(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29010إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) .
لما كان - عليه السلام - يعظم عليه عدم إيمانهم ورجوعهم إلى ما أنزل الله تعالى عليه ، سلاه تعالى عن ذلك ، وأخبره أنه أنزل عليه الكتاب ، وهو القرآن ، مصحوبا بالحق ، وهو دين الإسلام ، للناس أي : لأجلهم ، إذ فيه تكاليفهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41فمن اهتدى ) : فثواب هدايته إنما هو له ، ( ومن ضل ) : فعقاب ضلاله إنما هو عليه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41وما أنت عليهم بوكيل ) أي : فتجبرهم على الإيمان . قال
قتادة : بوكيل : بحفيظ . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : للناس : لأجل حاجتهم إليه ، ليبشروا وينذروا . فتقوى دواعيهم إلى اختيار الطاعة على المعصية ، فلا حاجة لي إلى ذلك ، فأنا الغني . فمن اختار الهدى ، فقد نفع نفسه ; ومن اختار الضلالة ، فقد ضرها ، وما وكلت عليهم لتجبرهم على الهدى . فإن التكليف مبني على الاختيار دون الإجبار . انتهى ، وهو على مذهب
المعتزلة .
ولما ذكر تعالى أنه أنزل الكتاب على رسوله بالحق للناس ، نبه على أنه من آياته الكبرى يدل على الوحدانية ، لا يشركه في ذلك صنم وعلى غيره
فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=29010الله يتوفى الأنفس حين موتها ) ، والأنفس هي الأرواح . وقيل : النفس غير الروح ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . فالروح لها تدبير عالم الحياة ، والنفس لها تدبير عالم الإحساس . وفرقت فرقة بين نفس التمييز ونفس التخييل . والذي يدل عليه الحديث واللغة أن النفس والروح مترادفان ، وأن فراق ذلك من الجسد هو الموت . ومعنى يتوفى النفس : يميتها ، والتي أي : والأنفس التي لم تمت في منامها ، أي : يتوفاها حين تنام ،
[ ص: 431 ] تشبيها للنوام بالأموات .
ومنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل ) . فبين الميت والنائم قدر مشترك ، وهو كونهما لا يميزان ولا يتصرفان . فيمسك من قضى عليها الموت الحقيقي ، ولا يردها في وقتها حية ; ويرسل النائمة لجسدها إلى أجل ضربه لموتها . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42يتوفى الأنفس ) : يستوفيها ويقبضها ، وهي الأنفس التي يكون معها الحياة والحركة . ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها ، وهي أنفس التمييز ، قالوا : فالتي تتوفى في النوم هي نفس التمييز لا نفس الحياة ؛ لأن نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس . والنائم يتنفس ، وكون النفس تقبض ، والروح في الجسد حالة النوم ، بدليل أنه يتقلب ويتنفس ، هو قول الأكثرين . ودل على التغاير وكونها شيئا واحدا هو قول
ابن جبير وأحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : والخوض في هذا ، وطلب إدراك ذلك على جليته عناء ولا يوصل إلى ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42إن في ذلك ) أي : في توفي الأنفس مائتة ونائمة ، وإمساكها وإرسالها إلى أجل ، ( لآيات ) : لعلامات دالة على قدرة الله وعلمه ، ( لقوم ) يجيلون فيه أفكارهم ويعتبرون .
وقرأ الجمهور : ( قضى ) مبنيا للفاعل ، ( الموت ) : نصبا ;
وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وطلحة ،
وعيسى ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : مبنيا للمفعول ; ( الموت ) رفعا . فأم منقطعة تقدر ببل والهمزة ، وهو تقرير وتوبيخ . وكانوا يقولون : هؤلاء شفعاؤنا عندنا ، والشفاعة إنما هي لمن ارتضاه الله وبإذنه تعالى ، وهذا مفقود في آلهتهم . و ( أولو ) معناه : أيتخذونهم شفعاءهم بهذه المثابة من كونهم لا يعقلون ولا يملكون شيئا ، وذلك عام النقص ، فكيف يشفع هؤلاء ؟ وتقدم لنا الكلام في أولو في سورة البقرة .
وقال
ابن عطية : متى دخلت ألف الاستفهام على واو العطف أو فائه أحدثت معنى التقرير . انتهى .
وإذا كانوا لا يملكون شيئا ، فكيف يملكون الشفاعة ؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أي : ولو كانوا على هذه الصفة لا يملكون شيئا قط حتى يملكوا الشفاعة ، ولا عقل لهم . انتهى .
فأتى بقوله : قط ، بعد قوله : لا يملكون ، وليس بفعل ماض ، وقط ظرف يستعمل مع الماضي لا مع غيره ، وقد تكرر
nindex.php?page=showalam&ids=14423للزمخشري هذا الاستعمال ، وليس باستعمال عربي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010قل لله الشفاعة جميعا ) : فهو مالكها ، يأذن فيها لمن يشاء ثم أتى بعام وهو : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44له ملك السماوات والأرض ) ، فاندرج فيه ملك الشفاعة . ولما كانت الشفاعة من غيره موقوفة على إذنه ، كانت الشفاعة كلها له . ولما أخبر أنه له ملك السماوات والأرض ، هددهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44ثم إليه ترجعون ) ، فيعلمون أنهم لا يشفعون ، ويخيب سعيكم في عبادتهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه له ملك السماوات والأرض اليوم ، ثم إليه ترجعون يوم القيامة ، فلا يكون الملك في ذلك إلا له ، فله ملك الدنيا والآخرة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=29010وإذا ذكر الله وحده ) أي : مفردا بالذكر ، ولم يذكر مع آلهتهم . وقيل : إذا قيل لا إله إلا الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الذين من دونه ) ، وهي الأصنام .
والاشمئزاز والاستبشار متقابلان غاية ؛ لأن الاشمئزاز : امتلاء القلب غما وغيظا ، فيظهر أثره ، وهو الانقباض في الوجه ، والاستبشار : امتلاؤه سرورا ، فيظهر أثره ، وهو الانبساط ، والتهلل في الوجه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فإن قلت ) : ما العامل في وإذا ذكر ؟ ( قلت ) : العامل في إذا الفجائية تقديره : وقت ذكر الذين من دونه فاجأوا الاستبشار .
وقال
الحوفي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45إذا هم يستبشرون ) ، إذا مضافة إلى الابتلاء والخبر ، وإذا مكررة للتوكيد وحذف ما تضاف إليه ، والتقدير : إذا كان ذلك هم يستبشرون ، فيكون هم يستبشرون العامل في إذا ، المعنى : إذا كان ذلك استبشروا . انتهى .
أما قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فلا أعلمه من قول من ينتمي للنحو ، وهو أن الظرفين معمولان لعامل واحد ، ثم إذا الأولى ينتصب على الظرف ، والثانية على المفعول به .
وأما قول
الحوفي فبعيد جدا عن الصواب ، إذ جعل إذا مضافة إلى الابتداء والخبر ، ثم قال : وإذا مكررة للتوكيد وحذف ما تضاف إليه ، فكيف تكون مضافة إلى الابتداء والخبر الذي هم
[ ص: 432 ] يستبشرون ؟ وهذا كله يوجبه عدم الإتقان لعلم النحو والتحدث فيه ، وقد تقدم لنا في مواضع إذا التي للمفاجأة جوابا لإذا الشرطية ، وقد قررنا في علم النحو الذي كتبناه أن إذا الشرطية ليست مضافة إلى الجملة التي تليها ، وإن كان مذهب الأكثرين ، وأنها ليست بمعمولة للجواب ، وأقمنا الدليل على ذلك ، بل هي معمولة للفعل الذي يليها ، كسائر أسماء الشرطية الظرفية ، وإذا الفجائية رابطة لجملة الجزاء بجملة الشرط ، كالفاء ; وهي معمولة لما بعدها . إن قلنا إنها ظرف ، سواء كان زمانا أو مكانا . ومن قال إنها حرف ، فلا يعمل فيها شيء ، فإذا الأولى معمولة لذكرهم ، والثانية معمولة ليستبشرون .
ولما أخبر عن سخافة عقولهم باشمئزازهم من ذكر الله ، واستبشارهم بذكر الأصنام ، أمره أن يدعو بأسماء الله العظمى من القدرة والعلم ونسبة الحكم إليه ، إذ غيره لا قدرة له ولا علم تام ولا حكم ، وفي ذلك وصف لحالهم السيئ ووعيد لهم وتسلية للرسول - عليه السلام - .
وتقدم الكلام في ( اللهم ) في سورة آل عمران .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29010ولو أن للذين ظلموا ) : تقدم الكلام على تشبيهه في العقود .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وبدا لهم من الله ) أي : كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة ، حسب ضلالاتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه . فإذا عاينوا العذاب يوم القيامة ، ظهر لهم خلاف ما كانوا يظنون ، وما كان في حسابهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : ويل لأهل الرياء من هذه الآية .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وحاق بهم ما كانوا ) أي : جزاء ما كانوا وما في (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48ما كسبوا ) يحتمل أن تكون بمعنى الذي ، أي : سيئات أعمالهم ، وأن تكون مصدرية ، أي : سيئات كسبهم . والسيئات : أنواع العذاب سميت سيئات ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29010إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) .
لَمَّا كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَعْظُمُ عَلَيْهِ عَدَمُ إِيمَانِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ، سَلَّاهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ ، مَصْحُوبًا بِالْحَقِّ ، وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ ، لِلنَّاسِ أَيْ : لِأَجْلِهِمْ ، إِذْ فِيهِ تَكَالِيفُهُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41فَمَنِ اهْتَدَى ) : فَثَوَابُ هِدَايَتِهِ إِنَّمَا هُوَ لَهُ ، ( وَمَنْ ضَلَّ ) : فَعِقَابُ ضَلَالِهِ إِنَّمَا هُوَ عَلَيْهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) أَيْ : فَتُجْبِرُهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ . قَالَ
قَتَادَةُ : بِوَكِيلٍ : بِحَفِيظٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لِلنَّاسِ : لِأَجْلِ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ ، لِيُبَشَّرُوا وَيُنْذَرُوا . فَتَقْوَى دَوَاعِيهِمْ إِلَى اخْتِيَارِ الطَّاعَةِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، فَلَا حَاجَةَ لِي إِلَى ذَلِكَ ، فَأَنَا الْغَنِيُّ . فَمَنِ اخْتَارَ الْهُدَى ، فَقَدْ نَفَعَ نَفْسَهُ ; وَمَنِ اخْتَارَ الضَّلَالَةَ ، فَقَدْ ضَرَّهَا ، وَمَا وُكِّلْتَ عَلَيْهِمْ لِتُجْبِرَهُمْ عَلَى الْهُدَى . فَإِنَّ التَّكْلِيفَ مَبْنِيٌّ عَلَى الِاخْتِيَارِ دُونَ الْإِجْبَارِ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ
الْمُعْتَزِلَةِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى رَسُولِهِ بِالْحَقِّ لِلنَّاسِ ، نَبَّهَ عَلَى أَنَّهُ مِنْ آيَاتِهِ الْكُبْرَى يَدُلُّ عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ ، لَا يُشْرِكُهُ فِي ذَلِكَ صَنَمٌ وَعَلَى غَيْرِهِ
فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=29010اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) ، وَالْأَنْفُسُ هِيَ الْأَرْوَاحُ . وَقِيلَ : النَّفْسُ غَيْرُ الرُّوحِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . فَالرُّوحُ لَهَا تَدْبِيرُ عَالَمِ الْحَيَاةِ ، وَالنَّفْسُ لَهَا تَدْبِيرُ عَالَمِ الْإِحْسَاسِ . وَفَرَّقَتْ فِرْقَةٌ بَيْنَ نَفْسِ التَّمْيِيزِ وَنَفْسِ التَّخْيِيلِ . وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ وَاللُّغَةُ أَنَّ النَّفْسَ وَالرُّوحَ مُتَرَادِفَانِ ، وَأَنَّ فِرَاقَ ذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ هُوَ الْمَوْتُ . وَمَعْنَى يَتَوَفَّى النَّفْسَ : يُمِيتُهَا ، وَالَّتِي أَيْ : وَالْأَنْفُسُ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ، أَيْ : يَتَوَفَّاهَا حِينَ تَنَامُ ،
[ ص: 431 ] تَشْبِيهًا لِلنُّوَامِ بِالْأَمْوَاتِ .
وَمِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ) . فَبَيْنَ الْمَيِّتِ وَالنَّائِمِ قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ ، وَهُوَ كَوْنُهُمَا لَا يُمَيِّزَانِ وَلَا يَتَصَرَّفَانِ . فَيُمْسِكُ مَنْ قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ الْحَقِيقِيَّ ، وَلَا يَرُدُّهَا فِي وَقْتِهَا حَيَّةً ; وَيُرْسِلُ النَّائِمَةَ لِجَسَدِهَا إِلَى أَجَلٍ ضَرَبَهُ لِمَوْتِهَا . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ ) : يَسْتَوْفِيهَا وَيَقْبِضُهَا ، وَهِيَ الْأَنْفُسُ الَّتِي يَكُونُ مَعَهَا الْحَيَاةَ وَالْحَرَكَةَ . وَيَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ، وَهِيَ أَنْفُسُ التَّمْيِيزِ ، قَالُوا : فَالَّتِي تُتَوَفَّى فِي النَّوْمِ هِيَ نَفْسُ التَّمْيِيزِ لَا نَفْسُ الْحَيَاةِ ؛ لِأَنَّ نَفْسَ الْحَيَاةِ إِذَا زَالَتْ زَالَ مَعَهَا النَّفَسُ . وَالنَّائِمُ يَتَنَفَّسُ ، وَكَوْنُ النَّفْسِ تُقْبَضُ ، وَالرُّوحُ فِي الْجَسَدِ حَالَةَ النَّوْمِ ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ وَيَتَنَفَّسُ ، هُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ . وَدَلَّ عَلَى التَّغَايُرِ وَكَوْنِهَا شَيْئًا وَاحِدًا هُوَ قَوْلُ
ابْنِ جُبَيْرٍ وَأَحَدُ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : وَالْخَوْضُ فِي هَذَا ، وَطَلَبُ إِدْرَاكِ ذَلِكَ عَلَى جَلِيَّتِهِ عَنَاءٌ وَلَا يُوصَلُ إِلَى ذَلِكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أَيْ : فِي تَوَفِّي الْأَنْفُسِ مَائِتَةً وَنَائِمَةً ، وَإِمْسَاكِهَا وَإِرْسَالِهَا إِلَى أَجَلٍ ، ( لَآيَاتٍ ) : لَعَلَامَاتٍ دَالَّةٍ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ ، ( لِقَوْمٍ ) يُجِيلُونَ فِيهِ أَفْكَارَهُمْ وَيَعْتَبِرُونَ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( قَضَى ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، ( الْمَوْتَ ) : نَصْبًا ;
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَعِيسَى ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ; ( الْمَوْتُ ) رَفْعًا . فَأَمْ مُنْقَطِعَةٌ تُقَدَّرُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةِ ، وَهُوَ تَقْرِيرٌ وَتَوْبِيخٌ . وَكَانُوا يَقُولُونَ : هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَنَا ، وَالشَّفَاعَةُ إِنَّمَا هِيَ لِمَنِ ارْتَضَاهُ اللَّهُ وَبِإِذْنِهِ تَعَالَى ، وَهَذَا مَفْقُودٌ فِي آلِهَتِهِمْ . وَ ( أَوَلَوْ ) مَعْنَاهُ : أَيَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَهُمْ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ مِنْ كَوْنِهِمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا ، وَذَلِكَ عَامُّ النَّقْصِ ، فَكَيْفَ يَشْفَعُ هَؤُلَاءِ ؟ وَتَقَدَّمَ لَنَا الْكَلَامُ فِي أَوَلَوْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : مَتَى دَخَلَتْ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى وَاوِ الْعَطْفِ أَوْ فَائِهِ أَحْدَثَتْ مَعْنَى التَّقْرِيرِ . انْتَهَى .
وَإِذَا كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا ، فَكَيْفَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْ : وَلَوْ كَانُوا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا قَطُّ حَتَّى يَمْلِكُوا الشَّفَاعَةَ ، وَلَا عَقْلَ لَهُمْ . انْتَهَى .
فَأَتَى بِقَوْلِهِ : قَطُّ ، بَعْدَ قَوْلِهِ : لَا يَمْلِكُونَ ، وَلَيْسَ بِفِعْلٍ مَاضٍ ، وَقَطُّ ظَرْفٌ يُسْتَعْمَلُ مَعَ الْمَاضِي لَا مَعَ غَيْرِهِ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423لِلزَّمَخْشَرِيِّ هَذَا الِاسْتِعْمَالُ ، وَلَيْسَ بِاسْتِعْمَالٍ عَرَبِيٍّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) : فَهُوَ مَالِكُهَا ، يَأْذَنُ فِيهَا لِمَنْ يَشَاءُ ثُمَّ أَتَى بِعَامٍّ وَهُوَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ، فَانْدَرَجَ فِيهِ مِلْكُ الشَّفَاعَةِ . وَلَمَّا كَانَتِ الشَّفَاعَةُ مِنْ غَيْرِهِ مَوْقُوفَةً عَلَى إِذْنِهِ ، كَانَتِ الشَّفَاعَةُ كُلُّهَا لَهُ . وَلَمَّا أَخْبَرَ أَنَّهُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، هَدَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ لَا يَشْفَعُونَ ، وَيَخِيبُ سَعْيُكُمْ فِي عِبَادَتِهِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَعْنَاهُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْيَوْمَ ، ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَا يَكُونُ الْمُلْكُ فِي ذَلِكَ إِلَّا لَهُ ، فَلَهُ مُلْكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=29010وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ ) أَيْ : مُفْرَدًا بِالذِّكْرِ ، وَلَمْ يُذْكَرْ مَعَ آلِهَتِهِمْ . وَقِيلَ : إِذَا قِيلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) ، وَهِيَ الْأَصْنَامُ .
وَالِاشْمِئْزَازُ وَالِاسْتِبْشَارُ مُتَقَابِلَانِ غَايَةً ؛ لِأَنَّ الِاشْمِئْزَازَ : امْتِلَاءُ الْقَلْبِ غَمًّا وَغَيْظًا ، فَيَظْهَرُ أَثَرُهُ ، وَهُوَ الِانْقِبَاضُ فِي الْوَجْهِ ، وَالِاسْتِبْشَارُ : امْتِلَاؤُهُ سُرُورًا ، فَيَظْهَرُ أَثَرُهُ ، وَهُوَ الِانْبِسَاطُ ، وَالتَّهَلُّلُ فِي الْوَجْهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : مَا الْعَامِلُ فِي وَإِذَا ذُكِرَ ؟ ( قُلْتُ ) : الْعَامِلُ فِي إِذَا الْفُجَائِيَّةِ تَقْدِيرُهُ : وَقْتُ ذِكْرِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ فَاجَأُوا الِاسْتِبْشَارَ .
وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) ، إِذَا مُضَافَةٌ إِلَى الِابْتِلَاءِ وَالْخَبَرِ ، وَإِذَا مُكَرَّرَةٌ لِلتَّوْكِيدِ وَحُذِفَ مَا تُضَافُ إِلَيْهِ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ، فَيَكُونُ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ الْعَامِلَ فِي إِذَا ، الْمَعْنَى : إِذَا كَانَ ذَلِكَ اسْتَبْشَرُوا . انْتَهَى .
أَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : فَلَا أَعْلَمُهُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَنْتَمِي لِلنَّحْوِ ، وَهُوَ أَنَّ الظَّرْفَيْنِ مَعْمُولَانِ لِعَامِلٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ إِذَا الْأُولَى يَنْتَصِبُ عَلَى الظَّرْفِ ، وَالثَّانِيَةُ عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُ
الْحَوْفِيِّ فَبَعِيدٌ جِدًّا عَنِ الصَّوَابِ ، إِذْ جَعَلَ إِذَا مُضَافَةً إِلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ ، ثُمَّ قَالَ : وَإِذَا مُكَرَّرَةٌ لِلتَّوْكِيدِ وَحُذِفَ مَا تُضَافُ إِلَيْهِ ، فَكَيْفَ تَكُونُ مُضَافَةً إِلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ الَّذِي هُمْ
[ ص: 432 ] يَسْتَبْشِرُونَ ؟ وَهَذَا كُلُّهُ يُوجِبُهُ عَدَمُ الْإِتْقَانِ لِعِلْمِ النَّحْوِ وَالتَّحَدُّثِ فِيهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ لَنَا فِي مَوَاضِعِ إِذَا الَّتِي لِلْمُفَاجَأَةِ جَوَابًا لِإِذَا الشَّرْطِيَّةِ ، وَقَدْ قَرَّرْنَا فِي عِلْمِ النَّحْوِ الَّذِي كَتَبْنَاهُ أَنَّ إِذَا الشَّرْطِيَّةَ لَيْسَتْ مُضَافَةً إِلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي تَلِيهَا ، وَإِنْ كَانَ مَذْهَبَ الْأَكْثَرِينَ ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ بِمَعْمُولَةٍ لِلْجَوَابِ ، وَأَقَمْنَا الدَّلِيلَ عَلَى ذَلِكَ ، بَلْ هِيَ مَعْمُولَةٌ لِلْفِعْلِ الَّذِي يَلِيهَا ، كَسَائِرِ أَسْمَاءِ الشَّرْطِيَّةِ الظَّرْفِيَّةِ ، وَإِذَا الْفُجَائِيَّةُ رَابِطَةٌ لِجُمْلَةِ الْجَزَاءِ بِجُمْلَةِ الشَّرْطِ ، كَالْفَاءِ ; وَهِيَ مَعْمُولَةٌ لِمَا بَعْدَهَا . إِنْ قُلْنَا إِنَّهَا ظَرْفٌ ، سَوَاءٌ كَانَ زَمَانًا أَوْ مَكَانًا . وَمَنْ قَالَ إِنَّهَا حَرْفٌ ، فَلَا يَعْمَلُ فِيهَا شَيْءٌ ، فَإِذَا الْأُولَى مَعْمُولَةٌ لِذِكْرِهِمْ ، وَالثَّانِيَةُ مَعْمُولَةٌ لَيَسْتَبْشِرُونَ .
وَلَمَّا أَخْبَرَ عَنْ سَخَافَةِ عُقُولِهِمْ بِاشْمِئْزَازِهِمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَاسْتِبْشَارِهِمْ بِذِكْرِ الْأَصْنَامِ ، أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْعُظْمَى مِنَ الْقُدْرَةِ وَالْعِلْمِ وَنِسْبَةِ الْحُكْمِ إِلَيْهِ ، إِذْ غَيْرُهُ لَا قُدْرَةَ لَهُ وَلَا عِلْمَ تَامَّ وَلَا حُكْمَ ، وَفِي ذَلِكَ وَصْفٌ لِحَالِهِمُ السَّيِّئِ وَوَعِيدٌ لَهُمْ وَتَسْلِيَةٌ لِلرَّسُولِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي ( اللَّهُمَّ ) فِي سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29010وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينِ ظَلَمُوا ) : تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى تَشْبِيهِهِ فِي الْعُقُودِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ) أَيْ : كَانَتْ ظُنُونُهُمْ فِي الدُّنْيَا مُتَفَرِّقَةً ، حَسَبَ ضَلَالَاتِهِمْ وَتَخَيُّلَاتِهِمْ فِيمَا يَعْتَقِدُونَهُ . فَإِذَا عَايَنُوا الْعَذَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ظَهَرَ لَهُمْ خِلَافُ مَا كَانُوا يَظُنُّونَ ، وَمَا كَانَ فِي حِسَابِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : وَيْلٌ لِأَهْلِ الرِّيَاءِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا ) أَيْ : جَزَاءُ مَا كَانُوا وَمَا فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48مَا كَسَبُوا ) يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي ، أَيْ : سَيِّئَاتُ أَعْمَالِهِمْ ، وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، أَيْ : سَيِّئَاتُ كَسْبِهِمْ . وَالسَّيِّئَاتُ : أَنْوَاعُ الْعَذَابِ سُمِّيَتْ سَيِّئَاتٌ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) .