(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب .
[ ص: 445 ] الجمهور : على أن هذا المؤمن هو الرجل القائل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أتقتلون رجلا ) ، قص الله أقاويله إلى آخر الآيات .
لما رأى ما لحق
فرعون من الخور والخوف ، أتى بنوع آخر من التهديد ، وخوفهم أن يصيبهم ما أصاب الأمم السابقة من استئصال الهلاك حين كذبوا رسلهم ، وقويت نفسه حتى سرد عليه ما سرد ، ولم يهب
فرعون .
وقالت فرقة : بل كلام ذلك المؤمن قد تم ، وإنما أراد تعالى بالذي آمن
بموسى - عليه السلام - واحتجوا بقوة كلامه ، وأنه جنح معهم بالإيمان ، وذكر عذاب الآخرة وغير ذلك ، ولم يكن كلام الأول إلا علانية لهم ، وأفرد اليوم ، إما لأن المعنى مثل أيام الأحزاب ، أو أراد به الجمع ، أي : مثل أيام الأحزاب ؛ لأنه معلوم أن كل حزب كان له يوم . والأحزاب : الذين تحزبوا على أنبياء الله .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب ) ، قال
ابن عطية : بدل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : عطف بيان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : مثل يوم حزب ، و ( دأب ) عادتهم وديدنهم في الكفر والمعاصي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وما الله يريد ظلما للعباد ) ، أي : إن إهلاكه إياهم كان عدلا منه ، وفيه مبالغة في نفي الظلم ، حيث علقه بالإرادة . فإذا نفاه عن الإرادة ، كان نفيه عن الوقوع أولى وأحرى .
ولما خوفهم أن يحل بهم في الدنيا ما حل بالأحزاب ، خوفهم أمر الآخرة فقال ، تعطفا لهم بندائهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=29011ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) وهو يوم الحشر . والتنادي مصدر تنادى القوم أي : نادى بعضهم بعضا . قال الشاعر :
[ ص: 464 ] تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا فقلت أعبد الله ذلكم الردي
وسمي يوم التنادي ، إما لنداء بعضهم لبعض بالويل والثبور ، وإما لتنادي أهل الجنة وأهل النار على ما ذكر في سورة الأعراف ، وإما لأن الخلق ينادون إلى المحشر ، وإما لنداء المؤمن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هاؤم اقرءوا كتابيه ) ، والكافر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25ياليتني لم أوت كتابيه ) . وقرأت فرقة : التناد ، بسكون الدال في الوصل أجراه مجرى الوقف ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ،
وأبو صالح ،
والكلبي ،
والزعفراني ،
وابن مقسم : التناد ، بتشديد الدال : من ند البعير إذا هرب . كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يوم يفر المرء من أخيه ) الآية ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره : في (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32التناد ) خفيفة الدال هو التنادي ، أي : يكون بين الناس عند النفخ في الصور ، ونفخة الفزع في الدنيا ، وأنهم يفرون على وجوههم للفزع التي نالهم ، وينادي بعضهم بعضا .
وروي هذا التأويل عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون التذكر بكل نداء في القيامة فيه مشقة على الكفار والعصاة . انتهى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
وبث الخلق فيها إذ دحاها فهم سكانها حتى التنادي
وفي الحديث : "
إن للناس جولة يوم القيامة يندون " ، يظنون أنهم يجدون مهربا ; ثم تلا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يوم تولون مدبرين ) .
قال
مجاهد : معناه فارين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33ما لكم من الله من عاصم ) في فراركم حتى تعذبوا في النار .
وقال
قتادة : ما لكم في الانطلاق إليها من عاصم ، أي : مانع ، يمنعكم منها ، أو ناصر .
ولما يئس المؤمن من قبولها قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33ومن يضلل الله فما له من هاد ) .
ثم أخذ يوبخهم على تكذيب الرسل ، بأن
يوسف قد جاءهم بالبينات . والظاهر أنه
يوسف بن يعقوب ،
وفرعون هو
فرعون موسى ، وروى
أشهب عن
مالك أنه بلغه أن
فرعون عمر أربعمائة سنة وأربعين سنة .
وقيل : بل الجائي إليهم هو
يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب ، وأن
فرعون هو
فرعون ، غير
فرعون موسى .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34بالبينات ) : بالمعجزات . فلم يزالوا شاكين في رسالته كافرين ، حتى إذا توفي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) . وليس هذا تصديقا لرسالته ، وكيف وما زالوا في شك منه ، وإنما المعنى : لا رسول من عند الله فيبعثه إلى الخلق ، ففيه نفي الرسول ، ونفي بعثته .
وقرئ : ( ألن يبعث ) ، بإدخال همزة الاستفهام على حرف النفي ، كأن بعضهم يقرر بعضا على نفي البعثة .
( كذلك ) أي : مثل إضلال الله إياكم ، أي : حين لم تقبلوا من
يوسف ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34يضل الله من هو مسرف مرتاب ) : يعنيهم ؛ إذ هم المسرفون المرتابون في رسالات الأنبياء .
وجوزوا في (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون ) أن تكون صفة لـ ( من ) ، وبدلا منه : أي معناه جمع ومبتدأ على حذف مضاف ، أي : جدال الذين يجادلون ، حتى يكون الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) عائدا على ذلك أولا ، أو على حذف مضاف ، والفاعل بـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) ضمير يعود على الجدل المفهوم من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يجادلون ) ، أو ضمير يعود على ( من ) على لفظها ، على أن يكون ( الذين ) صفة ، أو بدلا أعيد أولا على لفظ ( من ) في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28هو مسرف كذاب ) . ثم جمع الذين على معنى ( من ) ، ثم أفرد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) على لفظ ( من ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويحتمل أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون ) مبتدأ و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بغير سلطان أتاهم ) خبرا ، وفاعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) قوله : ( كذلك ) ، أي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر مقتا ) مثل ذلك الجدال ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يطبع الله ) كلام مستأنف ، ومن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر مقتا عند الله ) جدالهم ، فقد حذف الفاعل ، والفاعل لا يصح حذفه . انتهى ، وهذا الذي أجازه لا يجوز أن يكون مثله في كلام فصيح ،
[ ص: 465 ] فكيف في كلام الله ؟ لأن فيه تفكيك الكلام بعضه من بعض ، وارتكاب مذهب الصحيح خلافه .
أما تفكيك الكلام ، فالظاهر أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بغير سلطان ) متعلق بـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يجادلون ) ، ولا يتعقل جعله خبرا للذين ؛ لأنه جار ومجرور ، فيصير التقدير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله ) : كائنون ، أو مستقرون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بغير سلطان ) ، أي : في غير سلطان ؛ لأن الباء إذا ذاك ظرفية خبر عن الجثة ، وكذلك في قوله يطبع أنه مستأنف فيه تفكيك الكلام ؛ لأن ما جاء في القرآن من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كذلك يطبع ) ، أو نطبع ، إنما جاء مربوطا بعضه ببعض ، فكذلك هنا . وأما ارتكاب مذهب الصحيح خلافه ، فجعل الكاف اسما فاعلا بـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) ، وذلك لا يجوز على مذهب البصريين إلا
الأخفش ، ولم يثبت في كلام العرب ، أعني نثرها : جاءني كزيد ، تريد : مثل زيد ، فلم تثبت اسميتها ، فتكون فاعلة .
وأما قوله : ومن قال إلى آخره ، فإن قائل ذلك وهو
الحوفي ، والظن به أنه فسر المعنى ولم يرد الإعراب . وأما تفسير الإعراب أن الفاعل بـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) ضمير يعود على الجدال المفهوم من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يجادلون ) ، كما قالوا : من كذب كان شرا له ، أي : كان هو ، أي : الكذب المفهوم من كذب . والأولى في إعراب هذا الكلام أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين ) مبتدأ وخبره (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر ) ، والفاعل ضمير المصدر المفهوم من (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يجادلون ) ، وهذه الصفة موجودة في
فرعون وقومه ، ويكون الواعظ لهم قد عدل عن مخاطبتهم إلى الاسم الغائب ، لحسن محاورته لهم واستجلاب قلوبهم ، وإبراز ذلك في صورة تذكيرهم ، ولا يفجئهم بالخطاب . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر مقتا ) ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم والشهادة على خروجه عن حد إشكاله من الكبائر .
( كذلك ) أي : مثل ذلك الطبع على قلوب المجادلين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يطبع الله ) أي : يختم بالضلالة ويحجب عن الهدى . وقرأ
أبو عمرو بن ذكوان ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ، بخلاف عنه : ( قلب ) بالتنوين ، وصف القلب بالتكبر والجبروت ، لكونه مركزهما ومنبعهما ، كما يقولون : رأت العين ، وكما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فإنه آثم قلبه ) ، والإثم : الجملة ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون على حذف المضاف ، أي : على كل ذي قلب متكبر ، بجعل الصفة لصاحب القلب . انتهى ، ولا ضرورة تدعو إلى اعتقاد الحذف .
وقرأ باقي السبعة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35قلب متكبر ) بالإضافة ، والمضاف فيه العام عام ، فلزم عموم متكبر جبار . وقال
مقاتل : المتكبر : المعاند في تعظيم أمر الله ، والجبار : المسلط على خلق الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29011وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا ) ، أقوال
فرعون : ذروني أقتل
موسى ، ما أريكم إلا ما أرى ، يا
هامان ابن لي صرحا ، حيدة عن محاجة
موسى ، ورجوع إلى أشياء لا تصح ، وذلك كله لما خامره من الجزع والخوف وعدم المقاومة ، والتعرف أن هلاكه وهلاك قومه على يد
موسى ، وأن قدرته عجزت عن التأثير في
موسى ، هذا على كثرة سفكه الدماء .
وتقدم الكلام في الصرح في سورة القصص فأغنى عن إعادته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الأسباب : الطرق . وقال
قتادة : الأبواب ; وقيل : عنى لعله يجد مع قربه من السماء سببا يتعلق به ، وما أداك إلى شيء فهو سبب ، وأبهم أولا الأسباب ، ثم أبدل منها ما أوضحها . والإيضاح بعد الإبهام يفيد تفخيم الشيء ، إذ في الإبهام تشوق للمراد ، وتعجب من المقصود ، ثم بالتوضيح يحصل المقصود ويتعين .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع ) رفعا ، عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36أبلغ ) فكلاهما مترجى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ،
وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
والزعفراني ،
وابن مقسم ،
وحفص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع ) ، بنصب العين . وقال
أبو القاسم بن جبارة ،
وابن عطية : على جواب التمني . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : على جواب الترجي ، تشبيها للترجي بالتمني . انتهى .
وقد فرق النحاة بين التمني والترجي ، فذكروا أن التمني يكون في الممكن والممتنع ، والترجي يكون في الممكن .
وبلوغ أسباب السماوات غير ممكن ، لكن
فرعون أبرز ما لا يمكن في صورة الممكن تمويها على سامعيه .
وأما النصب بعد الفاء في جواب الترجي فشيء أجازه الكوفيون ومنعه البصريون ، واحتج
[ ص: 466 ] الكوفيون بهذه القراءة وبقراءة
عاصم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4فتنفعه الذكرى ) في سورة عبس ، إذ هو جواب الترجي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3لعله يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر فتنفعه الذكرى ) . وقد تأولنا ذلك على أن يكون عطفا على التوهم ؛ لأن خبر لعل كثيرا جاء مقرونا بأن في النظم كثيرا ، وفي النثر قليلا .
فمن نصب توهم أن الفعل المرفوع الواقع خبرا كان منصوبا بأن ، والعطف على التوهم كثير ، وإن كان لا ينقاس ، لكن إن وقع شيء وأمكن تخريجه عليه خرج ، وأما هنا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع ) فقد جعله بعضهم جوابا للأمر ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36ابن لي صرحا ) ، كما قال الشاعر :
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا
ولما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع إلى إله موسى ) ، كان ذلك إقرارا بإله
موسى ، فاستدرك هذا الإقرار بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وإني لأظنه ) أي : في ادعاء الإلهية ، كما قال في القصص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وكذلك ) أي : مثل ذلك التزيين في إيهام
فرعون أنه يطلع إلى إله
موسى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زين لفرعون سوء عمله ) . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زين لفرعون ) مبنيا للمفعول ; وقرئ : ( زين ) مبنيا للفاعل . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وصد ) مبنيا للفاعل أي : وصد
فرعون ; والكوفيون : بضم الصاد مناسبا لـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زين ) مبنيا للمفعول ;
وابن وثاب : بكسر الصاد ، أصله صدد ، نقلت الحركة إلى الصاد بعد توهم حذفها ;
وابن إسحاق ،
وعبد الرحمن بن أبي بكرة ، بفتح الصاد وضم الدال ، منونة عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37سوء عمله ) . والتباب : الخسران ، خسر ملكه في الدنيا فيها بالغرق ، وفي الآخرة بخلود النار ، وتكرر وعظ المؤمن إثر كلام
فرعون بندائه قومه مرتين ، متبعا كل نداء بما فيه زجر واتعاظ لو وجد من يقبل ، وأمر هنا باتباعه ؛ لأن يهديهم سبيل الرشاد .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل : بشد الشين ، وتقدم الكلام على ذلك . والرد على من جعل هذه القراءة في كلام
فرعون ، وأجمل أولا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38سبيل الرشاد ) ، وهو سبيل الإيمان بالله واتباع شرعه .
ثم فسر ، فافتتح بذم الدنيا وبصغر شأنها ، وأنها متاع زائل ، هي ومن تمتع بها ، وأن الآخرة هي دار القرار التي لا انفكاك منها ، إما إلى جنة ، وإما إلى نار .
وكذلك قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ) . وقرأ
أبو رجاء ،
وشيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، والأخوان ، والصاحبان ،
وحفص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40يدخلون ) مبنيا للفاعل ، وباقي السبعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
والحسن ،
وأبو جعفر ،
وعيسى : مبنيا للمفعول .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ .
[ ص: 445 ] الْجُمْهُورُ : عَلَى أَنَّ هَذَا الْمُؤْمِنَ هُوَ الرَّجُلُ الْقَائِلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا ) ، قَصَّ اللَّهُ أَقَاوِيلَهُ إِلَى آخَرِ الْآيَاتِ .
لَمَّا رَأَى مَا لَحِقَ
فِرْعَوْنَ مِنَ الْخَوَرِ وَالْخَوْفِ ، أَتَى بِنَوْعٍ آخَرَ مِنَ التَّهْدِيدِ ، وَخَوَّفَهُمْ أَنْ يُصِيبَهُمْ مَا أَصَابَ الْأُمَمَ السَّابِقَةَ مِنَ اسْتِئْصَالِ الْهَلَاكِ حِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ ، وَقَوِيَتْ نَفْسُهُ حَتَّى سَرَدَ عَلَيْهِ مَا سَرَدَ ، وَلَمْ يَهَبْ
فِرْعَوْنَ .
وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : بَلْ كَلَامُ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ قَدْ تَمَّ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ تَعَالَى بِالَّذِي آمَنَ
بِمُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَاحْتَجُّوا بِقُوَّةِ كَلَامِهِ ، وَأَنَّهُ جَنَحَ مَعَهُمْ بِالْإِيمَانِ ، وَذَكَرَ عَذَابَ الْآخِرَةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَكُنْ كَلَامُ الْأَوَّلِ إِلَّا عَلَانِيَةً لَهُمْ ، وَأَفْرَدَ الْيَوْمَ ، إِمَّا لِأَنَّ الْمَعْنَى مِثْلُ أَيَّامِ الْأَحْزَابِ ، أَوْ أَرَادَ بِهِ الْجَمْعَ ، أَيْ : مِثْلَ أَيَّامِ الْأَحْزَابِ ؛ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ حِزْبٍ كَانَ لَهُ يَوْمٌ . وَالْأَحْزَابُ : الَّذِينَ تَحَزَّبُوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ ) ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : بَدَلٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : عَطْفُ بَيَانٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مِثْلَ يَوْمِ حِزْبٍ ، وَ ( دَأَبِ ) عَادَتُهُمْ وَدَيْدَنُهُمْ فِي الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ) ، أَيْ : إِنَّ إِهْلَاكَهُ إِيَّاهُمْ كَانَ عَدْلًا مِنْهُ ، وَفِيهِ مُبَالَغَةٌ فِي نَفْيِ الظُّلْمِ ، حَيْثُ عَلَّقَهُ بِالْإِرَادَةِ . فَإِذَا نَفَاهُ عَنِ الْإِرَادَةِ ، كَانَ نَفْيُهُ عَنِ الْوُقُوعِ أَوْلَى وَأَحْرَى .
وَلَمَّا خَوَّفَهُمْ أَنْ يَحِلَّ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا مَا حَلَّ بِالْأَحْزَابِ ، خَوَّفَهُمْ أَمْرَ الْآخِرَةِ فَقَالَ ، تَعَطُّفًا لَهُمْ بِنِدَائِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=29011وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ) وَهُوَ يَوْمُ الْحَشْرِ . وَالتَّنَادِي مَصْدَرُ تَنَادَى الْقَوْمُ أَيْ : نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا . قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 464 ] تَنَادَوْا فَقَالُوا أَرَدْتَ الْخَيْلَ فَارِسًا فَقُلْتُ أَعَبُدُ اللَّهَ ذَلِكُمُ الرَّدِي
وَسُمِّيَ يَوْمَ التَّنَادِي ، إِمَّا لِنِدَاءِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، وَإِمَّا لِتَنَادِي أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَإِمَّا لِأَنَّ الْخَلْقَ يُنَادَوْنَ إِلَى الْمَحْشَرِ ، وَإِمَّا لِنِدَاءِ الْمُؤْمِنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) ، وَالْكَافِرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ) . وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ : التَّنَادْ ، بِسُكُونِ الدَّالِ فِي الْوَصْلِ أَجْرَاهُ مَجْرَى الْوَقْفِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالضِّحَاكُ ،
وَأَبُو صَالِحٍ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ : التَّنَادِّ ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ : مِنْ نَدَّ الْبَعِيرُ إِذَا هَرَبَ . كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ) الْآيَةَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرُهُ : فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32التَّنَادِ ) خَفِيفَةُ الدَّالِ هُوَ التَّنَادِي ، أَيْ : يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ عِنْدَ النَّفْخِ فِي الصُّوَرِ ، وَنَفْخَةِ الْفَزَعِ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنَّهُمْ يَفِرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ لِلْفَزَعِ الَّتِي نَالَهُمْ ، وَيُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا .
وَرُوِيَ هَذَا التَّأْوِيلُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّذَكُّرُ بِكُلِّ نِدَاءٍ فِي الْقِيَامَةِ فِيهِ مَشَقَّةٌ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْعُصَاةِ . انْتَهَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ :
وَبَثَّ الْخَلْقَ فِيهَا إِذْ دَحَاهَا فَهُمْ سُكَّانُهَا حَتَّى التَّنَادِي
وَفِي الْحَدِيثِ : "
إِنَّ لِلنَّاسِ جَوْلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنِدُّونَ " ، يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ مَهْرَبًا ; ثُمَّ تَلَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ) .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : مَعْنَاهُ فَارِّينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) فِي فِرَارِكُمْ حَتَّى تُعَذَّبُوا فِي النَّارِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَا لَكُمْ فِي الِانْطِلَاقِ إِلَيْهَا مِنْ عَاصِمٍ ، أَيْ : مَانِعٍ ، يَمْنَعُكُمْ مِنْهَا ، أَوْ نَاصِرٍ .
وَلَمَّا يَئِسَ الْمُؤْمِنُ مِنْ قَبُولِهَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) .
ثُمَّ أَخَذَ يُوَبِّخُهُمْ عَلَى تَكْذِيبِ الرُّسُلِ ، بِأَنَّ
يُوسُفَ قَدْ جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
وَفِرْعَوْنُ هُوَ
فِرْعَوْنُ مُوسَى ، وَرَوَى
أَشْهَبُ عَنْ
مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ
فِرْعَوْنَ عَمَّرَ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَقِيلَ : بَلِ الْجَائِي إِلَيْهِمْ هُوَ
يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، وَأَنَّ
فِرْعَوْنَ هُوَ
فِرْعَوْنُ ، غَيْرُ
فِرْعَوْنَ مُوسَى .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34بِالْبَيِّنَاتِ ) : بِالْمُعْجِزَاتِ . فَلَمْ يَزَالُوا شَاكِّينَ فِي رِسَالَتِهِ كَافِرِينَ ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا ) . وَلَيْسَ هَذَا تَصْدِيقًا لِرِسَالَتِهِ ، وَكَيْفَ وَمَا زَالُوا فِي شَكٍّ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى : لَا رَسُولَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَبْعَثَهُ إِلَى الْخَلْقِ ، فَفِيهِ نَفْيُ الرَّسُولِ ، وَنَفْيُ بَعْثَتِهِ .
وَقُرِئَ : ( أَلَنْ يَبْعَثَ ) ، بِإِدْخَالِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى حَرْفِ النَّفْيِ ، كَأَنَّ بَعْضَهُمْ يُقَرِّرُ بَعْضًا عَلَى نَفْيِ الْبَعْثَةِ .
( كَذَلِكَ ) أَيْ : مِثْلُ إِضْلَالِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ ، أَيْ : حِينَ لَمْ تَقْبَلُوا مِنْ
يُوسُفَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ) : يَعْنِيهِمْ ؛ إِذْ هُمُ الْمُسْرِفُونَ الْمُرْتَابُونَ فِي رِسَالَاتِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَجَوَّزُوا فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ) أَنْ تَكُونَ صِفَةً لِـ ( مَنْ ) ، وَبَدَلًا مِنْهُ : أَيْ مَعْنَاهُ جَمْعٌ وَمُبْتَدَأٌ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ : جِدَالُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ، حَتَّى يَكُونَ الضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) عَائِدًا عَلَى ذَلِكَ أَوَّلًا ، أَوْ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، وَالْفَاعِلُ بِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الْجَدَلِ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يُجَادِلُونَ ) ، أَوْ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى ( مَنْ ) عَلَى لَفْظِهَا ، عَلَى أَنْ يَكُونَ ( الَّذِينَ ) صِفَةً ، أَوْ بَدَلًا أُعِيدَ أَوَّلًا عَلَى لَفْظِ ( مَنْ ) فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) . ثُمَّ جَمَعَ الَّذِينَ عَلَى مَعْنَى ( مَنْ ) ، ثُمَّ أَفْرَدَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) عَلَى لَفْظِ ( مَنْ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ) مُبْتَدَأً وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ) خَبَرًا ، وَفَاعِلُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) قَوْلُهُ : ( كَذَلِكَ ) ، أَيْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ مَقْتًا ) مِثْلَ ذَلِكَ الْجِدَالِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يَطْبَعُ اللَّهُ ) كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ ، وَمَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ ) جِدَالُهُمْ ، فَقَدْ حَذَفَ الْفَاعِلَ ، وَالْفَاعِلُ لَا يَصِحُّ حَذْفُهُ . انْتَهَى ، وَهَذَا الَّذِي أَجَازَهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ فِي كَلَامٍ فَصِيحٍ ،
[ ص: 465 ] فَكَيْفَ فِي كَلَامِ اللَّهِ ؟ لِأَنَّ فِيهِ تَفْكِيكَ الْكَلَامِ بَعْضِهِ مِنْ بَعْضٍ ، وَارْتِكَابُ مَذْهَبِ الصَّحِيحِ خِلَافُهُ .
أَمَّا تَفْكِيكُ الْكَلَامِ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ) مُتَعَلِّقٌ بِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يُجَادِلُونَ ) ، وَلَا يُتَعَقَّلُ جَعْلُهُ خَبَرًا لِلَّذِينِ ؛ لِأَنَّهُ جَارٌّ وَمَجْرُورٌ ، فَيَصِيرُ التَّقْدِيرُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ) : كَائِنُونُ ، أَوْ مُسْتَقِرُّونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ) ، أَيْ : فِي غَيْرِ سُلْطَانٍ ؛ لِأَنَّ الْبَاءَ إِذَا ذَاكَ ظَرْفِيَّةٌ خَبَرٌ عَنِ الْجُثَّةِ ، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ يَطْبَعُ أَنَّهُ مُسْتَأْنَفٌ فِيهِ تَفْكِيكُ الْكَلَامِ ؛ لِأَنَّ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَذَلِكَ يَطْبَعُ ) ، أَوْ نَطْبَعُ ، إِنَّمَا جَاءَ مَرْبُوطًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ، فَكَذَلِكَ هُنَا . وَأَمَّا ارْتِكَابُ مَذْهَبِ الصَّحِيحِ خِلَافُهُ ، فَجَعَلَ الْكَافَ اسْمًا فَاعِلًا بِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ إِلَّا
الْأَخْفَشَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، أَعْنِي نَثْرَهَا : جَاءَنِي كَزَيْدٍ ، تُرِيدُ : مِثْلَ زَيْدٍ ، فَلَمْ تَثْبُتِ اسْمِيَّتُهَا ، فَتَكُونُ فَاعِلَةً .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَمَنْ قَالَ إِلَى آخِرِهِ ، فَإِنَّ قَائِلَ ذَلِكَ وَهُوَ
الْحَوْفِيُّ ، وَالظَّنُّ بِهِ أَنَّهُ فَسَّرَ الْمَعْنَى وَلَمْ يُرِدِ الْإِعْرَابَ . وَأَمَّا تَفْسِيرُ الْإِعْرَابِ أَنَّ الْفَاعِلَ بِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الْجِدَالِ الْمَفْهُومِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يُجَادِلُونَ ) ، كَمَا قَالُوا : مَنْ كَذَبَ كَانَ شَرًّا لَهُ ، أَيْ : كَانَ هُوَ ، أَيِ : الْكَذِبُ الْمَفْهُومُ مِنْ كَذَبَ . وَالْأَوْلَى فِي إِعْرَابِ هَذَا الْكَلَامِ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ ) مُبْتَدَأً وَخَبَرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ ) ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرُ الْمَصْدَرِ الْمَفْهُومِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يُجَادِلُونَ ) ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ مَوْجُودَةٌ فِي
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ، وَيَكُونُ الْوَاعِظُ لَهُمْ قَدْ عَدَلَ عَنْ مُخَاطَبَتِهِمْ إِلَى الِاسْمِ الْغَائِبِ ، لِحُسْنِ مُحَاوَرَتِهِ لَهُمْ وَاسْتِجْلَابِ قُلُوبِهِمْ ، وَإِبْرَازِ ذَلِكَ فِي صُورَةِ تَذْكِيرِهِمْ ، وَلَا يُفَجِئُهُمْ بِالْخِطَابِ . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ مَقْتًا ) ضَرْبٌ مِنَ التَّعَجُّبِ وَالِاسْتِعْظَامِ لِجِدَالِهِمْ وَالشَّهَادَةِ عَلَى خُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ إِشْكَالِهِ مِنَ الْكَبَائِرِ .
( كَذَلِكَ ) أَيْ : مِثْلَ ذَلِكَ الطَّبْعِ عَلَى قُلُوبِ الْمُجَادِلِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35يَطْبَعُ اللَّهُ ) أَيْ : يَخْتِمُ بِالضَّلَالَةِ وَيَحْجُبُ عَنِ الْهُدَى . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرِو بْنُ ذَكْوَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ، بِخِلَافٍ عَنْهُ : ( قَلْبٍ ) بِالتَّنْوِينِ ، وَصَفَ الْقَلْبَ بِالتَّكَبُّرِ وَالْجَبَرُوتِ ، لِكَوْنِهِ مَرْكَزَهُمَا وَمَنْبَعَهُمَا ، كَمَا يَقُولُونَ : رَأَتِ الْعَيْنُ ، وَكَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) ، وَالْإِثْمُ : الْجُمْلَةُ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ ، أَيْ : عَلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ ، بِجَعْلِ الصِّفَةِ لِصَاحِبِ الْقَلْبِ . انْتَهَى ، وَلَا ضَرُورَةَ تَدْعُو إِلَى اعْتِقَادِ الْحَذْفِ .
وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ ) بِالْإِضَافَةِ ، وَالْمُضَافُ فِيهِ الْعَامُّ عَامٌّ ، فَلَزِمَ عُمُومُ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : الْمُتَكَبِّرُ : الْمُعَانِدُ فِي تَعْظِيمِ أَمْرِ اللَّهِ ، وَالْجَبَّارُ : الْمُسَلَّطُ عَلَى خَلْقِ اللَّهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29011وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا ) ، أَقْوَالُ
فِرْعَوْنَ : ذَرُونِي أَقْتُلُ
مُوسَى ، مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ، يَا
هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا ، حَيْدَةٌ عَنْ مُحَاجَّةِ
مُوسَى ، وَرُجُوعٌ إِلَى أَشْيَاءَ لَا تَصِحُّ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ لِمَا خَامَرَهُ مِنَ الْجَزَعِ وَالْخَوْفِ وَعَدَمِ الْمُقَاوَمَةِ ، وَالتَّعَرُّفِ أَنَّ هَلَاكَهُ وَهَلَاكَ قَوْمِهِ عَلَى يَدِ
مُوسَى ، وَأَنَّ قُدْرَتَهُ عَجَزَتْ عَنِ التَّأْثِيرِ فِي
مُوسَى ، هَذَا عَلَى كَثْرَةِ سَفْكِهِ الدِّمَاءَ .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الصَّرْحِ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْأَسْبَابُ : الطُّرُقُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْأَبْوَابُ ; وَقِيلَ : عَنَى لَعَلَّهُ يَجِدُ مَعَ قُرْبِهِ مِنَ السَّمَاءِ سَبَبًا يَتَعَلَّقُ بِهِ ، وَمَا أَدَّاكَ إِلَى شَيْءٍ فَهُوَ سَبَبٌ ، وَأَبْهَمَ أَوَّلًا الْأَسْبَابَ ، ثُمَّ أَبْدَلَ مِنْهَا مَا أَوْضَحَهَا . وَالْإِيضَاحُ بَعْدَ الْإِبْهَامِ يُفِيدُ تَفْخِيمَ الشَّيْءِ ، إِذْ فِي الْإِبْهَامِ تَشَوُّقٌ لِلْمُرَادِ ، وَتَعَجُّبٌ مِنَ الْمَقْصُودِ ، ثُمَّ بِالتَّوْضِيحِ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ وَيَتَعَيَّنُ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعُ ) رَفْعًا ، عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36أَبْلُغُ ) فَكِلَاهُمَا مُتَرَجًّى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ ،
وَحَفْصٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ ) ، بِنَصْبِ الْعَيْنِ . وَقَالَ
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ جِبَارَةَ ،
وَابْنُ عَطِيَّةَ : عَلَى جَوَابِ التَّمَنِّي . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : عَلَى جَوَابِ التَّرَجِّي ، تَشْبِيهًا لِلتَّرَجِّي بِالتَّمَنِّي . انْتَهَى .
وَقَدْ فَرَّقَ النُّحَاةُ بَيْنَ التَّمَنِّي وَالتَّرَجِّي ، فَذَكَرُوا أَنَّ التَّمَنِّيَ يَكُونُ فِي الْمُمْكِنِ وَالْمُمْتَنِعِ ، وَالتَّرَجِّيَ يَكُونُ فِي الْمُمْكِنِ .
وَبُلُوغُ أَسْبَابِ السَّمَاوَاتِ غَيْرُ مُمْكِنٍ ، لَكِنَّ
فِرْعَوْنَ أَبْرَزَ مَا لَا يُمْكِنُ فِي صُورَةِ الْمُمْكِنِ تَمْوِيهًا عَلَى سَامِعِيهِ .
وَأَمَّا النَّصْبُ بَعْدَ الْفَاءِ فِي جَوَابِ التَّرَجِّي فَشَيْءٌ أَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ وَمَنَعَهُ الْبَصْرِيُّونَ ، وَاحْتَجَّ
[ ص: 466 ] الْكُوفِيُّونَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَبِقِرَاءَةِ
عَاصِمٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) فِي سُورَةِ عَبَسَ ، إِذْ هُوَ جَوَابُ التَّرَجِّي فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3لَعَلَّهُ يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) . وَقَدْ تَأَوَّلْنَا ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى التَّوَهُّمِ ؛ لِأَنَّ خَبَرَ لَعَلَّ كَثِيرًا جَاءَ مَقْرُونًا بِأَنْ فِي النَّظْمِ كَثِيرًا ، وَفِي النَّثْرِ قَلِيلًا .
فَمَنْ نَصَبَ تَوَهَّمَ أَنَّ الْفِعْلَ الْمَرْفُوعَ الْوَاقِعَ خَبَرًا كَانَ مَنْصُوبًا بِأَنْ ، وَالْعَطْفُ عَلَى التَّوَهُّمِ كَثِيرٌ ، وَإِنْ كَانَ لَا يَنْقَاسُ ، لَكِنْ إِنْ وَقَعَ شَيْءٌ وَأَمْكَنَ تَخْرِيجُهُ عَلَيْهِ خَرَجَ ، وَأَمَّا هُنَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ ) فَقَدْ جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ جَوَابًا لِلْأَمْرِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36ابْنِ لِي صَرْحًا ) ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
يَا نَاقُ سِيرِي عُنُقًا فَسِيحًا إِلَى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا
وَلَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) ، كَانَ ذَلِكَ إِقْرَارًا بِإِلَهِ
مُوسَى ، فَاسْتَدْرَكَ هَذَا الْإِقْرَارَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ ) أَيْ : فِي ادِّعَاءِ الْإِلَهِيَّةِ ، كَمَا قَالَ فِي الْقَصَصِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَكَذَلِكَ ) أَيْ : مِثْلَ ذَلِكَ التَّزْيِينِ فِي إِيهَامِ
فِرْعَوْنَ أَنَّهُ يَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ
مُوسَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ; وَقُرِئَ : ( زَيَّنَ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَصُدَّ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ أَيْ : وَصَدَّ
فِرْعَوْنُ ; وَالْكُوفِيُّونَ : بِضَمِّ الصَّادِ مُنَاسِبًا لِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37زُيِّنَ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ;
وَابْنُ وَثَّابٍ : بِكَسْرِ الصَّادِ ، أَصْلُهُ صَدُدَ ، نَقُلَتِ الْحَرَكَةُ إِلَى الصَّادِ بَعْدَ تَوَهُّمِ حَذْفِهَا ;
وَابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، بِفَتْحِ الصَّادِ وَضَمِّ الدَّالِ ، مُنَوَّنَةً عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37سُوءُ عَمَلِهِ ) . وَالتِّبَابُ : الْخُسْرَانُ ، خَسِرَ مُلْكَهُ فِي الدُّنْيَا فِيهَا بِالْغَرَقِ ، وَفِي الْآخِرَةِ بِخُلُودِ النَّارِ ، وَتَكَرَّرَ وَعْظُ الْمُؤْمِنِ إِثْرَ كَلَامِ
فِرْعَوْنَ بِنِدَائِهِ قَوْمَهُ مَرَّتَيْنِ ، مُتْبِعًا كُلَّ نِدَاءٍ بِمَا فِيهِ زَجْرٌ وَاتِّعَاظٌ لَوْ وُجِدَ مَنْ يَقْبَلُ ، وَأَمَرَ هُنَا بِاتِّبَاعِهِ ؛ لِأَنْ يَهْدِيَهُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : بِشَدِّ الشِّينِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ . وَالرَّدُّ عَلَى مَنْ جَعَلَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ فِي كَلَامِ
فِرْعَوْنَ ، وَأَجْمَلَ أَوَّلًا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ، وَهُوَ سَبِيلُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَاتِّبَاعِ شَرْعِهِ .
ثُمَّ فَسَّرَ ، فَافْتَتَحَ بِذَمِّ الدُّنْيَا وَبِصِغَرِ شَأْنِهَا ، وَأَنَّهَا مَتَاعٌ زَائِلٌ ، هِيَ وَمَنْ تَمَتَّعَ بِهَا ، وَأَنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ الَّتِي لَا انْفِكَاكَ مِنْهَا ، إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ ، وَإِمَّا إِلَى نَارٍ .
وَكَذَلِكَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ) . وَقَرَأَ
أَبُو رَجَاءٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، وَالْأَخَوَانِ ، وَالصَّاحِبَانِ ،
وَحَفْصٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40يَدْخُلُونَ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَعِيسَى : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .