(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29018ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ) .
[ ص: 81 ] كان المؤمنون حريصين على ظهور الإسلام وعلو كلمته وتمني قتل العدو ، وكانوا يستأنسون بالوحي ، ويستوحشون إذا أبطأ . والله تعالى قد جعل ذلك بابا ومضروبة لا يتعدى . فمدح تعالى المؤمنين بطلبهم إنزال سورة ، والمعنى تتضمن أمرنا بمجاهدة العدو ، وفضح أمر المنافقين . والظاهر أن ظاني ذلك هم خلص في إيمانهم ، ولذلك قال بعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رأيت الذين في قلوبهم مرض ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : كانوا يدعون الحرص على الجهاد ، ويتمنونه بألسنتهم ، ويقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لولا نزلت سورة ) في معنى الجهاد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فإذا أنزلت ) ، وأمروا فيها بما تمنوا وحرصوا عليه ، كاعوا وشق عليهم وسقطوا في أيديهم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=77فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس ) . انتهى ، وفيه تخويف لما يدل عليه لفظ القرآن و ( لولا ) : بمعنى هلا ، وعن
أبي مالك : لا زائدة ، والتقدير : لو نزلت ، وهذا ليس بشيء . وقرئ : فإذا نزلت . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : سورة محكمة ، بنصبهما ، ومرفوع نزلت يضم ، وسورة نصب على الحال . وقرأ هو
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر : وذكر مبنيا للفاعل ، أي الله . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فيها القتال ) ونصب الجمهور : برفع (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20سورة محكمة ) على أنه مفعول لم يسم فاعله ، وبناء وذكر للمفعول ، والقتال رفع به ، وإحكامها كونها لا تنسخ . قال
قتادة : كل سورة فيها القتال ، فهي محكمة من القرآن ، لا بخصوصية هذه الآية ، وذلك أن القتال نسخ ما كان من المهادنة والصلح ، وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة . وقيل : محكمة بالحلال والحرام . وقيل : محكمة أريدت مدلولات ألفاظها على الحقيقة دون المتشابه الذي أريد به المجاز ، نحو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5على العرش استوى ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56في جنب الله ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فضرب الرقاب ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك ) : أي تشخص أبصارهم جبنا وهلعا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20نظر المغشي عليه ) : أي نظرا كما ينظر من أصابته الغشية من أجل حلول الموت . وقيل : يفعلون ذلك ، وهو شخوص البصر إلى الرسول من شدة العداوة . وقيل : من خشية الفضيحة ، فإنهم إن يخالفوا عن القتال افتضحوا وبان نفاقهم . وأولى لهم : تقدم شرحه في المفردات . وقال
قتادة : كأنه قال : العقاب أولى لهم . وقيل : وهم المكروه ، وأولى وزنها أفعل أو أفلع على الاختلاف ، لأن الاستفعال الذي ذكرناه في المفردات . فعلى قول الجمهور : إنه اسم يكون مبتدأ ، والخبر لهم . وقيل : أولى مبتدأ ، ولهم من صلته ، وطاعة خبر ، وكأن اللام بمعنى الباء ، كأنه قيل : فأولى بهم طاعة . ولم يتعرض
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لإعرابه ، وإنما قال : ومعناه الدعاء عليهم بأن يليه المكروه . وعلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : أنه فعل يكون فاعله مضمرا يدل عليه المعنى . وأضمر لكثرة الاستعمال كأنه قال : قارب لهم هو ، أي الهلاك . قال
ابن عطية : والمشهور من استعمال العرب أولى لك فقط على جهة الحذف والاختصار ، لما معها من القوة ، فيقول ، على جهة الزجر والتوعد : أولى لك يا فلان . وهذه الآية من هذا الباب . ومنه قوله : ( أولى لك فأولى ) . وقول
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق للحسن رضي الله عنهما : أولى لك انتهى .
والأكثرون على أن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف ) كلام مستقل محذوف منه أحد الجزأين ، إما الخبر وتقديره : أمثل ، وهو قول
مجاهد ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والخليل ، وإما المبتدأ وتقديره : الأمر أو أمرنا طاعة ، أي الأمر المرضي لله طاعة . وقيل : هي حكاية قولهم ، أي قالوا طاعة ، ويشهد له قراءة
أبي يقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف ) ، وقولهم هذا على سبيل الهزء والخديعة . وقال
قتادة : الواقف على : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فأولى لهم طاعة ) ابتداء وخبر ، والمعنى :
[ ص: 82 ] أن ذلك منهم على جهة الخديعة . وقيل : طاعة صفة لـ " سورة " ، أي فهي طاعة ، أي مطاعة . وهذا القول ليس بشيء لحيلولة الفصل لكثير بين الصفة والموصوف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فإذا عزم الأمر ) : أي جد ، والعزم : الجد ، وهو لأصحاب الأمر . واستعير للأمر ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لمن عزم الأمور ) . وقال الشاعر :
قد جدت بهم الحرب فجدوا
والظاهر أن جواب إذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فلو صدقوا الله ) ، كما تقول : إذا كان الشتاء ، فلو جئتني لكسوتك . وقيل : الجواب محذوف تقديره : فإذا عزم الأمر هو أو نحوه ، قاله
قتادة . ومن حمل (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف ) ، على أنهم يقولون ذلك خديعة قدرناه عزم الأمر ، فاقفوا وتقاضوا ، وقدره
أبو البقاء فأصدق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فلو صدقوا الله ) فيما زعموا من حرصهم على الجهاد ، أو في إيمانهم ، وواطأت قلوبهم فيه ألسنتهم ، أو في قلوبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم ) : التفات للذين في قلوبهم مرض ، أقبل بالخطاب عليهم على سبيل التوبيخ وتوقيفهم على سوء مرتكبهم ، وعسى تقدم الخلاف في لغتها . وفي القراءة فيها ، إذا اتصل بها ضمير الخطاب في سورة البقرة ، واتصال الضمير بها لغة
الحجاز ،
وبنو تميم لا يلحقون بها الضمير . وقال
أبو عبد الله الرازي : وقد ذكروا أن عسى يتصل بها ضمير الرفع وضمير النصب ، وأنها لا يتصل بها ضمير قال : وأما قول من قال : عسى أنت تقوم ، وعسى أنا أقوم ، فدون ما ذكر تطويل الذي فيه . انتهى . ولا أعلم أحدا من نقلة العرب ذكر انفصال الضمير بعد عسى ، وفصل بين عسى وخبرها بالشرط ، وهو إن توليتم .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22إن توليتم ) ، ومعناه إن أعرضتم عن الإسلام . وقال
قتادة : كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ؟ ألم يسفكوا الدم الحرام ، وقطعوا الأرحام ، وعصوا الرحمن ؟ يشير إلى ما جرى من الفترة بعد زمان الرسول . وقال
كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ،
وأبو العالية ،
والكلبي : إن توليتم ، أي أمور الناس من الولاية ، ويشهد لها قراءة وليتم مبنيا للمفعول . وعلى هذا قيل : نزلت في
بني هاشم وبني أمية . وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن توليتم " ، بضم التاء والواو وكسر اللام ، وبها قرأ
علي وأويس ، أي إن وليتكم ولاية جور دخلتم إلى دنياهم دون إمام العدل . وعلى معنى إن توليتم بالتعذيب والتنكيل وإقفال العرب في جاهليتها وسيرتها من الغارات والثبات ، فإن كانت ثمرتها الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم . وقيل معناه : إن تولاكم الناس : وكلكم الله إليهم ، والأظهر أن ذلك خطاب للمنافقين في أمر القتال ، وهو الذي سبقت الآيات فيه ، أي إن أعرضتم عن امتثال أمر الله في القتال .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22أن تفسدوا في الأرض ) بعدم معونة أهل الإسلام ، فإذا لم تعينوهم قطعتم ما بينكم وبينهم من صلة الرحم . ويدل على ذلك ( أولئك الذين لعنهم الله ) . فالآيات كلها في المنافقين . وهذا التوقع الذي في عسى ليس منسوبا إليه تعالى ، لأنه عالم بما كان وما يكون ، وإنما هو بالنسبة لمن عرف المنافقين ، كأنه يقول لهم : لنا علم من حيث ضياعهم . هل يتوقع منكم إذا أعرضتم عن القتال أن يكون كذا وكذا ؟ وقرأ الجمهور : ( تقطعوا ) ، بالتشديد على التكثير ،
وأبو عمرو ، في رواية ،
وسلام ،
ويعقوب ،
وأبان ،
وعصمة : بالتخفيف ، مضارع قطع ،
والحسن : وتقطعوا ، بفتح التاء والقاف على إسقاط حرف الجر ، أي أرحامكم ، لأن تقطع لازم . ( أولئك ) إشارة إلى المرضى القلوب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فأصمهم ) عن سماع الموعظة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وأعمى أبصارهم ) عن طريق الهدى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لعنهم الله لإفسادهم وقطعهم الأرحام ، فمنعهم ألطافه ، وخذلهم حتى عموا . انتهى . وهو على طريق الاعتزال . وجاء التركيب : فأصمهم ، ولم يأت فأصم آذانهم ، وجاء : وأعمى أبصارهم ، ولم يأت وأعماهم . قيل : لأن الأذن لو أصمت لا تسمع الإبصار ، فالعين لها مدخل في الرؤية ، والأذن لها مدخل في السمع . انتهى . ولهذا جاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7وعلى سمعهم ) ، ( وجعل لكم السمع ) ، ولم يأت : وعلى آذانهم ، ولا يأتي : وجعل لكم الآذان .
[ ص: 83 ] وحين ذكر الأذن ، نسبت إليه الوقر ، وهو دون الصمم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وفي آذاننا وقر ) .
( أفلا يتدبرون ) : أي يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر ووعيد العصاة ، وهو استفهام توبيخي وتوقيفي على محاربهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أم على قلوب أقفالها ) : استعارة للذين منهم الإيمان ، وأم منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتقرير ، ولا يستحيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يصل إليها ذكر ، ولم يحتج إلى تعريف القلوب ، لأنه معلوم أنها قلوب من ذكر . ولا حاجة إلى تقدير صفة محذوف ، أي أم على قلوب أقفالها قاسية . وأضاف الأقفال إليها ، أي الأقفال المختصة ، أو هي أقفال الكفر التي استغلقت ، فلا تفتح . وقرئ : إقفالها ، بكسر الهمزة ، وهو مصدر ، وأقفلها بالجمع على أفعل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ) قال
قتادة : نزلت في قوم من
اليهود ، وكانوا عرفوا أمر الرسول من التوراة ، وتبين لهم بهذا الوجه ، فلما باشروا أمره حسدوه ، فارتدوا عن ذلك القدر من الهدى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : نزلت في منافقين كانوا أسلموا ، ثم ماتت قلوبهم . والآية تتناول كل من دخل في ضمن لفظها .
وتقدم الكلام على ( سول ) في سورة يوسف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : سول لهم ركوب العظائم ، من السول ، وهو الاسترخاء ، وقد اشتقه من السؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعا . انتهى . وقال
أبو علي الفارسي : بمعنى ولا هم من السول ، وهو الاسترخاء والتدلي . وقال غيره : سولهم : رجاهم . وقال
ابن بحر : أعطاهم سؤلهم . وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وقد اشتقه إلى آخره ، ليس بجيد ، لأنه توهم أن السول أصله الهمزة . واختلفت المادتان ، أو عين سول واو ، وعين السؤل همزة ، والسول له مادتان : إحداهما الهمز ، من سأل يسأل ، والثانية الواو ، من سال يسال . فإذا كان هكذا ، فسول يجوز أن يكون من ذوات الهمز . وقال صاحب اللوامح : والتسويل أصله من الإرخاء ، ومنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فدلاهما بغرور ) . والسول : استرخاء البطن . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25سول لهم ) : أي كيده على تقدير حذف مضاف . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25وأملى لهم ) مبنيا للفاعل ، والظاهر أنه يعود على الشيطان ، وقاله
الحسن ، وجعل وعده الكاذب بالبقاء ، كالإبقاء . والإبقاء هو البقاء ملاوة من الدهر يمد لهم في الآمال والأماني . قيل : ويحتمل أن يكون فاعل أملى ضميرا يعود على الله ، وهو الأرجح ، لأن حقيقة الإملاء إنما هو من الله . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ،
والجحدري ،
وشيبة ،
وأبو عمرو ،
وعيسى : وأملي مبنيا للمفعول ، أي أمهلوا ومدوا في عمرهم . وقرأ
مجاهد ،
وابن هرمز ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وسلام ،
ويعقوب : وأملي بهمزة المتكلم مضارع أملى ، أي وأنا أنظرهم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ) ، ويجوز أن يكون ماضيا سكنت منه الياء ، كما تقول في يعي بسكون الياء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل ) . وروي أن قوما من
قريظة والنضير كانوا يعينون المنافقين في أمر الرسول والخلاف عليه بنصره ومؤازرته ، وذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26سنطيعكم في بعض الأمر ) . وقيل : الضمير في قالوا للمنافقين ، والذين كرهوا ما نزل الله : هم
قريظة والنضير ، وبعض الأمر : قول المنافقين لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لئن أخرجتم لنخرجن معكم ) ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل : بعض الأمر : التكذيب بالرسول ، أو بلا إله إلا الله ، أو ترك القتال معه . وقيل : هو قول الفريقين ،
اليهود والمنافقين للمشركين : سنطيعكم في التكافؤ على عداوة الرسول والقعود عن الجهاد معه ، وتعين في بعض الأمر في بعض ما يأسرون به ، أو في بعض الأمر الذي يهمكم . وقرأ الجمهور : أسرارهم . بفتح الهمزة ، وكانت أسرارهم كثيرة .
وابن وثاب ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وحفص : بكسرها : وهو مصدر ، قالوا : ذلك سرا فيما بينهم ، وأفشاه الله عليهم . وقال
أبو عبد الله الرازي : الأظهر أن يقال : والله يعلم أسرارهم ، ما في قلوبهم من العلم بصدق
محمد عليه السلام ، فإنهم كانوا معاندين مكابرين ، وكانوا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كما يعرفون أبناءهم . انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فكيف إذا توفتهم الملائكة ) : تقدم
[ ص: 84 ] شرح : ( الذين في قلوبهم مرض ) ، ومبلغهم لأجل القتال . وتقدم قول المرتدين ، وما يلحقهم في ذلك من جزائهم على طواعية الكاذبين ما أنزل الله . وتقدم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26والله يعلم إسرارهم ) ، فجاء هذا الاستفهام الذي معناه التوقيف عقب هذه الأشياء . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : فكيف علمه بها ، أي بإسرارهم إذا توفتهم الملائكة ؟ وقيل : فكيف يكون حالهم مع الله فيما ارتكبوه من ذلك القول ؟ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : توفاهم ، بألف بدل التاء ، فاحتمل أن يكون ماضيا ومضارعا حذفت منه التاء ، والظاهر أن وقت التوفي هو عند الموت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا يتوفى أحد على معصيته إلا تضرب الملائكة في وجهه وفي دبره . والملائكة :
ملك الموت والمصرفون معه . وقيل : هو وقت القتال نصرة للرسول ، يضرب وجوههم أن يثبتوا ، وأدبارهم : انهزموا . والملائكة : النصر . والظاهر أن يضربون حال من الملائكة ، وقيل : حال من الضمير في توفاهم ، وهو ضعيف . ( ذلك ) : أي ذلك الضرب للوجوه والأدبار ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28بأنهم اتبعوا ما أسخط الله ) : وهو الكفر ، أو كتمان بعث الرسول ، أو تسويل الشيطان ، أقوال . والمتبع الشيء هو مقبل بوجهه عليه ، فناسب ضرب الملائكة وجهه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28وكرهوا رضوانه ) : وهو الإيمان بالله واتباع دينه . والكافر للشيء متول عنه ، فناسب ضرب الملائكة دبره ، ففي ذلك مقابلة أمرين بأمرين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29018وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) .
[ ص: 81 ] كَانَ الْمُؤْمِنُونَ حَرِيصِينَ عَلَى ظُهُورِ الْإِسْلَامِ وَعُلُوِّ كَلِمَتِهِ وَتَمَنِّي قَتْلِ الْعَدُوِّ ، وَكَانُوا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْوَحْيِ ، وَيَسْتَوْحِشُونَ إِذَا أَبْطَأَ . وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ ذَلِكَ بَابًا وَمَضْرُوبَةً لَا يُتَعَدَّى . فَمَدَحَ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِطَلَبِهِمْ إِنْزَالَ سُورَةٍ ، وَالْمَعْنَى تَتَضَمَّنُ أَمْرَنَا بِمُجَاهَدَةِ الْعَدُوِّ ، وَفَضْحِ أَمْرِ الْمُنَافِقِينَ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ ظَانِّي ذَلِكَ هُمْ خُلَّصٌ فِي إِيمَانِهِمْ ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : كَانُوا يَدَّعُونَ الْحِرْصَ عَلَى الْجِهَادِ ، وَيَتَمَنَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَيَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ) فِي مَعْنَى الْجِهَادِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَإِذَا أُنْزِلَتْ ) ، وَأُمِرُوا فِيهَا بِمَا تَمَنَّوْا وَحَرَصُوا عَلَيْهِ ، كَاعُوا وَشَقَّ عَلَيْهِمْ وَسَقَطُوا فِي أَيْدِيهِمْ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=77فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ) . انْتَهَى ، وَفِيهِ تَخْوِيفٌ لِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ الْقُرْآنِ وَ ( لَوْلَا ) : بِمَعْنَى هَلَّا ، وَعَنْ
أَبِي مَالِكٍ : لَا زَائِدَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : لَوْ نُزِّلَتْ ، وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقُرِئَ : فَإِذَا نَزَلَتْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : سُورَةً مُحْكَمَةً ، بِنَصْبِهِمَا ، وَمَرْفُوعُ نَزَّلْتُ يُضَمُّ ، وَسُورَةً نُصِبَ عَلَى الْحَالِ . وَقَرَأَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ : وَذُكِرَ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، أَيِ اللَّهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فِيهَا الْقِتَالُ ) وَنَصَبَ الْجُمْهُورُ : بِرَفْعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَبِنَاءُ وَذُكِرَ لِلْمَفْعُولِ ، وَالْقِتَالُ رُفِعَ بِهِ ، وَإِحْكَامُهَا كَوْنُهَا لَا تُنْسَخُ . قَالَ
قَتَادَةُ : كُلُّ سُورَةٍ فِيهَا الْقِتَالُ ، فَهِيَ مَحْكَمَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، لَا بِخُصُوصِيَّةِ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقِتَالَ نَسَخَ مَا كَانَ مِنَ الْمُهَادَنَةِ وَالصُّلْحِ ، وَهُوَ غَيْرُ مَنْسُوخٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : مُحْكَمَةٌ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ . وَقِيلَ : مُحْكَمَةٌ أُرِيدَتْ مَدْلُولَاتُ أَلْفَاظِهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ دُونَ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْمَجَازُ ، نَحْوُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56فِي جَنْبِ اللَّهِ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَضَرْبَ الرِّقَابِ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ) : أَيْ تَشْخَصُ أَبْصَارُهُمْ جُبْنًا وَهَلَعًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ ) : أَيْ نَظَرًا كَمَا يَنْظُرُ مَنْ أَصَابَتْهُ الْغَشْيَةُ مِنْ أَجْلِ حُلُولِ الْمَوْتِ . وَقِيلَ : يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ، وَهُوَ شُخُوصُ الْبَصَرِ إِلَى الرَّسُولِ مِنْ شِدَّةِ الْعَدَاوَةِ . وَقِيلَ : مِنْ خَشْيَةِ الْفَضِيحَةِ ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يُخَالِفُوا عَنِ الْقِتَالِ افْتَضَحُوا وَبَانَ نِفَاقُهُمْ . وَأَوْلَى لَهُمْ : تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَأَنَّهُ قَالَ : الْعِقَابُ أَوْلَى لَهُمْ . وَقِيلَ : وَهُمُ الْمَكْرُوهُ ، وَأَوْلَى وَزْنُهَا أَفْعَلُ أَوْ أَفْلَعُ عَلَى الِاخْتِلَافِ ، لِأَنَّ الِاسْتِفْعَالَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ . فَعَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ : إِنَّهُ اسْمٌ يَكُونُ مُبْتَدَأً ، وَالْخَبَرُ لَهُمْ . وَقِيلَ : أَوْلَى مُبْتَدَأٌ ، وَلَهُمْ مِنْ صِلَتِهِ ، وَطَاعَةٌ خَبَرٌ ، وَكَأَنَّ اللَّامَ بِمَعْنَى الْبَاءِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَأَوْلَى بِهِمْ طَاعَةٌ . وَلَمْ يَتَعَرَّضِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ لِإِعْرَابِهِ ، وَإِنَّمَا قَالَ : وَمَعْنَاهُ الدُّعَاءُ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَلِيَهُ الْمَكْرُوهُ . وَعَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ : أَنَّهُ فِعْلٌ يَكُونُ فَاعِلُهُ مُضْمَرًا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْنَى . وَأُضْمِرَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَأَنَّهُ قَالَ : قَارَبَ لَهُمْ هُوَ ، أَيِ الْهَلَاكِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالْمَشْهُورُ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْعَرَبِ أَوْلَى لَكَ فَقَطْ عَلَى جِهَةِ الْحَذْفِ وَالِاخْتِصَارِ ، لِمَا مَعَهَا مِنَ الْقُوَّةِ ، فَيَقُولُ ، عَلَى جِهَةِ الزَّجْرِ وَالتَّوَعُّدِ : أَوْلَى لَكَ يَا فُلَانُ . وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنْ هَذَا الْبَابِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ : ( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) . وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ لِلْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَوْلَى لَكَ انْتَهَى .
وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) كَلَامٌ مُسْتَقِلٌّ مَحْذُوفٌ مِنْهُ أَحَدُ الْجُزْأَيْنِ ، إِمَّا الْخَبَرُ وَتَقْدِيرُهُ : أَمْثَلُ ، وَهُوَ قَوْلُ
مُجَاهِدٍ وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلِ ، وَإِمَّا الْمُبْتَدَأُ وَتَقْدِيرُهُ : الْأَمْرُ أَوْ أَمَرْنَا طَاعَةً ، أَيِ الْأَمْرُ الْمُرْضِيِّ لِلَّهِ طَاعَةً . وَقِيلَ : هِيَ حِكَايَةُ قَوْلِهِمْ ، أَيْ قَالُوا طَاعَةً ، وَيَشْهَدُ لَهُ قِرَاءَةُ
أُبَيٍّ يَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) ، وَقَوْلُهُمْ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الْهَزْءِ وَالْخَدِيعَةِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْوَاقِفُ عَلَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ ) ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ ، وَالْمَعْنَى :
[ ص: 82 ] أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَلَى جِهَةِ الْخَدِيعَةِ . وَقِيلَ : طَاعَةٌ صِفَةٌ لِـ " سُورَةٌ " ، أَيْ فَهِيَ طَاعَةٌ ، أَيْ مُطَاعَةٌ . وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِشَيْءٍ لِحَيْلُولَةِ الْفَصْلِ لِكَثِيرٍ بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ ) : أَيْ جَدَّ ، وَالْعَزْمُ : الْجِدُّ ، وَهُوَ لِأَصْحَابِ الْأَمْرِ . وَاسْتُعِيرَ لِلْأَمْرِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
قَدْ جَدَّتْ بِهِمُ الْحَرْبُ فَجَدُّوا
وَالظَّاهِرُ أَنَّ جَوَابَ إِذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ ) ، كَمَا تَقُولُ : إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ ، فَلَوْ جِئْتَنِي لَكَسَوْتُكَ . وَقِيلَ : الْجَوَابُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ هُوَ أَوْ نَحْوُهُ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ . وَمَنْ حَمَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) ، عَلَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ خَدِيعَةً قَدَّرْنَاهُ عَزَمَ الْأَمْرَ ، فَاقْفَوْا وَتَقَاضَوْا ، وَقَدَّرَهُ
أَبُو الْبَقَاءِ فَأُصَدِّقُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ ) فِيمَا زَعَمُوا مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى الْجِهَادِ ، أَوْ فِي إِيمَانِهِمْ ، وَوَاطَأَتْ قُلُوبُهُمْ فِيهِ أَلْسِنَتَهُمْ ، أَوْ فِي قُلُوبِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ ) : الْتِفَاتٌ لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، أَقْبَلَ بِالْخِطَابِ عَلَيْهِمْ عَلَى سَبِيلِ التَّوْبِيخِ وَتَوْقِيفِهِمْ عَلَى سُوءِ مُرْتَكَبِهِمْ ، وَعَسَى تَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي لُغَتِهَا . وَفِي الْقِرَاءَةِ فِيهَا ، إِذَا اتَّصَلَ بِهَا ضَمِيرُ الْخِطَابِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَاتِّصَالُ الضَّمِيرِ بِهَا لُغَةُ
الْحِجَازِ ،
وَبَنُو تَمِيمٍ لَا يُلْحِقُونَ بِهَا الضَّمِيرَ . وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ عَسَى يَتَّصِلُ بِهَا ضَمِيرُ الرَّفْعِ وَضَمِيرُ النَّصْبِ ، وَأَنَّهَا لَا يَتَّصِلُ بِهَا ضَمِيرُ قَالَ : وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : عَسَى أَنْتَ تَقُومُ ، وَعَسَى أَنَا أَقُومُ ، فَدُونَ مَا ذُكِرَ تَطْوِيلُ الَّذِي فِيهِ . انْتَهَى . وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ نَقَلَةِ الْعَرَبِ ذَكَرَ انْفِصَالَ الضَّمِيرِ بَعْدَ عَسَى ، وَفَصَلَ بَيْنَ عَسَى وَخَبَرِهَا بِالشَّرْطِ ، وَهُوَ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) ، وَمَعْنَاهُ إِنْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَيْفَ رَأَيْتُمُ الْقَوْمَ حِينَ تَوَلَّوْا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ أَلَمْ يَسْفِكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ ، وَقَطَّعُوا الْأَرْحَامَ ، وَعَصَوُا الرَّحْمَنَ ؟ يُشِيرُ إِلَى مَا جَرَى مِنَ الْفَتْرَةِ بَعْدَ زَمَانِ الرَّسُولِ . وَقَالَ
كَعْبٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالْكَلْبِيُّ : إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ، أَيْ أُمُورَ النَّاسِ مِنَ الْوِلَايَةِ ، وَيَشْهَدُ لَهَا قِرَاءَةُ وُلِّيتُمْ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَعَلَى هَذَا قِيلَ : نَزَلَتْ فِي
بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي أُمَيَّةَ . وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنْ تَوَلَّيْتُمْ " ، بِضَمِّ التَّاءِ وَالْوَاوِ وَكَسْرِ اللَّامِ ، وَبِهَا قَرَأَ
عَلِيٌّ وَأُوَيْسٌ ، أَيْ إِنْ وَلَّيْتُكُمْ وِلَايَةَ جَوْرٍ دَخَلْتُمْ إِلَى دُنْيَاهُمْ دُونَ إِمَامِ الْعَدْلِ . وَعَلَى مَعْنَى إِنْ تَوَلَّيْتُمْ بِالتَّعْذِيبِ وَالتَّنْكِيلِ وَإِقْفَالِ الْعَرَبِ فِي جَاهِلِيَّتِهَا وَسِيرَتِهَا مِنَ الْغَارَاتِ وَالثَّبَاتِ ، فَإِنْ كَانَتْ ثَمَرَتُهَا الْإِفْسَادُ فِي الْأَرْضِ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ . وَقِيلَ مَعْنَاهُ : إِنْ تَوَلَّاكُمُ النَّاسُ : وَكَلَكُمُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ ذَلِكَ خِطَابٌ لِلْمُنَافِقِينَ فِي أَمْرِ الْقِتَالِ ، وَهُوَ الَّذِي سَبَقَتِ الْآيَاتُ فِيهِ ، أَيْ إِنْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ امْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ فِي الْقِتَالِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) بِعَدَمِ مَعُونَةِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَإِذَا لَمْ تُعِينُوهُمْ قَطَعْتُمْ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ . وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ) . فَالْآيَاتُ كُلُّهَا فِي الْمُنَافِقِينَ . وَهَذَا التَّوَقُّعُ الَّذِي فِي عَسَى لَيْسَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِ تَعَالَى ، لِأَنَّهُ عَالِمٌ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ عَرَفَ الْمُنَافِقِينَ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ : لَنَا عِلْمٌ مِنْ حَيْثُ ضَيَاعُهُمْ . هَلْ يَتَوَقَّعُ مِنْكُمْ إِذَا أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْقِتَالِ أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا ؟ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تُقَطِّعُوا ) ، بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّكْثِيرِ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ، فِي رِوَايَةٍ ،
وَسَلَّامٌ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَأَبَانٌ ،
وَعِصْمَةُ : بِالتَّخْفِيفِ ، مُضَارِعُ قَطَعَ ،
وَالْحَسَنُ : وَتَقَطَّعُوا ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْقَافِ عَلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ ، أَيْ أَرْحَامُكُمْ ، لِأَنَّ تَقَطَّعَ لَازِمٌ . ( أُولَئِكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْمَرْضَى الْقُلُوبِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فَأَصَمَّهُمْ ) عَنْ سَمَاعِ الْمَوْعِظَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَعَنَهُمُ اللَّهُ لِإِفْسَادِهِمْ وَقَطْعِهِمُ الْأَرْحَامَ ، فَمَنَعَهُمْ أَلْطَافَهُ ، وَخَذَلَهُمْ حَتَّى عَمُوا . انْتَهَى . وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الِاعْتِزَالِ . وَجَاءَ التَّرْكِيبُ : فَأَصَمَّهُمْ ، وَلَمْ يَأْتِ فَأَصَمَّ آذَانَهُمْ ، وَجَاءَ : وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ، وَلَمْ يَأْتِ وَأَعْمَاهُمْ . قِيلَ : لِأَنَّ الْأُذُنَ لَوْ أَصَمَّتْ لَا تَسْمَعُ الْإِبْصَارَ ، فَالْعَيْنُ لَهَا مَدْخَلٌ فِي الرُّؤْيَةِ ، وَالْأُذُنُ لَهَا مَدْخَلٌ فِي السَّمْعِ . انْتَهَى . وَلِهَذَا جَاءَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) ، ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ ) ، وَلَمْ يَأْتِ : وَعَلَى آذَانِهِمْ ، وَلَا يَأْتِي : وَجَعَلَ لَكُمُ الْآذَانَ .
[ ص: 83 ] وَحِينَ ذُكِرَ الْأُذُنُ ، نُسِبَتْ إِلَيْهِ الْوَقْرُ ، وَهُوَ دُونُ الصَّمَمِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) .
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ) : أَيْ يَتَصَفَّحُونَهُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالزَّوَاجِرِ وَوَعِيدِ الْعُصَاةِ ، وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ تَوْبِيخِيٌّ وَتَوْقِيفِيٌّ عَلَى مُحَارِبِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) : اسْتِعَارَةٌ لِلَّذِينَ مِنْهُمُ الْإِيمَانُ ، وَأَمْ مُنْقَطِعَةٌ بِمَعْنَى بَلْ ، وَالْهَمْزَةُ لِلتَّقْرِيرِ ، وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ قُلُوبَهُمْ مُقْفَلَةٌ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا ذِكْرٌ ، وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى تَعْرِيفِ الْقُلُوبِ ، لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّهَا قُلُوبُ مَنْ ذُكِرَ . وَلَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ صِفَةِ مَحْذُوفٍ ، أَيْ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا قَاسِيَةٌ . وَأَضَافَ الْأَقْفَالَ إِلَيْهَا ، أَيِ الْأَقْفَالُ الْمُخْتَصَّةُ ، أَوْ هِيَ أَقْفَالُ الْكُفْرِ الَّتِي اسْتُغْلِقَتْ ، فَلَا تُفْتَحُ . وَقُرِئَ : إِقْفَالُهَا ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ ، وَأَقْفُلُهَا بِالْجَمْعِ عَلَى أَفْعُلٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) قَالَ
قَتَادَةُ : نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ
الْيَهُودِ ، وَكَانُوا عَرَفُوا أَمْرَ الرَّسُولِ مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَتَبَيَّنَ لَهُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ ، فَلَمَّا بَاشَرُوا أَمْرَهُ حَسَدُوهُ ، فَارْتَدُّوا عَنْ ذَلِكَ الْقَدْرِ مِنَ الْهُدَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : نَزَلَتْ فِي مُنَافِقِينَ كَانُوا أَسْلَمُوا ، ثُمَّ مَاتَتْ قُلُوبُهُمْ . وَالْآيَةُ تَتَنَاوَلُ كُلَّ مَنْ دَخَلَ فِي ضِمْنِ لَفْظِهَا .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ( سَوَّلَ ) فِي سُورَةِ يُوسُفَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : سَوَّلَ لَهُمْ رُكُوبَ الْعَظَائِمِ ، مِنَ السَّوْلِ ، وَهُوَ الِاسْتِرْخَاءُ ، وَقَدِ اشْتَقَّهُ مِنَ السُّؤْلِ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالتَّصْرِيفِ وَالِاشْتِقَاقِ جَمِيعًا . انْتَهَى . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : بِمَعْنَى وَلَا هُمْ مِنَ السَّوْلِ ، وَهُوَ الِاسْتِرْخَاءُ وَالتَّدَلِّي . وَقَالَ غَيْرُهُ : سَوَّلَهُمْ : رَجَّاهُمْ . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : أَعْطَاهُمْ سُؤْلَهُمْ . وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ ، وَقَدِ اشْتَقَّهُ إِلَى آخِرِهِ ، لَيْسَ بِجَيِّدٍ ، لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ أَنَّ السُّولَ أَصْلُهُ الْهَمْزَةُ . وَاخْتَلَفَتِ الْمَادَّتَانِ ، أَوْ عَيْنُ سَوَّلَ وَاوٌ ، وَعَيْنُ السُّؤْلِ هَمْزَةٌ ، وَالسُّولُ لَهُ مَادَّتَانِ : إِحْدَاهُمَا الْهَمْزُ ، مِنْ سَأَلَ يَسْأَلُ ، وَالثَّانِيَةُ الْوَاوُ ، مِنْ سَالَ يُسَالُ . فَإِذَا كَانَ هَكَذَا ، فَسَوَّلَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ ذَوَاتِ الْهَمْزِ . وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَالتَّسْوِيلُ أَصْلُهُ مِنَ الْإِرْخَاءِ ، وَمِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ) . وَالسَّوْلُ : اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25سَوَّلَ لَهُمْ ) : أَيْ كَيْدَهُ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ مُضَافٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25وَأَمْلَى لَهُمْ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الشَّيْطَانِ ، وَقَالَهُ
الْحَسَنُ ، وَجَعَلَ وَعْدَهُ الْكَاذِبَ بِالْبَقَاءِ ، كَالْإِبْقَاءِ . وَالْإِبْقَاءُ هُوَ الْبَقَاءُ مَلَاوَةً مِنَ الدَّهْرِ يَمُدُّ لَهُمْ فِي الْآمَالِ وَالْأَمَانِيِّ . قِيلَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ أَمْلَى ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى اللَّهِ ، وَهُوَ الْأَرْجَحُ ، لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْإِمْلَاءِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَعِيسَى : وَأُمْلِيَ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، أَيْ أُمْهِلُوا وَمُدُّوا فِي عُمْرِهِمْ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ هُرْمُزَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَسَلَّامٌ ،
وَيَعْقُوبُ : وَأُمْلِي بِهَمْزَةِ الْمُتَكَلِّمِ مُضَارِعَ أَمْلَى ، أَيْ وَأَنَا أَنْظِرُهُمْ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَاضِيًا سَكَنَتْ مِنْهُ الْيَاءُ ، كَمَا تَقُولُ فِي يَعِي بِسُكُونِ الْيَاءِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ ) . وَرُوِيَ أَنَّ قَوْمًا مِنْ
قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ كَانُوا يُعِينُونَ الْمُنَافِقِينَ فِي أَمْرِ الرَّسُولِ وَالْخِلَافِ عَلَيْهِ بِنَصْرِهِ وَمُؤَازَرَتِهِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي قَالُوا لِلْمُنَافِقِينَ ، وَالَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ : هُمْ
قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ ، وَبَعْضُ الْأَمْرِ : قَوْلُ الْمُنَافِقِينَ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ) ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : بَعْضُ الْأَمْرِ : التَّكْذِيبُ بِالرَّسُولِ ، أَوْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَوْ تَرْكُ الْقِتَالِ مَعَهُ . وَقِيلَ : هُوَ قَوْلُ الْفَرِيقَيْنِ ،
الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ لِلْمُشْرِكِينَ : سَنُطِيعُكُمْ فِي التَّكَافُؤِ عَلَى عَدَاوَةِ الرَّسُولِ وَالْقُعُودِ عَنِ الْجِهَادِ مَعَهُ ، وَتَعَيَّنَ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ فِي بَعْضِ مَا يَأْسِرُونَ بِهِ ، أَوْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ الَّذِي يُهِمُّكُمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : أَسْرَارَهُمْ . بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، وَكَانَتْ أَسْرَارُهُمْ كَثِيرَةً .
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَحَفْصٌ : بِكَسْرِهَا : وَهُوَ مَصْدَرٌ ، قَالُوا : ذَلِكَ سِرًّا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَأَفْشَاهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : الْأَظْهَرُ أَنْ يُقَالَ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ ، مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْعِلْمِ بِصِدْقِ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُعَانِدِينَ مُكَابِرِينَ ، وَكَانُوا يَعْرِفُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ . انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ) : تَقَدَّمَ
[ ص: 84 ] شَرْحُ : ( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) ، وَمَبْلَغُهُمْ لِأَجْلِ الْقِتَالِ . وَتَقَدَّمَ قَوْلُ الْمُرْتَدِّينَ ، وَمَا يَلْحَقُهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ جَزَائِهِمْ عَلَى طَوَاعِيَةِ الْكَاذِبِينَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ . وَتَقَدَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ) ، فَجَاءَ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّوْقِيفُ عَقِبَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : فَكَيْفَ عِلْمُهُ بِهَا ، أَيْ بِإِسْرَارِهِمْ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ؟ وَقِيلَ : فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُهُمْ مَعَ اللَّهِ فِيمَا ارْتَكَبُوهُ مِنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ ؟ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : تَوَفَّاهُمْ ، بِأَلِفٍ بَدَلَ التَّاءِ ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ مَاضِيًا وَمُضَارِعًا حُذِفَتْ مِنْهُ التَّاءُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ وَقْتَ التَّوَفِّي هُوَ عِنْدَ الْمَوْتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا يُتَوَفَّى أَحَدٌ عَلَى مَعْصِيَتِهِ إِلَّا تَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ فِي وَجْهِهِ وَفِي دُبُرِهِ . وَالْمَلَائِكَةُ :
مَلَكُ الْمَوْتِ وَالْمَصْرُفُونَ مَعَهُ . وَقِيلَ : هُوَ وَقْتُ الْقِتَالِ نُصْرَةً لِلرَّسُولِ ، يَضْرِبُ وُجُوهَهُمْ أَنْ يَثْبُتُوا ، وَأَدْبَارَهُمْ : انْهَزِمُوا . وَالْمَلَائِكَةُ : النَّصْرُ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ يَضْرِبُونَ حَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَقِيلَ : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي تَوَفَّاهُمْ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . ( ذَلِكَ ) : أَيْ ذَلِكَ الضَّرْبُ لِلْوُجُوهِ وَالْأَدْبَارِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ) : وَهُوَ الْكُفْرُ ، أَوْ كِتْمَانُ بَعْثِ الرَّسُولِ ، أَوْ تَسْوِيلُ الشَّيْطَانِ ، أَقْوَالٌ . وَالْمُتَّبِعُ الشَّيْءَ هُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِ ، فَنَاسَبَ ضَرْبَ الْمَلَائِكَةِ وَجْهَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ ) : وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَاتِّبَاعُ دِينِهِ . وَالْكَافِرُ لِلشَّيْءِ مُتَوَلٍّ عَنْهُ ، فَنَاسَبَ ضَرْبَ الْمَلَائِكَةِ دُبُرَهُ ، فَفِي ذَلِكَ مُقَابَلَةُ أَمْرَيْنِ بِأَمْرَيْنِ .