[ ص: 471 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هدى وذكرى لأولي الألباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=59إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=63كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) .
ولما ذكر ما حل
بآل فرعون ، واستطرد من ذلك إلى ذكر شيء من أحوال الكفار في الآخرة ، عاد إلى ذكر ما منح رسوله
موسى - عليه السلام - فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53ولقد آتينا موسى الهدى ) تأنيسا
لمحمد - عليه السلام - ، وتذكيرا لما كانت العرب تعرفه من قصة
موسى - عليه السلام - . والهدى ، يجوز أن يكون الدلائل التي أوردها على
فرعون وقومه ، وأن يكون النبوة ، وأن يكون التوراة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ) : الظاهر أنه التوراة ، توارثوها خلف عن سلف ، ويجوز أن يكون الكتاب أريد به ما أنزل على
بني إسرائيل من كتب أنبيائهم ، كالتوراة والزبور والإنجيل ، ( هدى ) ودلالة على الشيء المطلوب ، ( وذكرى ) لما كان منسيا فذكر به تعالى في كتبه . وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هدى وذكرى ) على أنهما مفعولان له ، أو على أنهما مصدران في موضع الحال .
ثم أمر تعالى نبيه بالصبر فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فاصبر إن وعد الله حق ) ، من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إنا لننصر رسلنا ) ، فلا بد من نصرك على أعدائك . وقال
الكلبي : نسخ هذا بآية السيف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55واستغفر لذنبك ) ، قال
ابن عطية : يحتمل أن يكون قبل إعلام الله تعالى إياه أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ لأن آية هذه السورة مكية ، وآية سورة الفتح مدنية متأخرة ، ويحتمل أن يكون الخطاب له في هذه الآية ، والمراد أنه إذا أمر هو بهذا فغيره أحرى بامتثاله .
وقال
أبو عبد الله الرازي : محمول على التوبة من ترك الأفضل والأولى . وقيل : المقصود منه محض تعبد ، كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ) ، فإن إيتاء ذلك الشيء واجب ، ثم إنه أمرنا بطلبه . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55لذنبك ) : لذنب أمتك في حقك .
قيل : فأضاف المصدر للمفعول ، ثم أمره بتنزيهه تعالى في هذين الوقتين اللذين الناس مشتغلون فيهما بمصالحهم المهمة .
ويجوز أن يكون المراد سائر الأوقات ، وعبر بالظرفين عن ذلك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أراد بذلك الصلوات الخمس .
وقال
قتادة : صلاة الغداة ، وصلاة العصر . وقال
الحسن : ركعتان قبل أن تفرض الصلاة . وعنه أيضا : صلاة العصر ، وصلاة الصبح .
والظاهر أن المجادلين في آيات الله ، وهي دلائله التي نصبها على توحيده وكتبه المنزلة ، وما أظهر على يد أنبيائه من الخوارق ، هم كفار
قريش والعرب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56بغير سلطان ) أي : حجة وبرهان .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إن في صدورهم إلا كبر ) أي : تكبر وتعاظم ، وهو إرادة التقدم والرياسة ، وذلك هو الحامل على جدالهم بالباطل ، ودفعهم ما يجب لك من تقدمك عليهم ، لما منحك من النبوة وكلفك من أعباء الرسالة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56ما هم ببالغيه ) أي : ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من رياستهم وتقدمهم ، وفي ذلك إشارة إلى أنهم لا يرأسون ، ولا يحصل لهم ما يؤملونه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى على تكذيبك إلا ما في صدورهم من الكبر عليك ، وما هم ببالغي مقتضي ذلك الكبر ، لأن الله أذلهم
[ ص: 472 ] وقال
ابن عطية : تقديره مبالغي إرادتهم فيه . وقال
مقاتل : هي في
اليهود .
قال
مقاتل : عظمت
اليهود الدجال ، وقالوا : إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إن الذين يجادلون في آيات الله ) ؛ لأن الدجال من آياته ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56بغير سلطان ) أي : حجة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56فاستعذ بالله ) من فتنة الدجال .
والمراد بـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57خلق الناس ) الدجال ، وإلى هذا ذهب
أبو العالية ، وهذا القول أصح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقيل المجادلون هم
اليهود ، وكانوا يقولون : يخرج صاحبنا
المسيح بن داود ، يريدون الدجال ، ويبلغ سلطانه البر والبحر ، وتسير معه الأنهار ، وهو آية من آيات الله ، فيرجع إلينا الملك ، فسمى الله تمنيهم ذلك كبرا ، ونفى أن يبلغوا متمناهم . انتهى .
وكان رئيس
اليهود في زمانه في
مصر موسى بن ميمون الأندلسي القرطبي قد كتب رسالته إلى يهود
اليمن أن صاحبهم يظهر في سنة كذا وخمسمائة ، وكذب عدو الله .
جاءت تلك السنة وسنون بعدها كثيرة ولم يظهر شيء مما قاله ، لعنه الله . وكان هذا اليهودي قد أظهر الإسلام ، حتى استسلم
اليهود بعض ملوك
المغرب ، ورجل من
الأندلس . فيذكر أنه صلى بالناس التراويح وهم على ظهر السفينة في رمضان ، إذ كان يحفظ القرآن .
فلما قدم
مصر ، وكان ذلك في دولة العبيديين ، وهم لا يتقيدون بشريعة ، رجع إلى اليهودية وأخبر أنه كان مكرها على الإسلام ، فقبل منه ذلك ، وصنف لهم تصانيف ، ومنها : ( كتاب دلالة الحائرين ) ، وإنما استفاد ما استفاد من مخالطة علماء
الأندلس وتودده لهم ، والرياسة إلى الآن
بمصر لليهود في كل من كان من ذريته .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56فاستعذ بالله ) أي : التجئ إليه من كيد من يحسدك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إنه هو السميع ) لما تقول ويقولون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56البصير ) بما تعمل ويعملون ، فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرهم .
ثم نبه تعالى أنه لا ينبغي أن يجادل في آيات الله ، ولا يتكبر الإنسان بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) أي : إن المخلوقات أكبر وأجل من خلق البشر فما لأحد يجادل ويتكبر على خالقه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري مجادلتهم في آية الله كان مشتملا على إنكار البعث وهو أصل المجادلة ومدارها فحجوا بخلق السماوات والأرض ؛ لأنهم كانوا مقرين بأن الله خلقها وبأنها خلق عظيم لا يقادر قدره ، وخلق الناس بالقياس إليه شيء قليل مهين ممن قدر على خلقها مع عظمها كان على خلق الإنسان مع مهانته أقدر وهو أبلغ من الاستشهاد بخلق مثله انتهى .
وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون الكلام في معنى البعث والإعادة ، فأعلم تعالى أن الذي خلق السماوات والأرض قوي قادر على خلق الناس تارة أخرى ، فالخلق مصدر أضيف إلى المفعول .
وقال
النقاش : المعنى مما يخلق الناس إذ هم في الحقيقة لا يملكون شيئا ، فالخلق مضاف للفاعل .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29011ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، أي لا يتأملون لغلبة الغفلة عليهم ، ونفي العلم عن الأكثر وتخصيصه به يدل على أن القليل يعلم ، ولذلك ضرب مثلا للجاهل بالأعمى ، وللعالم بالبصير ، وانتفاء الاستواء بينهما هو من الجهة الدالة على العمى وعلى البصر وإلا فهما مستويان في غير ما شيء ، ولما بعد ، قسم الذين آمنوا بطول صلة الموصول ، كرر لا توكيدا ، وقدم (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58والذين آمنوا ) لمجاورة قوله : ( والبصير ) ، وهما طريقان ، أحدهما : أن يجاور المناسب هكذا ، والآخر : أن يتقدم ما يقابل الأول ويؤخر ما يقابل الآخر ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وما يستوي الأعمى والبصير nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=20ولا الظلمات ولا النور nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=21ولا الظل ولا الحرور ) ، وقد يتأخر المتماثلان ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ) ، وكل ذلك تفنن في البلاغة وأساليب الكلام .
ولما كان قد تقدم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، فكان ذلك صفة ذم ناسب أن يبدأ في ذكر التساوي بصفة الذم ، فبدأ بالأعمى . وقرأ
قتادة ،
وطلحة ،
وأبو عبد الرحمن ،
وعيسى ، والكوفيون : ( تتذكرون ) بتاء الخطاب ; والجمهور ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
والحسن ،
وأبو جعفر ،
وشيبة :
[ ص: 473 ] بالياء على الغيبة . ثم أخبر بما يدل على البعث من إتيان الساعة ، وأنه لا ريب في وقوعها ، وهو يوم القيامة ، حيث الحساب وافتراق الجمع إلى الجنة طائعهم ، وإلى النار كافرهم ومن أراد الله تعذيبه من العصاة بغير الكفر .
والظاهر حمل الدعاء والاستجابة على ظاهرهما ، إلا أن الاستجابة مقيدة بمشيئة الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : اسألوني أعطكم ; وقال
الضحاك : أطيعوني آتكم ; وقالت فرقة منهم
مجاهد : ادعوني ، اعبدوني وأستجب لكم ، آتيكم على العبادة .
وكثيرا جاء الدعاء في القرآن بمعنى العبادة ، ويقوي هذا التأويل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي ) . وما روى
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373907قال : " الدعاء هو العبادة " ، وقرأ هذه الآية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( وحدوني أغفر لكم ) ; وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=16004للثوري : ادع الله تعالى ، فقال : إن ترك الذنوب هو الدعاء . وقال
الحسن ، وقد سئل عن هذه الآية : اعملوا وأبشروا ، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ويزيدهم من فضله . وقال
أنس : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374848ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي ) أي : عن دعائي .
وقرأ جمهور السبعة ،
والحسن ،
وشيبة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60سيدخلون ) مبنيا للفاعل ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
وابن كثير ،
وأبو جعفر : مبنيا للمفعول ; واختلف عن
عاصم وأبي عمرو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60داخرين ) : ذليلين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) : تقدم الكلام على مثل هذه الجملة في سورة
يونس . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61لذو فضل : أبلغ من : لمفضل أو لمتفضل ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68لذو علم لما علمناه ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لينفق ذو سعة من سعته ) ، ( والله ذو الفضل العظيم ) ، لما يؤدي إليه من كونه صاحبه ومتمكنا منه ، بخلاف أن يؤتى بالصفة ، فإنه قد يدل على غير الله بالاتصاف به في وقت ما ، لا دائما ، وذكر عموم فضله وسوغه على الناس ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57ولكن أكثر الناس ) ، فأتى به ظاهرا ، ولم يأت التركيب : ولكن أكثرهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في هذا التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم ، وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه ، كقوله : ( إن الإنسان لكفور ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إن الإنسان لربه لكنود ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إن الإنسان لظلوم كفار ) . انتهى .
( ذلكم ) أي : المخصوص بتلك الصفات المتميز بها من استجابته لدعائكم ، ومن جعل الليل والنهار كما ذكر ، ومن تفضله عليكم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62الله ربكم ) : الجامع لهذه الأوصاف من الإلهية والربوبية ، وإنشاء الأشياء والوحدانية .
فكيف تصرفون عن عبادة من هذه أوصافه إلى عبادة الأوثان ؟ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : ( خالق ) بنصب القاف ،
وطلحة في رواية : ( يؤفكون ) بياء الغيبة ، والجمهور : بضم القاف وتاء الخطاب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( خالق ) نصبا على الاختصاص ( كذلك ) ، أي : مثل ذلك الصرف صرف الله قلوب الجاحدين بآيات الله من الأمم على طريق الهدى .
ولما ذكر تعالى ما امتن به من الليل والنهار ، ذكر أيضا ما امتن به من جعل الأرض مستقرا والسماء بناء ، أي : قبة ، ومنه أبنية العرب لمضاربهم ؛ لأن السماء في منظر العين كقبة مضروبة على وجه الأرض .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64صوركم ) بضم الصاد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وأبو رزين : بكسرها فرارا من الضمة قبل الواو استثقالا ، وجمع فعلة بضم الفاء على فعل بكسرها شاذ ، وقالوا ( قوة ) وقوى بكسر القاف على الشذوذ أيضا قيل : لم يخلق حيوانا أحسن صورة من الإنسان .
وقيل : لم يخلقهم منكوسين كالبهائم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4في أحسن تقويم ) . وقرأت فرقة : ( صوركم ) بضم الصاد وإسكان الواو ، على نحو بسرة وبسر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64ورزقكم من الطيبات ) : امتن عليهم بما يقوم بأود صورهم ، والطيبات المستلذات طعما ولباسا ومكاسب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : من قال : لا إله إلا الله ، فليقل على أثرها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65الحمد لله رب العالمين ) . وقال نحوه
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، ثم قرأ الآية .
[ ص: 471 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=59إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=63كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
وَلَمَّا ذَكَرَ مَا حَلَّ
بِآلِ فِرْعَوْنَ ، وَاسْتَطْرَدَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِ الْكُفَّارِ فِي الْآخِرَةِ ، عَادَ إِلَى ذِكْرِ مَا مَنَحَ رَسُولَهُ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى ) تَأْنِيسًا
لِمُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وَتَذْكِيرًا لِمَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْرِفُهُ مِنْ قِصَّةِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - . وَالْهُدَى ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الدَّلَائِلَ الَّتِي أَوْرَدَهَا عَلَى
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ النُّبُوَّةَ ، وَأَنْ يَكُونَ التَّوْرَاةَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=53وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ التَّوْرَاةُ ، تَوَارَثُوهَا خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ أُرِيدَ بِهِ مَا أُنْزِلَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُتُبِ أَنْبِيَائِهِمْ ، كَالتَّوْرَاةِ وَالزَّبُورِ وَالْإِنْجِيلِ ، ( هُدًى ) وَدَلَالَةً عَلَى الشَّيْءِ الْمَطْلُوبِ ، ( وَذِكْرَى ) لِمَا كَانَ مَنْسِيًّا فَذَكَّرَ بِهِ تَعَالَى فِي كُتُبِهِ . وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=54هُدًى وَذِكْرَى ) عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَانِ لَهُ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُمَا مَصْدَرَانِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ .
ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى نَبِيَّهُ بِالصَّبْرِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) ، مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا ) ، فَلَا بُدَّ مِنْ نَصْرِكَ عَلَى أَعْدَائِكَ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : نُسِخَ هَذَا بِآيَةِ السَّيْفِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ أَنَّهُ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ؛ لِأَنَّ آيَةَ هَذِهِ السُّورَةِ مَكِّيَّةٌ ، وَآيَةَ سُورَةِ الْفَتْحِ مَدَنِيَّةٌ مُتَأَخِّرَةٌ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ لَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ إِذَا أَمَرَ هُوَ بِهَذَا فَغَيْرُهُ أَحْرَى بِامْتِثَالِهِ .
وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : مَحْمُولٌ عَلَى التَّوْبَةِ مِنْ تَرْكِ الْأَفْضَلِ وَالْأَوْلَى . وَقِيلَ : الْمَقْصُودُ مِنْهُ مَحْضُ تَعَبُّدٍ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ) ، فَإِنَّ إِيتَاءَ ذَلِكَ الشَّيْءِ وَاجِبٌ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَنَا بِطَلَبِهِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55لِذَنْبِكَ ) : لِذَنْبِ أُمَّتِكَ فِي حَقِّكَ .
قِيلَ : فَأَضَافَ الْمَصْدَرَ لِلْمَفْعُولِ ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِتَنْزِيهِهِ تَعَالَى فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ اللَّذَيْنِ النَّاسُ مُشْتَغِلُونَ فِيهِمَا بِمَصَالِحِهِمُ الْمُهِمَّةِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ سَائِرُ الْأَوْقَاتِ ، وَعَبَّرَ بِالظَّرْفَيْنِ عَنْ ذَلِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَرَادَ بِذَلِكَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : صَلَاةُ الْغَدَاةِ ، وَصَلَاةُ الْعَصْرِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : رَكْعَتَانِ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ . وَعَنْهُ أَيْضًا : صَلَاةُ الْعَصْرِ ، وَصَلَاةُ الصُّبْحِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُجَادِلِينَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، وَهِيَ دَلَائِلُهُ الَّتِي نَصَبَهَا عَلَى تَوْحِيدِهِ وَكُتُبُهُ الْمُنَزَّلَةُ ، وَمَا أَظْهَرَ عَلَى يَدِ أَنْبِيَائِهِ مِنَ الْخَوَارِقِ ، هُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ) أَيْ : حُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ) أَيْ : تَكَبُّرٌ وَتَعَاظُمٌ ، وَهُوَ إِرَادَةُ التَّقَدُّمِ وَالرِّيَاسَةِ ، وَذَلِكَ هُوَ الْحَامِلُ عَلَى جِدَالِهِمْ بِالْبَاطِلِ ، وَدَفْعِهِمْ مَا يَجِبُ لَكَ مِنْ تَقَدُّمِكَ عَلَيْهِمْ ، لِمَا مَنَحَكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَكَلَّفَكَ مِنْ أَعْبَاءِ الرِّسَالَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ) أَيْ : بِبَالِغِي مُوجِبِ الْكِبْرِ وَمُقْتَضِيهِ مِنْ رِيَاسَتِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ ، وَفِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَا يَرْأَسُونَ ، وَلَا يَحْصُلُ لَهُمْ مَا يُؤَمِّلُونَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى عَلَى تَكْذِيبِكَ إِلَّا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْكِبْرِ عَلَيْكَ ، وَمَا هُمْ بِبَالِغِي مُقْتَضِي ذَلِكَ الْكِبْرِ ، لِأَنَّ اللَّهَ أَذَلَّهُمْ
[ ص: 472 ] وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : تَقْدِيرُهُ مُبَالِغِي إِرَادَتِهِمْ فِيهِ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : هِيَ فِي
الْيَهُودِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : عَظَّمَتِ
الْيَهُودُ الدَّجَّالَ ، وَقَالُوا : إِنَّ صَاحِبَنَا يُبْعَثُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَلَهُ سُلْطَانٌ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ) ؛ لِأَنَّ الدَّجَّالَ مِنْ آيَاتِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ) أَيْ : حُجَّةٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
وَالْمُرَادُ بِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57خَلْقِ النَّاسِ ) الدَّجَّالُ ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ، وَهَذَا الْقَوْلُ أَصَحُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَقِيلَ الْمُجَادِلُونَ هُمُ
الْيَهُودُ ، وَكَانُوا يَقُولُونَ : يَخْرُجُ صَاحِبُنَا
الْمَسِيحُ بْنُ دَاوُدَ ، يُرِيدُونَ الدَّجَّالَ ، وَيَبْلُغُ سُلْطَانُهُ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ ، وَتَسِيرُ مَعَهُ الْأَنْهَارُ ، وَهُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَيَرْجِعُ إِلَيْنَا الْمُلْكُ ، فَسَمَّى اللَّهَ تَمَنِّيَهُمْ ذَلِكَ كِبْرًا ، وَنَفَى أَنْ يَبْلُغُوا مُتَمَنَّاهُمْ . انْتَهَى .
وَكَانَ رَئِيسُ
الْيَهُودِ فِي زَمَانِهِ فِي
مِصْرَ مُوسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْأَنْدَلُسِيُّ الْقُرْطُبِيُّ قَدْ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَى يَهُودِ
الْيَمَنِ أَنَّ صَاحِبَهُمْ يَظْهَرُ فِي سَنَةِ كَذَا وَخَمْسِمِائَةٍ ، وَكَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ .
جَاءَتْ تِلْكَ السَّنَةُ وَسُنُونَ بَعْدَهَا كَثِيرَةٌ وَلَمْ يَظْهَرْ شَيْءٌ مِمَّا قَالَهُ ، لَعَنَهُ اللَّهُ . وَكَانَ هَذَا الْيَهُودِيُّ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ ، حَتَّى اسْتَسْلَمَ
الْيَهُودُ بَعْضُ مُلُوكِ
الْمَغْرِبِ ، وَرَجُلٌ مِنَ
الْأَنْدَلُسِ . فَيُذْكَرُ أَنَّهُ صَلَّى بِالنَّاسِ التَّرَاوِيحَ وَهُمْ عَلَى ظَهْرِ السَّفِينَةِ فِي رَمَضَانَ ، إِذْ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ .
فَلَمَّا قَدِمَ
مِصْرَ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي دَوْلَةِ الْعُبَيْدِيِّينَ ، وَهُمْ لَا يَتَقَيَّدُونَ بِشَرِيعَةٍ ، رَجَعَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ مُكْرَهًا عَلَى الْإِسْلَامِ ، فَقُبِلَ مِنْهُ ذَلِكَ ، وَصَنَّفَ لَهُمْ تَصَانِيفَ ، وَمِنْهَا : ( كِتَابُ دَلَالَةِ الْحَائِرِينَ ) ، وَإِنَّمَا اسْتَفَادَ مَا اسْتَفَادَ مِنْ مُخَالَطَةِ عُلَمَاءِ
الْأَنْدَلُسِ وَتَوَدُّدِهِ لَهُمْ ، وَالرِّيَاسَةُ إِلَى الْآنَ
بِمِصْرَ لِلْيَهُودِ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أَيِ : الْتَجِئْ إِلَيْهِ مِنْ كَيْدِ مَنْ يَحْسُدُكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ) لِمَا تَقُولُ وَيَقُولُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56الْبَصِيرُ ) بِمَا تَعْمَلُ وَيَعْمَلُونَ ، فَهُوَ نَاصِرُكَ عَلَيْهِمْ وَعَاصِمُكَ مِنْ شَرِّهِمْ .
ثُمَّ نَبَّهَ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجَادَلَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، وَلَا يَتَكَبَّرَ الْإِنْسَانُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ) أَيْ : إِنَّ الْمَخْلُوقَاتِ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ مِنْ خَلْقِ الْبَشَرِ فَمَا لِأَحَدٍ يُجَادِلُ وَيَتَكَبَّرُ عَلَى خَالِقِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مُجَادَلَتُهُمْ فِي آيَةِ اللَّهِ كَانَ مُشْتَمِلًا عَلَى إِنْكَارِ الْبَعْثِ وَهُوَ أَصْلُ الْمُجَادَلَةِ وَمَدَارُهَا فَحُجُّوا بِخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهَا وَبِأَنَّهَا خَلْقٌ عَظِيمٌ لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ ، وَخَلْقُ النَّاسِ بِالْقِيَاسِ إِلَيْهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ مَهِينٌ مِمَّنْ قَدَرَ عَلَى خَلْقِهَا مَعَ عِظَمِهَا كَانَ عَلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ مَعَ مَهَانَتِهِ أَقْدَرُ وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الِاسْتِشْهَادِ بِخَلْقِ مِثْلِهِ انْتَهَى .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ فِي مَعْنَى الْبَعْثِ وَالْإِعَادَةِ ، فَأَعْلَمَ تَعَالَى أَنَّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَوِيٌّ قَادِرٌ عَلَى خَلْقِ النَّاسِ تَارَةً أُخْرَى ، فَالْخَلْقُ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إِلَى الْمَفْعُولِ .
وَقَالَ
النَّقَّاشُ : الْمَعْنَى مِمَّا يَخْلُقُ النَّاسُ إِذْ هُمْ فِي الْحَقِيقَةِ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا ، فَالْخَلْقُ مُضَافٌ لِلْفَاعِلِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29011وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ، أَيْ لَا يَتَأَمَّلُونَ لِغَلَبَةِ الْغَفْلَةِ عَلَيْهِمْ ، وَنَفْيُ الْعِلْمِ عَنِ الْأَكْثَرِ وَتَخْصِيصُهُ بِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقَلِيلَ يَعْلَمُ ، وَلِذَلِكَ ضَرَبَ مَثَلًا لِلْجَاهِلِ بِالْأَعْمَى ، وَلِلْعَالِمِ بِالْبَصِيرِ ، وَانْتِفَاءُ الِاسْتِوَاءِ بَيْنَهُمَا هُوَ مِنَ الْجِهَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْعَمَى وَعَلَى الْبَصَرِ وَإِلَّا فَهُمَا مُسْتَوِيَانِ فِي غَيْرِ مَا شَيْءٍ ، وَلَمَّا بَعُدَ ، قَسَّمَ الَّذِينَ آمَنُوا بِطُولِ صِلَةِ الْمَوْصُولِ ، كَرَّرَ لَا تَوْكِيدًا ، وَقَدَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=58وَالَّذِينَ آمَنُوا ) لِمُجَاوَرَةِ قَوْلِهِ : ( وَالْبَصِيرُ ) ، وَهُمَا طَرِيقَانِ ، أَحَدُهُمَا : أَنْ يُجَاوِرَ الْمُنَاسِبَ هَكَذَا ، وَالْآخَرُ : أَنْ يَتَقَدَّمَ مَا يُقَابِلُ الْأَوَّلَ وَيُؤَخَّرُ مَا يُقَابِلُ الْآخَرَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=20وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=21وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) ، وَقَدْ يَتَأَخَّرُ الْمُتَمَاثِلَانِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ) ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَفَنُّنٌ فِي الْبَلَاغَةِ وَأَسَالِيبِ الْكَلَامِ .
وَلَمَّا كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ، فَكَانَ ذَلِكَ صِفَةَ ذَمٍّ نَاسَبَ أَنْ يَبْدَأَ فِي ذِكْرِ التَّسَاوِي بِصِفَةِ الذَّمِّ ، فَبَدَأَ بِالْأَعْمَى . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَعِيسَى ، وَالْكُوفِيُّونَ : ( تَتَذَكَّرُونَ ) بِتَاءِ الْخِطَابِ ; وَالْجُمْهُورُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ :
[ ص: 473 ] بِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ . ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْبَعْثِ مِنْ إِتْيَانِ السَّاعَةِ ، وَأَنَّهُ لَا رَيْبَ فِي وُقُوعِهَا ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، حَيْثُ الْحِسَابُ وَافْتِرَاقُ الْجَمْعِ إِلَى الْجَنَّةِ طَائِعُهُمْ ، وَإِلَى النَّارِ كَافِرُهُمْ وَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعْذِيبَهُ مِنَ الْعُصَاةِ بِغَيْرِ الْكُفْرِ .
وَالظَّاهِرُ حَمْلُ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِجَابَةِ عَلَى ظَاهِرِهِمَا ، إِلَّا أَنَّ الِاسْتِجَابَةَ مُقَيَّدَةٌ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : اسْأَلُونِي أُعْطِكُمْ ; وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : أَطِيعُونِي آتِكُمْ ; وَقَالَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ
مُجَاهِدٌ : ادْعُونِي ، اعْبُدُونِي وَأَسْتَجِبْ لَكُمْ ، آتِيكُمْ عَلَى الْعِبَادَةِ .
وَكَثِيرًا جَاءَ الدُّعَاءُ فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَى الْعِبَادَةِ ، وَيُقَوِّي هَذَا التَّأْوِيلَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) . وَمَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373907قَالَ : " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ " ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : ( وَحِّدُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) ; وَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004لِلثَّوْرِيِّ : ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى ، فَقَالَ : إِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ هُوَ الدُّعَاءُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، وَيُزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ . وَقَالَ
أَنَسٌ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374848لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) أَيْ : عَنْ دُعَائِي .
وَقَرَأَ جُمْهُورُ السَّبْعَةِ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَشَيْبَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60سَيَدْخُلُونَ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ; وَاخْتُلِفَ عَنْ
عَاصِمٍ وَأَبِي عَمْرٍو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60دَاخِرِينَ ) : ذَلِيلِينِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) : تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي سُورَةِ
يُونُسَ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=61لَذُو فَضْلٍ : أَبْلَغُ مِنْ : لَمُفَضَّلٍ أَوْ لَمُتَفَضِّلٍ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) ، ( وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ، لِمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ كَوْنِهِ صَاحِبَهُ وَمُتَمَكِّنًا مِنْهُ ، بِخِلَافِ أَنْ يُؤْتَى بِالصِّفَةِ ، فَإِنَّهُ قَدْ يَدُلُّ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ بِالِاتِّصَافِ بِهِ فِي وَقْتٍ مَا ، لَا دَائِمًا ، وَذَكَرَ عُمُومَ فَضْلِهِ وَسَوَّغَهُ عَلَى النَّاسِ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ) ، فَأَتَى بِهِ ظَاهِرًا ، وَلَمْ يَأْتِ التَّرْكِيبُ : وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي هَذَا التَّكْرِيرِ تَخْصِيصٌ لِكُفْرَانِ النِّعْمَةِ بِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ فَضْلَ اللَّهِ وَلَا يَشْكُرُونَهُ ، كَقَوْلِهِ : ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) . انْتَهَى .
( ذَلِكُمُ ) أَيِ : الْمَخْصُوصُ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ الْمُتَمَيِّزُ بِهَا مِنَ اسْتَجَابَتِهِ لِدُعَائِكُمْ ، وَمِنْ جَعْلِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا ذَكَرَ ، وَمِنْ تَفَضُّلِهِ عَلَيْكُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62اللَّهُ رَبُّكُمْ ) : الْجَامِعُ لِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مِنَ الْإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ ، وَإِنْشَاءِ الْأَشْيَاءِ وَالْوَحْدَانِيَّةِ .
فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنْ عِبَادَةِ مَنْ هَذِهِ أَوْصَافُهُ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ؟ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : ( خَالِقَ ) بِنَصْبِ الْقَافِ ،
وَطَلْحَةُ فِي رِوَايَةٍ : ( يُؤْفَكُونَ ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، وَالْجُمْهُورُ : بِضَمِّ الْقَافِ وَتَاءِ الْخِطَابِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( خَالِقَ ) نَصْبًا عَلَى الِاخْتِصَاصِ ( كَذَلِكَ ) ، أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الصَّرْفِ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَ الْجَاحِدِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ مِنَ الْأُمَمِ عَلَى طَرِيقِ الْهُدَى .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا امْتَنَّ بِهِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، ذَكَرَ أَيْضًا مَا امْتَنَّ بِهِ مِنْ جَعْلِ الْأَرْضِ مُسْتَقَرًّا وَالسَّمَاءِ بِنَاءً ، أَيْ : قُبَّةً ، وَمِنْهُ أَبْنِيَةُ الْعَرَبِ لِمَضَارِبِهِمْ ؛ لِأَنَّ السَّمَاءَ فِي مَنْظَرِ الْعَيْنِ كَقُبَّةٍ مَضْرُوبَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64صُوَرَكُمْ ) بِضَمِّ الصَّادِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَأَبُو رُزَيْنٍ : بِكَسْرِهَا فِرَارًا مِنَ الضَّمَّةِ قَبْلَ الْوَاوِ اسْتِثْقَالًا ، وَجَمْعُ فُعْلَةٍ بِضَمِّ الْفَاءِ عَلَى فِعَلٍ بِكَسْرِهَا شَاذٌّ ، وَقَالُوا ( قُوَّةٌ ) وَقِوًى بِكَسْرِ الْقَافِ عَلَى الشُّذُوذِ أَيْضًا قِيلَ : لَمْ يَخْلُقْ حَيَوَانًا أَحْسَنَ صُورَةً مِنَ الْإِنْسَانِ .
وَقِيلَ : لَمْ يَخْلُقْهُمْ مَنْكُوسِينَ كَالْبَهَائِمِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) . وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ : ( صُورَكُمْ ) بِضَمِّ الصَّادِ وَإِسْكَانِ الْوَاوِ ، عَلَى نَحْوِ بُسْرَةٌ وَبُسْرٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ) : امْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِمَا يَقُومُ بِأَوْدِ صُوَرِهِمْ ، وَالطَّيِّبَاتُ الْمُسْتَلَذَّاتُ طَعْمًا وَلِبَاسًا وَمَكَاسِبَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَلْيَقُلْ عَلَى أَثَرِهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . وَقَالَ نَحْوَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَةَ .