(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قال عما قليل ليصبحن نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ) .
ذكر هذه القصة عقيب قصة
نوح ، يظهر أن هؤلاء هم قوم
هود والرسول هو
هود - عليه السلام - وهو قول الأكثرين . وقال
أبو سليمان الدمشقي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري : هم
ثمود ، والرسول
صالح - عليه السلام - هلكوا بالصيحة . وفي آخر القصة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة ) ، ولم يأت أن قوم
هود هلكوا بالصيحة ، وقصة قوم
هود جاءت في الأعراف ، وفي هود ، وفي الشعراء ، بإثر قصة قوم
نوح . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) ، والأصل في أرسل أن يتعدى بإلى كإخوانه وجه وأنفذ وبعث وهنا عدي بفي ، جعلت الأمة موضعا للإرسال كما قال
رؤبة :
أرسلت فيها مصعبا ذا إقحام
وجاء بعث كذلك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ويوم نبعث في كل أمة ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ) ، و ( أن ) في : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أن اعبدوا الله ) يجوز أن تكون مفسرة وأن تكون مصدرية ، وجاء هنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ ) بالواو . وفي الأعراف وسورة
هود في قصته بغير واو قصد في الواو العطف على ما قاله ، أي اجتمع قوله الذي هو حق وقولهم الذي هو باطل كأنه إخبار بتباين الحالين والتي بغير واو قصد به الاستئناف ، وكأنه جواب لسؤال مقدر ، أي فما كان قولهم له قال قالوا كيت وكيت . ( بلقاء الآخرة ) أي بلقاء الجزاء من الثواب والعقاب فيها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وأترفناهم ) أي بسطنا لهم الآمال والأرزاق ونعمناهم ، واحتملت هذه الجملة أن تكون معطوفة على صلة الذين ، وكان العطف مشعرا بغلبة التكذيب والكفر ، أي الحامل لهم على ذلك كوننا نعمناهم وأحسنا إليهم ، وكان ينبغي أن يكون الأمر بخلاف ذلك وأن يقابلوا نعمتنا بالإيمان وتصديق من أرسلته إليهم ، وأن تكون جملة حالية ، أي وقد (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وأترفناهم ) أي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وكذبوا ) في هذه الحال ، ويئول هذا المعنى إلى المعنى الأول ، أي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وكذبوا ) في حال الإحسان إليهم ، وكان ينبغي أن لا يكفروا وأن يشكروا النعمة بالإيمان والتصديق لرسلي .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يأكل مما تأكلون منه ) تحقيق للبشرية وحكم بالتساوي بينه وبينهم ، وأن لا
[ ص: 404 ] مزية له عليهم ، والظاهر أن ما موصولة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تشربون ) ، وأن العائد محذوف تقديره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تشربون ) منه ، لوجود شرائط الحذف ، وهو اتحاد المتعلق والمتعلق كقوله : مررت بالذي مررت ، وحسن هذا الحذف ورجحه كون (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33تشربون ) فاصلة ; ولدلالة منه عليه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تأكلون منه ) وفي التحرير ، وزعم
الفراء أن معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ويشرب مما تشربون ) على حذف أي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تشربون ) منه ، وهذا لا يجوز عند البصريين ولا يحتاج إلى حذف ألبتة ; لأن ما إذا كانت مصدرا لم تحتج إلى عائد ، فإن جعلتها بمعنى الذي حذفت المفعول ولم تحتج إلى إضمار من . انتهى . يعني أنه يصير التقدير مما تشربونه ، فيكون المحذوف ضميرا متصلا وشروط جواز الحذف فيه موجودة ، وهذا تخريج على قاعدة البصريين إلا أنه يفوت فصاحة معادلة التركيب ; ألا ترى أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تأكلون منه ) فعداه بمن التبعيضية ، فالمعادلة تقتضي أن يكون التقدير (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تشربون ) منه ، فلو كان التركيب مما تأكلونه لكان تقدير تشربونه هو الراجح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : حذف الضمير ، والمعنى من مشروبكم ، أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه ، انتهى . فقوله حذف الضمير معناه مما تشربونه ، وفسره بقوله : مشروبكم ; لأن الذي تشربونه هو مشروبكم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( إذا ) واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم ، أي تخسرون عقولكم وتغبنون في آبائكم . انتهى . وليس ( إذا ) واقعا في جزاء الشرط بل واقع بين (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم ) والخبر و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم ) والخبر ليس جزاء للشرط بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف قبل إن الموطئة ، ولو كانت (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم ) والخبر جوابا للشرط للزمت الفاء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم ) ، بل لو كان بالفاء في تركيب غير القرآن لم يكن ذلك التركيب جائزا إلا عند
الفراء ، والبصريون لا يجيزونه ، وهو عندهم خطأ . واختلف المعربون في تخريج ( إنكم ) الثانية ، والمنقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن ( إنكم ) بدل من الأولى ، وفيها معنى التأكيد ، وخبر ( إنكم ) الأولى محذوف ; لدلالة خبر الثانية عليه تقديره ( إنكم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=16 ) تبعثون ( إذا متم ) ، وهذا الخبر المحذوف هو العامل في ( إذا ) ، وذهب
الفراء والجرمي nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد إلى أن ( إنكم ) الثانية كررت للتأكيد لما طال الكلام حسن التكرار ، وعلى هذا يكون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35مخرجون ) خبر ( إنكم ) الأولى ، والعامل في ( إذا ) هو هذا الخبر ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد يأبى البدل لكونه من غير مستقبل إذ لم يذكر خبر إن الأولى . وذهب
الأخفش إلى أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم مخرجون ) مقدر بمصدر مرفوع بفعل محذوف تقديره : يحدث إخراجكم ، فعلى هذا التقدير يجوز أن تكون الجملة الشرطية خبرا لأنكم ، ويكون جواب : ( إذا ) ذلك الفعل المحذوف ، ويجوز أن يكون ذلك الفعل المحذوف هو خبر ( إنكم ) ويكون عاملا في ( إذا ) .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قول
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد بادئا به فقال : ثنى ( إنكم ) للتوكيد ، وحسن ذلك الفصل ما بين الأول والثاني بالظرف ، و ( مخرجون ) خبر عن الأول ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم مخرجون ) مبتدأ ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إذا متم ) خبرا على معنى إخراجكم إذا متم ، ثم أخبر بالجملة عن ( أنكم ) ، انتهى . وهذا تخريج سهل لا تكلف فيه . قال : أو رفع (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم مخرجون ) بفعل ، هو جزاء الشرط كأنه قيل : ( إذا متم ) وقع إخراجكم . انتهى . وهذا قول
الأخفش إلا أنه حتم أن تكون الجملة الشرطية خبرا عن : ( أنكم ) ، ونحن جوزنا في قول
الأخفش هذا الوجه ، وأن يكون خبر ( أنكم ) ذلك الفعل المحذوف وهو العامل في : ( إذا ) ، وفى قراءة
عبد الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إذا متم ) بإسقاط ( أنكم ) الأولى .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات ) بفتح التاءين ، وهي لغة الحجاز . وقرأ
هارون عن
أبي عمرو بفتحهما منونتين ، ونسبها
ابن عطية ل
خالد بن إلياس . وقرأ
أبو حيوة بضمهما من غير تنوين ، وعنه عن الأحمر بالضم والتنوين وافقه
أأبو السماك في الأول وخالفه في الثاني . وقرأ أبو جعفر وشيبة بكسرهما من غير تنوين ، وروي هذا عن
عيسى وهي في
تميم و
أسد وعنه أيضا ، وعن
خالد بن إلياس بكسرهما
[ ص: 405 ] والتنوين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15787خارجة بن مصعب عن
أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وعيسى أيضا بإسكانهما ، وهذه الكلمة تلاعبت بها العرب تلاعبا كبيرا بالحذف والإبدال والتنوين وغيره ، وقد ذكرنا في التكميل لشرح التسهيل ما ينيف على أربعين لغة ، فالذي أختاره أنها إذا نونت وكسرت أو كسرت ولم تنون لا تكون جمعا لهيهات ، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنها جمع لهيهات ، وكان حقها عنده أن تكون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات ) إلا أن ضعفها لم يقتض إظهار الياء ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : هي مثل بيضات يعني في أنها جمع ، فظن بعض النحاة أنه أراد في اتفاق المفرد ، فقال : واحد هيهات هيهة ، وتحرير هذا كله مذكور في علم النحو ، ولا تستعمل هذه الكلمة غالبا إلا مكررة ، وجاءت غير مكررة في قول
جرير :
وهيهات خل بالعقيق نواصله
وقول
رؤبة :
هيهات من منخرق هيهاؤه
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات ) اسم فعل لا يتعدى برفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا ، وهنا جاء التركيب (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28994هيهات هيهات لما توعدون ) لم يظهر الفاعل فوجب أن يعتقد إضمار تقديره هو أي إخراجكم ، وجاءت اللام للبيان أي أعني لما توعدون كهي بعد سقيا لك ، فتتعلق بمحذوف ، وبنيت المستبعد ما هو بعد اسم الفعل الدال على البعد ، كما جاءت في : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هيت لك ) لبيان المهيت به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : البعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) أو بعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) ، وينبغي أن يجعل كلامه تفسير معنى لا تفسير إعراب ; لأنه لم تثبت مصدرية (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات ) ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فمن نونه نزله منزلة المصدر ليس بواضح ; لأنهم قد نونوا أسماء الأفعال ، ولا نقول إنها إذا نونت تنزلت منزلة المصدر . وقال
ابن عطية : طورا تلي الفاعل دون لام تقول هيهات مجيء زيد أي بعد ، وأحيانا يكون الفاعل محذوفا ، وذلك عند اللام كهذه الآية التقدير بعد الوجود (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) ، انتهى . وهذا ليس بجيد ; لأن فيه حذف الفاعل ، وفيه أنه مصدر حذف وأبقي معموله ولا يجيز البصريون شيئا من هذا . وقال
ابن عطية أيضا في قراءة من ضم ونون أنه اسم معرب مستقل ، وخبره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) أي البعد لوعدكم ، كما تقول : النجح لسعيك . وقال صاحب اللوامح : فأما من قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات ) فرفع ونون احتمل أن يكونا اسمين متمكنين مرتفعين بالابتداء ، وما بعدهما خبرهما من حروف الجر ، بمعنى البعد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) والتكرار للتأكيد ، ويجوز أن يكونا اسمين للفعل والضم للبناء مثل حوب في زجر الإبل لكنه نون لكونه نكرة ، انتهى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات ) ( ما توعدون ) بغير لام وتكون ما فاعلة بهيهات . وهي قراءة واضحة .
وقالوا ( إن هي ) هذا الضمير يفسره سياق الكلام ; لأنهم قبل أنكروا المعاد فقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم ) الآية ، فاستفهموا استفهام استبعاد وتوقيف واستهزاء ، فتضمن أن لا حياة إلا حياتهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هذا ضمير لا يعلم ما يعنى به إلا بما يتلوه من بيانه ، وأصله إن الحياة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إلا حياتنا ) الدنيا ، ثم وضع : ( هي ) موضع الحياة ; لأن الخبر يدل عليها ويبينها ، ومنه هي النفس تتحمل ما حملت وهي العرب تقول ما شاءت ، والمعنى : لا حياة إلا هذه الحياة الدنيا ; لأن ( إن ) الثانية دخلت على ( هي ) التي هي في معنى الحياة الدالة على الجنس فنفتها فوازنت لا التي نفت ما بعدها نفي الجنس .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نموت ونحيا ) أي يموت بعض ويولد بعض ينقرض قرن ويأتي قرن ، انتهى ، ثم أكدوا ما حصروه من أن لا حياة إلا حياتهم وجزموا بانتفاء بعثهم من قبورهم للجزاء وهذا هو كفر الدهرية ، ثم نسبوه إلى افتراء الكذب على الله في أنه نبأه وأرسله إلينا وأخبره أنا نبعث . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38وما نحن له بمؤمنين ) أي بمصدقين ، ولما أيس من إيمانهم ورأى إصرارهم على الكفر دعا عليهم وطلب عقوبتهم على تكذيبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قال عما قليل ) أي عن زمن قليل ، و ( ما ) توكيد للقلة و ( قليل ) صفة لزمن محذوف وفي معناه قريب . قيل : أي بعد الموت تصيرون نادمين . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ) أي وقت نزول العذاب في الدنيا ظهور علاماته والندامة على ترك قبول ما جاءهم به رسولهم حيث لا ينفع
[ ص: 406 ] الرجوع ، واللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40ليصبحن ) لام القسم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ) متعلق بما بعد اللام إما بيصبحن وإما بنادمين ، وجاز ذلك لأنه جار ومجرور ويتسامح في المجرورات والظروف ما لا يتسامح في غيرها ; ألا ترى أنه لو كان مفعولا به لم يجز تقديمه لو قلت : لأضربن زيدا لم يجز زيدا لأضربن ، وهذا الذي قررناه من أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ) يتعلق بما بعد لام القسم هو قول بعض أصحابنا ، وجمهورهم على أن لام القسم لا يتقدم شيء من معمولات ما بعدها عليها ، سواء كان ظرفا أو مجرورا أو غيرهما ، فعلى قول هو لا يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ) يتعلق بمحذوف يدل عليه ما قبله تقديره (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ) تنصر ; لأن قبله قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39رب انصرني ) . وذهب
الفراء وأبو عبيدة إلى جواز تقديم معمول ما بعد هذه اللام عليها مطلقا . وفي اللوامح عن بعضهم لتصبحن بتاء على المخاطبة ، فلو ذهب ذاهب إلى أن يصير القول من الرسول إلى الكفار بعدما أجيب دعاؤه لكان جائزا - والله أعلم - انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : صيحة
جبريل - عليه السلام - صاح عليهم فدمرهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41بالحق ) بالوجوب ; لأنهم قد استوجبوا الهلاك أو بالعدل من الله من قولك : فلان يقضي بالحق إذا كان عادلا في قضاياه شبههم بالغثاء في دمارهم ، وهو حميل السيل مما بلي واسود من الورق والعيدان ، انتهى . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41الصيحة ) الرجفة . وقيل : هي نفس العذاب والموت . وقيل : العذاب المصطلم . قال الشاعر :
صاح الزمان بآل زيد صيحة خروا لشنتها على الأذقان
وقال
المفضل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41بالحق ) بما لا مدفع له كقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وجاءت سكرة الموت بالحق " . وانتصب بعدا بفعل متروك إظهاره أي بعدوا بعدا . أي هلكوا ، يقال بعد بعدا وبعدا نحو رشد رشدا ورشدا . وقال
الحوفي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41للقوم ) متعلق ببعدا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41للقوم الظالمين ) بيان لمن دعي عليه بالبعد نحو (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هيت لك ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لما توعدون ) ، انتهى ، فلا تتعلق ببعدا بل بمحذوف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .
ذِكْرُ هَذِهِ الْقِصَّةِ عَقِيبَ قِصَّةِ
نُوحٍ ، يُظْهِرُ أَنَّ هَؤُلَاءِ هُمْ قَوْمُ
هُودٍ وَالرَّسُولُ هُوَ
هُودٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ
أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيُّ : هُمْ
ثَمُودُ ، وَالرَّسُولُ
صَالِحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - هَلَكُوا بِالصَّيْحَةِ . وَفِي آخِرِ الْقِصَّةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ) ، وَلَمْ يَأْتِ أَنَّ قَوْمَ
هُودٍ هَلَكُوا بِالصَّيْحَةِ ، وَقِصَّةُ قَوْمِ
هُودٍ جَاءَتْ فِي الْأَعْرَافِ ، وَفِي هُودٍ ، وَفِي الشُّعَرَاءِ ، بِإِثْرِ قِصَّةِ قَوْمِ
نُوحٍ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ) ، وَالْأَصْلُ فِي أَرْسَلَ أَنْ يَتَعَدَّى بِإِلَى كَإِخْوَانِهِ وَجَّهَ وَأَنْفَذَ وَبَعَثَ وَهُنَا عُدِّيَ بِفِي ، جُعِلَتِ الْأُمَّةُ مَوْضِعًا لِلْإِرْسَالِ كَمَا قَالَ
رُؤْبَةُ :
أَرْسَلْتَ فِيهَا مُصْعَبًا ذَا إِقْحَامِ
وَجَاءَ بَعَثَ كَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ) ، وَ ( أَنْ ) فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُفَسِّرَةً وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، وَجَاءَ هُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ ) بِالْوَاوِ . وَفِي الْأَعْرَافِ وَسُورَةِ
هُودٍ فِي قَصَّتِهِ بِغَيْرِ وَاوٍ قَصَدَ فِي الْوَاوِ الْعَطْفَ عَلَى مَا قَالَهُ ، أَيِ اجْتَمَعَ قَوْلُهُ الَّذِي هُوَ حَقٌّ وَقَوْلُهُمُ الَّذِي هُوَ بَاطِلٌ كَأَنَّهُ إِخْبَارٌ بِتَبَايُنِ الْحَالَيْنِ وَالَّتِي بِغَيْرِ وَاوٍ قَصَدَ بِهِ الِاسْتِئْنَافَ ، وَكَأَنَّهُ جَوَابٌ لِسُؤَالٍ مُقَدَّرٍ ، أَيْ فَمَا كَانَ قَوْلُهُمْ لَهُ قَالَ قَالُوا كَيْتَ وَكَيْتَ . ( بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ ) أَيْ بِلِقَاءِ الْجَزَاءِ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ فِيهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَأَتْرَفْنَاهُمْ ) أَيْ بَسَطْنَا لَهُمُ الْآمَالَ وَالْأَرْزَاقَ وَنَعَّمْنَاهُمْ ، وَاحْتَمَلَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ أَنْ تَكُونَ مَعْطُوفَةً عَلَى صِلَةِ الَّذِينَ ، وَكَانَ الْعَطْفُ مُشْعِرًا بِغَلَبَةِ التَّكْذِيبِ وَالْكُفْرِ ، أَيِ الْحَامِلُ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ كَوْنُنَا نَعَّمْنَاهُمْ وَأَحْسَنَّا إِلَيْهِمْ ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَأَنْ يُقَابِلُوا نِعْمَتَنَا بِالْإِيمَانِ وَتَصْدِيقِ مَنْ أَرْسَلْتُهُ إِلَيْهِمْ ، وَأَنْ تَكُونَ جُمْلَةً حَالِيَّةً ، أَيْ وَقَدْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَأَتْرَفْنَاهُمْ ) أَيْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَكَذَّبُوا ) فِي هَذِهِ الْحَالِ ، وَيَئُولُ هَذَا الْمَعْنَى إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ ، أَيْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَكَذَّبُوا ) فِي حَالِ الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكْفُرُوا وَأَنْ يَشْكُرُوا النِّعْمَةَ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ لِرُسُلِي .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ ) تَحْقِيقٌ لِلْبَشَرِيَّةِ وَحُكْمٌ بِالتَّسَاوِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، وَأَنْ لَا
[ ص: 404 ] مَزِيَّةَ لَهُ عَلَيْهِمْ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَا مَوْصُولَةٌ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَشْرَبُونَ ) ، وَأَنَّ الْعَائِدَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَشْرَبُونَ ) مِنْهُ ، لِوُجُودِ شَرَائِطِ الْحَذْفِ ، وَهُوَ اتِّحَادُ الْمُتَعَلِّقِ وَالْمُتَعَلَّقِ كَقَوْلِهِ : مَرَرْتُ بِالَّذِي مَرَرْتَ ، وَحَسَّنَ هَذَا الْحَذْفَ وَرَجَّحَهُ كَوْنُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33تَشْرَبُونَ ) فَاصِلَةً ; وَلِدَلَالَةِ مِنْهُ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ ) وَفِي التَّحْرِيرِ ، وَزَعَمَ
الْفَرَّاءُ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) عَلَى حَذْفٍ أَيْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَشْرَبُونَ ) مِنْهُ ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَلَا يُحْتَاجُ إِلَى حَذْفٍ أَلْبَتَّةَ ; لِأَنَّ مَا إِذَا كَانَتْ مَصْدَرًا لَمْ تَحْتَجْ إِلَى عَائِدٍ ، فَإِنْ جَعَلْتَهَا بِمَعْنَى الَّذِي حَذَفْتَ الْمَفْعُولَ وَلَمْ تَحْتَجْ إِلَى إِضْمَارِ مِنْ . انْتَهَى . يَعْنِي أَنَّهُ يَصِيرُ التَّقْدِيرُ مِمَّا تَشْرَبُونَهُ ، فَيَكُونُ الْمَحْذُوفُ ضَمِيرًا مُتَّصِلًا وَشُرُوطُ جَوَازِ الْحَذْفِ فِيهِ مَوْجُودَةٌ ، وَهَذَا تَخْرِيجٌ عَلَى قَاعِدَةِ الْبَصْرِيِّينَ إِلَّا أَنَّهُ يُفَوِّتُ فَصَاحَةَ مُعَادَلَةِ التَّرْكِيبِ ; أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ ) فَعَدَّاهُ بِمِنِ التَّبْعِيضِيَّةِ ، فَالْمُعَادَلَةُ تَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَشْرَبُونَ ) مِنْهُ ، فَلَوْ كَانَ التَّرْكِيبُ مِمَّا تَأْكُلُونَهُ لَكَانَ تَقْدِيرُ تَشْرَبُونَهُ هُوَ الرَّاجِحَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : حُذِفَ الضَّمِيرُ ، وَالْمَعْنَى مِنْ مَشْرُوبِكُمْ ، أَوْ حُذِفَ مِنْهُ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ ، انْتَهَى . فَقَوْلُهُ حُذِفَ الضَّمِيرُ مَعْنَاهُ مِمَّا تَشْرَبُونَهُ ، وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : مَشْرُوبُكُمْ ; لِأَنَّ الَّذِي تَشْرَبُونَهُ هُوَ مَشْرُوبُكُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( إِذَا ) وَاقِعٌ فِي جَزَاءِ الشَّرْطِ وَجَوَابٌ لِلَّذِينِ قَاوَلُوهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ ، أَيْ تَخْسَرُونَ عُقُولَكُمْ وَتُغْبَنُونَ فِي آبَائِكُمْ . انْتَهَى . وَلَيْسَ ( إِذَا ) وَاقِعًا فِي جَزَاءِ الشَّرْطِ بَلْ وَاقِعٌ بَيْنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ ) وَالْخَبَرِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ ) وَالْخَبَرُ لَيْسَ جَزَاءً لِلشَّرْطِ بَلْ ذَلِكَ جُمْلَةُ جَوَابِ الْقَسَمِ الْمَحْذُوفِ قَبْلَ إِنَّ الْمُوَطِّئَةِ ، وَلَوْ كَانَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ ) وَالْخَبَرُ جَوَابًا لِلشَّرْطِ لَلَزِمَتِ الْفَاءُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ ) ، بَلْ لَوْ كَانَ بِالْفَاءِ فِي تَرْكِيبٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ التَّرْكِيبُ جَائِزًا إِلَّا عِنْدَ
الْفَرَّاءِ ، وَالْبَصْرِيُّونَ لَا يُجِيزُونَهُ ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ خَطَأٌ . وَاخْتَلَفَ الْمُعْرِبُونَ فِي تَخْرِيجِ ( إِنَّكُمْ ) الثَّانِيَةِ ، وَالْمَنْقُولُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنْ ( إِنَّكُمْ ) بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى ، وَفِيهَا مَعْنَى التَّأْكِيدِ ، وَخَبَرُ ( إِنَّكُمْ ) الْأُولَى مَحْذُوفٌ ; لِدَلَالَةِ خَبَرِ الثَّانِيَةِ عَلَيْهِ تَقْدِيرُهُ ( إِنَّكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=16 ) تُبْعَثُونَ ( إِذَا مِتُّمْ ) ، وَهَذَا الْخَبَرُ الْمَحْذُوفُ هُوَ الْعَامِلُ فِي ( إِذَا ) ، وَذَهَبَ
الْفَرَّاءُ وَالْجَرْمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ إِلَى أَنَّ ( إِنَّكُمْ ) الثَّانِيَةَ كُرِّرَتْ لِلتَّأْكِيدِ لَمَّا طَالَ الْكَلَامُ حَسُنَ التَّكْرَارُ ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35مُخْرَجُونَ ) خَبَرَ ( إِنَّكُمْ ) الْأُولَى ، وَالْعَامِلُ فِي ( إِذَا ) هُوَ هَذَا الْخَبَرُ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ يَأْبَى الْبَدَلَ لِكَوْنِهِ مِنْ غَيْرِ مُسْتَقْبَلٍ إِذْ لَمْ يُذْكَرْ خَبَرُ إِنَّ الْأُولَى . وَذَهَبَ
الْأَخْفَشُ إِلَى أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) مُقَدَّرٌ بِمَصْدَرٍ مَرْفُوعٍ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : يَحْدُثُ إِخْرَاجُكُمْ ، فَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ خَبَرًا لِأَنَّكُمْ ، وَيَكُونُ جَوَابُ : ( إِذَا ) ذَلِكَ الْفِعْلَ الْمَحْذُوفَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْفِعْلُ الْمَحْذُوفُ هُوَ خَبَرَ ( إِنَّكُمْ ) وَيَكُونَ عَامِلًا فِي ( إِذَا ) .
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ بَادِئًا بِهِ فَقَالَ : ثَنَّى ( إِنَّكُمْ ) لِلتَّوْكِيدِ ، وَحَسُنَ ذَلِكَ الْفَصْلُ مَا بَيْنَ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي بِالظَّرْفِ ، وَ ( مُخْرَجُونَ ) خَبَرٌ عَنِ الْأَوَّلِ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ جَعَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) مُبْتَدَأً ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إِذَا مِتُّمْ ) خَبَرًا عَلَى مَعْنَى إِخْرَاجِكُمْ إِذَا مِتُّمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِالْجُمْلَةِ عَنْ ( أَنَّكُمْ ) ، انْتَهَى . وَهَذَا تَخْرِيجٌ سَهْلٌ لَا تَكَلُّفَ فِيهِ . قَالَ : أَوْ رَفَعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) بِفِعْلٍ ، هُوَ جَزَاءُ الشَّرْطِ كَأَنَّهُ قِيلَ : ( إِذَا مِتُّمْ ) وَقَعَ إِخْرَاجُكُمْ . انْتَهَى . وَهَذَا قَوْلُ
الْأَخْفَشِ إِلَّا أَنَّهُ حَتَّمَ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ خَبَرًا عَنْ : ( أَنَّكُمْ ) ، وَنَحْنُ جَوَّزْنَا فِي قَوْلِ
الْأَخْفَشِ هَذَا الْوَجْهَ ، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرُ ( أَنَّكُمْ ) ذَلِكَ الْفِعْلَ الْمَحْذُوفَ وَهُوَ الْعَامِلُ فِي : ( إِذَا ) ، وَفَى قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إِذَا مِتُّمْ ) بِإِسْقَاطِ ( أَنَّكُمْ ) الْأُولَى .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) بِفَتْحِ التَّاءَيْنِ ، وَهِيَ لُغَةُ الْحِجَازِ . وَقَرَأَ
هَارُونُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو بِفَتْحِهِمَا مُنَوَّنَتَيْنِ ، وَنَسَبَهَا
ابْنُ عَطِيَّةَ لِ
خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ بِضَمِّهِمَا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَعَنْهُ عَنِ الْأَحْمَرِ بِالضَّمِّ وَالتَّنْوِينِ وَافَقَهُ
أَأَبُو السِّمَاكِ فِي الْأَوَّلِ وَخَالَفَهُ فِي الثَّانِي . وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ بِكَسْرِهِمَا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَرُوِيَ هَذَا عَنْ
عِيسَى وَهِيَ فِي
تَمِيمٍ وَ
أَسَدٍ وَعَنْهُ أَيْضًا ، وَعَنْ
خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ بِكَسْرِهِمَا
[ ص: 405 ] وَالتَّنْوِينِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15787خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجِ وَعِيسَى أَيْضًا بِإِسْكَانِهِمَا ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تَلَاعَبَتْ بِهَا الْعَرَبُ تَلَاعُبًا كَبِيرًا بِالْحَذْفِ وَالْإِبْدَالِ وَالتَّنْوِينِ وَغَيْرِهِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي التَّكْمِيلِ لِشَرْحِ التَّسْهِيلِ مَا يُنَيِّفُ عَلَى أَرْبَعِينَ لُغَةً ، فَالَّذِي أَخْتَارُهُ أَنَّهَا إِذَا نُوِّنَتْ وَكُسِرَتْ أَوْ كُسِرَتْ وَلَمْ تُنَوَّنْ لَا تَكُونُ جَمْعًا لِهَيْهَاتٍ ، وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّهَا جَمْعٌ لِهَيْهَاتٍ ، وَكَانَ حَقُّهَا عِنْدَهُ أَنْ تَكُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ ) إِلَّا أَنَّ ضَعْفَهَا لَمْ يَقْتَضِ إِظْهَارَ الْيَاءِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : هِيَ مِثْلُ بَيْضَاتٍ يَعْنِي فِي أَنَّهَا جَمْعٌ ، فَظَنَّ بَعْضُ النُّحَاةِ أَنَّهُ أَرَادَ فِي اتِّفَاقِ الْمُفْرَدِ ، فَقَالَ : وَاحِدُ هَيْهَاتَ هَيْهَةٌ ، وَتَحْرِيرُ هَذَا كُلِّهِ مَذْكُورٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ ، وَلَا تُسْتَعْمَلُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ غَالِبًا إِلَّا مُكَرَّرَةً ، وَجَاءَتْ غَيْرَ مُكَرَّرَةٍ فِي قَوْلِ
جَرِيرٍ :
وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُوَاصِلُهْ
وَقَوْلِ
رُؤْبَةَ :
هَيْهَاتَ مِنْ مُنْخَرِقٍ هَيْهَاؤُهُ
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ ) اسْمُ فِعْلٍ لَا يَتَعَدَّى بِرَفْعِ الْفَاعِلِ ظَاهِرًا أَوْ مُضْمَرًا ، وَهُنَا جَاءَ التَّرْكِيبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28994هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) لَمْ يَظْهَرِ الْفَاعِلُ فَوَجَبَ أَنْ يُعْتَقَدَ إِضْمَارٌ تَقْدِيرُهُ هُوَ أَيْ إِخْرَاجُكُمْ ، وَجَاءَتِ اللَّامُ لِلْبَيَانِ أَيْ أَعْنِي لِمَا تُوعَدُونَ كَهِيَ بَعْدَ سُقْيًا لَكَ ، فَتَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ، وَبَنَيْتُ الْمُسْتَبْعَدَ مَا هُوَ بَعْدَ اسْمِ الْفِعْلِ الدَّالِّ عَلَى الْبُعْدِ ، كَمَا جَاءَتْ فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هَيْتَ لَكَ ) لِبَيَانِ الْمُهَيَّتِ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْبُعْدُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) أَوْ بُعْدٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ كَلَامُهُ تَفْسِيرَ مَعْنًى لَا تَفْسِيرَ إِعْرَابٍ ; لِأَنَّهُ لَمْ تَثْبُتْ مَصْدَرِيَّةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ ) ، وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : فَمَنْ نَوَّنَهُ نَزَّلَهُ مَنْزِلَةَ الْمَصْدَرِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ ; لِأَنَّهُمْ قَدْ نَوَّنُوا أَسْمَاءَ الْأَفْعَالِ ، وَلَا نَقُولُ إِنَّهَا إِذَا نُوِّنَتْ تَنَزَّلَتْ مَنْزِلَةَ الْمَصْدَرِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : طَوْرًا تَلِي الْفَاعِلَ دُونَ لَامٍ تَقُولُ هَيْهَاتَ مَجِيءُ زَيْدٍ أَيْ بَعُدَ ، وَأَحْيَانًا يَكُونُ الْفَاعِلُ مَحْذُوفًا ، وَذَلِكَ عِنْدَ اللَّامِ كَهَذِهِ الْآيَةِ التَّقْدِيرُ بَعْدَ الْوُجُودِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) ، انْتَهَى . وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ ; لِأَنَّ فِيهِ حَذْفَ الْفَاعِلِ ، وَفِيهِ أَنَّهُ مَصْدَرٌ حُذِفَ وَأُبْقِيَ مَعْمُولُهُ وَلَا يُجِيزُ الْبَصْرِيُّونَ شَيْئًا مِنْ هَذَا . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ أَيْضًا فِي قِرَاءَةِ مَنْ ضَمَّ وَنَوَّنَ أَنَّهُ اسْمٌ مُعْرَبٌ مُسْتَقِلٌّ ، وَخَبَرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) أَيِ الْبُعْدُ لِوَعْدِكُمْ ، كَمَا تَقُولُ : النَّجْحُ لِسَعْيِكَ . وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : فَأَمَّا مَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ ) فَرَفَعَ وَنَوَّنَ احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَا اسْمَيْنِ مُتَمَكِّنَيْنِ مُرْتَفِعَيْنِ بِالِابْتِدَاءِ ، وَمَا بَعْدَهُمَا خَبَرَهُمَا مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ ، بِمَعْنَى الْبُعْدِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) وَالتَّكْرَارُ لِلتَّأْكِيدِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا اسْمَيْنِ لِلْفِعْلِ وَالضَّمُّ لِلْبِنَاءِ مِثْلُ حَوْبُ فِي زَجْرِ الْإِبِلِ لَكِنَّهُ نُوِّنَ لِكَوْنِهِ نَكِرَةً ، انْتَهَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) ( مَا تُوعَدُونَ ) بِغَيْرِ لَامٍ وَتَكُونُ مَا فَاعِلَةً بِهَيْهَاتَ . وَهِيَ قِرَاءَةٌ وَاضِحَةٌ .
وَقَالُوا ( إِنْ هِيَ ) هَذَا الضَّمِيرُ يُفَسِّرُهُ سِيَاقُ الْكَلَامِ ; لِأَنَّهُمْ قَبْلُ أَنْكَرُوا الْمَعَادَ فَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ ) الْآيَةَ ، فَاسْتَفْهَمُوا اسْتِفْهَامَ اسْتِبْعَادٍ وَتَوْقِيفٍ وَاسْتِهْزَاءٍ ، فَتَضَمَّنَ أَنْ لَا حَيَاةَ إِلَّا حَيَاتُهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هَذَا ضَمِيرٌ لَا يُعْلَمُ مَا يُعْنَى بِهِ إِلَّا بِمَا يَتْلُوهُ مِنْ بَيَانِهِ ، وَأَصْلُهُ إِنِ الْحَيَاةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِلَّا حَيَاتُنَا ) الدُّنْيَا ، ثُمَّ وَضَعَ : ( هِيَ ) مَوْضِعَ الْحَيَاةِ ; لِأَنَّ الْخَبَرَ يَدُلُّ عَلَيْهَا وَيُبَيِّنُهَا ، وَمِنْهُ هِيَ النَّفْسُ تَتَحَمَّلُ مَا حُمِّلَتْ وَهِيَ الْعَرَبُ تَقُولُ مَا شَاءَتْ ، وَالْمَعْنَى : لَا حَيَاةَ إِلَّا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ; لِأَنَّ ( إِنْ ) الثَّانِيَةَ دَخَلَتْ عَلَى ( هِيَ ) الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَى الْحَيَاةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْجِنْسِ فَنَفَتْهَا فَوَازَنَتْ لَا الَّتِي نَفَتْ مَا بَعْدَهَا نَفْيَ الْجِنْسِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نَمُوتُ وَنَحْيَا ) أَيْ يَمُوتُ بَعْضٌ وَيُولَدُ بَعْضٌ يَنْقَرِضُ قَرْنٌ وَيَأْتِي قَرْنٌ ، انْتَهَى ، ثُمَّ أَكَّدُوا مَا حَصَرُوهُ مِنْ أَنْ لَا حَيَاةَ إِلَّا حَيَاتُهُمْ وَجَزَمُوا بِانْتِفَاءِ بَعْثِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ لِلْجَزَاءِ وَهَذَا هُوَ كُفْرُ الدَّهْرِيَّةِ ، ثُمَّ نَسَبُوهُ إِلَى افْتِرَاءِ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ فِي أَنَّهُ نَبَّأَهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَيْنَا وَأَخْبَرَهُ أَنَّا نُبْعَثُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ) أَيْ بِمُصَدِّقِينَ ، وَلَمَّا أَيِسَ مِنْ إِيمَانِهِمْ وَرَأَى إِصْرَارَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ دَعَا عَلَيْهِمْ وَطَلَبَ عُقُوبَتَهُمْ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ ) أَيْ عَنْ زَمَنٍ قَلِيلٍ ، وَ ( مَا ) تَوْكِيدٌ لِلْقِلَّةِ وَ ( قَلِيلٍ ) صِفَةٌ لِزَمَنٍ مَحْذُوفٍ وَفِي مَعْنَاهُ قَرِيبٌ . قِيلَ : أَيْ بَعْدَ الْمَوْتِ تَصِيرُونَ نَادِمِينَ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ ) أَيْ وَقْتُ نُزُولِ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا ظُهُورُ عَلَامَاتِهِ وَالنَّدَامَةِ عَلَى تَرْكِ قَبُولِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ رَسُولُهُمْ حَيْثُ لَا يَنْفَعُ
[ ص: 406 ] الرُّجُوعُ ، وَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40لَيُصْبِحُنَّ ) لَامُ الْقَسَمِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ ) مُتَعَلِّقٌ بِمَا بَعْدَ اللَّامِ إِمَّا بِيُصْبِحُنَّ وَإِمَّا بِنَادِمِينَ ، وَجَازَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ جَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَيُتَسَامَحُ فِي الْمَجْرُورَاتِ وَالظُّرُوفِ مَا لَا يُتَسَامَحُ فِي غَيْرِهَا ; أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَفْعُولًا بِهِ لَمْ يَجُزْ تَقْدِيمُهُ لَوْ قُلْتَ : لَأَضْرِبَنَّ زَيْدًا لَمْ يَجُزْ زَيْدًا لَأَضْرِبَنَّ ، وَهَذَا الَّذِي قَرَّرْنَاهُ مِنْ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ ) يَتَعَلَّقُ بِمَا بَعْدَ لَامِ الْقَسَمِ هُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، وَجُمْهُورُهُمْ عَلَى أَنَّ لَامَ الْقَسَمِ لَا يَتَقَدَّمُ شَيْءٌ مِنْ مَعْمُولَاتِ مَا بَعْدَهَا عَلَيْهَا ، سَوَاءٌ كَانَ ظَرْفًا أَوْ مَجْرُورًا أَوْ غَيْرَهُمَا ، فَعَلَى قَوْلِ هُوَ لَا يَكُونُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ ) يَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ تَقْدِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ ) تُنْصَرُ ; لِأَنَّ قَبْلَهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39رَبِّ انْصُرْنِي ) . وَذَهَبُ
الْفَرَّاءُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ مَعْمُولِ مَا بَعْدَ هَذِهِ اللَّامِ عَلَيْهَا مُطْلَقًا . وَفِي اللَّوَامِحِ عَنْ بَعْضِهِمْ لَتُصْبِحُنَّ بِتَاءٍ عَلَى الْمُخَاطَبَةِ ، فَلَوْ ذَهَبَ ذَاهِبٌ إِلَى أَنْ يَصِيرَ الْقَوْلُ مِنَ الرَّسُولِ إِلَى الْكُفَّارِ بَعْدَمَا أُجِيبَ دُعَاؤُهُ لَكَانَ جَائِزًا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : صَيْحَةُ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - صَاحَ عَلَيْهِمْ فَدَمَّرَهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41بِالْحَقِّ ) بِالْوُجُوبِ ; لِأَنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْهَلَاكَ أَوْ بِالْعَدْلِ مِنَ اللَّهِ مِنْ قَوْلِكَ : فُلَانٌ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِذَا كَانَ عَادِلًا فِي قَضَايَاهُ شَبَّهَهُمْ بِالْغُثَاءِ فِي دَمَارِهِمْ ، وَهُوَ حَمِيلُ السَّيْلِ مِمَّا بَلِيَ وَاسْوَدَّ مِنَ الْوَرَقِ وَالْعِيدَانِ ، انْتَهَى . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41الصَّيْحَةُ ) الرَّجْفَةُ . وَقِيلَ : هِيَ نَفْسُ الْعَذَابِ وَالْمَوْتِ . وَقِيلَ : الْعَذَابُ الْمُصْطَلِمُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
صَاحَ الزَّمَانُ بِآلِ زَيْدٍ صَيْحَةً خَرُّوا لِشَنَّتِهَا عَلَى الْأَذْقَانِ
وَقَالَ
الْمُفَضَّلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41بِالْحَقِّ ) بِمَا لَا مَدْفَعَ لَهُ كَقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ " . وَانْتَصَبَ بُعْدًا بِفِعْلٍ مَتْرُوكٍ إِظْهَارُهُ أَيْ بَعُدُوا بُعْدًا . أَيْ هَلَكُوا ، يُقَالُ بَعِدَ بُعْدًا وَبَعَدًا نَحْوَ رَشِدَ رُشْدًا وَرَشَدًا . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41لِلْقَوْمِ ) مُتَعَلِّقٌ بِبُعْدًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) بَيَانٌ لِمَنْ دُعِيَ عَلَيْهِ بِالْبُعْدِ نَحْوُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هَيْتَ لَكَ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36لِمَا تُوعَدُونَ ) ، انْتَهَى ، فَلَا تَتَعَلَّقُ بِبُعْدًا بَلْ بِمَحْذُوفٍ .