(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29004يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=70ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=71يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ) .
[ ص: 250 ] كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار ، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة ، يقولون : حسبناها أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء ، بلبس الأردية والملاحف ، وستر الرءوس والوجوه ، ليحتشمن ويهبن ، فلا يطمع فيهن . وروي أنه كان في
المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن ، فنزلت .
قيل : والجلابيب : الأردية التي تستر من فوق إلى أسفل ، وقال
ابن جبير : المقانع ; وقيل : الملاحف ، وقيل : الجلباب : كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها ، وقيل : كل ما تستتر به من كساء أو غيره . قال
أبو زيد :
تجلببت من سواد الليل جلبابا
وقيل : الجلباب أكبر من الخمار . وقال
عكرمة : تلقي جانب الجلباب على غيرها ولا يرى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16536عبيدة السلماني حين سئل عن ذلك ، فقال : أن تضع رداءها فوق الحاجب ، ثم تديره حتى تضعه على أنفها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : تغطي إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين . انتهى . وكذا عادة بلاد الأندلس ، لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن ، أراد بالانضمام معنى الإدناء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ، ثم تعطفه على الأنف ، وإن ظهرت عيناها ، لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه . والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59ونساء المؤمنين ) يشمل الحرائر والإماء ، والفتنة بالإماء أكثر ، لكثرة تصرفهن بخلاف الحرائر ، فيحتاج إخراجهن من عموم النساء إلى دليل واضح . و " من " في : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59من جلابيبهن ) للتبعيض ، و ( عليهن ) شامل لجميع أجسادهن ، أو ( عليهن ) على وجوههن ; لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59ذلك أدنى أن يعرفن ) لتسترهن بالعفة ، فلا يتعرض لهن ، ولا يلقين بما يكرهن ; لأن المرأة إذا كانت في غاية التستر والانضمام لم يقدم عليها بخلاف المتبرجة ، فإنها مطموع فيها . ( وكان الله غفورا رحيما ) تأنيس للنساء في ترك الاستتار قبل أن يؤمرن بذلك .
ولما ذكر حال المشرك الذي يؤذي الله ورسوله ، والمجاهر الذي يؤذي المؤمنين ، ذكر حال المسر الذي يؤذي الله ورسوله ، ويظهر الحق ويضمر النفاق . ولما كان المؤذون ثلاثة باعتبار إذايتهم لله ولرسوله وللمؤمنين ، كان المشركون ثلاثة : منافق ، ومن في قلبه مرض ، ومرجف . فالمنافق يؤذي سرا ، والثاني يؤذي المؤمن باتباع نسائه ، والثالث يرجف بالرسول ، يقول : غلب ، سيخرج من المدينة ، سيؤخذ ، هزمت سراياه . وظاهر العطف التغاير بالشخص ، فيكون المعنى : لئن لم ينته المنافقون عن عداوتهم وكيدهم ، والفسقة عن فجورهم ، والمرجفون عما يقولون
[ ص: 251 ] من أخبار السوء ويشيعونه ، ويجوز أن يكون التغاير بالوصف ، فيكون واحدا بالشخص ثلاثة بالوصف . كما جاء : إن المسلمين والمسلمات ، فذكر أوصافا عشرة ، والموصوف بها واحد ، ونص على هذين الوصفين من المنافقين لشدة ضررهما على المؤمنين . قال
عكرمة : ( الذين في قلوبهم مرض ) هو الغزل وحب الزنى ، ومنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فيطمع الذي في قلبه مرض ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المرض : النفاق ، ومن في قلوبهم مرض . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هم الذين آذوا
عمر . وقال
الكلبي : من آذى المسلمين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( المرجفون ) ملتمسو الفتن . وقال
قتادة : الذين يؤذون قلوب المؤمنين بإيهام القتل والهزيمة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لنغرينك بهم ) أي : لنسلطنك عليهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
قتادة : لنحرسنك بهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29004ثم لا يجاورونك فيها ) أي في
المدينة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثم لا يجاورونك ) معطوف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لنغرينك ) ولم يكن العطف بالفاء ; لأنه لم يقصد أنه متسبب عن الإغراء ، بل كونه جوابا للقسم أبلغ . وكان العطف بـ : ثم ; لأن الجلاء عن الوطن كان أعظم عليهم من جميع ما أصيبوا به ، فتراخت حالة الجلاء عن حالة الإغراء . ( إلا قليلا ) أي : جوارا قليلا ، أو زمانا قليلا ، أو عددا قليلا ، وهذا الأخير استثناء من المنطوق ، وهو ضمير الرفع في (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يجاورونك ) أو ينتصب قليلا على الحال ، أي : إلا قليلين ، والأول استثناء من المصدر الدال عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يجاورونك ) والثاني من الزمان الدال عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يجاورونك ) والمعنى : أنهم يضطرون إلى طلب الجلاء عن المدينة خوف القتل . وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين ) على الذم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري . وأجاز
ابن عطية أن يكون بدلا من ( قليلا ) قال : هو من إقلاء الذي قدرناه ; وأجاز هو أيضا أن يكون حالا من الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يجاورونك ) قال : كأنه قال : ينتفون من
المدينة معلونين ، فلا يقدر (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لا يجاورونك ) فقدر " ينتفون " حسن هذا . انتهى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري والحوفي وتبعهما
أبو البقاء : يجوز أن يكون حالا من الضمير في ( لا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يجاورونك ) كما قال
ابن عطية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذا نصه ملعونين ، نصب على الشتم أو الحال أي : لا يجاورونك إلا ملعونين . دخل حرف الاستثناء على الظرف والحال معا ، كما مر في قول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) ولا يصح أن ينتصب من أخذوا لأن ما بعد كلمة الشرط لا يعمل فيما قبلها . انتهى . وتقدم الكلام معه في مجيء الحال مما قبل إلا مذكورة بعدما استثنى بإلا ، فيكون الاستثناء منصبا عليهما ، وأن جمهور
البصريين منعوا من ذلك . وأما تجويز
ابن عطية أن يكون بدلا فالبدل بالمشتق قليل . وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لأن ما بعد كلمة الشرط لا يعمل فيما قبلها فليس هذا مجمعا عليه ; لأن ما بعد كلمة الشرط شيئان : فعل الشرط والجواب ، فأما فعل الشرط فأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي تقديم معموله على الكلمة ، أجاز :
زيد أن يضرب اضربه ، وأما الجواب فقد أجاز أيضا تقديم معموله عليه نحو : إن يقم
زيد عمرا يضرب . وقد حكي عن بعض النحويين أنه قال المعنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أينما ثقفوا ) أخذوا ملعونين ، والصحيح أن ملعونين صفة لقليل ، أي : إلا قليلين ملعونين ، ويكون قليلا مستثنى من الواو في (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لا يجاورونك ) ، والجملة الشرطية صفة أيضا أي : مقهورين مغلوبا عليهم . ومعنى ( ثقفوا ) حصروا وظفر بهم ، ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أخذوا ) أسروا ، والأخيذ : الأسير . وقرأ الجمهور : ( قتلوا ) بتشديد التاء . وفرقة : بتخفيفها فيكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61تقتيلا ) مصدرا على غير قياس المصدر .
والظاهر أن المنافقين انتهوا عما كانوا يؤذون به الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وتستر جميعهم ، وكفوا خوفا من أن يقع بهم ما وقع القسم عليه ، وهو الإغراء والجلاء والأخذ والقتل . وقيل : لم يمتثلوا للانتهاء جملة ، ولا نفذ عليهم الوعيد كاملا . ألا ترى إلى إخراجهم من المسجد ، ونهيه عن الصلاة عليهم ، وما نزل فيهم في سورة براءة ؟ وأبعد من ذهب إلى أنه لم ينته هؤلاء الأصناف ، ولم ينفذ الله الوعيد عليهم ففيه
[ ص: 252 ] دليل على بطلان القول بإنفاذ الوعيد في الآخرة ، ويكون هذا الوعيد مفروضا ومشروطا بالمشيئة .
( سنة الله ) مصدر مؤكد أي : سن الله في الذين ينافقون الأنبياء أن يقتلوا حيثما ظفر بهم . وعن
مقاتل : كما قتل
أهل بدر وأسروا ، فالذين خلوا يشمل أتباع الأنبياء الذين نافقوا ، ومن قتل يوم
بدر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يسألك الناس ) أي : المشركون ، عن وقت قيام الساعة استعجالا على سبيل الهزء ،
واليهود على سبيل الامتحان ، إذ كانت معمى وقتها في التوراة ، فنزلت الآية بأن يرد العلم إلى الله ، إذ لم يطلع عليها ملكا ولا نبيا . ولما ذكر حالهم في الدنيا أنهم ملعونون مهانون مقتولون بين حالهم في الآخرة . ( وما يدريك ) ما استفهام في موضع رفع بالابتداء أي : وأي شيء يدريك بها ؟ ومعناه النفي أي : ما يدريك بها أحد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63لعل الساعة تكون قريبا ) بين قرب الساعة ، وفي ذلك تسلية للممتحن ، وتهديد للمستعجل . وانتصب ( قريبا ) على الظرف أي : في زمان قريب ، إذ استعماله ظرفا كثير ، ويستعمل أيضا غير ظرف ، تقول : إن قريبا منك
زيدا ، فجاز أن يكون التقدير : شيئا قريبا ، أو تكون الساعة بمعنى الوقت ، فذكر ( قريبا ) على المعنى . أو يكون التقدير : لعل قيام الساعة ، فلوحظ الساعة في ( تكون ) فأنث ، ولوحظ المضاف المحذوف وهو " قيام " في ( قريبا ) فذكر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يوم تقلب وجوههم في النار ) يجوز أن ينتصب ( يوم ) بقوله : ( لا يجدون ) ويكون ( يقولون ) استئناف إخبار عنهم ، أو تم الكلام عند قولهم : ( ولا نصيرا ) . وينتصب ( يوم ) بقوله : ( يقولون ) أو بمحذوف أي : اذكر و ( يقولون ) حال . وقرأ الجمهور : ( تقلب ) مبنيا للمفعول .
والحسن وعيسى وأبو جعفر الرؤاسي : بفتح التاء ، أي : تتقلب وحكاها
ابن عطية عن
أبي حيوة . وقال
ابن خالويه عن
أبي حيوة : " نقلب " بالنون ، ( وجوههم ) بالنصب . وحكاها
ابن عطية عن
أبي حيوة أيضا
وخارجة . زاد صاحب اللوامح أنها قراءة
عيسى البصري . وقرأ
عيسى الكوفي كذلك إلا أن بدل النون تاء ، وفاعل ( تقلب ) ضمير يعود على ( سعيرا ) وعلى جهنم أسند إليهما اتساعا . وقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : تتقلب بتاءين ، وتقليب الوجوه في النار : تحركها في الجهات ، أو تغيرها عن هيئاتها ، أو إلقاؤها في النار منكوسة . والظاهر هو الأول ، والوجه أشرف ما في الإنسان ، فإذا قلب في النار كان تقليب ما سواه أولى . وعبر بالوجه عن الجملة ، وتمنيهم حيث لا ينفع ، وتشكيهم من كبرائهم لا يجدي . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67سادتنا ) جمعا على وزن فعلات ، أصله سودة ، وهو شاذ في جمع فيعل ، فإن جعلت جمع سائد قرب من القياس . وقرأ الحسن ،
وأبو رجاء ،
وقتادة ،
والسلمي ،
وابن عامر ، والعامة في الجامع
بالبصرة : " ساداتنا " على الجمع بالألف والتاء ، وهو لا ينقاس ، كسوقات ومواليات
بني هاشم . وسادتهم : رؤساء الكفر الذين لقنوهم الكفر وزينوه لهم . قال
قتادة : سادتنا : رؤساؤنا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس : أشرافنا . وقال
أبو أسامة : أمراؤنا وقال الشاعر :
تسلسل قوم سادة ثم زادة يبدون أهل الجمع يوم المحصب
ويقال : ضل السبيل ، وضل عن السبيل . فإذا دخلت همزة النقل تعدى لاثنين ; وتقدم الكلام على إثبات الألف في ( الرسولا ) و ( السبيلا ) في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وتظنون بالله الظنونا ) . ولما لم يجد تمنيهم الإيمان بطاعة الله ورسوله ، ولا قام لهم عذر في تشكيهم ممن أضلهم ، دعوا على ساداتهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ربنا آتهم ضعفين من العذاب ) ضعفا على ضلالهم في أنفسهم ، وضعفا على إضلال من أضلوا . وقرأ الجمهور : كثيرا بالثاء المثلثة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ،
وابن عامر ،
وعاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج بخلاف عنه بالباء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69كالذين آذوا موسى ) قيل : نزلت في شأن
زيد وزينب ، وما سمع فيه من قالة بعض الناس . وقيل : المراد حديث الإفك على أنه ما أوذي نبي مثل ما أوذيت . وفي حديث الرجل الذي قال لقسم قسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله ، فغضب وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374806رحم الله أخي موسى ، لقد أوذي أكثر من هذا فصبر . وإذاية
موسى قولهم :
[ ص: 253 ] إنه أبرص وآدر ، وأنه حسد أخاه
هارون وقتله . أو حديث المومسة المستأجرة لأن تقول : إن
موسى زنى بها ، أو ما نسبوه إليه من السحر والجنون ، أقوال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69مما قالوا ) أي : من وصم ما قالوا ، و " ما " موصولة أو مصدرية . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وكان عند الله ) الظرف معمول لـ : ( وجيها ) أي : ذا وجه ومنزلة عند الله تعالى ، تميط عنه الأذى وتدفع التهم . وقرأ
عبد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وأبو حيوة : عبد من العبودية ، لله جر بلام الجر ، و ( عبدا ) خبر كان ، و ( وجيها ) صفة له . قال
ابن خالويه : صليت خلف
nindex.php?page=showalam&ids=13281ابن شنبوذ في شهر رمضان فسمعته يقرأ : وكان
عبد الله على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . قال
ابن زيد : ( وجيها ) مقبولا . وقال
الحسن : مستجاب الدعوة ، ما سأل شيئا إلا أعطي ، إلا الرؤية في الدنيا . وقال
قطرب : رفيع القدر . وقيل : وجاهته أنه كلمه ولقبه كليم الله . والسديد : تقدم شرحه في أوائل النساء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هنا صوابا . وقال
مقاتل وقتادة : سديدا في شأن
زيد وزينب والرسول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وعكرمة أيضا : لا إله إلا الله ، وقيل : ما يوافق ظاهره باطنه ، وقيل : ما هو إصلاح من تسديد السهم ليصيب الغرض ، وقيل : السديد يعم الخيرات . ورتب على القول السديد : صلاح الأعمال وغفران الذنوب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذه الآية مقررة للتي قبلها . بنيت تلك على النهي عما يؤذى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه على الأمر باتقاء الله في حفظ اللسان ، ليترادف عليهم النهي والأمر ، مع إتباع النهي ما يتضمن الوعيد من قصة
موسى ، وإتباع الأمر الوعد البليغ ، فيقوى الصارف عن الأذى والداعي إلى تركه . انتهى ، وهو كلام حسن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29004يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=70يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=71يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) .
[ ص: 250 ] كَانَ دَأْبُ الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ تَخْرُجَ الْحُرَّةُ وَالْأَمَةُ مَكْشُوفَتَيِ الْوَجْهِ فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ ، وَكَانَ الزُّنَاةُ يَتَعَرَّضُونَ إِذَا خَرَجْنَ بِاللَّيْلِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِنَّ فِي النَّخِيلِ وَالْغِيطَانِ لِلْإِمَاءِ ، وَرُبَّمَا تَعَرَّضُوا لِلْحُرَّةِ بِعِلَّةِ الْأَمَةِ ، يَقُولُونَ : حَسِبْنَاهَا أَمَةً ، فَأُمِرْنَ أَنْ يُخَالِفْنَ بِزِيِّهِنَّ عَنْ زِيِّ الْإِمَاءِ ، بِلُبْسِ الْأَرْدِيَةِ وَالْمَلَاحِفِ ، وَسَتْرِ الرُّءُوسِ وَالْوُجُوهِ ، لِيَحْتَشِمْنَ وَيُهَبْنَ ، فَلَا يُطْمَعُ فِيهِنَّ . وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ فِي
الْمَدِينَةِ قَوْمٌ يَجْلِسُونَ عَلَى الصُّعُدَاتِ لِرُؤْيَةِ النِّسَاءِ وَمُعَارَضَتِهِنَّ وَمُرَاوَدَتِهِنَّ ، فَنَزَلَتْ .
قِيلَ : وَالْجَلَابِيبُ : الْأَرْدِيَةُ الَّتِي تَسْتُرُ مِنْ فَوْقَ إِلَى أَسْفَلَ ، وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ : الْمَقَانِعُ ; وَقِيلَ : الْمَلَاحِفُ ، وَقِيلَ : الْجِلْبَابُ : كُلُّ ثَوْبٍ تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثِيَابِهَا ، وَقِيلَ : كُلُّ مَا تَسْتَتِرُ بِهِ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ . قَالَ
أَبُو زَيْدٍ :
تَجَلْبَبْتُ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ جِلْبَابًا
وَقِيلَ : الْجِلْبَابُ أَكْبَرُ مِنَ الْخِمَارِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : تُلْقِي جَانِبَ الْجِلْبَابِ عَلَى غَيْرِهَا وَلَا يُرَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16536عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ حِينَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَنْ تَضَعَ رِدَاءَهَا فَوْقَ الْحَاجِبِ ، ثُمَّ تُدِيرُهُ حَتَّى تَضَعَهُ عَلَى أَنْفِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : تُغَطِّي إِحْدَى عَيْنَيْهَا وَجَبْهَتَهَا وَالشِّقَّ الْآخَرَ إِلَّا الْعَيْنَ . انْتَهَى . وَكَذَا عَادَةُ بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ ، لَا يَظْهَرُ مِنَ الْمَرْأَةِ إِلَّا عَيْنُهَا الْوَاحِدَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : يَتَقَنَّعْنَ بِمَلَاحِفِهِنَّ مُنْضَمَّةً عَلَيْهِنَّ ، أَرَادَ بِالِانْضِمَامِ مَعْنَى الْإِدْنَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : وَذَلِكَ أَنْ تَلْوِيَهُ فَوْقَ الْجَبِينِ وَتَشُدَّهُ ، ثُمَّ تَعْطِفَهُ عَلَى الْأَنْفِ ، وَإِنْ ظَهَرَتْ عَيْنَاهَا ، لَكِنَّهُ يَسْتُرُ الصَّدْرَ وَمُعْظَمَ الْوَجْهِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ) يَشْمَلُ الْحَرَائِرَ وَالْإِمَاءَ ، وَالْفِتْنَةُ بِالْإِمَاءِ أَكْثَرُ ، لِكَثْرَةِ تَصَرُّفِهِنَّ بِخِلَافِ الْحَرَائِرِ ، فَيَحْتَاجُ إِخْرَاجُهُنَّ مِنْ عُمُومِ النِّسَاءِ إِلَى دَلِيلٍ وَاضِحٍ . وَ " مِنْ " فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) لِلتَّبْعِيضِ ، وَ ( عَلَيْهِنَّ ) شَامِلٌ لِجَمِيعِ أَجْسَادِهِنَّ ، أَوْ ( عَلَيْهِنَّ ) عَلَى وُجُوهِهِنَّ ; لِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَبْدُو مِنْهُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هُوَ الْوَجْهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ ) لِتَسَتُّرِهِنَّ بِالْعِفَّةِ ، فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُنَّ ، وَلَا يُلْقَيْنَ بِمَا يَكْرَهْنَ ; لِأَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ فِي غَايَةِ التَّسَتُّرِ وَالِانْضِمَامِ لَمْ يُقْدَمْ عَلَيْهَا بِخِلَافِ الْمُتَبَرِّجَةِ ، فَإِنَّهَا مَطْمُوعٌ فِيهَا . ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) تَأْنِيسٌ لِلنِّسَاءِ فِي تَرْكِ الِاسْتِتَارِ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِذَلِكَ .
وَلَمَّا ذَكَرَ حَالَ الْمُشْرِكِ الَّذِي يُؤْذِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَالْمُجَاهِرَ الَّذِي يُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ ، ذَكَرَ حَالَ الْمُسِرِّ الَّذِي يُؤْذِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُظْهِرُ الْحَقَّ وَيُضْمِرُ النِّفَاقَ . وَلَمَّا كَانَ الْمُؤْذُونَ ثَلَاثَةً بِاعْتِبَارِ إِذَايَتِهِمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ ثَلَاثَةً : مُنَافِقٌ ، وَمَنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ، وَمُرْجِفٌ . فَالْمُنَافِقُ يُؤْذِي سِرًّا ، وَالثَّانِي يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ بِاتِّبَاعِ نِسَائِهِ ، وَالثَّالِثُ يُرْجِفُ بِالرَّسُولِ ، يَقُولُ : غُلِبَ ، سَيُخْرَجُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، سَيُؤْخَذُ ، هُزِمَتْ سَرَايَاهُ . وَظَاهِرُ الْعَطْفِ التَّغَايُرُ بِالشَّخْصِ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ عَنْ عَدَاوَتِهِمْ وَكَيْدِهِمْ ، وَالْفَسَقَةُ عَنْ فُجُورِهِمْ ، وَالْمُرْجِفُونَ عَمَّا يَقُولُونَ
[ ص: 251 ] مِنْ أَخْبَارِ السُّوءِ وَيُشِيعُونَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّغَايُرُ بِالْوَصْفِ ، فَيَكُونُ وَاحِدًا بِالشَّخْصِ ثَلَاثَةً بِالْوَصْفِ . كَمَا جَاءَ : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، فَذَكَرَ أَوْصَافًا عَشَرَةً ، وَالْمَوْصُوفُ بِهَا وَاحِدٌ ، وَنَصَّ عَلَى هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لِشِدَّةِ ضَرَرِهِمَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : ( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) هُوَ الْغَزَلُ وَحُبُّ الزِّنَى ، وَمِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْمَرَضُ : النِّفَاقُ ، وَمَنْ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمُ الَّذِينَ آذَوْا
عُمَرَ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : ( الْمُرْجِفُونَ ) مُلْتَمِسُو الْفِتَنَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الَّذِينَ يُؤْذُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ بِإِيهَامِ الْقَتْلِ وَالْهَزِيمَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ) أَيْ : لَنُسَلِّطَنَّكَ عَلَيْهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَنَحْرُسُنَّكَ بِهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29004ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا ) أَيْ فِي
الْمَدِينَةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ ) مَعْطُوفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَنُغْرِيَنَّكَ ) وَلَمْ يَكُنِ الْعَطْفُ بِالْفَاءِ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ أَنَّهُ مُتَسَبِّبٌ عَنِ الْإِغْرَاءِ ، بَلْ كَوْنُهُ جَوَابًا لِلْقَسَمِ أَبْلَغُ . وَكَانَ الْعَطْفُ بِـ : ثُمَّ ; لِأَنَّ الْجَلَاءَ عَنِ الْوَطَنِ كَانَ أَعْظَمَ عَلَيْهِمْ مِنْ جَمِيعِ مَا أُصِيبُوا بِهِ ، فَتَرَاخَتْ حَالَةُ الْجَلَاءِ عَنْ حَالَةِ الْإِغْرَاءِ . ( إِلَّا قَلِيلًا ) أَيْ : جِوَارًا قَلِيلًا ، أَوْ زَمَانًا قَلِيلًا ، أَوْ عَدَدًا قَلِيلًا ، وَهَذَا الْأَخِيرُ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْمَنْطُوقِ ، وَهُوَ ضَمِيرُ الرَّفْعِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يُجَاوِرُونَكَ ) أَوْ يَنْتَصِبُ قَلِيلًا عَلَى الْحَالِ ، أَيْ : إِلَّا قَلِيلِينَ ، وَالْأَوَّلُ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْمَصْدَرِ الدَّالِّ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يُجَاوِرُونَكَ ) وَالثَّانِي مِنَ الزَّمَانِ الدَّالِّ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يُجَاوِرُونَكَ ) وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يُضْطَرُّونَ إِلَى طَلَبِ الْجَلَاءِ عَنِ الْمَدِينَةِ خَوْفَ الْقَتْلِ . وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ ) عَلَى الذَّمِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ . وَأَجَازَ
ابْنُ عَطِيَّةَ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ ( قَلِيلًا ) قَالَ : هُوَ مِنْ إِقْلَاءِ الَّذِي قَدَّرْنَاهُ ; وَأَجَازَ هُوَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يُجَاوِرُونَكَ ) قَالَ : كَأَنَّهُ قَالَ : يَنْتَفُونَ مِنَ
الْمَدِينَةِ مُعَلْوِنِينَ ، فَلَا يُقَدِّرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَا يُجَاوِرُونَكَ ) فَقَدَّرَ " يَنْتَفُونَ " حَسَنٌ هَذَا . انْتَهَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَالْحَوْفِيُّ وَتَبِعَهُمَا
أَبُو الْبَقَاءِ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60يُجَاوِرُونَكَ ) كَمَا قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهَذَا نَصُّهُ مَلْعُونِينَ ، نُصِبَ عَلَى الشَّتْمِ أَوِ الْحَالِ أَيْ : لَا يُجَاوِرُونَكَ إِلَّا مَلْعُونِينَ . دَخَلَ حَرْفُ الِاسْتِثْنَاءِ عَلَى الظَّرْفِ وَالْحَالِ مَعًا ، كَمَا مَرَّ فِي قَوْلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ) وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَنْتَصِبَ مِنْ أُخِذُوا لِأَنَّ مَا بَعْدَ كَلِمَةِ الشَّرْطِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا . انْتَهَى . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ مَعَهُ فِي مَجِيءِ الْحَالِ مِمَّا قَبْلُ إِلَّا مَذْكُورَةً بَعْدَمَا اسْتَثْنَى بِإِلَّا ، فَيَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْصَبًّا عَلَيْهِمَا ، وَأَنَّ جُمْهُورَ
الْبَصْرِيِّينَ مَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ . وَأَمَّا تَجْوِيزُ
ابْنِ عَطِيَّةَ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا فَالْبَدَلُ بِالْمُشْتَقِّ قَلِيلٌ . وَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : لِأَنَّ مَا بَعْدَ كَلِمَةِ الشَّرْطِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا فَلَيْسَ هَذَا مُجْمَعًا عَلَيْهِ ; لِأَنَّ مَا بَعْدَ كَلِمَةِ الشَّرْطِ شَيْئَانِ : فِعْلُ الشَّرْطِ وَالْجَوَابُ ، فَأَمَّا فِعْلُ الشَّرْطِ فَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ تَقْدِيمَ مَعْمُولِهِ عَلَى الْكَلِمَةِ ، أَجَازَ :
زَيْدٌ أَنْ يَضْرِبَ اضْرِبْهُ ، وَأَمَّا الْجَوَابُ فَقَدْ أَجَازَ أَيْضًا تَقْدِيمَ مَعْمُولِهِ عَلَيْهِ نَحْوُ : إِنْ يُقِمْ
زَيْدٌ عَمْرًا يُضْرَبْ . وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ أَنَّهُ قَالَ الْمَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أَيْنَمَا ثُقِفُوا ) أُخِذُوا مَلْعُونِينَ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ مَلْعُونِينَ صِفَةً لِقَلِيلٍ ، أَيْ : إِلَّا قَلِيلِينَ مَلْعُونِينَ ، وَيَكُونُ قَلِيلًا مُسْتَثْنًى مِنَ الْوَاوِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَا يُجَاوِرُونَكَ ) ، وَالْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ صِفَةٌ أَيْضًا أَيْ : مَقْهُورِينَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِمْ . وَمَعْنَى ( ثُقِفُوا ) حُصِرُوا وَظَفِرَ بِهِمْ ، وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أُخِذُوا ) أُسِرُوا ، وَالْأَخِيذُ : الْأَسِيرُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( قُتِّلُوا ) بِتَشْدِيدِ التَّاءِ . وَفِرْقَةٌ : بِتَخْفِيفِهَا فَيَكُونُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61تَقْتِيلًا ) مَصْدَرًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ الْمَصْدَرِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ انْتَهَوْا عَمَّا كَانُوا يُؤْذُونَ بِهِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَتَسَتَّرَ جَمِيعُهُمْ ، وَكَفُّوا خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ بِهِمْ مَا وَقَعَ الْقَسَمُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ الْإِغْرَاءُ وَالْجَلَاءُ وَالْأَخْذُ وَالْقَتْلُ . وَقِيلَ : لَمْ يَمْتَثِلُوا لِلِانْتِهَاءِ جُمْلَةً ، وَلَا نُفِّذَ عَلَيْهِمُ الْوَعِيدُ كَامِلًا . أَلَا تَرَى إِلَى إِخْرَاجِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَنَهْيِهِ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ ، وَمَا نَزَلَ فِيهِمْ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ ؟ وَأَبْعَدَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْتَهِ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافُ ، وَلَمْ يُنَفِّذِ اللَّهُ الْوَعِيدَ عَلَيْهِمْ فَفِيهِ
[ ص: 252 ] دَلِيلٌ عَلَى بُطْلَانِ الْقَوْلِ بِإِنْفَاذِ الْوَعِيدِ فِي الْآخِرَةِ ، وَيَكُونُ هَذَا الْوَعِيدُ مَفْرُوضًا وَمَشْرُوطًا بِالْمَشِيئَةِ .
( سُنَّةَ اللَّهِ ) مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ أَيْ : سَنَّ اللَّهُ فِي الَّذِينَ يُنَافِقُونَ الْأَنْبِيَاءَ أَنْ يُقْتَلُوا حَيْثُمَا ظُفِرَ بِهِمْ . وَعَنْ
مُقَاتِلٍ : كَمَا قُتِلَ
أَهْلُ بَدْرٍ وَأُسِرُوا ، فَالَّذِينَ خَلَوْا يَشْمَلُ أَتْبَاعَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَافَقُوا ، وَمَنْ قُتِلَ يَوْمَ
بَدْرٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يَسْأَلُكَ النَّاسُ ) أَيِ : الْمُشْرِكُونَ ، عَنْ وَقْتِ قِيَامِ السَّاعَةِ اسْتِعْجَالًا عَلَى سَبِيلِ الْهُزْءِ ،
وَالْيَهُودُ عَلَى سَبِيلِ الِامْتِحَانِ ، إِذْ كَانَتْ مُعَمًّى وَقْتُهَا فِي التَّوْرَاةِ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ بِأَنْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ ، إِذْ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهَا مَلَكًا وَلَا نَبِيًّا . وَلَمَّا ذَكَرَ حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ مَلْعُونُونَ مُهَانُونَ مَقْتُولُونَ بَيَّنَ حَالَهُمْ فِي الْآخِرَةِ . ( وَمَا يُدْرِيكَ ) مَا اسْتِفْهَامٌ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ أَيْ : وَأَيُّ شَيْءٍ يُدْرِيكَ بِهَا ؟ وَمَعْنَاهُ النَّفْيُ أَيْ : مَا يُدْرِيكَ بِهَا أَحَدٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) بَيَّنَ قُرْبَ السَّاعَةِ ، وَفِي ذَلِكَ تَسْلِيَةٌ لِلْمُمْتَحَنِ ، وَتَهْدِيدٌ لِلْمُسْتَعْجِلِ . وَانْتَصَبَ ( قَرِيبًا ) عَلَى الظَّرْفِ أَيْ : فِي زَمَانٍ قَرِيبٍ ، إِذِ اسْتِعْمَالُهُ ظَرْفًا كَثِيرٌ ، وَيُسْتَعْمَلُ أَيْضًا غَيْرَ ظَرْفٍ ، تَقُولُ : إِنَّ قَرِيبًا مِنْكَ
زَيْدًا ، فَجَازَ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : شَيْئًا قَرِيبًا ، أَوْ تَكُونَ السَّاعَةُ بِمَعْنَى الْوَقْتِ ، فَذَكَّرَ ( قَرِيبًا ) عَلَى الْمَعْنَى . أَوْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : لَعَلَّ قِيَامَ السَّاعَةِ ، فَلُوحِظَ السَّاعَةُ فِي ( تَكُونُ ) فَأُنِّثَ ، وَلُوحِظَ الْمُضَافُ الْمَحْذُوفُ وَهُوَ " قِيَامُ " فِي ( قَرِيبًا ) فَذُكِّرَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) يَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ ( يَوْمَ ) بِقَوْلِهِ : ( لَا يَجِدُونَ ) وَيَكُونُ ( يَقُولُونَ ) اسْتِئْنَافٌ إِخْبَارٌ عَنْهُمْ ، أَوْ تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِمْ : ( وَلَا نَصِيرًا ) . وَيَنْتَصِبُ ( يَوْمَ ) بِقَوْلِهِ : ( يَقُولُونَ ) أَوْ بِمَحْذُوفٍ أَيِ : اذْكُرْ وَ ( يَقُولُونَ ) حَالٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تُقَلَّبُ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَالْحَسَنُ وَعِيسَى وَأَبُو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسِيُّ : بِفَتْحِ التَّاءِ ، أَيْ : تَتَقَلَّبُ وَحَكَاهَا
ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ
أَبِي حَيْوَةَ . وَقَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنْ
أَبِي حَيْوَةَ : " نُقَلِّبُ " بِالنُّونِ ، ( وُجُوهَهُمْ ) بِالنَّصْبِ . وَحَكَاهَا
ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ
أَبِي حَيْوَةَ أَيْضًا
وَخَارِجَةَ . زَادَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ أَنَّهَا قِرَاءَةُ
عِيسَى الْبَصْرِيِّ . وَقَرَأَ
عِيسَى الْكُوفِيُّ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ بَدَلَ النُّونِ تَاءٌ ، وَفَاعِلُ ( تُقَلَّبُ ) ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى ( سَعِيرًا ) وَعَلَى جَهَنَّمَ أُسْنِدَ إِلَيْهِمَا اتِّسَاعًا . وَقِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ : تَتَقَلَّبُ بِتَاءَيْنِ ، وَتَقْلِيبُ الْوُجُوهِ فِي النَّارِ : تَحَرُّكُهَا فِي الْجِهَاتِ ، أَوْ تَغَيُّرُهَا عَنْ هَيْئَاتِهَا ، أَوْ إِلْقَاؤُهَا فِي النَّارِ مَنْكُوسَةً . وَالظَّاهِرُ هُوَ الْأَوَّلُ ، وَالْوَجْهُ أَشْرَفُ مَا فِي الْإِنْسَانِ ، فَإِذَا قُلِّبَ فِي النَّارِ كَانَ تَقْلِيبُ مَا سِوَاهُ أَوْلَى . وَعَبَّرَ بِالْوَجْهِ عَنِ الْجُمْلَةِ ، وَتَمَنِّيهُمْ حَيْثُ لَا يَنْفَعُ ، وَتَشَكِّيهِمْ مِنْ كُبَرَائِهِمْ لَا يُجْدِي . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67سَادَتَنَا ) جَمْعًا عَلَى وَزْنِ فَعَلَاتٍ ، أَصْلُهُ سُوَدَةٌ ، وَهُوَ شَاذٌّ فِي جَمْعِ فَيْعِلٍ ، فَإِنْ جُعِلَتْ جَمْعَ سَائِدٍ قَرُبَ مِنَ الْقِيَاسِ . وَقَرَأَ الْحَسَنُ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ، وَالْعَامَّةُ فِي الْجَامِعِ
بِالْبَصْرَةِ : " سَادَاتِنَا " عَلَى الْجَمْعِ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ ، وَهُوَ لَا يَنْقَاسُ ، كَسُوقَاتِ وَمُوَالِيَاتِ
بَنِي هَاشِمٍ . وَسَادَتُهُمْ : رُؤَسَاءُ الْكُفْرِ الَّذِينَ لَقَّنُوهُمُ الْكُفْرَ وَزَيَّنُوهُ لَهُمْ . قَالَ
قَتَادَةُ : سَادَتُنَا : رُؤَسَاؤُنَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسٌ : أَشْرَافُنَا . وَقَالَ
أَبُو أُسَامَةَ : أُمَرَاؤُنَا وَقَالَ الشَّاعِرُ :
تَسَلْسَلَ قَوْمٌ سَادَةٌ ثُمَّ زَادَةٌ يُبْدُونَ أَهْلَ الْجَمْعِ يَوْمَ الْمُحَصَّبِ
وَيُقَالُ : ضَلَّ السَّبِيلَ ، وَضَلَّ عَنِ السَّبِيلِ . فَإِذَا دَخَلَتْ هَمْزَةُ النَّقْلِ تَعَدَّى لِاثْنَيْنِ ; وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى إِثْبَاتِ الْأَلِفِ فِي ( الرَّسُولَا ) وَ ( السَّبِيلَا ) فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) . وَلَمَّا لَمْ يُجْدِ تَمَنِّيهِمُ الْإِيمَانَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَا قَامَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي تَشَكِّيهِمْ مِمَّنْ أَضَلَّهُمْ ، دَعَوْا عَلَى سَادَاتِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ ) ضِعْفًا عَلَى ضَلَالِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَضِعْفًا عَلَى إِضْلَالِ مَنْ أَضَلُّوا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : كَثِيرًا بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَعَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ بِخِلَافٍ عَنْهُ بِالْبَاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ) قِيلَ : نَزَلَتْ فِي شَأْنِ
زَيْدٍ وَزَيْنَبَ ، وَمَا سُمِعَ فِيهِ مِنْ قَالَةِ بَعْضِ النَّاسِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ حَدِيثُ الْإِفْكِ عَلَى أَنَّهُ مَا أُوذِيَ نَبِيٌّ مِثْلَ مَا أُوذِيتَ . وَفِي حَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ لِقَسْمٍ قَسَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ ، فَغَضِبَ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374806رَحِمَ اللَّهُ أَخِي مُوسَى ، لَقَدْ أُوذِيَ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ . وَإِذَايَةُ
مُوسَى قَوْلُهُمْ :
[ ص: 253 ] إِنَّهُ أَبْرَصُ وَآدَرُ ، وَأَنَّهُ حَسَدَ أَخَاهُ
هَارُونَ وَقَتَلَهُ . أَوْ حَدِيثُ الْمُومِسَةِ الْمُسْتَأْجَرَةِ لِأَنْ تَقُولَ : إِنَّ
مُوسَى زَنَى بِهَا ، أَوْ مَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَالْجُنُونِ ، أَقْوَالٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69مِمَّا قَالُوا ) أَيْ : مِنْ وَصْمِ مَا قَالُوا ، وَ " مَا " مَوْصُولَةٌ أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ ) الظَّرْفُ مَعْمُولٌ لِـ : ( وَجِيهًا ) أَيْ : ذَا وَجْهٍ وَمَنْزِلَةٍ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، تُمِيطُ عَنْهُ الْأَذَى وَتَدْفَعُ التُّهَمَ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ : عَبْدٌ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ ، لِلَّهِ جَرٌّ بِلَامِ الْجَرِّ ، وَ ( عَبْدًا ) خَبَرُ كَانَ ، وَ ( وَجِيهًا ) صِفَةً لَهُ . قَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : صَلَّيْتُ خَلْفَ
nindex.php?page=showalam&ids=13281ابْنَ شَنَبُوذَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ : وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ عَلَى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : ( وَجِيهًا ) مَقْبُولًا . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ ، مَا سَأَلَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ ، إِلَّا الرُّؤْيَةَ فِي الدُّنْيَا . وَقَالَ
قُطْرُبٌ : رَفِيعَ الْقَدْرِ . وَقِيلَ : وَجَاهَتُهُ أَنَّهُ كَلَّمَهُ وَلَقَّبَهُ كَلِيمَ اللَّهِ . وَالسَّدِيدُ : تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ النِّسَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُنَا صَوَابًا . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ وَقَتَادَةُ : سَدِيدًا فِي شَأْنِ
زَيْدٍ وَزَيْنَبَ وَالرَّسُولِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَعِكْرِمَةُ أَيْضًا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَقِيلَ : مَا يُوَافِقُ ظَاهِرُهُ بَاطِنَهُ ، وَقِيلَ : مَا هُوَ إِصْلَاحٌ مِنْ تَسْدِيدِ السَّهْمِ لِيُصِيبَ الْغَرَضَ ، وَقِيلَ : السَّدِيدُ يَعُمُّ الْخَيْرَاتِ . وَرُتِّبَ عَلَى الْقَوْلِ السَّدِيدِ : صَلَاحُ الْأَعْمَالِ وَغُفْرَانُ الذُّنُوبِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهَذِهِ الْآيَةُ مُقَرِّرَةٌ لِلَّتِي قَبْلَهَا . بُنِيَتْ تِلْكَ عَلَى النَّهْيِ عَمَّا يُؤْذَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذِهِ عَلَى الْأَمْرِ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ ، لِيَتَرَادَفَ عَلَيْهِمُ النَّهْيُ وَالْأَمْرُ ، مَعَ إِتْبَاعِ النَّهْيِ مَا يَتَضَمَّنُ الْوَعِيدَ مِنْ قِصَّةِ
مُوسَى ، وَإِتْبَاعِ الْأَمْرِ الْوَعْدَ الْبَلِيغَ ، فَيَقْوَى الصَّارِفُ عَنِ الْأَذَى وَالدَّاعِي إِلَى تَرْكِهِ . انْتَهَى ، وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ .