(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29009هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جنات عدن مفتحة لهم الأبواب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=51متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52وعندهم قاصرات الطرف أتراب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=53هذا ما توعدون ليوم الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=54إن هذا لرزقنا ما له من نفاد nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هذا وإن للطاغين لشر مآب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جهنم يصلونها فبئس المهاد nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هذا فليذوقوه حميم وغساق nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله أزواج nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أأتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق تخاصم أهل النار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار [ ص: 404 ] لما أمره تعالى بالصبر على سفاهة قومه ، وذكر جملة من الأنبياء وأحوالهم ، ذكر ما يئول إليه حال المؤمنين والكافرين من الجزاء ، ومقر كل واحد من الفريقين . ولما كان ما يذكره نوعا من أنواع التنزيل ، قال : ( هذا ذكر ) ، كأنه فصل بين ما قبله وما بعده . ألا ترى أنه لما ذكر أهل الجنة ، وأعقبه بذكر أهل النار قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هذا وإن للطاغين ) ؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هذا ذكر من مضى من الأنبياء . وقيل : ( هذا ذكر ) : أي : شرف تذكرون به أبدا . وقرأ الجمهور : ( جنات ) بالنصب ، وهو بدل ، فإن كان ( عدن ) علما ، فبدل معرفة من نكرة ; وإن كان نكرة ، فبدل نكرة من نكرة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جنات عدن ) معرفة لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جنات عدن التي وعد الرحمن ) ، وانتصابها على أنها عطف بيان ب ( حسن مآب ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) حال ، والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل . وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) ضمير الجنات ، والأبواب بدل من الضمير تقديره : مفتحة هي الأبواب لقولهم : ضرب زيد اليد والرجل ، وهو من بدل الاشتمال . انتهى .
ولا يتعين أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جنات عدن ) معرفة بالدليل الذي استدل به وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جنات عدن التي ) ؛ لأنه اعتقد أن التي صفة لجنات عدن ، ولا يتعين ما ذكره ، إذ يجوز أن تكون التي بدلا من جنات عدن . ألا ترى أن الذي والتي وجموعهما تستعمل استعمال الأسماء ، فتلي
[ ص: 405 ] العوامل ، ولا يلزم أن تكون صفة ؟ وأما انتصابها على أنها عطف بيان فلا يجوز ؛ لأن النحويين في ذلك على مذهبين : أحدهما : أن ذلك لا يكون إلا في المعارف ، فلا يكون عطف البيان إلا تابعا لمعرفة ، وهو مذهب البصريين . والثاني : أنه يجوز أن يكون في النكرات ، فيكون عطف البيان تابعا لنكرة ، كما تكون المعرفة فيه تابعة لمعرفة ، وهذا مذهب الكوفيين ، وتبعهم
الفارسي .
وأما تخالفهما في التنكير والتعريف فلم يذهب إليه أحد سوى هذا المصنف . وقد أجاز ذلك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مقام إبراهيم ) ، فأعربه عطف بيان تابعا لنكرة ، وهو (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99آيات بينات ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مقام إبراهيم ) معرفة ، وقد رددنا عليه ذلك في موضعه في آل عمران . وأما قوله : وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) ضمير الجنات ، فجمهور النحويين أعربوا الأبواب مفعولا لم يسم فاعله . وجاء
أبو علي فقال : إذا كان كذلك ، لم يكن في ذلك ضمير يعود على جنات عدن من الحالية إن أعرب مفتحة حالا ، أو من النعت إن أعرب نعتا ل ( جنات عدن ) ، فقال : في (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) ضمير يعود على الجنات حتى ترتبط الحال بصاحبها ، أو النعت بمنعوته ، والأبواب بدل . وقال : من أعرب الأبواب مفعولا لم يسم فاعله العائد على الجنات محذوف تقديره : الأبواب منها . وألزم
أبو علي البدل في مثل هذا لا بد فيه من الضمير ، إما ملفوظا به ، أو مقدرا . وإذا كان الكلام محتاجا إلى تقدير واحد ، كان أولى مما يحتاج إلى تقديرين . وأما الكوفيون ، فالرابط عندهم هو أل لمقامه مقام الضمير ، فكأنه قال : مفتحة لهم أبوابها .
وأما قوله : وهو من بدل الاشتمال ، فإن عنى بقوله : وهو قوله اليد والرجل ، فهو وهم ، وإنما هو بدل بعض من كل . وإن عنى الأبواب ، فقد يصح ؛ لأن أبواب الجنات ليست بعضا من الجنات .
وأما تشبيهه ما قدره من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) هي الأبواب ، بقولهم : ضرب زيد اليد والرجل ، فوجهه أن الأبواب بدل من ذلك الضمير المستكن ، كما أن اليد والرجل بدل من الظاهر الذي هو زيد . وقال
أبو إسحاق ، وتبعه
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) نعت لجنات عدن . وقال
الحوفي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مفتحة ) حال ، والعامل فيها محذوف يدل عليه المعنى ، تقديره : يدخلونها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ،
وعبد الله بن رفيع ،
وأبو حيوة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جنات عدن مفتحة ) ، برفع التاءين : مبتدأ وخبر ، أو كل منهما خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو جنات عدن هي مفتحة .
والاتكاء : من هيئات أهل السعادة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=51يدعون فيها ) يدل على أن عندهم من يستخدمونه فيما يستدعون ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19ويطوف عليهم ولدان مخلدون ) .
ولما كانت الفاكهة يتنوع وصفها بالكثرة ، وكثرتها باختلاف أنواعها ، وكثرة كل نوع منها ; ولما كان الشراب نوعا واحدا وهو الخمر ، أفرد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52وعندهم قاصرات الطرف ) . قال
قتادة : معناه على أزواجهن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52أتراب ) : أي : أمثال على سن واحدة ، وأصله في بني
آدم لكونهم مس أجسادهم التراب في وقت واحد ، والأقران أثبت في التحاب . والظاهر أن هذا الوصف هو بينهن ، وقيل : بين أزواجهن ، أسنانهن كأسنانهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد الآدميات . وقال صاحب الغنيان : حور .
وقرأ
ابن كثير ،
وأبو عمرو : ( وهذا ما يوعدون ) ، بياء الغيبة ، إذ قبله ( وعندهم ) وباقي السبعة : بتاء الخطاب على الالتفات ، والمعنى : هذا ما وقع به الوعد ليوم الجزاء .
( إن هذا ) : أي : ما ذكر للمتقين مما تقدم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=54لرزقنا ) دائما ، أي : لا نفاد له .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هذا وإن للطاغين لشر مآب ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أي : الأمر هذا ، وقال
أبو علي : هذا للمؤمنين ، وقال
أبو البقاء : مبتدأ محذوف الخبر ، أو خبر محذوف المبتدأ ، والطاغون هنا : الكفار ; وقال
الجبائي : أصحاب الكبائر كفارا كانوا أو لم يكونوا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المعنى الذين طغوا علي ، وكذبوا رسلي لهم شر مآب أي : مرجع ومصير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56فبئس المهاد ) أي : هي ( هذا ) في موضع رفع مبتدأ خبره ( جهنم ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57وغساق ) ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : العذاب هذا ، وحميم خبر مبتدأ ، أو في موضع نصب على الاشتغال ، أي : ليذوقوا هذا فليذوقوه حميم ، أي : هو حميم ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي : منه حميم ومنه غساق ، كما قال الشاعر :
[ ص: 406 ] حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس وغودر البقل ملوي ومحصود
أي : منه ملوي ومنه محصود ، وهذه الأعاريب مقولة منقولة . وقيل : هذا مبتدأ ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57فليذوقوه ) الخبر ، وهذا على مذهب
الأخفش في إجازته : زيد فاضربه ، مستدلا بقول الشاعر :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
والغساق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الزمهرير ; وعنه أيضا ، وعن
عطاء ،
وقتادة ،
وابن زيد : ما يجري من صديد أهل النار .
وعن
كعب : عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية أو عقرب أو غيرهما ، يغمس فيها فيتساقط الجلد واللحم عن العظم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ما يسيل من دموعهم ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : القيح يسيل منهم فيسقونه . وقرأ
ابن أبي إسحاق ،
وقتادة ،
وابن وثاب ،
وطلحة ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وحفص ،
والفضل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان ،
وهارون عن
أبي عمرو : بتشديد السين . فإن كان صفة ، فيكون مما حذف موصوفها ، وإن كان اسما ، ففعال قليل في الأسماء ، جاء منه : الكلاء ، والجبان ، والفناد ، والعقار ، والخطار . وقرأ باقي السبعة : بتخفيف السين .
وقرأ الجمهور : ( وآخر ) على الإفراد ، فقيل : مبتدأ خبره محذوف تقديره : ولهم عذاب آخر . وقيل : خبره في الجملة ؛ لأن قوله : ( أزواج ) مبتدأ ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58من شكله ) خبره ، والجملة خبر ( وآخر ) .
وقيل : خبره ( أزواج ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58من شكله ) في موضع الصفة ، وجاز أن يخبر بالجمع عن الواحد من حيث هو درجات ورتب من العذاب ، أو سمى كل جزء من ذلك الآخر باسم الكل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( وآخر ) أي : وعذاب آخر ، أو مذوق آخر ; وأزواج صفة آخر ؛ لأنه يجوز أن يكون ضروبا أو صفة للثلاثة ، وهي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57حميم وغساق nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله ) . انتهى .
وهو إعراب أخذه من
الفراء .
وقرأ
الحسن ،
ومجاهد ،
والجحدري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ،
وعيسى ،
وأبو عمرو : ( وأخر ) على الجمع ، وهو مبتدأ ، ( ومن شكله ) في موضع الصفة ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15وأزواج ) خبره ، أي : ومذوقا آخر من شكل هذا المذوق من مثله في الشدة والفظاعة . ( أزواج ) : أجناس .
وقرأ
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58من شكله ) بكسر الشين ; والجمهور : بفتحها ، وهما لغتان بمعنى المثل والضرب . وأما إذا كان بمعنى الفتح ، فبكسر الشين لا غير . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله ) : هو الزمهرير .
والظاهر أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم ) ، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض ، والفوج : الجمع الكثير ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59مقتحم معكم ) أي : النار ، وهم الأتباع ، ثم دعوا عليهم بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لا مرحبا بهم ) ؛ لأن الرئيس إذا رأى الخسيس قد قرن معه في العذاب ، ساءه ذلك حيث وقع التساوي في العذاب ، ولم يكن هو السالم من العذاب وأتباعه في العذاب .
و ( مرحبا ) معناه : ائت رحبا وسعة لا ضيقا ، وهو منصوب بفعل يجب إضماره ، ولأن علوهم بيان للمدعو عليهم .
وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج ) ، من كلام الملائكة خزنة النار ; وأن الدعاء على الفوج والتعليل بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إنهم صالوا النار ) ، من كلامهم .
وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم ) ، من كلام الملائكة ، والدعاء على الفوج والإخبار بأنهم صالوا النار من كلام الرؤساء المتبوعين .
( قالوا ) أي : الفوج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60لا مرحبا بكم ) ، رد على الرؤساء ما دعوا به عليهم . ثم ذكروا أن ما وقعوا فيه من العذاب وصلي النار ، إنما هو بما ألقيتم إلينا وزينتموه من الكفر ، فكأنكم قدمتم لنا العذاب أو الصلي .
وإذا كان (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لا مرحبا بهم ) من كلام الخزنة فلم يجئ التركيب : قالوا بل هؤلاء لا مرحبا بهم ، بل جاء بخطاب الأتباع للرؤساء ، لتكون المواجهة لمن كانوا لا يقدرون على مواجهتهم في الدنيا بقبيح أشفى لصدورهم ، حيث تسببوا في كفرهم ، وأنكى للرؤساء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60فبئس القرار ) : أي : النار ; وهذه المرادة والدعاء كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38كلما دخلت أمة لعنت أختها ) . ولم يكتف الأتباع برد الدعاء على رؤسائهم ، ولا بمواجهتهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أنتم قدمتموه لنا ) ، حتى سألوا من الله أن يزيد رؤساءهم ضعفا من النار ، والمعنى : من حملنا على عمل السوء حتى صار جزاءنا النار ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61فزده عذابا ضعفا ) ، كما جاء في قول الأتباع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ربنا آتهم ) ، أي : ساداتهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ضعفين من العذاب ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) .
[ ص: 407 ] ولما كان الرؤساء ضلالا في أنفسهم ، وأضلوا أتباعهم ، ناسب أن يدعوا عليهم بأن يزيدهم ضعفا ، كما جاء : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374608فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " فعلى هذا الضمير في قوله : ( قالوا ) للأتباع .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61من قدم : هم الرؤساء . وقال
ابن السائب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قالوا ربنا ) إلى آخره ، قول جميع أهل النار . وقال
الضحاك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61من قدم ) ، هو إبليس
وقابيل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الضعف حيات وعقارب .
( وقالوا ) أي : أشراف الكفار ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ) أي : الأرذال الذين لا خير فيهم ، وليسوا على ديننا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ) .
وروي أن القائلين من كفار عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، هم :
أبو جهل ،
وأمية بن خلف ، و
أصحاب القليب ، والذين لم يروهم :
عمار ،
وصهيب ،
وسلمان ، ومن جرى مجراهم ، قاله
مجاهد وغيره . قيل : يسألون أين
عمار ؟ أين
صهيب ؟ أين فلان ؟ يعدون ضعفاء المسلمين ، فيقال لهم : أولئك في الفردوس .
وقرأ النحويان ،
وحمزة : ( اتخذناهم ) وصلا ، فقال
أبو حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري ،
وابن عطية : صفة لرجال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62كنا نعدهم من الأشرار ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : حال ، أي : وقد اتخذناهم .
وقرأ
أبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
والحسن ،
وقتادة ، وباقي السبعة : بهمزة الاستفهام ، لتقرير أنفسهم على هذا ، على جهة التوبيخ لها والأسف ، أي : اتخذناهم سخريا ، ولم يكونوا كذلك . وقرأ
عبد الله ، وأصحابه ،
ومجاهد ،
والضحاك ،
وأبو جعفر ،
وشيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
ونافع ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( سخريا ) ، بضم السين ، ومعناها من السخرة والاستخدام . وقرأ
الحسن ،
وأبو رجاء ،
وعيسى ،
وابن محيصن ، وباقي السبعة : بكسر السين ، ومعناها : المشهور من السخر ، وهو الهزء . قال الشاعر :
إني أتاني لسان لا أسر بها من علو لا كذب فيها ولا سخر
وقيل : بكسر السين من التسخير . وأم ، إن كان اتخذناهم استفهاما إما مصرحا بهمزته كقراءة من قرأ كذلك ، أو مؤولا بالاستفهام ، وحذفت الهمزة للدلالة . فالظاهر أنها متصلة لتقدم الهمزة ، والمعنى أي الفعلين فعلنا بهم ، الاستسخار منهم أم ازدراؤهم وتحقيرهم ؟ وإن أبصارنا كانت تعلو عنهم وتقتحم .
ويكون استفهاما على معنى الإنكار على أنفسهم ، للاستسخار والزيغ جميعا . وقال
الحسن : كل ذلك قد فعلوا ، اتخذوهم سخريا ، وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم .
وأن ( اتخذناهم ) ليس استفهاما ، فأم منقطعة ، ويجوز أن تكون منقطعة أيضا مع تقدم الاستفهام ، يكون كقولك : أزيد عندك أم عندك عمرو ؟ واستفهمت عن زيد ، ثم أضربت عن ذلك واستفهمت عن عمرو ، فالتقدير : بل أزاغت عنهم الأبصار . ويجوز أن يكون قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أم زاغت عنهم الأبصار ) له تعلق بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62ما لنا لا نرى رجالا ) ؛ لأن الاستفهام أولا دل على انتفاء رؤيتهم إياهم ، وذلك دليل على أنهم ليسوا معه ، ثم جوزوا أن يكونوا معه ، ولكن أبصارهم لم ترهم .
( إن ذلك أي : التفاوض الذي حكيناه عنهم ، ( لحق ) أي : ثابت واقع لا بد أن يجري بينهم . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم ) بالرفع مضافا إلى أهل . قال
ابن عطية : بدل من ( لحق ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بين ما هو فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم ) منونا ، ( أهل ) رفعا بالمصدر المنون ، ولا يجيز ذلك
الفراء ، ويجيزه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والبصريون . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم أهل ) ، بنصب الميم وجر أهل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : على أنه صفة لذلك ؛ لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس .
وفي كتاب اللوامح : ولو نصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم أهل النار ) ، لجاز على البدل من ذلك . وقرأ
ابن السميقع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم ) : فعلا ماضيا ، ( أهل ) : فاعلا ، وسمى تعالى تلك المفاوضة التي جرت بين رؤساء الكفار وأتباعهم تخاصما ؛ لأن قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لا مرحبا بهم ) ، وقول الأتباع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60بل أنتم لا مرحبا بكم ) ، هو من باب الخصومة ، فسمى التفاوض كله تخاصما لاستعماله عليه .
( قل ) : يا
محمد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65إنما أنا منذر ) أي : منذر المشركين بالعذاب ، وأن الله لا إله إلا الله ، لا ند له ولا شريك ، وهو الواحد القهار لكل شيء ، وأنه مالك العالم ، علوه وسفله ،
[ ص: 408 ] العزيز الذي لا يغالب ، الغفار لذنوب من آمن به واتبع لدينه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29009هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=51مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=53هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=54إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَأَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [ ص: 404 ] لَمَّا أَمَرَهُ تَعَالَى بِالصَّبْرِ عَلَى سَفَاهَةِ قَوْمِهِ ، وَذَكَرَ جُمْلَةً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَحْوَالِهِمْ ، ذَكَرَ مَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ مِنَ الْجَزَاءِ ، وَمَقَرُّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ . وَلَمَّا كَانَ مَا يَذْكُرُهُ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِ التَّنْزِيلِ ، قَالَ : ( هَذَا ذِكْرٌ ) ، كَأَنَّهُ فَصَلَ بَيْنَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ . أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ ، وَأَعْقَبَهُ بِذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ ) ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَضَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ . وَقِيلَ : ( هَذَا ذِكْرٌ ) : أَيْ : شَرَفٌ تُذْكَرُونَ بِهِ أَبَدًا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( جَنَّاتِ ) بِالنَّصْبِ ، وَهُوَ بَدَلٌ ، فَإِنْ كَانَ ( عَدْنٍ ) عَلَمًا ، فَبَدَلُ مَعْرِفَةٍ مِنْ نَكَرَةٍ ; وَإِنْ كَانَ نَكِرَةً ، فَبَدَلُ نَكِرَةٍ مِنْ نَكِرَةٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جَنَّاتِ عَدْنٍ ) مَعْرِفَةٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ ) ، وَانْتِصَابُهَا عَلَى أَنَّهَا عَطْفُ بَيَانٍ بِ ( حُسْنَ مَآبٍ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) حَالٌ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا مَا فِي الْمُتَّقِينَ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ . وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) ضَمِيرُ الْجَنَّاتِ ، وَالْأَبْوَابُ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ تَقْدِيرُهُ : مُفَتَّحَةً هِيَ الْأَبْوَابُ لِقَوْلِهِمْ : ضُرِبَ زَيْدٌ الْيَدُ وَالرِّجْلُ ، وَهُوَ مِنْ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ . انْتَهَى .
وَلَا يَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جَنَّاتِ عَدْنٍ ) مَعْرِفَةً بِالدَّلِيلِ الَّذِي اسْتَدَلَّ بِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي ) ؛ لِأَنَّهُ اعْتَقَدَ أَنَّ الَّتِي صِفَةٌ لِجَنَّاتِ عَدْنٍ ، وَلَا يَتَعَيَّنُ مَا ذَكَرَهُ ، إِذْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الَّتِي بَدَلًا مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ . أَلَا تَرَى أَنَّ الَّذِي وَالَّتِي وَجُمُوعَهُمَا تُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ الْأَسْمَاءِ ، فَتَلِي
[ ص: 405 ] الْعَوَامِلَ ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً ؟ وَأَمَّا انْتِصَابُهَا عَلَى أَنَّهَا عَطْفُ بَيَانٍ فَلَا يَجُوزُ ؛ لِأَنَّ النَّحْوِيِّينَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَذْهَبَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْمَعَارِفِ ، فَلَا يَكُونُ عَطْفُ الْبَيَانِ إِلَّا تَابِعًا لِمَعْرِفَةٍ ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي النَّكِرَاتِ ، فَيَكُونُ عَطْفُ الْبَيَانِ تَابِعًا لِنَكِرَةٍ ، كَمَا تَكُونُ الْمَعْرِفَةُ فِيهِ تَابِعَةً لِمَعْرِفَةٍ ، وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ ، وَتَبِعَهُمُ
الْفَارِسِيُّ .
وَأَمَّا تَخَالُفُهُمَا فِي التَّنْكِيرِ وَالتَّعْرِيفِ فَلَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ أَحَدٌ سِوَى هَذَا الْمُصَنِّفِ . وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ) ، فَأَعْرَبَهُ عَطْفَ بَيَانٍ تَابِعًا لِنَكِرَةٍ ، وَهُوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ) مَعْرِفَةٌ ، وَقَدْ رَدَدْنَا عَلَيْهِ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ فِي آلِ عِمْرَانَ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) ضَمِيرُ الْجَنَّاتِ ، فَجُمْهُورُ النَّحْوِيِّينَ أَعْرَبُوا الْأَبْوَابَ مَفْعُولًا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ . وَجَاءَ
أَبُو عَلِيٍّ فَقَالَ : إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ مِنَ الْحَالِيَّةِ إِنْ أَعْرَبَ مُفَتَّحَةً حَالًا ، أَوْ مِنَ النَّعْتِ إِنْ أَعْرَبَ نَعْتًا لِ ( جَنَّاتِ عَدْنٍ ) ، فَقَالَ : فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الْجَنَّاتِ حَتَّى تَرْتَبِطَ الْحَالُ بِصَاحِبِهَا ، أَوِ النَّعْتُ بِمَنْعُوتِهِ ، وَالْأَبْوَابُ بَدَلٌ . وَقَالَ : مَنْ أَعْرَبَ الْأَبْوَابَ مَفْعُولًا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ الْعَائِدُ عَلَى الْجَنَّاتِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : الْأَبْوَابُ مِنْهَا . وَأَلْزَمَ
أَبُو عَلِيٍّ الْبَدَلَ فِي مِثْلِ هَذَا لَا بُدَّ فِيهِ مِنَ الضَّمِيرِ ، إِمَّا مَلْفُوظًا بِهِ ، أَوْ مُقَدَّرًا . وَإِذَا كَانَ الْكَلَامُ مُحْتَاجًا إِلَى تَقْدِيرٍ وَاحِدٍ ، كَانَ أَوْلَى مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرَيْنِ . وَأَمَّا الْكُوفِيُّونَ ، فَالرَّابِطُ عِنْدَهُمْ هُوَ أَلْ لِمَقَامِهِ مَقَامَ الضَّمِيرِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : مُفَتِّحَةً لَهُمْ أَبْوَابُهَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَهُوَ مِنْ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ ، فَإِنْ عَنَى بِقَوْلِهِ : وَهُوَ قَوْلُهُ الْيَدُ وَالرِّجْلُ ، فَهُوَ وَهْمٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ . وَإِنْ عَنَى الْأَبْوَابَ ، فَقَدْ يَصِحُّ ؛ لِأَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّاتِ لَيْسَتْ بَعْضًا مِنَ الْجَنَّاتِ .
وَأَمَّا تَشْبِيهُهُ مَا قَدَّرَهُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) هِيَ الْأَبْوَابُ ، بِقَوْلِهِمْ : ضُرِبَ زَيْدٌ الْيَدُ وَالرِّجْلُ ، فَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَبْوَابَ بَدَلٌ مِنْ ذَلِكَ الضَّمِيرِ الْمُسْتَكِنِّ ، كَمَا أَنَّ الْيَدَ وَالرِّجْلَ بَدَلٌ مِنَ الظَّاهِرِ الَّذِي هُوَ زَيْدٌ . وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ ، وَتَبِعَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) نَعْتٌ لِجَنَّاتِ عَدْنٍ . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50مُفَتَّحَةً ) حَالٌ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْنَى ، تَقْدِيرُهُ : يَدْخُلُونَهَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُفَيْعٍ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جَنَّاتُ عَدْنٍ مُفَتَّحَةٌ ) ، بِرَفْعِ التَّاءَيْنِ : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، أَوْ كُلٌّ مِنْهُمَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هُوَ جَنَّاتُ عَدْنٍ هِيَ مُفَتَّحَةٌ .
وَالِاتِّكَاءُ : مِنْ هَيْئَاتِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=51يَدْعُونَ فِيهَا ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عِنْدَهُمْ مَنْ يَسْتَخْدِمُونَهُ فِيمَا يَسْتَدْعُونَ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) .
وَلَمَّا كَانَتِ الْفَاكِهَةُ يَتَنَوَّعُ وَصْفُهَا بِالْكَثْرَةِ ، وَكَثْرَتُهَا بِاخْتِلَافِ أَنْوَاعِهَا ، وَكَثْرَةُ كُلِّ نَوْعٍ مِنْهَا ; وَلَمَّا كَانَ الشَّرَابُ نَوْعًا وَاحِدًا وَهُوَ الْخَمْرُ ، أُفْرِدَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) . قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَاهُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=52أَتْرَابٌ ) : أَيْ : أَمْثَالٌ عَلَى سِنٍّ وَاحِدَةٍ ، وَأَصْلُهُ فِي بَنِي
آدَمَ لِكَوْنِهِمْ مَسَّ أَجْسَادَهُمُ التُّرَابُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَالْأَقْرَانُ أَثْبَتُ فِي التَّحَابِّ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْوَصْفَ هُوَ بَيْنَهُنَّ ، وَقِيلَ : بَيْنَ أَزْوَاجِهِنَّ ، أَسْنَانُهُنَّ كَأَسْنَانِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ الْآدَمِيَّاتِ . وَقَالَ صَاحِبُ الْغُنْيَانِ : حُورٌ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو : ( وَهَذَا مَا يُوعَدُونَ ) ، بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، إِذْ قَبْلَهُ ( وَعِنْدَهُمْ ) وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِتَاءِ الْخِطَابِ عَلَى الِالْتِفَاتِ ، وَالْمَعْنَى : هَذَا مَا وَقَعَ بِهِ الْوَعْدُ لِيَوْمِ الْجَزَاءِ .
( إِنَّ هَذَا ) : أَيْ : مَا ذُكِرَ لِلْمُتَّقِينَ مِمَّا تَقَدَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=54لَرِزْقُنَا ) دَائِمًا ، أَيْ : لَا نَفَادَ لَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيْ : الْأَمْرُ هَذَا ، وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : هَذَا لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ : مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ ، أَوْ خَبَرٌ مَحْذُوفُ الْمُبْتَدَأِ ، وَالطَّاغُونَ هُنَا : الْكُفَّارُ ; وَقَالَ
الْجُبَّائِيُّ : أَصْحَابُ الْكَبَائِرِ كُفَّارًا كَانُوا أَوْ لَمْ يَكُونُوا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمَعْنَى الَّذِينَ طَغَوْا عَلَيَّ ، وَكَذَّبُوا رُسُلِي لَهُمْ شَرُّ مَآبٍ أَيْ : مَرْجِعٍ وَمَصِيرٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56فَبِئْسَ الْمِهَادُ ) أَيْ : هِيَ ( هَذَا ) فِي مَوْضِعِ رَفْعِ مُبْتَدَأٍ خَبَرُهُ ( جَهَنَّمَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57وَغَسَّاقٌ ) ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : الْعَذَابُ هَذَا ، وَحَمِيمٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ ، أَوْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الِاشْتِغَالِ ، أَيْ : لِيَذُوقُوا هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ ، أَيْ : هُوَ حَمِيمٌ ، أَوْ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ ، أَيْ : مِنْهُ حَمِيمٌ وَمِنْهُ غَسَّاقٌ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 406 ] حَتَّى إِذَا مَا أَضَاءَ الصُّبْحُ فِي غَلَسٍ وَغُودِرَ الْبَقْلُ مَلْوِيُّ وَمَحْصُودُ
أَيْ : مِنْهُ مَلْوِيٌّ وَمِنْهُ مَحْصُودٌ ، وَهَذِهِ الْأَعَارِيبُ مَقُولَةٌ مَنْقُولَةٌ . وَقِيلَ : هَذَا مُبْتَدَأٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57فَلْيَذُوقُوهُ ) الْخَبَرُ ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ
الْأَخْفَشِ فِي إِجَازَتِهِ : زَيْدٌ فَاضْرِبْهُ ، مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ :
وَقَائِلَةٍ خَوْلَانُ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ
وَالْغَسَّاقُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : الزَّمْهَرِيرُ ; وَعَنْهُ أَيْضًا ، وَعَنْ
عَطَاءٍ ،
وَقَتَادَةَ ،
وَابْنِ زَيْدٍ : مَا يَجْرِي مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ .
وَعَنْ
كَعْبٍ : عَيْنٌ فِي جَهَنَّمَ تَسِيلُ إِلَيْهَا حُمَةُ كُلِّ ذِي حُمَةٍ مِنْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ غَيْرِهِمَا ، يُغْمَسُ فِيهَا فَيَتَسَاقَطُ الْجِلْدُ وَاللَّحْمُ عَنِ الْعَظْمِ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : مَا يَسِيلُ مِنْ دُمُوعِهِمْ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ : الْقَيْحُ يَسِيلُ مِنْهُمْ فَيُسْقَوْنَهُ . وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَحَفْصٌ ،
وَالْفَضْلُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ ،
وَهَارُونُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِتَشْدِيدِ السِّينِ . فَإِنْ كَانَ صِفَةً ، فَيَكُونُ مِمَّا حُذِفَ مَوْصُوفُهَا ، وَإِنْ كَانَ اسْمًا ، فَفَعَّالٌ قَلِيلٌ فِي الْأَسْمَاءِ ، جَاءَ مِنْهُ : الْكَلَّاءُ ، وَالْجَبَّانُ ، وَالْفَنَّادُ ، وَالْعَقَّارُ ، وَالْخَطَّارُ . وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ : بِتَخْفِيفِ السِّينِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَآخَرُ ) عَلَى الْإِفْرَادِ ، فَقِيلَ : مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : وَلَهُمْ عَذَابٌ آخَرُ . وَقِيلَ : خَبَرُهُ فِي الْجُمْلَةِ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ : ( أَزْوَاجٌ ) مُبْتَدَأٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58مِنْ شَكْلِهِ ) خَبَرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ ( وَآخَرُ ) .
وَقِيلَ : خَبَرُهُ ( أَزْوَاجٌ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58مِنْ شَكْلِهِ ) فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ ، وَجَازَ أَنْ يُخْبَرَ بِالْجَمْعِ عَنِ الْوَاحِدِ مِنْ حَيْثُ هُوَ دَرَجَاتٌ وَرُتَبٌ مِنَ الْعَذَابِ ، أَوْ سَمَّى كُلَّ جُزْءٍ مِنْ ذَلِكَ الْآخَرِ بِاسْمِ الْكُلِّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( وَآخَرُ ) أَيْ : وَعَذَابٌ آخَرُ ، أَوْ مَذُوقٌ آخَرُ ; وَأَزْوَاجٌ صِفَةُ آخَرَ ؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ضُرُوبًا أَوْ صِفَةً لِلثَّلَاثَةِ ، وَهِيَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ ) . انْتَهَى .
وَهُوَ إِعْرَابٌ أَخَذَهُ مِنَ
الْفَرَّاءِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
وَعِيسَى ،
وَأَبُو عَمْرٍو : ( وَأُخَرُ ) عَلَى الْجَمْعِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، ( وَمِنْ شَكْلِهِ ) فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15وَأَزْوَاجٌ ) خَبَرُهُ ، أَيْ : وَمَذُوقًا آخَرُ مِنْ شَكْلِ هَذَا الْمَذُوقِ مِنْ مِثْلِهِ فِي الشِّدَّةِ وَالْفَظَاعَةِ . ( أَزْوَاجٌ ) : أَجْنَاسٌ .
وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58مِنْ شَكْلِهِ ) بِكَسْرِ الشِّينِ ; وَالْجُمْهُورُ : بِفَتْحِهَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنَى الْمِثْلِ وَالضَّرْبِ . وَأَمَّا إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْفَتْحِ ، فَبِكَسْرِ الشِّينِ لَا غَيْرَ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ ) : هُوَ الزَّمْهَرِيرُ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) ، مِنْ قَوْلِ رُؤَسَائِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، وَالْفَوْجُ : الْجَمْعُ الْكَثِيرُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) أَيِ : النَّارَ ، وَهُمُ الْأَتْبَاعُ ، ثُمَّ دَعَوْا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ) ؛ لِأَنَّ الرَّئِيسَ إِذَا رَأَى الْخَسِيسَ قَدْ قُرِنَ مَعَهُ فِي الْعَذَابِ ، سَاءَهُ ذَلِكَ حَيْثُ وَقَعَ التَّسَاوِي فِي الْعَذَابِ ، وَلَمْ يَكُنْ هُوَ السَّالِمُ مِنَ الْعَذَابِ وَأَتْبَاعُهُ فِي الْعَذَابِ .
وَ ( مَرْحَبًا ) مَعْنَاهُ : ائْتِ رَحْبًا وَسَعَةً لَا ضَيِّقًا ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ يَجِبُ إِضْمَارُهُ ، وَلِأَنَّ عُلُوَّهُمْ بَيَانٌ لِلْمَدْعُوِّ عَلَيْهِمْ .
وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ ) ، مِنْ كَلَامِ الْمَلَائِكَةِ خَزَنَةِ النَّارِ ; وَأَنَّ الدُّعَاءَ عَلَى الْفَوْجِ وَالتَّعْلِيلَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ) ، مِنْ كَلَامِهِمْ .
وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) ، مِنْ كَلَامِ الْمَلَائِكَةِ ، وَالدُّعَاءُ عَلَى الْفَوْجِ وَالْإِخْبَارُ بِأَنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ مِنْ كَلَامِ الرُّؤَسَاءِ الْمَتْبُوعِينَ .
( قَالُوا ) أَيِ : الْفَوْجُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ) ، رَدٌّ عَلَى الرُّؤَسَاءِ مَا دَعَوْا بِهِ عَلَيْهِمْ . ثُمَّ ذَكَرُوا أَنَّ مَا وَقَعُوا فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ وَصَلْيِ النَّارِ ، إِنَّمَا هُوَ بِمَا أَلْقَيْتُمْ إِلَيْنَا وَزَيَّنْتُمُوهُ مِنَ الْكُفْرِ ، فَكَأَنَّكُمْ قَدَّمْتُمْ لَنَا الْعَذَابَ أَوِ الصَّلْيَ .
وَإِذَا كَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ) مِنْ كَلَامِ الْخَزَنَةِ فَلَمْ يَجِئِ التَّرْكِيبُ : قَالُوا بَلْ هَؤُلَاءِ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ، بَلْ جَاءَ بِخِطَابِ الْأَتْبَاعِ لِلرُّؤَسَاءِ ، لِتَكُونَ الْمُوَاجَهَةُ لِمَنْ كَانُوا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى مُوَاجَهَتِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِقَبِيحٍ أَشَفَى لِصُدُورِهِمْ ، حَيْثُ تَسَبَّبُوا فِي كُفْرِهِمْ ، وَأَنْكَى لِلرُّؤَسَاءِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60فَبِئْسَ الْقَرَارُ ) : أَيِ : النَّارُ ; وَهَذِهِ الْمُرَادَةُ وَالدُّعَاءُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ) . وَلَمْ يَكْتَفِ الْأَتْبَاعُ بِرَدِّ الدُّعَاءِ عَلَى رُؤَسَائِهِمْ ، وَلَا بِمُوَاجَهَتِهِمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ) ، حَتَّى سَأَلُوا مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزِيدَ رُؤَسَاءَهُمْ ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ، وَالْمَعْنَى : مَنْ حَمَلَنَا عَلَى عَمَلِ السُّوءِ حَتَّى صَارَ جَزَاءُنَا النَّارَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا ) ، كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِ الْأَتْبَاعِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68رَبَّنَا آتِهِمْ ) ، أَيْ : سَادَاتَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ) .
[ ص: 407 ] وَلَمَّا كَانَ الرُّؤَسَاءُ ضُلَّالًا فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَأَضَلُّوا أَتْبَاعَهُمْ ، نَاسَبَ أَنْ يَدْعُوا عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَزِيدَهُمْ ضِعْفًا ، كَمَا جَاءَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374608فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " فَعَلَى هَذَا الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : ( قَالُوا ) لِلْأَتْبَاعِ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61مَنْ قَدَّمَ : هُمُ الرُّؤَسَاءُ . وَقَالَ
ابْنُ السَّائِبِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قَالُوا رَبَّنَا ) إِلَى آخِرِهِ ، قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ النَّارِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61مَنْ قَدَّمَ ) ، هُوَ إِبْلِيسُ
وَقَابِيلُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : الضِّعْفُ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ .
( وَقَالُوا ) أَيْ : أَشْرَافُ الْكُفَّارِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ) أَيِ : الْأَرْذَالِ الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ ، وَلَيْسُوا عَلَى دِينِنَا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا ) .
وَرُوِيَ أَنَّ الْقَائِلِينَ مِنْ كُفَّارِ عَصْرِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، هُمْ :
أَبُو جَهْلٍ ،
وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، وَ
أَصْحَابُ الْقَلِيبِ ، وَالَّذِينَ لَمْ يَرَوْهُمْ :
عَمَّارٌ ،
وَصُهَيْبٌ ،
وَسَلْمَانُ ، وَمَنْ جَرَى مَجْرَاهُمْ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ . قِيلَ : يَسْأَلُونَ أَيْنَ
عَمَّارٌ ؟ أَيْنَ
صُهَيْبٌ ؟ أَيْنَ فُلَانٌ ؟ يَعُدُّونَ ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : أُولَئِكَ فِي الْفِرْدَوْسِ .
وَقَرَأَ النَّحْوِيَّانِ ،
وَحَمْزَةُ : ( اتَّخَذْنَاهُمْ ) وَصْلًا ، فَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ ،
وَابْنُ عَطِيَّةَ : صِفَةٌ لِرِجَالٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مِثْلُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : حَالٌ ، أَيْ : وَقَدِ اتَّخَذْنَاهُمْ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، لِتَقْرِيرِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى هَذَا ، عَلَى جِهَةِ التَّوْبِيخِ لَهَا وَالْأَسَفِ ، أَيِ : اتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا ، وَلَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ، وَأَصْحَابُهُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَنَافِعٌ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : ( سُخْرِيًّا ) ، بِضَمِّ السِّينِ ، وَمَعْنَاهَا مِنَ السُّخْرَةِ وَالِاسْتِخْدَامِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَعِيسَى ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِكَسْرِ السِّينِ ، وَمَعْنَاهَا : الْمَشْهُورُ مِنَ السُّخْرِ ، وَهُوَ الْهُزْءُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
إِنِّي أَتَانِي لِسَانٌ لَا أُسَرُّ بِهَا مِنْ عَلْوَ لَا كَذِبٌ فِيهَا وَلَا سَخَرُ
وَقِيلَ : بِكَسْرِ السِّينِ مِنَ التَّسْخِيرِ . وَأَمْ ، إِنْ كَانَ اتَّخَذْنَاهُمُ اسْتِفْهَامًا إِمَّا مُصَرَّحًا بِهَمْزَتِهِ كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ كَذَلِكَ ، أَوْ مُؤَوَّلًا بِالِاسْتِفْهَامِ ، وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ لِلدَّلَالَةِ . فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ لِتَقَدُّمِ الْهَمْزَةِ ، وَالْمَعْنَى أَيُّ الْفِعْلَيْنِ فَعَلْنَا بِهِمْ ، الِاسْتِسْخَارُ مِنْهُمْ أَمِ ازْدِرَاؤُهُمْ وَتَحْقِيرُهُمْ ؟ وَإِنَّ أَبْصَارَنَا كَانَتْ تَعْلُو عَنْهُمْ وَتَقْتَحِمُ .
وَيَكُونُ اسْتِفْهَامًا عَلَى مَعْنَى الْإِنْكَارِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، لِلِاسْتِسْخَارِ وَالزَّيْغِ جَمِيعًا . وَقَالَ
الْحَسَنُ : كُلُّ ذَلِكَ قَدْ فَعَلُوا ، اتَّخَذُوهُمْ سِخْرِيًّا ، وَزَاغَتْ عَنْهُمْ أَبْصَارُهُمْ مُحَقِّرَةً لَهُمْ .
وَأَنَّ ( اتَّخَذْنَاهُمْ ) لَيْسَ اسْتِفْهَامًا ، فَأَمْ مُنْقَطِعَةٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُنْقَطِعَةً أَيْضًا مَعَ تَقَدُّمِ الِاسْتِفْهَامِ ، يَكُونُ كَقَوْلِكِ : أَزَيْدٌ عِنْدَكَ أَمْ عِنْدَكَ عَمْرٌو ؟ وَاسْتَفْهَمْتَ عَنْ زَيْدٍ ، ثُمَّ أَضْرَبْتَ عَنْ ذَلِكَ وَاسْتَفْهَمْتَ عَنْ عَمْرٍو ، فَالتَّقْدِيرُ : بَلْ أَزَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ) لَهُ تَعَلُّقٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا ) ؛ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ أَوَّلًا دَلَّ عَلَى انْتِفَاءِ رُؤْيَتِهِمْ إِيَّاهُمْ ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَيْسُوا مَعَهُ ، ثُمَّ جَوَّزُوا أَنْ يَكُونُوا مَعَهُ ، وَلَكِنَّ أَبْصَارَهُمْ لَمْ تَرَهُمْ .
( إِنَّ ذَلِكَ أَيِ : التَّفَاوُضُ الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُمْ ، ( لَحَقٌّ ) أَيْ : ثَابِتٌ وَاقِعٌ لَا بُدَّ أَنْ يَجْرِيَ بَيْنَهُمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمُ ) بِالرَّفْعِ مُضَافًا إِلَى أَهْلِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : بَدَلٌ مِنْ ( لَحَقٌّ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَيَّنَ مَا هُوَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمُ ) مُنَوَّنًا ، ( أَهْلُ ) رُفِعَا بِالْمَصْدَرِ الْمُنَوَّنِ ، وَلَا يُجِيزُ ذَلِكَ
الْفَرَّاءُ ، وَيُجِيزُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْبَصْرِيُّونَ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمَ أَهْلِ ) ، بِنَصْبِ الْمِيمِ وَجَرِّ أَهْلِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِذَلِكَ ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْإِشَارَةِ تُوصَفُ بِأَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ .
وَفِي كِتَابِ اللَّوَامِحِ : وَلَوْ نُصِبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) ، لَجَازَ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ذَلِكَ . وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْقَعِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمُ ) : فِعْلًا مَاضِيًا ، ( أَهْلُ ) : فَاعِلًا ، وَسَمَّى تَعَالَى تِلْكَ الْمُفَاوَضَةَ الَّتِي جَرَتْ بَيْنَ رُؤَسَاءِ الْكُفَّارِ وَأَتْبَاعِهِمْ تَخَاصُمًا ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ) ، وَقَوْلَ الْأَتْبَاعِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ) ، هُوَ مِنْ بَابِ الْخُصُومَةِ ، فَسَمَّى التَّفَاوُضَ كُلَّهُ تَخَاصُمًا لِاسْتِعْمَالِهِ عَلَيْهِ .
( قُلْ ) : يَا
مُحَمَّدُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ ) أَيْ : مُنْذِرُ الْمُشْرِكِينَ بِالْعَذَابِ ، وَأَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، لَا نِدَّ لَهُ وَلَا شَرِيكَ ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وَأَنَّهُ مَالِكُ الْعَالَمِ ، عُلْوِهِ وَسُفْلِهِ ،
[ ص: 408 ] الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يُغَالَبُ ، الْغَفَّارُ لِذُنُوبِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَ لِدِينِهِ .