[ ص: 444 ] سورة غافر خمس وثمانون آية . مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=20والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب [ ص: 445 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=41ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=42تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=45فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=52يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هدى وذكرى لأولي الألباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=59إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=63كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72في الحميم ثم في النار يسجرون ) .
أزف الشيء : قرب ، قال الشاعر :
أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
[ ص: 446 ] التباب : الخسران ، السلسلة معروفة ، السحب : الجر ، سجرت التنور : ملأته نارا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار
سبع
nindex.php?page=treesubj&link=28882الحواميم مكيات ، قالوا بإجماع . وقيل : في بعض آيات هذه السور مدني . قال
ابن عطية : وهو ضعيف .
وفي الحديث : "
إن الحواميم ديباج القرآن " وفيه : "
من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم " ، وفيه : "
مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب .
وهذه الحواميم مقصورة على المواعظ والزجر وطرق الآخرة وهي قصار لا تلحق فيها سآمة .
ومناسبة أول هذه السورة لآخر الزمر أنه تعالى لما ذكر ما يئول إليه حال الكافرين وحال المؤمنين ، ذكر هنا أنه تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب ) ، ليكون ذلك استدعاء للكافر إلى الإيمان ، وإلى الإقلاع عما هو فيه ، وأن باب التوبة مفتوح .
وذكر شدة عقابه ، وصيرورة العالم كلهم فيه ليرتدع عما هو فيه ، وأن رجوعه إلى ربه ، فيجازيه بما يعمل من خير أو شر .
وقرئ : بفتح الحاء ، اختيار
أبي القاسم بن جبارة الهذلي ، صاحب كتاب : ( الكامل في القرآن ) ،
وأبو السمال : بكسرها على أصل التقاء الساكنين ،
وابن أبي إسحاق وعيسى : بفتحها ، وخرج على أنها حركة التقاء الساكنين ، وكانت فتحة طلبا للخفة كأين ، وحركة إعراب على انتصابها بفعل مقدر تقديره : اقرأ حم .
وفي الحديث : "
أن أعرابيا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حم ما هو ؟ فقال : أسماء وفواتح سور " وقال
شريح بن أبي أوفى العبسي :
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
وجدنا لكم في آل حميم آية تأولها منا تقي ومعرب
أعربا حاميم ، ومنعت الصرف للعلمية ، أو العلمية وشبه العجمة ؛ لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب ، وإنما وجد ذلك في العجم ، نحو :
قابيل وهابيل .
وتقدم فيما روي في الحديث جمع (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم ) على الحواميم ، كما جمع (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس ) على الطواسين .
وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه
ابن منصور اللغوي أنه قال : من الخطأ
[ ص: 447 ] أن تقول : قرأت الحواميم ، وليس من كلام العرب ; والصواب أن يقول : قرأت آل حم . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : " إذا وقعت في آل حميم وقعت في روضات دمثات " انتهى .
فإن صح من لفظ الرسول أنه قال : " الحواميم " كان حجة على من منع ذلك ، وإن كان نقل بالمعنى ، أمكن أن يكون من تحريف الأعاجم .
ألا ترى لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : " إذا وقعت في آل حميم " وقول
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت : وجدنا لكم في آل حاميم ؟ وتقدم الكلام على هذه الحروف المقطعة في أول البقرة ، وقد زادوا في حاميم أقوالا هنا ، وهي مروية عن السلف ، غنينا عن ذكرها ، لاضطرابها وعدم الدليل على صحة شيء منها .
فإن كانت حم اسما للسورة ، كانت في موضع رفع على الابتداء ، وإلا فتنزيل مبتدأ ، ومن الله الخبر ، أو خبر ابتداء ، أي : هذا تنزيل ، ومن الله متعلق بـ ( تنزيل ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2العزيز العليم ) : صفتان دالتان على المبالغة في القدرة والغلبة والعلم ، وهما من صفات الذات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وقابل ) صفتان ، و ( شديد ) بدل . انتهى .
وإنما جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) صفتين وإن كانا اسمي فاعل ؛ لأنه فهم من ذلك أنه لا يراد بهما التجدد ولا التقييد بزمان ، بل أريد بهما الاستمرار والثبوت ; وإضافتهما محضة فيعرف ، وصح أن يوصف بهما المعرفة ، وإنما أعرب (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) بدلا ؛ لأنه من باب الصفة المشبهة ، ولا يتعرف بالإضافة إلى المعرفة ، وقد نص
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه على أن كل ما إضافته غير محضة ، إذا أضيف إلى معرفة ، جاز أن ينوى بإضافته التمحض ، فيتعرف وينعت به المعرفة ، إلا ما كان من باب الصفة المشبهة ، فإنه لا يتعرف .
وحكى صاحب ( المقنع ) عن الكوفيين أنهم أجازوا في حسن الوجه وما أشبهه أن يكون صفة للمعرفة ، قال : وذلك خطأ عند البصريين ؛ لأن حسن الوجه نكرة ، وإذا أردت تعريفه أدخلت فيه أل .
وقال
أبو الحجاج الأعلم : لا يبعد أن يقصد بحسن الوجه التعريف ؛ لأن الإضافة لا تمنع منه . انتهى ، وهذا جنوح إلى مذهب الكوفيين .
وقد جعل بعضهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب ) وما بعده أبدالا ، اعتبارا بأنها لا تتعرف بالإضافة ، كأنه لاحظ في (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) زمان الاستقبال .
وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) لا يراد بهما المضي ، فهما يتعرفان بالإضافة ويكونان صفتين ، أي : إن قضاءه بالغفران وقبول التوب هو في الدنيا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : جعل
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) وحده بدلا بين الصفات فيه نبو ظاهر ، والوجه أن يقال : لما صودف بين هذه المعارف هذه النكرة الواحدة ، فقد آذنت بأن كلها أبدال غير أوصاف ، ومثال ذلك قصيدة جاءت تفاعيلها كلها على مستفعلن ، فهي محكوم عليها أنها من الرجز ، فإن وقع فيها
[ ص: 448 ] جزء واحد على متفاعلن كانت من الكامل ، ولا نبو في ذلك ؛ لأن الجري على القواعد التي قد استقرت وصحت هو الأصل .
وقوله : فقد آذنت بأن كلها أبدال تركيب غير عربي ؛ لأنه جعل فقد آذنت جواب لما ، وليس من كلامهم : لما قام زيد فقد قام عمرو ، وقوله : بأن كلها أبدال فيه تكرار الأبدال ، أما بدل البدل عند من أثبته فقد تكررت فيه الأبدال ، وأما بدل كل من كل ، وبدل بعض من كل ، وبدل اشتمال ، فلا نص عن أحد من النحويين أعرفه في جواز التكرار فيها ، أو منعه ، إلا أن في كلام بعض أصحابنا ما يدل على أن البدل لا يكرر ، وذلك في قول الشاعر :
فإلى ابن أم أناس أرحل ناقتي عمرو فتبلغ ناقتي أو تزحف
ملك إذا نزل الوفود ببابه عرفوا موارد مزنه لا تنزف
قال : فملك بدل من عمرو ، بدل نكرة من معرفة .
قال : فإن قلت : لم لا يكون بدلا من ابن أم أناس ؟ ( قلت ) : لأنه قد أبدل منه عمرو ، فلا يجوز أن يبدل منه مرة أخرى ؛ لأنه قد طرح . انتهى .
فدل هذا على أن البدل لا يتكرر ، ويتحد المبدل منه ; ودل على أن البدل من البدل جائز ، وقوله : جاءت تفاعيلها ، هو جمع تفعال أو تفعول أو تفعول أو تفعيل ، وليس شيء من هذه الأوزان يكون معدولا في آخر العروض ، بل أجزاؤها منحصرة ، ليس منها شيء من هذه الأوزان ، فصوابه أن يقول : جاءت أجزاؤها كلها على مستفعلن .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أيضا : ولقائل أن يقول هي صفات ، وإنما حذفت الألف واللام من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) ليزاوج ما قبله وما بعده لفظا ، فقد غيروا كثيرا من كلامهم عن قوانينه لأجل الازدواج ، حتى قالوا : ما يعرف سحادليه من عنادليه ، فثنوا ما هو وتر لأجل ما هو شفع .
على أن
الخليل قال في قولهم : لا يحسن بالرجل مثلك أن يفعل ذلك ، ويحسن بالرجل خير منك أن يفعل ، على نية الألف واللام ، كما كان الجماء الغفير على نية طرح الألف واللام . ومما يسهل ذلك أمن اللبس وجهالة الموصوف . انتهى .
ولا ضرورة إلى اعتقاد حذف الألف واللام من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) ، وترك ما هو أصل في النحو ، وتشبيه بنادر مغير عن القوانين من تثنية الوتر للشفع ، وينزه كتاب الله عن ذلك كله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يقال : قد تعمد تنكيره وإبهامه للدلالة على فرط الشدة ، وعلى ما لا شيء أدهى منه ، وأمر لزيادة الإنذار . ويجوز أن يقال : هذه النكتة هي الداعية إلى اختيار البدل على الوصف إذا سلكت طريقة الإبدال . انتهى .
وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي في (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) البدل حملا على أنهما نكرتان لاستقبالهما ، والوصف حملا على أنهما معرفتان لمضيهما . وقال
أبو عبد الله الرازي : لا نزاع في جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) صفة ، وإنما كانا كذلك ؛ لأنهما يفيدان معنى الدوام والاستمرار ، وكذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) تفيد ذلك ؛ لأن صفاته منزهة عن الحدوث والتجدد ، فمعناه : كونه بحيث شديد عقابه ، وهذا المعنى حاصل أبدا ، لا يوصف بأنه حصل بعد أن لم يكن . انتهى .
وهذا كلام من لم يقف على علم النحو ، ولا نظر فيه ، ويلزمه أن يكون حكيم عليم من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6من لدن حكيم عليم ) ، ومليك مقتدر من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55عند مليك مقتدر ) ، معارف لتنزيه صفاته عن الحدوث والتجدد ، ولأنها صفات لم تحصل بعد أن لم تكن ، ويكون تعريف صفات بأل وتنكيرها سواء ، وهذا لا يذهب إليه مبتدئ في علم النحو ، فضلا عمن صنف فيه ، وقدم على تفسير كتاب الله .
وتلخص من هذا الكلام المطول أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب ) وما عطف عليه و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) أوصاف ؛ لأن المعطوف على الوصف وصف ، والجميع معارف على ما تقرر أو أبدال ؛ لأن المعطوف على البدل بدل لتنكير الجميع .
أو (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر ) و ( قابل ) وصفان ، و ( شديد ) بدل لمعرفة ذينك وتنكير ( شديد ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فإن قلت ) : ما بال الواو في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وقابل التوب ) ؟ ( قلت ) : فيها نكتة جليلة
[ ص: 449 ] وهي إفادة الجمع للمذنب التائب بين رحمتين ، بين أن يقبل توبته فيكتبها له طاعة من الطاعات ، وأن يجعلها محاءة للذنوب ، كأن لم يذنب ، كأنه قال : جامع المغفرة والقبول . انتهى .
وما أكثر تلمح هذا الرجل وشقشقته ، والذي أفاد أن الواو للجمع ، وهذا معروف من ظاهر علم النحو .
وقال صاحب الغنيان : وإنما عطف لاجتماعهما وتلازمهما وعدم انفكاك أحدهما عن الآخر . وقطع (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شديد العقاب ) عنهما فلم يعطف لانفراده . انتهى ، وهي نزغة اعتزالية .
ومذهب أهل السنة جواز غفران الله للعاصي ، وإن لم يتب إلا الشرك . والتوب يحتمل أن يكون كالذنب ، اسم جنس ; ويحتمل أن يكون جمع توبة ، كبشر وبشرة ، وساع وساعة . والظاهر من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وقابل التوب ) أن توبة العاصي بغير الكفر ، كتوبة العاصي بالكفر مقطوع بقبولها .
وذكروا في القطع بقبول توبة العاصي قولين لأهل السنة .
ولما ذكر تعالى شدة عقابه أردفه بما يطمع في رحمته ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذي الطول ) ، فجاء ذلك وعيدا اكتنفه وعدان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الطول : السعة والغنى ; وقال
قتادة : النعم ; وقال
ابن زيد : القدرة ، وقوله : طوله تضعيف حسنات أوليائه ، وعفوه عن سيئاتهم .
ولما ذكر جملة من صفاته العلا الذاتية والفعلية ، ذكر أنه المنفرد بالألوهية ، المرجوع إليه في الحشر ; ثم ذكر حال من جادل في الكتاب ، وأتبع بذكر الطائعين من ملائكته وصالحي عباده فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ) ، وجدالهم فيها قولهم : مرة سحر ، ومرة شعر ، ومرة أساطير الأولين ، ومرة إنما يعلمه بشر ، فهو جدال بالباطل ، وقد دل على ذلك بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ما يجادل أي : ما يماري . وقال
ابن سلام : ما يجحد . وقال
أبو العالية : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=14059الحارث بن قيس ، أحد المستهزئين .
وأما ما يقع بين أهل العلم من النظر فيها ، واستيضاح معانيها ، واستنباط الأحكام والعقائد منها ، ومقارعة أهل البدع بها ، فذلك فيه الثواب الجزيل .
ثم نهى السامع أن يغتر بتقلب هؤلاء الكفار في البلاد وتصرفاتهم فيها ، بما أمليت لهم من المساكن والمزارع والممالك والتجارات والمكاسب ، وكانت
قريش تتجر في الشأم واليمن ; فإن ذلك وبال عليهم وسبب في إهلاكهم ، كما هلك من كان قبلهم من مكذبي الرسل .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فلا يغررك ) ، بالفك ، وهي لغة
أهل الحجاز .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير : فلا يغرك ، بالإدغام مفتوح الراء ، وهي لغة
تميم .
ولما كان جدال الكفار ناشئا عن تكذيب ما جاء به الرسول - عليه السلام - من آيات الله ، ذكر من كذب قبلهم من الأمم السالفة ، وما صار إليه حالهم من حلول نقمات الله بهم ، ليرتدع بهم كفار من بعث الرسول - عليه السلام - إليهم ; فبدأ بقوم
نوح ، إذ كان - عليه السلام - أول رسول في الأرض ، وعطف على قومه الأحزاب ، وهم الذين تحزبوا على الرسل . ولم يقبلوا ما جاءوا به من عند الله ، ومنهم :
عاد وثمود وفرعون وأتباعه .
وقدم الهم بالأخذ على الجدال بالباطل ؛ لأن الرسل لما عصمهم الله منهم أن يقتلوهم رجعوا إلى الجدال بالباطل . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5برسولهم ) ; وقرأ
عبد الله ( برسولها ) عاد الضمير إلى لفظ أمة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5ليأخذوه ) : ليتمكنوا منه بحبس أو تعذيب أو قتل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ليأخذوه : ليملكوه ، وأنشد
قطرب :
فإما تأخذوني تقتلوني فكم من آخذ يهوى خلودي
ويقال للقتيل والأسير : أخيذ . وقال
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5ليأخذوه ) : ليقتلوه ، عبر عن المسبب بالسبب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وجادلوا بالباطل ) أي : بما هو مضمحل ذاهب لا ثبات له . وقيل : الباطل : الكفر . وقيل : الشيطان . وقيل : بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15ما أنتم إلا بشر مثلنا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5ليدحضوا ) : ليزلقوا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5به الحق ) أي : الثابت الصدق .
( فأخذتهم ) ، فأهلكتهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فكيف كان عقاب ) إياهم ، استفهام تعجيب من استئصالهم ، واستعظام لما حل بهم ، وليس استفهاما عن كيفية
[ ص: 450 ] عقابهم ، وكانوا يمرون على مساكنهم ويرون آثار نعمة الله فيهم ; واجتزأ بالكسر عن ياء الإضافة ؛ لأنها فاصلة ، والأصل عقابي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت ) أي : مثل ذلك الوجوب من عقابهم وجب على الكفرة ، كونهم من أصحاب النار ، من تقدم منهم ومن تأخروا .
( أنهم ) : بدل من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6كلمة ربك ) ، فهي في موضع رفع ، ويجوز أن يكون التقدير لأنهم وحذف لام العلة . والمعنى : كما وجب إهلاك أولئك الأمم ، وجب إهلاك هؤلاء ؛ لأن الموجب لإهلاكهم وصف جامع لهم ، وهو كونهم من أصحاب النار .
وفي مصحف
عبد الله : ( وكذلك سبقت ) ، وهو تفسير معنى ، لا قراءة . وقرأ
ابن هرمز ،
وشيبة ،
وابن القعقاع ،
ونافع ،
وابن عامر : كلمات على الجمع ;
وأبو رجاء ،
وقتادة ، وباقي السبعة : على الإفراد .
[ ص: 444 ] سُورَةُ غَافِرٍ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ آيَةً . مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=20وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يَا قَوْم لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ [ ص: 445 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=41وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=42تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=45فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=52يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=59إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=63كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ) .
أَزِفَ الشَّيْءُ : قَرُبَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا لَمَّا تَزَلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ
[ ص: 446 ] التَّبَابُ : الْخُسْرَانُ ، السِّلْسِلَةُ مَعْرُوفَةٌ ، السَّحْبُ : الْجَرُّ ، سَجَرْتُ التَّنُّورَ : مَلَأْتُهُ نَارًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ
سَبْعُ
nindex.php?page=treesubj&link=28882الْحَوَامِيمِ مَكِّيَّاتٌ ، قَالُوا بِإِجْمَاعٍ . وَقِيلَ : فِي بَعْضِ آيَاتِ هَذِهِ السُّوَرِ مَدَنِيٌّ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
إِنَّ الْحَوَامِيمَ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ " وَفِيهِ : "
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضٍ مُونِقَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَلْيَقْرَأِ الْحَوَامِيمَ " ، وَفِيهِ : "
مَثَلُ الْحَوَامِيمِ فِي الْقُرْآنِ مَثَلُ الْحَبَرَاتِ فِي الثِّيَابِ .
وَهَذِهِ الْحَوَامِيمُ مَقْصُورَةٌ عَلَى الْمَوَاعِظِ وَالزَّجْرِ وَطُرُقِ الْآخِرَةِ وَهِيَ قِصَارٌ لَا تَلْحَقُ فِيهَا سَآمَةٌ .
وَمُنَاسِبَةُ أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ لِآخِرِ الزُّمَرِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ مَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُ الْكَافِرِينَ وَحَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، ذَكَرَ هُنَا أَنَّهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ) ، لِيَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْعَاءً لِلْكَافِرِ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَإِلَى الْإِقْلَاعِ عَمَّا هُوَ فِيهِ ، وَأَنَّ بَابَ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ .
وَذَكَرَ شِدَّةَ عِقَابِهِ ، وَصَيْرُورَةَ الْعَالَمِ كُلِّهِمْ فِيهِ لِيَرْتَدِعَ عَمَّا هُوَ فِيهِ ، وَأَنَّ رُجُوعَهُ إِلَى رَبِّهِ ، فَيُجَازِيهِ بِمَا يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ .
وَقُرِئَ : بِفَتْحِ الْحَاءِ ، اخْتِيَارُ
أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ جُبَارَةَ الْهُذَلِيِّ ، صَاحِبِ كِتَابِ : ( الْكَامِلِ فِي الْقُرْآنِ ) ،
وَأَبُو السَّمَّالِ : بِكَسْرِهَا عَلَى أَصْلِ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِيسَى : بِفَتْحِهَا ، وَخَرَّجَ عَلَى أَنَّهَا حَرَكَةُ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَكَانَتْ فَتْحَةً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ كَأَيْنَ ، وَحَرَكَةُ إِعْرَابٍ عَلَى انْتِصَابِهَا بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ تَقْدِيرُهُ : اقْرَأْ حم .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
أَنْ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ حم مَا هُوَ ؟ فَقَالَ : أَسْمَاءٌ وَفَوَاتِحُ سُوَرٍ " وَقَالَ
شُرَيْحُ بْنُ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيُّ :
يُذَكِّرُنِي حَامِيمُ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ :
وَجَدْنَا لَكُمْ فِي آلِ حَمِيمَ آيَةً تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ وَمُعْرِبُ
أَعْرَبَا حَامِيمَ ، وَمُنِعَتِ الصَّرْفَ لِلْعَلَمِيَّةِ ، أَوِ الْعَلَمِيَّةِ وَشِبْهِ الْعُجْمَةِ ؛ لِأَنَّ فَاعِيلَ لَيْسَ مِنْ أَوْزَانِ أَبْنِيَةِ الْعَرَبِ ، وَإِنَّمَا وُجِدَ ذَلِكَ فِي الْعَجَمِ ، نَحْوُ :
قَابِيلُ وَهَابِيلُ .
وَتَقَدَّمَ فِيمَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ جَمْعُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم ) عَلَى الْحَوَامِيمِ ، كَمَا جُمِعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس ) عَلَى الطَّوَاسِينِ .
وَحَكَى صَاحِبُ زَادِ الْمَسِيرِ عَنْ شَيْخِهِ
ابْنِ مَنْصُورٍ اللُّغَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ : مِنَ الْخَطَأِ
[ ص: 447 ] أَنْ تَقُولَ : قَرَأْتُ الْحَوَامِيمَ ، وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ ; وَالصَّوَابُ أَنْ يَقُولَ : قَرَأْتُ آلَ حم . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : " إِذَا وَقَعْتَ فِي آلِ حَمِيمَ وَقَعْتَ فِي رَوْضَاتٍ دَمِثَاتٍ " انْتَهَى .
فَإِنْ صَحَّ مِنْ لَفْظِ الرَّسُولِ أَنَّهُ قَالَ : " الْحَوَامِيمُ " كَانَ حُجَّةً عَلَى مَنْ مَنَعَ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ نُقِلَ بِالْمَعْنَى ، أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَحْرِيفِ الْأَعَاجِمِ .
أَلَا تَرَى لَفْظَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : " إِذَا وَقَعْتَ فِي آلِ حَمِيمَ " وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتِ : وَجَدْنَا لَكُمْ فِي آلِ حَامِيمَ ؟ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ ، وَقَدْ زَادُوا فِي حَامِيمَ أَقْوَالًا هُنَا ، وَهِيَ مَرْوِيَّةٌ عَنِ السَّلَفِ ، غَنَيْنَا عَنْ ذِكْرِهَا ، لِاضْطِرَابِهَا وَعَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ شَيْءٍ مِنْهَا .
فَإِنْ كَانَتْ حم اسْمًا لِلسُّورَةِ ، كَانَتْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَإِلَّا فَتَنْزِيلُ مُبْتَدَأٌ ، وَمِنَ اللَّهِ الْخَبَرُ ، أَوْ خَبَرُ ابْتِدَاءٍ ، أَيْ : هَذَا تَنْزِيلُ ، وَمِنَ اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( تَنْزِيلُ ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) : صِفَتَانِ دَالَّتَانِ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الْقُدْرَةِ وَالْغَلَبَةِ وَالْعِلْمِ ، وَهُمَا مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وَقَابِلِ ) صِفَتَانِ ، وَ ( شَدِيدِ ) بَدَلٌ . انْتَهَى .
وَإِنَّمَا جَعَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) صِفَتَيْنِ وَإِنْ كَانَا اسْمَيْ فَاعِلٍ ؛ لِأَنَّهُ فُهِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُرَادُ بِهِمَا التَّجَدُّدُ وَلَا التَّقْيِيدُ بِزَمَانٍ ، بَلْ أُرِيدَ بِهِمَا الِاسْتِمْرَارُ وَالثُّبُوتُ ; وَإِضَافَتُهُمَا مَحْضَةٌ فَيُعْرَفُ ، وَصَحَّ أَنْ يُوصَفَ بِهِمَا الْمَعْرِفَةُ ، وَإِنَّمَا أُعْرِبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) بَدَلًا ؛ لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ ، وَلَا يَتَعَرَّفُ بِالْإِضَافَةِ إِلَى الْمَعْرِفَةِ ، وَقَدْ نَصَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا إِضَافَتُهُ غَيْرُ مَحْضَةٍ ، إِذَا أُضِيفَ إِلَى مَعْرِفَةٍ ، جَازَ أَنْ يُنْوَى بِإِضَافَتِهِ التَّمَحُّضُ ، فَيَتَعَرَّفُ وَيَنْعَتُ بِهِ الْمَعْرِفَةُ ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَابِ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ ، فَإِنَّهُ لَا يَتَعَرَّفُ .
وَحَكَى صَاحِبُ ( الْمُقْنِعِ ) عَنِ الْكُوفِيِّينَ أَنَّهُمْ أَجَازُوا فِي حُسْنِ الْوَجْهِ وَمَا أَشْبَهَهُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِلْمَعْرِفَةِ ، قَالَ : وَذَلِكَ خَطَأٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ؛ لِأَنَّ حُسْنَ الْوَجْهِ نَكِرَةٌ ، وَإِذَا أَرَدْتَ تَعْرِيفَهُ أَدْخَلْتَ فِيهِ أَلْ .
وَقَالَ
أَبُو الْحَجَّاجِ الْأَعْلَمُ : لَا يَبْعُدُ أَنْ يُقْصَدَ بِحُسْنِ الْوَجْهِ التَّعْرِيفُ ؛ لِأَنَّ الْإِضَافَةَ لَا تَمْنَعُ مِنْهُ . انْتَهَى ، وَهَذَا جُنُوحٌ إِلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ .
وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ ) وَمَا بَعْدَهُ أَبْدَالًا ، اعْتِبَارًا بِأَنَّهَا لَا تَتَعَرَّفُ بِالْإِضَافَةِ ، كَأَنَّهُ لَاحَظَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) زَمَانَ الِاسْتِقْبَالِ .
وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) لَا يُرَادُ بِهِمَا الْمُضِيُّ ، فَهُمَا يَتَعَرَّفَانِ بِالْإِضَافَةِ وَيَكُونَانِ صِفَتَيْنِ ، أَيْ : إِنَّ قَضَاءَهُ بِالْغُفْرَانِ وَقَبُولِ التَّوْبِ هُوَ فِي الدُّنْيَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : جَعْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) وَحْدَهُ بَدَلًا بَيْنَ الصِّفَاتِ فِيهِ نُبُوٌ ظَاهِرٌ ، وَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ : لَمَّا صُودِفَ بَيْنَ هَذِهِ الْمَعَارِفِ هَذِهِ النَّكِرَةُ الْوَاحِدَةُ ، فَقَدْ آذَنَتْ بِأَنَّ كُلَّهَا أَبِدَالٌ غَيْرُ أَوْصَافٍ ، وَمِثَالُ ذَلِكَ قَصِيدَةٌ جَاءَتْ تَفَاعِيلُهَا كُلُّهَا عَلَى مُسْتَفْعِلُنْ ، فَهِيَ مَحْكُومٌ عَلَيْهَا أَنَّهَا مِنَ الرَّجَزِ ، فَإِنْ وَقَعَ فِيهَا
[ ص: 448 ] جُزْءٌ وَاحِدٌ عَلَى مُتَفَاعِلُنْ كَانَتْ مِنَ الْكَامِلِ ، وَلَا نُبُوَ فِي ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْجَرْيَ عَلَى الْقَوَاعِدِ الَّتِي قَدِ اسْتَقَرَّتْ وَصَحَّتْ هُوَ الْأَصْلُ .
وَقَوْلُهُ : فَقَدْ آذَنَتْ بِأَنَّ كُلَّهَا أَبْدَالُ تَرْكِيبٍ غَيْرِ عَرَبِيٍّ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ فَقَدْ آذَنَتْ جَوَابَ لَمَّا ، وَلَيْسَ مِنَ كَلَامِهِمْ : لَمَّا قَامَ زَيْدٌ فَقَدْ قَامَ عَمْرٌو ، وَقَوْلُهُ : بِأَنَّ كُلَّهَا أَبْدَالٌ فِيهِ تَكْرَارُ الْأَبْدَالِ ، أَمَّا بَدَلُ الْبَدَلِ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهُ فَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِيهِ الْأَبْدَالُ ، وَأَمَّا بَدَلُ كُلٍّ مِنْ كُلٍّ ، وَبَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ ، وَبَدَلُ اشْتِمَالٍ ، فَلَا نَصَّ عَنْ أَحَدٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ أَعْرِفُهُ فِي جَوَازِ التَّكْرَارِ فِيهَا ، أَوْ مَنْعِهِ ، إِلَّا أَنَّ فِي كَلَامِ بَعْضِ أَصْحَابِنَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبَدَلَ لَا يُكَرَّرُ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
فَإِلَى ابْنِ أُمِّ أُنَاسٍ أُرَحِّلُ نَاقَتِي عَمْرٍو فَتَبْلُغُ نَاقَتِي أَوْ تَزْحَفُ
مَلِكٍ إِذَا نَزَلَ الْوُفُودُ بِبَابِهِ عَرَفُوا مَوَارِدَ مُزْنِهِ لَا تَنْزِفُ
قَالَ : فَمَلِكٌ بَدَلٌ مِنْ عَمْرٍو ، بَدَلُ نَكِرَةٍ مِنْ مَعْرِفَةٍ .
قَالَ : فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ لَا يَكُونُ بَدَلًا مِنَ ابْنِ أُمِّ أُنَاسٍ ؟ ( قُلْتُ ) : لِأَنَّهُ قَدْ أَبْدَلَ مِنْهُ عَمْرٌو ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُبَدَلَ مِنْهُ مَرَّةً أُخْرَى ؛ لِأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ . انْتَهَى .
فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْبَدَلَ لَا يَتَكَرَّرُ ، وَيَتَّحِدُ الْمُبْدَلُ مِنْهُ ; وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْبَدَلَ مِنَ الْبَدَلِ جَائِزٌ ، وَقَوْلُهُ : جَاءَتْ تَفَاعِيلُهَا ، هُوَ جَمْعُ تِفْعَالٍ أَوْ تَفْعُولٍ أَوْ تِفْعُولٍ أَوْ تَفْعِيلٍ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَوْزَانِ يَكُونُ مَعْدُولًا فِي آخِرِ الْعَرُوضِ ، بَلْ أَجْزَاؤُهَا مُنْحَصِرَةٌ ، لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَوْزَانِ ، فَصَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ : جَاءَتْ أَجْزَاؤُهَا كُلُّهَا عَلَى مُسْتَفْعِلُنْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَيْضًا : وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ هِيَ صِفَاتٌ ، وَإِنَّمَا حُذِفَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) لِيُزَاوِجَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ لَفْظًا ، فَقَدْ غَيَّرُوا كَثِيرًا مِنْ كَلَامِهِمْ عَنْ قَوَانِينِهِ لِأَجْلِ الِازْدِوَاجِ ، حَتَّى قَالُوا : مَا يَعْرِفُ سُحادِلَيْهِ من عُنادِلَيْهِ ، فَثَنُّوا مَا هُوَ وِتْرٌ لِأَجْلِ مَا هُوَ شَفْعٌ .
عَلَى أَنَّ
الْخَلِيلَ قَالَ فِي قَوْلِهِمْ : لَا يَحْسُنُ بِالرَّجُلِ مِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ ، وَيَحْسُنَ بِالرَّجُلِ خَيْرٍ مِنْكَ أَنْ يَفْعَلَ ، عَلَى نِيَّةِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ ، كَمَا كَانَ الْجَمَّاءُ الْغَفِيرُ عَلَى نِيَّةِ طَرْحِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ . وَمِمَّا يُسَهِّلُ ذَلِكَ أَمْنُ اللَّبْسِ وَجَهَالَةُ الْمَوْصُوفِ . انْتَهَى .
وَلَا ضَرُورَةَ إِلَى اعْتِقَادِ حَذْفِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) ، وَتَرْكِ مَا هُوَ أَصْلٌ فِي النَّحْوِ ، وَتَشْبِيهٍ بِنَادِرٍ مُغَيَّرٍ عَنِ الْقَوَانِينِ مِنْ تَثْنِيَةِ الْوِتْرِ لِلشَّفْعِ ، وَيُنَزَّهُ كِتَابُ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : قَدْ تَعَمَّدَ تَنْكِيرَهُ وَإِبْهَامَهُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى فَرْطِ الشِّدَّةِ ، وَعَلَى مَا لَا شَيْءَ أَدْهَى مِنْهُ ، وَأَمْرٌ لِزِيَادَةِ الْإِنْذَارِ . وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : هَذِهِ النُّكْتَةُ هِيَ الدَّاعِيَةُ إِلَى اخْتِيَارِ الْبَدَلِ عَلَى الْوَصْفِ إِذَا سَلَكْتَ طَرِيقَةَ الْإِبْدَالِ . انْتَهَى .
وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) الْبَدَلَ حَمْلًا عَلَى أَنَّهُمَا نَكِرَتَانِ لِاسْتِقْبَالِهِمَا ، وَالْوَصْفُ حَمْلًا عَلَى أَنَّهُمَا مَعْرِفَتَانِ لِمُضِيِّهِمَا . وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : لَا نِزَاعَ فِي جَعْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) صِفَةً ، وَإِنَّمَا كَانَا كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُمَا يُفِيدَانِ مَعْنَى الدَّوَامِ وَالِاسْتِمْرَارِ ، وَكَذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) تُفِيدُ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ صِفَاتَهُ مُنَزَّهَةٌ عَنِ الْحُدُوثِ وَالتَّجَدُّدِ ، فَمَعْنَاهُ : كَوْنُهُ بِحَيْثُ شَدِيدٌ عِقَابُهُ ، وَهَذَا الْمَعْنَى حَاصِلٌ أَبَدًا ، لَا يُوصَفُ بِأَنَّهُ حَصَلَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ . انْتَهَى .
وَهَذَا كَلَامُ مَنْ لَمْ يَقِفْ عَلَى عِلْمِ النَّحْوُ ، وَلَا نَظَرَ فِيهِ ، وَيَلْزَمُهُ أَنْ يَكُونَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) ، وَمَلِيكٌ مُقْتَدِرٌ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) ، مَعَارِفَ لِتَنْزِيهِ صِفَاتِهِ عَنِ الْحُدُوثِ وَالتَّجَدُّدِ ، وَلِأَنَّهَا صِفَاتٌ لَمْ تَحْصُلْ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ ، وَيَكُونُ تَعْرِيفُ صِفَاتٍ بِأَلْ وَتَنْكِيرُهَا سَوَاءً ، وَهَذَا لَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ مُبْتَدِئٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ ، فَضْلًا عَمَّنْ صَنَّفَ فِيهِ ، وَقَدِمَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ .
وَتَلَخَّصَ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الْمُطَوَّلِ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ ) وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) أَوْصَافٌ ؛ لِأَنَّ الْمَعْطُوفَ عَلَى الْوَصْفِ وَصْفٌ ، وَالْجَمِيعُ مَعَارِفُ عَلَى مَا تَقَرَّرَ أَوْ أَبِدَالٌّ ؛ لِأَنَّ الْمَعْطُوفَ عَلَى الْبَدَلِ بَدَلٌ لِتَنْكِيرِ الْجَمِيعِ .
أَوْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ ) وَ ( قَابِلِ ) وَصْفَانِ ، وَ ( شَدِيدِ ) بَدَلٌ لِمَعْرِفَةٍ ذَيْنِكَ وَتَنْكِيرِ ( شَدِيدِ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : مَا بَالُ الْوَاوِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وَقَابِلِ التَّوْبِ ) ؟ ( قُلْتُ ) : فِيهَا نُكْتَةٌ جَلِيلَةٌ
[ ص: 449 ] وَهِيَ إِفَادَةُ الْجَمْعِ لِلْمُذْنِبِ التَّائِبِ بَيْنَ رَحْمَتَيْنِ ، بَيْنَ أَنْ يَقْبَلَ تَوْبَتَهُ فَيَكْتُبَهَا لَهُ طَاعَةً مِنَ الطَّاعَاتِ ، وَأَنْ يَجْعَلَهَا مَحَّاءَةً لِلذُّنُوبِ ، كَأَنْ لَمْ يُذْنِبْ ، كَأَنَّهُ قَالَ : جَامِعُ الْمَغْفِرَةِ وَالْقَبُولِ . انْتَهَى .
وَمَا أَكْثَرَ تَلَمُّحَ هَذَا الرَّجُلِ وَشَقْشَقَتَهُ ، وَالَّذِي أَفَادَ أَنَّ الْوَاوَ لِلْجَمْعِ ، وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنَ ظَاهِرِ عِلْمِ النَّحْوِ .
وَقَالَ صَاحِبُ الْغُنْيَانِ : وَإِنَّمَا عَطَفَ لِاجْتِمَاعِهِمَا وَتَلَازُمِهِمَا وَعَدَمِ انْفِكَاكِ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ . وَقُطِعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3شَدِيدِ الْعِقَابِ ) عَنْهُمَا فَلَمْ يُعْطَفْ لِانْفِرَادِهِ . انْتَهَى ، وَهِيَ نَزْغَةٌ اعْتِزَالِيَّةٌ .
وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ جَوَازُ غُفْرَانِ اللَّهِ لِلْعَاصِي ، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ إِلَّا الشِّرْكَ . وَالتَّوْبُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَالذَّنْبِ ، اسْمَ جِنْسٍ ; وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ تَوْبَةٍ ، كَبَشْرٍ وَبَشْرَةٍ ، وَسَاعٍ وَسَاعَةٍ . وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وَقَابِلِ التَّوْبِ ) أَنَّ تَوْبَةَ الْعَاصِي بِغَيْرِ الْكُفْرِ ، كَتَوْبَةِ الْعَاصِي بِالْكُفْرِ مَقْطُوعٌ بِقَبُولِهَا .
وَذَكَرُوا فِي الْقَطْعِ بِقَبُولِ تَوْبَةِ الْعَاصِي قَوْلَيْنِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى شِدَّةَ عِقَابِهِ أَرْدَفَهُ بِمَا يُطْمِعُ فِي رَحْمَتِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذِي الطَّوْلِ ) ، فَجَاءَ ذَلِكَ وَعِيدًا اكْتَنَفَهُ وَعْدَانِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الطَّوْلُ : السَّعَةُ وَالْغِنَى ; وَقَالَ
قَتَادَةُ : النِّعَمُ ; وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْقُدْرَةُ ، وَقَوْلُهُ : طَوْلُهُ تَضْعِيفُ حَسَنَاتِ أَوْلِيَائِهِ ، وَعَفْوُهُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ .
وَلَمَّا ذَكَرَ جُمْلَةً مِنْ صِفَاتِهِ الْعُلَا الذَّاتِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ ، ذَكَرَ أَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْأُلُوهِيَّةِ ، الْمَرْجُوعُ إِلَيْهِ فِي الْحَشْرِ ; ثُمَّ ذَكَرَ حَالَ مَنْ جَادَلَ فِي الْكِتَابِ ، وَأَتْبَعَ بِذِكْرِ الطَّائِعِينَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَصَالِحِي عِبَادِهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ) ، وَجِدَالُهُمْ فِيهَا قَوْلُهُمْ : مَرَّةً سِحْرٌ ، وَمَرَّةً شِعْرٌ ، وَمَرَّةً أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَمَرَّةً إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ، فَهُوَ جِدَالٌ بِالْبَاطِلِ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مَا يُجَادِلُ أَيْ : مَا يُمَارِي . وَقَالَ
ابْنُ سَلَامٍ : مَا يَجْحَدُ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=14059الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ ، أَحَدُ الْمُسْتَهْزِئِينَ .
وَأَمَّا مَا يَقَعُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ النَّظَرِ فِيهَا ، وَاسْتِيضَاحِ مَعَانِيهَا ، وَاسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ وَالْعَقَائِدِ مِنْهَا ، وَمُقَارَعَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ بِهَا ، فَذَلِكَ فِيهِ الثَّوَابُ الْجَزِيلُ .
ثُمَّ نَهَى السَّامِعَ أَنْ يَغْتَرَّ بِتَقَلُّبِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ فِي الْبِلَادِ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ فِيهَا ، بِمَا أَمْلَيْتُ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِنِ وَالْمَزَارِعِ وَالْمَمَالِكِ وَالتِّجَارَاتِ وَالْمَكَاسِبِ ، وَكَانَتْ
قُرَيْشُ تَتَّجِرُ فِي الشَّأْمِ وَالْيَمَنِ ; فَإِنَّ ذَلِكَ وَبَالٌ عَلَيْهِمْ وَسَبَبٌ فِي إِهْلَاكِهِمْ ، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ مِنْ مُكَذِّبِي الرُّسُلِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فَلَا يَغْرُرْكَ ) ، بِالْفَكِّ ، وَهِيَ لُغَةُ
أَهْلِ الْحِجَازِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : فَلَا يَغُرَّكَ ، بِالْإِدْغَامِ مَفْتُوحَ الرَّاءِ ، وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ .
وَلَمَّا كَانَ جِدَالُ الْكُفَّارِ نَاشِئًا عَنْ تَكْذِيبِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، ذَكَرَ مَنْ كَذَّبَ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ، وَمَا صَارَ إِلَيْهِ حَالُهُمْ مِنْ حُلُولِ نَقْمَاتِ اللَّهِ بِهِمْ ، لِيَرْتَدِعَ بِهِمْ كَفَّارُ مَنْ بُعِثَ الرَّسُولُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَيْهِمْ ; فَبَدَأَ بِقَوْمِ
نُوحٍ ، إِذْ كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوَّلَ رَسُولٍ فِي الْأَرْضِ ، وَعَطَفَ عَلَى قَوْمِهِ الْأَحْزَابَ ، وَهُمُ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا عَلَى الرُّسُلِ . وَلَمْ يَقْبَلُوا مَا جَاءُوا بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَمِنْهُمْ :
عَادٌ وَثَمُودُ وَفِرْعَوْنُ وَأَتْبَاعُهُ .
وَقَدَّمَ الْهَمَّ بِالْأَخْذِ عَلَى الْجِدَالِ بِالْبَاطِلِ ؛ لِأَنَّ الرُّسُلَ لَمَّا عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ رَجَعُوا إِلَى الْجِدَالِ بِالْبَاطِلِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5بِرَسُولِهِمْ ) ; وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ( بِرَسُولِهَا ) عَادَ الضَّمِيرُ إِلَى لَفْظِ أُمَّةٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5لِيَأْخُذُوهُ ) : لِيَتَمَكَّنُوا مِنْهُ بِحَبْسٍ أَوْ تَعْذِيبٍ أَوْ قَتْلٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لِيَأْخُذُوهُ : لِيَمْلِكُوهُ ، وَأَنْشَدَ
قُطْرُبٌ :
فَإِمَّا تَأْخُذُونِي تَقْتُلُونِي فَكَمْ مِنْ آخِذٍ يَهْوَى خُلُودِي
وَيُقَالُ لِلْقَتِيلِ وَالْأَسِيرِ : أَخِيذٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5لِيَأْخُذُوهُ ) : لِيَقْتُلُوهُ ، عَبَّرَ عَنِ الْمُسَبَّبِ بِالسَّبَبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ ) أَيْ : بِمَا هُوَ مُضْمَحِلٌّ ذَاهِبٌ لَا ثَبَاتَ لَهُ . وَقِيلَ : الْبَاطِلُ : الْكُفْرُ . وَقِيلَ : الشَّيْطَانُ . وَقِيلَ : بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5لِيُدْحِضُوا ) : لِيُزْلِقُوا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5بِهِ الْحَقَّ ) أَيِ : الثَّابِتَ الصِّدْقِ .
( فَأَخَذْتُهُمْ ) ، فَأَهْلَكْتُهُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ) إِيَّاهُمْ ، اسْتِفْهَامُ تَعْجِيبٍ مِنَ اسْتِئْصَالِهِمْ ، وَاسْتِعْظَامٍ لِمَا حَلَّ بِهِمْ ، وَلَيْسَ اسْتِفْهَامًا عَنْ كَيْفِيَّةِ
[ ص: 450 ] عِقَابِهِمْ ، وَكَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى مَسَاكِنِهِمْ وَيَرَوْنَ آثَارَ نِعْمَةِ اللَّهِ فِيهِمْ ; وَاجْتَزَأَ بِالْكَسْرِ عَنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ ؛ لِأَنَّهَا فَاصِلَةٌ ، وَالْأَصْلُ عِقَابِي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ ) أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الْوُجُوبِ مِنْ عِقَابِهِمْ وَجَبَ عَلَى الْكَفَرَةِ ، كَوْنِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ، مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَمَنْ تَأَخَّرُوا .
( أَنَّهُمْ ) : بَدَلٌ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6كَلِمَةُ رَبِّكَ ) ، فَهِيَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ لِأَنَّهُمْ وَحُذِفَ لَامُ الْعِلَّةِ . وَالْمَعْنَى : كَمَا وَجَبَ إِهْلَاكُ أُولَئِكَ الْأُمَمِ ، وَجَبَ إِهْلَاكُ هَؤُلَاءِ ؛ لِأَنَّ الْمُوجِبَ لِإِهْلَاكِهِمْ وَصْفٌ جَامِعٌ لَهُمْ ، وَهُوَ كَوْنُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ .
وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ : ( وَكَذَلِكَ سَبَقَتْ ) ، وَهُوَ تَفْسِيرُ مَعْنًى ، لَا قِرَاءَةٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ هُرْمُزَ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَابْنُ الْقَعْقَاعِ ،
وَنَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ : كَلِمَاتٌ عَلَى الْجَمْعِ ;
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَقَتَادَةُ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : عَلَى الْإِفْرَادِ .