(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28990فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=32وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=33والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فأتت به ) قيل إتيانها كان من ذاتها . قيل : طهرت من النفاس بعد أربعين يوما وكان الله تعالى قد أراها آيات واضحات ، وكلمها
عيسى ابنا وحنت إلى الوطن وعلمت أن
عيسى سيكفيها من يكلمها فعادت إلى قومها . وقيل : أرسلوا إليها لتحضري إلينا بولدك ، وكان الشيطان قد أخبر قومها بولادتها ، وفي الكلام حذف ، أي : فلما رأوها وابنها ( قالوا ) قال
مجاهد والسدي : الفري العظيم الشنيع . وقرأ
أبو حيوة فيما نقل
ابن عطية (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فريا ) بسكون الراء ، وفيما نقل ابن خالويه فرئا بالهمز ،
وهارون شقيقها أو أخوها من أمها ، وكان من أمثل
بني إسرائيل ، أو
هارون أخو
موسى إذ كانت من نسله ، أو رجل صالح من
بني إسرائيل شبهت به ، أو رجل من النساء وشبهوها به ، أقوال . والأولى أنه أخوها الأقرب . وفي حديث
المغيرة حين خصمه نصارى نجران في قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28ياأخت هارون ) والمدة بينهما طويلة جدا فقال له الرسول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374688ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم " . وأنكروا عليها ما جاءت به وأن أبويها كانا صالحين ، فكيف صدرت منك هذه الفعلة القبيحة ، وفي هذا دليل على أن الفروع غالبا تكون زاكية إذا زكت الأصول ، وينكر عليها إذا جاءت بضد ذلك .
وقرأ
عمر بن لجأ التيمي الشاعر الذي كان يهاجي
جريرا ( ما كان أباك امرؤ سوء ) فجعل الخبر
[ ص: 187 ] المعرفة والاسم النكرة ، وحسن ذلك قليلا كونها فيها مسوغ جواز الابتداء وهو الإضافة ، ولما اتهموها بما اتهموها نفوا عن أبويها السوء لمناسبة الولادة ، ولم ينصوا على إثبات الصلاح وإن كان نفي السوء يوجب الصلاح ، ونفي البغاء يوجب العفة ؛ لأنهما بالنسبة إليهما نقيضان . روي أنها لما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صالحون تباكوا وقالوا ذلك . وقيل : هموا برجمها حتى تكلم
عيسى فتركوها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فأشارت إليه ) ، أي : هو الذي يجيبكم إذا ناطقتموه . وقيل : كان المستنطق
لعيسى زكريا . ويروى أنهم لما أشاروا إلى الطفل قالوا : استخفافها بنا أشد علينا من زناها ، ثم قالوا لها على جهة الإنكار والتهكم بها ، أي : إن من كان في المهد يربى لا يكلم ، وإنما أشارت إليه لما تقدم لها من وعده أنه يجيبهم عنها ويغنيها عن الكلام . وقيل : بوحي من الله إليها . و ( كان ) قال
أبو عبيدة : زائدة . وقيل : تامة وينتصب ( صبيا ) على الحال في هذين القولين ، والظاهر أنها ناقصة فتكون بمعنى صار أو تبقى على مدلولها من اقتران مضمون الجملة بالزمان الماضي ، ولا يدل ذلك على الانقطاع كما لم يدل في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=96وكان الله غفورا رحيما ) وفي قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=32ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ) والمعنى ( كان ) وهو الآن على ما كان ، ولذلك عبر بعض أصحابنا عن ( كان ) هذه بأنها ترادف لم يزل وما رد به
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري كونها زائدة من أن الزائدة لا خبر لها ، وهذه نصبت ( صبيا ) خبرا لها ليس بشيء ، لأنه إذ ذاك ينتصب على الحال ، والعامل فيها الاستقرار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : كان لإيقاع مضمون الجملة في زمان ماض مبهم يصلح لقريبه وبعيده وهو هاهنا لقريبه خاصة والدال عليه معنى الكلام ، وأنه مسوق للتعجب ، ووجه آخر أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29نكلم ) حكاية حال ماضية ، أي : كيف عهد قبل
عيسى أن يكلم الناس ( صبيا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29في المهد صبيا ) فيما سلف من الزمان حتى نكلم هذا انتهى . والظاهر أن ( من ) مفعول بنكلم . ونقل عن
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج أن ( من ) شرطية و ( كان ) في معنى يكن وجواب الشرط محذوف تقديره فكيف ( نكلم ) وهو قول بعيد جدا . وعن
قتادة أن ( المهد ) حجر أمه . وقيل : سريره . وقيل : المكان الذي يستقر عليه . وروي أنه قام متكئا على يساره وأشار إليهم بسبابته اليمنى ، وأنطقه الله تعالى أولا بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=28990إني عبد الله آتاني الكتاب ) ردا للوهم الذي ذهبت إليه النصارى .
وفي قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172عبدا لله ) والجمل التي بعده تنبيه على براءة أمه مما اتهمت به لأنه تعالى لا يخص بولد موصوف بالنبوة والخلال الحميدة إلا مبرأة مصطفاة و ( الكتاب ) الإنجيل أو التوراة أو مجموعهما ، أقوال . وظاهر قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30وجعلني نبيا ) أنه تعالى نبأه حال طفوليته أكمل الله عقله واستنبأه طفلا . وقيل : إن ذلك سبق في قضائه وسابق حكمه ، ويحتمل أن يجعل الآتي لتحققه كأنه قد وجد (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وجعلني مباركا ) قال
مجاهد : نفاعا . وقال
سفيان : معلم خير . وقيل : آمرا بمعروف ، ناهيا عن منكر . وعن
الضحاك : قضاء للحوائج و (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31أين ما كنت ) شرط وجزاؤه محذوف تقديره (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وجعلني مباركا ) وحذف لدلالة ما تقدم عليه ، ولا يجوز أن يكون معمولا لجعلني السابق ؛ لأن ( أين ) لا يكون إلا استفهاما أو شرطا لا جائز أن يكون هنا استفهاما ، فتعينت الشرطية ، واسم الشرط لا ينصبه فعل قبله إنما هو معمول للفعل الذي يليه ، والظاهر حمل الصلاة والزكاة على ما شرع في البدن والمال . وقيل : ( الزكاة ) زكاة الرءوس في الفطر . وقيل الصلاة الدعاء ، و ( الزكاة ) التطهر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28990فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=32وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=33وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فَأَتَتْ بِهِ ) قِيلَ إِتْيَانُهَا كَانَ مِنْ ذَاتِهَا . قِيلَ : طَهُرَتْ مِنَ النِّفَاسِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَرَاهَا آيَاتٍ وَاضِحَاتٍ ، وَكَلَّمَهَا
عِيسَى ابْنًا وَحَنَّتْ إِلَى الْوَطَنِ وَعَلِمَتْ أَنَّ
عِيسَى سَيَكْفِيهَا مَنْ يُكَلِّمُهَا فَعَادَتْ إِلَى قَوْمِهَا . وَقِيلَ : أَرْسَلُوا إِلَيْهَا لَتَحْضُرِي إِلَيْنَا بِوَلَدِكِ ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ قَدْ أَخْبَرَ قَوْمَهَا بِوِلَادَتِهَا ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، أَيْ : فَلَمَّا رَأَوْهَا وَابْنَهَا ( قَالُوا ) قَالَ
مُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ : الْفَرِيُّ الْعَظِيمُ الشَّنِيعُ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ فِيمَا نَقَلَ
ابْنُ عَطِيَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27فَرِيًّا ) بِسُكُونِ الرَّاءِ ، وَفِيمَا نَقَلَ ابْنُ خَالَوَيْهِ فَرْئًا بِالْهَمْزِ ،
وَهَارُونُ شَقِيقُهَا أَوْ أَخُوهَا مِنْ أُمِّهَا ، وَكَانَ مِنْ أَمْثَلِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَوْ
هَارُونُ أَخُو
مُوسَى إِذْ كَانَتْ مِنْ نَسْلِهِ ، أَوْ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ شُبِّهَتْ بِهِ ، أَوْ رَجُلٌ مِنَ النِّسَاءِ وَشَبَّهُوهَا بِهِ ، أَقْوَالٌ . وَالْأَوْلَى أَنَّهُ أَخُوهَا الْأَقْرَبُ . وَفِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ حِينَ خَصَمَهُ نَصَارَى نَجْرَانَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28يَاأُخْتَ هَارُونَ ) وَالْمُدَّةَ بَيْنَهُمَا طَوِيلَةٌ جِدًّا فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374688أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ " . وَأَنْكَرُوا عَلَيْهَا مَا جَاءَتْ بِهِ وَأَنَّ أَبَوَيْهَا كَانَا صَالِحَيْنِ ، فَكَيْفَ صَدَرَتْ مِنْكِ هَذِهِ الْفِعْلَةُ الْقَبِيحَةُ ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْفُرُوعَ غَالِبًا تَكُونُ زَاكِيَةً إِذَا زَكَتِ الْأُصُولُ ، وَيُنْكَرُ عَلَيْهَا إِذَا جَاءَتْ بِضِدِّ ذَلِكَ .
وَقَرَأَ
عُمَرُ بْنُ لَجَأٍ التَّيْمِيُّ الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ يُهَاجِي
جَرِيرًا ( مَا كَانَ أَبَاكِ امْرَؤُ سَوْءٍ ) فَجَعَلَ الْخَبَرَ
[ ص: 187 ] الْمَعْرِفَةَ وَالِاسْمَ النَّكِرَةَ ، وَحَسَّنَ ذَلِكَ قَلِيلًا كَوْنُهَا فِيهَا مُسَوِّغُ جَوَازِ الِابْتِدَاءِ وَهُوَ الْإِضَافَةُ ، وَلَمَّا اتَّهَمُوهَا بِمَا اتَّهَمُوهَا نَفَوْا عَنْ أَبَوَيْهَا السُّوءَ لِمُنَاسَبَةِ الْوِلَادَةِ ، وَلَمْ يَنُصُّوا عَلَى إِثْبَاتِ الصَّلَاحِ وَإِنْ كَانَ نَفْيُ السُّوءِ يُوجِبُ الصَّلَاحَ ، وَنَفْيُ الْبِغَاءِ يُوجِبُ الْعِفَّةَ ؛ لِأَنَّهُمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا نَقِيضَانِ . رُوِيَ أَنَّهَا لَمَّا دَخَلَتْ بِهِ عَلَى قَوْمِهَا وَهُمْ أَهْلُ بَيْتٍ صَالِحُونَ تَبَاكَوْا وَقَالُوا ذَلِكَ . وَقِيلَ : هَمُّوا بِرَجْمِهَا حَتَّى تَكَلَّمَ
عِيسَى فَتَرَكُوهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ) ، أَيْ : هُوَ الَّذِي يُجِيبُكُمْ إِذَا نَاطَقْتُمُوهُ . وَقِيلَ : كَانَ الْمُسْتَنْطِقُ
لِعِيسَى زَكَرِيَّا . وَيُرْوَى أَنَّهُمْ لَمَّا أَشَارُوا إِلَى الطِّفْلِ قَالُوا : اسْتِخْفَافُهَا بِنَا أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ زِنَاهَا ، ثُمَّ قَالُوا لَهَا عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ وَالتَّهَكُّمِ بِهَا ، أَيْ : إِنَّ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ يُرَبَّى لَا يُكَلَّمُ ، وَإِنَّمَا أَشَارَتْ إِلَيْهِ لِمَا تَقَدَّمَ لَهَا مِنْ وَعْدِهِ أَنَّهُ يُجِيبُهُمْ عَنْهَا وَيُغْنِيهَا عَنِ الْكَلَامِ . وَقِيلَ : بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ إِلَيْهَا . وَ ( كَانَ ) قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : زَائِدَةٌ . وَقِيلَ : تَامَّةٌ وَيَنْتَصِبُ ( صَبِيًّا ) عَلَى الْحَالِ فِي هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا نَاقِصَةٌ فَتَكُونُ بِمَعْنَى صَارَ أَوْ تَبْقَى عَلَى مَدْلُولِهَا مِنِ اقْتِرَانِ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ بِالزَّمَانِ الْمَاضِي ، وَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى الِانْقِطَاعِ كَمَا لَمْ يَدُلَّ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=96وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) وَفِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=32وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً ) وَالْمَعْنَى ( كَانَ ) وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا كَانَ ، وَلِذَلِكَ عَبَّرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ ( كَانَ ) هَذِهِ بِأَنَّهَا تُرَادِفُ لَمْ يَزَلْ وَمَا رَدَّ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ كَوْنَهَا زَائِدَةً مِنْ أَنَّ الزَّائِدَةَ لَا خَبَرَ لَهَا ، وَهَذِهِ نَصَبَتْ ( صَبِيًّا ) خَبَرًا لَهَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ، لِأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَنْتَصِبُ عَلَى الْحَالِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا الِاسْتِقْرَارُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : كَانَ لِإِيقَاعِ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ فِي زَمَانٍ مَاضٍ مُبْهَمٍ يَصْلُحُ لِقَرِيبِهِ وَبِعِيدِهِ وَهُوَ هَاهُنَا لِقَرِيبِهِ خَاصَّةً وَالدَّالُّ عَلَيْهِ مَعْنَى الْكَلَامِ ، وَأَنَّهُ مَسُوقٌ لِلتَّعَجُّبِ ، وَوَجْهٌ آخَرُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29نُكَلِّمُ ) حِكَايَةَ حَالٍ مَاضِيَةٍ ، أَيْ : كَيْفَ عُهِدَ قَبْلَ
عِيسَى أَنْ يُكَلِّمَ النَّاسُ ( صَبِيًّا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) فِيمَا سَلَفَ مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى نُكَلِّمَ هَذَا انْتَهَى . وَالظَّاهِرُ أَنَّ ( مَنْ ) مَفْعُولٌ بِنُكَلِّمُ . وَنُقِلَ عَنِ
الْفَرَّاءِ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجِ أَنَّ ( مَنْ ) شَرْطِيَّةٌ وَ ( كَانَ ) فِي مَعْنَى يَكُنْ وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ فَكَيْفَ ( نُكَلِّمُ ) وَهُوَ قَوْلٌ بِعِيدٌ جِدًّا . وَعَنْ
قَتَادَةَ أَنَّ ( الْمَهْدَ ) حِجْرُ أُمِّهِ . وَقِيلَ : سَرِيرُهُ . وَقِيلَ : الْمَكَانُ الَّذِي يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ . وَرُوِيَ أَنَّهُ قَامَ مُتَّكِئًا عَلَى يَسَارِهِ وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى ، وَأَنْطَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَوَّلًا بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=28990إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ ) رَدًّا لِلْوَهْمِ الَّذِي ذَهَبَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى .
وَفِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172عَبْدًا لِلَّهِ ) وَالْجُمَلُ الَّتِي بَعْدَهُ تَنْبِيهٌ عَلَى بَرَاءَةِ أُمِّهِ مِمَّا اتُّهِمَتْ بِهِ لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يُخَصُّ بِوَلَدٍ مَوْصُوفٍ بِالنُّبُوَّةِ وَالْخِلَالِ الْحَمِيدَةِ إِلَّا مُبَرَّأَةً مُصْطَفَاةً وَ ( الْكِتَابَ ) الْإِنْجِيلُ أَوِ التَّوْرَاةُ أَوْ مَجْمُوعُهُمَا ، أَقْوَالٌ . وَظَاهِرُ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) أَنَّهُ تَعَالَى نَبَّأَهُ حَالَ طُفُولِيَّتِهِ أَكْمَلَ اللَّهُ عَقَلَهُ وَاسْتَنْبَأَهُ طِفْلًا . وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ سَبَقَ فِي قَضَائِهِ وَسَابِقِ حُكْمِهِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُجْعَلَ الْآتِي لِتَحَقُّقِهِ كَأَنَّهُ قَدْ وُجِدَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ) قَالَ
مُجَاهِدٌ : نَفَّاعًا . وَقَالَ
سُفْيَانُ : مُعَلِّمُ خَيْرٍ . وَقِيلَ : آمِرًا بِمَعْرُوفٍ ، نَاهِيًا عَنْ مُنْكَرٍ . وَعَنِ
الضَّحَّاكِ : قَضَّاءً لِلْحَوَائِجِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31أَيْنَ مَا كُنْتُ ) شَرْطٌ وَجَزَاؤُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ) وَحُذِفَ لِدَلَالَةِ مَا تَقَدَّمَ عَلَيْهِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْمُولًا لَجَعَلَنِي السَّابِقِ ؛ لِأَنَّ ( أَيْنَ ) لَا يَكُونُ إِلَّا اسْتِفْهَامًا أَوْ شَرْطًا لَا جَائِزَ أَنْ يَكُونَ هُنَا اسْتِفْهَامًا ، فَتَعَيَّنَتِ الشَّرْطِيَّةُ ، وَاسْمُ الشَّرْطِ لَا يَنْصِبُهُ فِعْلٌ قَبْلَهُ إِنَّمَا هُوَ مَعْمُولٌ لِلْفِعْلِ الَّذِي يَلِيهِ ، وَالظَّاهِرُ حَمْلُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ عَلَى مَا شُرِعَ فِي الْبَدَنِ وَالْمَالِ . وَقِيلَ : ( الزَّكَاةُ ) زَكَاةُ الرُّءُوسِ فِي الْفِطَرِ . وَقِيلَ الصَّلَاةُ الدُّعَاءُ ، وَ ( الزَّكَاةُ ) التَّطَهُّرُ .