(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ) .
إيحاء الله إلى
أم موسى : إلهام وقذف في القلب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة ؛ أو منام ، قاله قوم ؛ أو إرسال ملك ، قاله
قطرب وقوم ، وهذا هو الظاهر لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) . وأجمعوا على أنها لم تكن نبية ، فإن كان الوحي بإرسال ملك ، كما هو الظاهر ، فهو كإرساله للأقرع والأبرص والأعمى ، وكما روي من تكليم الملائكة للناس . والظاهر أن هذا الإيحاء هو بعد الولادة ، فيكون ثم جملة محذوفة ، أي ووضعت
موسى أمه في زمن الذبح وخافت عليه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وأوحينا ) و ( أن ) تفسيرية ، أو مصدرية . وقيل : كان الوحي قبل الولادة . وقرأ
عمرو بن عبد الواحد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز : " أن ارضعيه " ، بكسر النون بعد حذف الهمزة على غير قياس ؛ لأن القياس فيه نقل حركة الهمزة ، وهي الفتحة ، إلى النون ، كقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فإذا خفت عليه ) من جواسيس
فرعون ونقبائه الذين يقتلون الأولاد (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فألقيه في اليم ) . قال
الجنيد : إذا خفت حفظه بواسطة ، فسلميه إلينا بإلقائه في البحر ، واقطعي عنك شفقتك وتدبيرك . وزمان إرضاعه ثلاثة أشهر ، أو أربعة ، أو ثمانية ، أقوال . واليم هنا :
نيل مصر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7ولا تخافي ) أي من غرقه وضياعه ، ومن التقاطه ، فيقتل (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7ولا تحزني ) لمفارقتك إياه (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك ) وعد صادق يسكن قلبها ويبشرها بحياته وجعله رسولا ، وقد تقدم في سورة طه طرف من حديث التابوت ورميه في اليم وكيفية التقاطه ، فأغنى عن إعادته . واستفصح
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي امرأة من العرب أنشدت شعرا فقالت : أبعد قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وأوحينا إلى أم موسى ) الآية ، فصاحة ؟ وقد جمع بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ) في الكلام حذف تقديره : ففعلت ما أمرت به من إرضاعه ومن إلقائه في اليم . واللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8ليكون ) للتعليل المجازي ، لما كان مآل التقاطه وتربيته إلى كونه عدوا لهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8وحزنا ) وإن كانوا لم يلتقطوه إلا للتبني ، وكونه يكون حبيبا لهم ، ويعبر عن هذه اللام بلام العاقبة وبلام الصيرورة . وقرأ الجمهور : " وحزنا " بفتح الحاء والزاي ، وهي لغة
قريش . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان : بضم الحاء وإسكان الزاي . والخاطئ : المتعمد الخطأ ، والمخطئ : الذي لا يتعمده . واحتمل أن يكون في الكلام حذف ، وهو الظاهر ، أي فكان لهم عدوا وحزنا ، أي لأنهم كانوا خاطئين ، لم يرجعوا إلى
[ ص: 106 ] دينه ، وتعمدوا الجرائم والكفر بالله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : خاطئين على أنفسهم بالتقاطه . وقيل : بقتل أولاد
بني إسرائيل . وقيل : في تربية عدوهم .
وأضيف الجند هنا وفيما قبل إلى
فرعون وهامان ، وإن كان
هامان لا جنود له ؛ لأن أمر الجنود لا يستقيم إلا بالملك والوزير ، إذ بالوزير تحصل الأموال ، وبالملك وقهره يتوصل إلى تحصيلها ، ولا يكون قوام الجند إلا بالأموال . وقرئ : خاطيين ، بغير همز ، فاحتمل أن يكون أصله الهمز . وحذفت ، وهو الظاهر . وقيل : من خطا يخطو ، أي خاطيين الصواب .
ولما التقطوه ، هموا بقتله ، وخافوا أن يكون المولود الذي يحذرون زوال ملكهم على يديه ، فألقى الله محبته في قلب
آسية امرأة فرعون ، ونقلوا أنها رأت نورا في التابوت ، وتسهل عليها فتحه بعد تعسر فتحه على يدي غيرها ، وأن بنت
فرعون أحبته أيضا لبرئها من دائها الذي كان بها ، وهو البرص ، بإخبار من أخبر أنه لا يبرئها إلا ريق إنسان يوجد في تابوت في البحر .
وقرة : خبر مبتدأ محذوف ، أي هو قرة ، ويبعد أن يكون مبتدأ والخبر (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لا تقتلوه ) ؛ وتقدم شرح " قرة " في آخر الفرقان . وذكر أنها لما قالت
لفرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9قرة عين لي ولك ) قال : لك لا لي . وروي أنها قالت له : لعله من قوم آخرين ليس من
بني إسرائيل ، وأتبعت النهي عن قتله برجائها أن ينفعهم لظهور مخايل الخير فيه من النور الذي رأته ، ومن برء البرص ، أو يتخذوه ولدا ، فإنه أهل لذلك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون ) جملة حالية ، أي لا يشعرون أنه الذي يفسد ملكهم على يديه ، قاله
قتادة ؛ أو أنه عدو لهم ، قاله
مجاهد ؛ أو أني أفعل ما أريد لا ما يريدون ، قاله
محمد بن إسحاق . والظاهر أنه من كلام الله - تعالى - وقيل : هو من كلام امرأة
فرعون ، أي قالت ذلك
لفرعون ، والذين أشاروا بقتله لا يشعرون بمقالتها له واستعطاف قلبه عليه ، لئلا يغروه بقتله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تقدير الكلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9قالت امرأة فرعون ) كذا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون ) أنهم على خطأ عظيم في التقاطه ورجاء النفع منه وتبنيه . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8إن فرعون ) الآية ، جملة اعتراضية واقعة بين المعطوف والمعطوف عليه مؤكدة لمعنى خطئهم . انتهى . ومتى أمكن حمل الكلام على ظاهره من غير فصل كان أحسن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) .
إِيحَاءُ اللَّهِ إِلَى
أُمِّ مُوسَى : إِلْهَامٌ وَقَذْفٌ فِي الْقَلْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ ؛ أَوْ مَنَامٌ ، قَالَهُ قَوْمٌ ؛ أَوْ إِرْسَالُ مَلَكٍ ، قَالَهُ
قُطْرُبٌ وَقَوْمٌ ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) . وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً ، فَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ بِإِرْسَالِ مَلَكٍ ، كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ ، فَهُوَ كَإِرْسَالِهِ لِلْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ وَالْأَعْمَى ، وَكَمَا رُوِيَ مِنْ تَكْلِيمِ الْمَلَائِكَةِ لِلنَّاسِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْإِيحَاءَ هُوَ بَعْدَ الْوِلَادَةِ ، فَيَكُونُ ثَمَّ جُمْلَةٌ مَحْذُوفَةٌ ، أَيْ وَوَضَعَتْ
مُوسَى أُمُّهُ فِي زَمَنِ الذَّبْحِ وَخَافَتْ عَلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَأَوْحَيْنَا ) وَ ( أَنْ ) تَفْسِيرِيَّةٌ ، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ . وَقِيلَ : كَانَ الْوَحْيُ قَبْلَ الْوِلَادَةِ . وَقَرَأَ
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16673وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : " أَنِ ارْضِعِيهِ " ، بِكَسْرِ النُّونِ بَعْدَ حَذْفِ الْهَمْزَةِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ؛ لِأَنَّ الْقِيَاسَ فِيهِ نَقْلُ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ الْفَتْحَةُ ، إِلَى النُّونِ ، كَقِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ ) مِنْ جَوَاسِيسِ
فِرْعَوْنَ وَنُقَبَائِهِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْأَوْلَادَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ) . قَالَ
الْجُنَيْدُ : إِذَا خِفْتِ حِفْظَهُ بِوَاسِطَةٍ ، فَسَلِّمِيهِ إِلَيْنَا بِإِلْقَائِهِ فِي الْبَحْرِ ، وَاقْطَعِي عَنْكِ شَفَقَتَكِ وَتَدْبِيرَكِ . وَزَمَانُ إِرْضَاعِهِ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ، أَوْ أَرْبَعَةٌ ، أَوْ ثَمَانِيَةٌ ، أَقْوَالٌ . وَالْيَمُّ هُنَا :
نِيلُ مِصْرَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَلَا تَخَافِي ) أَيْ مِنْ غَرَقِهِ وَضَيَاعِهِ ، وَمِنِ الْتِقَاطِهِ ، فَيُقْتَلُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَلَا تَحْزَنِي ) لِمُفَارَقَتِكِ إِيَّاهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ) وَعْدٌ صَادِقٌ يُسَكِّنُ قَلْبَهَا وَيُبَشِّرُهَا بِحَيَاتِهِ وَجَعْلِهِ رَسُولًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ طه طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ التَّابُوتِ وَرَمْيِهِ فِي الْيَمِّ وَكَيْفِيَّةِ الْتِقَاطِهِ ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ . وَاسْتَفْصَحَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ أَنْشَدَتْ شِعْرًا فَقَالَتْ : أَبَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) الْآيَةَ ، فَصَاحَةٌ ؟ وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ وَنَهْيَيْنِ وَخَبَرَيْنِ وَبِشَارَتَيْنِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ ) فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ : فَفَعَلَتْ مَا أُمِرَتْ بِهِ مِنْ إِرْضَاعِهِ وَمِنْ إِلْقَائِهِ فِي الْيَمِّ . وَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8لِيَكُونَ ) لِلتَّعْلِيلِ الْمَجَازِيِّ ، لَمَّا كَانَ مَآلُ الْتِقَاطِهِ وَتَرْبِيَتِهِ إِلَى كَوْنِهِ عَدُوًّا لَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8وَحَزَنًا ) وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَلْتَقِطُوهُ إِلَّا لِلتَّبَنِّي ، وَكَوْنُهُ يَكُونُ حَبِيبًا لَهُمْ ، وَيُعَبَّرُ عَنْ هَذِهِ اللَّامِ بِلَامِ الْعَاقِبَةِ وَبِلَامِ الصَّيْرُورَةِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " وَحَزَنًا " بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالزَّايِ ، وَهِيَ لُغَةُ
قُرَيْشٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ : بِضَمِّ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ الزَّايِ . وَالْخَاطِئُ : الْمُتَعَمِّدُ الْخَطَأِ ، وَالْمُخْطِئُ : الَّذِي لَا يَتَعَمَّدُهُ . وَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَهُوَ الظَّاهِرُ ، أَيْ فَكَانَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ، أَيْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا خَاطِئِينَ ، لَمْ يَرْجِعُوا إِلَى
[ ص: 106 ] دِينِهِ ، وَتَعَمَّدُوا الْجَرَائِمَ وَالْكُفْرَ بِاللَّهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : خَاطِئِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْتِقَاطِهِ . وَقِيلَ : بِقَتْلِ أَوْلَادِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَقِيلَ : فِي تَرْبِيَةِ عَدُوِّهِمْ .
وَأُضِيفَ الْجُنْدُ هُنَا وَفِيمَا قَبْلُ إِلَى
فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ، وَإِنْ كَانَ
هَامَانُ لَا جُنُودَ لَهُ ؛ لِأَنَّ أَمْرَ الْجُنُودِ لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِالْمَلِكِ وَالْوَزِيرِ ، إِذْ بِالْوَزِيرِ تُحَصَّلُ الْأَمْوَالُ ، وَبِالْمَلِكِ وَقَهْرِهِ يُتَوَصَّلُ إِلَى تَحْصِيلِهَا ، وَلَا يَكُونُ قِوَامُ الْجُنْدِ إِلَّا بِالْأَمْوَالِ . وَقُرِئَ : خَاطِيِينَ ، بِغَيْرِ هَمْزٍ ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ الْهَمْزَ . وَحُذِفَتْ ، وَهُوَ الظَّاهِرُ . وَقِيلَ : مِنْ خَطَا يَخْطُو ، أَيْ خَاطِيِينَ الصَّوَابَ .
وَلَمَّا الْتَقَطُوهُ ، هَمُّوا بِقَتْلِهِ ، وَخَافُوا أَنْ يَكُونَ الْمَوْلُودَ الَّذِي يَحْذَرُونَ زَوَالَ مُلْكِهِمْ عَلَى يَدَيْهِ ، فَأَلْقَى اللَّهُ مَحَبَّتَهُ فِي قَلْبِ
آسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَنَقَلُوا أَنَّهَا رَأَتْ نُورًا فِي التَّابُوتِ ، وَتَسَهَّلَ عَلَيْهَا فَتْحُهُ بَعْدَ تَعَسُّرِ فَتْحِهِ عَلَى يَدَيْ غَيْرِهَا ، وَأَنَّ بِنْتَ
فِرْعَوْنَ أَحَبَّتْهُ أَيْضًا لِبُرْئِهَا مِنْ دَائِهَا الَّذِي كَانَ بِهَا ، وَهُوَ الْبَرَصُ ، بِإِخْبَارِ مَنْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُبْرِئُهَا إِلَّا رِيقُ إِنْسَانٍ يُوجَدُ فِي تَابُوتٍ فِي الْبَحْرِ .
وَقُرَّةُ : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ هُوَ قُرَّةُ ، وَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَالْخَبَرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لَا تَقْتُلُوهُ ) ؛ وَتَقَدَّمَ شَرْحُ " قُرَّةُ " فِي آخِرِ الْفُرْقَانِ . وَذُكِرَ أَنَّهَا لَمَّا قَالَتْ
لِفِرْعَوْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ) قَالَ : لَكِ لَا لِي . وَرُوِيَ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ : لَعَلَّهُ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ لَيْسَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَأَتْبَعَتِ النَّهْيَ عَنْ قَتْلِهِ بِرَجَائِهَا أَنْ يَنْفَعَهُمْ لِظُهُورِ مَخَايِلِ الْخَيْرِ فِيهِ مِنَ النُّورِ الَّذِي رَأَتْهُ ، وَمِنْ بُرْءِ الْبَرَصِ ، أَوْ يَتَّخِذُوهُ وَلَدًا ، فَإِنَّهُ أَهْلٌ لِذَلِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ ، أَيْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُ الَّذِي يَفْسُدُ مُلْكُهُمْ عَلَى يَدَيْهِ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ؛ أَوْ أَنَّهُ عَدُوٌّ لَهُمْ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ؛ أَوْ أَنِّي أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ لَا مَا يُرِيدُونَ ، قَالَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَقِيلَ : هُوَ مِنْ كَلَامِ امْرَأَةِ
فِرْعَوْنَ ، أَيْ قَالَتْ ذَلِكَ
لِفِرْعَوْنَ ، وَالَّذِينَ أَشَارُوا بِقَتْلِهِ لَا يَشْعُرُونَ بِمَقَالَتِهَا لَهُ وَاسْتِعْطَافِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ ، لِئَلَّا يُغْرُوهُ بِقَتْلِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَقْدِيرُ الْكَلَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ) كَذَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) أَنَّهُمْ عَلَى خَطَأٍ عَظِيمٍ فِي الْتِقَاطِهِ وَرَجَاءِ النَّفْعِ مِنْهُ وَتَبَنِّيهِ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8إِنَّ فِرْعَوْنَ ) الْآيَةَ ، جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ وَاقِعَةٌ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ مُؤَكِّدَةٌ لِمَعْنَى خَطَئِهِمْ . انْتَهَى . وَمَتَى أَمْكَنَ حَمْلُ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ كَانَ أَحْسَنَ .