( بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة لمن يخشى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) .
هذه السورة
[ ص: 224 ] مكية بلا خلاف ، كان - عليه السلام - يراوح بين قدميه يقوم على رجل فنزلت قاله
علي . وقال
الضحاك : صلى - عليه السلام - هو وأصحابه فأطال القيام لما أنزل عليه القرآن ، فقالت
قريش : ما أنزل عليه إلا ليشقى . وقال
مقاتل : قال
أبو جهل والنضر والمطعم : إنك لتشقى بترك ديننا فنزلت . ومناسبة هذه السورة لآخر ما قبلها أنه تعالى لما ذكر تيسير القرآن بلسان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أي : بلغته وكان فيما علل به قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ) أكد ذلك بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة لمن يخشى ) والتذكرة هي البشارة والنذارة ، وإن ما ادعاه المشركون من إنزاله للشقاء ليس كذلك بل إنما نزل تذكرة ، والظاهر أن طه من الحروف المقطعة نحو : يس والر وما أشبههما ، وتقدم الكلام على ذلك في أول البقرة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ومجاهد وعطاء وعكرمة : معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) يا رجل . فقيل بالنبطية . وقيل بالحبشية . وقيل بالعبرانية . وقيل لغة يمنية في عك . وقيل في عكل . وقال
الكلبي : لو قلت في عك : يا رجل لم يجب حتى تقول ( طه ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) يا فلان . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في معنى يا رجل في لغة عك قول شاعرهم :
دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
وقول الآخر :
إن السفاهة طه من خلائقكم لا بارك الله في القوم الملاعين
وقيل هو اسم من أسماء الرسول . وقيل : من أسماء الله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ولعل عكا تصرفوا في يا هذا كأنهم في لغتهم قالبون الياء طاء فقالوا في يا طأ واختصروا هذا فاقتصروا على ها ، وأثر الصنعة ظاهر لا يخفى في البيت المستشهد به .
إن السفاهة طه في خلائقكم لا قدس الله أخلاق الملاعين
انتهى . وكان قد قدم أنه يقال : إن طاها في لغة عك في معنى يا رجل ، ثم تخرص وحزر على عك بما لا يقوله نحوي هو أنهم قلبوا الياء طاء ، وهذا لا يوجد في لسان العرب قلب يا التي للنداء طاء ، وكذلك حذف اسم الإشارة في النداء وإقرارها التي للتنبيه . وقيل : طا فعل أمر وأصله ( طأ ) ، فخففت الهمزة بإبدالها ألفا ( وها ) مفعول وهو ضمير الأرض ، أي : طأ الأرض بقدميك ولا تراوح إذ كان يراوح حتى تورمت قدماه . وقرأت فرقة منهم
الحسن وعكرمة وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش في اختياره ( طه ) . قيل : وأصله ( طأ ) فحذفت الهمزة بناء على قلبها في ( يطأ ) على حد لا هناك المرتع بني الأمر عليه وأدخلت هاء السكت وأجري الوصل مجرى الوقف ، أو أصله ( طأ ) وأبدلت همزته هاء فقيل ( طه ) . وقرأ
الضحاك وعمرو بن فائد : طاوي .
وقرأ
طلحة : ما نزل عليك ، بنون مضمومة وزاي مكسورة مشددة مبنيا للمفعول (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2القرآن ) بالرفع . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن ) ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على أن يؤمنوا كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لعلك باخع نفسك ) والشقاء يجيء في معنى التعب ومنه المثل : أتعب من رائض مهر . وأشقى من رائض مهر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي : ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر ولم يكتب عليك أن يؤمنوا لا محالة بعد أن لم تفرط في أداء الرسالة والموعظة الحسنة انتهى . وقيل : أريد رد ما قاله
أبو جهل وغيره مما تقدم ذكره في سبب النزول . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) علة لقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا ) وتعدى في (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) باللام لاختلاف الفاعل إذ ضمير (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا ) هو لله ، وضمير (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولما اتحد الفاعل في (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أنزلنا ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) إذ هو مصدر ذكر ، والمذكر هو الله وهو المنزل تعدى إليه الفعل فنصب على أن في اشتراط اتحاد الفاعل خلافا والجمهور يشترطونه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : أما يجوز أن تقول : ما أنزلنا عليك القرآن أن تشقى كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أن تحبط أعمالكم ) قلت : بلى ولكنها
[ ص: 225 ] نصبة طارئة كالنصبة في (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه ) وأما النصبة في (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) فهي كالتي في ضربت زيدا ؛ لأنه أحد المفاعيل الخمسة التي هي أصول وقوانين لغيرها . انتهى . وليس كون أن تشقى إذا حذف الجار منصوبا متفقا عليه بل في ذلك خلاف . أهو منصوب تعدى إليه الفعل بعد إسقاط الحرف أو مجرور بإسقاط الجار وإبقاء عمله ؟
وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة ) يصح أن ينصب على البدل من موضع (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) ويصح أن ينصب بإضمار فعل تقديره لكن أنزلناه تذكرة . انتهى . وقد رد
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري تخريج
ابن عطية الأول فقال : فإن قلت : هل يجوز أن يكون ( تذكرة ) بدلا من محل ( لتشقى ) ؟ قلت : لا لاختلاف الجنسين ولكنها نصب على الاستثناء المنقطع الذي إلا فيه بمعنى لكن . انتهى . ويعني باختلاف الجنسين أن نصب ( تذكرة ) نصبة صحيحة ليست بعارضة والنصبة التي تكون في ( لتشقى ) بعد نزع الخافض نصبة عارضة ، والذي نقول إنه ليس له محل ألبتة فيتوهم البدل منه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون المعنى ( إنا أنزلنا ) إليك (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2القرآن ) لتحمل متاعب التبليغ ومقاولة العتاة من أعداء الإسلام ومقاتلتهم وغير ذلك من أنواع المشاق وتكاليف النبوة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك ) هذا المتعب الشاق ( إلا ) ليكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) حالا ومفعولا له (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3لمن يخشى ) لمن يئول أمره إلى الخشية . انتهى . وهذا معنى متكلف بعيد من اللفظ ، وكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة ) بدل من محل ( لتشقى ) هو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . وقال
النحاس : هذا وجه بعيد وأنكره
أبو علي من قبل أن التذكرة ليست بشقاء . وقال
الحوفي : ويجوز أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) بدلا من (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2القرآن ) ويكون القرآن هو التذكرة ، وأجاز هو
وأبو البقاء أن يكون مصدرا ، أي : لكن ذكرنا به (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) . قال
أبو البقاء ولا يجوز أن يكون مفعولا له لأنزلنا المذكور ؛ لأنه قد تعدى إلى مفعول وهو (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لتشقى ) ولا يتعدى إلى آخر من جنسه انتهى . والخشية باعثة على الإيمان والعمل الصالح .
وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ) على أنه مصدر لفعل محذوف ، أي : نزل (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في نصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ) وجوه : أن يكون بدلا من (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) إذا جعل حالا لا إذا كان مفعولا له ؛ لأن الشيء لا يعلل بنفسه ، وأن ينصب بنزل مضمرا ، وأن ينصب بأنزلنا ؛ لأن معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة ) أنزلناه تذكرة ، وأن ينصب على المدح والاختصاص ، وأن ينصب بيخشى مفعولا به ، أي : أنزله الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة لمن يخشى ) تنزيل الله وهو معنى حسن وإعراب بين . انتهى . والأحسن ما قدمناه أولا من أنه منصوب بنزل مضمرة . وما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من نصبه على غير ذلك متكلف ، أما الأول ففيه جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ) حالين وهما مصدران ، وجعل المصدر حالا لا ينقاس ، وأيضا فمدلول (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) ليس مدلول (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ) ولا (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ) بعض (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تذكرة ) فإن كان بدلا فيكون بدل اشتمال على مذهب من يرى أن الثاني مشتمل على الأول ؛ لأن التنزيل مشتمل على التذكرة وغيرها . وأما قوله : لأن معنى ما أنزلناه إلا تذكرة أنزلناه تذكرة فليس كذلك ؛ لأن معنى الحصر يفوت في قوله أنزلناه تذكرة ، وأما نصبه على المدح فبعيد ، وأما نصبه بمن يخشى ففي غاية البعد ؛ لأن يخشى رأس آية وفاصل فلا يناسب أن يكون تنزيل مفعولا بيخشى ، وقوله فيه ( وهو معنى حسن وإعراب بين ) عجمة وبعد عن إدراك الفصاحة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ( تنزيل ) رفعا على إضمار هو ، وهذه القراءة تدل على عدم تعلق (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3يخشى ) بـ ( تنزيل ) وأنه منقطع مما قبله ، فنصبه على إضمار نزل كما ذكرناه ، ومن الظاهر أنها متعلقة بتنزيل ويجوز أن يكون في موضع الصفة فيتعلق بمحذوف . وفي قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4ممن خلق ) تفخيم وتعظيم لشأن القرآن إذ هو منسوب تنزيله إلى من هذه أفعاله وصفاته ، وتحقير لمعبوداتهم وتعريض للنفوس على الفكر والنظر ، وكان في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4ممن خلق ) التفات إذ فيها الخروج من ضمير التكلم وهو في ما أنزلناه إلى الغيبة وفيه عادة التفنن في الكلام
[ ص: 226 ] وهو مما يحسن إذ لا يبقى على نظام واحد ، وجريان هذه الصفات على لفظ الغيبة ، والتفخيم بإسناد الإنزال إلى ضمير الواحد المعظم نفسه ، ثم إسناده إلى من اختص بصفات العظمة التي لم يشركه فيها أحد فحصل التعظيم من الوجهين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ويجوز أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أنزلنا ) حكاية لكلام
جبريل - عليه السلام - والملائكة النازلين معه . انتهى . وهذا تجويز بعيد بل الظاهر أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه . و ( العلى ) جمع العليا ووصف ( السماوات ) بالعلى دليل على عظم قدرة من اخترعها إذ لا يمكن وجود مثلها في علوها من غيره تعالى ، والظاهر رفع ( الرحمن ) على خبر مبتدأ محذوف تقديره هو ( الرحمن ) . وقال
ابن عطية : ويجوز أن يكون بدلا من الضمير المستتر في ( خلق ) انتهى . وأرى أن مثل هذا لا يجوز ؛ لأن البدل يحل محل المبدل منه ، و ( الرحمن ) لا يمكن أن يحل محل الضمير ؛ لأن الضمير عائد على من الموصولة و ( خلق ) صلة ، والرابط هو الضمير فلا يحل محله الظاهر لعدم الرابط . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون رفع ( الرحمن ) على الابتداء قال يكون مبتدأ مشارا بلامه إلى من خلق . وروى
جناح بن حبيش عن بعضهم أنه قرأ ( الرحمن ) بالكسر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : صفة لـ ( من خلق ) يعني لمن الموصولة ، ومذهب الكوفيين أن الأسماء النواقص التي لا تتم إلا بصلاتها نحو من وما لا يجوز نعتها إلا الذي والتي فيجوز نعتهما ، فعلى مذهبهم لا يجوز أن يكون ( الرحمن ) صفة لمن ، فالأحسن أن يكون ( الرحمن ) بدلا من من ، وقد جرى ( الرحمن ) في القرآن مجرى العلم في ولايته العوامل . وعلى قراءة الجر يكون التقدير هو (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5على العرش استوى ) وعلى قراءة الرفع إن كان بدلا كما ذهب إليه
ابن عطية فكذلك ، أو مبتدأ كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ففي موضع الخبر أو خبر مبتدأ كما هو الظاهر ، فيكون ( الرحمن ) والجملة خبرين عن هو المضمر . وتقدم الكلام على مثل هذه الجملة في الأعراف .
وما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من الوقف على قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5على العرش ) ثم يقرأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5استوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات ) على أن يكون فاعلا لاستوى لا يصح إن شاء الله .
ولما ذكر تعالى أنه اخترع السماوات والأرض وأنه استوى على العرش ذكر أنه تعالى ( له ) ملك جميع ( ما ) حوت السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) ، أي : تحت الأرض السابعة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هو الصخرة التي تحت الأرض السابعة . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وما تحت الثرى ) ما هو في باطن الأرض فيكون ذلك توكيدا لقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وما في الأرض ) إلا إن كان المراد بفي الأرض ما هو عليها فلا يكون توكيدا . وقيل : المعنى أن علمه تعالى محيط بجميع ذلك ؛ لأنه منشئه فعلى هذا يكون التقدير : له علم ما في السماوات
ولما ذكر تعالى أولا إنشاء السماوات والأرض وذكر أن جميع ذلك وما فيهما ملكه ، ذكر تعالى صفة العلم وأن علمه لا يغيب عنه شيء والخطاب بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول ) للرسول ظاهر ، أو المراد أمته ، ولما كان خطاب الناس لا يتأتى إلا بالجهر بالكلام جاء الشرط بالجهر وعلق على الجهر علمه بالسر ؛ لأن علمه بالسر يتضمن علمه بالجهر ؛ أي : إذا كان يعلم السر فأحرى أن يعلم الجهر ، والسر مقابل للجهر كما قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3يعلم سركم وجهركم ) والظاهر أن ( أخفى ) أفعل تفضيل ، أي : وأخفى من السر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7السر ) ما تسره إلى غيرك ، والأخفى ما تخفيه في نفسك ، وقاله
الفراء . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا ( السر ) ما أسره في نفسه ، والأخفى ما خفي عنه مما هو فاعله وهو لا يعلمه . وعن
قتادة : قريب من هذا . وقال
مجاهد : ( السر ) ما تخفيه من الناس ( وأخفى ) منه الوسوسة . وقال
ابن زيد ( السر ) سر الخلائق ، وأخفى منه سره تعالى وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري . وقيل : ( السر ) العزيمة ، وأخفى منه ما لم يخطر على القلب ، وذهب بعض السلف إلى أن قوله ( وأخفى ) هو فعل ماض لا أفعل تفضيل ، أي : ( يعلم ) أسرار العباد ( وأخفى ) عنهم ما يعلمه
[ ص: 227 ] هو كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110ولا يحيطون به علما ) . قال
ابن عطية : وهو ضعيف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وليس بذلك قال : فإن قلت : كيف طابق الجزاء الشرط ؟ قلت : معناه إن تجهر بذكر الله من دعاء أو غيره فاعلم أنه غني عن جهرك فإما أن يكون نهيا عن الجهر كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول ) وإما تعليما للعباد أن الجهر ليس لإسماع الله وإنما هو لغرض آخر . انتهى .
والجلالة مبتدأ و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8لا إله إلا هو ) الخبر و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8له الأسماء الحسنى ) خبر ثان ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، كأنه قيل من ذا الذي يعلم السر وأخفى ؟ فقيل : هو ( الله ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الحسنى ) تأنيث الأحسن وصفة المؤنثة المفردة تجري على جمع التكسير ، وحسن ذلك كونها وقعت فاصلة ، والأحسنية كونها تضمنت المعاني التي هي في غاية الحسن من التقديس والتعظيم والربوبية ، والأفعال التي لا يمكن صدورها إلا منه ، وذكروا أن هذه الأسماء هي التي قال فيها رسول الله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374698 " إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " . وذكرها
الترمذي مسندة .
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) .
هَذِهِ السُّورَةُ
[ ص: 224 ] مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ ، كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ يَقُومُ عَلَى رِجْلٍ فَنَزَلَتْ قَالَهُ
عَلِيٌّ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : صَلَّى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ لَمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ ، فَقَالَتْ
قُرَيْشٌ : مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ إِلَّا لِيَشْقَى . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : قَالَ
أَبُو جَهْلٍ وَالنَّضْرُ وَالْمُطْعِمُ : إِنَّكَ لَتَشْقَى بِتَرْكِ دِينِنَا فَنَزَلَتْ . وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ السُّورَةِ لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ تَيْسِيرَ الْقُرْآنِ بِلِسَانِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَيْ : بِلُغَتِهِ وَكَانَ فِيمَا عُلِّلَ بِهِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ) أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) وَالتَّذْكِرَةُ هِيَ الْبِشَارَةُ وَالنَّذَارَةُ ، وَإِنَّ مَا ادَّعَاهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ إِنْزَالِهِ لِلشَّقَاءِ لَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ إِنَّمَا نَزَلَ تَذْكِرَةً ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ طه مِنَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ نَحْوُ : يس وَالر وَمَا أَشْبَهَهُمَا ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ : مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) يَا رَجُلُ . فَقِيلَ بِالنَّبَطِيَّةِ . وَقِيلَ بِالْحَبَشِيَّةِ . وَقِيلَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ . وَقِيلَ لُغَةٌ يَمَنِيَّةٌ فِي عَكٍّ . وَقِيلَ فِي عُكْلٍ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : لَوْ قُلْتَ فِي عَكٍّ : يَا رَجُلُ لَمْ يُجِبْ حَتَّى تَقُولَ ( طه ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه ) يَا فُلَانُ . وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ فِي مَعْنَى يَا رَجُلُ فِي لُغَةِ عَكٍّ قَوْلَ شَاعِرِهِمْ :
دَعَوْتُ بِطَهَ فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلًا
وَقَوْلَ الْآخَرِ :
إِنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ مِنْ خَلَائِقِكُمْ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الْقَوْمِ الْمَلَاعِينِ
وَقِيلَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّسُولِ . وَقِيلَ : مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلَعَلَّ عَكًّا تَصَرَّفُوا فِي يَا هَذَا كَأَنَّهُمْ فِي لُغَتِهِمْ قَالِبُونَ الْيَاءَ طَاءً فَقَالُوا فِي يَا طَأْ وَاخْتَصَرُوا هَذَا فَاقْتَصَرُوا عَلَى هَا ، وَأَثَرُ الصَّنْعَةِ ظَاهِرٌ لَا يَخْفَى فِي الْبَيْتِ الْمُسْتَشْهَدِ بِهِ .
إِنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ فِي خَلَائِقِكُمْ لَا قَدَّسَ اللَّهُ أَخْلَاقَ الْمَلَاعِينِ
انْتَهَى . وَكَانَ قَدْ قُدِّمَ أَنَّهُ يُقَالُ : إِنَّ طَاهًا فِي لُغَةِ عَكٍّ فِي مَعْنَى يَا رَجُلُ ، ثُمَّ تَخَرَّصَ وَحَزَّرَ عَلَى عَكٍّ بِمَا لَا يَقُولُهُ نَحْوِيٌّ هُوَ أَنَّهُمْ قَلَبُوا الْيَاءَ طَاءً ، وَهَذَا لَا يُوجَدُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ قَلْبُ يَا الَّتِي لِلنِّدَاءِ طَاءً ، وَكَذَلِكَ حَذْفُ اسْمِ الْإِشَارَةِ فِي النِّدَاءِ وَإِقْرَارُهَا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ . وَقِيلَ : طَا فِعْلُ أَمْرٍ وَأَصْلُهُ ( طَأْ ) ، فَخُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ بِإِبْدَالِهَا أَلِفًا ( وَهَا ) مَفْعُولٌ وَهُوَ ضَمِيرُ الْأَرْضِ ، أَيْ : طَأِ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْكَ وَلَا تُرَاوِحْ إِذْ كَانَ يُرَاوِحُ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ . وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُمُ
الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17274وَوَرْشٌ فِي اخْتِيَارِهِ ( طه ) . قِيلَ : وَأَصْلُهُ ( طَأْ ) فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ بِنَاءً عَلَى قَلْبِهَا فِي ( يَطَأُ ) عَلَى حَدِّ لَا هُنَاكَ الْمَرْتَعُ بُنِيَ الْأَمْرُ عَلَيْهِ وَأُدْخِلَتْ هَاءُ السَّكْتِ وَأُجْرِي الْوَصْلُ مَجْرَى الْوَقْفِ ، أَوْ أَصْلُهُ ( طَأْ ) وَأُبْدِلَتْ هَمْزَتُهُ هَاءً فَقِيلَ ( طه ) . وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ وَعَمْرُو بْنُ فَائِدٍ : طَاوِي .
وَقَرَأَ
طَلْحَةُ : مَا نُزِّلَ عَلَيْكَ ، بِنُونٍ مَضْمُومَةٍ وَزَايٍ مَكْسُورَةٍ مُشَدَّدَةٍ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2الْقُرْآنَ ) بِالرَّفْعِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ) وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) لِتَتْعَبَ بِفَرْطِ تَأَسُّفِكَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى كُفْرِهِمْ وَتَحَسُّرِكَ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ) وَالشَّقَاءُ يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّعَبِ وَمِنْهُ الْمَثَلُ : أَتْعَبُ مِنْ رَائِضِ مُهْرٍ . وَأَشْقَى مِنْ رَائِضِ مُهْرٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيْ : مَا عَلَيْكَ إِلَّا أَنْ تُبَلِّغَ وَتُذَكِّرَ وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَا مَحَالَةَ بَعْدَ أَنْ لَمْ تُفَرِّطْ فِي أَدَاءِ الرِّسَالَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ انْتَهَى . وَقِيلَ : أُرِيدَ رَدُّ مَا قَالَهُ
أَبُو جَهْلٍ وَغَيْرُهُ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي سَبَبِ النُّزُولِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) عِلَّةٌ لِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا ) وَتَعَدَّى فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) بِاللَّامِ لِاخْتِلَافِ الْفَاعِلِ إِذْ ضَمِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا ) هُوَ لِلَّهِ ، وَضَمِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمَّا اتَّحَدَ الْفَاعِلُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أَنْزَلْنَا ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) إِذْ هُوَ مَصْدَرُ ذَكَّرَ ، وَالْمُذَكِّرُ هُوَ اللَّهُ وَهُوَ الْمُنَزِّلُ تَعَدَّى إِلَيْهِ الْفِعْلُ فَنُصِبَ عَلَى أَنَّ فِي اشْتِرَاطِ اتِّحَادِ الْفَاعِلِ خِلَافًا وَالْجُمْهُورُ يَشْتَرِطُونَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : أَمَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ : مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أَنْ تَشْقَى كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ ) قُلْتُ : بَلَى وَلَكِنَّهَا
[ ص: 225 ] نَصْبَةٌ طَارِئَةٌ كَالنَّصْبَةِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ ) وَأَمَّا النَّصْبَةُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) فَهِيَ كَالَّتِي فِي ضَرَبْتُ زَيْدًا ؛ لِأَنَّهُ أَحَدُ الْمَفَاعِيلِ الْخَمْسَةِ الَّتِي هِيَ أُصُولٌ وَقَوَانِينُ لِغَيْرِهَا . انْتَهَى . وَلَيْسَ كَوْنُ أَنْ تَشْقَى إِذَا حُذِفَ الْجَارُّ مَنْصُوبًا مُتَّفَقًا عَلَيْهِ بَلْ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ . أَهْوَ مَنْصُوبٌ تَعَدَّى إِلَيْهِ الْفِعْلُ بَعْدَ إِسْقَاطِ الْحَرْفِ أَوْ مَجْرُورٌ بِإِسْقَاطِ الْجَارِّ وَإِبْقَاءِ عَمَلِهِ ؟
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً ) يَصِحُّ أَنْ يُنْصَبَ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ مَوْضِعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) وَيَصِحُّ أَنْ يُنْصَبَ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ تَقْدِيرُهُ لَكِنْ أَنْزَلْنَاهُ تَذْكِرَةً . انْتَهَى . وَقَدْ رَدَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ تَخْرِيجَ
ابْنِ عَطِيَّةَ الْأَوَّلِ فَقَالَ : فَإِنْ قُلْتَ : هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( تَذْكِرَةً ) بَدَلًا مِنْ مَحَلِّ ( لِتَشْقَى ) ؟ قُلْتُ : لَا لِاخْتِلَافِ الْجِنْسَيْنِ وَلَكِنَّهَا نَصْبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ الَّذِي إِلَّا فِيهِ بِمَعْنَى لَكِنْ . انْتَهَى . وَيَعْنِي بِاخْتِلَافِ الْجِنْسَيْنِ أَنَّ نَصْبَ ( تَذْكِرَةً ) نَصْبَةٌ صَحِيحَةٌ لَيْسَتْ بِعَارِضَةٍ وَالنَّصْبَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي ( لِتَشْقَى ) بَعْدَ نَزْعِ الْخَافِضِ نَصِبَةٌ عَارِضَةٌ ، وَالَّذِي نَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَحَلٌّ أَلْبَتَّةَ فَيُتَوَهَّمَ الْبَدَلُ مِنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى ( إِنَّا أَنْزَلْنَا ) إِلَيْكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2الْقُرْآنَ ) لِتَحَمُّلِ مَتَاعِبِ التَّبْلِيغِ وَمُقَاوَلَةِ الْعُتَاةِ مِنْ أَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ وَمُقَاتَلَتِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَشَاقِّ وَتَكَالِيفِ النُّبُوَّةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ) هَذَا الْمُتْعِبَ الشَّاقَّ ( إِلَّا ) لِيَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) حَالًا وَمَفْعُولًا لَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3لِمَنْ يَخْشَى ) لِمَنْ يَئُولُ أَمْرُهُ إِلَى الْخَشْيَةِ . انْتَهَى . وَهَذَا مَعْنًى مُتَكَلَّفٌ بَعِيدٌ مِنَ اللَّفْظِ ، وَكَوْنُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً ) بَدَلٌ مِنْ مَحَلِّ ( لِتَشْقَى ) هُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : هَذَا وَجْهٌ بَعِيدٌ وَأَنْكَرَهُ
أَبُو عَلِيٍّ مِنْ قِبَلِ أَنَّ التَّذْكِرَةَ لَيْسَتْ بِشَقَاءٍ . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) بَدَلًا مِنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2الْقُرْآنَ ) وَيَكُونَ الْقُرْآنُ هُوَ التَّذْكِرَةَ ، وَأَجَازَ هُوَ
وَأَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا ، أَيْ : لَكِنْ ذَكَّرْنَا بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) . قَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لَهُ لِأَنْزَلْنَا الْمَذْكُورِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَهُوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2لِتَشْقَى ) وَلَا يَتَعَدَّى إِلَى آخَرَ مِنْ جِنْسِهِ انْتَهَى . وَالْخَشْيَةُ بَاعِثَةٌ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ .
وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا ) عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : نُزِّلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي نَصْبِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا ) وُجُوهٌ : أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) إِذَا جُعِلَ حَالًا لَا إِذَا كَانَ مَفْعُولًا لَهُ ؛ لِأَنَّ الشَّيْءَ لَا يُعَلَّلُ بِنَفْسِهِ ، وَأَنْ يُنْصَبَ بِنَزَلَ مُضْمَرًا ، وَأَنْ يُنْصَبَ بِأَنْزَلْنَا ؛ لِأَنَّ مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً ) أَنْزَلْنَاهُ تَذْكِرَةً ، وَأَنْ يُنْصَبَ عَلَى الْمَدْحِ وَالِاخْتِصَاصِ ، وَأَنْ يُنْصَبَ بِيَخْشَى مَفْعُولًا بِهِ ، أَيْ : أَنْزَلَهُ اللَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) تَنْزِيلَ اللَّهِ وَهُوَ مَعْنًى حَسَنٌ وَإِعْرَابٌ بَيِّنٌ . انْتَهَى . وَالْأَحْسَنُ مَا قَدَّمْنَاهُ أَوَّلًا مِنْ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِنَزَلَ مُضْمَرَةً . وَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ نَصْبِهِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مُتَكَلَّفٌ ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَفِيهِ جَعْلُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا ) حَالَيْنِ وَهُمَا مَصْدَرَانِ ، وَجَعْلُ الْمَصْدَرِ حَالًا لَا يَنْقَاسُ ، وَأَيْضًا فَمَدْلُولُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) لَيْسَ مَدْلُولَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا ) وَلَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا ) بَعْضُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3تَذْكِرَةً ) فَإِنْ كَانَ بَدَلًا فَيَكُونُ بَدَلَ اشْتِمَالٍ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَنَّ الثَّانِي مُشْتَمِلٌ عَلَى الْأَوَّلِ ؛ لِأَنَّ التَّنْزِيلَ مُشْتَمِلٌ عَلَى التَّذْكِرَةِ وَغَيْرِهَا . وَأَمَّا قَوْلُهُ : لِأَنَّ مَعْنَى مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا تَذْكِرَةً أَنْزَلْنَاهُ تَذْكِرَةً فَلَيْسَ كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّ مَعْنَى الْحَصْرِ يُفَوَّتُ فِي قَوْلِهِ أَنْزَلْنَاهُ تَذْكِرَةً ، وَأَمَّا نَصْبُهُ عَلَى الْمَدْحِ فَبَعِيدٌ ، وَأَمَّا نَصْبُهُ بِمَنْ يَخْشَى فَفِي غَايَةِ الْبُعْدِ ؛ لِأَنَّ يَخْشَى رَأْسُ آيَةٍ وَفَاصِلٌ فَلَا يُنَاسِبُ أَنْ يَكُونَ تَنْزِيلٌ مَفْعُولًا بِيَخْشَى ، وَقَوْلُهُ فِيهِ ( وَهُوَ مَعْنًى حَسَنٌ وَإِعْرَابٌ بَيِّنٌ ) عُجْمَةٌ وَبُعْدٌ عَنْ إِدْرَاكِ الْفَصَاحَةِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ( تَنْزِيلٌ ) رَفْعًا عَلَى إِضْمَارِ هُوَ ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ تَعَلُّقِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3يَخْشَى ) بِـ ( تَنْزِيلٌ ) وَأَنَّهُ مُنْقَطِعٌ مِمَّا قَبْلَهُ ، فَنَصْبُهُ عَلَى إِضْمَارٍ نُزِّلَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَمِنَ الظَّاهِرِ أَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِتَنْزِيلٍ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ . وَفِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4مِمَّنْ خَلَقَ ) تَفْخِيمٌ وَتَعْظِيمٌ لِشَأْنِ الْقُرْآنِ إِذْ هُوَ مَنْسُوبٌ تَنْزِيلُهُ إِلَى مَنْ هَذِهِ أَفْعَالُهُ وَصِفَاتُهُ ، وَتَحْقِيرٌ لِمَعْبُودَاتِهِمْ وَتَعْرِيضٌ لِلنُّفُوسِ عَلَى الْفِكْرِ وَالنَّظَرِ ، وَكَانَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4مِمَّنْ خَلَقَ ) الْتِفَاتٌ إِذْ فِيهَا الْخُرُوجُ مِنْ ضَمِيرِ التَّكَلُّمِ وَهُوَ فِي مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَى الْغَيْبَةِ وَفِيهِ عَادَةُ التَّفَنُّنِ فِي الْكَلَامِ
[ ص: 226 ] وَهُوَ مِمَّا يَحْسُنُ إِذْ لَا يَبْقَى عَلَى نِظَامٍ وَاحِدٍ ، وَجَرَيَانُ هَذِهِ الصِّفَاتِ عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ ، وَالتَّفْخِيمُ بِإِسْنَادِ الْإِنْزَالِ إِلَى ضَمِيرِ الْوَاحِدِ الْمُعَظِّمِ نَفْسَهُ ، ثُمَّ إِسْنَادُهُ إِلَى مَنِ اخْتُصَّ بِصِفَاتِ الْعَظَمَةِ الَّتِي لَمْ يُشْرِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ فَحَصَلَ التَّعْظِيمُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أَنْزَلْنَا ) حِكَايَةً لِكَلَامِ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَالْمَلَائِكَةِ النَّازِلِينَ مَعَهُ . انْتَهَى . وَهَذَا تَجْوِيزٌ بَعِيدٌ بَلِ الظَّاهِرُ أَنَّهُ إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ . وَ ( الْعُلَى ) جَمْعُ الْعُلْيَا وَوَصْفُ ( السَّمَاوَاتِ ) بِالْعُلَى دَلِيلٌ عَلَى عِظَمِ قُدْرَةِ مَنِ اخْتَرَعَهَا إِذْ لَا يُمْكِنُ وُجُودُ مِثْلِهَا فِي عُلُوِّهَا مِنْ غَيْرِهِ تَعَالَى ، وَالظَّاهِرُ رَفْعُ ( الرَّحْمَنُ ) عَلَى خَبَرِ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هُوَ ( الرَّحْمَنُ ) . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ الْمُسْتَتِرِ فِي ( خَلَقَ ) انْتَهَى . وَأَرَى أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَجُوزُ ؛ لِأَنَّ الْبَدَلَ يَحُلُّ مَحَلَّ الْمُبْدَلِ مِنْهُ ، وَ ( الرَّحْمَنُ ) لَا يُمْكِنُ أَنْ يَحُلَّ مَحَلَّ الضَّمِيرِ ؛ لِأَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ عَلَى مَنِ الْمَوْصُولَةِ وَ ( خَلَقَ ) صِلَةٌ ، وَالرَّابِطُ هُوَ الضَّمِيرُ فَلَا يَحُلُّ مَحَلَّهُ الظَّاهِرُ لِعَدَمِ الرَّابِطِ . وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ رَفْعُ ( الرَّحْمَنِ ) عَلَى الِابْتِدَاءِ قَالَ يَكُونُ مُبْتَدَأً مُشَارًا بِلَامِهِ إِلَى مَنْ خَلَقَ . وَرَوَى
جَنَاحُ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَرَأَ ( الرَّحْمَنِ ) بِالْكَسْرِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : صِفَةٌ لِـ ( مَنْ خَلَقَ ) يَعْنِي لِمَنِ الْمَوْصُولَةِ ، وَمَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ أَنَّ الْأَسْمَاءَ النَّوَاقِصَ الَّتِي لَا تَتِمُّ إِلَّا بِصِلَاتِهَا نَحْوَ مَنْ وَمَا لَا يَجُوزُ نَعْتُهَا إِلَّا الَّذِي وَالَّتِي فَيَجُوزُ نَعْتُهُمَا ، فَعَلَى مَذْهَبِهِمْ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( الرَّحْمَنُ ) صِفَةً لِمَنْ ، فَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ ( الرَّحْمَنُ ) بَدَلًا مِنْ مَنْ ، وَقَدْ جَرَى ( الرَّحْمَنُ ) فِي الْقُرْآنِ مَجْرَى الْعَلَمِ فِي وِلَايَتِهِ الْعَوَامِلَ . وَعَلَى قِرَاءَةِ الْجَرِّ يَكُونُ التَّقْدِيرُ هُوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) وَعَلَى قِرَاءَةِ الرَّفْعِ إِنْ كَانَ بَدَلًا كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
ابْنُ عَطِيَّةَ فَكَذَلِكَ ، أَوْ مُبْتَدَأً كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فَفِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ أَوْ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ ، فَيَكُونُ ( الرَّحْمَنُ ) وَالْجُمْلَةُ خَبَرَيْنِ عَنْ هُوَ الْمُضْمَرِ . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي الْأَعْرَافِ .
وَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْوَقْفِ عَلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5عَلَى الْعَرْشِ ) ثُمَّ يَقْرَأُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5اسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ) عَلَى أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا لِاسْتَوَى لَا يَصِحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُ اخْتَرَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ذَكَرَ أَنَّهُ تَعَالَى ( لَهُ ) مُلْكُ جَمِيعِ ( مَا ) حَوَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) ، أَيْ : تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : هُوَ الصَّخْرَةُ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) مَا هُوَ فِي بَاطِنِ الْأَرْضِ فَيَكُونُ ذَلِكَ تَوْكِيدًا لِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وَمَا فِي الْأَرْضِ ) إِلَّا إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِفِي الْأَرْضِ مَا هُوَ عَلَيْهَا فَلَا يَكُونُ تَوْكِيدًا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّ عِلْمَهُ تَعَالَى مُحِيطٌ بِجَمِيعِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ مُنْشِئُهُ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ التَّقْدِيرُ : لَهُ عِلْمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَوْلًا إِنْشَاءَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَذَكَرَ أَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ وَمَا فِيهِمَا مُلْكُهُ ، ذَكَرَ تَعَالَى صِفَةَ الْعِلْمِ وَأَنَّ عِلْمَهُ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَالْخِطَابُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ ) لِلرَّسُولِ ظَاهِرٌ ، أَوِ الْمُرَادُ أُمَّتُهُ ، وَلَمَّا كَانَ خِطَابُ النَّاسِ لَا يَتَأَتَّى إِلَّا بِالْجَهْرِ بِالْكَلَامِ جَاءَ الشَّرْطُ بِالْجَهْرِ وَعَلَّقَ عَلَى الْجَهْرِ عِلْمَهُ بِالسِّرِّ ؛ لِأَنَّ عِلْمَهُ بِالسِّرِّ يَتَضَمَّنُ عِلْمَهُ بِالْجَهْرِ ؛ أَيْ : إِذَا كَانَ يَعْلَمُ السِّرَّ فَأَحْرَى أَنْ يَعْلَمَ الْجَهْرَ ، وَالسِّرُّ مُقَابِلٌ لِلْجَهْرِ كَمَا قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ) وَالظَّاهِرُ أَنَّ ( أَخْفَى ) أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ ، أَيْ : وَأَخْفَى مِنَ السِّرِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7السِّرَّ ) مَا تُسِرُّهُ إِلَى غَيْرِكَ ، وَالْأَخْفَى مَا تُخْفِيهِ فِي نَفْسِكَ ، وَقَالَهُ
الْفَرَّاءُ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا ( السِّرُّ ) مَا أَسَرَّهُ فِي نَفْسِهِ ، وَالْأَخْفَى مَا خَفِيَ عَنْهُ مِمَّا هُوَ فَاعِلُهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُهُ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : قَرِيبٌ مِنْ هَذَا . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : ( السِّرُّ ) مَا تُخْفِيهِ مِنَ النَّاسِ ( وَأَخْفَى ) مِنْهُ الْوَسْوَسَةُ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ( السِّرُّ ) سِرُّ الْخَلَائِقِ ، وَأَخْفَى مِنْهُ سِرُّهُ تَعَالَى وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ . وَقِيلَ : ( السِّرُّ ) الْعَزِيمَةُ ، وَأَخْفَى مِنْهُ مَا لَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقَلْبِ ، وَذَهَبَ بَعْضُ السَّلَفِ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ ( وَأَخْفَى ) هُوَ فِعْلٌ مَاضٍ لَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ ، أَيْ : ( يَعْلَمُ ) أَسْرَارَ الْعِبَادِ ( وَأَخْفَى ) عَنْهُمْ مَا يَعْلَمُهُ
[ ص: 227 ] هُوَ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ) وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلَيْسَ بِذَلِكَ قَالَ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ طَابَقَ الْجَزَاءُ الشَّرْطَ ؟ قُلْتُ : مَعْنَاهُ إِنْ تَجْهَرْ بِذِكْرِ اللَّهِ مِنْ دُعَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ غَنِيٌّ عَنْ جَهْرِكَ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ نَهْيًا عَنِ الْجَهْرِ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ) وَإِمَّا تَعْلِيمًا لِلْعِبَادِ أَنَّ الْجَهْرَ لَيْسَ لِإِسْمَاعِ اللَّهِ وَإِنَّمَا هُوَ لِغَرَضٍ آخَرَ . انْتَهَى .
وَالْجَلَالَةُ مُبْتَدَأٌ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) الْخَبَرُ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) خَبَرٌ ثَانٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ؟ فَقِيلَ : هُوَ ( اللَّهُ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الْحُسْنَى ) تَأْنِيثُ الْأَحْسَنِ وَصِفَةُ الْمُؤَنَّثَةِ الْمُفْرَدَةِ تَجْرِي عَلَى جَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَحَسَّنَ ذَلِكَ كَوْنُهَا وَقَعَتْ فَاصِلَةً ، وَالْأَحْسَنِيَّةُ كَوْنُهَا تَضَمَّنَتِ الْمَعَانِيَ الَّتِي هِيَ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ مِنَ التَّقْدِيسِ وَالتَّعْظِيمِ وَالرُّبُوبِيَّةِ ، وَالْأَفْعَالَ الَّتِي لَا يُمْكِنُ صُدُورُهَا إِلَّا مِنْهُ ، وَذَكَرُوا أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ هِيَ الَّتِي قَالَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374698 " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعًا وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " . وَذَكَرَهَا
التِّرْمِذِيُّ مُسْنَدَةً .