[ ص: 315 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28992بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ) : .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44هؤلاء ) إشارة إلى المخاطبين قبل وهم كفار
قريش ، ومن اتخذ آلهة من دون الله أخبر تعالى أنه متع (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44هؤلاء ) الكفار (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44وآباءهم ) من قبلهم بما رزقهم من حطام الدنيا حتى طالت أعمارهم في رخاء ونعمة ، وتدعسوا في الضلالة بإمهاله تعالى إياهم وتأخيرهم إلى الوقت الذي يأخذهم فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ) تقدم تفسير هذه الجملة في آخر الرعد . واقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من تلك الأقوال على معنى أنا ننقص أرض الكفر ودار الحرب ونحذف أطرافها بتسليط المسلمين عليها وإظهارهم على أهلها وردها دار إسلام قال : فإن قلت : أي فائدة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44نأتي الأرض ) ؟ قلت : الفائدة فيه تصوير ما كان الله يجريه على أيدي المسلمين ، وأن عساكرهم وسراياهم كانت تغزو أرض المشركين وتأتيها غالبة عليها ناقصة من أطرافها . انتهى .
وفي ذلك تبشير للمؤمنين بما يفتح الله عليهم ، وأكثر المفسرين على أنها نزلت في كفار
مكة وفي قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أفهم الغالبون ) دليل على ذلك إذ المعنى أنهم هم الغالبون ، فهو استفهام فيه تقريع وتوبيخ حيث لم يعتبروا بما يجري عليهم .
ثم أمره تعالى أن يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45إنما أنذركم بالوحي ) أي أعلمكم بما تخافون منه بوحي من الله لا من تلقاء نفسي ، وما كان من جهة الله فهو الصدق الواقع لا محالة كما رأيتم بالعيان من نقصان الأرض من أطرافها ، ثم أخبر أنهم مع إنذارهم معرضون عما أنذروا به فالإنذار لا يجدي فيهم إذ هم صم عن سماعه ، ولما كان الوحي من المسموعات كان ذكر الصمم مناسبا و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45الصم ) هم المنذرون ، فـ ( أل ) فيه للعهد وناب الظاهر مناب المضمر لأن فيه التصريح بتصامهم وسد أسماعهم إذا أنذروا ، ولم يكن الضمير ليفيد هذا المعنى ونفي السماع هنا نفي جدواه .
وقرأ الجمهور ( يسمع ) بفتح الياء والميم ( الصم ) رفع به و ( الدعاء ) نصب . وقرأ
ابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير عن
أبي عمرو وابن الصلت عن
حفص بالتاء من فوق مضمومة وكسر الميم (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45الصم الدعاء ) بنصبهما والفاعل ضمير المخاطب وهو الرسول صلى الله عليه وسلم . وقرأ كذلك إلا أنه بالياء من تحت أي (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45ولا يسمع ) الرسول وعنه أيضا ( ولا يسمع ) مبنيا للمفعول ( الصم ) رفع به ذكره
ابن خالويه . وقرأ
أحمد بن جبير الأنطاكي عن
اليزيدي عن
أبي عمرو [ ص: 316 ] ( يسمع ) بضم الياء وكسر الميم ( الصم ) نصبا ( الدعاء ) رفعا بيسمع ، أسند الفعل إلى الدعاء اتساعا والمفعول الثاني محذوف ، كأنه قيل : ولا يسمع النداء الصم شيئا .
ثم أخبر تعالى أن هؤلاء الذين صموا عن سماع ما أنذروا به إذا نالهم شيء مما أنذروا به ، ولو كان يسيرا نادوا بالهلاك وأقروا بأنهم كانوا ظالمين ، نبهوا على العلة التي أوجبت لهم العذاب وهو ظلم الكفر وذلوا وأذعنوا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46نفحة ) طرف وعنه هو الجوع الذي نزل
بمكة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : نصيب من قولهم نفح له من العطاء نفحة إذا أعطاه نصيبا وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46ولئن مستهم نفحة ) ثلاث مبالغات لفظ المس ، وما في مدلول النفح من القلة إذ هو الريح اليسير أو ما يرضخ من العطية ، وبناء المرة منه ولم يأت نفح فالمعنى أنه بأدنى إصابة من أقل العذاب أذعنوا وخضعوا وأقروا بأن سبب ذلك ظلمهم السابق .
ولما ذكر حالهم في الدنيا إذا أصيبوا بشيء استطرد لما يكون في الآخرة التي هي مقر الثواب والعقاب ، فأخبر تعالى عن عدله وأسند ذلك إلى نفسه بنون العظمة فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين ) وتقدم الكلام في الموازين في أول الأعراف ، واختلاف الناس في ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28770هل ثم ميزان حقيقة وهو قول الجمهور أو ذلك على سبيل التمثيل عن المبالغة في العدل التام وهو قول
الضحاك وقتادة ؟ قالا : ليس ثم ميزان ولكنه العدل والقسط مصدر وصفت به الموازين مبالغة كأنها جعلت في أنفسها القسط ، أو على حذف مضاف أي ذوات (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47القسط ) ويجوز أن يكون مفعولا لأجله أي لأجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47القسط ) . وقرئ القصط بالصاد . واللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ليوم القيامة ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مثلها في قولك : جئت لخمس ليال خلون من الشهر . ومنه بيت
النابغة :
ترسمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
انتهى . وذهب الكوفيون إلى أن اللام تكون بمعنى في ووافقهم
ابن قتيبة من المتقدمين ،
وابن مالك من أصحابنا المتأخرين ، وجعل من ذلك قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47القسط ليوم القيامة ) أي في يوم ، وكذلك لا يجليها لوقتها إلا هو أي في وقتها وأنشد شاهدا على ذلك
لمسكين الدارمي :
أولئك قومي قد مضوا لسبيلهم كما قد مضى من قبل عاد وتبع
وقول الآخر :
وكل أب وابن وإن عمرا معا مقيمين مفقود لوقت وفاقد
وقيل اللام هنا للتعليل على حذف مضاف ، أي لحساب يوم القيامة و ( شيئا ) مفعول ثان أو مصدر . وقرأ الجمهور : ( مثقال ) بالنصب خبر ( كان ) أي وإن كان الشيء أو وإن كان العمل وكذا في
لقمان ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وأبو جعفر وشيبة ونافع ( مثقال ) بالرفع على الفاعلية و ( كان ) تامة . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أتينا ) من الإتيان أي جئنا بها ، وكذا قرأ
أبي أعني جئنا وكأنه تفسير لأتينا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير وابن أبي إسحاق والعلاء بن سيابة وجعفر بن محمد وابن شريح الأصبهاني آتينا بمده على وزن فاعلنا من المواتاة وهي المجازاة والمكافأة ، فمعناه جازينا بها ولذلك تعدى بحرف جر ، ولو كان على أفعلنا من الإيتاء بالمد على ما توهمه بعضهم لتعدى مطلقا دون جاز قاله
أبو الفضل الرازي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مفاعلة من الإتيان بمعنى المجازاة والمكافأة لأنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء انتهى .
وقال
ابن عطية على معنى : و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أتينا ) من المواتاة ، ولو كان آتينا أعطينا لما تعدت بحرف جر ، ويوهن هذه القراءة أن بدل الواو المفتوحة همزة ليس بمعروف ، وإنما يعرف ذلك في المضمومة والمكسورة . انتهى . وقرأ
حميد : أثبنا بها من الثواب وأنث الضمير في ( بها ) وهو عائد على مذكر وهو ( مثقال ) لإضافته إلى مؤنث (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وكفى بنا حاسبين ) فيه توعد وهو إشارة إلى ضبط أعمالهم من الحساب وهو
[ ص: 317 ] العد والإحصاء ، والمعنى أنه لا يغيب عنا شيء من أعمالهم . وقيل : هو كناية عن المجازاة ، والظاهر أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47حاسبين ) تمييز لقبوله من ، ويجوز أن يكون حالا . ولما ذكر ما أتى به رسوله صلى الله عليه وسلم من الذكر وحال مشركي العرب معه ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=30177_30176قل إنما أنذركم بالوحي ) أتبعه بأنه عادة الله في أنبيائه فذكر ما آتى (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48موسى وهارون ) إشارة إلى قصتهما مع قومهما مع ما أوتوا من الفرقان والضياء والذكر ، ثم نبه على ما آتى رسوله من الذكر المبارك ثم استفهم على سبيل الذكر على إنكارهم ثم نبه على ما آتى رسوله صلى الله عليه وسلم . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48الفرقان ) التوراة وهو الضياء ، والذكر أي كتابا هو فرقان وضياء ، وذكر ويدل على هذا المعنى قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة والضحاك ضياء وذكرا بغير واو في ضياء . وقالت فرقة : القرآن ما رزقه الله من نصره وظهور حجته وغير ذلك ، مما فرق بين أمره وأمر فرعون والضياء التوراة ، والذكر التذكرة والموعظة أو ذكر ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم أو الشرف والعطف بالواو يؤذن بالتغاير .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( الفرقان ) الفتح لقوله ( يوم الفرقان ) . وعن
الضحاك : قلق البحر . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : المخرج من الشبهات و ( الذين ) صفة تابعة أو مقطوعة برفع أو نصب أو بدل . ولما ذكر التقوى ذكر ما أنتجته وهو خشية الله والإشفاق من عذاب يوم القيامة ، والساعة القيامة وبالغيب . قال الجمهور : يخافونه ولم يروه . وقال
مقاتل : يخافون عذابه ولم يروه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يخافونه من حيث لا يراهم أحد ورجحه
ابن عطية . وقال
أبو سليمان الدمشقي : يخافونه إذا غابوا عن أعين الناس ، والإشفاق شدة الخوف ، واحتمل أن يكون قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49وهم من الساعة مشفقون ) استئناف إخبار عنهم ، وأن يكون معطوفا على صلة ( الذين ) ، وتكون الصلة الأولى مشعرة بالتجدد دائما كأنها إحالتهم فيما يتعلق بالدنيا ، والصلة الثانية من مبتدأ وخبر عنه بالاسم المشعر بثبوت الوصف كأنها حالتهم فيما يتعلق بالآخرة . ولما ذكر ما آتى
موسى وهارون عليهما السلام أشار إلى ما آتى
محمدا صلى الله عليه وسلم فقال ( وهذا ) أي القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50ذكر مبارك ) أي كثير منافعه غزير خبره ، وجاء هنا الوصف بالاسم ثم بالجملة جريا على الأشهر وتقدم الكلام على قوله في الأنعام (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) وبينا هناك حكمة تقديم الجملة على الاسم (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50أفأنتم له منكرون ) استفهام إنكار وتوبيخ وهو خطاب للمشركين ، والضمير في ( له ) عائد على ( ذكر ) وهو القرآن ، وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم إذا أنكر ذلك المشركون كما أنكر أسلاف
اليهود ما أنزل الله على
موسى عليه السلام .
[ ص: 315 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28992بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) : .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44هَؤُلَاءِ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْمُخَاطَبِينَ قَبْلُ وَهُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ ، وَمَنِ اتَّخَذَ آلِهَةً مَنْ دُونِ اللَّهِ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ مَتَّعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44هَؤُلَاءِ ) الْكُفَّارَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44وَآبَاءَهُمْ ) مِنْ قَبْلِهِمْ بِمَا رَزَقَهُمْ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا حَتَّى طَالَتْ أَعْمَارُهُمْ فِي رَخَاءٍ وَنِعْمَةٍ ، وَتَدَعَّسُوا فِي الضَّلَالَةِ بِإِمْهَالِهِ تَعَالَى إِيَّاهُمْ وَتَأْخِيرِهِمْ إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي يَأْخُذُهُمْ فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي آخِرِ الرَّعْدِ . وَاقْتَصَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ عَلَى مَعْنَى أَنَّا نَنْقُصُ أَرْضَ الْكُفْرِ وَدَارَ الْحَرْبِ وَنَحْذِفُ أَطْرَافَهَا بِتَسْلِيطِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهَا وَإِظْهَارِهِمْ عَلَى أَهْلِهَا وَرَدِّهَا دَارَ إِسْلَامٍ قَالَ : فَإِنْ قُلْتَ : أَيُّ فَائِدَةٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44نَأْتِي الْأَرْضَ ) ؟ قُلْتُ : الْفَائِدَةُ فِيهِ تَصْوِيرُ مَا كَانَ اللَّهُ يُجْرِيهِ عَلَى أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَّ عَسَاكِرَهُمْ وَسَرَايَاهُمْ كَانَتْ تَغْزُو أَرْضَ الْمُشْرِكِينَ وَتَأْتِيهَا غَالِبَةً عَلَيْهَا نَاقِصَةً مِنْ أَطْرَافِهَا . انْتَهَى .
وَفِي ذَلِكَ تَبْشِيرٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي كُفَّارِ
مَكَّةَ وَفِي قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ إِذِ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ هُمُ الْغَالِبُونَ ، فَهُوَ اسْتِفْهَامٌ فِيهِ تَقْرِيعٌ وَتَوْبِيخٌ حَيْثُ لَمْ يَعْتَبِرُوا بِمَا يَجْرِي عَلَيْهِمْ .
ثُمَّ أَمَرَهُ تَعَالَى أَنْ يَقُولَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ) أَيْ أُعْلِمُكُمْ بِمَا تَخَافُونَ مِنْهُ بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ لَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ، وَمَا كَانَ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ فَهُوَ الصِّدْقُ الْوَاقِعُ لَا مَحَالَةَ كَمَا رَأَيْتُمْ بِالْعِيَانِ مِنْ نُقْصَانِ الْأَرْضِ مِنْ أَطْرَافِهَا ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ مَعَ إِنْذَارِهِمْ مُعْرِضُونَ عَمَّا أُنْذِرُوا بِهِ فَالْإِنْذَارُ لَا يُجْدِي فِيهِمْ إِذْ هُمْ صُمٌّ عَنْ سَمَاعِهِ ، وَلَمَّا كَانَ الْوَحْيُ مِنَ الْمَسْمُوعَاتِ كَانَ ذِكْرُ الصَّمَمِ مُنَاسِبًا وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45الصُّمُّ ) هُمُ الْمُنْذِرُونَ ، فَـ ( أل ) فِيهِ لِلْعَهْدِ وَنَابَ الظَّاهِرُ مَنَابَ الْمُضْمَرِ لِأَنَّ فِيهِ التَّصْرِيحَ بِتَصَامِّهِمْ وَسَدِّ أَسْمَاعِهِمْ إِذَا أُنْذِرُوا ، وَلَمْ يَكُنِ الضَّمِيرُ لِيُفِيدَ هَذَا الْمَعْنَى وَنَفْيُ السَّمَاعِ هُنَا نَفْيُ جَدْوَاهُ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( يَسْمَعُ ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْمِيمِ ( الصُّمُّ ) رُفِعَ بِهِ وَ ( الدُّعَاءَ ) نُصِبَ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو وَابْنُ الصَّلْتِ عَنْ
حَفْصٍ بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقُ مَضْمُومَةً وَكَسْرِ الْمِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45الصُّمُّ الدُّعَاءَ ) بِنَصْبِهِمَا وَالْفَاعِلُ ضَمِيرُ الْمُخَاطَبِ وَهُوَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَرَأَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتُ أَيْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45وَلَا يَسْمَعُ ) الرَّسُولُ وَعَنْهُ أَيْضًا ( وَلَا يُسْمَعُ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ( الصُّمُّ ) رُفِعَ بِهِ ذَكَرَهُ
ابْنُ خَالَوَيْهِ . وَقَرَأَ
أَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَنْطَاكِيُّ عَنِ
الْيَزِيدِيِّ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو [ ص: 316 ] ( يُسْمِعُ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ ( الصُّمَّ ) نَصْبًا ( الدُّعَاءُ ) رَفَعًا بِيُسْمِعُ ، أُسْنِدَ الْفِعْلُ إِلَى الدُّعَاءِ اتِّسَاعًا وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَا يُسْمَعُ النِّدَاءُ الصُّمَّ شَيْئًا .
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَمُّوا عَنْ سَمَاعِ مَا أُنْذِرُوا بِهِ إِذَا نَالَهُمْ شَيْءٌ مِمَّا أُنْذِرُوا بِهِ ، وَلَوْ كَانَ يَسِيرًا نَادَوْا بِالْهَلَاكِ وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ كَانُوا ظَالِمِينَ ، نُبِّهُوا عَلَى الْعِلَّةِ الَّتِي أَوْجَبَتْ لَهُمُ الْعَذَابَ وَهُوَ ظُلْمُ الْكُفْرِ وَذُلُّوا وَأَذْعَنُوا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46نَفْحَةٌ ) طَرَفٌ وَعَنْهُ هُوَ الْجُوعُ الَّذِي نَزَلَ
بِمَكَّةَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِمْ نَفَحَ لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ نَفْحَةً إِذَا أَعْطَاهُ نَصِيبًا وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ ) ثَلَاثُ مُبَالَغَاتِ لَفْظِ الْمَسِّ ، وَمَا فِي مَدْلُولِ النَّفْحِ مِنَ الْقِلَّةِ إِذْ هُوَ الرِّيحُ الْيَسِيرُ أَوْ مَا يَرْضَخُ مِنَ الْعَطِيَّةِ ، وَبِنَاءُ الْمَرَّةِ مِنْهُ وَلَمْ يَأْتِ نَفْحٌ فَالْمَعْنَى أَنَّهُ بِأَدْنَى إِصَابَةٍ مِنْ أَقَلِّ الْعَذَابِ أَذْعَنُوا وَخَضَعُوا وَأَقَرُّوا بِأَنَّ سَبَبَ ذَلِكَ ظُلْمُهُمُ السَّابِقُ .
وَلَمَّا ذَكَرَ حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا إِذَا أُصِيبُوا بِشَيْءٍ اسْتَطْرَدَ لِمَا يَكُونُ فِي الْآخِرَةِ الَّتِي هِيَ مَقَرُّ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، فَأَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ عَدْلِهِ وَأَسْنَدَ ذَلِكَ إِلَى نَفْسِهِ بِنُونِ الْعَظَمَةِ فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ ) وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْمَوَازِينِ فِي أَوَّلِ الْأَعْرَافِ ، وَاخْتِلَافُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28770هَلْ ثَمَّ مِيزَانٌ حَقِيقَةً وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ أَوْ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي الْعَدْلِ التَّامِّ وَهُوَ قَوْلُ
الضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ ؟ قَالَا : لَيْسَ ثَمَّ مِيزَانٌ وَلَكِنَّهُ الْعَدْلُ وَالْقِسْطُ مَصْدَرٌ وُصِفَتْ بِهِ الْمَوَازِينُ مُبَالَغَةً كَأَنَّهَا جُعِلَتْ فِي أَنْفُسِهَا الْقِسْطَ ، أَوْ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ ذَوَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47الْقِسْطَ ) وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لِأَجْلِهِ أَيْ لِأَجْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47الْقِسْطَ ) . وَقُرِئَ الْقِصْطِ بِالصَّادِ . وَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مِثْلُهَا فِي قَوْلِكَ : جِئْتُ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنَ الشَّهْرِ . وَمِنْهُ بَيْتُ
النَّابِغَةِ :
تَرَسَّمَتْ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا الْعَامُ سَابِعُ
انْتَهَى . وَذَهَبَ الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنَّ اللَّامَ تَكُونُ بِمَعْنَى فِي وَوَافَقَهُمُ
ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ،
وَابْنُ مَالِكٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَجَعَلَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أَيْ فِي يَوْمٍ ، وَكَذَلِكَ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ أَيْ فِي وَقْتِهَا وَأَنْشَدَ شَاهِدًا عَلَى ذَلِكَ
لِمِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ :
أُولَئِكَ قَوْمِي قَدْ مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ كَمَا قَدْ مَضَى مِنْ قَبْلُ عَادٌ وَتُبَّعُ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
وَكُلُّ أَبٍ وَابْنٍ وَإِنْ عَمَّرَا مَعًا مُقِيمِينَ مَفْقُودٌ لِوَقْتٍ وَفَاقِدُ
وَقِيلَ اللَّامُ هُنَا لِلتَّعْلِيلِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ لِحِسَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ ( شَيْئًا ) مَفْعُولٌ ثَانٍ أَوْ مَصْدَرٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( مِثْقَالَ ) بِالنَّصْبِ خَبَرُ ( كَانَ ) أَيْ وَإِنْ كَانَ الشَّيْءُ أَوْ وَإِنْ كَانَ الْعَمَلُ وَكَذَا فِي
لُقْمَانَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ ( مِثْقَالُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ وَ ( كَانَ ) تَامَّةٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أَتَيْنَا ) مِنَ الْإِتْيَانِ أَيْ جِئْنَا بِهَا ، وَكَذَا قَرَأَ
أُبَيٌّ أَعْنِي جِئْنَا وَكَأَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِأَتَيْنَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَالْعَلَاءُ بْنُ سَيَابَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَابْنُ شُرَيْحٍ الْأَصْبَهَانِيُّ آتَيْنَا بِمَدِّهِ عَلَى وَزْنِ فَاعَلْنَا مِنَ الْمُوَاتَاةِ وَهِيَ الْمُجَازَاةُ وَالْمُكَافَأَةُ ، فَمَعْنَاهُ جَازَيْنَا بِهَا وَلِذَلِكَ تَعَدَّى بِحَرْفِ جَرٍّ ، وَلَوْ كَانَ عَلَى أَفْعَلْنَا مِنَ الْإِيتَاءِ بِالْمَدِّ عَلَى مَا تَوَهَمَّهُ بَعْضُهُمْ لَتَعَدَّى مُطْلَقًا دُونَ جَازٍ قَالَهُ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْإِتْيَانِ بِمَعْنَى الْمُجَازَاةِ وَالْمُكَافَأَةِ لِأَنَّهُمْ أَتَوْهُ بِالْأَعْمَالِ وَأَتَاهُمْ بِالْجَزَاءِ انْتَهَى .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ عَلَى مَعْنَى : وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أَتَيْنَا ) مِنَ الْمُوَاتَاةِ ، وَلَوْ كَانَ آتَيْنَا أَعْطَيْنَا لَمَا تَعَدَّتْ بِحَرْفِ جَرٍّ ، وَيُوهِنُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ أَنَّ بَدَلَ الْوَاوِ الْمَفْتُوحَةِ هَمْزَةٌ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ ذَلِكَ فِي الْمَضْمُومَةِ وَالْمَكْسُورَةِ . انْتَهَى . وَقَرَأَ
حُمَيْدٌ : أَثَبْنَا بِهَا مِنَ الثَّوَابِ وَأَنَّثَ الضَّمِيرَ فِي ( بِهَا ) وَهُوَ عَائِدٌ عَلَى مُذَكَّرٍ وَهُوَ ( مِثْقَالَ ) لِإِضَافَتِهِ إِلَى مُؤَنَّثٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) فِيهِ تَوَعُّدٌ وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى ضَبْطِ أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْحِسَابِ وَهُوَ
[ ص: 317 ] الْعَدُّ وَالْإِحْصَاءُ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَغِيبُ عَنَّا شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِهِمْ . وَقِيلَ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُجَازَاةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47حَاسِبِينَ ) تَمْيِيزٌ لِقَبُولِهِ مِنْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا . وَلَمَّا ذَكَرَ مَا أَتَى بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الذِّكْرِ وَحَالِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ مَعَهُ ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=30177_30176قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ) أَتْبَعَهُ بِأَنَّهُ عَادَةُ اللَّهِ فِي أَنْبِيَائِهِ فَذَكَرَ مَا آتَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48مُوسَى وَهَارُونَ ) إِشَارَةٌ إِلَى قِصَّتِهِمَا مَعَ قَوْمِهِمَا مَعَ مَا أُوتُوا مِنَ الْفُرْقَانِ وَالضِّيَاءِ وَالذِّكْرِ ، ثُمَّ نَبَّهَ عَلَى مَا آتَى رَسُولَهُ مِنَ الذِّكْرِ الْمُبَارَكِ ثُمَّ اسْتَفْهَمَ عَلَى سَبِيلِ الذِّكْرِ عَلَى إِنْكَارِهِمْ ثُمَّ نَبَّهَ عَلَى مَا آتَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48الْفُرْقَانَ ) التَّوْرَاةُ وَهُوَ الضِّيَاءُ ، وَالذِّكْرُ أَيْ كِتَابًا هُوَ فُرْقَانٌ وَضِيَاءٌ ، وَذِكْرٌ وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ ضِيَاءً وَذِكْرًا بِغَيْرِ وَاوٍ فِي ضِيَاءٍ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : الْقُرْآنُ مَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنْ نَصْرِهِ وَظُهُورِ حُجَّتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا فَرَّقَ بَيْنَ أَمْرِهِ وَأَمْرِ فِرْعَوْنَ وَالضِّيَاءُ التَّوْرَاةُ ، وَالذِّكْرُ التَّذْكِرَةُ وَالْمَوْعِظَةُ أَوْ ذِكْرُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي دِينِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ أَوِ الشَّرَفُ وَالْعَطْفُ بِالْوَاوِ يُؤْذِنُ بِالتَّغَايُرِ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ( الْفُرْقَانَ ) الْفَتْحُ لِقَوْلِهِ ( يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) . وَعَنِ
الضَّحَّاكِ : قَلَقُ الْبَحْرِ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ : الْمُخْرِجُ مِنَ الشُّبَهَاتِ وَ ( الَّذِينَ ) صِفَةٌ تَابِعَةٌ أَوْ مَقْطُوعَةٌ بِرَفْعٍ أَوْ نَصْبٍ أَوْ بَدَلٍ . وَلَمَّا ذَكَرَ التَّقْوَى ذَكَرَ مَا أَنْتَجَتْهُ وَهُوَ خَشْيَةُ اللَّهِ وَالْإِشْفَاقُ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّاعَةُ الْقِيَامَةُ وَبِالْغَيْبِ . قَالَ الْجُمْهُورُ : يَخَافُونَهُ وَلَمْ يَرَوْهُ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : يَخَافُونَ عَذَابَهُ وَلَمْ يَرَوْهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يَخَافُونَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ وَرَجَّحَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ . وَقَالَ
أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ : يَخَافُونَهُ إِذَا غَابُوا عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ ، وَالْإِشْفَاقُ شِدَّةُ الْخَوْفِ ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ) اسْتِئْنَافَ إِخْبَارٍ عَنْهُمْ ، وَأَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى صِلَةِ ( الَّذِينَ ) ، وَتَكُونُ الصِّلَةُ الْأَوْلَى مُشْعِرَةً بِالتَّجَدُّدِ دَائِمًا كَأَنَّهَا إِحَالَتُهُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا ، وَالصِّلَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ عَنْهُ بِالِاسْمِ الْمُشْعِرِ بِثُبُوتِ الْوَصْفِ كَأَنَّهَا حَالَتُهُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْآخِرَةِ . وَلَمَّا ذَكَرَ مَا آتَى
مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَشَارَ إِلَى مَا آتَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ( وَهَذَا ) أَيِ الْقُرْآنُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50ذِكْرٌ مُبَارَكٌ ) أَيْ كَثِيرٌ مَنَافِعُهُ غَزِيرٌ خَبَرُهُ ، وَجَاءَ هُنَا الْوَصْفُ بِالِاسْمِ ثُمَّ بِالْجُمْلَةِ جَرْيًا عَلَى الْأَشْهَرِ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْأَنْعَامِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) وَبَيَّنَّا هُنَاكَ حِكْمَةَ تَقْدِيمِ الْجُمْلَةِ عَلَى الِاسْمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ وَتَوْبِيخٍ وَهُوَ خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( لَهُ ) عَائِدٌ عَلَى ( ذِكْرٌ ) وَهُوَ الْقُرْآنُ ، وَفِيهِ تَسْلِيَةٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ كَمَا أَنْكَرَ أَسْلَافُ
الْيَهُودِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .