[ ص: 157 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56ياعبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=57كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=60وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=61ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
أكثر المفسرين ذهبوا إلى أن قوله : ( يا عبادي ) الآية ، نزلت فيمن كان مقيما
بمكة ; أمروا بالهجرة عنها إلى
المدينة ، أي : جانبوا أهل الشرك ، واطلبوا أهل الإيمان . وقال
أبو العالية : سافروا لطلب أوليائه . وقال
ابن جبير ،
وعطاء ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس : الأرض التي فيها الظلم والمنكر تترتب فيها هذه الآية ، ويلزم الهجرة عنها إلى بلد حق . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن الشخير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56إن أرضي واسعة ) عدة بسعة الرزق في جميع الأرض . وقيل : أرض الجنة واسعة أعطيكم . وقال
مجاهد : سافروا لجهاد أعدائه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56فإياي فاعبدون ) من باب الاشتغال : أي : فإياي اعبدوا فاعبدون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : ما معنى الفاء في ( فاعبدون ) ، وتقدم المفعول ؟ قلت : الفاء جواب شرط محذوف ; لأن المعنى : إن أرضي واسعة ، فإن لم تخلصوا العبادة في أرض ، فاخلصوها في غيرها . ثم حذف الشرط وعوض من حذفه تقديم المفعول ، مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص . انتهى . ويحتاج هذا الجواب إلى تأمل .
ولما أخبر تعالى بسعة أرضه ، وكان ذلك إشارة إلى الهجرة ، وأمر بعبادته ، فكان قد يتوهم متوهم أنه إذا خرج من أرضه التي نشأ فيها لأجل من حلها من أهل الكفر إلى دار الإسلام ، لا يستقيم له فيها ما كان يستقيم له في أرضه ، وربما أدى ذلك إلى هلاكه ، أخبر أن كل نفس لها أجل تبلغه ، وتموت في أي مكان حل ، وأن رجوع الجمع إلى أجزائه يوم القيامة . وقرأ
علي : " ترجعون " مبنيا للفاعل ; والجمهور : مبنيا للمفعول ، بتاء الخطاب . وروي عن
عاصم : بياء الغيبة . وقرأ
أبو حيوة : ( ذائقة ) بالتنوين ; ( الموت ) بالنصب . وقرأ : ( لنبوئنهم ) من المباءة . وقرأ
علي ،
وعبد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خثيم ،
وابن وثاب ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : من الثواء ; وبوأ يتعدى لاثنين . قال تعالى : ( تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال وقد جاء متعديا باللام . قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) والمعنى : ليجعلن لهم مكان مباءة ، أي : مرجعا يأوون إليه . ( غرفا ) أي : علالي ، وأما ثوى فمعناه : أقام ، وهو فعل لازم ، فدخلت عليه همزة التعدية فصار يتعدى إلى واحد ، وقد قرئ مشددا " عدى " بالتضعيف ، فانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58غرفا ) ، إما على إسقاط حرف الجر ، أي : في غرف ، ثم اتسع فحذف ، وإما على تضمين الفعل معنى التبوئة ، فتعدى إلى اثنين ، أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم يوصل إليه الفعل . وروي عن
ابن عامر : " غرفا " ، بضم الراء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب : " فنعم " ، بالفاء ; والجمهور : بغير فاء . ( الذين صبروا ) أي : على مفارقة أوطانهم والهجرة وجميع المشاق ، من امتثال الأوامر واجتناب المناهي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59وعلى ربهم يتوكلون ) هذان جماع الخير كله : الصبر ،
nindex.php?page=treesubj&link=19648وتفويض الأمور إلى الله تعالى .
[ ص: 158 ] ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أسلم
بمكة بالهجرة ، خافوا الفقر فقالوا : غربة في بلاد لا دار لنا ، ولا فيه عقار ، ولا من يطعم . فمثل لهم بأكثر الدواب التي تتقوت ولا تدخر ، ولا تروى في رزقها ، ولا تحمل رزقها ، من الحمل : أي : لا تنقل ، ولا تنظر في ادخار ، قاله
مجاهد ،
وأبو مجلز ،
nindex.php?page=showalam&ids=16597وعلي بن الأقمر . والادخار جاء في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374778 " كيف بك إذا بقيت في حثالة من حثالة الناس يخبئون رزق سنة لضعف اليقين ؟ " قيل : ويجوز أن يكون من الحمالة التي لا تتكفل لنفسها ولا تروى . وقال
الحسن : ( لا تحمل رزقها ) لا تدخر ، إنما تصبح فيرزقها الله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا يدخر إلا الآدمي والنمل والفأرة والعقعق ، وقيل : البلبل يحتكر في حضنيه ، ويقال : للعقعق مخابئ ، إلا أنه ينساها . وانتفاء حملها لرزقها ، إما لضعفها وعجزها عن ذلك ، وإما لكونها خلقت لا عقل لها ، فيفكر فيما يخبؤه للمستقبل : أي : يرزقها على ضعفها . ( وإياكم ) أي : على قدرتكم على الاكتساب ، وعلى التحيل في تحصيل المعيشة ، ومع ذلك فرازقكم هو الله ( وهو السميع ) لقولكم : نخشى الفقر ، ( العليم ) بما انطوت عليه ضمائركم .
ثم أعقب تعالى ذلك بإقرارهم بأن مبدع العالم ومسخر النيرين هو الله . وأتبع ذلك ببسط الرزق وضيقه ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62الله يبسط الرزق لمن يشاء ) أن يبسطه ( ويقدر ) لمن يشاء أن يقدره . والضمير في ( له ) ظاهره العود على من يشاء ، فيكون ذلك الواحد يبسط له في وقت ، ويقدر في وقت . ويجوز أن يكون الضمير عائدا عليه في اللفظ ، والمراد لمن يشاء آخر ، فصار نظير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ) أي : من عمر معمر آخر . وقولهم : عندي درهم ونصفه : أي : ونصف درهم آخر ، فيكون المبسوط له الرزق غير المضيق عليه الرزق . وقرأ
علقمة الحمصي : " ويقدر " : بضم الياء وفتح القاف وشد الدال ( عليم ) يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم .
ولما أخبر بأنهم مقرون بأن موجد العالم ، ومسخر النيرين ، ومحيي الأرض بعد موتها هو الله ، كان ذلك الإقرار ملزما لهم أن رازق العباد إنما الله هو المتكفل به . وأمر رسوله بالحمد له تعالى ; لأن في إقرارهم توحيد الله بالإبداع ونفي الشركاء عنه في ذلك ، وكان ذلك حجة عليهم ، حيث أسندوا ذلك إلى الله وعبدوا الأصنام . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63بل أكثرهم لا يعقلون ) حيث يقرون بالصانع الرازق المحيي ، ويعبدون غيره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا ) الإشارة بهذه ازدراء للدنيا وتصغير لأمرها ، وكيف لا ؟ وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة ، أي : ما هي في سرعة زوالها عن أهلها وموتهم عنها ، إلا كما يلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون . والحيوان ، والحياة بمعنى واحد ، وهو عند
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه مصدر حيي ، والمعنى : لهي دار الحياة ، أي : المستمرة التي لا تنقطع . قال
مجاهد : لا موت فيها . وقيل : الحيوان : الحي ، وكأنه أطلق على الحي اسم المصدر . وجعلت الدار الآخرة حيا على المبالغة بالوصف بالحياة ، وظهور الواو في الحيوان وفي حيوة علم لرجل استدل به من ذهب إلى أن الواو في مثل هذا التركيب تبدل ياء لكسر ما قبلها ، نحو : شقي من الشقوة . ومن ذهب إلى أن لام الكلمة لامها ياء ، زعم أن ظهور الواو في حيوان وحيوة بدل من ياء شذوذا ، وجواب " لو " محذوف ، أي : لو كانوا يعلمون ، لم يؤثروا دار الفناء عليها . وجاء بناء مصدر حيي على فعلان ; لأنه يدل على الحركة والاضطراب ، كالغليان ، والنزوان ، واللهيان ، والجولان ، والطوفان . والحي : كثير الاضطراب والحركة ، فهذا البناء فيه لكثرة الحركة .
ولما ذكر تعالى أنهم مقرون بالله إذا سئلوا : من خلق العالم ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63من نزل من السماء ماء ) ؟ ذكر أيضا حالة أخرى يرجعون فيها إلى الله ، ويقرون بأنه هو الفاعل لما يريد ، وذلك حين ركوب البحر واضطراب أمواجه واختلاف رياحه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : بم اتصل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك ) ؟ قلت : بمحذوف دل عليه ما وصفهم به ، وشرح من أمرهم معناه على ما وصفوا به من الشرك والعناد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )
[ ص: 159 ] كائنين في صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين ، حيث لا يذكرون إلا الله ، ولا يدعون مع الله آخر . وفي المخلصين ضرب من التهكم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65إذا هم يشركون ) جواب " لما " ، أي : فاجأ السجية إشراكهم بالله ، أي : لم يتأخر عنها ولا وقتا . والظاهر في ( ليكفروا ) أنها لام " كي " ، وعطف عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وليتمتعوا ) في قراءة من كسر اللام وهم :
العربيان ونافع وعاصم ، والمعنى : عادوا إلى شركهم . ( ليكفروا ) أي : الحامل لهم على الشرك هو كفرهم بما أعطاهم الله تعالى ، وتلذذهم بما متعوا به من عرض الدنيا ، بخلاف المؤمنين ، فإنهم إذا نجوا من مثل تلك الشدة ، كان ذلك جالب شكر الله تعالى ، وطاعة له مزدادة . وقيل : اللام في : ( ليكفروا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وليتمتعوا ) لام الأمر ، ويؤيده قراءة من سكن لام (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وليتمتعوا ) وهم :
ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ; وهذا الأمر على سبيل التهديد ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كيف جاز أن يأمر الله تعالى بالكفر ، وبأن يعمل العصاة ما شاءوا ، وهو ناه عن ذلك ومتوعد عليه ؟ قلت : هو مجاز عن الخذلان والتخلية ، وأن ذلك الأمر مسخط إلى غاية . انتهى . والتخلية والخذلان من ألفاظ
المعتزلة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فتمتعوا فسوف تعلمون " ، بالتاء فيهما : أي قيل لهم تمتعوا فسوف تعلمون ، وكذا في مصحف
أبي . وقرأ
أبو العالية : " فيتمتعوا " ، بالياء ، مبنيا للمفعول . ومن قرأ : " وليتمتعوا " ، بسكون اللام ، وكان عنده اللام في : ( ليكفروا ) ، لام كي ، فالواو عاطفة كلاما على كلام ، لا عاطفة فعلا على فعل . وحكى
ابن عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : " لسوف تعلمون " ، باللام ، ثم ذكرهم تعالى بنعمه ، حيث أسكنهم بلدة أمنوا فيها ، لا يغزوهم أحد ولا يستلب منهم ، مع كونهم قليلي العدد ، قارين في مكان لا زرع فيه ، وهذه من أعظم النعمة التي كفروها ، وهي نعمة لا يقدر عليها إلا الله تعالى . وقرأ الجمهور : ( يؤمنون ) ، و ( يكفرون ) ، بالياء فيهما . وقرأ
السلمي ،
والحسن : بتاء الخطاب فيهما . وافتراؤهم الكذب : زعمهم أن لله شريكا ، وتكذيبهم بالحق : كفرهم بالرسول والقرآن . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68لما جاءه ) : إشعار بأنهم لم يتوقفوا في تكذيبه وقت مجيء الحق لهم ، بخلاف العاقل ، فإنه إذا بلغه خبر ، نظر فيه وفكر حتى يبين له أصدق هو أم كذب . و ( أليس ) تقرير لمقامهم في جهنم كقوله : ألستم خير من ركب المطايا . و ( للكافرين ) من وضع الظاهر موضع المضمر : أي مثواهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69والذين جاهدوا فينا ) : أطلق المجاهدة ، ولم يقيدها بمتعلق ، ليتناول
nindex.php?page=treesubj&link=19523المجاهدة في النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين ، وما ورد من أقوال العلماء ، فالمقصود بها المثال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : جاهدوا أهواءهم في طاعة الله وشكر آلائه والصبر على بلائه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لنهدينهم سبلنا ) : لنزيدنهم هداية إلى سبيل الخير ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : جاهدوا فينا بالثبات على الإيمان ، لنهدينهم سبلنا إلى الجنة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12032أبو سليمان الداراني : جاهدوا فيما علموا ، لنهدينهم إلى ما لم يعلموا . وقيل : جاهدوا في الغزو ، لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المحسنين الموحدين . وقال غيره : المجاهدون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك : من اعتاصت عليه مسألة ، فليسأل أهل الثغور عنها ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لنهدينهم سبلنا ) . ( والذين ) : مبتدأ خبره القسم المحذوف ، وجوابه : وهو لنهدينهم ، وبهذا ونظيره رد على
nindex.php?page=showalam&ids=15611أبي العباس ثعلب في منعه أن تقع جملة القسم والمقسم عليه خبرا للمبتدأ ، ونظيره : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوأنهم ) .
[ ص: 157 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=57كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=60وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=61وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .
أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( يَا عِبَادِيَ ) الْآيَةَ ، نَزَلَتْ فِيمَنْ كَانَ مُقِيمًا
بِمَكَّةَ ; أُمِرُوا بِالْهِجْرَةِ عَنْهَا إِلَى
الْمَدِينَةِ ، أَيْ : جَانِبُوا أَهْلَ الشِّرْكِ ، وَاطْلُبُوا أَهْلَ الْإِيمَانِ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : سَافِرُوَا لِطَلَبِ أَوْلِيَائِهِ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ ،
وَعَطَاءٌ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا الظُّلْمُ وَالْمُنْكَرُ تَتَرَتَّبُ فِيهَا هَذِهِ الْآيَةُ ، وَيَلْزَمُ الْهِجْرَةُ عَنْهَا إِلَى بَلَدٍ حَقٍّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17098مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ) عِدَةٌ بِسَعَةِ الرِّزْقِ فِي جَمِيعِ الْأَرْضِ . وَقِيلَ : أَرْضُ الْجَنَّةِ وَاسِعَةٌ أُعْطِيكُمْ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : سَافِرُوا لِجِهَادِ أَعْدَائِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ) مِنْ بَابِ الِاشْتِغَالِ : أَيْ : فَإِيَّايَ اعْبُدُوا فَاعْبُدُونِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى الْفَاءِ فِي ( فَاعْبُدُونِ ) ، وَتَقَدُّمِ الْمَفْعُولِ ؟ قُلْتُ : الْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى : إِنْ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ، فَإِنْ لَمْ تُخْلِصُوا الْعِبَادَةَ فِي أَرْضٍ ، فَاخْلِصُوهَا فِي غَيْرِهَا . ثُمَّ حُذِفَ الشَّرْطُ وَعُوِّضَ مِنْ حَذْفِهِ تَقْدِيمَ الْمَفْعُولِ ، مَعَ إِفَادَةِ تَقْدِيمِهِ مَعْنَى الِاخْتِصَاصِ وَالْإِخْلَاصِ . انْتَهَى . وَيَحْتَاجُ هَذَا الْجَوَابُ إِلَى تَأَمُّلٍ .
وَلَمَّا أَخْبَرَ تَعَالَى بِسِعَةِ أَرْضِهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى الْهِجْرَةِ ، وَأَمَرَ بِعِبَادَتِهِ ، فَكَانَ قَدْ يَتَوَهَّمُ مُتَوَهِّمٌ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَرْضِهِ الَّتِي نَشَأَ فِيهَا لِأَجْلِ مَنْ حَلَّهَا مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ ، لَا يَسْتَقِيمُ لَهُ فِيهَا مَا كَانَ يَسْتَقِيمُ لَهُ فِي أَرْضِهِ ، وَرُبَّمَا أَدَّى ذَلِكَ إِلَى هَلَاكِهِ ، أَخْبَرَ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَهَا أَجَلٌ تَبْلُغُهُ ، وَتَمُوتُ فِي أَيِّ مَكَانٍ حَلَّ ، وَأَنَّ رُجُوعَ الْجَمْعِ إِلَى أَجْزَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ : " تَرْجِعُونَ " مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ; وَالْجُمْهُورُ : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَرُوِيَ عَنْ
عَاصِمٍ : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ : ( ذَائِقَةُ ) بِالتَّنْوِينِ ; ( الْمَوْتِ ) بِالنَّصْبِ . وَقَرَأَ : ( لَنُبَوِّئَنَّهُمْ ) مِنَ الْمَبَاءَةِ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : مِنَ الثَّوَاءِ ; وَبَوَّأَ يَتَعَدَّى لِاثْنَيْنِ . قَالَ تَعَالَى : ( تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَقَدْ جَاءَ مُتَعَدِّيًا بِاللَّامِ . قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ) وَالْمَعْنَى : لَيَجْعَلَنَّ لَهُمْ مَكَانَ مَبَاءَةٍ ، أَيْ : مَرْجِعًا يَأْوُونَ إِلَيْهِ . ( غُرَفًا ) أَيْ : عَلَالِيَ ، وَأَمَّا ثَوَى فَمَعْنَاهُ : أَقَامَ ، وَهُوَ فِعْلٌ لَازِمٌ ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ هَمْزَةُ التَّعْدِيَةِ فَصَارَ يَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ ، وَقَدْ قُرِئَ مُشَدَّدًا " عَدَّى " بِالتَّضْعِيفِ ، فَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58غُرَفًا ) ، إِمَّا عَلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ ، أَيْ : فِي غُرَفٍ ، ثُمَّ اتَّسَعَ فَحُذِفَ ، وَإِمَّا عَلَى تَضْمِينِ الْفِعْلِ مَعْنَى التَّبْوِئَةِ ، فَتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ ، أَوْ شِبْهِ الظَّرْفِ الْمَكَانِيِّ الْمُخْتَصِّ بِالْمُبْهَمِ يُوَصِّلُ إِلَيْهِ الْفِعْلُ . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ : " غُرُفًا " ، بِضَمِّ الرَّاءِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ : " فَنِعْمَ " ، بِالْفَاءِ ; وَالْجُمْهُورُ : بِغَيْرِ فَاءٍ . ( الَّذِينَ صَبَرُوا ) أَيْ : عَلَى مُفَارَقَةِ أَوْطَانِهِمْ وَالْهِجْرَةِ وَجَمِيعِ الْمَشَاقِّ ، مِنَ امْتِثَالِ الْأَوَامِرِ وَاجْتِنَابِ الْمَنَاهِي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) هَذَانِ جِمَاعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ : الصَّبْرُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19648وَتَفْوِيضُ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
[ ص: 158 ] وَلَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَنْ أَسْلَمَ
بِمَكَّةَ بِالْهِجْرَةِ ، خَافُوا الْفَقْرَ فَقَالُوا : غُرْبَةٌ فِي بِلَادٍ لَا دَارَ لَنَا ، وَلَا فِيهِ عَقَارٌ ، وَلَا مَنْ يُطْعِمُ . فَمَثَّلَ لَهُمْ بِأَكْثَرِ الدَّوَابِّ الَّتِي تَتَقَوَّتُ وَلَا تَدَّخِرُ ، وَلَا تَرَوَّى فِي رِزْقِهَا ، وَلَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ، مِنَ الْحَمْلِ : أَيْ : لَا تَنْقُلُ ، وَلَا تَنْظُرُ فِي ادِّخَارٍ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ،
وَأَبُو مِجْلَزٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16597وَعَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ . وَالِادِّخَارُ جَاءَ فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374778 " كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنْ حُثَالَةِ النَّاسِ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَةٍ لِضَعْفِ الْيَقِينِ ؟ " قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْحَمَالَةِ الَّتِي لَا تَتَكَفَّلُ لِنَفْسِهَا وَلَا تَرَوَّى . وَقَالَ
الْحَسَنُ : ( لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ) لَا تَدَّخِرُ ، إِنَّمَا تُصْبِحُ فَيَرْزُقُهَا اللَّهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا يَدَّخِرُ إِلَّا الْآدَمِيُّ وَالنَّمْلُ وَالْفَأْرَةُ وَالْعَقْعَقُ ، وَقِيلَ : الْبُلْبُلُ يَحْتَكِرُ فِي حِضْنَيْهِ ، وَيُقَالُ : لِلْعَقْعَقِ مَخَابِئُ ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْسَاهَا . وَانْتِفَاءُ حَمْلِهَا لِرِزْقِهَا ، إِمَّا لِضَعْفِهَا وَعَجْزِهَا عَنْ ذَلِكَ ، وَإِمَّا لِكَوْنِهَا خُلِقَتْ لَا عَقْلَ لَهَا ، فَيُفَكِّرُ فِيمَا يُخَبِّؤُهُ لِلْمُسْتَقْبَلِ : أَيْ : يَرْزُقُهَا عَلَى ضَعْفِهَا . ( وَإِيَّاكُمْ ) أَيْ : عَلَى قُدْرَتِكُمْ عَلَى الِاكْتِسَابِ ، وَعَلَى التَّحَيُّلِ فِي تَحْصِيلِ الْمَعِيشَةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَرَازِقُكُمْ هُوَ اللَّهُ ( وَهُوَ السَّمِيعُ ) لِقَوْلِكُمْ : نَخْشَى الْفَقْرَ ، ( الْعَلِيمُ ) بِمَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ ضَمَائِرُكُمْ .
ثُمَّ أَعْقَبَ تَعَالَى ذَلِكَ بِإِقْرَارِهِمْ بِأَنَّ مُبْدِعَ الْعَالَمِ وَمُسَخِّرَ النَّيِّرَيْنِ هُوَ اللَّهُ . وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِبَسْطِ الرِّزْقِ وَضِيقِهِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ) أَنْ يَبْسُطَهُ ( وَيَقْدِرُ ) لِمَنْ يَشَاءُ أَنْ يَقْدِرَهُ . وَالضَّمِيرُ فِي ( لَهُ ) ظَاهِرُهُ الْعَوْدُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ الْوَاحِدُ يُبْسَطُ لَهُ فِي وَقْتٍ ، وَيُقْدَرُ فِي وَقْتٍ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَيْهِ فِي اللَّفْظِ ، وَالْمُرَادُ لِمَنْ يَشَاءُ آخَرَ ، فَصَارَ نَظِيرَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ) أَيْ : مِنْ عُمُرِ مُعَمَّرٍ آخَرَ . وَقَوْلُهُمْ : عِنْدِي دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ : أَيْ : وَنِصْفُ دِرْهَمٍ آخَرَ ، فَيَكُونُ الْمَبْسُوطُ لَهُ الرِّزْقُ غَيْرَ الْمُضَيَّقِ عَلَيْهِ الرِّزْقُ . وَقَرَأَ
عَلْقَمَةُ الْحِمْصِيُّ : " وَيُقَدِّرُ " : بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَشَدِّ الدَّالِ ( عَلِيمٌ ) يَعْلَمُ مَا يُصْلِحُ الْعِبَادَ وَمَا يُفْسِدُهُمْ .
وَلَمَّا أَخْبَرَ بِأَنَّهُمْ مُقِرُّونَ بِأَنَّ مُوجِدَ الْعَالَمِ ، وَمُسَخِّرَ النَّيِّرَيْنِ ، وَمُحْيِيَ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا هُوَ اللَّهُ ، كَانَ ذَلِكَ الْإِقْرَارُ مُلْزِمًا لَهُمْ أَنَّ رَازِقَ الْعِبَادِ إِنَّمَا اللَّهُ هُوَ الْمُتَكَفِّلُ بِهِ . وَأَمَرَ رَسُولَهُ بِالْحَمْدِ لَهُ تَعَالَى ; لِأَنَّ فِي إِقْرَارِهِمْ تَوْحِيدَ اللَّهِ بِالْإِبْدَاعِ وَنَفْيَ الشُّرَكَاءِ عَنْهُ فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ ذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ ، حَيْثُ أَسْنَدُوا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ وَعَبَدُوا الْأَصْنَامَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) حَيْثُ يُقِرُّونَ بِالصَّانِعِ الرَّازِقِ الْمُحْيِي ، وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) الْإِشَارَةُ بِهَذِهِ ازْدِرَاءٌ لِلدُّنْيَا وَتَصْغِيرٌ لِأَمْرِهَا ، وَكَيْفَ لَا ؟ وَهِيَ لَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، أَيْ : مَا هِيَ فِي سُرْعَةِ زَوَالِهَا عَنْ أَهْلِهَا وَمَوْتِهِمْ عَنْهَا ، إِلَّا كَمَا يَلْعَبُ الصِّبْيَانُ سَاعَةً ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ . وَالْحَيَوَانُ ، وَالْحَيَاةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَهُوَ عِنْدَ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ مَصْدَرُ حَيِيَ ، وَالْمَعْنَى : لَهِيَ دَارُ الْحَيَاةِ ، أَيِ : الْمُسْتَمِرَّةُ الَّتِي لَا تَنْقَطِعُ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : لَا مَوْتَ فِيهَا . وَقِيلَ : الْحَيَوَانُ : الْحَيُّ ، وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى الْحَيِّ اسْمَ الْمَصْدَرِ . وَجُعِلَتِ الدَّارُ الْآخِرَةُ حَيًّا عَلَى الْمُبَالَغَةِ بِالْوَصْفِ بِالْحَيَاةِ ، وَظُهُورُ الْوَاوِ فِي الْحَيَوَانِ وَفِي حَيْوَةَ عَلَمٌ لِرَجُلٍ اسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْوَاوَ فِي مِثْلِ هَذَا التَّرْكِيبِ تُبْدَلُ يَاءً لِكَسْرِ مَا قَبْلَهَا ، نَحْوُ : شَقِيَ مِنَ الشِّقْوَةِ . وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ لَامَ الْكَلِمَةِ لَامُهَا يَاءٌ ، زَعَمَ أَنَّ ظُهُورَ الْوَاوِ فِي حَيَوَانٍ وَحَيْوَةَ بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ شُذُوذًا ، وَجَوَابُ " لَوْ " مَحْذُوفٌ ، أَيْ : لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، لَمْ يُؤْثِرُوا دَارَ الْفَنَاءِ عَلَيْهَا . وَجَاءَ بِنَاءُ مَصْدَرِ حَيِيَ عَلَى فَعَلَانٍ ; لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الْحَرَكَةِ وَالِاضْطِرَابِ ، كَالْغَلَيَانِ ، وَالنَّزَوَانِ ، وَاللَّهَيَانِ ، وَالْجَوَلَانِ ، وَالطَّوَفَانِ . وَالْحَيُّ : كَثِيرُ الِاضْطِرَابِ وَالْحَرَكَةِ ، فَهَذَا الْبِنَاءُ فِيهِ لِكَثْرَةِ الْحَرَكَةِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ مُقِرُّونَ بِاللَّهِ إِذَا سُئِلُوا : مَنْ خَلَقَ الْعَالَمَ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) ؟ ذَكَرَ أَيْضًا حَالَةً أُخْرَى يَرْجِعُونَ فِيهَا إِلَى اللَّهِ ، وَيُقِرُّونَ بِأَنَّهُ هُوَ الْفَاعِلُ لِمَا يُرِيدُ ، وَذَلِكَ حِينَ رُكُوبِ الْبَحْرِ وَاضْطِرَابِ أَمْوَاجِهِ وَاخْتِلَافِ رِيَاحِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ اتَّصَلَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ ) ؟ قُلْتُ : بِمَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَا وَصَفَهُمْ بِهِ ، وَشَرَحَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَعْنَاهُ عَلَى مَا وُصِفُوا بِهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْعِنَادِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )
[ ص: 159 ] كَائِنِينَ فِي صُورَةِ مَنْ يُخْلِصُ الدِّينَ لِلَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَيْثُ لَا يَذْكُرُونَ إِلَّا اللَّهَ ، وَلَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ آخَرَ . وَفِي الْمُخْلِصِينَ ضَرْبٌ مِنَ التَّهَكُّمِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) جَوَابُ " لَمَّا " ، أَيْ : فَاجَأَ السَّجِيَّةَ إِشْرَاكُهُمْ بِاللَّهِ ، أَيْ : لَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْهَا وَلَا وَقْتًا . وَالظَّاهِرُ فِي ( لِيَكْفُرُوا ) أَنَّهَا لَامُ " كَيْ " ، وَعَطَفَ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وَلِيَتَمَتَّعُوا ) فِي قِرَاءَةِ مَنْ كَسَرَ اللَّامَ وَهُمُ :
الْعَرَبِيَّانِ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ ، وَالْمَعْنَى : عَادُوا إِلَى شِرْكِهِمْ . ( لِيَكْفُرُوا ) أَيِ : الْحَامِلُ لَهُمْ عَلَى الشِّرْكِ هُوَ كُفْرُهُمْ بِمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَتَلَذُّذُهُمْ بِمَا مُتِّعُوا بِهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا ، بِخِلَافِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّهُمْ إِذَا نَجَوْا مِنْ مِثْلِ تِلْكَ الشِّدَّةِ ، كَانَ ذَلِكَ جَالِبَ شُكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَطَاعَةً لَهُ مُزْدَادَةً . وَقِيلَ : اللَّامُ فِي : ( لِيَكْفُرُوا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وَلِيَتَمَتَّعُوا ) لَامُ الْأَمْرِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ مَنْ سَكَّنَ لَامَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وَلِيَتَمَتَّعُوا ) وَهُمُ :
ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ; وَهَذَا الْأَمْرُ عَلَى سَبِيلِ التَّهْدِيدِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ جَازَ أَنْ يَأْمُرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْكُفْرِ ، وَبِأَنْ يَعْمَلَ الْعُصَاةُ مَا شَاءُوا ، وَهُوَ نَاهٍ عَنْ ذَلِكَ وَمُتَوَعِّدٌ عَلَيْهِ ؟ قُلْتُ : هُوَ مَجَازٌ عَنِ الْخِذْلَانِ وَالتَّخْلِيَةِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ الْأَمْرَ مُسْخِطٌ إِلَى غَايَةٍ . انْتَهَى . وَالتَّخْلِيَةُ وَالْخِذْلَانُ مِنْ أَلْفَاظِ
الْمُعْتَزِلَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " ، بِالتَّاءِ فِيهِمَا : أَيْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ، وَكَذَا فِي مُصْحَفِ
أُبَيٍّ . وَقَرَأَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : " فَيَتَمَتَّعُوا " ، بِالْيَاءِ ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَمَنْ قَرَأَ : " وَلْيَتَمَتَّعُوا " ، بِسُكُونِ اللَّامِ ، وَكَانَ عِنْدَهُ اللَّامُ فِي : ( لِيَكْفُرُوا ) ، لَامَ كَيْ ، فَالْوَاوُ عَاطِفَةٌ كَلَامًا عَلَى كَلَامٍ ، لَا عَاطِفَةٌ فِعْلًا عَلَى فِعْلٍ . وَحَكَى
ابْنُ عَطِيَّةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : " لَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " ، بِاللَّامِ ، ثُمَّ ذَكَّرَهُمْ تَعَالَى بِنِعَمِهِ ، حَيْثُ أَسْكَنَهُمْ بَلْدَةً أَمِنُوا فِيهَا ، لَا يَغْزُوهُمْ أَحَدٌ وَلَا يَسْتَلِبُ مِنْهُمْ ، مَعَ كَوْنِهِمْ قَلِيلِي الْعَدَدِ ، قَارِّينَ فِي مَكَانٍ لَا زَرْعَ فِيهِ ، وَهَذِهِ مِنْ أَعْظَمِ النِّعْمَةِ الَّتِي كَفَرُوهَا ، وَهِيَ نِعْمَةٌ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يُؤْمِنُونَ ) ، وَ ( يَكْفُرُونَ ) ، بِالْيَاءِ فِيهِمَا . وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ ،
وَالْحَسَنُ : بِتَاءِ الْخِطَابِ فِيهِمَا . وَافْتِرَاؤُهُمُ الْكَذِبَ : زَعْمُهُمْ أَنَّ لِلَّهِ شَرِيكًا ، وَتَكْذِيبُهُمْ بِالْحَقِّ : كُفْرُهُمْ بِالرَّسُولِ وَالْقُرْآنِ . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68لَمَّا جَاءَهُ ) : إِشْعَارٌ بِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَوَقَّفُوا فِي تَكْذِيبِهِ وَقْتَ مَجِيءِ الْحَقِّ لَهُمْ ، بِخِلَافِ الْعَاقِلِ ، فَإِنَّهُ إِذَا بَلَغَهُ خَبَرٌ ، نَظَرَ فِيهِ وَفَكَّرَ حَتَّى يَبِينَ لَهُ أَصِدْقٌ هُوَ أَمْ كَذِبٌ . وَ ( أَلَيْسَ ) تَقْرِيرٌ لِمُقَامِهِمْ فِي جَهَنَّمَ كَقَوْلِهِ : أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا . وَ ( لِلْكَافِرِينَ ) مِنْ وَضْعِ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ : أَيْ مَثْوَاهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ) : أَطْلَقَ الْمُجَاهَدَةَ ، وَلَمْ يُقَيِّدْهَا بِمُتَعَلِّقٍ ، لِيَتَنَاوَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=19523الْمُجَاهَدَةَ فِي النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ وَالشَّيْطَانِ وَأَعْدَاءِ الدِّينِ ، وَمَا وَرَدَ مِنْ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ ، فَالْمَقْصُودُ بِهَا الْمِثَالُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : جَاهَدُوا أَهْوَاءَهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَشُكْرِ آلَائِهِ وَالصَّبْرِ عَلَى بَلَائِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) : لَنَزِيدَنَّهُمْ هِدَايَةً إِلَى سَبِيلِ الْخَيْرِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : جَاهَدُوا فِينَا بِالثَّبَاتِ عَلَى الْإِيمَانِ ، لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا إِلَى الْجَنَّةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12032أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : جَاهَدُوا فِيمَا عَلِمُوا ، لَنَهْدِيَنَّهُمْ إِلَى مَا لَمْ يَعْلَمُوا . وَقِيلَ : جَاهَدُوا فِي الْغَزْوِ ، لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَ الشَّهَادَةِ وَالْمَغْفِرَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُحْسِنِينَ الْمُوَحِّدِينَ . وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمُجَاهِدُونَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : مَنِ اعْتَاصَتْ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ ، فَلْيَسْأَلْ أَهْلَ الثُّغُورِ عَنْهَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) . ( وَالَّذِينَ ) : مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ الْقَسَمُ الْمَحْذُوفُ ، وَجَوَابُهُ : وَهُوَ لَنَهْدِيَنَّهُمْ ، وَبِهَذَا وَنَظِيرِهِ رُدَّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15611أَبِي الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٍ فِي مَنْعِهِ أَنْ تَقَعَ جُمْلَةُ الْقَسَمِ وَالْمُقْسَمِ عَلَيْهِ خَبَرًا لِلْمُبْتَدَأِ ، وَنَظِيرُهُ : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّأَنَّهُمْ ) .