حَمَلَ السِّلَاحَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=94فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ) اسْتِدْعَاءٌ مِنْهُمْ قَبُولَ مَا يَبْذُلُونَهُ مِمَّا يُعِينُهُ عَلَى مَا طَلَبُوا عَلَى جِهَةٍ حَسَبَ الْأَدَبِ إِذْ سَأَلُوهُ ذَلِكَ كَقَوْلِ
مُوسَى لِلْخَضِرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي ) . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَخَلَفٌ nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ وَابْنُ عِيسَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ الْأَنْطَاكِيُّ وَمِنَ السَّبْعَةِ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( خَرَاجًا ) بِأَلِفٍ هُنَا ، وَفِي حَرْفَيْ " قَدْ أَفْلَحَ " وَسَكَّنَ
ابْنُ عَامِرٍ الرَّاءَ فِيهَا . وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ ( خَرْجًا ) فِيهِمَا بِسُكُونِ الرَّاءِ فَخَرَاجٌ بِالْأَلِفِ وَالْخَرْجُ وَالْخَرَاجُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَالنَّوْلِ وَالنَّوَالِ ، وَالْمَعْنَى جُعْلًا نُخْرِجُهُ مِنْ أَمْوَالِنَا ، وَكُلُّ مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْ ضَرِيبَةٍ وَجِزْيَةٍ وَغَلَّةٍ فَهُوَ خَرَاجٌ وَخَرْجٌ . وَقِيلَ : الْخَرْجُ الْمَصْدَرُ أُطْلِقَ عَلَى الْخَرَاجِ ، وَالْخَرَاجُ الِاسْمُ لِمَا يُخْرَجُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْخَرْجُ عَلَى الرُّءُوسِ ، يُقَالُ : أَدِّ خَرْجَ رَأْسِكَ ، وَالْخَرَاجُ عَلَى الْأَرْضِ . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : الْخَرْجُ أَخَصُّ وَالْخَرَاجُ أَعَمُّ . وَقِيلَ : الْخَرْجُ الْمَالُ يُخْرَجُ مَرَّةً وَالْخَرَاجُ الْمُجْبَى الْمُتَكَرِّرُ عَرَضُوا عَلَيْهِ أَنْ يَجْمَعُوا لَهُ أَمْوَالًا يُقِيمُ بِهَا أَمْرَ السَّدِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ( خَرَاجًا ) أَجْرًا .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ ( سُدًّا ) بِضَمِّ السِّينِ
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَيَعْقُوبُ فِي رِوَايَةٍ
وَابْنُ عِيسَى الْأَصْبَهَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِفَتْحِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ) ، أَيْ : مَا بَسَطَ اللَّهُ لِي مِنَ الْقُدْرَةِ وَالْمُلْكِ خَيْرٌ مِنْ خَرْجِكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ) ، أَيْ : بِمَا أَتَقَوَّى بِهِ مِنْ فَعَلَةٍ وَصُنَّاعٍ يُحْسِنُونَ الْعَمَلَ وَالْبِنَاءَ ؛ قَالَهُ مُقَاتِلٌ ، وَبِالْآلَاتِ قَالَهُ الْكَلْبِيُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=95رَدْمًا ) حَاجِزًا حَصِينًا مُوَثَّقًا . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَحُمَيْدٌ : ( مَا مَكَّنَنِي ) بِنُونَيْنِ مُتَحَرِّكَتَيْنِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِإِدْغَامِ نُونِ مَكَّنَ فِي نُونِ الْوِقَايَةِ .
ثُمَّ فُسِّرَ الْإِعَانَةُ بِالْقُوَّةِ فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) ، أَيْ : أَعْطُونِي . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِنَّمَا هُوَ اسْتِدْعَاءُ مُنَاوَلَةٍ لَا اسْتِدْعَاءُ عَطِيَّةٍ وَهِبَةٍ ؛ لِأَنَّهُ قَدِ ارْتَبَطَ مِنْ قَوْلِهِ إِنَّهُ لَا يَأْخُذُ مِنْهُمُ الْخَرَاجَ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا اسْتِدْعَاءُ الْمُنَاوَلَةِ انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي ) . وَقَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ( ائْتُونِي ) ، أَيْ : جِيئُونِي . وَانْتَصَبَ ( زُبَرَ ) بِايتُونِي عَلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ ، أَيْ : جِيئُونِي بِزُبَرِ ( الْحَدِيدِ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( زُبَرَ ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالْحَسَنُ بِضَمِّهَا ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَأَتَوْهُ أَوْ فَآتَوْهُ بِهَا فَأَمَرَ بِرَصِّ بَعْضِهَا فَوْقَ بَعْضٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حَتَّى إِذَا سَاوَى ) .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96سَاوَى )
وَقَتَادَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58سَوَّى ) ،
وَابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ( سُووِيَ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَحُكِيَ فِي الْكَيْفِيَّةِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15873ذَا الْقَرْنَيْنِ قَاسَ مَا بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ مِنْ حَفْرِ الْأَسَاسِ حَتَّى بَلَغَ الْمَاءَ ثُمَّ جَعَلَ حَشْوَهُ الصَّخْرَ وَطِينَهُ النُّحَاسَ يُذَابُ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ ، وَالْبُنْيَانُ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ بَيْنَهُمَا الْحَطَبُ وَالْفَحْمُ حَتَّى سَدَّ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ إِلَى أَعْلَاهُمَا ، ثُمَّ وَضَعَ الْمَنَافِخَ حَتَّى إِذَا صَارَتْ كَالنَّارِ صَبَّ النُّحَاسَ الْمُذَابَ عَلَى الْحَدِيدِ الْمُحْمَى فَاخْتَلَطَ وَالْتَصَقَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَصَارَ جَبَلًا صَلْدًا . وَقِيلَ : طُولُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ مِائَةُ فَرْسَخٍ وَعَرْضُهُ خَمْسُونَ . وَفِي الْحَدِيثِ
أَنَّ رَجُلًا أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِ فَقَالَ : " كَيْفَ رَأَيْتَهُ " ؟ فَقَالَ : كَالْبَرْدِ الْمُحَبَّرِ طَرِيقَةٌ سَوْدَاءُ وَطَرِيقَةٌ حَمْرَاءُ ، قَالَ : " قَدْ رَأَيْتَهُ " .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96الصُّدُفَيْنِ ) بِضَمِّ الصَّادِ وَالدَّالِ ، وَأَبُو بَكْرٍ
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو رَجَاءٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ سَكَّنَ الدَّالَ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ
وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَحُمَيْدٌ وَطَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَجَمَاعَةٌ عَنْ
يَعْقُوبَ وَخَلَفٌ فِي اخْتِيَارِهِ
وَأَبُو عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ بِفَتْحِهِمَا ،
وَابْنُ جُنْدُبٍ بِالْفَتْحِ وَإِسْكَانِ الدَّالِ ، وَرُوِيَتْ عَنْ
قَتَادَةَ . وَقَرَأَ
الْمَاجُشُونُ بِالْفَتْحِ وَضَمِّ الدَّالِ . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ وَأَبَانُ [ ص: 165 ] عَنْ
عَاصِمٍ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الدَّالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا ) فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَنَفَخُوا حَتَّى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي ) ، أَيْ : أَعْطُونِي . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بِخِلَافٍ عَنْهُ قَالَ : ( ائْتُونِي ) ، أَيْ : جِيئُونِي وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96قِطْرًا ) مَنْصُوبٌ بِأُفْرِغَ عَلَى إِعْمَالِ الثَّانِي ، وَمَفْعُولُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي ) مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فَمَا اسْطَاعُوا ) ، أَيْ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97أَنْ يَظْهَرُوهُ ) ، أَيْ : يَصِلُوا عَلَيْهِ لِبُعْدِهِ وَارْتِفَاعِهِ وَامِّلَاسِهِ ، وَلَا أَنْ يَنْقُبُوهُ لِصَلَابَتِهِ وَثَخَانَتِهِ فَلَا سَبِيلَ إِلَى مُجَاوَزَتِهِ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بِأَحَدِ هَذَيْنِ : إِمَّا ارْتِقَاءٍ وَإِمَّا نَقْبٍ وَقَدْ سَلَبَ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ذَلِكَ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فَمَا اسْطَاعُوا ) بِحَذْفِ التَّاءِ تَخْفِيفًا لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّاءِ . وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَطَلْحَةُ بِإِدْغَامِهَا فِي الطَّاءِ وَهُوَ إِدْغَامٌ عَلَى غَيْرِ حَدِّهِ . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ هِيَ غَيْرُ جَائِزَةٍ . وَقَرَأَ
الْأَعْشَى عَنْ
أَبِي بَكْرٍ : فَمَا اصْطَاعُوا بِالْإِبْدَالِ مِنَ السِّينِ صَادًا لِأَجْلِ الطَّاءِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : ( فَمَا اسْتَطَاعُوا ) بِالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ) ، أَيْ : قَالَ
ذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْإِشَارَةُ بِهَذَا ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِلَى الرَّدْمِ وَالْقُوَّةِ عَلَيْهِ وَالِانْتِفَاعِ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِشَارَةٌ إِلَى السَّدِّ ، أَيْ : ( هَذَا ) السَّدُّ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ ( رَحْمَةٌ ) عَلَى عِبَادِهِ أَوْ هَذَا الْإِقْدَارُ وَالتَّمْكِينُ مِنْ تَسْوِيَتِهِ . قِيلَ : وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَتَقْدِيرُهُ فَلَمَّا أَكْمَلَ بِنَاءَ السَّدِّ وَاسْتَوَى وَاسْتَحْكَمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ) .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ( هَذِهِ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ) بِتَأْنِيثِ اسْمِ الْإِشَارَةِ . وَالْوَعْدُ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِ وَقْتُ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِذَا دَنَا مَجِيءُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشَارَفَ أَنْ يَأْتِيَ جَعَلَ السَّدَّ دَكًّا ، أَيْ : مَدْكُوكًا مُنْبَسِطًا مُسْتَوِيًا بِالْأَرْضِ ، وَكُلُّ مَا انْبَسَطَ بَعْدَ ارْتِفَاعٍ فَقَدِ انْدَكَّ انْتَهَى . وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ : ( دَكَّاءَ ) بِالْمَدِّ مَمْنُوعَ الصَّرْفِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ دَكًّا مُنَوَّنَةً مَصْدَرُ دَكَكْتُهُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ ( جَعَلَهُ ) بِمَعْنَى صَيَّرَهُ ، فَدَكًّا مَفْعُولٌ ثَانٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ جَعَلَ بِمَعْنَى خَلَقَ وَيُنْصَبُ دَكًّا عَلَى الْحَالِ انْتَهَى . وَهَذَا بِعِيدٌ جِدًّا ؛ لِأَنَّ السَّدَّ إِذْ ذَاكَ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ وَلَا يُخْلَقُ الْمَخْلُوقُ لَكِنَّهُ يَنْتَقِلُ مِنْ بَعْضِ هَيْئَاتِهِ إِلَى هَيْئَةٍ أُخْرَى ، وَوَعْدٌ بِمَعْنَى مَوْعُودٍ لَا مَصْدَرٍ ، وَالْمَعْنَى فَإِذَا جَاءَ مَوْعُودُ رَبِّي لَا يُرِيدُ الْمَصْدَرَ لِأَنَّ الْمَصْدَرَ قَدْ سَبَقَ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=35تَرَكْنَا ) هَذَا الضَّمِيرُ لِلَّهِ تَعَالَى وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي ( بَعْضِهِمْ ) عَائِدٌ عَلَى يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَالْجُمْلَةُ الْمَحْذُوفَةُ بَعْدُ إِذِ الْمُعَوِّضِ مِنْهَا التَّنْوِينُ مُقَدَّرَةٌ بِإِذْ جَاءَ الْوَعْدُ ، وَهُوَ خُرُوجُهُمْ وَانْتِشَارُهُمْ فِي الْأَرْضِ أَوْ مُقَدَّرَةٌ بِإِذْ حَجَزَ السَّدُّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يُفْسِدُونَ عِنْدَهُمْ وَهُمْ مُتَعَجِّبُونَ مِنَ السَّدِّ فَمَاجَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ .
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي ( بَعْضِهِمْ ) يَعُودُ عَلَى الْخَلْقِ ، أَيْ : يَوْمَ إِذْ جَاءَ وَعْدُ اللَّهِ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَيُقَوِّيهِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) فَيَظْهَرُ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ الْجَمْعِ وَعَرْضِ جَهَنَّمَ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى النَّفْخِ فِي الصُّورِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ . وَ ( جَمْعًا ) مَصْدَرٌ كَمَوْعِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وَعَرَضْنَا ) ، أَيْ : أَبْرَزْنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ ) ، أَيْ : يَوْمَ إِذْ جَمَعْنَاهُمْ . وَقِيلَ : اللَّامُ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ :
فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
وَأَبْعَدَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ مَقْلُوبٌ . وَالتَّقْدِيرُ وَعَرَضْنَا الْكَافِرِينَ عَلَى جَهَنَّمَ ( عَرْضًا ) وَتَخْصِيصُهُ بِالْكَافِرِينَ بِشَارَةً لِلْمُؤْمِنِينَ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ) صِفَةُ ذَمٍّ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101غِطَاءٍ ) اسْتَعَارَ الْغِطَاءَ لِأَعْيُنِهِمْ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ لَا يُبْصِرُونَ آيَاتِي الَّتِي يُنْظَرُ إِلَيْهَا فَيُعْتَبَرُ بِهَا ، وَاذْكُرْ بِالتَّعْظِيمِ وَهَذَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ : مِنْ آيَاتِ ( ذِكْرِي ) . وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101عَنْ ذِكْرِي ) عَنِ الْقُرْآنِ وَتَأَمُّلِ مَعَانِيهِ ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْأَعْيُنِ هُنَا الْبَصَائِرَ لَا الْجَوَارِحَ ؛ لِأَنَّ الْجَوَارِحَ لَا نِسْبَةَ بَيْنِهَا وَبَيْنَ الذِّكْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=101وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ) مُبَالَغَةً فِي انْتِفَاءِ السَّمْعِ إِذْ نُفِيَتِ الِاسْتِطَاعَةُ ، وَهُمْ وَإِنْ كَانُوا صُمًّا ؛ لِأَنَّ الْأَصَمَّ قَدْ يَسْتَطِيعُ السَّمْعَ إِذَا صِيحَ بِهِ ، وَكَأَنَّ هَؤُلَاءِ أُصِمَّتْ أَسْمَاعُهُمْ فَلَا اسْتِطَاعَةَ بِهِمْ لِلسَّمْعِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) هُمْ مَنْ عَبَدَ الْمَلَائِكَةَ
وَعُزَيْرًا وَالْمَسِيحَ وَاتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهُمْ بَعْضُ الْعَرَبِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ فِيهِ مَعْنَى الْإِنْكَارِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَالْمَعْنَى
[ ص: 166 ] أَنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ وَلَايَةِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَوَلَّوْهُمْ شَيْءٌ ، وَلَا يَجِدُونَ عِنْدَهُمْ مُنْتَفَعًا وَيَظْهَرُ أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا وَالتَّقْدِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ) فَيُجْدِي ذَلِكَ وَيَنْتَفِعُونَ بِذَلِكَ الِاتِّخَاذِ . وَقِيلَ : الْعِبَادُ هُنَا الشَّيَاطِينُ . رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : الْأَصْنَامُ لِأَنَّهَا خَلْقُهُ وَمِلْكُهُ ، وَالْأَظْهَرُ تَفْسِيرُ الْعِبَادِ بِمَا قُلْنَاهُ لِإِضَافَتِهِمْ إِلَيْهِ ، وَالْأَكْثَرُ أَنْ تَكُونَ الْإِضَافَةُ فِي مِثْلِ هَذَا اللَّفْظِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ .
وَحَسِبَ هُنَا بِمَعْنَى ظَنَّ وَبِهِ قَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ( أَفَظَنَّ ) . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَقَتَادَةُ وَنُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَالضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ بِخِلَافٍ عَنْهُمَا
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ وَمَسْعُودُ بْنُ صَالِحٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أَفَحَسْبُ ) بِإِسْكَانِ السِّينِ وَضَمِّ الْبَاءِ مُضَافًا إِلَى ( الَّذِينَ ) ، أَيْ : أَفَكَافِيهِمْ وَمَحْسِبُهُمْ وَمُنْتَهَى عَرَضِهِمْ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكْفِيهِمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ كَمَا حَسِبُوا . وَقَالَ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ قَالَ
سَهْلٌ يَعْنِي أَبَا حَاتِمٍ : مَعْنَاهُ أَفَحَسْبُهُمْ وَحَظُّهُمْ إِلَّا أَنَّ ( أَفَحَسِبَ ) أَبْلَغُ فِي الذَّمِّ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ غَايَةَ مُرَادِهِمُ انْتَهَى . وَارْتَفَعَ حَسْبُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102أَنْ يَتَّخِذُوا ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ عَلَى الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ ؛ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا اعْتَمَدَ عَلَى الْهَمْزَةِ سَاوَى الْفِعْلَ فِي الْعَمَلِ كَقَوْلِكَ : أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ وَهِيَ قِرَاءَةٌ مُحْكَمَةٌ جَيِّدَةٌ انْتَهَى . وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ هَذَا الْإِعْرَابَ لَا يَجُوزُ ؛ لِأَنَّ حَسْبًا لَيْسَ بَاسِمِ فَاعِلٍ فَتَعْمَلَ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ تَفْسِيرِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ أَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهِ جَمِيعُ أَحْكَامِهِ ، وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَشْيَاءَ مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَجْرِي مَجْرَى الْأَسْمَاءِ وَأَنَّ الْوَجْهَ فِيهَا الرَّفْعُ . ثُمَّ قَالَ : وَذَلِكَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ خَيْرٌ مِنْهُ أَبَوْهُ ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ سَوَاءٌ عَلَيْهِ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبٌ لَهُ صَاحِبُهُ ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَيُّمَا رَجُلٍ هُوَ انْتَهَى . وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُرْفَعَ بِهِ الظَّاهِرُ فَقَدْ أَجَازُوا فِي مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبِي عَشَرَةٍ أَبُوهُ ارْتِفَاعُ أَبُوهُ بِأَبِي عَشَرَةٍ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى وَالِدِ عَشَرَةٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=102إِنَّا أَعْتَدْنَا ) ، أَيْ : أَعْدَدْنَا وَيَسَّرْنَا وَالنُّزُلُ مَوْضِعُ النُّزُولِ وَالنُّزُلُ أَيْضًا مَا يُقَدَّمُ لِلضَّيْفِ وَيُهَيَّأُ لَهُ وَلِلْقَادِمِ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالنُّزُلُ هُنَا يَحْتَمِلُ التَّفْسِيرَيْنِ وَكَوْنُهُ مَوْضِعَ النُّزُولِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ هُنَا ، وَمَا هُيِّئَ مِنَ الطَّعَامِ لِلنَّزِيلِ قَوْلُ الْقُتَبِيِّ . وَقِيلَ : جَمْعُ نَازِلٍ وَنَصْبُهُ عَلَى الْحَالِ نَحْوُ شَارِفٍ وَشَرَفٍ ، فَإِنْ كَانَ مَا تُقَدِّمُ لِلضَّيْفِ وَلِلْقَادِمِ فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=21فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) . وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو عَمْرٍو بِخِلَافٍ عَنْهُ ( نُزْلًا ) بِسُكُونِ الزَّايِ