(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .
قرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وصلنا ) مشدد الصاد ؛
والحسن : بتخفيفها ، والضمير في لهم
لقريش . وقال
رفاعة القرظي : نزلت في عشرة من اليهود ، أنا أحدهم . قال الجمهور : وصلنا : تابعنا القرآن موصولا بعضه ببعض في المواعظ والزجر والدعاء إلى الإسلام . وقال
الحسن : وفي ذكر الأمم المهلكة . وقال
مجاهد : جعلناه أوصالا من حيث كان أنواعا من القول في معان مختلفة . وقال
ابن زيد : وصلنا لهم خبر الآخرة بخبر الدنيا ، حتى كأنهم عاينوا الآخرة . وقال
الأخفش : أتممنا لوصلك الشيء بالشيء ، وأصل التوصل في الحبل ، يوصل بعضه ببعض . وقال الشاعر :
فقل لبني مروان ما بال ذمتي بحبل ضعيف لا يزال يوصل
وهذه الأقوال معناها : توصيل المعاني فيه بها إليهم . وقالت فرقة : التوصيل بالنسبة إلى الألفاظ ، أي وصلنا لهم قولا معجزا دالا على نبوتك . وأهل الكتاب هنا جماعة من
اليهود أسلمت ، وكان الكفار يؤذونهم . أو
بحيرا الراهب ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي .
وابن سلام ،
وأبو رفاعة ، وابنه في عشرة من
اليهود أسلموا . أو أربعون من أهل الإنجيل كانوا مؤمنين بالرسول قبل مبعثه ، اثنان وثلاثون من
الحبشة أقبلوا مع
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب ، وثمانية قدموا من
الشام :
بحيرا ،
وأبرهة ،
وأشرف ،
وأربد ،
وتمام ،
وإدريس ،
ونافع ،
وراد أو
ابن سلام ،
nindex.php?page=showalam&ids=155وتميم الداري ،
والجارود العبدي ،
وسلمان ، سبعة أقوال آخرها
لقتادة . والظاهر أنها أمثلة لمن آمن منهم ، والضمير في به عائد على القول ، وهو القرآن . وقال
الفراء : عائد على الرسول ، وقال أيضا : إن عاد على القرآن ، كان صوابا ؛ لأنهم قد قالوا : إنه الحق من ربنا . انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إنه الحق من ربنا ) تعليل للإيمان به ؛ لأن كونه حقا من الله حقيق بأن نؤمن به . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إنا كنا من قبله مسلمين ) بيان لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمنا به ) أي إيماننا به متقادم ، إذ كان الآباء الأقدمون إلى آبائنا قرءوا ما في الكتاب الأول ، وأعلموا بذلك الأبناء ، فنحن مسلمون من قبل نزوله وتلاوته علينا ،
nindex.php?page=treesubj&link=28632والإسلام صفة كل موحد مصدق بالوحي . وإيتاء الأجر مرتين لكونه آمن بكتابه وبالقرآن ؛ وعلل ذلك بصبرهم أي على تكاليف الشريعة السابقة لهم ، وهذه الشريعة وما يلقون من الأذى . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374768 " ثلاثة يؤتيهم الله أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي " الحديث . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54ويدرءون ) يدفعون (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54بالحسنة ) بالطاعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54السيئة ) المعصية المتقدمة ، أو بالحلم الأذى ، وذلك من مكارم الأخلاق . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك . وقال
ابن جبير : بالمعروف المنكر . وقال
ابن زيد : بالخير الشر . وقال
ابن سلام : بالعلم الجهل ، وبالكظم الغيظ . وفي وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -
لمعاذ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374769 " أتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55اللغو ) سقط القول . وقال
مجاهد : الأذى والسب . وقال
الضحاك : الشرك . وقال
ابن زيد : ما غيرته اليهود من وصف الرسول ، سمعه قوم منهم ، فكرهوا ذلك وأعرضوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55ولكم أعمالكم ) خطاب لقائل اللغو المفهوم ذلك من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55سلام عليكم )
[ ص: 126 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سلام متاركة لا سلام تحية . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لا نبتغي الجاهلين ) أي لا نطلب مخالطتهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ) أي لا تقدر على خلق الهداية فيه ، ولا تنافي بين هذا وبين قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ؛ لأن معنى هذا : وإنك لترشد . وقد أجمع المسلمون على أنها نزلت في
أبي طالب ، وحديثه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حالة أن مات مشهور . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت ؛ لأنك لا تعلم المطبوع على قلبه من غيره ، ولكن الله يدخل في الإسلام من يشاء ، وهو الذي علم أنه غير مطبوع على قلبه ، وأن الألطاف تنفع فيه ، فتقرب به ألطافه حتى يدعوه إلى القبول . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56وهو أعلم بالمهتدين ) بالقابلين من الذين لا يقبلون . انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال في أمر الألطاف . وقالوا : الضمير في وقالوا
لقريش . وقيل ، القائل
الحرث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف : إنك على الحق ، ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب ، فذلك وإنما نحن أكلة رأس ، أي قليلون أن يتخطفونا من أرضنا .
وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57الهدى معك ) أي على زعمك ، فقطع الله حجتهم ؛ إذ كانوا - وهم كفار بالله - عباد أصنام قد أمنوا في حرمهم ، والناس في غيره يتقاتلون ، وهم مقيمون في بلد غير ذي زرع ، يجيء إليهم ما يحتاجون من الأقوات ، فكيف إذا آمنوا واهتدوا ؟ فهو - تعالى - يمهد لهم الأرض ويملكهم الأرض ، كما وعدهم تعالى ، ووقع ما وعد به ، ووصف الحرم بالأمن مجاز ، إذ الآمنون فيه هم ساكنوه . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57ثمرات كل شيء ) عام مخصوص يراد به الكثرة . وقرأ
المنقري : يتخطف ، برفع الفاء ، مثل قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أينما تكونوا يدرككم " برفع الكاف أي فيدرككم ، أي فهو يدرككم . وقوله : من يفعل الحسنات الله يشكرها : أي فيتخطف ، وفالله يشكرها ، وهو تخريج شذوذ . وقرأ
نافع وجماعة عن
يعقوب ،
وأبو حاتم عن
عاصم : تجبى ، بتاء التأنيث ، والباقون بالياء . وقرأ الجمهور : ثمرات ، بفتحتين ؛
nindex.php?page=showalam&ids=11793وأبان بن تغلب : بضمتين ، وبعضهم : بفتح الثاء وإسكان الميم . وانتصب " رزقا " على أنه مصدر من المعنى ؛ لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57يجبى إليه ثمرات ) أي برزق ثمرات ، أو على أنه مفعول له ، وفاعل الفعل المعلل محذوف ، أي نسوق إليه ثمرات كل شيء ، وإن كان الرزق ليس مصدرا ، بل بمعنى المرزوق ، جاز انتصابه على الحال من ثمرات ، ويحسن لك تخصيصا بالإضافة . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57أكثرهم لا يعلمون ) أي جهلة بأن ذلك الرزق هو من عندنا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَصَّلْنَا ) مُشَدَّدُ الصَّادِ ؛
وَالْحَسَنُ : بِتَخْفِيفِهَا ، وَالضَّمِيرُ فِي لَهُمْ
لِقُرَيْشٍ . وَقَالَ
رِفَاعَةُ الْقُرَظِيُّ : نَزَلَتْ فِي عَشَرَةٍ مِنَ الْيَهُودِ ، أَنَا أَحَدُهُمْ . قَالَ الْجُمْهُورُ : وَصَّلْنَا : تَابَعْنَا الْقُرْآنَ مَوْصُولًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فِي الْمَوَاعِظِ وَالزَّجْرِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : وَفِي ذِكْرِ الْأُمَمِ الْمُهْلَكَةِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : جَعَلْنَاهُ أَوْصَالًا مِنْ حَيْثُ كَانَ أَنْوَاعًا مِنَ الْقَوْلِ فِي مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : وَصَّلْنَا لَهُمْ خَبَرَ الْآخِرَةِ بِخَبَرِ الدُّنْيَا ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ عَايَنُوا الْآخِرَةَ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : أَتْمَمْنَا لِوَصْلِكَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ ، وَأَصْلُ التَّوَصُّلِ فِي الْحَبْلِ ، يُوَصَّلُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَقُلْ لِبَنِي مَرْوَانَ مَا بَالُ ذِمَّتِي بِحَبْلٍ ضَعِيفٍ لَا يَزَالُ يُوَصَّلُ
وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ مَعْنَاهَا : تَوْصِيلُ الْمَعَانِي فِيهِ بِهَا إِلَيْهِمْ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : التَّوْصِيلُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَلْفَاظِ ، أَيْ وَصَّلْنَا لَهُمْ قَوْلًا مُعْجِزًا دَالًّا عَلَى نُبُوَّتِكَ . وَأَهْلُ الْكِتَابِ هُنَا جَمَاعَةٌ مِنَ
الْيَهُودِ أَسْلَمَتْ ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يُؤْذُونَهُمْ . أَوْ
بَحِيرَا الرَّاهِبُ ، أَوِ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ ، أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ .
وَابْنُ سَلَامٍ ،
وَأَبُو رَفَاعَةَ ، وَابْنُهُ فِي عَشَرَةٍ مِنَ
الْيَهُودِ أَسْلَمُوا . أَوْ أَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ كَانُوا مُؤْمِنِينَ بِالرَّسُولِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ ، اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ مِنَ
الْحَبَشَةِ أَقْبَلُوا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَثَمَانِيَةٌ قَدِمُوا مِنَ
الشَّامِ :
بَحِيرَا ،
وَأَبْرَهَةُ ،
وَأَشْرَفُ ،
وَأَرْبَدُ ،
وَتَمَّامٌ ،
وَإِدْرِيسُ ،
وَنَافِعٌ ،
وَرَّادٌ أَوِ
ابْنُ سَلَامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=155وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ ،
وَالْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ ،
وَسَلْمَانُ ، سَبْعَةُ أَقْوَالٍ آخِرُهَا
لِقَتَادَةَ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا أَمْثِلَةٌ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ ، وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ عَلَى الْقَوْلِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : عَائِدٌ عَلَى الرَّسُولِ ، وَقَالَ أَيْضًا : إِنْ عَادَ عَلَى الْقُرْآنِ ، كَانَ صَوَابًا ؛ لِأَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا : إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا . انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا ) تَعْلِيلٌ لِلْإِيمَانِ بِهِ ؛ لِأَنَّ كَوْنَهُ حَقًّا مِنَ اللَّهِ حَقِيقٌ بِأَنْ نُؤْمِنَ بِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) بَيَانٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمَنَّا بِهِ ) أَيْ إِيمَانُنَا بِهِ مُتَقَادِمٌ ، إِذْ كَانَ الْآبَاءُ الْأَقْدَمُونَ إِلَى آبَائِنَا قَرَءُوا مَا فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، وَأَعْلَمُوا بِذَلِكَ الْأَبْنَاءَ ، فَنَحْنُ مُسْلِمُونَ مِنْ قَبْلِ نُزُولِهِ وَتِلَاوَتِهِ عَلَيْنَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=28632وَالْإِسْلَامُ صِفَةُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مُصَدِّقٍ بِالْوَحْيِ . وَإِيتَاءُ الْأَجْرِ مَرَّتَيْنِ لِكَوْنِهِ آمَنَ بِكِتَابِهِ وَبِالْقُرْآنِ ؛ وَعُلِّلَ ذَلِكَ بِصَبْرِهِمْ أَيْ عَلَى تَكَالِيفِ الشَّرِيعَةِ السَّابِقَةِ لَهُمْ ، وَهَذِهِ الشَّرِيعَةُ وَمَا يَلْقَوْنَ مِنَ الْأَذَى . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374768 " ثَلَاثَةٌ يُؤْتِيهِمُ اللَّهُ أَجَرَهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيهٍ وَآمَنَ بِي " الْحَدِيثَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54وَيَدْرَءُونَ ) يَدْفَعُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54بِالْحَسَنَةِ ) بِالطَّاعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54السَّيِّئَةَ ) الْمَعْصِيَةَ الْمُتَقَدِّمَةَ ، أَوْ بِالْحِلْمِ الْأَذَى ، وَذَلِكَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : يَدْفَعُونَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الشِّرْكَ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ : بِالْمَعْرُوفِ الْمُنْكَرَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : بِالْخَيْرِ الشَّرَّ . وَقَالَ
ابْنُ سَلَامٍ : بِالْعِلْمِ الْجَهْلَ ، وَبِالْكَظْمِ الْغَيْظَ . وَفِي وَصِيَّةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِمُعَاذٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374769 " أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55اللَّغْوَ ) سَقْطُ الْقَوْلِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْأَذَى وَالسَّبُّ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الشِّرْكُ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : مَا غَيَّرَتْهُ الْيَهُودُ مِنْ وَصْفِ الرَّسُولِ ، سَمِعَهُ قَوْمٌ مِنْهُمْ ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَأَعْرَضُوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ) خِطَابٌ لِقَائِلِ اللَّغْوِ الْمَفْهُومِ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55سَلَامٌ عَلَيْكُمْ )
[ ص: 126 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سَلَامُ مُتَارَكَةٍ لَا سَلَامُ تَحِيَّةٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) أَيْ لَا نَطْلُبُ مُخَالَطَتَهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) أَيْ لَا تَقْدِرُ عَلَى خَلْقِ الْهِدَايَةِ فِيهِ ، وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ؛ لِأَنَّ مَعْنَى هَذَا : وَإِنَّكَ لَتُرْشِدُ . وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ ، وَحَدِيثُهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَالَةَ أَنْ مَاتَ مَشْهُورٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَا تَقْدِرُ أَنْ تُدْخِلَ فِي الْإِسْلَامِ كُلَّ مَنْ أَحْبَبْتَ ؛ لِأَنَّكَ لَا تَعْلَمُ الْمَطْبُوعَ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ يَشَاءُ ، وَهُوَ الَّذِي عَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ مَطْبُوعٍ عَلَى قَلْبِهِ ، وَأَنَّ الْأَلْطَافَ تَنْفَعُ فِيهِ ، فَتُقَرِّبُ بِهِ أَلْطَافُهُ حَتَّى يَدْعُوهُ إِلَى الْقَبُولِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) بِالْقَابِلِينَ مِنَ الَّذِينَ لَا يَقْبَلُونَ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ فِي أَمْرِ الْأَلْطَافِ . وَقَالُوا : الضَّمِيرُ فِي وَقَالُوا
لِقُرَيْشٍ . وَقِيلَ ، الْقَائِلُ
الْحَرْثُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ : إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ ، وَلَكِنَّا نَخَافُ إِنِ اتَّبَعْنَاكَ وَخَالَفْنَا الْعَرَبَ ، فَذَلِكَ وَإِنَّمَا نَحْنُ أَكَلَةُ رَأْسٍ ، أَيْ قَلِيلُونَ أَنْ يَتَخَطَّفُونَا مِنْ أَرْضِنَا .
وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57الْهُدَى مَعَكَ ) أَيْ عَلَى زَعْمِكَ ، فَقَطَعَ اللَّهُ حُجَّتَهُمْ ؛ إِذْ كَانُوا - وَهُمْ كُفَّارٌ بِاللَّهِ - عُبَّادَ أَصْنَامٍ قَدْ أَمِنُوا فِي حَرَمِهِمْ ، وَالنَّاسُ فِي غَيْرِهِ يَتَقَاتَلُونَ ، وَهُمْ مُقِيمُونَ فِي بَلَدٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ، يَجِيءُ إِلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَ مِنَ الْأَقْوَاتِ ، فَكَيْفَ إِذَا آمَنُوا وَاهْتَدَوْا ؟ فَهُوَ - تَعَالَى - يُمَهِّدُ لَهُمُ الْأَرْضَ وَيُمَلِّكُهُمُ الْأَرْضَ ، كَمَا وَعَدَهُمْ تَعَالَى ، وَوَقَعَ مَا وَعَدَ بِهِ ، وَوَصْفُ الْحَرَمِ بِالْأَمْنِ مَجَازٌ ، إِذِ الْآمِنُونَ فِيهِ هُمْ سَاكِنُوهُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ) عَامٌّ مَخْصُوصٌ يُرَادُ بِهِ الْكَثْرَةُ . وَقَرَأَ
الْمِنْقَرِيُّ : يُتَخَطَّفُ ، بِرَفْعِ الْفَاءِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ " بِرَفْعِ الْكَافِ أَيْ فَيُدْرِكُكُمْ ، أَيْ فَهُوَ يُدْرِكُكُمْ . وَقَوْلُهُ : مَنْ يَفْعَلُ الْحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا : أَيْ فَيُتَخَطَّفُ ، وَفَاللَّهُ يَشْكُرُهَا ، وَهُوَ تَخْرِيجُ شُذُوذٍ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَجَمَاعَةٌ عَنْ
يَعْقُوبَ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ عَنْ
عَاصِمٍ : تُجْبَى ، بِتَاءِ التَّأْنِيثِ ، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ثَمَرَاتُ ، بِفَتْحَتَيْنِ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=11793وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ : بِضَمَّتَيْنِ ، وَبَعْضُهُمْ : بِفَتْحِ الثَّاءِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ . وَانْتَصَبَ " رِزْقًا " عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنَ الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ ) أَيْ بِرِزْقِ ثَمَرَاتٍ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ ، وَفَاعِلُ الْفِعْلِ الْمُعَلَّلِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ نَسُوقُ إِلَيْهِ ثَمَرَاتِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإِنْ كَانَ الرِّزْقُ لَيْسَ مَصْدَرًا ، بَلْ بِمَعْنَى الْمَرْزُوقِ ، جَازِ انْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ ثَمَرَاتٍ ، وَيَحْسُنُ لَكَ تَخْصِيصًا بِالْإِضَافَةِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) أَيْ جَهَلَةٌ بِأَنَّ ذَلِكَ الرِّزْقَ هُوَ مِنْ عِنْدِنَا .