[ ص: 354 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29008فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بل عجبت ويسخرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13وإذا ذكروا لا يذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=14وإذا رأوا آية يستسخرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=15وقالوا إن هذا إلا سحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=16أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=17أوآباؤنا الأولون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=18قل نعم وأنتم داخرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20وقالوا ياويلنا هذا يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ) .
الاستفتاء نوع من السؤال ، والهمزة وإن خرجت إلى معنى التقرير فهي في الأصل لمعنى الاستفهام ، أي : فاستخبرهم ، والضمير لمشركي
مكة . وقيل : نزلت في
أبي الأشد بن كلدة ، وكني بذلك لشدة بطشه وقوته . وعادل في هذا الاستفهام التقريري في الأشدية بينهم وبين من خلق من غيرهم من الأمم والجن والملائكة والأفلاك والأرضين . وفي مصحف
عبد الله : أم من عددنا ، وهو تفسير لمن خلقنا ، أي من عددنا من الصافات وما بعدها من المخلوقين . وغلب العاقل على غيره في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11من خلقنا ) ، واقتصر على الفاعل في (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11خلقنا ) ، ولم يذكر متعلق الخلق اكتفاء ببيان ما تقدمه ، وكأنه قال : أم من خلقنا من غرائب المصنوعات وعجائبها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : أمن بتخفيف الميم دون أم ، جعله استفهاما ثانيا تقريرا أيضا ، فهما جملتان مستقلتان في التقرير ، ومن مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره أشد . فعلى أم من هو تقرير واحد ونظيره (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أأنتم أشد خلقا أم السماء ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وأشد خلقا يحتمل أقوى خلقا ، من قولهم : شديد الخلق ، وفي خلقه شدة ، وأصعب خلقا . وأشد خلقا وأشقه يحتمل أقوى خلقا من قولهم : شديد الخلق ، وفي خلقه شدة ، على معنى الرد ، لإنكارهم البعث والنشأة الأخرى . وإن من هان عليه خلق هذه الخلائق العظيمة ، ولم يصعب عليه اختراعها ، كان خلق البشر عليه أهون . وخلقهم من طين لازب ، إما شهادة عليهم بالضعف والرخاوة ; لأن ما يصنع من الطين غير موصوف بالصلابة والقوة ; أو احتجاج عليهم بأن الطين اللازب الذي خلقوا منه تراب . فمن أين استنكروا أن يخلقوا من تراب مثله ؟ قالوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5أئذا كنا ترابا ) ، وهذا المعنى يعضده ما يتلوه من ذكر إنكارهم البعث . انتهى . والذي يظهر الاحتمال الأول . وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11أم من خلقنا ) من الأمم الماضية ، كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا ) ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=69وكانوا أشد منكم قوة ) ، وأضاف الخلق من الطين إليهم ، والمخلوق منه هو أبوهم آدم ، إذ كانوا نسله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : خلق
ابن آدم من تراب وماء ونار وهواء ، وهذا كله إذا خلط صار طينا لازبا يلزم ما جاوره . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( اللازب ) بالجر ، أي الكريم الجيد .
وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بل عجبت ) ، بتاء الخطاب ، أي من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة ، وهم يسخرون منك ومن تعجبك ، ومما تريهم من
nindex.php?page=treesubj&link=33679_28783آثار قدرة الله ، أو عجبت من إنكارهم البعث ، وهم يسخرون من أمر البعث . أو عجبت من إعراضهم عن الحق وعماهم عن الهدى ، وأن يكونوا كافرين مع ما جئتم به من عند الله . وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان ،
وابن مقسم : بياء المتكلم . ورويت عن
علي ،
وعبد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
والنخعي ،
وابن وثاب ،
وطلحة ،
وشقيق ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش . وأنكر
شريح القاضي هذه القراءة . وقال : الله لا يعجب ، فقال
إبراهيم : كان
شريح معجبا بعلمه ،
وعبد الله أعلم منه ، يعني
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود . والظاهر أن ضمير المتكلم هو لله تعالى ، والعجب لا يجوز على الله تعالى ; لأنه روعة تعتري المتعجب من الشيء . وقد جاء في الحديث إسناد العجب إلى الله تعالى ، وتئول على أنه صفة فعل يظهرها الله تعالى في صفة المتعجب منه من تعظيم أو تحقير حتى يصير الناس متعجبين منه . فالمعنى : بل عجبت من ضلالتهم وسوء عملهم ، وجعلتها للناظرين فيها وفيما اقترن فيها من شرعي وهداي متعجبا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي بلغ من عظيم آياتي وكثرة خلائقي أني عجبت منها ، فكيف بعبادي وهؤلاء ،
[ ص: 355 ] لجهلهم وعنادهم ، يسخرون من آياتي ؟ أو عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله ، وهم يسخرون بمن يصف الله بالقدرة عليه ، قال : ويجرد العجب لمعنى الاستعظام ، أو يخيل العجب ويفرض . وقيل : هو ضمير الرسول ، أي قل بل عجبت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي ،
وعلي بن سليمان : وهم يسخرون من نبوتك والحق الذي عندك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13وإذا ذكروا ) ووعظوا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13لا يذكرون ) ، ولا يتعظون . وذكر
جناح بن حبيش : ذكروا ، بتخفيف الكاف . روي أن
ركانة رجلا من المشركين من أهل
مكة لقيه الرسول في جبل خال يرعى غنما له ، وكان من أقوى الناس ، فقال له : " يا
ركانة ، أرأيت إن صرعتك أتؤمن بي " ؟ قال : نعم ، فصرعه ثلاثا ، ثم عرض عليه آيات من دعاء شجرة وإقبالها ، فلم يؤمن ، وجاء إلى
مكة فقال : يا
بني هاشم ، ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فنزلت فيه وفي نظرائه (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=14وإذا رأوا آية يستسخرون ) . قال
مجاهد ،
وقتادة : يسخرون ، يكون استفعل بمعنى المجرد . وقيل : فيه معنى الطلب ، أي يطلبون أن يكونوا ممن يسخرون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : يبالغون في السخرية ، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها . وقرئ : يستسحرون ، بالحاء المهملة ، وهو عبارة عن ما قال
ركانة : لأسحرن الرسول . والإشارة بهذا إلى ما ظهر على يديه - عليه السلام - من الخارق المعجز .
وتقدم الخلاف في كسر ميم ( متنا ) وضمها . ومن قرأ ( أئذا ) بالاستفهام ، فجواب ( إذا ) محذوف ، أي ( نبعث ) ، ويدل عليه إنا لمبعوثون ، أو يعرى عن الشرط ويكون ظرفا محضا ، ويقدر العامل : أنبعث إذا متنا ؟ وقرأ الجمهور ( أوآباؤنا ) بفتح الواو في ( أو ) . وقرأ
أبو جعفر ،
وشيبة ،
وابن عامر ،
ونافع في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون : بالسكون ، فهي حرف عطف ، ومن فتح قالوا وحرف عطف دخلت عليه همزة الاستفهام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ( أوآباؤنا ) معطوف على محل إن واسمها ، أو على الضمير في مبعوثون . والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام ، والمعنى : أيبعث أيضا آباؤنا ؟ على زيادة الاستبعاد ، يعنون أنهم أقدم ، فبعثهم أبعد وأبطل . انتهى . أما قوله معطوف على محل ( إن ) واسمها فمذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه خلافه ; لأن قولك : إن زيدا قائم وعمرو ، فيه مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف . وأما قوله : أو على الضمير في ( مبعوثون ) إلى آخره ، فلا يجوز عطفه على الضمير ; لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل ، لا على المفرد ; لأنه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملا في المفرد بوساطة حرف العطف ، وهمزة الاستفهام لا يعمل فيما بعدها ما قبلها . فقوله ( أوآباؤنا ) مبتدأ ، خبره محذوف تقديره مبعوثون ، ويدل عليه ما قبله . فإذا قلت : أقام زيد أو عمرو ، فعمرو مبتدأ محذوف الخبر لما ذكرنا ، واستفهامهم تضمن إنكارا واستبعادا ، فأمر الله نبيه أن يجيبهم بـ ( نعم ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=18وأنتم داخرون ) أي صاغرون ، وهي جملة حالية ، العامل فيها محذوف تقديره نعم تبعثون ، وزادهم في الجواب أن بعثهم وهم ملتبسون بالصغار والذل . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب : نعم بكسر العين ، وتقدم الخلاف فيها في سورة الأعراف ، وهي كناية عن البعثة ، فإنما بعثتهم ( زجرة ) أي صيحة ، وهي النفخة الثانية . لما كانت بعثتهم ناشئة عن الزجرة جعلت إياها مجازا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هي مبهمة يوضحها خبرها . انتهى . وكثيرا ما يقول هو
وابن مالك أن الضمير يفسره الخبر ، وجعل من ذلك
ابن مالك (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إن هي إلا حياتنا الدنيا ) ، وتكلمنا معه في ذلك في شرح التسهيل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإنما جواب شرط مقدر ، وتقديره : إذا كان ذلك ، فما هي إلا زجرة واحدة . انتهى . وكثيرا ما تضمن
[ ص: 356 ] جملة الشرط قبل فاء إذا ساغ تقديره ، ولا ضرورة تدعو إلى ذلك ، ولا يحذف الشرط ويبقى جوابه إلا إذا انجزم الفعل في الذي يطلق عليه أنه جواب الأمر والنهي ، وما ذكر معهما على قول بعضهم ، إما ابتداء فلا يجوز حذفه .
و ( ينظرون ) من النظر ، أي فإذا هم بصراء ينظرون ، أو من الانتظار ، أي فإذا هم ينتظرون ما يفعل بهم وما يؤمرون به . والظاهر أن قوله ( يا ويلنا ) من كلام بعض الكفار لبعض ، إلى آخر الجملتين ، أقروا بأنه يوم الجزاء ، وأنه يوم الفصل ، وخاطب بعضهم بعضا . ووقف
أبو حاتم على قوله ( يا ويلنا ) ، وجعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20هذا يوم الدين ) إلى آخره من قول الله لهم أو الملائكة . وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20هذا يوم الدين ) من كلام الكفرة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21هذا يوم الفصل ) ليس من كلامهم ، وإنما المعنى يقال لهم هذا يوم الفصل . ويوم الدين : يوم الجزاء والمعاوضة ، ويوم الفصل : يوم الفرق بين فرق الهدى وفرق الضلال . وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21الذي كنتم به تكذبون ) توبيخ لهم وتقريع .
[ ص: 354 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29008فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=14وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=15وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=16أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=17أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=18قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=19فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) .
الِاسْتِفْتَاءُ نَوْعٌ مِنَ السُّؤَالِ ، وَالْهَمْزَةُ وَإِنْ خَرَجَتْ إِلَى مَعْنَى التَّقْرِيرِ فَهِيَ فِي الْأَصْلِ لِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ ، أَيْ : فَاسْتَخْبِرْهُمْ ، وَالضَّمِيرُ لِمُشْرِكِي
مَكَّةَ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي الْأَشَدِّ بْنِ كَلَدَةَ ، وَكُنِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ بَطْشِهِ وَقُوَّتِهِ . وَعَادَلَ فِي هَذَا الِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ فِي الْأَشُدِّيَّةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ خَلَقَ مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْأَفْلَاكِ وَالْأَرَضِينَ . وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ : أَمْ مَنْ عَدَدْنَا ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لِمَنْ خَلَقْنَا ، أَيْ مَنْ عَدَدْنَا مِنَ الصَّافَّاتِ وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ . وَغُلِّبَ الْعَاقِلُ عَلَى غَيْرِهِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11مَنْ خَلَقْنَا ) ، وَاقْتَصَرَ عَلَى الْفَاعِلِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11خَلَقْنَا ) ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُتَعَلِّقَ الْخَلْقِ اكْتِفَاءً بِبَيَانِ مَا تَقَدَّمَهُ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : أَمْ مَنْ خَلَقْنَا مِنْ غَرَائِبِ الْمَصْنُوعَاتِ وَعَجَائِبِهَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : أَمَنْ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ دُونَ أَمْ ، جَعَلَهُ اسْتِفْهَامًا ثَانِيًا تَقْرِيرًا أَيْضًا ، فَهُمَا جُمْلَتَانِ مُسْتَقِلَّتَانِ فِي التَّقْرِيرِ ، وَمَنْ مُبْتَدَأٌ ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَشَدُّ . فَعَلَى أَمْ مَنْ هُوَ تَقْرِيرٌ وَاحِدٌ وَنَظِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَأَشَدُّ خَلْقًا يَحْتَمِلُ أَقْوَى خَلْقًا ، مِنْ قَوْلِهِمْ : شَدِيدُ الْخَلْقِ ، وَفِي خَلْقِهِ شِدَّةٌ ، وَأَصْعَبُ خَلْقًا . وَأَشَدُّ خَلْقًا وَأَشَقُّهُ يَحْتَمِلُ أَقْوَى خَلْقًا مِنْ قَوْلِهِمْ : شَدِيدُ الْخَلْقِ ، وَفِي خَلْقِهِ شِدَّةٌ ، عَلَى مَعْنَى الرَّدِّ ، لِإِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ وَالنَّشْأَةَ الْأُخْرَى . وَإِنَّ مَنْ هَانَ عَلَيْهِ خَلْقُ هَذِهِ الْخَلَائِقِ الْعَظِيمَةِ ، وَلَمْ يَصْعُبْ عَلَيْهِ اخْتِرَاعُهَا ، كَانَ خَلْقُ الْبَشَرِ عَلَيْهِ أَهْوَنَ . وَخَلْقُهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ، إِمَّا شَهَادَةٌ عَلَيْهِمْ بِالضَّعْفِ وَالرَّخَاوَةِ ; لِأَنَّ مَا يُصْنَعُ مِنَ الطِّينِ غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِالصَّلَابَةِ وَالْقُوَّةِ ; أَوِ احْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ الطِّينَ اللَّازِبَ الَّذِي خُلِقُوا مِنْهُ تُرَابٌ . فَمِنْ أَيْنَ اسْتَنْكَرُوا أَنْ يُخْلَقُوا مِنْ تُرَابٍ مِثْلِهِ ؟ قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا ) ، وَهَذَا الْمَعْنَى يُعَضِّدُهُ مَا يَتْلُوهُ مِنْ ذِكْرِ إِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ . انْتَهَى . وَالَّذِي يَظْهَرُ الِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ . وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11أَمْ مَنْ خَلَقْنَا ) مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ ، كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا ) ، وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=69وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً ) ، وَأَضَافَ الْخَلْقَ مِنَ الطِّينِ إِلَيْهِمْ ، وَالْمَخْلُوقُ مِنْهُ هُوَ أَبُوهُمْ آدَمُ ، إِذْ كَانُوا نَسْلَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : خُلِقَ
ابْنُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ وَمَاءٍ وَنَارٍ وَهَوَاءٍ ، وَهَذَا كُلُّهُ إِذَا خُلِطَ صَارَ طِينًا لَازِبًا يَلْزَمُ مَا جَاوَرَهُ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : ( اللَّازِبِ ) بِالْجَرِّ ، أَيِ الْكَرِيمِ الْجَيِّدِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بَلْ عَجِبْتَ ) ، بِتَاءِ الْخِطَابِ ، أَيْ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الْخَلَائِقِ الْعَظِيمَةِ ، وَهُمْ يَسْخَرُونَ مِنْكَ وَمِنْ تَعَجُّبِكَ ، وَمِمَّا تُرِيهِمْ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=33679_28783آثَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ ، أَوْ عَجِبْتَ مِنْ إِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ ، وَهُمْ يَسْخَرُونَ مِنْ أَمْرِ الْبَعْثِ . أَوْ عَجِبْتَ مِنْ إِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْحَقِّ وَعَمَاهُمْ عَنِ الْهُدَى ، وَأَنْ يَكُونُوا كَافِرِينَ مَعَ مَا جِئْتُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ : بِيَاءِ الْمُتَكَلِّمِ . وَرُوِيَتْ عَنْ
عَلِيٍّ ،
وَعَبْدِ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَالنَّخَعِيِّ ،
وَابْنِ وَثَّابٍ ،
وَطَلْحَةَ ،
وَشَقِيقٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ . وَأَنْكَرَ
شُرَيْحٌ الْقَاضِي هَذِهِ الْقِرَاءَةَ . وَقَالَ : اللَّهُ لَا يَعْجَبُ ، فَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ : كَانَ
شُرَيْحٌ مُعْجَبًا بِعِلْمِهِ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ أَعْلَمَ مِنْهُ ، يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ ضَمِيرَ الْمُتَكَلِّمِ هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَالْعَجَبُ لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ; لِأَنَّهُ رَوْعَةٌ تَعْتَرِي الْمُتَعَجِّبَ مِنَ الشَّيْءِ . وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ إِسْنَادُ الْعَجَبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَتُئُوِّلَ عَلَى أَنَّهُ صِفَةُ فِعْلٍ يُظْهِرُهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْمُتَعَجَّبِ مِنْهُ مِنْ تَعْظِيمٍ أَوْ تَحْقِيرٍ حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ مُتَعَجِّبِينَ مِنْهُ . فَالْمَعْنَى : بَلْ عَجِبْتُ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ وَسُوءِ عَمَلِهِمْ ، وَجَعَلْتُهَا لِلنَّاظِرِينَ فِيهَا وَفِيمَا اقْتَرَنَ فِيهَا مِنْ شَرْعِي وَهُدَايَ مُتَعَجَّبًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيْ بَلَغَ مِنْ عَظِيمِ آيَاتِي وَكَثْرَةِ خَلَائِقِي أَنِّي عَجِبْتُ مِنْهَا ، فَكَيْفَ بِعِبَادِي وَهَؤُلَاءِ ،
[ ص: 355 ] لِجَهْلِهِمْ وَعِنَادِهِمْ ، يَسْخَرُونَ مِنْ آيَاتِي ؟ أَوْ عَجِبْتُ مِنْ أَنْ يُنْكِرُوا الْبَعْثَ مِمَّنْ هَذِهِ أَفْعَالُهُ ، وَهُمْ يَسْخَرُونَ بِمَنْ يَصِفُ اللَّهَ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَيُجَرَّدُ الْعَجَبُ لِمَعْنَى الِاسْتِعْظَامِ ، أَوْ يُخَيَّلُ الْعَجَبُ وَيُفْرَضُ . وَقِيلَ : هُوَ ضَمِيرُ الرَّسُولِ ، أَيْ قُلْ بَلْ عَجِبْتُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ ،
وَعَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ : وَهُمْ يَسْخَرُونَ مِنْ نُبُوَّتِكَ وَالْحَقِّ الَّذِي عِنْدَكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13وَإِذَا ذُكِّرُوا ) وَوُعِظُوا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=13لَا يَذْكُرُونَ ) ، وَلَا يَتَّعِظُونَ . وَذَكَرَ
جَنَاحُ بْنُ حُبَيْشٍ : ذَكَرُوا ، بِتَخْفِيفِ الْكَافِ . رُوِيَ أَنَّ
رُكَانَةَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ لَقِيَهُ الرَّسُولُ فِي جَبَلٍ خَالٍ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ ، وَكَانَ مِنْ أَقْوَى النَّاسِ ، فَقَالَ لَهُ : " يَا
رُكَانَةُ ، أَرَأَيْتَ إِنْ صَرَعْتُكَ أَتُؤْمِنُ بِي " ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَصَرَعَهُ ثَلَاثًا ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِ آيَاتٍ مِنْ دُعَاءِ شَجَرَةٍ وَإِقْبَالِهَا ، فَلَمْ يُؤْمِنْ ، وَجَاءَ إِلَى
مَكَّةَ فَقَالَ : يَا
بَنِي هَاشِمٍ ، سَاحِرُوا بِصَاحِبِكُمْ أَهْلَ الْأَرْضِ ، فَنَزَلَتْ فِيهِ وَفِي نُظَرَائِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=14وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ) . قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ : يَسْخَرُونَ ، يَكُونُ اسْتَفْعَلَ بِمَعْنَى الْمُجَرَّدِ . وَقِيلَ : فِيهِ مَعْنَى الطَّلَبِ ، أَيْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَكُونُوا مِمَّنْ يَسْخَرُونَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : يُبَالِغُونَ فِي السُّخْرِيَةِ ، أَوْ يَسْتَدْعِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ أَنْ يَسْخَرَ مِنْهَا . وَقُرِئَ : يَسْتَسْحِرُونَ ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ مَا قَالَ
رُكَانَةُ : لَأَسْحَرَنَّ الرَّسُولَ . وَالْإِشَارَةُ بِهَذَا إِلَى مَا ظَهَرَ عَلَى يَدَيْهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنَ الْخَارِقِ الْمُعْجِزِ .
وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي كَسْرِ مِيمِ ( مِتْنَا ) وَضَمِّهَا . وَمَنْ قَرَأَ ( أَئِذَا ) بِالِاسْتِفْهَامِ ، فَجَوَابُ ( إِذَا ) مَحْذُوفٌ ، أَيْ ( نُبْعَثُ ) ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ، أَوْ يُعَرَّى عَنِ الشَّرْطِ وَيَكُونُ ظَرْفًا مَحْضًا ، وَيُقَدَّرُ الْعَامِلُ : أَنُبْعَثُ إِذَا مِتْنَا ؟ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَوَآبَاؤُنَا ) بِفَتْحِ الْوَاوِ فِي ( أَوَ ) . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَنَافِعٌ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ : بِالسُّكُونِ ، فَهِيَ حَرْفُ عَطْفٍ ، وَمَنْ فَتَحَ قَالُوا وَحَرْفُ عَطْفٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِ هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ( أَوَآبَاؤُنَا ) مَعْطُوفٌ عَلَى مَحَلِّ إِنَّ وَاسْمِهَا ، أَوْ عَلَى الضَّمِيرِ فِي مَبْعُوثُونَ . وَالَّذِي جَوَّزَ الْعَطْفَ عَلَيْهِ الْفَصْلُ بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، وَالْمَعْنَى : أَيُبْعَثُ أَيْضًا آبَاؤُنَا ؟ عَلَى زِيَادَةِ الِاسْتِبْعَادِ ، يَعْنُونَ أَنَّهُمْ أَقْدَمُ ، فَبَعْثُهُمْ أَبْعَدُ وَأَبْطَلُ . انْتَهَى . أَمَّا قَوْلُهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحَلِّ ( إِنَّ ) وَاسْمِهَا فَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ خِلَافُهُ ; لِأَنَّ قَوْلَكَ : إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ وَعَمْرٌو ، فِيهِ مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : أَوْ عَلَى الضَّمِيرِ فِي ( مَبْعُوثُونَ ) إِلَى آخِرِهِ ، فَلَا يَجُوزُ عَطْفُهُ عَلَى الضَّمِيرِ ; لِأَنَّ هَمْزَةَ الِاسْتِفْهَامِ لَا تَدْخُلُ إِلَّا عَلَى الْجُمَلِ ، لَا عَلَى الْمُفْرَدِ ; لِأَنَّهُ إِذَا عُطِفَ عَلَى الْمُفْرَدِ كَانَ الْفِعْلُ عَامِلًا فِي الْمُفْرَدِ بِوَسَاطَةِ حَرْفِ الْعَطْفِ ، وَهَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا بَعْدَهَا مَا قَبْلَهَا . فَقَوْلُهُ ( أَوَآبَاؤُنَا ) مُبْتَدَأٌ ، خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ مَبْعُوثُونَ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ . فَإِذَا قُلْتَ : أَقَامَ زَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو ، فَعَمْرٌو مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ لِمَا ذَكَرْنَا ، وَاسْتِفْهَامُهُمْ تَضَمَّنَ إِنْكَارًا وَاسْتِبْعَادًا ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُجِيبَهُمْ بِـ ( نَعَمْ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=18وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ) أَيْ صَاغِرُونَ ، وَهِيَ جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ ، الْعَامِلُ فِيهَا مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ نَعَمْ تُبْعَثُونَ ، وَزَادَهُمْ فِي الْجَوَابِ أَنَّ بَعْثَهُمْ وَهُمْ مُلْتَبِسُونَ بِالصَّغَارِ وَالذُّلِّ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ : نَعِمْ بِكَسْرِ الْعَيْنِ ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِيهَا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الْبَعْثَةِ ، فَإِنَّمَا بَعْثَتُهُمْ ( زَجْرَةٌ ) أَيْ صَيْحَةٌ ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ . لَمَّا كَانَتْ بَعْثَتُهُمْ نَاشِئَةً عَنِ الزَّجْرَةِ جُعِلَتْ إِيَّاهَا مَجَازًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هِيَ مُبْهَمَةٌ يُوَضِّحُهَا خَبَرُهَا . انْتَهَى . وَكَثِيرًا مَا يَقُولُ هُوَ
وَابْنُ مَالِكٍ أَنَّ الضَّمِيرَ يُفَسِّرُهُ الْخَبَرُ ، وَجَعَلَ مِنْ ذَلِكَ
ابْنُ مَالِكٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ) ، وَتَكَلَّمْنَا مَعَهُ فِي ذَلِكَ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنَّمَا جَوَابُ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ ، وَتَقْدِيرُهُ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ ، فَمَا هِيَ إِلَّا زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ . انْتَهَى . وَكَثِيرًا مَا تُضَمَّنُ
[ ص: 356 ] جُمْلَةُ الشَّرْطِ قَبْلَ فَاءٍ إِذَا سَاغَ تَقْدِيرُهُ ، وَلَا ضَرُورَةَ تَدْعُو إِلَى ذَلِكَ ، وَلَا يُحْذَفُ الشَّرْطُ وَيَبْقَى جَوَابُهُ إِلَّا إِذَا انْجَزَمَ الْفِعْلُ فِي الَّذِي يُطْلَقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَمَا ذُكِرَ مَعَهُمَا عَلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ ، إِمَّا ابْتِدَاءٌ فَلَا يَجُوزُ حَذْفُهُ .
وَ ( يَنْظَرُونَ ) مِنَ النَّظَرِ ، أَيْ فَإِذَا هُمْ بُصَرَاءُ يَنْظُرُونَ ، أَوْ مِنَ الِانْتِظَارِ ، أَيْ فَإِذَا هُمْ يَنْتَظِرُونَ مَا يُفْعَلُ بِهِمْ وَمَا يُؤْمَرُونَ بِهِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ ( يَا وَيْلَنَا ) مِنْ كَلَامِ بَعْضِ الْكُفَّارِ لِبَعْضٍ ، إِلَى آخِرِ الْجُمْلَتَيْنِ ، أَقَرُّوا بِأَنَّهُ يَوْمُ الْجَزَاءِ ، وَأَنَّهُ يَوْمُ الْفَصْلِ ، وَخَاطَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . وَوَقَفَ
أَبُو حَاتِمٍ عَلَى قَوْلِهِ ( يَا وَيْلَنَا ) ، وَجَعَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ) إِلَى آخِرِهِ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ لَهُمْ أَوِ الْمَلَائِكَةِ . وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=20هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ) مِنْ كَلَامِ الْكَفَرَةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ) لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى يُقَالُ لَهُمْ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ . وَيَوْمُ الدِّينِ : يَوْمُ الْجَزَاءِ وَالْمُعَاوَضَةِ ، وَيَوْمُ الْفَصْلِ : يَوْمُ الْفَرْقِ بَيْنَ فِرَقِ الْهُدَى وَفِرَقِ الضَّلَالِ . وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=21الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) تَوْبِيخٌ لَهُمْ وَتَقْرِيعٌ .