قوله عز وجل :
[ ص: 116 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29019يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون ) .
قيل : غضب
nindex.php?page=showalam&ids=14062الحارث بن هشام وعتاب بن أسيد حين أذن
بلال يوم فتح
مكة على
الكعبة ، فنزلت . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، سببها قول
nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس لرجل لم يفسح له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا ابن فلانة ، فوبخه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له : "
إنك لا تفضل أحدا إلا في الدين والتقوى " . ونزل الأمر بالتفسح في ذلك أيضا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13من ذكر وأنثى ) : أي من
آدم وحواء ، أو كل أحد منكم من أب وأم ، فكل واحد منكم مساو للآخر في ذلك الوجه ، فلا وجه للتفاخر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13وجعلناكم شعوبا وقبائل ) : وتقدم الكلام على شيء من ذلك في المفردات . وقيل : الشعوب في العجم والقبائل في العرب ، والأسباط في
بني إسرائيل . وقيل : الشعوب : عرب
اليمن من
قحطان ، والقبائل :
ربيعة ومضر وسائر عدنان . وقال
قتادة ،
ومجاهد ،
والضحاك : الشعب : النسب الأبعد ، والقبيلة : الأقرب ، قال الشاعر :
قبائل من شعوب ليس فيهم كريم قد يعد ولا نجيب
وقيل : الشعوب : الموالي ، والقبائل : العرب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15451أبو روق : الشعوب : الذين ينسبون إلى المدائن والقرى ، والقبائل : الذين ينسبون إلى آبائهم . انتهى . وواحد الشعوب شعب ، بفتح الشين . وشعب : بطن من
همدان ينسب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر الشعبي من سادات التابعين ، والنسب إلى الشعوب شعوبية ، بفتح الشين ، وهم الأمم التي ليست بعرب . وقيل : هم الذين يفضلون العجم على العرب ، وكان
أبو عبيدة خارجيا شعوبيا ، وله كتاب في مناقب العرب ،
ولابن غرسبة رسالة فصيحة في تفضيل العجم على العرب ، وقد رد عليه ذلك علماء
الأندلس برسائل عديدة . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13لتعارفوا ) ، مضارع تعارف ، محذوف التاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : بتاءين ،
ومجاهد ،
وابن كثير في رواية ،
وابن محيصن : بإدغام التاء في التاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
وأبان عن
عاصم : لتعرفوا ، مضارع عرف ، والمعنى : أنكم جعلكم الله تعالى ما ذكر ، كي يعرف بعضكم بعضا في النسب ، فلا ينتمي إلى غير آبائه ، لا للتفاخر بالآباء والأجداد ، ودعوى التفاضل ، وهي التقوى . وفي خطبته عليه الصلاة والسلام يوم فتح
مكة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374897إنما الناس رجلان ، مؤمن تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله " ، ثم قرأ الآية . وعنه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374898من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله " . وما زال التفاخر بالأنساب في الجاهلية والإسلام ، وبالبلاد ، وبالمذاهب وبالعلوم وبالصنائع ، وأكثره بالأنساب :
وأعجب شيء إلى عاقل فروع عن المجد مستأخره
إذا سئلوا ما لهم من علا أشاروا إلى أعظم ناخره
ومن ذلك : افتخار أولاد مشايخ الزوايا الصوفية بآبائهم ، واحترام الناس لهم بذلك وتعظيمهم لهم ، وإن كان الأولاد بخلاف الآباء في الدين والصلاح . وقرأ الجمهور : إن ، بكسر الهمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : بفتحها ، وكان قرأ : لتعرفوا ، مضارع عرف ، فاحتمل أن تكون أن معمولة لتعرفوا وتكون اللام في لتعرفوا لام الأمر ، وهو أجود من حيث المعنى . وأما إن كانت لام كي ، فلا يظهر المعنى أن جعلهم شعوبا وقبائل لأن تعرفوا أن الأكرم هو الأتقى . فإن جعلت مفعول لتعرفوا محذوفا ، أي لتعرفوا الحق ، لأن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ساغ في لام لتعارفوا أن تكون لام كي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا ) ، قال
مجاهد :
[ ص: 117 ] نزلت في
بني أسد بن خزيمة ، قبيلة تجاور
المدينة ، أظهروا الإسلام وقلوبهم دخلة ، إنما يحبون المغانم وعرض الدنيا . وقيل :
مزينة وجهينة وأسلم وأشجع وغفار قالوا آمنا فاستحققنا الكرامة ، فرد الله تعالى عليهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قل لم تؤمنوا ) ، أكذبهم الله في دعوى الإيمان ، ولم يصرح بإكذابهم بلفظه ، بل بما دل عليه من انتفاء إيمانهم ، وهذا في أعراب مخصوصين . فقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) الآية . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا ) ، فهو اللفظ الصادق من أقوالكم ، وهو الاستسلام والانقياد ظاهرا ، ولم يواطئ أقوالكم ما في قلوبكم ، فلذلك قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) : وجاء النفي بلما الدالة على انتفاء الشيء إلى زمان الإخبار ، وتبين أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لم تؤمنوا ) لا يراد به انتفاء الإيمان في الزمن الماضي ، بل متصلا بزمان الإخبار أيضا ، لأنك إذا نفيت بلم ، جاز أن يكون النفي قد انقطع ، ولذلك يجوز أن تقول : لم يقم زيد وقد قام ، وجاز أن يكون النفي متصلا بزمن الإخبار . فإذا كان متصلا بزمن الإخبار ، لم يجز أن تقول : وقد قام ، لتكاذب الخبرين . وأما لما ، فإنها تدل على نفي الشيء متصلا بزمان الإخبار ، ولذلك امتنع لما يقم زيد وقد قام للتكاذب . والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ليس له تعلق بما قبله من جهة الإعراب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : هو بعد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قل لم تؤمنوا ) يشبه التكرير من غير استقلال بفائدة متجددة ، قلت : ليس كذلك ، فإن فائدة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لم تؤمنوا ) هو تكذيب دعواهم ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) توقيت لما أمروا به أن يقولوه ، كأنه قيل لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا ) حين لم يثبت مواطأة قلوبكم لألسنتكم ، لأنه كلام واقع موقع الحال من الضمير في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قولوا ) . انتهى . والذي يظهر أنهم أمروا أن يقولوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قولوا أسلمنا ) غير مقيد بحال ، وأن (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان ) إخبار غير قيد في قولهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وما في لما من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد . انتهى ، ولا أدري من أي وجه يكون ما نفي بلما يقع بعد ولما ، إنما تنفي ما كان متصلا بزمان الإخبار ، ولا تدل على ما ذكر ، وهي جواب لقد فعل ، وهب أن قد تدل على توقع الفعل . فإذا نفي ما دل على التوقع ، فكيف يتوهم أنه يقع بعد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وإن تطيعوا الله ورسوله ) بالإيمان والأعمال ؟ وهذا فتح لباب التوبة . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لا يلتكم ) ، من لات يليت ، وهي لغة
الحجاز .
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وأبو عمرو : ولا يألتكم ، من ألت ، وهي لغة
غطفان وأسد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15ثم لم يرتابوا ) ، ثم تقتضي التراخي ، وانتفاء الريبة يجب أن يقارن الإيمان ، فقيل : من ترتيب الكلام لا من ترتيب الزمان ، أي ثم أقول لم يرتابوا . وقيل : قد يخلص الإيمان ، ثم يعترضه ما يثلم إخلاصه ، فنفى ذلك ، فحصل التراخي ، أو أريد انتفاء الريبة في الأزمان المتراخية المتطاولة ، فحاله في ذلك كحاله في الزمان الأول الذي آمن فيه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أولئك هم الصادقون ) : أي في قولهم آمنا ، حيث طابقت ألسنتهم عقائدهم ، وظهرت ثمرة ذلك عليهم بالجهاد بالنفس والمال . وفي سبيل الله يشمل جميع الطاعات البدنية والمالية ، وليسوا كأعراب
بني أسد في قولهم آمنا ، وهم كاذبون في ذلك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم ) ، هي منقولة من : علمت به ، أي شعرت به ، ولذلك تعدت إلى واحد بنفسها وإلى الآخر بحرف الجر لما ثقلت بالتضعيف ، وفي ذلك تجهيل لهم ، حيث ظنوا أن ذلك يخفى على الله تعالى . ثم ذكر إحاطة علمه بما في السماوات والأرض . ويقال : من عليهم بيد أسداها إليه ، أي أنعم عليه . المنة : النعمة التي لا يطلب لها ثواب ، ثم يقال : من عليه صنعه ، إذا اعتده عليه منة وإنعاما ، أي يعتدون عليك أن أسلموا ، فإن أسلموا في موضع المفعول ، ولذلك تعدى إليه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قل لا تمنوا علي إسلامكم ) . ويجوز أن يكون أسلموا مفعولا من أجله ، أي يتفضلون عليك بإسلامهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أن هداكم للإيمان ) بزعمكم ، وتعليق المن بهدايتهم بشرط الصدق يدل على أنهم ليسوا مؤمنين ، إذ قد بين تعالى كذبهم في قولهم آمنا
[ ص: 118 ] بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قل لم تؤمنوا ) . وقرأ
عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ، إذ هداكم ، جعلا إذ مكان إن ، وكلاهما تعليل ، وجواب الشرط محذوف ، أي (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إن كنتم صادقين ) ، فهو المان عليكم . وقرأ
ابن كثير وأبان عن
عاصم : يعلمون ، بياء الغيبة ، والجمهور : بتاء الخطاب .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
[ ص: 116 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29019يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
قِيلَ : غَضِبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14062الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ حِينَ أَذَّنَ
بِلَالٌ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ عَلَى
الْكَعْبَةِ ، فَنَزَلَتْ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، سَبَبُهَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=215ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ لِرَجُلٍ لَمْ يُفْسِحْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : يَا ابْنَ فُلَانَةَ ، فَوَبَّخَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ لَهُ : "
إِنَّكَ لَا تَفْضُلُ أَحَدًا إِلَّا فِي الدِّينِ وَالتَّقْوَى " . وَنَزَلَ الْأَمْرُ بِالتَّفَسُّحِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ) : أَيْ مِنْ
آدَمَ وَحَوَّاءَ ، أَوْ كُلُّ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مُسَاوٍ لِلْآخَرِ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ ، فَلَا وَجْهَ لِلتَّفَاخُرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ ) : وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فِي الْمُفْرَدَاتِ . وَقِيلَ : الشُّعُوبُ فِي الْعَجَمِ وَالْقَبَائِلُ فِي الْعَرَبِ ، وَالْأَسْبَاطُ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَقِيلَ : الشُّعُوبُ : عَرَبُ
الْيَمَنِ مِنْ
قَحْطَانَ ، وَالْقَبَائِلُ :
رَبِيعَةُ وَمُضَرُ وَسَائِرُ عَدْنَانَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالضَّحَّاكُ : الشَّعْبُ : النَّسَبُ الْأَبْعَدُ ، وَالْقَبِيلَةُ : الْأَقْرَبُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
قَبَائِلُ مِنْ شُعُوبٍ لَيْسَ فِيهِمْ كَرِيمٌ قَدْ يُعَدُّ وَلَا نَجِيبُ
وَقِيلَ : الشُّعُوبُ : الْمَوَالِي ، وَالْقَبَائِلُ : الْعَرَبُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15451أَبُو رَوْقٍ : الشُّعُوبُ : الَّذِينَ يُنْسَبُونَ إِلَى الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى ، وَالْقَبَائِلُ : الَّذِينَ يُنْسَبُونَ إِلَى آبَائِهِمْ . انْتَهَى . وَوَاحِدُ الشُّعُوبِ شَعْبٌ ، بِفَتْحِ الشِّينِ . وَشَعْبٌ : بَطْنٌ مِنْ
هَمْدَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ ، وَالنَّسَبُ إِلَى الشُّعُوبِ شَعُوبِيَّةٌ ، بِفَتْحِ الشِّينِ ، وَهُمُ الْأُمَمُ الَّتِي لَيْسَتْ بِعَرَبٍ . وَقِيلَ : هُمُ الَّذِينَ يُفَضِّلُونَ الْعَجَمَ عَلَى الْعَرَبِ ، وَكَانَ
أَبُو عُبَيْدَةَ خَارِجِيًّا شَعُوبِيًّا ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي مَنَاقِبِ الْعَرَبِ ،
وَلِابْنِ غَرْسَبَةَ رِسَالَةٌ فَصِيحَةٌ فِي تَفْضِيلِ الْعَجَمِ عَلَى الْعَرَبِ ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ عُلَمَاءُ
الْأَنْدَلُسِ بِرَسَائِلَ عَدِيدَةٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13لِتَعَارَفُوا ) ، مُضَارِعَ تَعَارَفَ ، مَحْذُوفَ التَّاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : بِتَاءَيْنِ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةٍ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي التَّاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَأَبَانٌ عَنْ
عَاصِمٍ : لِتَعْرِفُوا ، مُضَارِعَ عَرَفَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّكُمْ جَعَلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى مَا ذَكَرَ ، كَيْ يَعْرِفَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي النَّسَبِ ، فَلَا يَنْتَمِي إِلَى غَيْرِ آبَائِهِ ، لَا لِلتَّفَاخُرِ بِالْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ ، وَدَعْوَى التَّفَاضُلِ ، وَهِيَ التَّقْوَى . وَفِي خُطْبَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374897إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ " ، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَةَ . وَعَنْهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374898مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ " . وَمَا زَالَ التَّفَاخُرُ بِالْأَنْسَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ ، وَبِالْبِلَادِ ، وَبِالْمَذَاهِبِ وَبِالْعُلُومِ وَبِالصَّنَائِعِ ، وَأَكْثَرُهُ بِالْأَنْسَابِ :
وَأَعْجَبُ شَيْءٍ إِلَى عَاقِلٍ فُرُوعٌ عَنِ الْمَجْدِ مُسْتَأْخِرَهْ
إِذَا سُئِلُوا مَا لَهُمْ مِنْ عُلًا أَشَارُوا إِلَى أَعْظَمِ نَاخِرَهْ
وَمِنْ ذَلِكَ : افْتِخَارُ أَوْلَادِ مَشَايِخِ الزَّوَايَا الصُّوفِيَّةِ بِآبَائِهِمْ ، وَاحْتِرَامُ النَّاسِ لَهُمْ بِذَلِكَ وَتَعْظِيمُهُمْ لَهُمْ ، وَإِنْ كَانَ الْأَوْلَادُ بِخِلَافِ الْآبَاءِ فِي الدِّينِ وَالصَّلَاحِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : إِنَّ ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : بِفَتْحِهَا ، وَكَانَ قَرَأَ : لِتَعْرِفُوا ، مُضَارِعُ عَرَفَ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ أَنَّ مَعْمُولَةً لِتَعْرِفُوا وَتَكُونَ اللَّامُ فِي لِتَعْرِفُوا لَامَ الْأَمْرِ ، وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى . وَأَمَّا إِنْ كَانَتْ لَامَ كَيْ ، فَلَا يَظْهَرُ الْمَعْنَى أَنَّ جَعْلَهُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِأَنْ تَعْرِفُوا أَنَّ الْأَكْرَمَ هُوَ الْأَتْقَى . فَإِنْ جَعَلْتَ مَفْعُولَ لِتَعْرِفُوا مَحْذُوفًا ، أَيْ لِتَعْرِفُوا الْحَقَّ ، لِأَنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ، سَاغَ فِي لَامِ لِتَعَارَفُوا أَنْ تَكُونَ لَامَ كَيْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ) ، قَالَ
مُجَاهِدٌ :
[ ص: 117 ] نَزَلَتْ فِي
بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، قَبِيلَةٌ تُجَاوِرُ
الْمَدِينَةَ ، أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ وَقُلُوبُهُمْ دِخْلَةٌ ، إِنَّمَا يُحِبُّونَ الْمَغَانِمَ وَعَرَضَ الدُّنْيَا . وَقِيلَ :
مُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَأَشْجَعُ وَغِفَارٌ قَالُوا آمَنَّا فَاسْتَحْقَقْنَا الْكَرَامَةَ ، فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) ، أَكْذَبَهُمُ اللَّهُ فِي دَعْوَى الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِإِكْذَابِهِمْ بِلَفْظِهِ ، بَلْ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مِنِ انْتِفَاءِ إِيمَانِهِمْ ، وَهَذَا فِي أَعْرَابٍ مَخْصُوصِينَ . فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) الْآيَةَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) ، فَهُوَ اللَّفْظُ الصَّادِقُ مِنْ أَقْوَالِكُمْ ، وَهُوَ الِاسْتِسْلَامُ وَالِانْقِيَادُ ظَاهِرًا ، وَلَمْ يُوَاطِئْ أَقْوَالَكُمْ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ، فَلِذَلِكَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) : وَجَاءَ النَّفْيُ بِلَمَّا الدَّالَّةِ عَلَى انْتِفَاءِ الشَّيْءِ إِلَى زَمَانِ الْإِخْبَارِ ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لَمْ تُؤْمِنُوا ) لَا يُرَادُ بِهِ انْتِفَاءُ الْإِيمَانِ فِي الزَّمَنِ الْمَاضِي ، بَلْ مُتَّصِلًا بِزَمَانِ الْإِخْبَارِ أَيْضًا ، لِأَنَّكَ إِذَا نَفَيْتَ بِلَمْ ، جَازَ أَنْ يَكُونَ النَّفْيُ قَدِ انْقَطَعَ ، وَلِذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ : لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَقَدْ قَامَ ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ النَّفْيُ مُتَّصِلًا بِزَمَنِ الْإِخْبَارِ . فَإِذَا كَانَ مُتَّصِلًا بِزَمَنِ الْإِخْبَارِ ، لَمْ يَجُزْ أَنْ تَقُولَ : وَقَدْ قَامَ ، لِتَكَاذُبِ الْخَبَرَيْنِ . وَأَمَّا لَمَّا ، فَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى نَفْيِ الشَّيْءِ مُتَّصِلًا بِزَمَانِ الْإِخْبَارِ ، وَلِذَلِكَ امْتَنَعَ لَمَّا يَقُمْ زَيْدٌ وَقَدْ قَامَ لِلتَّكَاذُبِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) لَيْسَ لَهُ تَعَلُّقٌ بِمَا قَبْلَهُ مِنْ جِهَةِ الْإِعْرَابِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : هُوَ بَعْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) يُشْبِهُ التَّكْرِيرَ مِنْ غَيْرِ اسْتِقْلَالٍ بِفَائِدَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ ، قُلْتُ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ فَائِدَةَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لَمْ تُؤْمِنُوا ) هُوَ تَكْذِيبُ دَعْوَاهُمْ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) تَوْقِيتٌ لِمَا أُمِرُوا بِهِ أَنْ يَقُولُوهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) حِينَ لَمْ يَثْبُتْ مُوَاطَأَةُ قُلُوبِكُمْ لِأَلْسِنَتِكُمْ ، لِأَنَّهُ كَلَامٌ وَاقِعٌ مَوْقِعَ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُولُوا ) . انْتَهَى . وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُمْ أُمِرُوا أَنْ يَقُولُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُولُوا أَسْلَمْنَا ) غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِحَالٍ ، وَأَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ ) إِخْبَارٌ غَيْرُ قَيْدٍ فِي قَوْلِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَمَا فِي لَمَّا مِنْ مَعْنَى التَّوَقُّعِ دَالٌّ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ آمَنُوا فِيمَا بَعْدُ . انْتَهَى ، وَلَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ وَجْهٍ يَكُونُ مَا نُفِيَ بَلَمَّا يَقَعُ بَعْدَ وَلَمَّا ، إِنَّمَا تَنْفِي مَا كَانَ مُتَّصِلًا بِزَمَانِ الْإِخْبَارِ ، وَلَا تَدُلُّ عَلَى مَا ذُكِرَ ، وَهِيَ جَوَابُ لَقَدْ فَعَلَ ، وَهَبْ أَنَّ قَدْ تَدُلُّ عَلَى تَوَقُّعِ الْفِعْلِ . فَإِذَا نُفِيَ مَا دَلَّ عَلَى التَّوَقُّعِ ، فَكَيْفَ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَقَعُ بَعْدَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) بِالْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ ؟ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ التَّوْبَةِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لَا يَلِتْكُمْ ) ، مِنْ لَاتَ يَلِيتُ ، وَهِيَ لُغَةُ
الْحِجَازِ .
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَأَبُو عَمْرٍو : وَلَا يَأْلِتْكُمْ ، مَنْ أَلَتَ ، وَهِيَ لُغَةُ
غَطَفَانَ وَأَسَدٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) ، ثُمَّ تَقْتَضِي التَّرَاخِيَ ، وَانْتِفَاءُ الرِّيبَةِ يَجِبُ أَنْ يُقَارِنَ الْإِيمَانَ ، فَقِيلَ : مِنْ تَرْتِيبِ الْكَلَامِ لَا مِنْ تَرْتِيبِ الزَّمَانِ ، أَيْ ثُمَّ أَقُولُ لَمْ يَرْتَابُوا . وَقِيلَ : قَدْ يُخْلِصُ الْإِيمَانَ ، ثُمَّ يَعْتَرِضُهُ مَا يَثْلِمُ إِخْلَاصَهُ ، فَنَفَى ذَلِكَ ، فَحَصَلَ التَّرَاخِي ، أَوْ أُرِيدَ انْتِفَاءُ الرِّيبَةِ فِي الْأَزْمَانِ الْمُتَرَاخِيَةِ الْمُتَطَاوِلَةِ ، فَحَالُهُ فِي ذَلِكَ كَحَالِهِ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ الَّذِي آمَنَ فِيهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) : أَيْ فِي قَوْلِهِمْ آمَنَّا ، حَيْثُ طَابَقَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَقَائِدَهُمْ ، وَظَهَرَتْ ثَمَرَةُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ بِالْجِهَادِ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ . وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ يَشْمَلُ جَمِيعَ الطَّاعَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ ، وَلَيْسُوا كَأَعْرَابِ
بَنِي أَسَدٍ فِي قَوْلِهِمْ آمَنَّا ، وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي ذَلِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ ) ، هِيَ مَنْقُولَةٌ مِنْ : عَلِمْتُ بِهِ ، أَيْ شَعَرْتُ بِهِ ، وَلِذَلِكَ تَعَدَّتْ إِلَى وَاحِدٍ بِنَفْسِهَا وَإِلَى الْآخَرِ بِحَرْفِ الْجَرِّ لَمَّا ثَقُلَتْ بِالتَّضْعِيفِ ، وَفِي ذَلِكَ تَجْهِيلٌ لَهُمْ ، حَيْثُ ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى . ثُمَّ ذَكَرَ إِحَاطَةَ عِلْمِهِ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَيُقَالُ : مَنَّ عَلَيْهِمْ بِيَدٍ أَسْدَاهَا إِلَيْهِ ، أَيْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ . الْمِنَّةُ : النِّعْمَةُ الَّتِي لَا يُطْلَبُ لَهَا ثَوَابٌ ، ثُمَّ يُقَالُ : مَنَّ عَلَيْهِ صَنَعَهُ ، إِذَا اعْتَدَّهُ عَلَيْهِ مِنَّةً وَإِنْعَامًا ، أَيْ يَعْتَدُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ، فَإِنْ أَسْلَمُوا فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ ، وَلِذَلِكَ تَعَدَّى إِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ) . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَسْلَمُوا مَفْعُولًا مِنْ أَجْلِهِ ، أَيْ يَتَفَضَّلُونَ عَلَيْكَ بِإِسْلَامِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) بِزَعْمِكُمْ ، وَتَعْلِيقُ الْمَنِّ بِهِدَايَتِهِمْ بِشَرْطِ الصِّدْقِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَيْسُوا مُؤْمِنِينَ ، إِذْ قَدْ بَيَّنَ تَعَالَى كَذِبَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ آمَنَّا
[ ص: 118 ] بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ، إِذْ هَدَاكُمْ ، جَعَلَا إِذْ مَكَانَ إِنْ ، وَكِلَاهُمَا تَعْلِيلٌ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ، فَهُوَ الْمَانُّ عَلَيْكُمْ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبَانٌ عَنْ
عَاصِمٍ : يَعْلَمُونَ ، بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، وَالْجُمْهُورُ : بِتَاءِ الْخِطَابِ .