(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح ) أي صار فارغا من العقل ، وذلك حين بلغها أنه وقع في يد
فرعون ، فدهمها أمر مثله لا يثبت معه العقل ، لا سيما عقل امرأة خافت على ولدها حتى طرحته في اليم ، رجاء نجاته من الذبح ؛ هذا مع الوحي إليها أن الله يرده إليها ويجعله رسولا ، ومع ذلك فطاش لبها وغلب عليها ما يغلب على البشر عند مفاجأة الخطب العظيم ، ثم استكانت بعد ذلك لموعود الله . وقرأ
أحمد بن موسى ، عن
أبي عمرو " فواد " : بالواو . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فارغا من كل شيء إلا من ذكر
موسى . وقال
مالك : هو ذهاب العقل . وقالت فرقة : فارغا من الصبر . وقال
ابن زيد : فارغا من وعد الله ووحيه إليها ،
[ ص: 107 ] تناسته من الهم . وقال
أبو عبيدة : فارغا من الحزن ، إذ لم يغرق ، وهذا فيه بعد ، وتبعده القراءات الشواذ التي في اللفظة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16789فضالة بن عبيد ،
والحسن ،
ويزيد بن قطيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12007وأبو زرعة بن عمرو بن جرير : فزعا ، بالزاي والعين المهملة ، من الفزع ، وهو الخوف والقلق ؛
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : قرعا ، بالقاف وكسر الراء وإسكانها ، من قرع رأسه ، إذا انحسر شعره ، كأنه خلا من كل شيء إلا من ذكر
موسى . وقيل : قرعا ، بالسكون ، مصدر ، أي يقرع قرعا من القارعة ، وهي الهم العظيم . وقرأ بعض الصحابة : فزغا ، بالفاء مكسورة وسكون الزاي والغين المنقوطة ، ومعناه : ذاهبا هدرا تالفا من الهم والحزن . ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=2265طليحة الأسدي في أخيه
حبال :
فإن يك قتلى قد أصيبت نفوسهم فلن تذهبوا فزغا بقتل حبال
أي : بقتل حبال فزغا ، أي هدرا لا يطلب له بثأر ولا يؤخذ . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد : فرغا ، بضم الفاء والراء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي به ) هي إن المخففة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة . وقيل : إن نافية ، واللام بمعنى إلا ، وهذا قول كوفي ، والإبداء : إظهار الشيء . والظاهر أن الضمير في به عائد على
موسى - عليه السلام - فقيل : الباء زائدة ، أي : لتظهره . وقيل : مفعول تبدي محذوف ، أي لتبدي القول به ، أي بسببه وأنه ولدها . وقيل : الضمير في به للوحي ، أي لتبدي بالوحي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كادت تصيح عند إلقائه في البحر وا ابناه . وقيل : عند رؤيتها تلاطم الأمواج به (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لولا أن ربطنا على قلبها ) . قال
قتادة : بالإيمان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : بالعصمة . وقال
الصادق : باليقين . وقال
ابن عطاء : بالوحي ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لتكون من المؤمنين ) . فعلنا ذلك ، أي المصدقين بوعد الله ، وأنه كائن لا محالة . والربط على القلب كناية عن قراره واطمئنانه ، شبه بما يربط مخافة الانفلات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز : وأصبح فؤادها فارغا من الهم حين سمعت أن
فرعون عطف عليه وتبناه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي ) بأنه ولدها ؛ لأنها لم تملك نفسها فرحا وسرورا بما سمعت ، لولا أنا طمأنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح والابتهاج . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لتكون من المؤمنين ) الواثقين بوعد الله ، لا بتبني
فرعون وتعطفه . انتهى . وما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من تجويز كونه فارغا من الهم إلى آخره ، خلاف ما فهمه المفسرون من الآية ، وجواب لولا محذوف تقديره : لكادت تبدي به ، ودل عليه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي به ) وهذا تشبيه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته ) طمعا منها في التعرف بحاله . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11قصيه ) أي اتبعي أثره وتتبعي خبره . فروي أنها خرجت في سكك المدينة مختفية ، فرأته عند قوم من حاشية امرأة
فرعون يتطلبون له امرأة ترضعه ، حين لم يقبل المراضع ، واسم أخته
مريم ، وقيل :
كلثمة ، وقيل :
كلثوم ، وفي الكلام حذف ، أي فقصت أثره . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فبصرت به ) أي أبصرته ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عن جنب ) أي عن بعد ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وهم لا يشعرون ) بتطلبها له ولا بإبصارها . وقيل : معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عن جنب ) عن شوق إليه ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء وقال : هي لغة جذام ، يقولون : جنبت إليك : اشتقت . وقال
الكرماني : " جنب " صفة لموصوف محذوف ، أي عن مكان جنب ، يريد : بعيدا . وقيل : عن جانب ؛ لأنها كانت تمشي على الشط ، وهم لا يشعرون أنها تقص . وقيل : لا يشعرون أنها أخته . وقيل : لا يشعرون أنه عدو لهم ، قاله
مجاهد . وقرأ الجمهور : عن جنب ، بضمتين . وقرأ
قتادة : " فبصرت " بفتح الصاد ؛
وعيسى : بكسرها . وقرأ
قتادة ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : " جنب " ، بفتح الجيم وسكون النون . وعن
قتادة : بفتحهما أيضا . وعن
الحسن : بضم الجيم وإسكان النون . وقرأ
النعمان بن سالم : عن جانب ، والجنب والجانب والجنابة والجناب بمعنى واحد . وقال
قتادة : معنى " عن جنب " : أنها تنظر إليه كأنها لا تريده . والتحريم هنا بمعنى المنع ، أي منعناه أن يرضع ثدي امرأة ؛ والمراضع جمع
[ ص: 108 ] مرضع ، وهي المرأة التي ترضع ؛ أو جمع مرضع ، وهو موضع الرضاع ، وهو الثدي ، أو الإرضاع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12من قبل ) أي من أول أمره . وقيل : من قبل قصها أثره وإتيانه على من هو عنده .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12فقالت هل أدلكم ) أي أرشدكم إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ) لكونهم فيهم شفقة ورحمة لمن يكفلونه وحسن تربية . ودل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع ) أنه عرض عليه جملة من المرضعات ، والظاهر أن الضمير في له عائد على
موسى . قيل : ويحتمل أن يعود على الملك الذي كان الطفل في ظاهر أمره من جملته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : تأول القوم أن الضمير للطفل فقالوا لها : إنك قد عرفتيه ، فأخبرينا من هو ؟ فقالت : ما أردت ، إلا أنهم ناصحون للملك ، فتخلصت منهم بهذا التأويل . وفي الكلام حذف تقديره : فمرت بهم إلى أمه ، فكلموها في إرضاعه ؛ أو فجاءت بأمه إليهم ، فكلموها في شأنه ، فأرضعته ، فالتقم ثديها . ويروى أن
فرعون قال لها : ما سبب قبول هذا الطفل ثديك ، وقد أبى كل ثدي ؟ فقالت : إني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أوتى بصبي إلا قبلني ، فدفعه إليها ، وذهبت به إلى بيتها ، وأجرى لها كل يوم دينارا . وجاز لها أخذه ؛ لأنه مال حربي ، فهو مباح ، وليس ذلك أجرة رضاع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فرددناه إلى أمه ) كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك ) ودمع الفرح بارد ، وعين المهموم حرى سخينة ، وقال
أبو تمام :
فأما عيون العاشقين فأسخنت وأما عيون الشامتين فقرت
لما أنجز - تعالى - وعده في الرد ، ثبت عندها أنه سيكون نبيا رسولا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولتعلم أن وعد الله حق ) فعلنا ذلك . ولا يعلمون ، أي أن وعد الله حق ، فهم مرتابون فيه ؛ أو لا يعلمون أن الرد إنما كان لعلمها بصدق وعد الله . " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " بأن الرد كان لذلك ، وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولتعلم أن وعد الله حق ) دلالة على ضعف من ذهب إلى أن الإيحاء إليها كان إلهاما أو مناما ؛ لأن ذلك يبعد أن يقال فيه وعد . وقوله : " ولتعلم " وقوع ذلك فهو علم مشاهدة ؛ إذ كانت عالمة أن ذلك سيكون ، وأكثرهم هم القبط ، ولا يعلمون سر القضاء . وقال
الضحاك : لا يعلمون مصالحهم وصلاح عواقبهم . وقال
الضحاك أيضا ،
ومقاتل : لا يعلمون أن الله وعدها رده إليها ، وتقدم تفسير (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14ولما بلغ أشده ) إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14المحسنين ) في سورة يوسف - عليه السلام - .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ ) أَيْ صَارَ فَارِغًا مِنَ الْعَقْلِ ، وَذَلِكَ حِينَ بَلَغَهَا أَنَّهُ وَقَعَ فِي يَدِ
فِرْعَوْنَ ، فَدَهَمَهَا أَمْرٌ مِثْلُهُ لَا يَثْبُتُ مَعَهُ الْعَقْلُ ، لَا سِيَّمَا عَقْلُ امْرَأَةٍ خَافَتْ عَلَى وَلَدِهَا حَتَّى طَرَحَتْهُ فِي الْيَمِّ ، رَجَاءَ نَجَاتِهِ مِنَ الذَّبْحِ ؛ هَذَا مَعَ الْوَحْيِ إِلَيْهَا أَنَّ اللَّهَ يَرُدُّهُ إِلَيْهَا وَيَجْعَلُهُ رَسُولًا ، وَمَعَ ذَلِكَ فَطَاشَ لُبُّهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا مَا يَغْلِبُ عَلَى الْبَشَرِ عِنْدَ مُفَاجَأَةِ الْخَطْبِ الْعَظِيمِ ، ثُمَّ اسْتَكَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَوْعُودِ اللَّهِ . وَقَرَأَ
أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو " فُوَادُ " : بِالْوَاوِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فَارِغًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ
مُوسَى . وَقَالَ
مَالِكٌ : هُوَ ذَهَابُ الْعَقْلِ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : فَارِغًا مِنَ الصَّبْرِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : فَارِغًا مِنْ وَعْدِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ إِلَيْهَا ،
[ ص: 107 ] تَنَاسَتْهُ مِنَ الْهَمِّ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : فَارِغًا مِنَ الْحُزْنِ ، إِذْ لَمْ يَغْرَقْ ، وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ ، وَتُبْعِدُهُ الْقِرَاءَاتُ الشَّوَاذُّ الَّتِي فِي اللَّفْظَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16789فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَيَزِيدُ بْنُ قُطَيْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12007وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ : فَزِعًا ، بِالزَّايِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ ، مِنَ الْفَزَعِ ، وَهُوَ الْخَوْفُ وَالْقَلَقُ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : قَرِعًا ، بِالْقَافِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَإِسْكَانِهَا ، مِنْ قَرَعَ رَأْسُهُ ، إِذَا انْحَسَرَ شَعْرُهُ ، كَأَنَّهُ خَلَا مَنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ
مُوسَى . وَقِيلَ : قَرْعًا ، بِالسُّكُونِ ، مَصْدَرٌ ، أَيْ يَقْرَعُ قَرْعًا مِنَ الْقَارِعَةِ ، وَهِيَ الْهَمُّ الْعَظِيمُ . وَقَرَأَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ : فِزْغًا ، بِالْفَاءِ مَكْسُورَةٍ وَسُكُونِ الزَّايِ وَالْغَيْنِ الْمَنْقُوطَةِ ، وَمَعْنَاهُ : ذَاهِبًا هَدَرًا تَالِفًا مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ . وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=2265طُلَيْحَةَ الْأَسَدِيِّ فِي أَخِيهِ
حِبَالٍ :
فَإِنْ يَكُ قَتْلَى قَدْ أُصِيبَتْ نُفُوسُهُمْ فَلَنْ تَذْهَبُوا فِزْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ
أَيْ : بِقَتْلِ حِبَالٍ فِزْغًا ، أَيْ هَدَرًا لَا يُطْلَبُ لَهُ بِثَأْرٍ وَلَا يُؤْخَذُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ : فُرُغًا ، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالرَّاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ) هِيَ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ . وَقِيلَ : إِنْ نَافِيَةٌ ، وَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَّا ، وَهَذَا قَوْلٌ كُوفِيٌّ ، وَالْإِبْدَاءُ : إِظْهَارُ الشَّيْءِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي بِهِ عَائِدٌ عَلَى
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقِيلَ : الْبَاءُ زَائِدَةٌ ، أَيْ : لَتُظْهِرُهُ . وَقِيلَ : مَفْعُولُ تُبْدِي مَحْذُوفٌ ، أَيْ لَتُبْدِي الْقَوْلَ بِهِ ، أَيْ بِسَبَبِهِ وَأَنَّهُ وَلَدُهَا . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي بِهِ لِلْوَحْيِ ، أَيْ لَتُبْدِي بِالْوَحْيِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَادَتْ تَصِيحُ عِنْدَ إِلْقَائِهِ فِي الْبَحْرِ وَا ابْنَاهُ . وَقِيلَ : عِنْدَ رُؤْيَتِهَا تَلَاطُمَ الْأَمْوَاجِ بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ) . قَالَ
قَتَادَةُ : بِالْإِيمَانِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : بِالْعِصْمَةِ . وَقَالَ
الصَّادِقُ : بِالْيَقِينِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطَاءٍ : بِالْوَحْيِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) . فَعَلْنَا ذَلِكَ ، أَيِ الْمُصَدِّقِينَ بِوَعْدِ اللَّهِ ، وَأَنَّهُ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ . وَالرَّبْطُ عَلَى الْقَلْبِ كِنَايَةٌ عَنْ قَرَارِهِ وَاطْمِئْنَانِهِ ، شُبِّهَ بِمَا يُرْبَطُ مَخَافَةَ الِانْفِلَاتِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ : وَأَصْبَحَ فُؤَادُهَا فَارِغًا مِنَ الْهَمِّ حِينَ سَمِعَتْ أَنَّ
فِرْعَوْنَ عَطَفَ عَلَيْهِ وَتَبَنَّاهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي ) بِأَنَّهُ وَلَدُهَا ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَمْلِكْ نَفْسَهَا فَرَحًا وَسُرُورًا بِمَا سَمِعَتْ ، لَوْلَا أَنَّا طَمْأَنَّا قَلْبَهَا وَسَكَّنَّا قَلَقَهُ الَّذِي حَدَثَ بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ وَالِابْتِهَاجِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الْوَاثِقِينَ بِوَعْدِ اللَّهِ ، لَا بِتَبَنِّي
فِرْعَوْنَ وَتَعَطُّفِهِ . انْتَهَى . وَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ تَجْوِيزِ كَوْنِهِ فَارِغًا مِنَ الْهَمِّ إِلَى آخِرِهِ ، خِلَافُ مَا فَهِمَهُ الْمُفَسِّرُونَ مِنَ الْآيَةِ ، وَجَوَابُ لَوْلَا مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : لَكَادَتْ تُبْدِي بِهِ ، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ) وَهَذَا تَشْبِيهٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ ) طَمَعًا مِنْهَا فِي التَّعَرُّفِ بِحَالِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11قُصِّيهِ ) أَيِ اتَّبِعِي أَثَرَهُ وَتَتَبَّعِي خَبَرَهُ . فَرُوِيَ أَنَّهَا خَرَجَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ مُخْتَفِيَةً ، فَرَأَتْهُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنْ حَاشِيَةِ امْرَأَةِ
فِرْعَوْنَ يَتَطَلَّبُونَ لَهُ امْرَأَةً تُرْضِعُهُ ، حِينَ لَمْ يَقْبَلِ الْمَرَاضِعَ ، وَاسْمُ أُخْتِهِ
مَرْيَمُ ، وَقِيلَ :
كَلْثَمَةُ ، وَقِيلَ :
كُلْثُومٌ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، أَيْ فَقَصَّتْ أَثَرَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فَبَصُرَتْ بِهِ ) أَيْ أَبْصَرَتْهُ ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عَنْ جُنُبٍ ) أَيْ عَنْ بُعْدٍ ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) بِتَطَلُّبِهَا لَهُ وَلَا بِإِبْصَارِهَا . وَقِيلَ : مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عَنْ جُنُبٍ ) عَنْ شَوْقٍ إِلَيْهِ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَقَالَ : هِيَ لُغَةُ جُذَامٍ ، يَقُولُونَ : جَنَبْتُ إِلَيْكَ : اشْتَقْتُ . وَقَالَ
الْكِرْمَانِيُّ : " جُنُبٍ " صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ عَنْ مَكَانٍ جُنُبٍ ، يُرِيدُ : بَعِيدًا . وَقِيلَ : عَنْ جَانِبٍ ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَمْشِي عَلَى الشَّطِّ ، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا تَقُصُّ . وَقِيلَ : لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا أُخْتُهُ . وَقِيلَ : لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُ عَدُوٌّ لَهُمْ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : عَنْ جُنُبٍ ، بِضَمَّتَيْنِ . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ : " فَبَصَرَتْ " بِفَتْحِ الصَّادِ ؛
وَعِيسَى : بِكَسْرِهَا . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : " جَنْبٍ " ، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : بِفَتْحِهِمَا أَيْضًا . وَعَنِ
الْحَسَنِ : بِضَمِّ الْجِيمِ وَإِسْكَانِ النُّونِ . وَقَرَأَ
النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ : عَنْ جَانِبٍ ، وَالْجَنْبُ وَالْجَانِبُ وَالْجَنَابَةُ وَالْجَنَابُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَى " عَنْ جُنُبٍ " : أَنَّهَا تَنْظُرُ إِلَيْهِ كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُهُ . وَالتَّحْرِيمُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَنْعِ ، أَيْ مَنَعْنَاهُ أَنْ يَرْضَعَ ثَدْيَ امْرَأَةٍ ؛ وَالْمَرَاضِعُ جَمْعُ
[ ص: 108 ] مُرْضِعٍ ، وَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي تُرْضِعُ ؛ أَوْ جَمْعُ مَرْضَعٍ ، وَهُوَ مَوْضِعُ الرَّضَاعِ ، وَهُوَ الثَّدْيُ ، أَوِ الْإِرْضَاعُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12مِنْ قَبْلُ ) أَيْ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِهِ . وَقِيلَ : مِنْ قَبْلِ قَصِّهَا أَثَرَهُ وَإِتْيَانِهِ عَلَى مَنْ هُوَ عِنْدَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ ) أَيْ أُرْشِدُكُمْ إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) لِكَوْنِهِمْ فِيهِمْ شَفَقَةٌ وَرَحْمَةٌ لِمَنْ يَكْفُلُونَهُ وَحُسْنُ تَرْبِيَةٍ . وَدَلَّ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ) أَنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ جُمْلَةٌ مِنَ الْمُرْضِعَاتِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي لَهُ عَائِدٌ عَلَى
مُوسَى . قِيلَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ الطِّفْلُ فِي ظَاهِرِ أَمْرِهِ مِنْ جُمْلَتِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : تَأَوَّلَ الْقَوْمُ أَنَّ الضَّمِيرَ لِلطِّفْلِ فَقَالُوا لَهَا : إِنَّكِ قَدْ عَرَفْتِيهِ ، فَأَخْبِرِينَا مَنْ هُوَ ؟ فَقَالَتْ : مَا أَرَدْتُ ، إِلَّا أَنَّهُمْ نَاصِحُونَ لِلْمَلِكِ ، فَتَخَلَّصَتْ مِنْهُمْ بِهَذَا التَّأْوِيلِ . وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ : فَمَرَّتْ بِهِمْ إِلَى أُمِّهِ ، فَكَلَّمُوهَا فِي إِرْضَاعِهِ ؛ أَوْ فَجَاءَتْ بِأُمِّهِ إِلَيْهِمْ ، فَكَلَّمُوهَا فِي شَأْنِهِ ، فَأَرْضَعَتْهُ ، فَالْتَقَمَ ثَدْيَهَا . وَيُرْوَى أَنَّ
فِرْعَوْنَ قَالَ لَهَا : مَا سَبَبُ قَبُولِ هَذَا الطِّفْلِ ثَدْيَكِ ، وَقَدْ أَبَى كُلَّ ثَدْيٍ ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ ، طَيِّبَةُ اللَّبَنِ ، لَا أُوتَى بِصَبِيٍّ إِلَّا قَبِلَنِي ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا ، وَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِهَا ، وَأَجْرَى لَهَا كُلَّ يَوْمٍ دِينَارًا . وَجَازَ لَهَا أَخْذُهُ ؛ لِأَنَّهُ مَالُ حَرْبِيٍّ ، فَهُوَ مُبَاحٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ أُجْرَةَ رَضَاعٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ) كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ) وَدَمْعُ الْفَرَحِ بَارِدٌ ، وَعَيْنُ الْمَهْمُومِ حَرَّى سَخِينَةٌ ، وَقَالَ
أَبُو تَمَّامٍ :
فَأَمَّا عُيُونُ الْعَاشِقِينَ فَأُسْخِنَتْ وَأَمَّا عُيُونُ الشَّامِتِينَ فَقَرَّتِ
لَمَّا أَنْجَزَ - تَعَالَى - وَعْدَهُ فِي الرَّدِّ ، ثَبَتَ عِنْدَهَا أَنَّهُ سَيَكُونُ نَبِيًّا رَسُولًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) فَعَلْنَا ذَلِكَ . وَلَا يَعْلَمُونَ ، أَيْ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ، فَهُمْ مُرْتَابُونَ فِيهِ ؛ أَوْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّدَّ إِنَّمَا كَانَ لِعِلْمِهَا بِصِدْقِ وَعْدِ اللَّهِ . " وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " بِأَنَّ الرَّدَّ كَانَ لِذَلِكَ ، وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) دَلَالَةٌ عَلَى ضَعْفِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْإِيحَاءَ إِلَيْهَا كَانَ إِلْهَامًا أَوْ مَنَامًا ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَبْعُدُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ وَعْدٌ . وَقَوْلُهُ : " وَلِتَعْلَمَ " وُقُوعَ ذَلِكَ فَهُوَ عِلْمُ مُشَاهَدَةٍ ؛ إِذْ كَانَتْ عَالِمَةً أَنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ ، وَأَكْثَرُهُمْ هُمُ الْقِبْطُ ، وَلَا يَعْلَمُونَ سِرَّ الْقَضَاءِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : لَا يَعْلَمُونَ مَصَالِحَهُمْ وَصَلَاحَ عَوَاقِبِهِمْ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا ،
وَمُقَاتِلٌ : لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ وَعَدَهَا رَدَّهُ إِلَيْهَا ، وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=14الْمُحْسِنِينَ ) فِي سُورَةِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - .