سورة ق أربعون آية مكية
( بسم الله الرحمن الرحيم )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق والقرآن المجيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=12كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=13وعاد وفرعون وإخوان لوط nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=15أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه هذا ما لدي عتيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم كل كفار عنيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مناع للخير معتد مريب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40ومن الليل فسبحه وأدبار السجود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) بسقت النخلة بسوقا : طالت ، قال الشاعر :
لنا خمر وليست خمر كرم ولكن من نتاج الباسقات كرام في السماء ذهبن طولا
وفات ثمارها أيدي الجناة
وبسق فلان على أصحابه : أي علاهم ، ومنه قول
ابن نوفل في
ابن هبيرة :
[ ص: 119 ] يا ابن الذين بمجدهم بسقت على قيس فزاره
ويقال : بسقت الشاة : ولدت ، وأبسقت الناقة : وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج فهي مبسق ، ونوق مباسق . حاد عن الشيء : مال عنه ، حيودا وحيدة وحيدودة . الوريد : عرق كبير في العنق ، يقال : إنهما وريدان عن يمين وشمال . وقال
الفراء : هو ما بين الحلقوم والعلباوين . وقال
الأثرم : هو نهر الجسد ، هو في القلب : الوتين ، وفي الظهر : الأبهر ، وفي الذراع والفخذ : الأكحل والنسا ، وفي الخنصر : الأسلم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والوريدان عرقان مكتنفان بصحفتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين ، يردان من الرأس إليه ، سمي وريدا لأن الروح ترده . قال :
كأن وريديه رشاء صلب
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29021ق والقرآن المجيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=12كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=13وعاد وفرعون وإخوان لوط nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد ) .
[ ص: 120 ] هذه السورة مكية ، قال
ابن عطية : بإجماع من المتأولين . وقال صاحب التحرير : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة : مكية إلا آية ، وهي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض ) الآية . ومناسبتها لآخر ما قبلها ، أنه تعالى أخبر أن أولئك الذين قالوا آمنا ، لم يكن إيمانهم حقا ، وانتفاء إيمانهم دليل على إنكار نبوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا أن جاءهم منذر ) . وعدم الإيمان أيضا يدل على إنكار البعث ، فلذلك أعقبه به . و ق حرف هجاء ، وقد اختلف المفسرون في مدلوله على أحد عشر قولا متعارضة ، لا دليل على صحة شيء منها ، فاطرحت نقلها في كتابي هذا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1والقرآن ) مقسم به و (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1المجيد ) صفته ، وهو الشريف على غيره من الكتب ، والجواب محذوف يدل عليه ما بعده ، وتقديره : أنك جئتهم منذرا بالبعث ، فلم يقبلوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا ) ، وقيل : ما ردوا أمرك بحجة . وقال
الأخفش ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : تقديره لتبعثن . وقيل : الجواب مذكور ، فعن
الأخفش قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ، وعن
ابن كيسان ،
والأخفش : ما يلفظ من قول ، وعن نحاة
الكوفة : بل عجبوا ، والمعنى : لقد عجبوا . وقيل : إن في ذلك لذكرى ، وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14155محمد بن علي الترمذي . وقيل : ما يبدل القول لدي ، وهذه كلها أقوال ضعيفة . وقرأ الجمهور : قاف بسكون الفاء ، ويفتحها
عيسى ، ويكسرها
الحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال ، وبالضم :
هارون وابن السميفع والحسن أيضا ، فيما نقل
ابن خالويه . والأصل في حروف المعجم ، إذا لم تركب مع عامل ، أن تكون موقوفة . فمن فتح قاف ، عدل إلى الحركات ، ومن كسر فعلى أصل التقاء الساكنين ، ومن ضم ، فكما ضم قط ومنذ وحيث .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) : إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم بالخوف رجل منهم قد عرفوا صدقه وأمانته ونصحه ، فكان المناسب أن لا يعجبوا ، وهذا مع اعترافهم بقدرة الله تعالى ، فأي بعد في أن يبعث من يخوف وينذر بما يكون في المآل من البعث والجزاء . والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا ) عائد على الكفار ، ويكون قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2فقال الكافرون ) تنبيها على القلة الموجبة للعجب ، وهو أنهم قد جبلوا على الكفر ، فلذلك عجبوا . وقيل : الضمير عائد على الناس ، قيل : لأن كل مفطور يعجب من بعثة بشر رسولا من الله ، لكن من وفق نظر فاهتدى وآمن ، ومن خذل ضل وكفر ، وحاج بذلك العجب والإشارة بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2هذا شيء عجيب ) ، الظاهر أنها إلى مجيء منذر من البشر . وقيل : إلى ما تضمنه الإنذار ، وهو الإخبار بالبعث . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذا إشارة إلى المرجع . انتهى ، وفيه بعد .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أئذا ) بالاستفهام ، وهم على أصولهم في تحقيق الثانية وتسهيلها والفصل بينهما . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ،
وشيبة ،
وأبو جعفر ،
وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وابن عتبة عن
ابن عامر : إذا بهمزة واحدة على صورة الخبر ، فجاز أن يكون استفهاما حذفت منه الهمزة ، وجاز أن يكونوا عدلوا إلى الخبر وأضمر جواب إذا ، أي إذا متنا وكنا ترابا رجعنا . وأجاز صاحب اللوامح أن يكون الجواب رجع بعيد على تقدير حذف الفاء ، وقد أجاز بعضهم في جواب الشرط ذلك إذا كان جملة اسمية ، وقصره أصحابنا على الشعر في الضرورة . وأما في قراءة الاستفهام ، فالظرف منصوب بمضمر ، أي : أنبعث إذا متنا ؟ وإليه الإشارة بقوله ذلك ، أي البعث .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3رجع بعيد ) ، أي مستبعد في الأوهام والفكر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وإذا منصوب بمضمر معناه : أحين نموت ونبلى نرجع ؟ انتهى . وأخذه من قول
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : ويحتمل أن يكون المعنى : أئذا متنا بعد رجعنا ، فدل رجع بعيد على هذا الفعل ، ويحل محل الجواب لقولهم أئذا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع ، وهو الجواب ،
[ ص: 121 ] ويكون من كلام الله تعالى استبعادا لإنكارهم ما أنذروا به من البعث ، والوقف قبله على هذا التفسير حسن . فإن قلت : فما ناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع ؟ قلت : ما دل عليه المنذر من المنذر به ، وهو البعث . انتهى . وكون ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3رجع بعيد ) بمعنى مرجوع ، وأنه من كلام الله تعالى ، لا من كلامهم ، على ما شرحه مفهوم عجيب ينبو عن إدراكه فهم العرب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ) : أي من لحومهم وعظامهم وآثارهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد والجمهور ، وهذا فيه رد لاستبعادهم الرجع ، لأن من كان عالما بذلك ، كان قادرا على رجعهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أي ما يحصل في بطن الأرض من موتاهم ، وهذا يتضمن الوعيد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4وعندنا كتاب حفيظ ) : أي حافظ لما فيه جامع ، لا يفوت منه شيء ، أو محفوظ من البلى والتغير . وقيل : هو عبارة عن العلم والإحصاء . وفي الخبر الثابت أن الأرض تأكل ابن آدم إلا عجب الذنب ، وهو عظم كالخردلة منه يركب ابن آدم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق لما جاءهم ) : وقدروا قبل هذا الإضراب جملة يكون مضروبا عنها ، أي ما أجادوا النظر بل كذبوا . وقيل : لم يكذبوا المنذر ، بل كذبوا ، والغالب أن الإضراب يكون بعد جملة منفية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بل كذبوا : إضراب أتبع الإضراب الأول للدلالة على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم ، وهو التكذيب بالحق الذي هو النبوة الثابتة بالمعجزات . انتهى . وكان هذا الإضراب الثاني بدلا من الأول ، وكلاهما بعد ذلك الجواب الذي قدرناه جوابا للقسم ، فلا يكون قبل الثانية ما قدروه من قولهم : ما أجادوا النظر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق ) ، والحق : القرآن ، أو البعث ، أو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أو الإسلام ، أقوال . وقرأ الجمهور : ( لما جاءهم ) : أي لم يفكروا فيه ، بل بأول ما جاءهم كذبوا ،
والجحدري : لما جاءهم ، بكسر اللام وتخفيف الميم ، وما مصدرية ، واللام لام الجر ، كهي في قولهم كتبته لخمس خلون أي عند مجيئهم إياه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5فهم في أمر مريج ) ، قال
الضحاك ،
وابن زيد : مختلط : مرة ساحر ، ومرة شاعر ، ومرة كاهن . قال
قتادة : مختلف . وقال
الحسن : ملتبس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : فاسد . ومرجت أمانات الناس : فسدت ، ومرج الدين : اختلط . قال
أبو واقد :
ومرج الدين فأعددت له مسرف الحارك محبوك الكند
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المريج : الأمر المنكر ، وعنه أيضا مختلط ، وقال الشاعر :
فجالت والتمست لها حشاها فخر كأنه خوط مريج
والأصل فيه الاضطراب والقلق . مرج الخاتم في إصبعي ، إذا قلق من الهزال . ويجوز أن يكون الأمر المريج باعتبار انتقال أفكارهم فيما جاء به المنذر قائلا عدم قبولهم أول إنذاره إياهم ، ثم العجب منهم ، ثم استبعاد البعث الذي أنذر به ، ثم التكذيب لما جاء به . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا ) حين كفروا بالبعث وبما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى آثار قدرة الله تعالى في العالم العلوي والسفلي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6كيف بنيناها ) مرتفعة من غير عمد ، ( وزيناها ) بالنيرين وبالنجوم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6وما لها من فروج ) : أي من فتوق وسقوف ، بل هي سليمة من كل خلل .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها ) : بسطناها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وألقينا فيها رواسي ) ، أي جبالا ثوابت تمنعها من التكفؤ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7من كل زوج ) : أي نوع ، ( بهيج ) : أي حسن المنظر بهيج ، أي يسر من نظر إليه . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى ) بالنصب ، وهما منصوبان بفعل مضمر من لفظهما ، أي بصر وذكر . وقيل : مفعول من أجله . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : تبصرة . بالرفع ، وذكر معطوف عليه ، أي ذلك الخلق على ذلك الوصف تبصرة ، والمعنى : يتبصر بذلك ويتذكر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8كل عبد منيب ) : أي راجع إلى ربه مفكر في بدائع صنعه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ماء مباركا ) : أي كثير المنفعة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وحب الحصيد ) : أي الحب الحصيد ، فهو من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ، كما يقوله البصريون ، والحصيد : كل ما يحصد مما له حب ، كالبر والشعير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10باسقات ) : أي طوالا في العلو ، وهو
[ ص: 122 ] منصوب على الحال ، وهي حال مقدرة ، لأنها حالة الإنبات ، لم تكن طوالا . وباسقات جمع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل ) اسم جنس ، فيجوز أن يذكر نحو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20نخل منقعر ) ، وأن يؤنث نحو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7نخل خاوية ) ، وأن يجمع باعتبار إفراده ، ومنه باسقات ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وينشئ السحاب الثقال ) . والجمهور : " باسقات " بالسين . وروى
قطبة بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قرأ : باصقات . بالصاد ، وهي لغة
لبني العنبر ، يبدلون من السين صادا إذا وليتها - أو فصل بحرف أو حرفين - خاء أو عين أو قاف أو طاء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10لها طلع ) : تقدم شرحه عند (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99من طلعها قنوان دانية ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10نضيد ) : أي منضود بعضه فوق بعض ، يريد كثرة الطلع وتراكمه ، أي كثرة ما فيه من الثمر ، وأول ظهور الثمر في الكفرى هو أبيض ينضد كحب الرمان ، فما دام ملتصقا بعضه ببعض فهو نضيد ، فإذا خرج من الكفرى تفرق فليس بنضيد . و ( رزقا ) نصب على المصدر ، لأن معنى وأنبتنا رزقنا ، أو على أنه مفعول له . وقرأ الجمهور : ( ميتا ) بالتخفيف ،
وأبو جعفر ،
وخالد : بالتثقيل ، والإشارة في ذلك إلى الإحياء ، أي الخروج من الأرض أحياء بعد موتكم مثل ذلك الحياة للبلدة الميت ، وهذه كلها أمثلة وأدلة على البعث .
وذكر تعالى في السماء ثلاثة : البناء والتزين ونفي الفروج ، وفي الأرض ثلاثة : المد وإلقاء الرواسي والإنبات . قابل المد بالبناء ، لأن المد وضع والبناء رفع . وإلقاء الرواسي بالتزيين بالكواكب ، لارتكاز كل واحد منهما . والإنبات المترتب على الشق بانتفاء الفروج ، فلا شق فيها . ونبه فيما تعلق به الإنبات على ما يقطف كل سنة ويبقى أصله ، وما يزرع كل سنة أو سنتين ويقطف كل سنة ، وعلى ما اختلط من جنسين ، فبعض الثمار فاكهة لا قوت ، وأكثر الزرع قوت والثمر فاكهة وقوت .
ولما ذكر تعالى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق لما جاءهم ) ، ذكر من كذب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، تسلية لرسوله ، وتقدم الكلام على مفردات هذه الآية وقصص من ذكر فيها . وقرأ
أبو جعفر ،
وشيبة ،
وطلحة ،
ونافع : الأيكة . بلام التعريف ، والجمهور : ليكة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14كل كذب الرسل ) : أي كلهم ، أي جميعهم كذب ، وحمل على لفظ " كل " فأفرد الضمير في كذب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : يجوز أن يراد به كل واحد منهم . انتهى . والتنوين في " كل " تنوين عوض من المضاف إليه المحذوف . وأجاز
محمد بن الوليد ، وهو من قدماء نحاة
مصر ، أن يحذف التنوين من " كل " جعله غاية ، ويبنى على الضم ، كما يبنى قبل وبعد ، فأجاز " كل " منطلقا بضم اللام دون تنوين ، ورد ذلك عليه
الأخفش الصغير ، وهو
علي بن سليمان . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14فحق وعيد ) : أي وجب تعذيب الأمم المكذبة وإهلاكهم ، وفي ذلك تسلية للرسول ، وتهديد
لقريش ومن كذب الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
سُورَةُ ق أَرْبَعُونَ آيَةً مَكِّيَّةٌ
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=12كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=13وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=15أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) بَسَقَتِ النَّخْلَةُ بُسُوقًا : طَالَتْ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
لَنَا خَمْرٌ وَلَيْسَتْ خَمْرَ كَرْمٍ وَلَكِنْ مِنْ نِتَاجِ الْبَاسِقَاتِ كِرَامٍ فِي السَّمَاءِ ذَهَبْنَ طُولًا
وَفَاتَ ثِمَارُهَا أَيْدِي الْجُنَاةِ
وَبَسَقَ فُلَانٌ عَلَى أَصْحَابِهِ : أَيْ عَلَاهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنُ نَوْفَلٍ فِي
ابْنِ هُبَيْرَةَ :
[ ص: 119 ] يَا ابْنَ الَّذِينَ بِمَجْدِهِمْ بَسَقَتْ عَلَى قَيْسٍ فَزَارَهْ
وَيُقَالُ : بَسَقَتِ الشَّاةُ : وَلَدَتْ ، وَأَبْسَقَتِ النَّاقَةُ : وَقَعَ فِي ضَرْعِهَا اللِّبَأُ قَبْلَ النِّتَاجِ فَهِيَ مُبْسِقٌ ، وَنُوقٌ مَبَاسِقُ . حَادَ عَنِ الشَّيْءِ : مَالَ عَنْهُ ، حُيُودًا وَحَيْدَةً وَحَيْدُودَةً . الْوَرِيدُ : عِرْقٌ كَبِيرٌ فِي الْعُنُقِ ، يُقَالُ : إِنَّهُمَا وَرِيدَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ مَا بَيْنَ الْحُلْقُومِ وَالْعِلْبَاوَيْنِ . وَقَالَ
الْأَثْرَمُ : هُوَ نَهْرُ الْجَسَدِ ، هُوَ فِي الْقَلْبِ : الْوَتِينُ ، وَفِي الظَّهْرِ : الْأَبْهَرُ ، وَفِي الذِّرَاعِ وَالْفَخِذِ : الْأَكْحَلُ وَالنَّسَا ، وَفِي الْخِنْصِرِ : الْأَسْلَمُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْوَرِيدَانِ عِرْقَانِ مُكْتَنِفَانِ بِصَحْفَتَيِ الْعُنُقِ فِي مُقَدَّمِهَا مُتَّصِلَانِ بِالْوَتِينِ ، يَرِدَانِ مِنَ الرَّأْسِ إِلَيْهِ ، سُمِّيَ وَرِيدًا لِأَنَّ الرُّوحَ تَرِدُهُ . قَالَ :
كَأَنَّ وَرِيدَيْهِ رِشَاءٌ صُلُبْ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29021ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=12كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=13وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) .
[ ص: 120 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ . وَقَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ : مَكِّيَّةٌ إِلَّا آيَةً ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الْآيَةَ . وَمُنَاسَبَتُهَا لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا ، أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا ، لَمْ يَكُنْ إِيمَانُهُمْ حَقًّا ، وَانْتِفَاءُ إِيمَانِهِمْ دَلِيلٌ عَلَى إِنْكَارِ نُبُوَّةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ ) . وَعَدَمُ الْإِيمَانِ أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى إِنْكَارِ الْبَعْثِ ، فَلِذَلِكَ أَعْقَبَهُ بِهِ . وَ ق حَرْفُ هِجَاءٍ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَدْلُولِهِ عَلَى أَحَدَ عَشَرَ قَوْلًا مُتَعَارِضَةً ، لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّةِ شَيْءٍ مِنْهَا ، فَاطَّرَحْتُ نَقْلَهَا فِي كِتَابِي هَذَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1وَالْقُرْآنِ ) مُقْسَمٌ بِهِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1الْمَجِيدِ ) صِفَتُهُ ، وَهُوَ الشَّرِيفُ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَهُ ، وَتَقْدِيرُهُ : أَنَّكَ جِئْتَهُمْ مُنْذِرًا بِالْبَعْثِ ، فَلَمْ يَقْبَلُوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا ) ، وَقِيلَ : مَا رَدُّوا أَمْرَكَ بِحُجَّةٍ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : تَقْدِيرُهُ لَتُبْعَثَنَّ . وَقِيلَ : الْجَوَابُ مَذْكُورٌ ، فَعَنِ
الْأَخْفَشِ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ، وَعَنِ
ابْنِ كَيْسَانَ ،
وَالْأَخْفَشِ : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ ، وَعَنْ نُحَاةِ
الْكُوفَةِ : بَلْ عَجِبُوا ، وَالْمَعْنَى : لَقَدْ عَجِبُوا . وَقِيلَ : إِنَّ فِي ذَلِكَ لِذِكْرَى ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=14155مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيِّ . وَقِيلَ : مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَقْوَالٌ ضَعِيفَةٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : قَافْ بِسُكُونِ الْفَاءِ ، وَيَفْتَحُهَا
عِيسَى ، وَيَكْسِرُهَا
الْحَسَنُ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو السَّمَّالِ ، وَبِالضَّمِّ :
هَارُونُ وَابْنُ السَّمَيْفَعِ وَالْحَسَنُ أَيْضًا ، فِيمَا نَقَلَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ . وَالْأَصْلُ فِي حُرُوفِ الْمُعْجَمِ ، إِذَا لَمْ تُرَكَّبْ مَعَ عَامِلٍ ، أَنْ تَكُونَ مَوْقُوفَةً . فَمَنْ فَتَحَ قَافَ ، عَدَلَ إِلَى الْحَرَكَاتِ ، وَمَنْ كَسَرَ فَعَلَى أَصْلِ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَمَنْ ضَمَّ ، فَكَمَا ضُمَّ قَطُّ وَمُنْذُ وَحَيْثُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ) : إِنْكَارٌ لِتَعَجُّبِهِمْ مِمَّا لَيْسَ بِعَجَبٍ ، وَهُوَ أَنْ يُنْذِرَهُمْ بِالْخَوْفِ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَدْ عَرَفُوا صِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَنُصْحَهُ ، فَكَانَ الْمُنَاسِبُ أَنْ لَا يَعْجَبُوا ، وَهَذَا مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَأَيُّ بُعْدٍ فِي أَنْ يَبْعَثَ مَنْ يُخَوِّفُ وَيُنْذِرُ بِمَا يَكُونُ فِي الْمَآلِ مِنَ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ . وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا ) عَائِدٌ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2فَقَالَ الْكَافِرُونَ ) تَنْبِيهًا عَلَى الْقِلَّةِ الْمُوجِبَةِ لِلْعَجَبِ ، وَهُوَ أَنَّهُمْ قَدْ جُبِلُوا عَلَى الْكُفْرِ ، فَلِذَلِكَ عَجِبُوا . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى النَّاسِ ، قِيلَ : لِأَنَّ كُلَّ مَفْطُورٍ يَعْجَبُ مِنْ بَعْثَةِ بَشَرٍ رَسُولًا مِنَ اللَّهِ ، لَكِنَّ مَنْ وُفِّقَ نَظَرَ فَاهْتَدَى وَآمَنَ ، وَمَنْ خُذِلَ ضَلَّ وَكَفَرَ ، وَحَاجَّ بِذَلِكَ الْعَجَبِ وَالْإِشَارَةِ بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ) ، الظَّاهِرُ أَنَّهَا إِلَى مَجِيءِ مُنْذِرٍ مِنَ الْبَشَرِ . وَقِيلَ : إِلَى مَا تَضَمَّنَهُ الْإِنْذَارُ ، وَهُوَ الْإِخْبَارُ بِالْبَعْثِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى الْمَرْجِعِ . انْتَهَى ، وَفِيهِ بُعْدٌ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَئِذَا ) بِالِاسْتِفْهَامِ ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي تَحْقِيقِ الثَّانِيَةِ وَتَسْهِيلِهَا وَالْفَصْلِ بَيْنَهُمَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ عُتْبَةَ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ : إِذَا بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى صُورَةِ الْخَبَرِ ، فَجَازَ أَنْ يَكُونَ اسْتِفْهَامًا حُذِفَتْ مِنْهُ الْهَمْزَةُ ، وَجَازَ أَنْ يَكُونُوا عَدَلُوا إِلَى الْخَبَرِ وَأَضْمَرَ جَوَابَ إِذَا ، أَيْ إِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا رَجَعْنَا . وَأَجَازَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ رَجْعٌ بَعِيدٌ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْفَاءِ ، وَقَدْ أَجَازَ بَعْضُهُمْ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ ذَلِكَ إِذَا كَانَ جُمْلَةً اسْمِيَّةً ، وَقَصَرَهُ أَصْحَابُنَا عَلَى الشِّعْرِ فِي الضَّرُورَةِ . وَأَمَّا فِي قِرَاءَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، فَالظَّرْفُ مَنْصُوبٌ بِمُضْمَرٍ ، أَيْ : أَنُبْعَثُ إِذَا مِتْنَا ؟ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ ، أَيِ الْبَعْثُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3رَجْعٌ بَعِيدٌ ) ، أَيْ مُسْتَبْعَدٌ فِي الْأَوْهَامِ وَالْفِكْرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَإِذَا مَنْصُوبٌ بِمُضْمَرٍ مَعْنَاهُ : أَحِينَ نَمُوتُ وَنَبْلَى نَرْجِعُ ؟ انْتَهَى . وَأَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنِ جِنِّي ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : أَئِذَا مِتْنَا بَعْدَ رَجْعِنَا ، فَدَلَّ رَجْعٌ بَعِيدٌ عَلَى هَذَا الْفِعْلِ ، وَيَحِلُّ مَحَلَّ الْجَوَابِ لِقَوْلِهِمْ أَئِذَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّجْعُ بِمَعْنَى الْمَرْجُوعِ ، وَهُوَ الْجَوَابُ ،
[ ص: 121 ] وَيَكُونُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى اسْتِبْعَادًا لِإِنْكَارِهِمْ مَا أُنْذِرُوا بِهِ مِنَ الْبَعْثِ ، وَالْوَقْفُ قَبْلَهُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ حَسَنٌ . فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا نَاصِبُ الظَّرْفِ إِذَا كَانَ الرَّجْعُ بِمَعْنَى الْمَرْجُوعِ ؟ قُلْتُ : مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْمُنْذِرُ مِنَ الْمُنْذَرِ بِهِ ، وَهُوَ الْبَعْثُ . انْتَهَى . وَكَوْنُ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3رَجْعٌ بَعِيدٌ ) بِمَعْنَى مَرْجُوعٍ ، وَأَنَّهُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى ، لَا مِنْ كَلَامِهِمْ ، عَلَى مَا شَرَحَهُ مَفْهُومٌ عَجِيبٌ يَنْبُو عَنْ إِدْرَاكِهِ فَهُمُ الْعَرَبُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ) : أَيْ مِنْ لُحُومِهِمْ وَعِظَامِهِمْ وَآثَارِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالْجُمْهُورُ ، وَهَذَا فِيهِ رَدٌّ لِاسْتِبْعَادِهِمُ الرَّجْعَ ، لِأَنَّ مَنْ كَانَ عَالِمًا بِذَلِكَ ، كَانَ قَادِرًا عَلَى رَجْعِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَيْ مَا يَحْصُلُ فِي بَطْنِ الْأَرْضِ مِنْ مَوْتَاهُمْ ، وَهَذَا يَتَضَمَّنُ الْوَعِيدَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) : أَيْ حَافِظٌ لِمَا فِيهِ جَامِعٌ ، لَا يَفُوتُ مِنْهُ شَيْءٌ ، أَوْ مَحْفُوظٌ مِنَ الْبِلَى وَالتَّغَيُّرِ . وَقِيلَ : هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْعِلْمِ وَالْإِحْصَاءِ . وَفِي الْخَبَرِ الثَّابِتِ أَنَّ الْأَرْضَ تَأْكُلُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ ، وَهُوَ عَظْمٌ كَالْخَرْدَلَةِ مِنْهُ يُرَكَّبُ ابْنُ آدَمَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ) : وَقَدَّرُوا قَبْلَ هَذَا الْإِضْرَابِ جُمْلَةً يَكُونُ مَضْرُوبًا عَنْهَا ، أَيْ مَا أَجَادُوا النَّظَرَ بَلْ كَذَّبُوا . وَقِيلَ : لَمْ يُكَذِّبُوا الْمُنْذِرَ ، بَلْ كَذَّبُوا ، وَالْغَالِبُ أَنَّ الْإِضْرَابَ يَكُونُ بَعْدَ جُمْلَةٍ مَنْفِيَّةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَلْ كَذَّبُوا : إِضْرَابٌ أَتْبَعَ الْإِضْرَابَ الْأَوَّلَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمْ جَاءُوا بِمَا هُوَ أَفْظَعُ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ ، وَهُوَ التَّكْذِيبُ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ النُّبُوَّةُ الثَّابِتَةُ بِالْمُعْجِزَاتِ . انْتَهَى . وَكَانَ هَذَا الْإِضْرَابُ الثَّانِي بَدَلًا مِنَ الْأَوَّلِ ، وَكِلَاهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ الْجَوَابِ الَّذِي قَدَّرْنَاهُ جَوَابًا لِلْقَسَمِ ، فَلَا يَكُونُ قَبْلَ الثَّانِيَةِ مَا قَدَّرُوهُ مِنْ قَوْلِهِمْ : مَا أَجَادُوا النَّظَرَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ ) ، وَالْحَقُّ : الْقُرْآنُ ، أَوِ الْبَعْثُ ، أَوِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَوِ الْإِسْلَامُ ، أَقْوَالٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( لَمَّا جَاءَهُمْ ) : أَيْ لَمْ يُفَكِّرُوا فِيهِ ، بَلْ بِأَوَّلِ مَا جَاءَهُمْ كَذَّبُوا ،
وَالْجَحْدَرِيُّ : لِمَا جَاءَهُمْ ، بِكَسْرِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ ، وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ ، وَاللَّامُ لَامُ الْجَرِّ ، كَهِيَ فِي قَوْلِهِمْ كَتَبْتُهُ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ أَيْ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ إِيَّاهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ) ، قَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : مُخْتَلِطٍ : مَرَّةً سَاحِرٌ ، وَمَرَّةً شَاعِرٌ ، وَمَرَّةً كَاهِنٌ . قَالَ
قَتَادَةُ : مُخْتَلِفٍ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مُلْتَبِسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاسِدٍ . وَمَرَجَتْ أَمَانَاتُ النَّاسِ : فَسَدَتْ ، وَمَرَجَ الدِّينُ : اخْتَلَطَ . قَالَ
أَبُو وَاقِدٍ :
وَمَرَجَ الدِّينُ فَأَعْدَدْتُ لَهُ مُسَرِّفَ الْحَارِكِ مَحْبُوكَ الْكَنَدِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمَرِيجُ : الْأَمْرُ الْمُنْكَرُ ، وَعَنْهُ أَيْضًا مُخْتَلِطٌ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَجَالَتْ وَالْتَمَسْتُ لَهَا حَشَاهَا فَخَرَّ كَأَنَّهُ خُوطٌ مَرِيجُ
وَالْأَصْلُ فِيهِ الِاضْطِرَابُ وَالْقَلَقُ . مَرَجَ الْخَاتَمُ فِي إِصْبَعِي ، إِذَا قَلِقَ مِنَ الْهُزَالِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ الْمَرِيجُ بِاعْتِبَارِ انْتِقَالِ أَفْكَارِهِمْ فِيمَا جَاءَ بِهِ الْمُنْذِرُ قَائِلًا عَدَمَ قَبُولِهِمْ أَوَّلَ إِنْذَارِهِ إِيَّاهُمْ ، ثُمَّ الْعَجَبَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ اسْتِبْعَادَ الْبَعْثِ الَّذِي أَنْذَرَ بِهِ ، ثُمَّ التَّكْذِيبَ لِمَا جَاءَ بِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أَفَلَمْ يَنْظُرُوا ) حِينَ كَفَرُوا بِالْبَعْثِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى آثَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ) مُرْتَفِعَةً مِنْ غَيْرِ عَمَدٍ ، ( وَزَيَّنَّاهَا ) بِالنَّيِّرَيْنِ وَبِالنُّجُومِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) : أَيْ مِنْ فُتُوقٍ وَسُقُوفٍ ، بَلْ هِيَ سَلِيمَةٌ مِنْ كُلِّ خَلَلٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) : بَسَطْنَاهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ) ، أَيْ جِبَالًا ثَوَابِتَ تَمْنَعُهَا مِنَ التَّكَفُّؤِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7مِنْ كُلِّ زَوْجٍ ) : أَيْ نَوْعٍ ، ( بَهِيجٍ ) : أَيْ حَسَنِ الْمَنْظَرِ بَهِيجٍ ، أَيْ يَسُرُّ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى ) بِالنَّصْبِ ، وَهُمَا مَنْصُوبَانِ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ مِنْ لَفْظِهِمَا ، أَيْ بَصَّرَ وَذَكَّرَ . وَقِيلَ : مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : تَبْصِرَةٌ . بِالرَّفْعِ ، وَذِكْرٌ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ ، أَيْ ذَلِكَ الْخَلْقُ عَلَى ذَلِكَ الْوَصْفِ تَبْصِرَةٌ ، وَالْمَعْنَى : يَتَبَصَّرُ بِذَلِكَ وَيَتَذَكَّرُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8كُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ) : أَيْ رَاجِعٍ إِلَى رَبِّهِ مُفَكِّرٍ فِي بَدَائِعِ صُنْعِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9مَاءً مُبَارَكًا ) : أَيْ كَثِيرَ الْمَنْفَعَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَحَبَّ الْحَصِيدِ ) : أَيِ الْحَبَّ الْحَصِيدَ ، فَهُوَ مِنْ حَذْفِ الْمَوْصُوفِ وَإِقَامَةِ الصِّفَةِ مَقَامَهُ ، كَمَا يَقُولُهُ الْبَصْرِيُّونَ ، وَالْحَصِيدُ : كُلُّ مَا يُحْصَدُ مِمَّا لَهُ حَبٌّ ، كَالْبُرِّ وَالشَّعِيرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10بَاسِقَاتٍ ) : أَيْ طِوَالًا فِي الْعُلُوِّ ، وَهُوَ
[ ص: 122 ] مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ ، وَهِيَ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ، لِأَنَّهَا حَالَةُ الْإِنْبَاتِ ، لَمْ تَكُنْ طِوَالًا . وَبَاسِقَاتٌ جَمْعٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ ) اسْمُ جِنْسٍ ، فَيَجُوزُ أَنْ يُذَكَّرَ نَحْوَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) ، وَأَنْ يُؤَنَّثَ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) ، وَأَنْ يُجْمَعَ بِاعْتِبَارِ إِفْرَادِهِ ، وَمِنْهُ بَاسِقَاتٌ ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) . وَالْجُمْهُورُ : " بَاسِقَاتٍ " بِالسِّينِ . وَرَوَى
قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَنَّهُ قَرَأَ : بَاصِقَاتٍ . بِالصَّادِ ، وَهِيَ لُغَةٌ
لِبَنِي الْعَنْبَرِ ، يُبْدِلُونَ مِنَ السِّينِ صَادًا إِذَا وَلِيَتْهَا - أَوْ فُصِلَ بِحَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ - خَاءٌ أَوْ عَيْنٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10لَهَا طَلْعٌ ) : تَقَدَّمَ شَرْحُهُ عِنْدَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10نَضِيدٌ ) : أَيْ مَنْضُودٌ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، يُرِيدُ كَثْرَةَ الطَّلْعِ وَتَرَاكُمَهُ ، أَيْ كَثْرَةَ مَا فِيهِ مِنَ الثَّمَرِ ، وَأَوَّلُ ظُهُورِ الثَّمَرِ فِي الْكُفُرَّى هُوَ أَبْيَضُ يُنْضَدُ كَحَبِّ الرُّمَّانِ ، فَمَا دَامَ مُلْتَصِقًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فَهُوَ نَضِيدٌ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنَ الْكُفُرَّى تَفَرَّقَ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ . وَ ( رِزْقًا ) نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ ، لِأَنَّ مَعْنَى وَأَنْبَتْنَا رَزَقْنَا ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( مَيْتًا ) بِالتَّخْفِيفِ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَخَالِدٌ : بِالتَّثْقِيلِ ، وَالْإِشَارَةُ فِي ذَلِكَ إِلَى الْإِحْيَاءِ ، أَيِ الْخُرُوجُ مِنَ الْأَرْضِ أَحْيَاءً بَعْدَ مَوْتِكُمْ مِثْلُ ذَلِكَ الْحَيَاةِ لِلْبَلْدَةِ الْمَيِّتِ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَمْثِلَةٌ وَأَدِلَّةٌ عَلَى الْبَعْثِ .
وَذَكَرَ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةً : الْبِنَاءُ وَالتَّزْيِنُ وَنَفْيُ الْفُرُوجِ ، وَفِي الْأَرْضِ ثَلَاثَةً : الْمَدُّ وَإِلْقَاءُ الرَّوَاسِي وَالْإِنْبَاتُ . قَابَلَ الْمَدَّ بِالْبِنَاءِ ، لِأَنَّ الْمَدَّ وَضْعٌ وَالْبِنَاءَ رَفْعٌ . وَإِلْقَاءَ الرَّوَاسِي بِالتَّزْيِينِ بِالْكَوَاكِبِ ، لِارْتِكَازِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا . وَالْإِنْبَاتَ الْمُتَرَتِّبَ عَلَى الشَّقِّ بِانْتِفَاءِ الْفُرُوجِ ، فَلَا شَقَّ فِيهَا . وَنَبَّهَ فِيمَا تَعَلَّقَ بِهِ الْإِنْبَاتُ عَلَى مَا يُقْطَفُ كُلَّ سَنَةٍ وَيَبْقَى أَصْلُهُ ، وَمَا يُزْرَعُ كُلَّ سَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ وَيُقْطَفُ كُلَّ سَنَةٍ ، وَعَلَى مَا اخْتَلَطَ مِنْ جِنْسَيْنِ ، فَبَعْضُ الثِّمَارِ فَاكِهَةٌ لَا قُوتٌ ، وَأَكْثَرُ الزَّرْعِ قُوتٌ وَالثَّمَرُ فَاكِهَةٌ وَقُوتٌ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ) ، ذَكَرَ مَنْ كَذَّبَ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، تَسْلِيَةً لِرَسُولِهِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مُفْرَدَاتِ هَذِهِ الْآيَةِ وَقَصَصِ مَنْ ذُكِرَ فِيهَا . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَنَافِعٌ : الْأَيْكَةِ . بِلَامِ التَّعْرِيفِ ، وَالْجُمْهُورُ : لَيْكَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) : أَيْ كُلُّهُمْ ، أَيْ جَمِيعُهُمْ كَذَّبَ ، وَحَمَلَ عَلَى لَفْظِ " كُلٌّ " فَأَفْرَدَ الضَّمِيرَ فِي كَذَّبَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ . انْتَهَى . وَالتَّنْوِينُ فِي " كُلٌّ " تَنْوِينُ عِوَضٍ مِنَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ الْمَحْذُوفِ . وَأَجَازَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ نُحَاةِ
مِصْرَ ، أَنْ يَحْذِفَ التَّنْوِينَ مِنْ " كُلٌّ " جَعْلُهُ غَايَةً ، وَيُبْنَى عَلَى الضَّمِّ ، كَمَا يُبْنَى قَبْلُ وَبَعْدُ ، فَأَجَازَ " كُلُّ " مُنْطَلِقًا بِضَمِّ اللَّامِ دُونَ تَنْوِينٍ ، وَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ
الْأَخْفَشُ الصَّغِيرُ ، وَهُوَ
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=14فَحَقَّ وَعِيدِ ) : أَيْ وَجَبَ تَعْذِيبُ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ وَإِهْلَاكُهُمْ ، وَفِي ذَلِكَ تَسْلِيَةٌ لِلرَّسُولِ ، وَتَهْدِيدٌ
لِقُرَيْشٍ وَمَنْ كَذَّبَ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .