قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29021لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه هذا ما لدي عتيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم كل كفار عنيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مناع للخير معتد مريب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40ومن الليل فسبحه وأدبار السجود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن من يخاف وعيد والذاريات ) .
[ ص: 125 ] قرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة ) ، بفتح التاء والكاف في " كنت " و "
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22غطاءك " و " بصرك " ،
والجحدري : بكسرها على مخاطبة النفس . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22عنك غطاءك فبصرك ) ، بفتح التاء والكاف ، حملا على لفظ " كل " من التذكير ،
والجحدري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف : عنك غطاءك فبصرك ، بالكسر مراعاة للنفس أيضا ، ولم ينقل الكسر في الكاف صاحب اللوامح إلا عن
طلحة وحده . قال صاحب اللوامح : ولم أجد عنه في (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت ) . فإن كسر فإن الجميع شرع واحد ، وإن فتح (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت ) ، فحمل على " كل " أنه مذكر . ويجوز تأنيث كل في هذا الباب لإضافته إلى نفس ، وهو مؤنث ، وإن كان كذلك ، فإنه حمل بعضه على اللفظ وبعضه على المعنى ، مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112فله أجره ) ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . انتهى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16214وصالح بن كيسان ،
والضحاك : يقال للكافر الغافل من ذوي النفس التي معها السائق والشهيد ، إذا حصل بين يدي الرحمن ، وعاين الحقائق التي لا يصدق بها في الدنيا ، ويتغافل عن النظر فيها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا ) : أي من عاقبة الكفر . فلما كشف الغطاء عنك ، احتد بصرك : أي بصيرتك ، وهذا كما تقول : فلان حديد الذهن . وقال
مجاهد : هو بصر العين ، أي احتد التفاته إلى ميزانه وغير ذلك من أهوال القيامة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قول في هذه الآية يحرم نقله ، وهو في كتاب
ابن عطية . وكنى بالغطاء عن الغفلة ، كأنها غطت جميعه أو عينيه ، فهو لا يبصر . فإذا كان في القيامة ، زالت عنه الغفلة ، فأبصر ما كان لم يبصره من الحق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه ) : أي من زبانية جهنم ، ( هذا ) : العذاب الذي لدي لهذا الإنسان الكافر ، ( عتيد ) : حاضر ، ويحسن هذا القول إطلاق ما على ما لا يعقل . وقال
قتادة : قرينه : الملك الموكل بسوقه ، أي هذا الكافر الذي أسوقه لدي حاضر . وقال
الزهراوي : وقيل قرينه :
[ ص: 126 ] شيطانه ، وهذا ضعيف ، وإنما وقع فيه أن القرين في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27ربنا ما أطغيته ) هو شيطانه في الدنيا ومغويه بلا خلاف . ولفظ القرين اسم جنس ، فسائقه قرين ، وصاحبه من الزبانية قرين ، ومماشي الإنسان في طريقة قرين . وقيل : قرينه هنا : عمله قلبا وجوارحا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقال قرينه : هو الشيطان الذي قيض له في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36نقيض له شيطانا فهو له قرين ) ، يشهد له قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23هذا ما لدي عتيد ) ، هذا شيء لدي ، وفي ملكتي عتيد لجهنم . والمعنى : أن ملكا يسوقه وآخر يشهد عليه ، وشيطانا مقرونا به يقول : قد أعتدته لجهنم وهيأته لها بإغوائي وإضلالي . انتهى ، وهذا قول
مجاهد . وقال
الحسن ،
وقتادة أيضا : الملك الشهيد عليه . وقال
الحسن أيضا : هو كاتب سيئاته ، وما نكرة موصوفة بالظرف وبـ " عتيد " وموصولة ، والظرف صلتها . وعتيد ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بدل أو خبر بعد خبر ، أو خبر مبتدأ محذوف . انتهى . وقرأ الجمهور : عتيد بالرفع ،
وعبد الله : بالنصب على الحال ، والأولى إذ ذاك أن تكون ما موصولة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم ) : الخطاب من الله للملكين السائق والشهيد . وقيل : للملكين من ملائكة العذاب ، فعلى هذا الألف ضمير الاثنين . وقال
مجاهد وجماعة : هو قول إما للسائق ، وإما للذي هو من الزبانية ، وعلى أنه خطاب للواحد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد معناه : ألق ألق ، فثنى . وقال
الفراء : هو من خطاب الواحد بخطاب الاثنين . وقيل : الألف بدل من النون الخفيفة ، أجرى الوصل مجرى الوقف ، وهذه أقوال مرغوب عنها ، ولا ضرورة تدعو إلى الخروج عن ظاهر اللفظ لقول
مجاهد . وقرأ
الحسن : ألقين بنون التوكيد الخفيفة ، وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف . ( كل كفار ) : أي يكفر النعمة والمنعم ، ( عتيد ) ، قال
قتادة : منحرف عن الطاعة . وقال
الحسن : جاحد متمرد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المساق من العند ، وهو عظم يعرض في الحلق . وقال
ابن بحر : المعجب بما فيه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مناع للخير ) ، قال
قتادة ومجاهد وعكرمة : يعني الزكاة . وقيل : بخيل . وقيل : مانع بني أخيه من الإيمان ،
كالوليد بن المغيرة ، كان يقول لهم : من دخل منكم فيه لم أنفعه بشيء ما عشت ، والأحسن عموم الخير في المال وغيره . ( مريب ) ، قال
الحسن : شاك في الله أو في البعث . وقيل : متهم الذي جوزوا فيه أن يكون منصوبا بدلا من كل كفار ، وأن يكون مجرورا بدلا من كفار ، وأن يكون مرفوعا بالابتداء مضمنا معنى الشرط ، ولذلك دخلت الفاء في خبره ، وهو فألقياه . والظاهر تعلقه بما قبله على جهة البدل ، ويكون فألقياه توكيدا . وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون صفة من حيث يختص " كفار " بالأوصاف المذكورة ، فجاز وصفه بهذه المعرفة . انتهى . وهذا ليس بشيء لو وصفت النكرة بأوصاف كثيرة لم يجز أن توصف بالمعرفة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ) : لم تأت هذه الجملة بالواو ، بخلاف (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه ) قبله ، لأن هذه استؤنفت كما استؤنفت الجمل في حكاية التقاول في مقاولة
موسى وفرعون ، فجرت مقاولة بين الكافر وقرينه ، فكأن الكافر قال ربي هو أطغاني ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته ) . وأما (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه ) فعطف للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول ، أعني مجيء كل نفس مع الملكين . وقول قرينه : ما قال له ، ومعنى ما أطغيته : تنزيه لنفسه من أنه أثر فيه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27ولكن كان في ضلال بعيد ) : أي من نفسه لا مني ، فهو الذي استحب العمى على الهدى ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) ، وكذب القرين ، قد أطغاه بوسوسته وتزيينه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي ) : استئناف أيضا مثل قال قرينه ، كأن قائلا قال : ما قال الله تعالى ؟ فقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28لا تختصموا لدي ) أي في دار الجزاء وموقف الحساب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وقد قدمت إليكم بالوعيد ) لمن عصاني ، فلم أترك لكم حجة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي ) : أي عندي ، فما أمضيته لا يمكن تبديله . وقال
الفراء : ما يكذب لدي لعلمي بجميع الأمور . وقدمت : يجوز أن
[ ص: 127 ] يكون بمعنى تقدمت ، أي قد تقدم قولي لكم ملتبسا بالوعيد ، أو يكون قدم المتعدية ، و " بالوعيد " هو المفعول ، والباء زائدة ، والتقديم كان في الدنيا ، ونهيهم عن الاختصام في الآخرة ، فاختلف الزمانان . فلا تكون الجملة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وقد قدمت ) حالا إلا على تأويل ، أي وقد صح عندكم أني قدمت ، وصحة ذلك في الآخرة ، فاتفق زمان النهي عن الاختصام ، وصحة التقديم بالحال على هذا التأويل مقارنة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وما أنا بظلام للعبيد ) : تقدم شرح مثله في أواخر آل عمران ، والمعنى : لا أعذب من لا يستحق العذاب .
وقرأ يوم يقول ، بياء الغيبة الأعرج ،
وشيبة ،
ونافع ،
وأبو بكر ،
والحسن ،
وأبو رجاء ،
وأبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، وباقي السبعة : بالنون ،
وعبد الله ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش أيضا : يقال مبنيا للمفعول وانتصاب " يوم " بظلام ، أو باذكر ، أو بأنذر كذلك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن ينتصب بنفخ ، كأنه قيل : ونفخ في الصور يوم نقول ، وعلى هذا يشار بذلك إلى ( يوم يقول ) . انتهى ، وهذا بعيد جدا ، قد فصل على هذا القول بين العامل والمعمول بجمل كثيرة ، فلا يناسب هذا القول فصاحة القرآن وبلاغته . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30هل امتلأت ) : تقرير وتوقيف ، لا سؤال استفهام حقيقة ، لأنه تعالى عالم بأحوال جهنم . قيل : وهذا السؤال والجواب منها حقيقة . وقيل : هو على حذف مضاف ، أي نقول لخزنة جهنم ، قاله
الرماني . وقيل : السؤال والجواب من باب التصوير الذي يثبت المعنى ، أي حالها حال من لو نطق بالجواب لسائله لقال كذا ، وهذا القول يظهر أنها إذ ذاك لم تكن ملأى . فقولها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30من مزيد ) ، سؤال ورغبة في الزيادة والاستكثار من الداخلين فيها . وقال
الحسن ،
وعمرو ،
وواصل : كانت ملأى وقت السؤال ، فلا تزداد على امتلائها ، كما جاء في الحديث وهل ترك لنا عقيل من دار أي ما تركه ، و ( مزيد ) يحتمل أن يكون مصدرا أو اسم مفعول . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31غير بعيد ) : مكانا غير بعيد ، وهو تأكيد لـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13أزلفت ) . رفع مجاز القرب بالوعد والإخبار . فانتصاب ( غير ) على الظرف صفة قامت مقام مكان ، فأعربت بإعرابه . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن ينتصب ( غير بعيد ) على الحال من الجنة . قال : وتذكيره يعني ( بعيد ) ، لأنه على زنة المصدر ، كالزئير والصليل ، والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث . انتهى . وكونه على وزن المصدر ، لا يسوغ أن يكون المذكر صفة للمؤنث . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أيضا : أو على حذف الموصوف ، أي شيئا غير بعيد . انتهى . وكأنه يعني إزلافا غير بعيد ، هذا إشارة للثواب .
وقرأ الجمهور : ( ما توعدون ) ، خطاب للمؤمنين ،
وابن كثير ،
وأبو عمرو : بياء الغيبة ، أي هذا القول هو الذي وقع الوعد به ، وهي جملة اعتراضية بين المبدل منه والبدل . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لكل أواب ) : هو البدل من المتقين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33من خشي ) : بدل بعد بدل تابع ( لكل ) ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وإنما جعله تابعا ( لكل ) ، لا بدلا من ( للمتقين ) ، لأنه لا يتكرر الإبدال من مبدل منه واحد . قال : ويجوز أن يكون بدلا من موصوف أواب وحفيظ ، ولا يجوز أن يكون في حكم أواب وحفيظ ، لأن من لا يوصف به ، ولا يوصف من بين سائر الموصولات إلا بالذي . انتهى . يعني بقوله : في حكم أواب : أن يجعل من صفته ، وهذا حكم صحيح . وأما قوله : ولا يوصف من بين الموصولات إلا بالذي ، فالحصر ليس بصحيح ، قد وصفت العرب بما فيه أل ، وهو موصول ، نحو القائم والمضروب ، ووصفت بـ ذو الطائية ، وذات في المؤنث . ومن كلامهم : بالفضل ذو فضلكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله به ، يريد بالفضل الذي فضلكم والكرامة التي أكرمكم ، ولا يريد
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري خصوصية الذي ، بل فروعه من المؤنث والمثنى والمجموع على اختلاف لغات ذلك . وجوز أن تكون من موصولة مبتدأ خبره القول المحذوف ، تقديره : يقال لهم ادخلوها ، لأن من في معنى الجمع ، وأن تكون شرطية ، والجواب الفعل المحذوف ، أي فيقال : وأن يكون منادى ، كقولهم : من لا يزال محسنا أحسن إلي ، وحذف حرف
[ ص: 128 ] النداء للتقريب . وقال
ابن عطية : يحتمل أن تكون من نعتا . انتهى ، وهذا لا يجوز ، لأن من لا ينعت بها ، وبالغيب حال من المفعول ، أي وهو غائب عنه ، وإنما أدركه بالعلم الضروري ، إذ كل مصنوع لا بد له من صانع . ويجوز أن تكون صفة لمصدر خشي ، أي خشيه خشية ملتبسة بالغيب ، حيث خشي عقابه وهو غائب ، أو خشيه بسبب الغيب الذي أوعده به من عذابه . وقيل : في الخلوة حيث لا يراه أحد ، فيكون حالا من الفاعل . وقرن بالخشية بالرحمن بناء على الخاشي ، حيث علم أنه واسع الرحمة ، وهو مع ذلك يخشاه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادخلوها بسلام ) : أي سالمين من العذاب ، أو مسلما عليكم من الله وملائكته . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ذلك يوم الخلود ) : كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73فادخلوها خالدين ) : أي مقدرين الخلود ، وهو معادل لقوله في الكفار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ذلك يوم الوعيد ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لهم ما يشاءون فيها ) : أي ما تعلقت به مشيئاتهم من أنواع الملاذ والكرامات ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35ولدينا مزيد ) : زيادة ، أو شيء مزيد على ما تشاءون ، ونحوه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) ، وكما جاء في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374900 " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ما أطلعتهم عليه " ، و " مزيد " : مبهم ، فقيل : مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها . وقيل : أزواج من حور الجنة . وقيل : تجلي الله تعالى لهم حتى يرونه .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29021لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ وَالذَّارِيَاتِ ) .
[ ص: 125 ] قَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ ) ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْكَافِ فِي " كُنْتَ " وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22غِطَاءَكَ " وَ " بَصَرُكَ " ،
وَالْجَحْدَرِيُّ : بِكَسْرِهَا عَلَى مُخَاطَبَةِ النَّفْسِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ ) ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْكَافِ ، حَمْلًا عَلَى لَفْظِ " كُلُّ " مِنَ التَّذْكِيرِ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ : عَنْكِ غِطَاءَكِ فَبَصَرُكِ ، بِالْكَسْرِ مُرَاعَاةً لِلنَّفْسِ أَيْضًا ، وَلَمْ يَنْقِلِ الْكَسْرَ فِي الْكَافِ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ إِلَّا عَنْ
طَلْحَةَ وَحْدَهُ . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَلَمْ أَجِدْ عَنْهُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ ) . فَإِنْ كَسَرَ فَإِنَّ الْجَمِيعَ شَرْعٌ وَاحِدٌ ، وَإِنْ فَتَحَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ ) ، فَحَمْلٌ عَلَى " كُلُّ " أَنَّهُ مُذَكَّرٌ . وَيَجُوزُ تَأْنِيثُ كُلُّ فِي هَذَا الْبَابِ لِإِضَافَتِهِ إِلَى نَفْسٍ ، وَهُوَ مُؤَنَّثٌ ، وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّهُ حَمَلَ بَعْضَهُ عَلَى اللَّفْظِ وَبَعْضَهُ عَلَى الْمَعْنَى ، مِثْلُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112فَلَهُ أَجْرُهُ ) ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) . انْتَهَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16214وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ،
وَالضَّحَّاكُ : يُقَالُ لِلْكَافِرِ الْغَافِلِ مِنْ ذَوِي النَّفْسِ الَّتِي مَعَهَا السَّائِقُ وَالشَّهِيدُ ، إِذَا حَصَلَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ ، وَعَايَنَ الْحَقَائِقَ الَّتِي لَا يُصَدِّقُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ، وَيَتَغَافَلُ عَنِ النَّظَرِ فِيهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ) : أَيْ مِنْ عَاقِبَةِ الْكُفْرِ . فَلَمَّا كَشَفَ الْغِطَاءَ عَنْكَ ، احْتَدَّ بَصَرُكَ : أَيْ بَصِيرَتُكَ ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ حَدِيدُ الذِّهْنِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ بَصَرُ الْعَيْنِ ، أَيِ احْتَدَّ الْتِفَاتُهُ إِلَى مِيزَانِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَوْلٌ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يَحْرُمُ نَقْلُهُ ، وَهُوَ فِي كِتَابِ
ابْنِ عَطِيَّةَ . وَكَنَّى بِالْغِطَاءِ عَنِ الْغَفْلَةِ ، كَأَنَّهَا غَطَّتْ جَمِيعَهُ أَوْ عَيْنَيْهِ ، فَهُوَ لَا يُبْصِرُ . فَإِذَا كَانَ فِي الْقِيَامَةِ ، زَالَتْ عَنْهُ الْغَفْلَةُ ، فَأَبْصَرَ مَا كَانَ لَمْ يُبْصِرْهُ مِنَ الْحَقِّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ ) : أَيْ مِنْ زَبَانِيَةِ جَهَنَّمَ ، ( هَذَا ) : الْعَذَابُ الَّذِي لَدَيَّ لِهَذَا الْإِنْسَانِ الْكَافِرِ ، ( عَتِيدٌ ) : حَاضِرٌ ، وَيُحَسِّنُ هَذَا الْقَوْلَ إِطْلَاقُ مَا عَلَى مَا لَا يَعْقِلُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : قَرِينُهُ : الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِسَوْقِهِ ، أَيْ هَذَا الْكَافِرُ الَّذِي أَسُوقُهُ لَدَيَّ حَاضِرٌ . وَقَالَ
الزَّهْرَاوِيُّ : وَقِيلَ قَرِينُهُ :
[ ص: 126 ] شَيْطَانُهُ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ ، وَإِنَّمَا وَقَعَ فِيهِ أَنَّ الْقَرِينَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ) هُوَ شَيْطَانُهُ فِي الدُّنْيَا وَمُغْوِيهِ بِلَا خِلَافٍ . وَلَفْظُ الْقَرِينِ اسْمُ جِنْسٍ ، فَسَائِقُهُ قَرِينٌ ، وَصَاحِبُهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ قَرِينٌ ، وَمُمَاشِي الْإِنْسَانِ فِي طَرِيقَةِ قَرِينٌ . وَقِيلَ : قَرِينُهُ هُنَا : عَمَلُهُ قَلْبًا وَجَوَارِحًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَقَالَ قَرِينُهُ : هُوَ الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) ، يَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ) ، هَذَا شَيْءٌ لَدَيَّ ، وَفِي مَلَكَتِي عَتِيدٌ لِجَهَنَّمَ . وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَلَكًا يَسُوقُهُ وَآخَرَ يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، وَشَيْطَانًا مَقْرُونًا بِهِ يَقُولُ : قَدْ أَعْتَدْتُهُ لِجَهَنَّمَ وَهَيَّأْتُهُ لَهَا بِإِغْوَائِي وَإِضْلَالِي . انْتَهَى ، وَهَذَا قَوْلُ
مُجَاهِدٍ . وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ أَيْضًا : الْمَلَكُ الشَّهِيدُ عَلَيْهِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ أَيْضًا : هُوَ كَاتِبُ سَيِّئَاتِهِ ، وَمَا نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ بِالظَّرْفِ وَبِـ " عَتِيدٌ " وَمَوْصُولَةٌ ، وَالظَّرْفُ صِلَتُهَا . وَعَتِيدٌ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَدَلٌ أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ . انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : عَتِيدٌ بِالرَّفْعِ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ : بِالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِ ، وَالْأَوْلَى إِذْ ذَاكَ أَنْ تَكُونَ مَا مَوْصُولَةً .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ ) : الْخِطَابُ مِنَ اللَّهِ لِلْمَلَكَيْنِ السَّائِقِ وَالشَّهِيدِ . وَقِيلَ : لِلْمَلَكَيْنِ مِنْ مَلَائِكَةِ الْعَذَابِ ، فَعَلَى هَذَا الْأَلِفُ ضَمِيرُ الِاثْنَيْنِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَجَمَاعَةٌ : هُوَ قَوْلٌ إِمَّا لِلسَّائِقِ ، وَإِمَّا لِلَّذِي هُوَ مِنَ الزَّبَانِيَةِ ، وَعَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْوَاحِدِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ مَعْنَاهُ : أَلْقِ أَلْقِ ، فَثَنَّى . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ مِنْ خِطَابِ الْوَاحِدِ بِخِطَابِ الِاثْنَيْنِ . وَقِيلَ : الْأَلِفُ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ الْخَفِيفَةِ ، أَجْرَى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ ، وَهَذِهِ أَقْوَالٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا ، وَلَا ضَرُورَةَ تَدْعُو إِلَى الْخُرُوجِ عَنْ ظَاهِرِ اللَّفْظِ لِقَوْلِ
مُجَاهِدٍ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : أَلْقَيْنَ بِنُونِ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةِ ، وَهِيَ شَاذَّةٌ مُخَالِفَةٌ لِنَقْلِ التَّوَاتُرِ بِالْأَلِفِ . ( كُلَّ كَفَّارٍ ) : أَيْ يَكْفُرُ النِّعْمَةَ وَالْمُنْعِمَ ، ( عَتِيدٍ ) ، قَالَ
قَتَادَةُ : مُنْحَرِفٌ عَنِ الطَّاعَةِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : جَاحِدٌ مُتَمَرِّدٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْمَسَاقُ مِنَ الْعِنْدِ ، وَهُوَ عَظْمٌ يَعْرِضُ فِي الْحَلْقِ . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : الْمُعْجَبُ بِمَا فِيهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ) ، قَالَ
قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ : يَعْنِي الزَّكَاةَ . وَقِيلَ : بَخِيلٌ . وَقِيلَ : مَانِعٌ بَنِي أَخِيهِ مِنَ الْإِيمَانِ ،
كَالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، كَانَ يَقُولُ لَهُمْ : مَنْ دَخَلَ مِنْكُمْ فِيهِ لَمْ أَنْفَعْهُ بِشَيْءٍ مَا عِشْتَ ، وَالْأَحْسَنُ عُمُومُ الْخَيْرِ فِي الْمَالِ وَغَيْرِهِ . ( مُرِيبٍ ) ، قَالَ
الْحَسَنُ : شَاكٍّ فِي اللَّهِ أَوْ فِي الْبَعْثِ . وَقِيلَ : مُتَّهِمٍ الَّذِي جَوَّزُوا فِيهِ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بَدَلًا مِنْ كُلِّ كَفَّارٍ ، وَأَنْ يَكُونَ مَجْرُورًا بَدَلًا مِنْ كَفَّارٍ ، وَأَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا بِالِابْتِدَاءِ مُضَمَّنًا مَعْنَى الشَّرْطِ ، وَلِذَلِكَ دَخَلَتِ الْفَاءُ فِي خَبَرِهِ ، وَهُوَ فَأَلْقِيَاهُ . وَالظَّاهِرُ تَعَلُّقُهُ بِمَا قَبْلَهُ عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِ ، وَيَكُونُ فَأَلْقِيَاهُ تَوْكِيدًا . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً مِنْ حَيْثُ يَخْتَصُّ " كَفَّارٍ " بِالْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ ، فَجَازَ وَصْفُهُ بِهَذِهِ الْمَعْرِفَةِ . انْتَهَى . وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ لَوْ وُصِفَتِ النَّكِرَةُ بِأَوْصَافٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يَجُزْ أَنْ تُوصَفَ بِالْمَعْرِفَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ ) : لَمْ تَأْتِ هَذِهِ الْجُمْلَةُ بِالْوَاوِ ، بِخِلَافٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ ) قَبْلَهُ ، لِأَنَّ هَذِهِ اسْتُؤْنِفَتْ كَمَا اسْتُؤْنِفَتِ الْجُمَلُ فِي حِكَايَةِ التَّقَاوُلِ فِي مُقَاوَلَةِ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ ، فَجَرَتْ مُقَاوَلَةٌ بَيْنَ الْكَافِرِ وَقَرِينِهِ ، فَكَأَنَّ الْكَافِرَ قَالَ رَبِّي هُوَ أَطْغَانِي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ) . وَأَمَّا (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ ) فَعُطِفَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ مَعْنَاهَا وَمَعْنَى مَا قَبْلَهَا فِي الْحُصُولِ ، أَعْنِي مَجِيءَ كُلِّ نَفْسٍ مَعَ الْمَلَكَيْنِ . وَقَوْلُ قَرِينِهِ : مَا قَالَ لَهُ ، وَمَعْنَى مَا أَطْغَيْتُهُ : تَنْزِيهٌ لِنَفْسِهِ مِنْ أَنَّهُ أَثَّرَ فِيهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) : أَيْ مِنْ نَفْسِهِ لَا مِنِّي ، فَهُوَ الَّذِي اسْتَحَبَّ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) ، وَكَذَّبَ الْقَرِينَ ، قَدْ أَطْغَاهُ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ) : اسْتِئْنَافٌ أَيْضًا مِثْلُ قَالَ قَرِينُهُ ، كَأَنَّ قَائِلًا قَالَ : مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ؟ فَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ) أَيْ فِي دَارِ الْجَزَاءِ وَمَوْقِفِ الْحِسَابِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) لِمَنْ عَصَانِي ، فَلَمْ أَتْرُكْ لَكُمْ حُجَّةً .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ) : أَيْ عِنْدِي ، فَمَا أَمْضَيْتُهُ لَا يُمْكِنُ تَبْدِيلُهُ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مَا يُكَذَّبُ لَدَيَّ لِعِلْمِي بِجَمِيعِ الْأُمُورِ . وَقَدَّمْتُ : يَجُوزُ أَنْ
[ ص: 127 ] يَكُونَ بِمَعْنَى تَقَدَّمْتُ ، أَيْ قَدْ تَقَدَّمَ قَوْلِي لَكُمْ مُلْتَبِسًا بِالْوَعِيدِ ، أَوْ يَكُونَ قَدَّمَ الْمُتَعَدِّيَةِ ، وَ " بِالْوَعِيدِ " هُوَ الْمَفْعُولُ ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ ، وَالتَّقْدِيمُ كَانَ فِي الدُّنْيَا ، وَنَهْيُهُمْ عَنِ الِاخْتِصَامِ فِي الْآخِرَةِ ، فَاخْتَلَفَ الزَّمَانَانِ . فَلَا تَكُونُ الْجُمْلَةُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وَقَدْ قَدَّمْتُ ) حَالًا إِلَّا عَلَى تَأْوِيلِ ، أَيْ وَقَدْ صَحَّ عِنْدَكُمْ أَنِّي قَدَّمْتُ ، وَصِحَّةُ ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، فَاتَّفَقَ زَمَانُ النَّهْيِ عَنِ الِاخْتِصَامِ ، وَصِحَّةُ التَّقْدِيمِ بِالْحَالِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مُقَارَنَةً . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) : تَقَدَّمَ شَرْحُ مِثْلِهِ فِي أَوَاخِرِ آلِ عِمْرَانَ ، وَالْمَعْنَى : لَا أُعَذِّبُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ .
وَقَرَأَ يَوْمَ يَقُولُ ، بِيَاءِ الْغَيْبَةِ الْأَعْرَجُ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَنَافِعٌ ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِالنُّونِ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ أَيْضًا : يُقَالُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَانْتِصَابُ " يَوْمَ " بِظَلَّامٍ ، أَوْ بِاذْكُرْ ، أَوْ بِأَنْذِرْ كَذَلِكَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِنُفِخَ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ يَوْمَ نَقُولُ ، وَعَلَى هَذَا يُشَارُ بِذَلِكَ إِلَى ( يَوْمَ يَقُولُ ) . انْتَهَى ، وَهَذَا بَعِيدٌ جِدًّا ، قَدْ فُصِلَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ بَيْنَ الْعَامِلِ وَالْمَعْمُولِ بِجُمَلٍ كَثِيرَةٍ ، فَلَا يُنَاسِبُ هَذَا الْقَوْلُ فَصَاحَةَ الْقُرْآنِ وَبَلَاغَتَهُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30هَلِ امْتَلَأْتِ ) : تَقْرِيرٌ وَتَوْقِيفٌ ، لَا سُؤَالُ اسْتِفْهَامٍ حَقِيقَةً ، لِأَنَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِأَحْوَالِ جَهَنَّمَ . قِيلَ : وَهَذَا السُّؤَالُ وَالْجَوَابُ مِنْهَا حَقِيقَةً . وَقِيلَ : هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ نَقُولُ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ، قَالَهُ
الرُّمَّانِيُّ . وَقِيلَ : السُّؤَالُ وَالْجَوَابُ مِنْ بَابِ التَّصْوِيرِ الَّذِي يَثْبُتُ الْمَعْنَى ، أَيْ حَالُهَا حَالُ مَنْ لَوْ نَطَقَ بِالْجَوَابِ لِسَائِلِهِ لَقَالَ كَذَا ، وَهَذَا الْقَوْلُ يُظْهِرُ أَنَّهَا إِذْ ذَاكَ لَمْ تَكُنْ مَلْأَى . فَقَوْلُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30مِنْ مَزِيدٍ ) ، سُؤَالٌ وَرَغْبَةٌ فِي الزِّيَادَةِ وَالِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدَّاخِلِينَ فِيهَا . وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَعَمْرٌو ،
وَوَاصِلٌ : كَانَتْ مَلْأَى وَقْتَ السُّؤَالِ ، فَلَا تَزْدَادُ عَلَى امْتِلَائِهَا ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ أَيْ مَا تَرَكَهُ ، وَ ( مَزِيدٍ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أَوِ اسْمَ مَفْعُولٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31غَيْرَ بَعِيدٍ ) : مَكَانًا غَيْرَ بَعِيدٍ ، وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13أُزْلِفَتْ ) . رَفَعَ مَجَازَ الْقُرْبِ بِالْوَعْدِ وَالْإِخْبَارِ . فَانْتِصَابُ ( غَيْرَ ) عَلَى الظَّرْفِ صِفَةً قَامَتْ مَقَامَ مَكَانٍ ، فَأُعْرِبَتْ بِإِعْرَابِهِ . وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَنْتَصِبَ ( غَيْرَ بَعِيدٍ ) عَلَى الْحَالِ مِنَ الْجَنَّةِ . قَالَ : وَتَذْكِيرُهُ يَعْنِي ( بَعِيدٍ ) ، لِأَنَّهُ عَلَى زِنَةِ الْمَصْدَرِ ، كَالزَّئِيرِ وَالصَّلِيلِ ، وَالْمَصَادِرُ يَسْتَوِي فِي الْوَصْفِ بِهَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ . انْتَهَى . وَكَوْنُهُ عَلَى وَزْنِ الْمَصْدَرِ ، لَا يُسَوِّغُ أَنْ يَكُونَ الْمُذَكَّرُ صِفَةً لِلْمُؤَنَّثِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضًا : أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوفِ ، أَيْ شَيْئًا غَيْرَ بَعِيدٍ . انْتَهَى . وَكَأَنَّهُ يَعْنِي إِزْلَافًا غَيْرَ بَعِيدٍ ، هَذَا إِشَارَةٌ لِلثَّوَابِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( مَا تُوعَدُونَ ) ، خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، أَيْ هَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي وَقَعَ الْوَعْدُ بِهِ ، وَهِيَ جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ بَيْنَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ وَالْبَدَلِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لِكُلِّ أَوَّابٍ ) : هُوَ الْبَدَلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33مَنْ خَشِيَ ) : بَدَلٌ بَعْدَ بَدَلٍ تَابِعٍ ( لِكُلِّ ) ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَإِنَّمَا جَعَلَهُ تَابِعًا ( لِكُلِّ ) ، لَا بَدَلًا مِنْ ( لِلْمُتَّقِينَ ) ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَرَّرُ الْإِبْدَالُ مِنْ مُبْدَلٍ مِنْهُ وَاحِدٍ . قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ مَوْصُوفِ أَوَّابٍ وَحَفِيظٍ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِ أَوَّابٍ وَحَفِيظٍ ، لِأَنَّ مَنْ لَا يُوصَفُ بِهِ ، وَلَا يُوصَفُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْمَوْصُولَاتِ إِلَّا بِالَّذِي . انْتَهَى . يَعْنِي بِقَوْلِهِ : فِي حُكْمِ أَوَّابٍ : أَنْ يُجْعَلَ مِنْ صِفَتِهِ ، وَهَذَا حُكْمٌ صَحِيحٌ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَلَا يُوصَفُ مِنْ بَيْنِ الْمَوْصُولَاتِ إِلَّا بِالَّذِي ، فَالْحَصْرُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، قَدْ وَصَفَتِ الْعَرَبُ بِمَا فِيهِ أَلْ ، وَهُوَ مَوْصُولٌ ، نَحْوُ الْقَائِمِ وَالْمَضْرُوبِ ، وَوَصَفَتْ بِـ ذُو الطَّائِيَّةِ ، وَذَاتُ فِي الْمُؤَنَّثِ . وَمِنْ كَلَامِهِمْ : بِالْفَضْلِ ذُو فَضَّلَكُمُ اللَّهُ بِهِ ، وَالْكَرَامَةِ ذَاتُ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهِ ، يُرِيدُ بِالْفَضْلِ الَّذِي فَضَّلَكُمْ وَالْكَرَامَةِ الَّتِي أَكْرَمَكُمْ ، وَلَا يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ خُصُوصِيَّةَ الَّذِي ، بَلْ فُرُوعِهِ مِنَ الْمُؤَنَّثِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ عَلَى اخْتِلَافِ لُغَاتِ ذَلِكَ . وَجَوَّزَ أَنْ تَكُونَ مَنْ مَوْصُولَةً مُبْتَدَأً خَبَرُهُ الْقَوْلُ الْمَحْذُوفُ ، تَقْدِيرُهُ : يُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوهَا ، لِأَنَّ مَنْ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ ، وَأَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً ، وَالْجَوَابُ الْفِعْلُ الْمَحْذُوفُ ، أَيْ فَيُقَالُ : وَأَنْ يَكُونَ مُنَادًى ، كَقَوْلِهِمْ : مَنْ لَا يَزَالُ مُحْسِنًا أَحْسِنْ إِلَيَّ ، وَحَذَفَ حَرْفَ
[ ص: 128 ] النِّدَاءِ لِلتَّقْرِيبِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مَنْ نَعْتًا . انْتَهَى ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ ، لِأَنَّ مَنْ لَا يُنْعَتُ بِهَا ، وَبِالْغَيْبِ حَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَيْ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُ ، وَإِنَّمَا أَدْرَكَهُ بِالْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ ، إِذْ كُلُّ مَصْنُوعٍ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ صَانِعٍ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً لِمَصْدَرِ خَشِيَ ، أَيْ خَشِيَهُ خَشْيَةً مُلْتَبِسَةً بِالْغَيْبِ ، حَيْثُ خَشِيَ عِقَابَهُ وَهُوَ غَائِبٌ ، أَوْ خَشِيَهُ بِسَبَبِ الْغَيْبِ الَّذِي أَوْعَدَهُ بِهِ مِنْ عَذَابِهِ . وَقِيلَ : فِي الْخَلْوَةِ حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ ، فَيَكُونُ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ . وَقَرَنَ بِالْخَشْيَةِ بِالرَّحْمَنِ بِنَاءً عَلَى الْخَاشِي ، حَيْثُ عَلِمَ أَنَّهُ وَاسِعُ الرَّحْمَةِ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخْشَاهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ) : أَيْ سَالِمِينَ مِنَ الْعَذَابِ ، أَوْ مُسَلَّمًا عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) : كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) : أَيْ مُقَدِّرِينَ الْخُلُودَ ، وَهُوَ مُعَادِلٌ لِقَوْلِهِ فِي الْكُفَّارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ) : أَيْ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ مَشِيئَاتُهُمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَلَاذِّ وَالْكَرَامَاتِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) : زِيَادَةٌ ، أَوْ شَيْءٌ مَزِيدٌ عَلَى مَا تَشَاءُونَ ، وَنَحْوُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) ، وَكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374900 " أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ " ، وَ " مَزِيدٌ " : مُبْهَمٌ ، فَقِيلَ : مُضَاعَفَةُ الْحَسَنَةِ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . وَقِيلَ : أَزْوَاجٌ مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ . وَقِيلَ : تَجَلِّي اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَتَّى يَرَوْنَهُ .