وقبل
[ ص: 273 ] nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قال ياهارون ) كلام محذوف تقديره فرجع
موسى ووجدهم عاكفين على عبادة العجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قال ياهارون ) وكان ظهور العجل في سادس وثلاثين يوما وعبدوه وجاءهم
موسى بعد استكمال الأربعين ، فعتب
موسى على عدم اتباعه لما رآهم قد ضلوا و ( لا ) زائدة كهي في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12ما منعك ألا تسجد ) . وقال
علي بن عيسى دخلت ( لا ) هنا لأن المعنى ما دعاك إلى أن لا تتبعني ، وما حملك على أن لا تتبعني بمن معك من المؤمنين (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93أفعصيت أمري ) يريد قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142اخلفني ) الآية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ما منعك أن تتبعني في الغضب لله وشدة الزجر على الكفر والمعاصي ، وهلا قاتلت من كفر بمن آمن ومالك لم تباشر الأمر كما كنت أباشره أنا لو كنت شاهدا ، أو مالك لم تلحقني . وفي ذلك تحميل للفظ ما لا يحتمله وتكثير ولما كان قوله تتبعني لم يذكر متعلقه كان الظاهر أن لا تتبعني إلى جبل
الطور ببني إسرائيل فيجيء اعتذار
هارون بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=94إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ) إذ كان لا يتبعه إلا المؤمنون ويبقى عباد العجل عاكفين عليه كما قالوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لن نبرح عليه عاكفين ) ويحتمل أن يكون المعنى تتبعني تسير بسيري في الإصلاح والتسديد ، فيجيء اعتذاره أن الأمر تفاقم فلو تقويت عليه تقاتلوا واختلفوا فكان تفريقا بينهم وإنما لاينت جهدي .
وقرأ
عيسى بن سليمان الحجازي بلحيتي بفتح اللام وهي لغة أهل
الحجاز .
nindex.php?page=treesubj&link=31908وكان موسى عليه السلام شديد الغضب لله ولدينه ، ولما رأى قومه عبدوا عجلا من دون الله بعد ما شاهدوا من الآيات العظام لم يتمالك أن أقبل على أخيه قابضا على شعر رأسه ، وكان كثير الشعر وعلى شعر وجهه يجره إليه فأبدى عذره فإنه لو قاتل بعضهم ببعض لتفرقوا وتفانوا ، فانتظرتك لتكون المتدراك لهم ، وخشيت عتابك على اطراح ما وصيتني به والعمل بموجبها . وتقدم الكلام على (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150ابن أم ) قراءة وإعرابا وغير ذلك . وقرأ
أبو جعفر ولم يرقب بضم التاء وكسر القاف مضارع أرقب .
ولما اعتذر له أخوه رجع إلى مخاطبة الذي أوقعهم في الضلال وهو
السامري وتقدم الكلام في الخطب في سورة
يوسف . وقال
ابن عطية (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=95فما خطبك ) كما تقول ما شأنك وما أمرك ، لكن لفظة الخطب تقتضي انتهارا لأن الخطب مستعمل في المكاره فكأنه قال : ما نحسك وما شؤمك ، وما هذا الخطب الذي جاء من قبلك . انتهى .
وهذا ليس كما ذكر ألا ترى إلى قوله قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=57فما خطبكم أيها المرسلون ) وهو قول
إبراهيم لملائكة الله فليس هذا يقتضي انتهارا ولا شيئا مما ذكر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : خطب مصدر خطب الأمر إذا طلبه ، فإذا قيل لمن يفعل شيئا ما خطبك ، فمعناه ما طلبك له . انتهى . ومنه خطبة النكاح وهو طلبه . وقيل : هو مشتق من الخطاب كأنه قال له : ما حملك على أن خاطبت
بني إسرائيل بما خاطبت وفعلت معهم ما فعلت (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96قال بصرت بما لم يبصروا به ) . قال
أبو عبيدة : علمت ما لم يعلموا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : بصر بالشيء إذا علمه وأبصر إذا نظر . وقيل : بصر به وأبصره بمعنى واحد . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وأبو السماك : بصرت بكسر الصاد بما لم تبصروا بفتح الصاد . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد بصرت بضم الباء وضم الصاد بما لم تبصروا بضم التاء وفتح الصاد مبنيا للمفعول فيهما . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96بصرت ) بضم الصاد
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=11934وأبو بحرية nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وابن مناذر nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان وقعنب تبصروا بتاء الخطاب
لموسى وبني إسرائيل وباقي السبعة ( يبصروا ) بياء الغيبة .
وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96فقبضت قبضة ) بالضاد المعجمة فيهما أي أخذت بكفي مع الأصابع . وقرأ
عبد الله وأبي وابن الزبير وحميد
والحسن بالصاد فيهما ، وهو الأخذ بأطراف الأصابع . وقرأ
الحسن بخلاف عنه
وقتادة ونصر بن عاصم بضم القاف والصاد المهملة ، وأدغم
ابن محيصن الضاد المنقوطة في تاء المتكلم وأبقى الإطباق مع تشديد التاء . وقال المفسرون ( الرسول ) هنا
جبريل عليه
[ ص: 274 ] السلام ، وتقديره من ( أثر ) فرس ( الرسول ) وكذا قرأ
عبد الله ، والأثر التراب الذي تحت حافره ( فنبذتها ) أي ألقيتها على الحلي الذي تصور منه العجل فكان منها ما رأيت . وقال الأكثرون رأى
السامري جبريل يوم فلق البحر ، وعن علي رآه حين ذهب
موسى إلى
الطور وجاءه
جبريل فأبصره دون الناس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : لم سماه ( الرسول ) دون
جبريل وروح القدس ؟ قلت : حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى
جبريل راكب حيزوم فرس الحياة ليذهب به ، فأبصره
السامري فقال : إن لهذا لشأنا فقبض القبضة من تربة موطئه ، فلما سأله
موسى عن قصته قال قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ، ولعله لم يعرف أنه
جبريل . انتهى . وهو قول
علي مع زيادة .
وقال
أبو مسلم الأصبهاني : ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون ، وهنا وجه آخر وهو أن يكون المراد بالرسول
موسى عليه السلام ، وأثره سنته ورسمه الذي أمر به ، فقد يقول الرجل : فلان يقفو أثر فلان ويقتص أثره إذا كان يمتثل رسمه ، والتقدير أن
موسى لما أقبل على
السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القول في العجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96قال بصرت بما لم يبصروا به ) أي عرفت أن الذي أنتم عليه ليس بحق ، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول أي شيئا من دينك ( فنبذتها ) أي طرحتها . فعند ذلك أعلم
موسى بما له من العذاب في الدنيا والآخرة وإنما أراد لفظ الإخبار عن غائب كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له : ما يقول الأمير في كذا أو بماذا يأمر الأمير ، وتسميته رسولا مع جحده وكفره ، فعلى مذهب من حكى الله عنه قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) فإن لم يؤمنوا بالإنزال قيل : وما ذكره
أبو مسلم أقرب إلى التحقيق إلا أن فيه مخالفة المفسرين . قيل : ويبعد ما قالوه أن
جبريل ليس معهودا باسم رسول ، ولم يجر له فيما تقدم ذكر حتى تكون اللام في الرسول لسابق في الذكر ، ولأن ما قالوه لا بد من إضمار أي من أثر حافر فرس الرسول والإضمار خلاف الأصل ، ولأن اختصاص
السامري برؤية
جبريل ومعرفته من بين الناس يبعد جدا ، وكيف عرف أن حافر فرسه يؤثر هذا الأثر الغريب العجيب من إحياء الجماد به وصيرورته لحما ودما ؟ وكيف عرف
جبريل يتردد إلى نبي وقد عرف نبوته وصحت عنده فحاول الإضلال ؟ وكيف اطلع كافر على تراب هذا شأنه ؟ فلقائل أن يقول : لعل
موسى اطلع على شيء آخر يشبه هذا فلأجله أتى بالمعجزات ، فيصير ذلك قادحا فيما أتوا به من الخوارق . انتهى . ما رجح به هذا القائل قول
أبي مسلم الأصبهاني .
وَقَبْلَ
[ ص: 273 ] nindex.php?page=treesubj&link=28991قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قَالَ يَاهَارُونُ ) كَلَامٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ فَرَجَعَ
مُوسَى وَوَجَدَهُمْ عَاكِفِينَ عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قَالَ يَاهَارُونُ ) وَكَانَ ظُهُورُ الْعِجْلِ فِي سَادِسِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَعَبَدُوهُ وَجَاءَهُمْ
مُوسَى بَعْدَ اسْتِكْمَالِ الْأَرْبَعِينَ ، فَعَتَبَ
مُوسَى عَلَى عَدَمِ اتِّبَاعِهِ لَمَّا رَآهُمْ قَدْ ضَلُّوا وَ ( لَا ) زَائِدَةٌ كَهِيَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ) . وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ عِيسَى دَخَلَتْ ( لَا ) هُنَا لِأَنَّ الْمَعْنَى مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ لَا تَتَّبِعَنِي ، وَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ لَا تَتَّبِعَنِي بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) يُرِيدُ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142اخْلُفْنِي ) الْآيَةَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَتَّبِعَنِي فِي الْغَضَبِ لِلَّهِ وَشِدَّةِ الزَّجْرِ عَلَى الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ، وَهَلَّا قَاتَلَتْ مَنْ كَفَرَ بِمَنْ آمَنَ وَمَالَكَ لَمْ تُبَاشِرِ الْأَمْرَ كَمَا كُنْتُ أُبَاشِرُهُ أَنَا لَوْ كُنْتُ شَاهِدًا ، أَوْ مَالَكَ لَمْ تَلْحَقْنِي . وَفِي ذَلِكَ تَحْمِيلٌ لِلَّفْظِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ وَتَكْثِيرٌ وَلَمَّا كَانَ قَوْلُهُ تَتَّبِعَنِي لَمْ يُذْكَرْ مُتَعَلِّقُهُ كَانَ الظَّاهِرُ أَنْ لَا تَتَّبِعَنِي إِلَى جَبَلِ
الطُّورِ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَجِيءُ اعْتِذَارُ
هَارُونَ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=94إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) إِذْ كَانَ لَا يَتَّبِعُهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَيَبْقَى عُبَّادُ الْعِجْلِ عَاكِفِينَ عَلَيْهِ كَمَا قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى تَتَّبِعَنِي تَسِيرُ بِسَيْرِي فِي الْإِصْلَاحِ وَالتَّسْدِيدِ ، فَيَجِيءُ اعْتِذَارُهُ أَنَّ الْأَمْرَ تَفَاقَمَ فَلَوْ تَقَوَّيْتُ عَلَيْهِ تَقَاتَلُوا وَاخْتَلَفُوا فَكَانَ تَفْرِيقًا بَيْنَهُمْ وَإِنَّمَا لَايَنْتُ جُهْدِي .
وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِجَازِيُّ بِلَحْيَتِي بِفَتْحِ اللَّامِ وَهِيَ لُغَةُ أَهْلِ
الْحِجَازِ .
nindex.php?page=treesubj&link=31908وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ شَدِيدَ الْغَضَبِ لِلَّهِ وَلِدِينِهِ ، وَلَمَّا رَأَى قَوْمَهُ عَبَدُوا عِجْلًا مِنْ دُونِ اللَّهِ بَعْدَ مَا شَاهَدُوا مِنَ الْآيَاتِ الْعِظَامِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ أَقْبَلَ عَلَى أَخِيهِ قَابِضًا عَلَى شَعْرِ رَأْسِهِ ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ وَعَلَى شَعْرِ وَجْهِهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ فَأَبْدَى عُذْرَهُ فَإِنَّهُ لَوْ قَاتَلَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَتّفَرَّقُوا وَتَفَانَوْا ، فَانْتَظَرَتُكَ لِتَكُونَ الْمُتَدَرِاكَ لَهُمْ ، وَخَشِيتُ عِتَابَكَ عَلَى اطِّرَاحِ مَا وَصَّيْتَنِي بِهِ وَالْعَمَلِ بِمُوجِبِهَا . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150ابْنَ أُمَّ ) قِرَاءَةً وَإِعْرَابًا وَغَيْرَ ذَلِكَ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَلَمْ يُرْقِبْ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ مُضَارِعُ أَرْقُبُ .
وَلَمَّا اعْتَذَرَ لَهُ أَخُوهُ رَجَعَ إِلَى مُخَاطَبَةِ الَّذِي أَوْقَعَهُمْ فِي الضَّلَالِ وَهُوَ
السَّامِرِيُّ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْخَطْبِ فِي سُورَةِ
يُوسُفَ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=95فَمَا خَطْبُكَ ) كَمَا تَقُولُ مَا شَأْنُكَ وَمَا أَمْرُكَ ، لَكِنَّ لَفْظَةَ الْخَطْبِ تَقْتَضِي انْتِهَارًا لِأَنَّ الْخَطْبَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْمَكَارِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ : مَا نَحْسُكَ وَمَا شُؤْمُكَ ، وَمَا هَذَا الْخَطْبُ الَّذِي جَاءَ مِنْ قِبَلَكَ . انْتَهَى .
وَهَذَا لَيْسَ كَمَا ذَكَرَ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=57فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ) وَهُوَ قَوْلُ
إِبْرَاهِيمَ لِمَلَائِكَةِ اللَّهِ فَلَيْسَ هَذَا يَقْتَضِي انْتِهَارًا وَلَا شَيْئًا مِمَّا ذَكَرَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : خَطْبٌ مَصْدَرُ خَطَبَ الْأَمْرَ إِذَا طَلَبَهُ ، فَإِذَا قِيلَ لِمَنْ يَفْعَلُ شَيْئًا مَا خَطْبُكَ ، فَمَعْنَاهُ مَا طَلَبُكَ لَهُ . انْتَهَى . وَمِنْهُ خِطْبَةُ النِّكَاحِ وَهُوَ طَلَبُهُ . وَقِيلَ : هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْخِطَابِ كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ خَاطَبْتَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا خَاطَبْتَ وَفَعَلْتَ مَعَهُمْ مَا فَعَلْتَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ) . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : عَلِمْتُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : بَصُرَ بِالشَّيْءِ إِذَا عَلِمَهُ وَأَبْصَرَ إِذَا نَظَرَ . وَقِيلَ : بَصَرَ بِهِ وَأَبْصَرَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَأَبُو السَّمَّاكِ : بَصِرْتُ بِكَسْرِ الصَّادِ بِمَا لَمْ تَبْصَرُوا بِفَتْحِ الصَّادِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16711عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بُصُرْتُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَضَمِّ الصَّادِ بِمَا لَمْ تُبْصِرُوا بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الصَّادِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فِيهِمَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96بَصُرْتُ ) بِضَمِّ الصَّادِ
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=11934وَأَبُو بَحْرِيَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ مُنَاذِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ وَقَعْنَبٌ تَبْصُرُوا بِتَاءِ الْخِطَابِ
لِمُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَاقِي السَّبْعَةِ ( يَبْصُرُوا ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96فَقَبَضْتُ قَبْضَةً ) بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ فِيهِمَا أَيْ أَخَذْتُ بِكَفِّي مَعَ الْأَصَابِعِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ وَأُبَيٌّ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَحُمَيدٌ
وَالْحَسَنُ بِالصَّادِ فِيهِمَا ، وَهُوَ الْأَخْذُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بِخِلَافٍ عَنْهُ
وَقَتَادَةُ وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ ، وَأَدْغَمَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ الضَّادَ الْمَنْقُوطَةَ فِي تَاءِ الْمُتَكَلِّمِ وَأَبْقَى الْإِطْبَاقَ مَعَ تَشْدِيدِ التَّاءِ . وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ ( الرَّسُولِ ) هُنَا
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
[ ص: 274 ] السَّلَامُ ، وَتَقْدِيرُهُ مِنْ ( أَثَرِ ) فَرَسِ ( الرَّسُولِ ) وَكَذَا قَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ، وَالْأَثَرُ التُّرَابُ الَّذِي تَحْتَ حَافِرِهِ ( فَنَبَذْتُهَا ) أَيْ أَلْقَيْتُهَا عَلَى الْحُلِيِّ الَّذِي تَصَوَّرَ مِنْهُ الْعِجْلُ فَكَانَ مِنْهَا مَا رَأَيْتُ . وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ رَأَى
السَّامِرِيُّ جِبْرِيلَ يَوْمَ فُلِقَ الْبَحْرُ ، وَعَنْ عَلِيٍّ رَآهُ حِينَ ذَهَبَ
مُوسَى إِلَى
الطُّورِ وَجَاءَهُ
جِبْرِيلُ فَأَبْصَرَهُ دُونَ النَّاسِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتُ : لِمَ سَمَّاهُ ( الرَّسُولَ ) دُونَ
جِبْرِيلَ وَرُوحِ الْقُدُسِ ؟ قُلْتُ : حِينَ حَلَّ مِيعَادُ الذِّهَابِ إِلَى الطُّورِ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى مُوسَى
جِبْرِيلَ رَاكِبَ حَيْزُومَ فَرَسِ الْحَيَاةِ لِيَذْهَبَ بِهِ ، فَأَبْصَرَهُ
السَّامِرِيُّ فَقَالَ : إِنَّ لِهَذَا لَشَأْنًا فَقَبَضَ الْقَبْضَةَ مِنْ تُرْبَةِ مَوْطِئِهِ ، فَلَمَّا سَأَلَهُ
مُوسَى عَنْ قِصَّتِهِ قَالَ قَبَضْتُ مِنْ أَثَرِ فَرَسِ الْمُرْسَلِ إِلَيْكَ يَوْمَ حُلُولِ الْمِيعَادِ ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّهُ
جِبْرِيلُ . انْتَهَى . وَهُوَ قَوْلُ
عَلِيٍّ مَعَ زِيَادَةٍ .
وَقَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ : لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ تَصْرِيحٌ بِهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ ، وَهُنَا وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالرَّسُولِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَثَرُهُ سُنَّتُهُ وَرَسْمُهُ الَّذِي أَمَرَ بِهِ ، فَقَدْ يَقُولُ الرَّجُلُ : فُلَانٌ يَقْفُو أَثَرَ فُلَانٍ وَيَقْتَصُّ أَثَرَهُ إِذَا كَانَ يَمْتَثِلُ رَسْمَهُ ، وَالتَّقْدِيرُ أَنَّ
مُوسَى لَمَّا أَقْبَلَ عَلَى
السَّامِرِيِّ بِاللَّوْمِ وَالْمَسْأَلَةِ عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى إِضْلَالِ الْقَوْلِ فِي الْعِجْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=96قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ) أَيْ عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَيْسَ بِحَقٍّ ، وَقَدْ كُنْتُ قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِكَ أَيُّهَا الرَّسُولُ أَيْ شَيْئًا مِنْ دِينِكَ ( فَنَبَذْتُهَا ) أَيْ طَرَحْتُهَا . فَعِنْدَ ذَلِكَ أُعْلِمَ
مُوسَى بِمَا لَهُ مِنَ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِنَّمَا أَرَادَ لَفْظَ الْإِخْبَارِ عَنْ غَائِبٍ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِرَئِيسِهِ وَهُوَ مُوَاجِهٌ لَهُ : مَا يَقُولُ الْأَمِيرُ فِي كَذَا أَوْ بِمَاذَا يَأْمُرُ الْأَمِيرُ ، وَتَسْمِيَتُهُ رَسُولًا مَعَ جَحْدِهِ وَكُفْرِهِ ، فَعَلَى مَذْهَبِ مَنْ حَكَى اللَّهُ عَنْهُ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالْإِنْزَالِ قِيلَ : وَمَا ذَكَرَهُ
أَبُو مُسْلِمٍ أَقْرَبُ إِلَى التَّحْقِيقِ إِلَّا أَنَّ فِيهِ مُخَالَفَةَ الْمُفَسِّرِينَ . قِيلَ : وَيَبْعُدُ مَا قَالُوهُ أَنَّ
جِبْرِيلَ لَيْسَ مَعْهُودًا بِاسْمِ رَسُولٍ ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرٌ حَتَّى تَكُونَ اللَّامُ فِي الرَّسُولِ لِسَابِقٍ فِي الذِّكْرِ ، وَلِأَنَّ مَا قَالُوهُ لَا بُدَّ مِنْ إِضْمَارِ أَيْ مِنْ أَثَرِ حَافِرِ فَرَسِ الرَّسُولِ وَالْإِضْمَارُ خِلَافُ الْأَصْلِ ، وَلِأَنَّ اخْتِصَاصَ
السَّامِرِيِّ بِرُؤْيَةِ
جِبْرِيلَ وَمَعْرِفَتِهِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ يَبْعُدُ جَدًّا ، وَكَيْفَ عَرَفَ أَنَّ حَافِرَ فَرَسِهِ يُؤَثِّرُ هَذَا الْأَثَرَ الْغَرِيبَ الْعَجِيبَ مِنْ إِحْيَاءِ الْجَمَادِ بِهِ وَصَيْرُورَتِهِ لَحْمًا وَدَمًا ؟ وَكَيْفَ عَرَفَ
جِبْرِيلُ يَتَرَدَّدُ إِلَى نَبِيٍّ وَقَدْ عَرَفَ نُبُوَّتَهُ وَصَحَّتْ عِنْدَهُ فَحَاوَلَ الْإِضْلَالَ ؟ وَكَيْفَ اطَّلَعَ كَافِرٌ عَلَى تُرَابٍ هَذَا شَأْنُهُ ؟ فَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : لَعَلَّ
مُوسَى اطَّلَعَ عَلَى شَيْءٍ آخَرَ يُشْبِهُ هَذَا فَلِأَجْلِهِ أَتَى بِالْمُعْجِزَاتِ ، فَيَصِيرُ ذَلِكَ قَادِحًا فِيمَا أَتَوْا بِهِ مِنَ الْخَوَارِقِ . انْتَهَى . مَا رَجَّحَ بِهِ هَذَا الْقَائِلُ قَوْلَ
أَبِي مُسْلِمٍ الْأَصْبَهَانِيِّ .