[ ص: 436 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم ) .
سبب نزول هذه الآيات مشهور مذكور في الصحيح ، والإفك : الكذب والافتراء . وقيل : هوالبهتان لا تشعر به حتى يفجأك . والعصبة : الجماعة وقد تقدم الكلام عليها في سورة
يوسف - عليه السلام - . ( منكم ) أي من أهل ملتكم وممن ينتمي إلى الإسلام ، ومنهم منافق ومنهم مسلم ، والظاهر أن خبر : ( إن ) هو (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11عصبة منكم ) ، و ( منكم ) في موضع الصفة ، وقاله
الحوفي وأبو البقاء . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه ) : مستأنف . وقال
ابن عطية ( عصبة ) رفع على البدل من الضمير في ( جاءوا ) ، وخبر ( إن ) في قوله : و (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه ) ، التقدير ( إن فعل الذين ) وهذا أنسق في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون ( عصبة ) خبر ( إن ) ، انتهى . والعصبة :
عبد الله بن أبي رأس النفاق ،
وزيد بن رفاعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=144وحسان بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=7927ومسطح بن أثاثة ،
وحمنة بنت جحش ، ومن ساعدهم ممن لم يرد ذكر اسمه ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه ) خطاب لمن ساءه ذلك من المؤمنين وخصوصا أصحاب القصة ، والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه ) ، الظاهر أنه عائد على الإفك ، وعلى إعراب
ابن عطية . يعول على ذلك المحذوف الذي قدره اسم ( إن ) . قيل : ويجوز أن يعود على القذف وعلى المصدر المفهوم من ( جاءوا ) ، وعلى ما نال المسلمين من الغم ، والمعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه ) ينزل بكم منه عار (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11بل هو خير لكم ) لبراءة الساحة وثواب الصبر على ذلك الأذى وانكشاف كذب القاذفين .
وقيل : الخطاب بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11 " تحسبوه " للقاذفين وكينونة ذلك خيرا لهم حيث كان هذا الذكر عقوبة معجلة كالكفارة ، وحيث تاب بعضهم . وهذا القول ضعيف لقوله بعد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم ) أي جزاء ما اكتسب ، وذلك بقدر ما خاض فيه ; لأن بعضهم ضحك وبعضهم سكت وبعضهم تكلم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11اكتسب ) مستعمل في المآثم ونحوها ; لأنها تدل على اعتمال وقصد ، فهو أبلغ في الترتيب ، وكسب مستعمل في الخير ; لأن حصوله مغن عن الدلالة على اعتمال فيه ، وقد يستعمل كسب في الوجهين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11والذي تولى كبره )
[ ص: 437 ] المشهور أنه
عبد الله بن أبي ، والعذاب العظيم عذاب يوم القيامة . وقيل : هو ما أصاب
حسان من ذهاب بصره وشل يده ، وكان ذلك من
عبد الله بن أبي ; لإمعانه في عداوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانتهازه الفرص ، وروي عنه كلام قبيح في ذلك نزهت كتابي عن ذكره وقلمي عن كتابته - قبحه الله - . وقيل : ( الذي تولى كبره )
حسان ، والعذاب الأليم عماه وحده وضرب
صفوان له بالسيف على رأسه ، وقال له :
توق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
ولكنني أحمي حماي وأتقي من الباهت الرامي البريء الظواهر
وأنشد
حسان أبياتا يثني فيها على أم المؤمنين ، ويظهر براءته مما نسب إليه ، وهي :
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها وطهرها من كل شين وباطل
فإن كان ما بلغت عني قلته فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي بآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس فضلها تقاصر عنها سورة المتطاول
والمشهور أنه حد
حسان ومسطح وحمنة . قيل :
وعبد الله بن أبي ، وقد ذكره بعض شعراء ذلك العصر في شعر . وقيل : لم يحد
مسطح . وقيل : لم يحد
عبد الله . وقيل : لم يحد أحد في هذه القصة ، وهذا مخالف للنص . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4فاجلدوهم ثمانين جلدة ) ، وقابل ذلك بقول : إنما يقال
nindex.php?page=treesubj&link=33473الحد بإقرار أو بينة ، ولم يتقيد بإقامته بالإخبار كما لم يتقيد بقتل المنافقين ، وقد أخبر تعالى بكفرهم .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11كبره ) بكسر الكاف . وقرأ
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة بنت عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
وأبو رجاء ،
ومجاهد ،
وأبو البرهسم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ،
ويزيد بن قطيب ،
ويعقوب ،
والزعفراني ،
وابن مقسم ،
وسورة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
ومحبوب ، عن
أبي عمرو ، بضم الكاف ، والكبر والكبر : مصدران لكبر الشيء عظم ، لكن استعمال العرب الضم ليس في السن . هذا كبر القوم أي كبيرهم سنا أو مكانة . وفي الحديث في قصة
حويصة ومحيصة : " الكبر الكبر " . وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11كبره ) بالضم ، معظمه ، وبالكسر ، البداءة بالإفك . وقيل : بالكسر ، الإثم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لولا إذ سمعتموه ) هذا تحريض على ظن الخير وزجر وأدب ، والظاهر أن الخطاب للمؤمنين حاشا من تولى كبره . قيل : ويحتمل دخولهم في الخطاب ، وفيه عتاب ، أي : كان الإنكار واجبا عليهم ، وعدل بعد الخطاب إلى الغيبة وعن الضمير إلى الظاهر ; فلم يجئ التركيب ظننتم بأنفسكم ( خيرا ) وقلتم ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات وليصرح بلفظ الإيمان ; دلالة على أن الاشتراك فيه مقتض أن لا يصدق مؤمن على أخيه قول عائب ولا طاعن ، وفيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه أن يبني الأمر فيه على ظن الخير ، وأن يقول بناء على ظنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12هذا إفك مبين ) ، هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه ، كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال ، وهذا من الأدب الحسن ، ومعنى ( بأنفسهم ) أي : كأن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات هذا الأمر على أنفسهم ، فإذا كان ذلك يبعد عليهم قضوا بأنه في حق من هو خير منهم أبعد . وقيل : معنى ( بأنفسهم ) بأمهاتهم . وقيل : بإخوانهم . وقيل : بأهل دينهم ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11ولا تلمزوا أنفسكم ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فسلموا على أنفسكم ) ، أي : لا يلمز بعضكم بعضا ، وليسلم
[ ص: 438 ] بعضكم على بعض . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء ) جعل الله فصلا بين الرمي الكاذب والرمي الصادق ثبوت أربعة شهداء وانتفاءها . فإذا لم يأتوا فهم في حكم الله وشريعته كاذبون ، وهذا توبيخ وتعنيف للذين سمعوا الإفك ولم يجدوا في دفعه وإنكاره واحتجاج عليهم بما هو ظاهر مكشوف في الشرع من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة والتنكيل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14ولولا فضل الله ) أي في الدنيا بالنعم التي منها الإمهال للتوبة ( ورحمته ) عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة . ( لمسكم ) العذاب فيما خضتم فيه من حديث الإفك يقال : أفاض في الحديث واندفع وهضب وخاض . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه ) لعامل في ( إذا ) ( لمسكم ) وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تلقونه ) بفتح الثلاث وشد القاف ، وشد التاء
البزي وأدغم ذال ( إذ ) في التاء النحويان
وحمزة أي يأخذه بعضكم من بعض ، يقال : تلقى القول وتلقنه وتلقفه والأصل تتلقونه وهي قراءة
أبي . وقرأ
ابن السميفع (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تلقونه ) بضم التاء والقاف وسكون اللام مضارع ألقى وعنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تلقونه ) بفتح التاء والقاف وسكون اللام مضارع لقي . وقرأت
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس و عيسى وابن يعمر nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف من قول العرب : ولق الرجل كذب ، حكاه أهل اللغة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده ، جاءوا بالمتعدي شاهدا على غير المتعدي ، وعندي أنه أراد يلقون فيه فحذف الحرف ووصل الفعل للضمير . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره أن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هوالإسراع بالشيء بعد الشيء كعدد في أثر عدد ، وكلام في أثر كلام ، يقال : ولق في سيره إذا أسرع قال : جاءت به عيس من
الشام يلق ، وقرأ
ابن أسلم وأبو جعفر ( تألقونه ) بفتح التاء وهمزة ساكنة بعدها لام مكسورة من الألق وهوالكذب . وقرأ
يعقوب في رواية
المازني ( تيلقونه ) بتاء مكسورة بعدها ياء ولام مفتوحة كأنه مضارع ولق بكسر اللام كما قالوا : تيجل مضارع وجلت . وقال
سفيان : سمعت أمي تقرأ إذ تثقفونه يعني مضارع ثقف قال : وكان أبوها يقرأ بحرف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . ومعنى ( بأفواهكم ) وتديرونه فيها من غير علم لأن الشيء المعلوم يكون في القلب ثم يعبر عنه اللسان ، وهذا الإفك ليس محله إلا الأفواه كما قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وتحسبونه هينا ) أي ذنبا صغيرا (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وهو عند الله ) من الكبائر وعلق مس العذاب بثلاثة آثام تلقي الإفك والتكلم به واستصغاره ثم أخذ يوبخهم على التكلم به ، وكان الواجب عليهم إذ سمعوه أن لا يفوهوا به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كيف جاز الفصل بين ( لولا ) و ( قلتم ) ؟ قلت : للظروف شأن وهو تنزلها من الأشياء منزلة نفسها لوقوعها فيها ، وأنها لا تنفك عنها فلذلك يتسع فيها ما يتسع في غيرها انتهى . وما ذكره من أدوات التحضيض يوهم أن ذلك مختص بالظرف وليس كذلك ، بل يجوز تقديم المفعول به على الفعل فتقول : لولا
زيدا ضربت وهلا
عمرا قتلت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : فأي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلا ؟ قلت : الفائدة بيان أنه كان الواجب عليهم أن ينقادوا حال ما سمعوه بالإفك عن التكلم به ، فلما كان ذكر الوقت أهم وجب التقديم . فإن قلت : ما معنى ( يكون ) والكلام بدونه متلئب لو قيل ما لنا أن نتكلم بهذا ؟ قلت : معناه ما ينبغي ويصح أي ما ينبغي (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16لنا أن نتكلم بهذا ) ولا يصح لنا ونحوه ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ( وسبحانك ) تعجب من عظم الأمر . فإن قلت : ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟ قلت : الأصل في ذلك أن تسبيح الله عند رؤية المتعجب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه ، أو لتنزيه الله عن أن تكون حرمة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قيل فيها انتهى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يعظكم الله أن تعودوا ) أي في أن تعودوا ، تقول : وعظت فلانا في كذا فتركه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17إن كنتم مؤمنين ) حث لهم على الاتعاظ وتهييج لأن من شأن المؤمن الاحتزاز مما يشينه من القبائح . وقيل : أن
[ ص: 439 ] تعودوا مفعول من أجله أي كراهة (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17أن تعودوا ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18ويبين الله لكم الآيات ) أي الدلالات على علمه وحكمته بما ينزل عليكم من الشرائع ويعلمكم من الآداب ، ويعظكم من المواعظ الشافية . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ) . قال
مجاهد وابن زيد الإشارة إلى
عبد الله بن أبي ومن أشبهه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19في الذين آمنوا ) لعداوتهم لهم ، والعذاب الأليم في الدنيا الحد ، وفي الآخرة النار . والظاهر في (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ) العموم في كل قاذف منافقا كان أو مؤمنا ، وتعليق الوعيد على محبة الشياع دليل على أن إرادة الفسق فسق والله يعلم أي البريء من المذنب وسرائر الأمور ، ووجه الحكمة في ستركم والتغليظ في الوعيد . وقال
الحسن : عنى بهذا الوعيد واللعن المنافقين ، وأنهم قصدوا وأحبوا إذاية الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك كفر وملعون فاعله . وقال
أبو مسلم : هم المنافقون أوعدهم الله بالعذاب في الدنيا على يد الرسول بالمجاهدة كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=73جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) . وقال
الكرماني : والله يعلم كذبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19وأنتم لا تعلمون ) لأنه غيب . وجواب ( لولا ) محذوف أي لعاقبكم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وأن الله رءوف ) بالتبرئة ( رحيم ) بقبول توبة من تاب ممن قذف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الخطاب
لحسان ومسطح وحمنة والظاهر العموم .
[ ص: 436 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ مَشْهُورٌ مَذْكُورٌ فِي الصَّحِيحِ ، وَالْإِفْكُ : الْكَذِبُ وَالِافْتِرَاءُ . وَقِيلَ : هُوَالْبُهْتَانُ لَا تَشْعُرُ بِهِ حَتَّى يَفْجَأَكَ . وَالْعُصْبَةُ : الْجَمَاعَةُ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا فِي سُورَةِ
يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - . ( مِنْكُمْ ) أَيْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ وَمِمَّنْ يَنْتَمِي إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَمِنْهُمْ مُنَافِقٌ وَمِنْهُمْ مُسْلِمٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ خَبَرَ : ( إِنَّ ) هُوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) ، وَ ( مِنْكُمْ ) فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ ، وَقَالَهُ
الْحَوْفِيُّ وَأَبُو الْبَقَاءِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَا تَحْسَبُوهُ ) : مُسْتَأْنَفٌ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ ( عُصْبَةٌ ) رُفِعَ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( جَاءُوا ) ، وَخَبَرُ ( إِنَّ ) فِي قَوْلِهِ : وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَا تَحْسَبُوهُ ) ، التَّقْدِيرُ ( إِنَّ فِعْلَ الَّذِينَ ) وَهَذَا أَنْسَقُ فِي الْمَعْنَى وَأَكْثَرُ فَائِدَةً مِنْ أَنْ يَكُونَ ( عُصْبَةٌ ) خَبَرَ ( إِنَّ ) ، انْتَهَى . وَالْعُصْبَةُ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ رَأْسُ النِّفَاقِ ،
وَزَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=144وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7927وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ ،
وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ ، وَمَنْ سَاعَدَهُمْ مِمَّنْ لَمْ يَرِدْ ذِكْرُ اسْمِهِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَا تَحْسَبُوهُ ) خِطَابٌ لِمَنْ سَاءَهُ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَخُصُوصًا أَصْحَابُ الْقِصَّةِ ، وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَا تَحْسَبُوهُ ) ، الظَّاهِرُ أَنَّهُ عَائِدٌ عَلَى الْإِفْكِ ، وَعَلَى إِعْرَابِ
ابْنِ عَطِيَّةَ . يُعَوَّلُ عَلَى ذَلِكَ الْمَحْذُوفِ الَّذِي قَدَّرَهُ اسْمَ ( إِنَّ ) . قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْقَذْفِ وَعَلَى الْمَصْدَرِ الْمَفْهُومِ مِنْ ( جَاءُوا ) ، وَعَلَى مَا نَالَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْغَمِّ ، وَالْمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَا تَحْسَبُوهُ ) يَنْزِلُ بِكُمْ مِنْهُ عَارٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) لِبَرَاءَةِ السَّاحَةِ وَثَوَابِ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ الْأَذَى وَانْكِشَافِ كَذِبِ الْقَاذِفِينَ .
وَقِيلَ : الْخِطَابُ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11 " تَحْسَبُوهُ " لِلْقَاذِفِينَ وَكَيْنُونَةُ ذَلِكَ خَيْرًا لَهُمْ حَيْثُ كَانَ هَذَا الذِّكْرُ عُقُوبَةً مُعَجَّلَةً كَالْكَفَّارَةِ ، وَحَيْثُ تَابَ بَعْضُهُمْ . وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ لِقَوْلِهِ بَعْدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ) أَيْ جَزَاءُ مَا اكْتَسَبَ ، وَذَلِكَ بِقَدْرِ مَا خَاضَ فِيهِ ; لِأَنَّ بَعْضَهُمْ ضَحِكَ وَبَعْضَهُمْ سَكَتَ وَبَعْضَهُمْ تَكَلَّمَ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11اكْتَسَبَ ) مُسْتَعْمَلٌ فِي الْمَآثِمِ وَنَحْوِهَا ; لِأَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى اعْتِمَالٍ وَقَصْدٍ ، فَهُوَ أَبْلَغُ فِي التَّرْتِيبِ ، وَكَسَبَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْخَيْرِ ; لِأَنَّ حُصُولَهُ مُغْنٍ عَنِ الدَّلَالَةِ عَلَى اعْتِمَالٍ فِيهِ ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ كَسَبَ فِي الْوَجْهَيْنِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ )
[ ص: 437 ] الْمَشْهُورُ أَنَّهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، وَالْعَذَابُ الْعَظِيمُ عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : هُوَ مَا أَصَابَ
حَسَّانَ مِنْ ذَهَابِ بَصَرِهِ وَشَلِّ يَدِهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ; لِإِمْعَانِهِ فِي عَدَاوَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَانْتِهَازِهِ الْفُرَصَ ، وَرُوِيَ عَنْهُ كَلَامٌ قَبِيحٌ فِي ذَلِكَ نَزَّهْتُ كِتَابِي عَنْ ذِكْرِهِ وَقَلَمِي عَنْ كِتَابَتِهِ - قَبَّحَهُ اللَّهُ - . وَقِيلَ : ( الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ )
حَسَّانُ ، وَالْعَذَابُ الْأَلِيمُ عَمَاهُ وَحَدُّهُ وَضَرْبُ
صَفْوَانَ لَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِهِ ، وَقَالَ لَهُ :
تَوَقَّ ذُبَابَ السَّيْفِ عَنِّي فَإِنَّنِي غُلَامٌ إِذَا هُوجِيتُ لَسْتُ بِشَاعِرِ
وَلَكِنَّنِي أَحْمِي حِمَايَ وَأَتَّقِي مِنَ الْبَاهِتِ الرَّامِي الْبَرِيءِ الظَّوَاهِرِ
وَأَنْشَدَ
حَسَّانُ أَبْيَاتًا يُثْنِي فِيهَا عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيُظْهِرُ بَرَاءَتَهُ مِمَّا نُسِبَ إِلَيْهِ ، وَهِيَ :
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
حَلِيلَةُ خَيْرِ النَّاسِ دِينًا وَمَنْصِبًا نَبِيِّ الْهُدَى وَالْمَكْرُمَاتِ الْفَوَاضِلِ
عَقِيلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ كِرَامِ الْمَسَاعِي مَجْدُهَا غَيْرُ زَائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خِيمَهَا وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ شَيْنٍ وَبَاطِلِ
فَإِنْ كَانَ مَا بُلِّغْتِ عَنِّيَ قُلْتُهُ فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي
وَكَيْفَ وَوِدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحَافِلِ
لَهُ رُتَبٌ عَالٍ عَلَى النَّاسِ فَضْلُهَا تَقَاصَرُ عَنْهَا سَوْرَةُ الْمُتَطَاوِلِ
وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ حُدَّ
حَسَّانُ وَمِسْطَحٌ وَحَمْنَةُ . قِيلَ :
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ بَعْضُ شُعَرَاءِ ذَلِكَ الْعَصْرِ فِي شِعْرٍ . وَقِيلَ : لَمْ يُحَدَّ
مِسْطَحٌ . وَقِيلَ : لَمْ يُحَدَّ
عَبْدُ اللَّهِ . وَقِيلَ : لَمْ يُحَدَّ أَحَدٌ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ ، وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلنَّصِّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) ، وَقَابِلْ ذَلِكَ بِقَوْلِ : إِنَّمَا يُقَالُ
nindex.php?page=treesubj&link=33473الْحَدُّ بِإِقْرَارٍ أَوْ بَيِّنَةٍ ، وَلَمْ يَتَقَيَّدْ بِإِقَامَتِهِ بِالْإِخْبَارِ كَمَا لَمْ يَتَقَيَّدْ بِقَتْلِ الْمُنَافِقِينَ ، وَقَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى بِكُفْرِهِمْ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11كِبْرَهُ ) بِكَسْرِ الْكَافِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16693وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَأَبُو الْبَرَهْسَمِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحُمَيْدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ،
وَيَزِيدُ بْنُ قُطَيْبٍ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ ،
وَسَوْرَةُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ .
وَمَحْبُوبٌ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو ، بِضَمِّ الْكَافِ ، وَالْكِبْرُ وَالْكُبْرُ : مَصْدَرَانِ لِكَبُرَ الشَّيْءُ عَظُمَ ، لَكِنَّ اسْتِعْمَالَ الْعَرَبِ الضَّمَّ لَيْسَ فِي السِّنِّ . هَذَا كُبْرُ الْقَوْمِ أَيْ كَبِيرُهُمْ سِنًّا أَوْ مَكَانَةً . وَفِي الْحَدِيثِ فِي قِصَّةِ
حُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ : " الْكُبْرَ الْكُبْرَ " . وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11كُبْرُهُ ) بِالضَّمِّ ، مُعْظَمُهُ ، وَبِالْكَسْرِ ، الْبُدَاءَةُ بِالْإِفْكِ . وَقِيلَ : بِالْكَسْرِ ، الْإِثْمُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ) هَذَا تَحْرِيضٌ عَلَى ظَنِّ الْخَيْرِ وَزَجْرٌ وَأَدَبٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْخِطَابَ لِلْمُؤْمِنِينَ حَاشَا مَنْ تَوَلَّى كِبْرَهُ . قِيلَ : وَيُحْتَمَلُ دُخُولُهُمْ فِي الْخِطَابِ ، وَفِيهِ عِتَابٌ ، أَيْ : كَانَ الْإِنْكَارُ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ ، وَعَدَلَ بَعْدَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ وَعَنِ الضَّمِيرِ إِلَى الظَّاهِرِ ; فَلَمْ يَجِئِ التَّرْكِيبُ ظَنَنْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ ( خَيْرًا ) وَقُلْتُمْ لِيُبَالِغَ فِي التَّوْبِيخِ بِطَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ وَلِيُصَرِّحَ بِلَفْظِ الْإِيمَانِ ; دَلَالَةً عَلَى أَنَّ الِاشْتِرَاكَ فِيهِ مُقْتَضٍ أَنْ لَا يُصَدِّقَ مُؤْمِنٌ عَلَى أَخِيهِ قَوْلَ عَائِبٍ وَلَا طَاعِنٍ ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ حَقَّ الْمُؤْمِنِ إِذَا سَمِعَ قَالَةً فِي أَخِيهِ أَنْ يَبْنِيَ الْأَمْرَ فِيهِ عَلَى ظَنِّ الْخَيْرِ ، وَأَنْ يَقُولَ بِنَاءً عَلَى ظَنِّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ) ، هَكَذَا بِاللَّفْظِ الصَّرِيحِ بِبَرَاءَةِ أَخِيهِ ، كَمَا يَقُولُ الْمُسْتَيْقِنُ الْمُطَّلِعُ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ ، وَهَذَا مِنَ الْأَدَبِ الْحَسَنِ ، وَمَعْنَى ( بِأَنْفُسِهِمْ ) أَيْ : كَأَنْ يَقِيسَ فُضَلَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَبْعُدُ عَلَيْهِمْ قَضَوْا بِأَنَّهُ فِي حَقِّ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ أَبْعَدَ . وَقِيلَ : مَعْنَى ( بِأَنْفُسِهِمْ ) بِأُمَّهَاتِهِمْ . وَقِيلَ : بِإِخْوَانِهِمْ . وَقِيلَ : بِأَهْلِ دِينِهِمْ ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) ، أَيْ : لَا يَلْمِزْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَلْيُسَلِّمْ
[ ص: 438 ] بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) جَعَلَ اللَّهُ فَصْلًا بَيْنَ الرَّمْيِ الْكَاذِبِ وَالرَّمْيِ الصَّادِقِ ثُبُوتَ أَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ وَانْتِفَاءَهَا . فَإِذَا لَمْ يَأْتُوا فَهُمْ فِي حُكْمِ اللَّهِ وَشَرِيعَتِهِ كَاذِبُونَ ، وَهَذَا تَوْبِيخٌ وَتَعْنِيفٌ لِلَّذِينِ سَمِعُوا الْإِفْكَ وَلَمْ يَجِدُّوا فِي دَفْعِهِ وَإِنْكَارِهِ وَاحْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ بِمَا هُوَ ظَاهِرٌ مَكْشُوفٌ فِي الشَّرْعِ مِنْ وُجُوبِ تَكْذِيبِ الْقَاذِفِ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَالتَّنْكِيلِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ ) أَيْ فِي الدُّنْيَا بِالنِّعَمِ الَّتِي مِنْهَا الْإِمْهَالُ لِلتَّوْبَةِ ( وَرَحْمَتُهُ ) عَلَيْكُمْ فِي الْآخِرَةِ بِالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ . ( لَمَسَّكُمْ ) الْعَذَابُ فِيمَا خُضْتُمْ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ يُقَالُ : أَفَاضَ فِي الْحَدِيثِ وَانْدَفَعَ وَهَضَبَ وَخَاضَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ) لِعَامِلٍ فِي ( إِذًا ) ( لَمَسَّكُمْ ) وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تَلَقَّوْنَهُ ) بِفَتْحِ الثَّلَاثِ وَشَدِّ الْقَافِ ، وَشَدَّ التَّاءَ
الْبَزِّيُّ وَأَدْغَمَ ذَالَ ( إِذْ ) فِي التَّاءِ النَّحْوِيَّانِ
وَحَمْزَةُ أَيْ يَأْخُذُهُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ، يُقَالُ : تَلَقَّى الْقَوْلَ وَتَلَقَّنَهُ وَتَلَقَّفَهُ وَالْأَصْلُ تَتَلَقَّوْنَهُ وَهِيَ قِرَاءَةُ
أُبَيٍّ . وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْفَعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تُلْقُونَهُ ) بِضَمِّ التَّاءِ وَالْقَافِ وَسُكُونِ اللَّامِ مُضَارِعُ أَلْقَى وَعَنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15تَلْقَوْنَهُ ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْقَافِ وَسُكُونِ اللَّامِ مُضَارِعُ لَقِيَ . وَقَرَأَتْ
عَائِشَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَ عِيسَى وَابْنُ يَعْمُرَ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَضَمِّ الْقَافِ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : وَلَقَ الرَّجُلُ كَذَبَ ، حَكَاهُ أَهْلُ اللُّغَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ ، جَاءُوا بِالْمُتَعَدِّي شَاهِدًا عَلَى غَيْرِ الْمُتَعَدِّي ، وَعِنْدِي أَنَّهُ أَرَادَ يَلْقُونَ فِيهِ فَحُذِفَ الْحَرْفُ وَوُصِلَ الْفِعْلُ لِلضَّمِيرِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْوَلَقِ الَّذِي هُوَالْإِسْرَاعُ بِالشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ كَعَدَدٍ فِي أَثَرِ عَدَدٍ ، وَكَلَامٍ فِي أَثَرِ كَلَامٍ ، يُقَالُ : وَلَقَ فِي سَيْرِهِ إِذَا أَسْرَعَ قَالَ : جَاءَتْ بِهِ عِيسٌ مِنَ
الشَّامِ يَلِقْ ، وَقَرَأَ
ابْنُ أَسْلَمَ وَأَبُو جَعْفَرٍ ( تَأْلِقُونَهُ ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا لَامٌ مَكْسُورَةٌ مِنَ الْأَلَقِ وَهُوَالْكَذِبُ . وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ فِي رِوَايَةِ
الْمَازِنِيِّ ( تِيلَقُونَهُ ) بِتَاءٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ وَلَامٌ مَفْتُوحَةٌ كَأَنَّهُ مُضَارِعُ وَلِقَ بِكَسْرِ اللَّامِ كَمَا قَالُوا : تِيجَلُ مُضَارِعُ وَجِلْتَ . وَقَالَ
سُفْيَانُ : سَمِعْتُ أُمِّي تَقْرَأُ إِذْ تَثْقَفُونَهُ يَعْنِي مُضَارِعَ ثَقِفَ قَالَ : وَكَانَ أَبُوهَا يَقْرَأُ بِحَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . وَمَعْنَى ( بِأَفْوَاهِكُمْ ) وَتُدِيرُونَهُ فِيهَا مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ الْمَعْلُومَ يَكُونُ فِي الْقَلْبِ ثُمَّ يُعَبِّرُ عَنْهُ اللِّسَانُ ، وَهَذَا الْإِفْكُ لَيْسَ مَحَلُّهُ إِلَّا الْأَفْوَاهَ كَمَا قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا ) أَيْ ذَنْبًا صَغِيرًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ ) مِنَ الْكَبَائِرِ وَعَلَّقَ مَسَّ الْعَذَابِ بِثَلَاثَةِ آثَامٍ تَلَقِّي الْإِفْكِ وَالتَّكَلُّمِ بِهِ وَاسْتِصْغَارِهِ ثُمَّ أَخَذَ يُوَبِّخُهُمْ عَلَى التَّكَلُّمِ بِهِ ، وَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ إِذْ سَمِعُوهُ أَنْ لَا يَفُوهُوا بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ جَازَ الْفَصْلُ بَيْنَ ( لَوْلَا ) وَ ( قُلْتُمْ ) ؟ قُلْتُ : لِلظُّرُوفِ شَأْنٌ وَهُوَ تَنَزُّلُهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ مَنْزِلَةَ نَفْسِهَا لِوُقُوعِهَا فِيهَا ، وَأَنَّهَا لَا تَنْفَكُّ عَنْهَا فَلِذَلِكَ يَتَّسِعُ فِيهَا مَا يَتَّسِعُ فِي غَيْرِهَا انْتَهَى . وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ أَدَوَاتِ التَّحْضِيضِ يُوهِمُ أَنَّ ذَلِكَ مُخْتَصٌّ بِالظَّرْفِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْمَفْعُولِ بِهِ عَلَى الْفِعْلِ فَتَقُولُ : لَوْلَا
زَيْدًا ضَرَبْتَ وَهَلَّا
عَمْرًا قَتَلْتَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي تَقْدِيمِ الظَّرْفِ حَتَّى أَوْقَعَ فَاصِلًا ؟ قُلْتُ : الْفَائِدَةُ بَيَانُ أَنَّهُ كَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْقَادُوا حَالَ مَا سَمِعُوهُ بِالْإِفْكِ عَنِ التَّكَلُّمِ بِهِ ، فَلَمَّا كَانَ ذِكْرُ الْوَقْتِ أَهَمَّ وَجَبَ التَّقْدِيمُ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى ( يَكُونُ ) وَالْكَلَامُ بِدُونِهِ مُتْلَئِبٌّ لَوْ قِيلَ مَا لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ؟ قُلْتُ : مَعْنَاهُ مَا يَنْبَغِي وَيَصِحُّ أَيْ مَا يَنْبَغِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ) وَلَا يَصِحُّ لَنَا وَنَحْوُهُ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ( وَسُبْحَانَكَ ) تَعَجُّبٌ مِنْ عِظَمِ الْأَمْرِ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى التَّعَجُّبِ فِي كَلِمَةِ التَّسْبِيحِ ؟ قُلْتُ : الْأَصْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّ تَسْبِيحَ اللَّهِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُتَعَجَّبِ مِنْ صَنَائِعِهِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مُتَعَجَّبٍ مِنْهُ ، أَوْ لِتَنْزِيهِ اللَّهِ عَنْ أَنْ تَكُونَ حُرْمَةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قِيلَ فِيهَا انْتَهَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا ) أَيْ فِي أَنْ تَعُودُوا ، تَقُولُ : وَعَظْتُ فُلَانًا فِي كَذَا فَتَرَكَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) حَثٌّ لَهُمْ عَلَى الِاتِّعَاظِ وَتَهْيِيجٌ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ الْمُؤْمِنِ الِاحْتِزَازَ مِمَّا يَشِينُهُ مِنَ الْقَبَائِحِ . وَقِيلَ : أَنْ
[ ص: 439 ] تَعُودُوا مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ أَيْ كَرَاهَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17أَنْ تَعُودُوا ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ) أَيِ الدَّلَالَاتِ عَلَى عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ بِمَا يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ وَيُعَلِّمُكُمْ مِنَ الْآدَابِ ، وَيَعِظُكُمْ مِنَ الْمَوَاعِظِ الشَّافِيَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ) . قَالَ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ الْإِشَارَةُ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَمَنْ أَشْبَهَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19فِي الَّذِينَ آمَنُوا ) لِعَدَاوَتِهِمْ لَهُمْ ، وَالْعَذَابُ الْأَلِيمُ فِي الدُّنْيَا الْحَدُّ ، وَفِي الْآخِرَةِ النَّارُ . وَالظَّاهِرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ) الْعُمُومُ فِي كُلِّ قَاذِفٍ مُنَافِقًا كَانَ أَوْ مُؤْمِنًا ، وَتَعْلِيقُ الْوَعِيدِ عَلَى مَحَبَّةِ الشِّيَاعِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ إِرَادَةَ الْفِسْقِ فِسْقٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَيٌّ الْبَرِيءُ مِنَ الْمُذْنِبِ وَسَرَائِرَ الْأُمُورِ ، وَوَجْهَ الْحِكْمَةِ فِي سَتْرِكُمْ وَالتَّغْلِيظَ فِي الْوَعِيدِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : عَنَى بِهَذَا الْوَعِيدِ وَاللَّعْنِ الْمُنَافِقِينَ ، وَأَنَّهُمْ قَصَدُوا وَأَحَبُّوا إِذَايَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ كُفْرٌ وَمَلْعُونٌ فَاعِلُهُ . وَقَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ أَوْعَدَهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا عَلَى يَدِ الرَّسُولِ بِالْمُجَاهَدَةِ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=73جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) . وَقَالَ
الْكَرْمَانِيُّ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ كَذِبَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) لِأَنَّهُ غَيْبٌ . وَجَوَابُ ( لَوْلَا ) مَحْذُوفٌ أَيْ لَعَاقَبَكُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ ) بِالتَّبْرِئَةِ ( رَحِيمٌ ) بِقَبُولِ تَوْبَةِ مَنْ تَابَ مِمَّنْ قَذَفَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْخِطَابُ
لِحَسَّانَ وَمِسْطَحٍ وَحَمْنَةَ وَالظَّاهِرُ الْعُمُومُ .