[ ص: 489 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29012فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=18ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا ) : التفات خرج من ضمير الخطاب في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9أئنكم لتكفرون ) إلى ضمير الغيبة إعراضا عن خطابهم ، إذ كانوا قد ذكروا بما يقتضي إقبالهم وإيمانهم من الحجج الدالة على الوحدانية والقدرة الباهرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فقل أنذرتكم ) أي : أعلمتكم ، ( صاعقة ) أي : حلول صاعقة . قال
قتادة : عذابا مثل عذاب
عاد وثمود .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : عذابا شديد الوقع ، كأنه صاعقة .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13صاعقة مثل صاعقة ) ،
وابن الزبير ،
والسلمي ،
والنخعي ،
وابن محيصن : بغير ألف فيهما وسكون العين ، وتقدم تفسيرها في أوائل البقرة .
والصعقة : المرة ، يقال : صعقته الصاعقة فصعق ، وهو من باب فعلت بفتح العين ، ففعل بكسرها نحو : خدعته فخدع ، ( وإذ ) معمولة لـ ( صاعقة ) لأن معناها العذاب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ومن خلفهم ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أي : قبلهم وبعدهم ، أي : قبل
هود وصالح وبعدهما .
وقيل : من أرسل إلى آبائهم ومن أرسل إليهم ; فيكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ) معناه : من قبلهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14ومن خلفهم ) معناه : الرسل الذين بحضرتهم . فالضمير في ( من خلفهم ) عائد على الرسل ، قاله
الضحاك ، وتبعه
الفراء ، وسيأتي عن الطبري نحو من هذا القول .
وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ) أي : تقدموا في الزمن واتصلت نذارتهم إلى أعمار
عاد وثمود ، وبهذا الاتصال قامت الحجة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14ومن خلفهم ) أي : جاءهم رسول بعد تقدم وجودهم في الزمن ، وجاء من مجموع العبارة إقامة الحجة عليهم في أن الرسالة والنذارة عمتهم خبرا ومباشرة . انتهى ، وهو شرح كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ومن خلفهم ) أي : آتوهم من كل جانب ، واجتهدوا بهم وأعملوا فيهم كل حيلة ، فلم يروا منهم إلا العتو والإعراض . كما حكى الله عن الشيطان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) أي : لآتينهم من كل جهة ، ولأعملن فيهم كل حيلة .
وعن
الحسن : أنذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم وعذاب الآخرة ؛ لأنهم إذا حذروهم ذلك فقد جاءوهم بالوعظ من جهة الزمن الماضي وما جرى فيه على الكفار ، ومن جهة المستقبل وما سيجري عليهم . انتهى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : الضمير في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14ومن خلفهم ) عائد على الرسل ، وفي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ) عائد على الأمم ، وفيه خروج عن الظاهر في تفريق الضمائر وتعمية المعنى ، إذ يصير التقدير : جاءتهم الرسل من بين أيديهم وجاءتهم من خلف الرسل ، أي : من خلف أنفسهم ، وهذا معنى لا يتعقل إلا إن كان الضمير يعود في ( خلفهم ) على ( الرسل ) لفظا ، وهو يعود على رسل أخرى معنى ، فكأنه قال : جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلف رسل آخرين ، فيكون كقولهم : عندي درهم ونصفه ، أي : ونصف درهم آخر ، وهذا فيه بعد .
وخص بالذكر من الأمم المهلكة ،
عاد وثمود لعلم
قريش بحالهما ، ولوقوعهم على بلادهم في
اليمن وفي
الحجر ، وقال
الأفوه الأودي :
أضحوا كقيل بن عنز في عشيرته إذ أهلكت بالذي سدى لها عاد أو بعده كقدار حين تابعه
على الغواية أقوام فقد بادوا
( أن لا تعبدوا ) يصح أن تكون ( أن ) تفسيرية ؛ لأن مجيء الرسل إليهم يتضمن معنى القول ، أي : جاءتهم مخاطبة ; وأن تكون مخففة من الثقيلة ، أي : بأنه لا تعبدوا ، والناصبة للمضارع ، ووصلت بالنهي كما توصل بإلا ، وفي نحو : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125أن طهرا ) ، وكتبت إليه بأن قم ، ولا في هذه إلا وجه للنهي . ويجوز على بعد أن تكون ( لا ) نافية ، و ( أن ) ناصبة للفعل ، وقاله
الحوفي ولم يذكر غيره . ومفعول شاء محذوف ، وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لو شاء ربنا
[ ص: 490 ] إرسال الرسل لأنزل ملائكة . انتهى .
وتتبعت ما جاء في القرآن وكلام العرب من هذا التركيب فوجدته لا يكون محذوفا إلا من جنس الجواب ، نحو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=35ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) أي : لو شاء جمعهم على الهدى لجمعهم عليه ، وكذلك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لو نشاء لجعلناه حطاما ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لو نشاء جعلناه أجاجا ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99ولو شاء ربك لآمن ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112ولو شاء ربك ما فعلوه ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ) . قال الشاعر :
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ولو شاء ربي كنت عمر بن مرثد
وقال الراجز :
واللذ لو شاء لكنت صخرا أو جبلا أشم مشمخرا
فعلى هذا الذي تقرر ، لا يكون تقدير المحذوف ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وإنما التقدير : لو شاء ربنا إنزال ملائكة بالرسالة منه إلى الإنس لأنزلهم بها إليهم ، وهذا أبلغ في الامتناع من إرسال البشر ، إذ علقوا ذلك بأقوال الملائكة ، وهو لم يشأ ذلك ، فكيف يشاء ذلك في البشر ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14فإنا بما أرسلتم به كافرون ) : خطاب
لهود وصالح ومن دعا من الأنبياء إلى الإيمان ، وغلب الخطاب على الغيبة ، نحو قولك : أنت وزيد تقومان .
و ( ما ) مصدرية ، أي : بإرسالكم ، وبه توكيد لذلك . ويجوز أن يكون ( ما ) بمعنى الذي ، والضمير في به عائد عليه ، وإذا كفروا بما تضمنه الإرسال ، كان كفرا بالإرسال .
وليس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14بما أرسلتم ) إقرارا بالإرسال ، بل هو على سبيل التهكم ، أي : بما أرسلتم على زعمكم ، كما قال
فرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ) .
ولما بين تعالى كفر
عاد وثمود على الإجمال ، فصل بعد ذلك ، فذكر خاصية كل واحدة من الطائفتين .
فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29012فأما عاد فاستكبروا ) أي : تعاظموا عن امتثال أمر الله ، وعن ما جاءتهم به الرسل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15بغير الحق ) أي : بغير ما يستحقون .
ولما ذكر لهم هذا الذنب العظيم ، وهو الاستكبار - وكان فعلا قلبيا - ذكر ما ظهر عليهم من الفعل اللساني المعبر عن ما في القلب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15وقالوا من أشد منا قوة ) أي : لا أحد أشد منا ، وذلك لما أعطاهم الله من عظم الخلق وشدة البطش . فرد الله تعالى عليهم بأن الذي أعطاهم ذلك هو أشد منهم قوة ، ومع علمهم بآيات الله ، كانوا يجحدونها ولا يعترفون بها ، كما يجحد المودع الوديعة من طالبها مع معرفته بها .
ولفظة كان في كثير من الاستعمال تشعر بالمداومة ، وعبر بالقوة عن القدرة ، فكما يقال : الله أقدر منهم ، يقال : الله أقوى منهم . فالقدرتان بينهما قدر مشترك ، وإن تباينت القدرتان بما لكل منهما من الخاصة .
كما يوصف الله تعالى بالعلم ، ويوصف الإنسان بالعلم .
ثم ذكر تعالى ما أصاب به عادا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) في الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374850أنه تعالى أمر خزنة الريح ففتحوا عليهم قدر حلقة الخاتم ، ولو فتحوا قدر منخر الثور لهلكت الدنيا " .
وروي
أنها كانت تحمل العير بأوقادها فترميهم في البحر .
والصرصر ، قال
مجاهد : شديدة السموم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ،
وقتادة ،
والسدي : من الصر ، أي : باردة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أيضا ،
وأبو عبيدة ،
وابن قتيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وجماعة : من صرصر إذا صوت .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : صرصر ، يجوز أن يكون من الصرة ، وهي الصيحة ، ومنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=29فأقبلت امرأته في صرة ) . وصرصر : نهر
بالعراق .
وقرأ الحرميان ،
وأبو عمرو ،
والنخعي ، وعيسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ( نحسات ) ، بسكون الحاء ، فاحتمل أن يكون مصدرا وصف به وتارة يضاف إليه ، واحتمل أن يكون مخففا من فعل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : نحس ونحس : مقت .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مخفف نحس ، أو صفة على فعل ، أو وصف بمصدر . انتهى .
وتتبعت ما ذكره التصريفيون مما جاء صفة من فعل اللازم فلم يذكروا فيه فعلا بسكون العين ، قالوا : يأتي على فعل كفرح وهو فرح ، وعلى أفعل حور فهو أحور ، وعلى فعلان شبع فهو شبعان ، وقد يجيء على فاعل سلم فهو سالم ، وبلي فهو بال .
وقرأ
قتادة ،
وأبو رجاء ،
والجحدري ،
[ ص: 491 ] وشيبة ،
وأبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، وباقي السبعة : بكسر الحاء وهو القياس ، وفعله نحس على فعل بكسر العين ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16نحسات ) صفة لـ ( أيام ) جمع بألف وتاء ؛ لأنه جمع صفة لما لا يعقل .
قال
مجاهد ،
وقتادة ،
والسدي : مشائيم من النحس المعروف . وقال
الضحاك : شديدة البرد ، وحتى كان البرد عذابا لهم . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي في النحس بمعنى البرد :
كأن سلافة عرضت بنحس يخيل شقيقها الماء الزلالا
وقيل : سميت بذلك ؛ لأنها ذات غبار ، ومنه قول الراجز :
قد أغتدي قبل طلوع الشمس للصيد في يوم قليل النحس
يريد : قليل الغبار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
ومجاهد ،
وقتادة : متتابعات كانت آخر شوال من أربعاء إلى أربعاء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أولها غداة يوم الأحد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : يوم الجمعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : يوم الأحد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ) : وهو الهلاك . وقرئ : ( لتذيقهم ) بالتاء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : على الإذاقة للريح ، أو للأيام النحسات . وأضاف العذاب إلى الخزي إضافة الموصوف إلى صفته لم يأت بلفظة أخرى التي تقتضي المشاركة والتفصيل خبرا عن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16ولعذاب الآخرة ) ، وهو إسناد مجازي ، أو وصف العذاب بالخزي أبلغ من وصفهم به . ألا ترى تفاوت ما بين قولك : هو شاعر ، وقوله : له شعر شاعر ؟ وقابل استكبارهم بعذاب الخزي ، وهو الذل والهوان .
وبدأ بقصة
عاد ؛ لأنها أقدم زمانا ، ثم ذكر
ثمود فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17وأما ثمود ) . وقرأ الجمهور : بالرفع ممنوع من الصرف ;
وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وبكر بن حبيب : مصروفا ، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش في ( ثمود ) بالتنوين في جميع القرآن إلا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وآتينا ثمود الناقة ) ، لأنه في المصحف بغير ألف . وقرئ : ( ثمود ) بالنصب ممنوعا من الصرف ،
والحسن ،
وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : ( ثمودا ) منونة منصوبة . وروى
المفضل عن
عاصم الوجهين . انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فهديناهم ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة ،
والسدي ،
وابن زيد : بينا لهم .
قال
ابن عطية : وليس الهدى هنا بمعنى الإرشاد . وقال
الفراء ، وتبعه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فهديناهم ) : فدللناهم على طريق الضلالة والرشد ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فاستحبوا العمى على الهدى ) : فاختاروا الدخول في الضلالة على الدخول في الرشد .
( فإن قلت ) : أليس معنى هديته : حصلت فيه الهدى ، الدليل عليه قولك : هديته فاهتدى بمعنى تحصيل البغية وحصولها ؟ كما تقول : ردعته فارتدع ، فكيف ساغ استعماله في الدلالة المجردة ؟ .
( قلت ) : للدلالة على أنه مكنهم وأزاح عللهم ، ولم يبق لهم عذر ولا علة ، فكأنه حصل البغية فيهم بتحصيل ما يوجبها ويقتضيها . انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال .
وقال
سفيان : دعوناهم . وقال
ابن زيد : أعلمناهم الهدى من الضلال .
وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فاستحبوا ) عبارة عن تكسبهم في العمى ، وإلا فهو بالاختراع لله ، ويدلك على أنها إشارة إلى تكسبهم قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17بما كانوا يكسبون ) . انتهى .
و ( الهون ) : الهوان ، وصف العذاب بالمصدر أو أبدل منه . وقرأ
ابن مقسم : ( عذاب الهوان ) ، بفتح الهاء وألف بعد الواو .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ولو لم يكن في القرآن حجة على القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة بشهادة نبيها وكفى به شاهدا إلا هذه ، لكفى بها حجة . انتهى ، على عادته في سب أهل السنة .
ثم ذكر
قريشا بنجاة من آمن واتقى . قيل : وكان من نجا من المؤمنين ممن استجاب ،
هود وصالح مائة وعشرة أنفس .
[ ص: 489 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29012فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=18وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا ) : الْتِفَاتٌ خَرَجَ مِنْ ضَمِيرِ الْخِطَابِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ ) إِلَى ضَمِيرِ الْغَيْبَةِ إِعْرَاضًا عَنْ خِطَابِهِمْ ، إِذْ كَانُوا قَدْ ذُكِّرُوا بِمَا يَقْتَضِي إِقْبَالَهُمْ وَإِيمَانَهُمْ مِنَ الْحُجَجِ الدَّالَّةِ عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ وَالْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ ) أَيْ : أَعْلَمْتُكُمْ ، ( صَاعِقَةً ) أَيْ : حُلُولَ صَاعِقَةٍ . قَالَ
قَتَادَةُ : عَذَابًا مِثْلَ عَذَابِ
عَادٍ وَثَمُودَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : عَذَابًا شَدِيدَ الْوَقْعِ ، كَأَنَّهُ صَاعِقَةٌ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ ) ،
وَابْنُ الزُّبَيْرِ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَالنَّخَعِيُّ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : بِغَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا وَسُكُونِ الْعَيْنِ ، وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ .
وَالصَّعْقَةُ : الْمَرَّةُ ، يُقَالُ : صَعَقَتْهُ الصَّاعِقَةُ فَصُعِقَ ، وَهُوَ مِنَ بَابِ فَعَلَتْ بِفَتْحِ الْعَيْنِ ، فَفُعِلَ بِكَسْرِهَا نَحْوُ : خَدَعَتْهُ فَخُدِعَ ، ( وَإِذْ ) مَعْمُولَةٌ لِـ ( صَاعِقَةً ) لِأَنَّ مَعْنَاهَا الْعَذَابُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْ : قَبْلِهِمْ وَبَعْدِهِمْ ، أَيْ : قَبْلِ
هُودٍ وَصَالِحٍ وَبَعْدِهِمَا .
وَقِيلَ : مَنْ أُرْسِلَ إِلَى آبَائِهِمْ وَمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ; فَيَكُونُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) مَعْنَاهُ : مِنْ قَبْلِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) مَعْنَاهُ : الرُّسُلُ الَّذِينَ بِحَضْرَتِهِمْ . فَالضَّمِيرُ فِي ( مِنْ خَلْفِهِمْ ) عَائِدٌ عَلَى الرُّسُلِ ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ ، وَتَبِعَهُ
الْفَرَّاءُ ، وَسَيَأْتِي عَنِ الطَّبَرِيِّ نَحْوٌ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) أَيْ : تَقَدَّمُوا فِي الزَّمَنِ وَاتَّصَلَتْ نِذَارَتُهُمْ إِلَى أَعْمَارِ
عَادٍ وَثَمُودَ ، وَبِهَذَا الِاتِّصَالِ قَامَتِ الْحُجَّةُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) أَيْ : جَاءَهُمْ رَسُولٌ بَعْدَ تَقَدُّمِ وُجُودِهِمْ فِي الزَّمَنِ ، وَجَاءَ مِنْ مَجْمُوعِ الْعِبَارَةِ إِقَامَةُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ فِي أَنَّ الرِّسَالَةَ وَالنِّذَارَةَ عَمَّتْهُمْ خَبَرًا وَمُبَاشَرَةً . انْتَهَى ، وَهُوَ شَرْحُ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) أَيْ : آتَوْهُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، وَاجْتَهَدُوا بِهِمْ وَأَعْمَلُوا فِيهِمْ كُلَّ حِيلَةٍ ، فَلَمْ يَرَوْا مِنْهُمْ إِلَّا الْعُتُوَّ وَالْإِعْرَاضَ . كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنِ الشَّيْطَانِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ) أَيْ : لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهِمْ كُلَّ حِيلَةٍ .
وَعَنِ
الْحَسَنِ : أَنْذَرُوهُمْ مِنْ وَقَائِعِ اللَّهِ فِيمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ؛ لِأَنَّهُمْ إِذَا حَذَّرُوهُمْ ذَلِكَ فَقَدْ جَاءُوهُمْ بِالْوَعْظِ مِنْ جِهَةِ الزَّمَنِ الْمَاضِي وَمَا جَرَى فِيهِ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَمِنْ جِهَةِ الْمُسْتَقْبَلِ وَمَا سَيَجْرِي عَلَيْهِمْ . انْتَهَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) عَائِدٌ عَلَى الرُّسُلِ ، وَفِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) عَائِدٌ عَلَى الْأُمَمِ ، وَفِيهِ خُرُوجٌ عَنِ الظَّاهِرِ فِي تَفْرِيقِ الضَّمَائِرِ وَتَعْمِيَةِ الْمَعْنَى ، إِذْ يَصِيرُ التَّقْدِيرُ : جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَجَاءَتْهُمْ مِنْ خَلْفِ الرُّسُلِ ، أَيْ : مِنْ خَلْفِ أَنْفُسِهِمْ ، وَهَذَا مَعْنًى لَا يُتَعَقَّلُ إِلَّا إِنْ كَانَ الضَّمِيرُ يَعُودُ فِي ( خَلْفِهِمْ ) عَلَى ( الرُّسُلُ ) لَفْظًا ، وَهُوَ يَعُودُ عَلَى رُسُلٍ أُخْرَى مَعْنًى ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِ رُسُلٍ آخَرِينَ ، فَيَكُونُ كَقَوْلِهِمْ : عِنْدِي دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ ، أَيْ : وَنِصْفُ دِرْهَمٍ آخَرَ ، وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ .
وَخُصَّ بِالذِّكْرِ مِنَ الْأُمَمِ الْمُهْلَكَةِ ،
عَادٌ وَثَمُودُ لِعِلْمِ
قُرَيْشٍ بِحَالِهِمَا ، وَلِوُقُوعِهِمْ عَلَى بِلَادِهِمْ فِي
الْيَمَنِ وَفِي
الْحِجْرِ ، وَقَالَ
الْأَفْوَهُ الْأَوْدِيُّ :
أَضْحَوْا كَقِيلِ بْنِ عَنْزٍ فِي عَشِيرَتِهِ إِذْ أُهْلِكَتْ بِالَّذِي سَدَى لَهَا عَادُ أَوْ بَعْدَهُ كَقُدَارٍ حِينَ تَابَعَهُ
عَلَى الْغَوَايَةِ أَقْوَامٌ فَقَدْ بَادُوا
( أَنْ لَا تَعْبُدُوا ) يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ ( أَنْ ) تَفْسِيرِيَّةٌ ؛ لِأَنَّ مَجِيءَ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الْقَوْلِ ، أَيْ : جَاءَتْهُمْ مُخَاطِبَةً ; وَأَنْ تَكُونَ مُخَفَّفَةً مِنَ الثَّقِيلَةِ ، أَيْ : بِأَنَّهُ لَا تَعْبُدُوا ، وَالنَّاصِبَةُ لِلْمُضَارِعِ ، وَوُصِلَتْ بِالنَّهْيِ كَمَا تُوصَلُ بِإِلَّا ، وَفِي نَحْوِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125أَنْ طَهِّرَا ) ، وَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بِأَنْ قُمْ ، وَلَا فِي هَذِهِ إِلَّا وَجْهٌ لِلنَّهْيِ . وَيَجُوزُ عَلَى بُعْدٍ أَنْ تَكُونَ ( لَا ) نَافِيَةً ، وَ ( أَنْ ) نَاصِبَةً لِلْفِعْلِ ، وَقَالَهُ
الْحَوْفِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ . وَمَفْعُولُ شَاءَ مَحْذُوفٌ ، وَقَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَوْ شَاءَ رَبُّنَا
[ ص: 490 ] إِرْسَالَ الرُّسُلِ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً . انْتَهَى .
وَتَتَبَّعْتُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَكَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ هَذَا التَّرْكِيبِ فَوَجَدْتُهُ لَا يَكُونُ مَحْذُوفًا إِلَّا مِنْ جِنْسِ الْجَوَابِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=35وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ) أَيْ : لَوْ شَاءَ جَمْعَهُمْ عَلَى الْهُدَى لَجَمَعَهُمْ عَلَيْهِ ، وَكَذَلِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) . قَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كَنْتُ قَيْسَ بْنَ خَالِدٍ وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كَنْتُ عُمَرَ بْنَ مَرْثَدِ
وَقَالَ الرَّاجِزُ :
وَاللَّذُ لَوْ شَاءَ لَكُنْتُ صَخْرًا أَوْ جَبَلًا أَشَمَّ مُشْمَخِرَّا
فَعَلَى هَذَا الَّذِي تَقَرَّرَ ، لَا يَكُونُ تَقْدِيرُ الْمَحْذُوفِ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَإِنَّمَا التَّقْدِيرُ : لَوْ شَاءَ رَبُّنَا إِنْزَالَ مَلَائِكَةٍ بِالرِّسَالَةِ مِنْهُ إِلَى الْإِنْسِ لَأَنْزَلَهُمْ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَهَذَا أَبْلَغُ فِي الِامْتِنَاعِ مِنْ إِرْسَالِ الْبَشَرِ ، إِذْ عَلَّقُوا ذَلِكَ بِأَقْوَالِ الْمَلَائِكَةِ ، وَهُوَ لَمْ يَشَأْ ذَلِكَ ، فَكَيْفَ يَشَاءُ ذَلِكَ فِي الْبَشَرِ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) : خِطَابٌ
لِهُودٍ وَصَالِحٍ وَمَنْ دَعَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَغُلِّبَ الْخِطَابُ عَلَى الْغَيْبَةِ ، نَحْوُ قَوْلِكَ : أَنْتَ وَزَيْدٌ تَقُومَانِ .
وَ ( مَا ) مَصْدَرِيَّةٌ ، أَيْ : بِإِرْسَالِكُمْ ، وَبِهِ تَوْكِيدٌ لِذَلِكَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( مَا ) بِمَعْنَى الَّذِي ، وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَفَرُوا بِمَا تَضَمَّنَهُ الْإِرْسَالُ ، كَانَ كُفْرًا بِالْإِرْسَالِ .
وَلَيْسَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14بِمَا أُرْسِلْتُمْ ) إِقْرَارًا بِالْإِرْسَالِ ، بَلْ هُوَ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ ، أَيْ : بِمَا أُرْسِلْتُمْ عَلَى زَعْمِكُمْ ، كَمَا قَالَ
فِرْعَوْنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) .
وَلَمَّا بَيَّنَ تَعَالَى كُفْرَ
عَادٍ وَثَمُودَ عَلَى الْإِجْمَالِ ، فَصَّلَ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَذَكَرَ خَاصِّيَّةَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ .
فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29012فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا ) أَيْ : تَعَاظَمُوا عَنِ امْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ ، وَعَنْ مَا جَاءَتْهُمْ بِهِ الرُّسُلُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15بِغَيْرِ الْحَقِّ ) أَيْ : بِغَيْرِ مَا يَسْتَحِقُّونَ .
وَلَمَّا ذَكَرَ لَهُمْ هَذَا الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، وَهُوَ الِاسْتِكْبَارُ - وَكَانَ فِعْلًا قَلْبِيًّا - ذَكَرَ مَا ظَهَرَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفِعْلِ اللِّسَانِيِّ الْمُعَبِّرِ عَنْ مَا فِي الْقَلْبِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) أَيْ : لَا أَحَدَ أَشَدُّ مِنَّا ، وَذَلِكَ لِمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنْ عِظَمِ الْخَلْقِ وَشَدَّةِ الْبَطْشِ . فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِأَنَّ الَّذِي أَعْطَاهُمْ ذَلِكَ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ، وَمَعَ عِلْمِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ ، كَانُوا يَجْحَدُونَهَا وَلَا يَعْتَرِفُونَ بِهَا ، كَمَا يَجْحَدُ الْمُودَعُ الْوَدِيعَةَ مِنْ طَالِبِهَا مَعَ مَعْرِفَتِهِ بِهَا .
وَلَفْظَةُ كَانَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الِاسْتِعْمَالِ تُشْعِرُ بِالْمُدَاوَمَةِ ، وَعَبَّرَ بِالْقُوَّةِ عَنِ الْقُدْرَةِ ، فَكَمَا يُقَالُ : اللَّهُ أَقْدَرُ مِنْهُمْ ، يُقَالُ : اللَّهُ أَقْوَى مِنْهُمْ . فَالْقُدْرَتَانِ بَيْنَهُمَا قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ ، وَإِنْ تَبَايَنَتِ الْقُدْرَتَانِ بِمَا لِكُلٍّ مِنْهُمَا مِنَ الْخَاصَّةِ .
كَمَا يُوصَفُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْعِلْمِ ، وَيُوصَفُ الْإِنْسَانُ بِالْعِلْمِ .
ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى مَا أَصَابَ بِهِ عَادًا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا ) فِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374850أَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ خَزَنَةَ الرِّيحِ فَفَتَحُوا عَلَيْهِمْ قَدْرَ حَلْقَةِ الْخَاتَمِ ، وَلَوْ فَتَحُوا قَدْرَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ لَهَلَكَتِ الدُّنْيَا " .
وَرُوِيَ
أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ الْعِيرَ بَأَوْقَادِهَا فَتَرْمِيهِمْ فِي الْبَحْرِ .
وَالصَّرْصَرُ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : شَدِيدَةُ السَّمُومِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالضِّحَاكُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ : مِنَ الصِّرِّ ، أَيْ : بَارِدَةً .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ أَيْضًا ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ ،
وَابْنُ قُتَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ : مِنْ صَرْصَرَ إِذَا صَوَّتَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : صَرْصَرَ ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الصَّرَّةِ ، وَهِيَ الصَّيْحَةُ ، وَمِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=29فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) . وَصَرْصَرٌ : نَهْرٌ
بِالْعِرَاقِ .
وَقَرَأَ الْحَرَمِيَّانِ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَالنَّخَعِيُّ ، وَعِيسَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ( نَحْسَاتٍ ) ، بِسُكُونِ الْحَاءِ ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا وُصِفَ بِهِ وَتَارَةً يُضَافُ إِلَيْهِ ، وَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ مُخَفَّفًا مِنْ فَعَّلَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : نَحُسَ وَنَحِسَ : مَقَتَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مُخَفَّفُ نَحَّسَ ، أَوْ صِفَةٌ عَلَى فَعَّلَ ، أَوْ وَصْفٌ بِمَصْدَرٍ . انْتَهَى .
وَتَتَبَّعْتُ مَا ذَكَرَهُ التَّصْرِيفِيُّونَ مِمَّا جَاءَ صِفَةً مِنْ فَعَلَ اللَّازِمِ فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ فَعْلًا بِسُكُونِ الْعَيْنِ ، قَالُوا : يَأْتِي عَلَى فَعِلَ كَفَرِحَ وَهُوَ فَرِحٌ ، وَعَلَى أَفْعَلُ حَوَرَ فَهُوَ أَحْوَرُ ، وَعَلَى فَعْلَانِ شَبِعَ فَهُوَ شَبْعَانُ ، وَقَدْ يَجِيءُ عَلَى فَاعِلٍ سَلِمَ فَهُوَ سَالِمٌ ، وَبَلِيَ فَهُوَ بَالٍ .
وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ،
[ ص: 491 ] وَشَيْبَةُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِكَسْرِ الْحَاءِ وَهُوَ الْقِيَاسُ ، وَفِعْلُهُ نَحِسَ عَلَى فَعِلَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16نَحِسَاتٍ ) صِفَةٌ لِـ ( أَيَّامٍ ) جُمِعَ بِأَلِفٍ وَتَاءٍ ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ صِفَةٍ لِمَا لَا يَعْقِلُ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ : مَشَائِيمُ مِنَ النَّحْسِ الْمَعْرُوفِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : شَدِيدَةُ الْبَرْدِ ، وَحَتَّى كَانَ الْبَرْدُ عَذَابًا لَهُمْ . وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ فِي النَّحْسِ بِمَعْنَى الْبَرْدِ :
كَأَنَّ سُلَافَةً عَرَضَتْ بِنَحْسٍ يَخِيلُ شَقِيقُهَا الْمَاءَ الزُّلَالَا
وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّهَا ذَاتُ غُبَارٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
قَدْ أَغْتَدِي قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ لِلصَّيْدِ فِي يَوْمٍ قَلِيلِ النَّحْسِ
يُرِيدُ : قَلِيلِ الْغُبَارِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ : مُتَتَابِعَاتٍ كَانَتْ آخِرَ شَوَّالٍ مِنْ أَرْبِعَاءَ إِلَى أَرْبِعَاءَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَوَّلُهَا غَدَاةَ يَوْمِ الْأَحَدِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : يَوْمُ الْجُمْعَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ : يَوْمُ الْأَحَدِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) : وَهُوَ الْهَلَاكُ . وَقُرِئَ : ( لِتُذِيقَهُمْ ) بِالتَّاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : عَلَى الْإِذَاقَةِ لِلرِّيحِ ، أَوْ لِلْأَيَّامِ النَّحِسَاتِ . وَأَضَافَ الْعَذَابَ إِلَى الْخِزْيِ إِضَافَةَ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ لَمْ يَأْتِ بِلَفْظَةِ أُخْرَى الَّتِي تَقْتَضِي الْمُشَارَكَةَ وَالتَّفْصِيلَ خَبَرًا عَنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ ) ، وَهُوَ إِسْنَادٌ مَجَازِيٌّ ، أَوْ وَصْفُ الْعَذَابِ بِالْخِزْيِ أَبْلَغُ مِنْ وَصْفِهِمْ بِهِ . أَلَا تَرَى تَفَاوُتَ مَا بَيْنَ قَوْلِكِ : هُوَ شَاعِرٌ ، وَقَوْلِهِ : لَهُ شِعْرُ شَاعِرٍ ؟ وَقَابَلَ اسْتِكْبَارَهُمْ بِعَذَابِ الْخِزْيِ ، وَهُوَ الذُّلُّ وَالْهَوَانُ .
وَبَدَأَ بِقِصَّةِ
عَادٍ ؛ لِأَنَّهَا أَقْدَمُ زَمَانًا ، ثُمَّ ذَكَرَ
ثَمُودَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17وَأَمَّا ثَمُودُ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِالرَّفْعِ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ ;
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَبَكْرُ بْنُ حَبِيبٍ : مَصْرُوفًا ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنِ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ فِي ( ثَمُودٌ ) بِالتَّنْوِينِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ إِلَّا قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ ) ، لِأَنَّهُ فِي الْمُصْحَفِ بِغَيْرِ أَلِفٍ . وَقُرِئَ : ( ثَمُودَ ) بِالنَّصْبِ مَمَنُوعًا مِنَ الصَّرْفِ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : ( ثَمُودًا ) مُنَوَّنَةً مَنْصُوبَةً . وَرَوَى
الْمُفَضَّلُ عَنْ
عَاصِمٍ الْوَجْهَيْنِ . انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فَهَدَيْنَاهُمْ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : بَيَّنَّا لَهُمْ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَلَيْسَ الْهُدَى هُنَا بِمَعْنَى الْإِرْشَادِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ ، وَتَبِعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فَهَدَيْنَاهُمْ ) : فَدَلَلْنَاهُمْ عَلَى طَرِيقِ الضَّلَالَةِ وَالرُّشْدِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) : فَاخْتَارُوا الدُّخُولَ فِي الضَّلَالَةِ عَلَى الدُّخُولِ فِي الرُّشْدِ .
( فَإِنْ قُلْتَ ) : أَلَيْسَ مَعْنَى هَدَيْتُهُ : حَصَلَتْ فِيهِ الْهُدَى ، الدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُكَ : هَدَيْتُهُ فَاهْتَدَى بِمَعْنَى تَحْصِيلِ الْبُغْيَةِ وَحُصُولِهَا ؟ كَمَا تَقُولُ : رَدَعْتُهُ فَارْتَدَعَ ، فَكَيْفَ سَاغَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الدَّلَالَةِ الْمُجَرَّدَةِ ؟ .
( قُلْتُ ) : لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ مَكَّنَهُمْ وَأَزَاحَ عِلَلَهُمْ ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ عُذْرٌ وَلَا عِلَّةٌ ، فَكَأَنَّهُ حَصَّلَ الْبُغْيَةَ فِيهِمْ بِتَحْصِيلِ مَا يُوجِبُهَا وَيَقْتَضِيهَا . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ .
وَقَالَ
سُفْيَانُ : دَعَوْنَاهُمْ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : أَعْلَمْنَاهُمُ الْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17فَاسْتَحَبُّوا ) عِبَارَةٌ عَنْ تَكَسُّبِهِمْ فِي الْعَمَى ، وَإِلَّا فَهُوَ بِالِاخْتِرَاعِ لِلَّهِ ، وَيَدُلُّكُ عَلَى أَنَّهَا إِشَارَةٌ إِلَى تَكَسُّبِهِمْ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=17بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) . انْتَهَى .
وَ ( الْهُونِ ) : الْهَوَانُ ، وُصِفَ الْعَذَابُ بِالْمَصْدَرِ أَوْ أُبَدِلَ مِنْهُ . وَقَرَأَ
ابْنُ مِقْسَمٍ : ( عَذَابُ الْهَوَانِ ) ، بِفَتْحِ الْهَاءِ وَأَلْفٍ بَعْدَ الْوَاوِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِشَهَادَةِ نَبِيِّهَا وَكَفَى بِهِ شَاهِدًا إِلَّا هَذِهِ ، لَكَفَى بِهَا حُجَّةً . انْتَهَى ، عَلَى عَادَتِهِ فِي سَبِّ أَهْلِ السُّنَّةِ .
ثُمَّ ذَكَّرَ
قُرَيْشًا بِنَجَاةِ مَنْ آمَنَ وَاتَّقَى . قِيلَ : وَكَانَ مَنْ نَجَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ ،
هُودٌ وَصَالِحٌ مِائَةٌ وَعَشَرَةُ أَنْفُسٍ .