(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ) .
أي ( قل ) يا محمد للكافرين هل نخبركم . الآية ، فإذا طلبوا ذلك فقل لهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105أولئك الذين كفروا ) والأخسرون أعمالا عن علي هم الرهبان كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة ) . وعن
مجاهد : هم أهل الكتاب . وقيل : هم الصابئون . وسأل ابن الكواء عليا عنهم فقال : منهم أهل حروراء . وينبغي حمل هذه الأقوال على
[ ص: 167 ] التمثيل على الحصر إذ الأخسرون أعمالا هم كل من دان بدين غير الإسلام ، أو راءى بعمله ، أو أقام على بدعة تئول به إلى الكفر ، والأخسر من أتعب نفسه فأدى تعبه به إلى النار . وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103أعمالا ) على التمييز وجمع ؛ لأن أعمالهم في الضلال مختلفة وليسوا مشتركين في عمل واحد و ( الذين ) يصح رفعه على أنه خبر مبتدإ محذوف ، أي : هم ( الذين ) وكأنه جواب عن سؤال ، ويجوز نصبه على الذم وخبره على الوصف أو البدل (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104ضل سعيهم ) ، أي : هلك وبطل وذهب و ( يحسبون ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104يحسنون ) من تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فرقا بين الكلمتين . ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13823أبي عبادة البحتري :
ولم يكن المغتر بالله إذ سرى ليعجز والمعتز بالله طالبه
ومن غريب هذا النوع من التجنيس . قال الشاعر :
سقينني ربي وغنينني بحت بحبي حين بن الخرد
صحف بقوله :
سقيتني ربي وغنيتني بحب يحيى بن الجرد
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأبو السمال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فحبطت ) بفتح الباء والجمهور بكسرها . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فلا نقيم ) بالنون ( وزنا ) بالنصب
ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير ( فلا يقيم ) بالياء لتقدم قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105بآيات ربهم ) وعن عبيد أيضا ( يقوم ) بفتح الياء كأنه جعل قام متعديا . وعن
مجاهد وابن محيصن ويعقوب بخلاف عنهم : فلا يقوم مضارع قام ( وزن ) مرفوع به . واحتمل قوله ( فلا نقيم ) إلا به أنهم لا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ، ومن لا حسنة له فهو في النار . واحتمل أن يريد المجاز كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ .
وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374683يؤتى بالأكول الشروب الطويل فلا يزن جناح بعوضة " ثم قرأ ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فلا نقيم ) الآية . وفي الحديث أيضا : "
يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106ذلك جزاؤهم ) مبتدأ وخبر و ( جهنم ) بدل و ( ذلك ) إشارة إلى ترك إقامة الوزن ، ويجوز أن يشار بذلك وإن كان مفردا إلى الجمع فيكون بمعنى أولئك ويكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106جزاؤهم جهنم ) مبتدأ وخبرا . وقال
أبو البقاء : ( ذلك ) ، أي : الأمر ذلك وما بعده مبتدأ وخبر ، ويجوز أن يكون ( ذلك ) مبتدأ و ( جزاؤهم ) مبتدأ ثان و ( جهنم ) خبره . والجملة خبر الأول والعائد محذوف ، أي : جزاؤه انتهى . ويحتاج هذا التوجيه إلى نظر قال : ويجوز أن يكون ( ذلك ) مبتدأ و ( جزاؤهم ) بدل أو عطف بيان و ( جهنم ) الخبر . ويجوز أن يكون ( جهنم ) بدلا من جزاء أو خبر لابتداء محذوف ، أي : هو جهنم و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106بما كفروا ) خبر ذلك ، ولا يجوز أن تتعلق الباء بـ ( جزاؤهم ) للفصل بينهما و ( اتخذوا ) يجوز أن يكون معطوفا على ( كفروا ) وأن يكون مستأنفا انتهى . والآيات هي المعجزات الظاهرة على أيدي الأنبياء ، والصحف الإلهية المنزلة عليهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ) .
أَيْ ( قُلْ ) يَا مُحَمَّدُ لِلْكَافِرِينَ هَلْ نُخْبِرُكُمُ . الْآيَةَ ، فَإِذَا طَلَبُوا ذَلِكَ فَقُلْ لَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وَالْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا عَنْ عَلِيٍّ هُمُ الرُّهْبَانُ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ : هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ . وَقِيلَ : هُمُ الصَّابِئُونَ . وَسَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَلِيًّا عَنْهُمْ فَقَالَ : مِنْهُمْ أَهْلُ حَرُورَاءَ . وَيَنْبَغِي حَمْلُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ عَلَى
[ ص: 167 ] التَّمْثِيلِ عَلَى الْحَصْرِ إِذِ الْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا هُمْ كُلُّ مَنْ دَانَ بِدِينٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ ، أَوْ رَاءَى بِعَمَلِهِ ، أَوْ أَقَامَ عَلَى بِدْعَةٍ تَئُولُ بِهِ إِلَى الْكُفْرِ ، وَالْأَخْسَرُ مَنْ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فَأَدَّى تَعَبُهُ بِهِ إِلَى النَّارِ . وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103أَعْمَالًا ) عَلَى التَّمْيِيزِ وَجُمِعَ ؛ لِأَنَّ أَعْمَالَهُمْ فِي الضَّلَالِ مُخْتَلِفَةٌ وَلَيْسُوا مُشْتَرِكِينَ فِي عَمَلٍ وَاحِدٍ وَ ( الَّذِينَ ) يَصِحُّ رَفْعُهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هُمُ ( الَّذِينَ ) وَكَأَنَّهُ جَوَابٌ عَنْ سُؤَالٍ ، وَيَجُوزُ نَصْبُهُ عَلَى الذَّمِّ وَخَبَرُهُ عَلَى الْوَصْفِ أَوِ الْبَدَلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104ضَلَّ سَعْيُهُمْ ) ، أَيْ : هَلَكَ وَبَطَلَ وَذَهَبَ وَ ( يَحْسَبُونَ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=104يُحْسِنُونَ ) مِنْ تَجْنِيسِ التَّصْحِيفِ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ النَّقْطُ فَرْقًا بَيْنَ الْكَلِمَتَيْنِ . وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13823أَبِي عُبَادَةَ الْبُحْتُرِيِّ :
وَلَمْ يَكُنِ الْمُغْتَرُّ بِاللَّهِ إِذْ سَرَى لِيُعْجِزَ وَالْمُعْتَزُّ بِاللَّهِ طَالِبُهْ
وَمِنْ غَرِيبِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّجْنِيسِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
سَقَيْنَنِي رَبِّي وَغَنَيْنَنِي بُحْتُ بِحُبِّي حِينَ بِنَّ الْخُرَّدُ
صُحِّفَ بِقَوْلِهِ :
سَقَيْتَنِي رَبِّي وَغَنَيْتَنِي بِحُبِّ يَحْيَى بْنِ الْجُرَّدِ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو السَّمَّالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فَحَبَطَتْ ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالْجُمْهُورُ بِكَسْرِهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فَلَا نُقِيمُ ) بِالنُّونِ ( وَزْنًا ) بِالنَّصْبِ
وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ ( فَلَا يُقِيمُ ) بِالْيَاءِ لِتَقَدُّمِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ) وَعَنْ عُبَيْدٍ أَيْضًا ( يَقُومُ ) بِفَتْحِ الْيَاءِ كَأَنَّهُ جَعَلَ قَامَ مُتَعَدِّيًا . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَابْنِ مُحَيْصِنٍ وَيَعْقُوبَ بِخِلَافٍ عَنْهُمْ : فَلَا يَقُومُ مُضَارِعُ قَامَ ( وَزْنٌ ) مَرْفُوعٌ بِهِ . وَاحْتَمَلَ قَوْلُهُ ( فَلَا نُقِيمُ ) إِلَّا بِهِ أَنَّهُمْ لَا حَسَنَةَ لَهُمْ تُوزَنُ فِي مَوَازِينِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَا حَسَنَةَ لَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ . وَاحْتَمَلَ أَنْ يُرِيدَ الْمَجَازَ كَأَنَّهُ قَالَ : فَلَا قَدْرَ لَهُمْ عِنْدَنَا يَوْمَئِذٍ .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374683يُؤْتَى بِالْأَكُولِ الشَّرُوبِ الطَّوِيلِ فَلَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " ثُمَّ قَرَأَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فَلَا نُقِيمُ ) الْآيَةَ . وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا : "
يَأْتِي نَاسٌ بِأَعْمَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هِيَ عِنْدَهُمْ فِي الْعِظَمِ كَجِبَالِ تِهَامَةَ فَإِذَا وَزَنُوهَا لَمْ تَزِنْ شَيْئًا " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَ ( جَهَنَّمُ ) بَدَلٌ وَ ( ذَلِكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى تَرْكِ إِقَامَةِ الْوَزْنِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُشَارَ بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُفْرَدًا إِلَى الْجَمْعِ فَيَكُونُ بِمَعْنَى أُولَئِكَ وَيَكُونُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ ) مُبْتَدَأً وَخَبَرًا . وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ : ( ذَلِكَ ) ، أَيِ : الْأَمْرُ ذَلِكَ وَمَا بَعْدَهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( ذَلِكَ ) مُبْتَدَأً وَ ( جَزَاؤُهُمْ ) مُبْتَدَأٌ ثَانٍ وَ ( جَهَنَّمُ ) خَبَرُهُ . وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الْأَوَّلِ وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : جَزَاؤُهُ انْتَهَى . وَيَحْتَاجُ هَذَا التَّوْجِيهُ إِلَى نَظَرٍ قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( ذَلِكَ ) مُبْتَدَأً وَ ( جَزَاؤُهُمْ ) بَدَلٌ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ وَ ( جَهَنَّمُ ) الْخَبَرُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( جَهَنَّمُ ) بَدَلًا مِنْ جَزَاءٍ أَوْ خَبَرٌ لِابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هُوَ جَهَنَّمُ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=106بِمَا كَفَرُوا ) خَبَرُ ذَلِكَ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِـ ( جَزَاؤُهُمْ ) لِلْفَصْلِ بَيْنَهُمَا وَ ( اتَّخَذُوا ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى ( كَفَرُوا ) وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا انْتَهَى . وَالْآيَاتُ هِيَ الْمُعْجِزَاتُ الظَّاهِرَةُ عَلَى أَيْدِي الْأَنْبِيَاءِ ، وَالصُّحُفُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُنَزَّلَةُ عَلَيْهِمْ .