(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29010فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون .
تقدم في غير آية كون الإنسان إذا مسه الضر التجأ إلى الله ، مع اعتقادهم الأوثان وعبادتها . فإذا أصابتهم شدة نبذوها ودعوا رب السماوات والأرض ، وهذا يدل على تناقض آرائهم وشدة اضطرابها . والإنسان جنس ، وضر
[ ص: 433 ] مطلق ، والنعمة عامة في جميع ما يسر ، ومن ذلك إزالة الضر . وقيل : الإنسان معين ، وهو حذيفة بن المغيرة . والظاهر أن ما في إنما كافة مهيئة لدخول إن على الجملة الفعلية ، وذكر الضمير في ( أوتيته ) ، وإن كان عائدا على النعمة ؛ لأن معناها مذكر ، وهو الأنعام أو المال ، على قول من شرح النعمة بالمال ، أو المعنى : شيئا من النعمة ، أو لأنها تشتمل على مذكر ومؤنث ، فغلب المذكر . وقيل : ما موصولة ، والضمير عائد على ما ، أي : قال : إن الذي أوتيته على علم مني أي : بوجه المكاسب والمتاجر ، قاله
قتادة ، وفيه إعجاب بالنفس وتعاظم مفرط . أو على علم من الله في واستحقاق جزائه عند الله ، وفي هذا احتراز بالله وعجز ومن على الله . أو على علم مني بأني سأعطاه لما في من فضل واستحقاق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بل هي فتنة ) : إضراب عن دعواه أنه إنما أوتي على علم ، بل تلك النعمة فتنة وابتلاء . ذكر أولا في ( أوتيته ) على المعنى ، إذ كانت ما مهيئة ، ثم عاد إلى اللفظ فأنث في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بل هي ) ، أو تكون ( هي ) عادت على الإتيان ، أي : بل إتيانه النعمة فتنة . وكان العطف هنا بالفاء في فإذا ، بالواو في أول السورة ؛ لأنها وقعت مسببة عن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله ) ، أي : يشمئزون عند ذكر الله ، ويستبشرون بذكر آلهتهم .
فإذا مس أحدهم ضر دعا من اشمأز من ذكره دون من استبشر بذكره . ومناسبة السببية أنك تقول : زيد مؤمن ، فإذا مسه الضر التجأ إلى الله . فالسبب هنا ظاهر ، وزيد كافر ، فإذا مسه الضر التجأ إليه ، يقيم كفره مقام الإيمان في جعله سببا للالتجاء ، يحكي عكس ما فيه الكافر . يقصد بذلك الإنكار والتعجب من فعله المتناقض ، حيث كفر بالله ثم التجأ إليه في الشدائد .
وأما الآية الأولى فلم تقع مسببة ، بل ناسبت ما قبلها ، فعطفت عليه بالواو ، وإذا كانت فإذا متصلة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده ) ، كما قلنا ، فما بينهما من الآي اعتراض يؤكد به ما بين المتصلين . فدعاء الرسول ربه بأمر منه ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46أنت تحكم ) ، وتعقيبه الوعيد ، تأكيد لاشمئزازهم واستبشارهم ورجوعهم إلى الله في الشدائد دون آلهتهم . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ولو أن للذين ظلموا ) يتناول لهم ، أو لكل ظالم ، إن جعل مطلقا أو إياهم خاصة إن عنوا به . انتهى .
وهو ملتقط أكثره من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وهو متكلف في ربط هذه الآية بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت ) مع بعد ما بينهما من الفواصل . وإذا كان
أبو علي الفارسي لا يجيز الاعتراض بجملتين ، فكيف يجيزه بهذه الجمل الكثيرة ؟ والذي يظهر في الربط أنه لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ولو أن للذين ظلموا ) الآية ، كان ذلك إشعارا بما ينال الظالمين من شدة العذاب ، وأنه يظهر لهم يوم القيامة من العذاب ما لم يكن في حسابهم ، أتبع ذلك بما يدل على ظلمه وبغيه ، إذ كان إذا مسه دعا ربه ، فإذا أحسن إليه ، لم ينسب ذلك إليه . ثم إنه بعد وصف تلك النعمة أنها ابتلاء وفتنة ، كما بدا له في الآخرة من عمله الذي كان يظنه صالحا ما لم يكن في حسابه من سوء العذاب المترتب على ذلك العمل ، ترتب الفتنة على تلك النعمة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أي : أن ذلك استدراج وامتحان (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قد قالها الذين من قبلهم ) أي : قال مثل مقالتهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49أوتيته على علم ) . والظاهر أن قائلي ذلك جماعة من الأمم الكافرة الماضية ،
كقارون في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78قال إنما أوتيته على علم عندي ) . وقيل : الذين من قبلهم هم
قارون وقومه ، إذ رضوا بمقالته ، فنسب القول إليهم جميعا . وقرئ : ( قد قاله ) أي : قال القول أو الكلام .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50فما أغنى عنهم ) : يجوز أن تكون ما نافية ، وهو الظاهر . وأن تكون استفهامية ، فيها معنى النفي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50ما كانوا يكسبون ) أي : من الأموال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51والذين ظلموا من هؤلاء ) : إشارة إلى مشركي
قريش ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51سيصيبهم سيئات ما كسبوا ) : جاء بسين الاستقبال التي هي أقل تنفيسا في الزمان من سوف ، وهو خبر غيب ، أبرزه الوجود في يوم بدر وغيره . قتل رؤساءهم ، وحبس عنهم الرزق ، فلم يمطروا سبع سنين ; ثم بسط لهم ، فمطروا سبع سنين ، فقيل لهم : ألم تعلموا أنه لا قابض ولا باسط إلا الله تعالى ؟ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010قل يا عبادي الذين أسرفوا ) : نزلت في
وحشي قاتل
حمزة ، قاله
عطاء ; أو في قوم آمنوا :
عياش بن [ ص: 434 ] ربيعة ،
والوليد بن الوليد ، ونفر معهما ، ففتنتهم
قريش ، فافتتنوا وظنوا أن لا توبة لهم ، فكتب
عمر لهم بهذه الآية ، قاله
عمر ،
والسدي ،
وقتادة ،
وابن إسحاق . وقيل : في قوم كفار من أهل الجاهلية قالوا : وما ينفعنا الإسلام ، وقد زنينا ، وقتلنا النفس ، وأتينا كل كبيرة ؟ ومناسبتها لما قبلها : أنه تعالى لما شدد على الكفار وذكر ما أعد لهم من العذاب ، وأنهم لو كان لأحدهم ما في الأرض ومثله معه لافتدى به من عذاب الله ، ذكر ما في إحسانه من غفران الذنوب إذا آمن العبد ورجع إلى الله .
وكثيرا تأتي آيات الرحمة مع آيات النقمة ليرجو العبد ويخاف .
وهذه الآية عامة في كل كافر يتوب ، ومؤمن عاص يتوب ، تمحو الذنب توبته . وقال
عبد الله ،
وعلي ،
وابن عامر : هذه أرجى آية في كتاب الله . وتقدم الخلاف في قراءة (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لا تقنطوا ) في الحجر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إن الله يغفر الذنوب جميعا ) : عام يراد به ما سوى الشرك ، فهو مقيد أيضا بالمؤمن العاصي غير التائب بالمشيئة . وفي قوله : ( يا عبادي ) ، بإضافتهم إليه وندائهم ، إقبال وتشريف . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53أسرفوا على أنفسهم ) أي : بالمعاصي ، والمعنى : أن ضرر تلك الذنوب إنما هو عائد عليهم ، والنهي عن القنوط يقتضي الأمر بالرجاء ، وإضافة الرحمة إلى الله التفات من ضمير المتكلم إلى الاسم الغائب ؛ لأن في إضافتها إليه سعة للرحمة إذا أضيفت إلى الله الذي هو أعظم الأسماء ؛ لأنه العلم المحتوي على معاني جميع الأسماء . ثم أعاد الاسم الأعظم ، وأكد الجملة " بأن " مبالغة في الوعد بالغفران ، ثم وصف نفسه بما سبق في الجملتين من الرحمة والغفران بصفتي المبالغة ، وأكد بلفظ هو المقتضي عند بعضهم الحصر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إن الله يغفر الذنوب جميعا ) شرط التوبة . وقد تكرر ذكر هذا الشرط في القرآن ، فكان ذكره فيما ذكر فيه ذكرا له فيما لم يذكر فيه ؛ لأن القرآن في حكم كلام واحد ، ولا يجوز فيه التناقض . انتهى ، وهو على طريقة المعتزلة في أن المؤمن العاصي لا يغفر له إلا بشرط التوبة .
ولما كانت هذه الآية فيها فسحة عظيمة للمسرف ، أتبعها بأن الإنابة - وهي الرجوع - مطلوبة مأمور بها . ثم توعد من لم يتب بالعذاب ، حتى لا يبقى المرء كالممل من الطاعة ، والمتكل على الغفران دون إنابة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وإنما ذكر الإنابة على إثر المغفرة ، لئلا يطمع طامع في حصولها بغير توبة ، وللدلالة على أنها شرط فيها لازم لا تحصل بدونه . انتهى . وهو على طريقة الاعتزال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) ، مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=18الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) ، وهو القرآن ، وليس المعنى أن بعضا أحسن من بعض ، بل كله حسن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة ) ، أي : فجأة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وأنتم لا تشعرون ) أي : وأنتم غافلون عن حلوله بكم ، فيكون ذلك أشد في عذابكم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29010فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ .
تَقَدَّمَ فِي غَيْرِ آيَةٍ كَوْنُ الْإِنْسَانِ إِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ الْتَجَأَ إِلَى اللَّهِ ، مَعَ اعْتِقَادِهِمُ الْأَوْثَانَ وَعِبَادَتَهَا . فَإِذَا أَصَابَتْهُمْ شِدَّةٌ نَبَذُوهَا وَدَعَوْا رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى تَنَاقُضِ آرَائِهِمْ وَشَدَّةِ اضْطِرَابِهَا . وَالْإِنْسَانُ جَنْسٌ ، وَضُرٌّ
[ ص: 433 ] مُطْلَقٌ ، وَالنِّعْمَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ مَا يَسُرُّ ، وَمِنْ ذَلِكَ إِزَالَةُ الضُّرِّ . وَقِيلَ : الْإِنْسَانُ مُعَيَّنٌ ، وَهُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَا فِي إِنَّمَا كَافَّةٌ مُهَيِّئَةٌ لِدُخُولِ إِنْ عَلَى الْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ ، وَذُكِّرَ الضَّمِيرُ فِي ( أُوتِيتُهُ ) ، وَإِنْ كَانَ عَائَدًا عَلَى النِّعْمَةِ ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهَا مُذَكَّرٌ ، وَهُوَ الْأَنْعَامُ أَوِ الْمَالُ ، عَلَى قَوْلِ مَنْ شَرَحَ النِّعْمَةَ بِالْمَالِ ، أَوِ الْمَعْنَى : شَيْئًا مِنَ النِّعْمَةِ ، أَوْ لِأَنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى مُذَكَّرٍ وَمُؤَنَّثٍ ، فَغُلِّبَ الْمُذَكَّرُ . وَقِيلَ : مَا مَوْصُولَةٌ ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى مَا ، أَيْ : قَالَ : إِنَّ الَّذِي أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي أَيْ : بِوَجْهِ الْمَكَاسِبِ وَالْمَتَاجِرِ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ، وَفِيهِ إِعْجَابٌ بِالنَّفْسِ وَتَعَاظُمٌ مُفْرِطٌ . أَوْ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ فِيَّ وَاسْتِحْقَاقِ جَزَائِهِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَفِي هَذَا احْتِرَازٌ بِاللَّهِ وَعَجْزٌ وَمَنٌّ عَلَى اللَّهِ . أَوْ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي بِأَنِّي سَأُعْطَاهُ لِمَا فِيَّ مِنْ فَضْلٍ وَاسْتِحْقَاقٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ) : إِضْرَابٌ عَنْ دَعْوَاهُ أَنَّهُ إِنَّمَا أُوتِيَ عَلَى عِلْمٍ ، بَلْ تِلْكَ النِّعْمَةُ فِتْنَةٌ وَابْتِلَاءٌ . ذَكَّرَ أَوَّلًا فِي ( أُوتِيتُهُ ) عَلَى الْمَعْنَى ، إِذْ كَانَتْ مَا مُهَيِّئَةً ، ثُمَّ عَادَ إِلَى اللَّفْظِ فَأَنَّثَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بَلْ هِيَ ) ، أَوْ تَكُونُ ( هِيَ ) عَادَتْ عَلَى الْإِتْيَانِ ، أَيْ : بَلْ إِتْيَانُهُ النِّعْمَةَ فِتْنَةٌ . وَكَانَ الْعَطْفُ هُنَا بِالْفَاءِ فِي فَإِذَا ، بِالْوَاوِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ ؛ لِأَنَّهَا وَقَعَتْ مُسَبَّبَةً عَنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ) ، أَيْ : يَشْمَئِزُّونَ عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِذِكْرِ آلِهَتِهِمْ .
فَإِذَا مَسَّ أَحَدُهُمْ ضُرٌّ دَعَا مَنِ اشْمَأَزَّ مِنْ ذِكْرِهِ دُونَ مَنِ اسْتَبْشَرَ بِذِكْرِهِ . وَمُنَاسِبَةُ السَّبَبِيَّةِ أَنَّكَ تَقُولُ : زَيْدٌ مُؤْمِنٌ ، فَإِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ الْتَجَأَ إِلَى اللَّهِ . فَالسَّبَبُ هَنَا ظَاهِرٌ ، وَزَيْدٌ كَافِرٌ ، فَإِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ الْتَجَأَ إِلَيْهِ ، يُقِيمُ كُفْرَهُ مَقَامَ الْإِيمَانِ فِي جَعْلِهِ سَبَبًا لِلِالْتِجَاءِ ، يَحْكِي عَكْسَ مَا فِيهِ الْكَافِرُ . يَقْصِدُ بِذَلِكَ الْإِنْكَارَ وَالتَّعَجُّبَ مِنْ فِعْلِهِ الْمُتَنَاقِضِ ، حَيْثُ كَفَرَ بِاللَّهِ ثُمَّ الْتَجَأَ إِلَيْهِ فِي الشَّدَائِدِ .
وَأَمَّا الْآيَةُ الْأُولَى فَلَمْ تَقَعْ مُسَبَّبَةً ، بَلْ نَاسَبَتْ مَا قَبْلَهَا ، فَعُطِفَتْ عَلَيْهِ بِالْوَاوِ ، وَإِذَا كَانَتْ فَإِذَا مُتَّصِلَةً بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ ) ، كَمَا قُلْنَا ، فَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْآيِ اعْتِرَاضٌ يُؤَكَّدُ بِهِ مَا بَيْنَ الْمُتَّصِلِينَ . فَدُعَاءُ الرَّسُولِ رَبَّهُ بِأَمْرٍ مِنْهُ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46أَنْتَ تَحْكُمُ ) ، وَتَعْقِيبُهُ الْوَعِيدَ ، تَأْكِيدٌ لِاشْمِئْزَازِهِمْ وَاسْتِبْشَارِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَى اللَّهِ فِي الشَّدَائِدِ دُونَ آلِهَتِهِمْ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) يَتَنَاوَلُ لَهُمْ ، أَوْ لِكُلِّ ظَالِمٍ ، إِنْ جُعِلَ مُطْلَقًا أَوْ إِيَّاهُمْ خَاصَّةً إِنْ عُنُوا بِهِ . انْتَهَى .
وَهُوَ مُلْتَقَطٌ أَكْثَرُهُ مِنْ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ ، وَهُوَ مُتَكَلِّفٌ فِي رَبْطِ هَذِهِ الْآيَةِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ) مَعَ بُعْدِ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْفَوَاصِلِ . وَإِذَا كَانَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ لَا يُجِيزُ الِاعْتِرَاضَ بِجُمْلَتَيْنِ ، فَكَيْفَ يُجِيزُهُ بِهَذِهِ الْجُمَلِ الْكَثِيرَةِ ؟ وَالَّذِي يَظْهَرُ فِي الرَّبْطِ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) الْآيَةَ ، كَانَ ذَلِكَ إِشْعَارًا بِمَا يَنَالُ الظَّالِمِينَ مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ ، وَأَنَّهُ يَظْهَرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعَذَابِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِمْ ، أَتْبَعَ ذَلِكَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ظُلْمِهِ وَبَغْيِهِ ، إِذْ كَانَ إِذَا مَسَّهُ دَعَا رَبَّهُ ، فَإِذَا أَحْسَنَ إِلَيْهِ ، لَمْ يُنْسِبْ ذَلِكَ إِلَيْهِ . ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدُ وَصَفَ تِلْكَ النِّعْمَةِ أَنَّهَا ابْتِلَاءٌ وَفِتْنَةٌ ، كَمَا بَدَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَظُنُّهُ صَالِحًا مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ الْمُتَرَتِّبِ عَلَى ذَلِكَ الْعَمَلِ ، تَرَتُّبَ الْفِتْنَةِ عَلَى تِلْكَ النِّعْمَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) أَيْ : أَنَّ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ وَامْتِحَانٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أَيْ : قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ ) . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَائِلِي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ الْمَاضِيَةِ ،
كَقَارُونَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) . وَقِيلَ : الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ هُمْ
قَارُونُ وَقَوْمُهُ ، إِذْ رَضُوا بِمَقَالَتِهِ ، فَنُسِبَ الْقَوْلُ إِلَيْهِمْ جَمِيعًا . وَقُرِئَ : ( قَدْ قَالَهُ ) أَيْ : قَالَ الْقَوْلَ أَوِ الْكَلَامَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا نَافِيَةً ، وَهُوَ الظَّاهِرُ . وَأَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامِيَّةً ، فِيهَا مَعْنَى النَّفْيِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) أَيْ : مِنَ الْأَمْوَالِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ ) : إِشَارَةٌ إِلَى مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ) : جَاءَ بِسِينِ الِاسْتِقْبَالِ الَّتِي هِيَ أَقَلُّ تَنْفِيسًا فِي الزَّمَانِ مِنْ سَوْفَ ، وَهُوَ خَبَرُ غَيْبٍ ، أَبْرَزَهُ الْوُجُودُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ وَغَيْرِهِ . قَتَلَ رُؤَسَاءَهُمْ ، وَحَبَسَ عَنْهُمُ الرِّزْقَ ، فَلَمْ يُمْطَرُوا سَبْعَ سِنِينَ ; ثُمَّ بَسَطَ لَهُمْ ، فَمُطِرُوا سَبْعَ سِنِينَ ، فَقِيلَ لَهُمْ : أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا قَابِضَ وَلَا بَاسِطَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى ؟ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ) : نَزَلَتْ فِي
وَحْشِيٍّ قَاتِلِ
حَمْزَةَ ، قَالَهُ
عَطَاءٌ ; أَوْ فِي قَوْمٍ آمَنُوا :
عَيَّاشِ بْنِ [ ص: 434 ] رَبِيعَةَ ،
وَالْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَنَفَرٍ مَعَهُمَا ، فَفَتَنَتْهُمْ
قُرَيْشٌ ، فَافْتَتَنُوا وَظَنُّوا أَنْ لَا تَوْبَةَ لَهُمْ ، فَكَتَبَ
عُمَرُ لَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ ، قَالَهُ
عُمَرُ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَابْنُ إِسْحَاقَ . وَقِيلَ : فِي قَوْمٍ كُفَّارٍ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا : وَمَا يَنْفَعُنَا الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ زَنَيْنَا ، وَقَتَلْنَا النَّفْسَ ، وَأَتَيْنَا كُلَّ كَبِيرَةٍ ؟ وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا شَدَّدَ عَلَى الْكُفَّارِ وَذَكَرَ مَا أَعَدَّ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَأَنَّهُمْ لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَمِثْلُهُ مَعَهُ لَافْتَدَى بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، ذَكَرَ مَا فِي إِحْسَانِهِ مِنْ غُفْرَانِ الذُّنُوبِ إِذَا آمَنَ الْعَبْدُ وَرَجَعَ إِلَى اللَّهِ .
وَكَثِيرًا تَأْتِي آيَاتُ الرَّحْمَةِ مَعَ آيَاتِ النِّقْمَةِ لِيَرْجُوَ الْعَبْدُ وَيَخَافَ .
وَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي كُلِّ كَافِرٍ يَتُوبُ ، وَمُؤْمِنٍ عَاصٍ يَتُوبُ ، تَمْحُو الذَّنْبَ تَوْبَتُهُ . وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ ،
وَعَلِيٌّ ،
وَابْنُ عَامِرٍ : هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ . وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي قِرَاءَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لَا تَقْنَطُوا ) فِي الْحِجْرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) : عَامٌّ يُرَادُ بِهِ مَا سِوَى الشِّرْكِ ، فَهُوَ مُقَيَّدٌ أَيْضًا بِالْمُؤْمِنِ الْعَاصِي غَيْرِ التَّائِبِ بِالْمَشِيئَةِ . وَفِي قَوْلِهِ : ( يَا عِبَادِيَ ) ، بِإِضَافَتِهِمْ إِلَيْهِ وَنِدَائِهِمْ ، إِقْبَالٌ وَتَشْرِيفٌ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) أَيْ : بِالْمَعَاصِي ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ ضَرَرَ تِلْكَ الذُّنُوبِ إِنَّمَا هُوَ عَائِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْقُنُوطِ يَقْتَضِي الْأَمْرَ بِالرَّجَاءِ ، وَإِضَافَةُ الرَّحْمَةِ إِلَى اللَّهِ الْتِفَاتٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ إِلَى الِاسْمِ الْغَائِبِ ؛ لِأَنَّ فِي إِضَافَتِهَا إِلَيْهِ سِعَةً لِلرَّحْمَةِ إِذَا أُضِيفَتْ إِلَى اللَّهِ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْأَسْمَاءِ ؛ لِأَنَّهُ الْعِلْمُ الْمُحْتَوِي عَلَى مَعَانِي جَمِيعِ الْأَسْمَاءِ . ثُمَّ أَعَادَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ ، وَأَكَّدَ الْجُمْلَةَ " بِأَنَّ " مُبَالَغَةً فِي الْوَعْدِ بِالْغُفْرَانِ ، ثُمَّ وَصَفَ نَفْسَهُ بِمَا سَبَقَ فِي الْجُمْلَتَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْغُفْرَانِ بِصِفَتَيِ الْمُبَالَغَةِ ، وَأَكَّدَ بِلَفْظٍ هُوَ الْمُقْتَضِي عِنْدَ بَعْضِهِمُ الْحَصْرَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) شَرْطَ التَّوْبَةِ . وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ هَذَا الشَّرْطِ فِي الْقُرْآنِ ، فَكَانَ ذِكْرُهُ فِيمَا ذُكِرَ فِيهِ ذِكْرًا لَهُ فِيمَا لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ فِي حُكْمِ كَلَامٍ وَاحِدٍ ، وَلَا يَجُوزُ فِيهِ التَّنَاقُضُ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الْمُعْتَزِلَةِ فِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْعَاصِيَ لَا يُغْفَرُ لَهُ إِلَّا بِشَرْطِ التَّوْبَةِ .
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا فُسْحَةٌ عَظِيمَةٌ لِلْمُسْرِفِ ، أَتْبَعَهَا بِأَنَّ الْإِنَابَةَ - وَهِيَ الرُّجُوعُ - مَطْلُوبَةٌ مَأْمُورٌ بِهَا . ثُمَّ تَوَعَّدَ مَنْ لَمْ يَتُبْ بِالْعَذَابِ ، حَتَّى لَا يَبْقَى الْمَرْءُ كَالْمُمِلِّ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَالْمُتَّكِلِ عَلَى الْغُفْرَانِ دُونَ إِنَابَةٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْإِنَابَةَ عَلَى إِثْرِ الْمَغْفِرَةِ ، لِئَلَّا يَطْمَعَ طَامِعٌ فِي حُصُولِهَا بِغَيْرِ تَوْبَةٍ ، وَلِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهَا شَرْطٌ فِيهَا لَازِمٌ لَا تَحْصُلُ بِدُونِهِ . انْتَهَى . وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) ، مِثْلُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=18الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) ، وَهُوَ الْقُرْآنُ ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ بَعْضًا أَحْسَنُ مِنْ بَعْضٍ ، بَلْ كُلُّهُ حَسَنٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً ) ، أَيْ : فَجْأَةً ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) أَيْ : وَأَنْتُمْ غَافِلُونَ عَنْ حُلُولِهِ بِكُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ فِي عَذَابِكُمْ .