سورة الذاريات ستون آية مكية
( بسم الله الرحمن الرحيم )
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ذروا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إنما توعدون لصادق nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7والسماء ذات الحبك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إنكم لفي قول مختلف nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يؤفك عنه من أفك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الذين هم في غمرة ساهون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يسألون أيان يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إن المتقين في جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كانوا قليلا من الليل ما يهجعون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وبالأسحار هم يستغفرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وفي أموالهم حق للسائل والمحروم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وفي الأرض آيات للموقنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=24هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=25إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=26فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=27فقربه إليهم قال ألا تأكلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=28فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=29فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=30قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=31قال فما خطبكم أيها المرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=32قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=33لنرسل عليهم حجارة من طين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=34مسومة عند ربك للمسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=35فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=36فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=37وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=38وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=39فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=40فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=41وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=42ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=43وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=44فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=45فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=46وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48والأرض فرشناها فنعم الماهدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أتواصوا به بل هم قوم طاغون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم فما أنت بملوم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون )
[ ص: 132 ] الحبك : الطرائق ، مثل حبك الرمل والماء القائم إذا ضربته الريح ، وكذلك حبك الشعر : آثار تثنيه وتكسره قال الشاعر :
مكلل بأصول النجم ينسجه ريح خريق لضاحي مائه حبك
والدرع محبوكة لأن حلقها مطرق طرائق . وواحدها حبيكة ، كطريقة وطرق ، أو حباك كمثال ومثل ، قال الراجز :
كأنما حللها الحواك طنفسة في وشيها حباك
ويقال : حباك للظفيرة التي يشد بها خطار القصب بكره ، وهي مستطيلة تصنع في ترحيب الغراسات المصطفة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : حبكت الشيء : أحكمته وأحسنت عمله . قال
الفراء : الحبك : تكسر كل شيء . وقال غيره : المحبوك : الشديد الخلق من فرس وغيره . قال
امرؤ القيس :
قد غدا يحملني في أنفه لاحق الإطلين محبوك ممر
الهجوع : النوم . السمن : معروف ، وهو امتلاء الجسد بالشحم واللحم . يقال : سمن سمنا فهو سمين ، شذوا في المصدر واسم الفاعل ، والقياس سمن وسمن . وقالوا : سامن ، إذا حدث له السمن . الذنوب : الدلو العظيمة ، قال الراجز :
إنا إذا نازلنا غريب له ذنوب ولنا ذنوب
وإن أبيتم فلنا القليب
وأنشده
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري :
لنا ذنوب ولكم ذنوب
ويطلق ، ويراد به الحظ والنصيب ، قال
علقمة بن عبدة :
وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشاس من نداك ذنوب
ونسبه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لعمرو بن شاس ، وهو وهم في ديوان
علقمة . وكان
الحارث بن أبي شمر الغساني أسر
شاسا أخا
علقمة ، فدخل إليه
علقمة ، فمدحه بالقصيدة التي فيها هذا البيت ، فلما وصل إلى هذا البيت في الإنشاد قال
الحارث : نعم وأذنبه ، وقال
حسان :
لا يبعدن ربيعة بن مكرم وسقى الغوادي قبره بذنوب
وقال آخر :
لعمرك والمنايا طارقات لكل بني أب منها ذنوب
[ ص: 133 ] nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29022والذاريات ذروا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات وقرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فالجاريات يسرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فالمقسمات أمرا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إنما توعدون لصادق nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7والسماء ذات الحبك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إنكم لفي قول مختلف nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يؤفك عنه من أفك nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الذين هم في غمرة ساهون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يسألون أيان يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إن المتقين في جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كانوا قليلا من الليل ما يهجعون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وبالأسحار هم يستغفرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وفي أموالهم حق للسائل والمحروم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وفي الأرض آيات للموقنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) .
هذه السورة مكية . ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد . وقال أول هذه بعد القسم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إنما توعدون لصادق nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ) : الرياح . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29022فالحاملات ) السحاب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29022فالجاريات ) الفلك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29022فالمقسمات ) : الملائكة ، هذا تفسير
علي كرم الله وجهه على المنبر ، وقد سأله
ابن الكواء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فالحاملات ) هي السفن الموقرة بالناس وأمتاعهم . وقيل : الحوامل من جميع الحيوان . وقيل : الجاريات : السحاب بالرياح . وقيل : الجواري من الكواكب ، وأدغم
أبو عمرو وحمزة (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1والذاريات ) في ذال ( ذروا ) ، وذروها : تفريقها للمطر أو للتراب . وقرئ : بفتح الواو تسمية للمحمول بالمصدر . ومعنى ( يسرا ) : جريا ذا يسر ، أي سهولة . فيسرا مصدر وصف به على تقدير محذوف ، فهو على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في موضع الحال . ( أمرا ) تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها ، فأمرا مفعول به . وقيل : مصدر منصوب على الحال ، أي مأمورة ، ومفعول المقسمات محذوف . وقال
مجاهد : يتولى أمر العباد
جبريل للغلظة ،
وميكائيل للرحمة ،
وملك الموت لقبض الأرواح ،
وإسرافيل للنفخ . وجاء في الملائكة : فالمقسمات على معنى الجماعات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يراد الرياح لا غير ، لأنها تنشئ السحاب وتقله وتصرفه وتجري في الجو جريا سهلا ، وتقسم الأمطار بتصريف الرياح . انتهى . فإذا كان المدلول متغايرا ، فتكون أقساما متعاقبة . وإذا كان غير متغاير ، فهو قسم واحد ، وهو من عطف الصفات ، أي ذرت أول هبوبها التراب والحصباء ، فأقلت السحاب ، فجرت في الجو باسطة للسحاب ، فقسمت المطر . فهذا كقوله :
[ ص: 134 ] يا لهف زيابة للحارث الصابح فالغانم فالآيب
أي : الذي صبح العدو فغنم منهم ، فآب إلى قومه سالما غانما . والجملة المقسم عليها ، وهي جواب القسم ، هي (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=134إن ما توعدون ) ، وما موصولة بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، أي توعدونه . ويحتمل أن تكون مصدرية ، أي إنه وعدكم أو وعيدكم ، إذ يحتمل توعدون الأمرين أن يكون مضارع وعد ومضارع أوعد ، ويناسب أن يكون مضارع أوعد لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ، ولأن المقصود التخويف والتهويل . ومعنى صدقه تحقق وقوعه ، والمتصف بالصدق حقيقة هو المخبر . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65ذلك وعد غير مكذوب ) : أي مصدوق فيه . وقيل : ( لصادق ) ، ووضع اسم الفاعل موضع المصدر ، ولا حاجة إلى هذا التقدير . وقال
مجاهد : الأظهر أن الآية في الكفار ، وأنه وعيد محض . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين ) : أي الجزاء ، ( لواقع ) : أي صادر حقيقة على المكلفين من الإنس والجن . والظاهر في السماء أنه جنس أريد به جميع السماوات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص : هي السماء السابعة . وقيل : السحاب الذي يظل الأرض .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29022ذات الحبك ) : أي ذات الخلق المستوي الجيد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة وقتادة والربيع . وقال
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7ذات الحبك ) : أي الزينة بالنجوم . وقال
الضحاك : ذات الطرائق ، يعني من المجرة التي في السماء . وقال
ابن زيد : ذات الشدة ، لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12سبعا شدادا ) . وقيل : ذات الصفاقة . وقرأ الجمهور : الحبك بضمتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
والحسن : بخلاف عنه ،
وأبو مالك الغفاري ،
وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ،
وأبو السمال ،
ونعيم عن
أبي عمرو : بإسكان الباء ،
وعكرمة : بفتحها ، جمع حبكة ، مثل : طرفة وطرف .
وأبو مالك الغفاري ،
والحسن : بخلاف عنه ، بكسر الحاء والباء ،
وأبو مالك الغفاري ،
والحسن أيضا ،
وأبو حيوة : بكسر الحاء وإسكان الباء ، وهو تخفيف فعل المكسورهما وهو اسم مفرد لا جمع ، لأن فعلا ليس من أبنية الجموع ، فينبغي أن يعد مع إبل فيما جاء من الأسماء على فعل بكسر الفاء والعين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أيضا ،
وأبو مالك : بفتحهما . قال
أبو الفضل الرازي : فهو جمع حبكة ، مثل عقبة وعقب . انتهى .
والحسن أيضا : الحبك . بكسر الحاء وفتح الباء ، وقرأ أيضا كالجمهور ، فصارت قراءته خمسا : الحبك ، الحبك ، الحبك ، الحبك ، الحبك . وقرأ
أبو مالك أيضا : الحبك بكسر الحاء وضم الباء ، وذكرها
ابن عطية عن
الحسن ، فتصير له ست قراءات . وقال صاحب اللوامح ، وهو عديم النظير في العربية : في أبنيتها وأوزانها ، ولا أدري ما رواه . انتهى . وقال
ابن عطية : هي قراءة شاذة غير متوجهة ، وكأنه أراد كسرها ، ثم توهم " الحبك " قراءة الضم بعد أن كسر الحاء وضم الباء ، وهذا على تداخل اللغات ، وليس في كلام العرب هذا البناء . انتهى .
وعلى هذا تأول النحاة هذه القراءات ، والأحسن عندي أن تكون مما اتبع فيه حركة الحاء لحركة ( ذات ) في الكسرة ، ولم يعتد باللام الساكنة ، لأن الساكن حاجز غير حصين . وجواب القسم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إنكم لفي قول مختلف ) ، والظاهر أنه خطاب عام للمسلم والكافر ، كما أن جواب القسم السابق يشملهما ، واختلافهم كونهم مؤمنا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وكتابه وكافرا . وقال
ابن زيد : خطاب للكفرة ، فيقولون : ساحر شاعر كاهن مجنون ، وقال
الضحاك : قول الكفرة لا يكون مستويا ، إنما يكون متناقضا مختلفا . وقيل : اختلافهم في الحشر ، منهم من ينفيه ، ومنهم من يشك فيه . وقيل : اختلافهم : إقرارهم بأن الله تعالى أوجدهم وعبادتهم غيره والأقوال التي يقولونها في آلهتهم .
( يؤفك ) : أي يصرف عنه ، أي عن القرآن والرسول - صلى الله عليه وسلم - ، قاله
الحسن وقتادة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9من أفك ) : أي من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم لقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374903لا يهلك على الله إلا هالك . وقيل : من صرف في سابق علم الله تعالى أنه مأفوك عن الحق لا يرعوي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون ، أو للذي أقسم بالسماء
[ ص: 135 ] على أنهم في قول مختلف في وقوعه ، فمنهم شاك ومنهم جاحد . ثم قال : يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك . وقيل : المأفوك عنه محذوف ، وعن هنا للسبب ، والضمير عائد على (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29022قول مختلف ) ، أي يصرف بسببه من أراد الإسلام بأن يقول : هو سحر هو كهانة ، حكاه
الزهراوي nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري ، وأورده على عادته في إبداء ما هو محكي عن غيره أنه مخترعه . وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يعود على (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8قول مختلف ) ، والمعنى : يصرف عنه بتوفيق الله إلى الإسلام من غلبت سعادته ، وهذا على أن يكون في قول مختلف للكفار ، إلا أن عرف الاستعمال في إفكه الصرف من خير إلى شر ، فلذلك لا تجده إلا في المذمومين . انتهى ، وفيه بعض تلخيص . وقرأ
ابن جبير وقتادة : من أفك مبنيا للفاعل ، أي من أفك الناس عنه ، وهم قريش . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو مأفوك في نفسه . وعنه أيضا : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو أفاك كذاب . وقرئ : يؤفن عنه من أفن بالنون فيهما ، أي يحرمه من حرم . من أفن الضرع إذا نهكه حلبا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29022قتل الخراصون ) : أي قتل الله الخراصين ، وهم المقدرون ما لا يصح . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11في غمرة ) : في جهل يغمرهم ، ( ساهون ) : غافلون عن ما أمروا به . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أيان يوم الدين ) : أي متى وقت الجزاء ؟ سؤال تكذيب واستهزاء ، وتقدمت قراءة من كسر الهمزة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42أيان مرساها ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أيان يوم الدين ) ، فيكون الظرف محلا للمصدر ، وانتصب يومهم بمضمر تقديره : هو كائن ، أي الجزاء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وجوزوا أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هو يومهم ، والفتحة فتحة بناء لإضافته إلى غير متمكن ، وهي الجملة الإسمية . ويؤيده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة والزعفراني : يومهم . بالرفع ، وإذا كان ظرفا جاز أن تكون الحركة فيه حركة إعراب وحركة بناء ، وتقدم الكلام على إضافة الظرف المستقبل إلى الجملة الإسمية في غافر في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون ) . وقال بعض النحاة : يومهم بدل من ( يوم الدين ) ، فيكون هنا حكاية من كلامهم على المعنى ، ويقولون ذلك على سبيل الاستهزاء . ولو حكى لفظ قولهم ، لكان التركيب : يوم نحن على النار يفتنون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم ) : أي يقال لهم ذوقوا . ( هذا الذي ) : مبتدأ وخبر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون هذا بدلا من ( فتنتكم ) ، أي ذوقوا هذا العذاب . انتهى ، وفيه بعد ، والاستقلال خير من البدل . ومعنى تفتنون : تعذبون في النار .
ولما ذكر حال الكفار ، ذكر حال المؤمنين ، وانتصب آخذين على الحال ، أي قابليه راضين به ، وذلك في الجنة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( آخذين ) : أي في دنياهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16ما آتاهم ربهم ) من أوامره ونواهيه وشرعه ، فالحال محكية لتقدمها في الزمان على كونهم في الجنة . والظاهر أن ( قليلا ) ظرف ، وهو في الأصل صفة ، أي كانوا في قليل من الليل . وجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ، أي كانوا يهجعون هجوعا قليلا ، وما زائدة في كلا الإعرابين . وفسر
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ذلك فقال : كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء ، ولا يدل لفظ الآية على الاقتصار على هذا التفسير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خثيم : كانوا يصيبون من الليل حظا . وقال
مطرف ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16406وابن أبي نجيح : قل ليلة أتت عليهم هجوعا كلها . وقال
الحسن : كابدوا قيام الليل لا ينامون منه إلا قليلا . وقال
الضحاك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كانوا قليلا ) ، أي في عددهم ، وثم خبر كان ، ثم ابتدأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17من الليل ما يهجعون ) ، فما نافية ، وقليلا وقف حسن ، وهذا القول فيه تفكيك للكلام ، وتقدم معمول العامل المنفي بما على عامله ، وذلك لا يجوز عند البصريين ، ولو كان ظرفا أو مجرورا . وقد أجاز ذلك بعضهم ، وجاء في الشعر قوله :
إذا هي قامت حاسرا مشمعلة يحسب الفؤاد رأسها ما تقنع
فقدم رأسها على ما تقنع ، وهو منفي بما ، وجوزوا أن تكون ما مصدرية في موضع رفع بقليلا ، أي كانوا قليلا هجوعهم ، وهو إعراب سهل حسن ، وأن تكون ما موصولة بمعنى الذي ، والعائد محذوف تقديره :
[ ص: 136 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29022كانوا قليلا من الليل ) من الوقت الذي يهجعون فيه ، وفيه تكلف . ومن الليل يدل على أنهم مشغولون بالعبادة في أوقات الراحات ، وسكون الأنفس من مشاق النهار . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29022وبالأسحار هم يستغفرون ) ، فيه ظهور على أن تهجدهم يتصل بالأسحار ، فيأخذون في الاستغفار مما يمكن أن يقع فيه تقصير وكأنهم أجرموا في تلك الليالي ، والأسحار مظنة الاستغفار . وقال
ابن عمرو الضحاك : يستغفرون : يصلون . وقال
الحسن : يدعون في طلب المغفرة ، والظاهر أن قيام الليل وهذا الحق في المال هو من المندوبات ، وأكثر ما تقع زيادة الثواب بفعل المندوب . وقال القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=17150منذر بن سعيد : هذا الحق هو الزكاة المفروضة ، وضعف بأن السورة مكية ، وفرض الزكاة
بالمدينة . وقيل : كان فرضا ، ثم نسخ وضعف بأنه تعالى لم يشرع شيئا
بمكة قبل الهجرة من أخد الأموال . والسائل : الذي يستعطي ، والمحروم : لغة الممنوع من الشيء ، قال
علقمة :
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه أنى توجه والمحروم محروم
وأما في الآية ، فالذي يحسب غنيا فيحرم الصدقة لتعففه . وقيل : الذي تبعد منه ممكنات الرزق بعد قربها منه فيناله الحرمان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المحارب الذي ليس له في الإسلام سهم مال . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : هو الذي أجيحت ثمرته . وقيل : الذي ماتت ماشيته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز : هو الكلب . وقيل : الذي لا ينمى له مال . وقيل : المحارف الذي لا يكاد يكسب . وقيل غير ذلك ، وكل هذه الأقوال على سبيل التمثيل لا التعيين ، ويجمعها أنه الذي لا مال له لحرمان أصابه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29022وفي الأرض آيات ) تدل على الصانع وقدرته وتدبيره من حيث هي كالبساط لما فوقها ، وفيها الفجاج للسلاك ، وهي متجزئة من سهل ووعر وبحر وبر ، وقطع متجاورات من صلبة ورخوة ومنبتة وسبخة ، وتلقح بأنواع النبات ، وفيها العيون والمعادن والدواب المنبثة في بحرها وبرها المختلفة الأشكال . وقرأ
قتادة : آية . على الإفراد ، ( للموقنين ) : وهم الذين نظروا النظر الصحيح ، وأداهم ذلك إلى إيقان ما جاءت به الرسل ، فأيقنوا لم يدخلهم ريب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم ) حال ابتدائها وانتقالها من حال إلى حال ، وما أودع في شكل الإنسان من لطائف الحواس ، وما ترتب على العقل الذي أوتيه من بدائع العلوم وغريب الصنائع ، وغير ذلك مما لا ينحصر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29022وفي السماء رزقكم ) ، قال
الضحاك ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : المطر والثلج ، لأنه سبب الأقوات ، وكل عين دائمة من الثلج . وقال
مجاهد أيضا وواصل الأحدب : أراد القضاء والقدر ، أي الرزق عند الله يأتي به كيف شاء ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وما توعدون ) : الجنة ، أو هي النار ، أو أمر الساعة ، أو من خير وشر ، أو من ثواب وعقاب ، أقوال المراد بها التمثيل لا التعيين . وقرأ
ابن محيصن : أرزاقكم على الجمع ، والضمير في إنه عائد على القرآن ، أو إلى الدين الذي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29022وإن الدين لواقع ) ، أو إلى اليوم المذكور في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أيان يوم الدين ) ، أو إلى الرزق ، أو إلى الله ، أو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أقوال منقولة . والذي يظهر أنه عائد على الإخبار السابق من الله تعالى فيما تقدم في هذه السورة من صدق الموعود ووقوع الجزاء وكونهم في (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8قول مختلف ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قتل الخراصون ) ، وكينونة المتقين في الجنة على ما وصف ، وذكر أوصافهم وما ذكر بعد ذلك ، ولذلك شبه في الحقيقة بما يصدر من نطق الإنسان بجامع ما اشتركا فيه من الكلام . وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وأبو بكر ،
والحسن ،
وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : بخلاف عن ثلاثتهم : مثل . بالرفع صفة لقوله : ( لحق ) ، وباقي السبعة ، والجمهور : بالنصب ، وقيل : هي فتحة بناء ، وهو نعت كحاله في قراءة من رفع . ولما أضيف إلى غير متمكن بني ، وما على هذا الإعراب زائدة للتوكيد ، والإضافة هي إلى أنكم تنطقون . وقال
المازني : بني " مثل " لأنه ركب مع ما ، فصار شيئا واحدا ، ومثله : ويحما وهيما
[ ص: 137 ] وابنما ، قال
حميد بن ثور :
ألا هيما مما لقيت وهيما وويحا لمن لم يلق منهن ويحما
قال : فلولا البناء لكان منونا ، وقال الشاعر :
فأكرم بنا أما وأكرم بنا ابنما
انتهى هذا التخريج . وابنما ليس ابنا بني مع ما ، بل هذا من باب زيادة الميم فيه وإتباع ما في الآخر ، إذ جعل في الميم الإعراب . تقول : هذا ابنم ، ورئت ابنما ، ومررت بابنم ، وليست ما في الثلاث في ابنما مركبة مع ما ، كما قال : الفتحة في ابنما حركة إعراب ، وهو منصوب على التمييز ، وأنشد النحويون في بناء الاسم مع الحرف قول الراجز :
أثور ما أصيدكم أو ثورين أم تيكم الجماء ذات القرنين
وقيل : هو نعت لمصدر محذوف تقديره : إنه لحق حقا مثل ما أنكم ، فحركته حركة إعراب . وقيل : انتصب على أنه حال من الضمير المستكن في ( لحق ) . وقيل : حال من لحق ، وإن كان نكرة ، فقد أجاز ذلك
الجرمي nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه في مواضع من كتابه . والنطق هنا عبارة عن الكلام بالحروف والأصوات في ترتيب المعاني . ويقول الناس : هذا حق ، كما أنك ههنا ، وهذا حق كما أنك ترى وتسمع ، وهذا كما في الآية . وما زائدة بنص
الخليل ، ولا يحفظ حذفها فتقول : هذا حق كأنك هاهنا ، والكوفيون يجعلون مثلا محلا ، فينصبونه على الظرف ، ويجيزون زيد مثلك . بالنصب ، فعلى مذهبهم يجوز أن تكون " مثل " فيها منصوبا على الظرف ، واستدلالهم والرد عليهم مذكور في النحو . ومن كلام بعض الأعراب : من ذا الذي أغضب
الخليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين .
سُورَةُ الذَّارِيَاتِ سِتُّونَ آيَةً مَكِّيَّةٌ
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=24هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=25إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=26فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=27فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=28فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=29فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=30قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=31قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=32قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=33لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=34مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=35فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=36فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=37وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=38وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=39فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=40فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=41وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=42مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=43وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=44فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=45فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=46وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ )
[ ص: 132 ] الْحُبُكُ : الطَّرَائِقُ ، مِثْلُ حُبُكِ الرَّمْلِ وَالْمَاءِ الْقَائِمِ إِذَا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ ، وَكَذَلِكَ حُبُكُ الشَّعَرِ : آثَارُ تَثَنِّيهِ وَتَكَسُّرِهِ قَالَ الشَّاعِرُ :
مُكَلَّلٍ بِأُصُولِ النَّجْمِ يَنْسُجُهُ رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ
وَالدِّرْعُ مَحْبُوكَةٌ لِأَنَّ حَلْقَهَا مُطْرَقٌ طَرَائِقَ . وَوَاحِدُهَا حَبِيكَةٌ ، كَطَرِيقَةٍ وَطُرُقٍ ، أَوْ حِبَاكٌ كَمِثَالٍ وَمُثُلٍ ، قَالَ الرَّاجِزُ :
كَأَنَّمَا حَلَّلَهَا الْحَوَّاكُ طَنْفَسَةً فِي وَشْيِهَا حِبَاكُ
وَيُقَالُ : حِبَاكٌ لِلظَّفِيرَةِ الَّتِي يَشُدُّ بِهَا خَطَّارُ الْقَصَبِ بَكَرَهُ ، وَهِيَ مُسْتَطِيلَةٌ تُصْنَعُ فِي تَرْحِيبِ الْغَرَّاسَاتِ الْمُصْطَفَّةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيُّ : حَبَكْتُ الشَّيْءَ : أَحْكَمْتُهُ وَأَحْسَنْتُ عَمَلَهُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْحُبُكُ : تَكَسُّرُ كُلِّ شَيْءٍ . وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمَحْبُوكُ : الشَّدِيدُ الْخَلْقِ مِنْ فَرَسٍ وَغَيْرِهِ . قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
قَدْ غَدَا يَحْمِلُنِي فِي أَنْفِهِ لَاحِقُ الْإِطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمِرْ
الْهُجُوعُ : النَّوْمُ . السِّمَنُ : مَعْرُوفٌ ، وَهُوَ امْتِلَاءُ الْجَسَدِ بِالشَّحْمِ وَاللَّحْمِ . يُقَالُ : سَمِنَ سِمَنًا فَهُوَ سَمِينٌ ، شَذُّوا فِي الْمَصْدَرِ وَاسْمِ الْفَاعِلِ ، وَالْقِيَاسُ سَمِنَ وَسَمَّنَ . وَقَالُوا : سَامِنٌ ، إِذَا حَدَثَ لَهُ السِّمَنُ . الذَّنُوبُ : الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ ، قَالَ الرَّاجِزُ :
إِنَّا إِذَا نَازَلَنَا غَرِيبُ لَهُ ذَنُوبٌ وَلَنَا ذَنُوبُ
وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلَنَا الْقَلِيبُ
وَأَنْشَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ :
لَنَا ذَنُوبٌ وَلَكُمْ ذَنُوبُ
وَيُطْلَقُ ، وَيُرَادُ بِهِ الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ ، قَالَ
عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ :
وَفِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ فَحَقٌّ لِشَاسٍ مِنْ نَدَاكَ ذَنُوبُ
وَنَسَبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ لِعَمْرِو بْنِ شَاسٍ ، وَهُوَ وَهْمٌ فِي دِيوَانِ
عَلْقَمَةَ . وَكَانَ
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيُّ أَسَرَ
شَاسًا أَخَا
عَلْقَمَةَ ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ
عَلْقَمَةُ ، فَمَدَحَهُ بِالْقَصِيدَةِ الَّتِي فِيهَا هَذَا الْبَيْتُ ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ فِي الْإِنْشَادِ قَالَ
الْحَارِثُ : نَعَمْ وَأَذْنَبَهُ ، وَقَالَ
حَسَّانُ :
لَا يَبْعُدَنَّ رَبِيعَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ وَسَقَى الْغَوَادِي قَبْرَهُ بِذَنُوبِ
وَقَالَ آخَرُ :
لَعَمْرُكَ وَالْمَنَايَا طَارِقَاتٌ لِكُلِّ بَنِي أَبٍ مِنْهَا ذَنُوبُ
[ ص: 133 ] nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29022وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=15إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=19وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . وَمُنَاسَبَتُهَا لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا أَنَّهُ قَالَ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ . وَقَالَ أَوَّلَ هَذِهِ بَعْدَ الْقَسَمِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=5إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ) : الرِّيَاحُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29022فَالْحَامِلَاتِ ) السَّحَابُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29022فَالْجَارِيَاتِ ) الْفُلْكُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29022فَالْمُقَسِّمَاتِ ) : الْمَلَائِكَةُ ، هَذَا تَفْسِيرُ
عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَقَدْ سَأَلَهُ
ابْنُ الْكَوَّاءِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=2فَالْحَامِلَاتِ ) هِيَ السُّفُنُ الْمُوَقَّرَةُ بِالنَّاسِ وَأَمْتَاعِهِمْ . وَقِيلَ : الْحَوَامِلُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ . وَقِيلَ : الْجَارِيَاتُ : السَّحَابُ بِالرِّيَاحِ . وَقِيلَ : الْجَوَارِي مِنَ الْكَوَاكِبِ ، وَأَدْغَمَ
أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=1وَالذَّارِيَاتِ ) فِي ذَالِ ( ذَرْوًا ) ، وَذَرْوُهَا : تَفْرِيقُهَا لِلْمَطَرِ أَوْ لِلتُّرَابِ . وَقُرِئَ : بِفَتْحِ الْوَاوِ تَسْمِيَةً لِلْمَحْمُولِ بِالْمَصْدَرِ . وَمَعْنَى ( يُسْرًا ) : جَرْيًا ذَا يُسْرٍ ، أَيْ سُهُولَةٍ . فَيُسْرًا مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ ، فَهُوَ عَلَى رَأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ . ( أَمْرًا ) تُقَسِّمُ الْأُمُورَ مِنَ الْأَمْطَارِ وَالْأَرْزَاقِ وَغَيْرِهَا ، فَأَمْرًا مَفْعُولٌ بِهِ . وَقِيلَ : مَصْدَرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ ، أَيْ مَأْمُورَةً ، وَمَفْعُولُ الْمُقَسِّمَاتِ مَحْذُوفٌ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَتَوَلَّى أَمْرَ الْعِبَادِ
جِبْرِيلُ لِلْغِلْظَةِ ،
وَمِيكَائِيلُ لِلرَّحْمَةِ ،
وَمَلَكُ الْمَوْتِ لَقَبْضِ الْأَرْوَاحِ ،
وَإِسْرَافِيلُ لِلنَّفْخِ . وَجَاءَ فِي الْمَلَائِكَةِ : فَالْمُقَسِّمَاتِ عَلَى مَعْنَى الْجَمَاعَاتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ الرِّيَاحُ لَا غَيْرُ ، لِأَنَّهَا تُنْشِئُ السَّحَابَ وَتُقِلُّهُ وَتَصْرِفُهُ وَتَجْرِي فِي الْجَوِّ جَرْيًا سَهْلًا ، وَتُقَسِّمُ الْأَمْطَارَ بِتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ . انْتَهَى . فَإِذَا كَانَ الْمَدْلُولُ مُتَغَايِرًا ، فَتَكُونُ أَقْسَامًا مُتَعَاقِبَةً . وَإِذَا كَانَ غَيْرَ مُتَغَايِرٍ ، فَهُوَ قِسْمٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ مِنْ عَطْفِ الصِّفَاتِ ، أَيْ ذَرَتْ أَوَّلَ هُبُوبِهَا التُّرَابَ وَالْحَصْبَاءَ ، فَأَقَلَّتِ السَّحَابَ ، فَجَرَتْ فِي الْجَوِّ بَاسِطَةً لِلسَّحَابِ ، فَقَسَّمَتِ الْمَطَرَ . فَهَذَا كَقَوْلِهِ :
[ ص: 134 ] يَا لَهْفَ زَيَّابَةَ لِلْحَارِثِ الصَّابِحِ فَالْغَانِمِ فَالْآيِبِ
أَيِ : الَّذِي صَبَّحَ الْعَدُوَّ فَغَنِمَ مِنْهُمْ ، فَآبَ إِلَى قَوْمِهِ سَالِمًا غَانِمًا . وَالْجُمْلَةُ الْمُقْسَمُ عَلَيْهَا ، وَهِيَ جَوَابُ الْقَسَمِ ، هِيَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=134إِنَّ مَا تُوعَدُونَ ) ، وَمَا مَوْصُولَةٌ بِمَعْنَى الَّذِي ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ تُوعَدُونَهُ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، أَيْ إِنَّهُ وَعْدُكُمْ أَوْ وَعِيدُكُمْ ، إِذْ يَحْتَمِلُ تُوعَدُونَ الْأَمْرَيْنِ أَنْ يَكُونَ مُضَارِعَ وَعَدَ وَمُضَارِعَ أَوْعَدَ ، وَيُنَاسِبُ أَنْ يَكُونَ مُضَارِعَ أَوْعَدَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) ، وَلِأَنَّ الْمَقْصُودَ التَّخْوِيفُ وَالتَّهْوِيلُ . وَمَعْنَى صِدْقِهِ تَحَقُّقُ وُقُوعِهِ ، وَالْمُتَّصِفُ بِالصِّدْقِ حَقِيقَةً هُوَ الْمُخْبِرُ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ) : أَيْ مَصْدُوقٍ فِيهِ . وَقِيلَ : ( لَصَادِقٌ ) ، وَوَضَعَ اسْمَ الْفَاعِلِ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى هَذَا التَّقْدِيرِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْأَظْهَرُ أَنَّ الْآيَةَ فِي الْكُفَّارِ ، وَأَنَّهُ وَعِيدٌ مَحْضٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ ) : أَيِ الْجَزَاءَ ، ( لَوَاقِعٌ ) : أَيْ صَادِرٌ حَقِيقَةً عَلَى الْمُكَلَّفِينَ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ . وَالظَّاهِرُ فِي السَّمَاءِ أَنَّهُ جِنْسٌ أُرِيدَ بِهِ جَمِيعُ السَّمَاوَاتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : هِيَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ . وَقِيلَ : السَّحَابُ الَّذِي يُظِلُّ الْأَرْضَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29022ذَاتِ الْحُبُكِ ) : أَيْ ذَاتِ الْخَلْقِ الْمُسْتَوِي الْجَيِّدِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَقَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=7ذَاتِ الْحُبُكِ ) : أَيِ الزِّينَةِ بِالنُّجُومِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : ذَاتِ الطَّرَائِقِ ، يَعْنِي مِنَ الْمَجَرَّةِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : ذَاتِ الشِّدَّةِ ، لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12سَبْعًا شِدَادًا ) . وَقِيلَ : ذَاتِ الصَّفَاقَةِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : الْحُبُكُ بِضَمَّتَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ : بِخِلَافٍ عَنْهُ ،
وَأَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
وَأَبُو السَّمَّالِ ،
وَنُعَيْمٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِإِسْكَانِ الْبَاءِ ،
وَعِكْرِمَةُ : بِفَتْحِهَا ، جَمْعَ حَبْكَةٍ ، مِثْلُ : طَرْفَةٍ وَطُرَفٍ .
وَأَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ ،
وَالْحَسَنُ : بِخِلَافٍ عَنْهُ ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ ،
وَأَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ ،
وَالْحَسَنُ أَيْضًا ،
وَأَبُو حَيْوَةَ : بِكَسْرِ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ الْبَاءِ ، وَهُوَ تَخْفِيفُ فِعِلٍ الْمَكْسُورِهِمَا وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ لَا جَمْعٌ ، لِأَنَّ فِعِلًا لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْجُمُوعِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُعَدَّ مَعَ إِبِلٍ فِيمَا جَاءَ مِنَ الْأَسْمَاءِ عَلَى فِعِلٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا ،
وَأَبُو مَالِكٍ : بِفَتْحِهِمَا . قَالَ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ : فَهُوَ جَمْعُ حَبَكَةٍ ، مِثْلَ عَقَبَةٍ وَعَقَبٍ . انْتَهَى .
وَالْحَسَنُ أَيْضًا : الْحِبَكِ . بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ ، وَقَرَأَ أَيْضًا كَالْجُمْهُورِ ، فَصَارَتْ قِرَاءَتُهُ خَمْسًا : الْحُبُكِ ، الْحِبِكِ ، الْحُبْكِ ، الْحُبَكِ ، الْحَبَكِ . وَقَرَأَ
أَبُو مَالِكٍ أَيْضًا : الْحِبُكِ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّ الْبَاءِ ، وَذَكَرَهَا
ابْنُ عَطِيَّةَ عَنِ
الْحَسَنِ ، فَتَصِيرُ لَهُ سِتُّ قِرَاءَاتٍ . وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ ، وَهُوَ عَدِيمُ النَّظِيرِ فِي الْعَرَبِيَّةِ : فِي أَبْنِيَتِهَا وَأَوْزَانِهَا ، وَلَا أَدْرِي مَا رَوَاهُ . انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : هِيَ قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ غَيْرُ مُتَوَجِّهَةٍ ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ كَسْرَهَا ، ثُمَّ تَوَهَّمَ " الْحِبُكِ " قِرَاءَةَ الضَّمِّ بَعْدَ أَنْ كَسَرَ الْحَاءَ وَضَمَّ الْبَاءَ ، وَهَذَا عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هَذَا الْبِنَاءُ . انْتَهَى .
وَعَلَى هَذَا تَأَوَّلَ النُّحَاةُ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ ، وَالْأَحْسَنُ عِنْدِي أَنْ تَكُونَ مِمَّا اتَّبَعَ فِيهِ حَرَكَةُ الْحَاءِ لِحَرَكَةِ ( ذَاتِ ) فِي الْكَسْرَةِ ، وَلَمْ يُعْتَدَّ بِاللَّامِ السَّاكِنَةِ ، لِأَنَّ السَّاكِنَ حَاجِزٌ غَيْرُ حَصِينٍ . وَجَوَابُ الْقَسَمِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ خِطَابٌ عَامٌّ لِلْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ ، كَمَا أَنَّ جَوَابَ الْقَسَمِ السَّابِقِ يَشْمَلُهُمَا ، وَاخْتِلَافُهُمْ كَوْنُهُمْ مُؤْمِنًا بِالرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكِتَابِهِ وَكَافِرًا . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : خِطَابٌ لِلْكَفَرَةِ ، فَيَقُولُونَ : سَاحِرٌ شَاعِرٌ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : قَوْلُ الْكَفَرَةِ لَا يَكُونُ مُسْتَوِيًا ، إِنَّمَا يَكُونُ مُتَنَاقِضًا مُخْتَلِفًا . وَقِيلَ : اخْتِلَافُهُمْ فِي الْحَشْرِ ، مِنْهُمْ مَنْ يَنْفِيهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَشُكُّ فِيهِ . وَقِيلَ : اخْتِلَافُهُمْ : إِقْرَارُهُمْ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْجَدَهُمْ وَعِبَادَتَهُمْ غَيْرَهُ وَالْأَقْوَالَ الَّتِي يَقُولُونَهَا فِي آلِهَتِهِمْ .
( يُؤْفَكُ ) : أَيْ يُصْرَفُ عَنْهُ ، أَيْ عَنِ الْقُرْآنِ وَالرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، قَالَهُ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=9مَنْ أُفِكَ ) : أَيْ مَنْ صُرِفَ الصَّرْفَ الَّذِي لَا صَرْفَ أَشَدُّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374903لَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ . وَقِيلَ : مَنْ صُرِفَ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ مَأْفُوكٌ عَنِ الْحَقِّ لَا يَرْعَوِي . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِمَا تُوعَدُونَ ، أَوْ لِلَّذِي أَقْسَمَ بِالسَّمَاءِ
[ ص: 135 ] عَلَى أَنَّهُمْ فِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ فِي وُقُوعِهِ ، فَمِنْهُمْ شَاكٌّ وَمِنْهُمْ جَاحِدٌ . ثُمَّ قَالَ : يُؤْفَكُ عَنِ الْإِقْرَارِ بِأَمْرِ الْقِيَامَةِ مَنْ هُوَ الْمَأْفُوكُ . وَقِيلَ : الْمَأْفُوكُ عَنْهُ مَحْذُوفٌ ، وَعَنْ هُنَا لِلسَّبَبِ ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29022قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) ، أَيْ يُصْرَفُ بِسَبَبِهِ مَنْ أَرَادَ الْإِسْلَامَ بِأَنْ يَقُولَ : هُوَ سِحْرٌ هُوَ كَهَانَةٌ ، حَكَاهُ
الزَّهْرَاوِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ ، وَأَوْرَدَهُ عَلَى عَادَتِهِ فِي إِبْدَاءِ مَا هُوَ مَحْكِيٌّ عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ مُخْتَرِعُهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) ، وَالْمَعْنَى : يُصْرَفُ عَنْهُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ إِلَى الْإِسْلَامِ مَنْ غَلَبَتْ سَعَادَتُهُ ، وَهَذَا عَلَى أَنْ يَكُونَ فِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ لِلْكُفَّارِ ، إِلَّا أَنَّ عُرْفَ الِاسْتِعْمَالِ فِي إِفْكِهِ الصَّرْفُ مِنْ خَيْرٍ إِلَى شَرٍّ ، فَلِذَلِكَ لَا تَجِدُهُ إِلَّا فِي الْمَذْمُومِينَ . انْتَهَى ، وَفِيهِ بَعْضُ تَلْخِيصٍ . وَقَرَأَ
ابْنُ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةُ : مَنْ أَفَكَ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، أَيْ مَنْ أَفَكَ النَّاسُ عَنْهُ ، وَهُمْ قُرَيْشٌ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَأْفِكُ عَنْهُ مَنْ أَفَكَ ، أَيْ يَصْرِفُ النَّاسَ عَنْهُ مَنْ هُوَ مَأْفُوكٌ فِي نَفْسِهِ . وَعَنْهُ أَيْضًا : يَأْفِكُ عَنْهُ مَنْ أَفَكَ ، أَيْ يَصْرِفُ النَّاسَ عَنْهُ مَنْ هُوَ أَفَّاكٌ كَذَّابٌ . وَقُرِئَ : يُؤْفَنُ عَنْهُ مَنْ أَفَنَ بِالنُّونِ فِيهِمَا ، أَيْ يُحْرَمُهُ مَنْ حُرِمَ . مِنْ أَفَنَ الضَّرْعَ إِذَا نَهَكَهُ حَلْبًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29022قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) : أَيْ قَتَلَ اللَّهُ الْخَرَّاصِينَ ، وَهُمُ الْمُقَدِّرُونَ مَا لَا يَصِحُّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=11فِي غَمْرَةٍ ) : فِي جَهْلٍ يَغْمُرُهُمْ ، ( سَاهُونَ ) : غَافِلُونَ عَنْ مَا أُمِرُوا بِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) : أَيْ مَتَى وَقْتُ الْجَزَاءِ ؟ سُؤَالُ تَكْذِيبٍ وَاسْتِهْزَاءٍ ، وَتَقَدَّمَتْ قِرَاءَةُ مَنْ كَسَرَ الْهَمْزَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) ، فَيَكُونُ الظَّرْفُ مَحَلًّا لِلْمَصْدَرِ ، وَانْتَصَبَ يَوْمَهُمْ بِمُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ : هُوَ كَائِنٌ ، أَيِ الْجَزَاءُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَجَوَّزُوا أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ هُوَ يَوْمُهُمْ ، وَالْفَتْحَةُ فَتْحَةُ بِنَاءٍ لِإِضَافَتِهِ إِلَى غَيْرِ مُتَمَكِّنٍ ، وَهِيَ الْجُمْلَةُ الْإِسْمِيَّةُ . وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ وَالزَّعْفَرَانِيِّ : يَوْمُهُمْ . بِالرَّفْعِ ، وَإِذَا كَانَ ظَرْفًا جَازَ أَنْ تَكُونَ الْحَرَكَةُ فِيهِ حَرَكَةَ إِعْرَابٍ وَحَرَكَةَ بِنَاءٍ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى إِضَافَةِ الظَّرْفِ الْمُسْتَقْبَلِ إِلَى الْجُمْلَةِ الْإِسْمِيَّةِ فِي غَافِرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ) . وَقَالَ بَعْضُ النُّحَاةِ : يَوْمُهُمْ بَدَلٌ مِنْ ( يَوْمُ الدِّينِ ) ، فَيَكُونُ هُنَا حِكَايَةً مِنْ كَلَامِهِمْ عَلَى الْمَعْنَى ، وَيَقُولُونَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ . وَلَوْ حَكَى لَفْظَ قَوْلِهِمْ ، لَكَانَ التَّرْكِيبُ : يَوْمَ نَحْنُ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) : أَيْ يُقَالُ لَهُمْ ذُوقُوا . ( هَذَا الَّذِي ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا بَدَلًا مِنْ ( فِتْنَتَكُمْ ) ، أَيْ ذُوقُوا هَذَا الْعَذَابَ . انْتَهَى ، وَفِيهِ بُعْدٌ ، وَالِاسْتِقْلَالُ خَيْرٌ مِنَ الْبَدَلِ . وَمَعْنَى تُفْتَنُونَ : تُعَذَّبُونَ فِي النَّارِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ حَالَ الْكُفَّارِ ، ذَكَرَ حَالَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَانْتَصَبَ آخِذِينَ عَلَى الْحَالِ ، أَيْ قَابِلِيهِ رَاضِينَ بِهِ ، وَذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : ( آخِذِينَ ) : أَيْ فِي دُنْيَاهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=16مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) مِنْ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَشَرْعِهِ ، فَالْحَالُ مَحْكِيَّةٌ لِتَقَدُّمِهَا فِي الزَّمَانِ عَلَى كَوْنِهِمْ فِي الْجَنَّةِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ ( قَلِيلًا ) ظَرْفٌ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ صِفَةٌ ، أَيْ كَانُوا فِي قَلِيلٍ مِنَ اللَّيْلِ . وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ كَانُوا يَهْجَعُونَ هُجُوعًا قَلِيلًا ، وَمَا زَائِدَةٌ فِي كِلَا الْإِعْرَابَيْنِ . وَفَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ذَلِكَ فَقَالَ : كَانُوا يَتَنَفَّلُونَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ، وَلَا يَدُلُّ لَفْظُ الْآيَةِ عَلَى الِاقْتِصَارِ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ : كَانُوا يُصِيبُونَ مِنَ اللَّيْلِ حَظًّا . وَقَالَ
مُطَرِّفٌ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16406وَابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ : قَلَّ لَيْلَةٌ أَتَتْ عَلَيْهِمْ هُجُوعًا كُلُّهَا . وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَابَدُوا قِيَامَ اللَّيْلِ لَا يَنَامُونَ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17كَانُوا قَلِيلًا ) ، أَيْ فِي عَدَدِهِمْ ، وَثُمَّ خَبَرُ كَانَ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ، فَمَا نَافِيَةٌ ، وَقَلِيلًا وَقْفٌ حَسَنٌ ، وَهَذَا الْقَوْلُ فِيهِ تَفْكِيكٌ لِلْكَلَامِ ، وَتَقَدَّمَ مَعْمُولُ الْعَامِلِ الْمَنْفِيِّ بِمَا عَلَى عَامِلِهِ ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَلَوْ كَانَ ظَرْفًا أَوْ مَجْرُورًا . وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ ، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ قَوْلُهُ :
إِذَا هِيَ قَامَتْ حَاسِرًا مُشْمَعِلَّةً يَحْسَبُ الْفُؤَادُ رَأْسَهَا مَا تُقَنَّعُ
فَقَدَّمَ رَأْسَهَا عَلَى مَا تُقَنَّعُ ، وَهُوَ مَنْفِيٌّ بِمَا ، وَجَوَّزُوا أَنْ تَكُونَ مَا مَصْدَرِيَّةً فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِقَلِيلًا ، أَيْ كَانُوا قَلِيلًا هُجُوعُهُمْ ، وَهُوَ إِعْرَابٌ سَهْلٌ حَسَنٌ ، وَأَنْ تَكُونَ مَا مَوْصُولَةً بِمَعْنَى الَّذِي ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ :
[ ص: 136 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29022كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ) مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي يَهْجَعُونَ فِيهِ ، وَفِيهِ تَكَلُّفٌ . وَمِنَ اللَّيْلِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ بِالْعِبَادَةِ فِي أَوْقَاتِ الرَّاحَاتِ ، وَسُكُونِ الْأَنْفُسِ مِنْ مَشَاقِّ النَّهَارِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29022وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ، فِيهِ ظُهُورٌ عَلَى أَنَّ تَهَجُّدَهُمْ يَتَّصِلُ بِالْأَسْحَارِ ، فَيَأْخُذُونَ فِي الِاسْتِغْفَارِ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ تَقْصِيرٌ وَكَأَنَّهُمْ أَجْرَمُوا فِي تِلْكَ اللَّيَالِي ، وَالْأَسْحَارُ مَظَنَّةُ الِاسْتِغْفَارِ . وَقَالَ
ابْنُ عَمْرٍو الضَّحَّاكُ : يَسْتَغْفِرُونَ : يُصَلُّونَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : يَدْعُونَ فِي طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ وَهَذَا الْحَقُّ فِي الْمَالِ هُوَ مِنَ الْمَنْدُوبَاتِ ، وَأَكْثَرُ مَا تَقَعُ زِيَادَةُ الثَّوَابِ بِفِعْلِ الْمَنْدُوبِ . وَقَالَ الْقَاضِي
nindex.php?page=showalam&ids=17150مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ : هَذَا الْحَقُّ هُوَ الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ ، وَضَعُفَ بِأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَفَرْضُ الزَّكَاةِ
بِالْمَدِينَةِ . وَقِيلَ : كَانَ فَرْضًا ، ثُمَّ نُسِخَ وَضَعُفَ بِأَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَشْرَعْ شَيْئًا
بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ مِنْ أَخْدِ الْأَمْوَالِ . وَالسَّائِلُ : الَّذِي يَسْتَعْطِي ، وَالْمَحْرُومُ : لُغَةً الْمَمْنُوعُ مِنَ الشَّيْءِ ، قَالَ
عَلْقَمَةُ :
وَمُطْعَمُ الْغُنْمِ يَوْمَ الْغُنْمِ مُطْعَمُهُ أَنَّى تَوَجَّهَ وَالْمَحْرُومُ مَحْرُومُ
وَأَمَّا فِي الْآيَةِ ، فَالَّذِي يُحْسَبُ غَنِيًّا فَيُحْرَمُ الصَّدَقَةَ لِتَعَفُّفِهِ . وَقِيلَ : الَّذِي تَبْعُدُ مِنْهُ مُمَكِّنَاتُ الرِّزْقِ بَعْدَ قُرْبِهَا مِنْهُ فَيَنَالُهُ الْحِرْمَانُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُحَارِبُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الْإِسْلَامِ سَهْمُ مَالٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : هُوَ الَّذِي أُجِيحَتْ ثَمَرَتُهُ . وَقِيلَ : الَّذِي مَاتَتْ مَاشِيَتُهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : هُوَ الْكَلْبُ . وَقِيلَ : الَّذِي لَا يُنْمَى لَهُ مَالٌ . وَقِيلَ : الْمُحَارَفُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَكْسِبُ . وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ لَا التَّعْيِينِ ، وَيَجْمَعُهَا أَنَّهُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ لِحِرْمَانٍ أَصَابَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29022وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ ) تَدُلُّ عَلَى الصَّانِعِ وَقُدْرَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ مِنْ حَيْثُ هِيَ كَالْبِسَاطِ لِمَا فَوْقَهَا ، وَفِيهَا الْفِجَاجُ لِلسُّلَّاكِ ، وَهِيَ مُتَجَزِّئَةٌ مِنْ سَهْلٍ وَوَعْرٍ وَبَحْرٍ وَبَرٍّ ، وَقِطَعٍ مُتَجَاوِرَاتٍ مِنْ صُلْبَةٍ وَرَخْوَةٍ وَمُنْبِتَةٍ وَسَبِخَةٍ ، وَتُلَقَّحُ بِأَنْوَاعِ النَّبَاتِ ، وَفِيهَا الْعُيُونُ وَالْمَعَادِنُ وَالدَّوَابُّ الْمُنْبَثَّةُ فِي بَحْرِهَا وَبَرِّهَا الْمُخْتَلِفَةُ الْأَشْكَالِ . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ : آيَةٌ . عَلَى الْإِفْرَادِ ، ( لِلْمُوقِنِينَ ) : وَهُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا النَّظَرَ الصَّحِيحَ ، وَأَدَاهُمْ ذَلِكَ إِلَى إِيقَانِ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ ، فَأَيْقَنُوا لَمْ يَدْخُلْهُمْ رَيْبٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ ) حَالَ ابْتِدَائِهَا وَانْتِقَالِهَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَمَا أَوْدَعَ فِي شَكْلِ الْإِنْسَانِ مِنْ لَطَائِفِ الْحَوَاسِّ ، وَمَا تَرَتَّبَ عَلَى الْعَقْلِ الَّذِي أُوتِيهِ مِنْ بَدَائِعِ الْعُلُومِ وَغَرِيبِ الصَّنَائِعِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَنْحَصِرُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29022وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ) ، قَالَ
الضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ ، لِأَنَّهُ سَبَبَ الْأَقْوَاتِ ، وَكُلُّ عَيْنٍ دَائِمَةٍ مِنَ الثَّلْجِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ أَيْضًا وَوَاصِلٌ الْأَحْدَبُ : أَرَادَ الْقَضَاءَ وَالْقَدْرَ ، أَيِ الرِّزْقُ عِنْدَ اللَّهِ يَأْتِي بِهِ كَيْفَ شَاءَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَمَا تُوعَدُونَ ) : الْجَنَّةُ ، أَوْ هِيَ النَّارُ ، أَوْ أَمْرُ السَّاعَةِ ، أَوْ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، أَوْ مِنْ ثَوَابٍ وَعِقَابٍ ، أَقْوَالٌ الْمُرَادُ بِهَا التَّمْثِيلُ لَا التَّعْيِينُ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : أَرْزَاقُكُمْ عَلَى الْجَمْعِ ، وَالضَّمِيرُ فِي إِنَّهُ عَائِدٌ عَلَى الْقُرْآنِ ، أَوْ إِلَى الدِّينِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29022وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ) ، أَوْ إِلَى الْيَوْمِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=12أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) ، أَوْ إِلَى الرِّزْقِ ، أَوْ إِلَى اللَّهِ ، أَوْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَقْوَالٌ مَنْقُولَةٌ . وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ عَائِدٌ عَلَى الْإِخْبَارِ السَّابِقِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا تَقَدَّمَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنْ صِدْقِ الْمَوْعُودِ وَوُقُوعِ الْجَزَاءِ وَكَوْنِهِمْ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=10قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) ، وَكَيْنُونَةُ الْمُتَّقِينَ فِي الْجَنَّةِ عَلَى مَا وَصَفَ ، وَذَكَرَ أَوْصَافَهُمْ وَمَا ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلِذَلِكَ شُبِّهَ فِي الْحَقِيقَةِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْ نُطْقِ الْإِنْسَانِ بِجَامِعِ مَا اشْتَرَكَا فِيهِ مِنَ الْكَلَامِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : بِخِلَافٍ عَنْ ثَلَاثَتِهِمْ : مِثْلُ . بِالرَّفْعِ صِفَةً لِقَوْلِهِ : ( لَحَقٌّ ) ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ ، وَالْجُمْهُورُ : بِالنَّصْبِ ، وَقِيلَ : هِيَ فَتْحَةُ بِنَاءٍ ، وَهُوَ نَعْتٌ كَحَالِهِ فِي قِرَاءَةِ مَنْ رَفَعَ . وَلَمَّا أُضِيفَ إِلَى غَيْرِ مُتَمَكِّنٍ بُنِيَ ، وَمَا عَلَى هَذَا الْإِعْرَابِ زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، وَالْإِضَافَةُ هِيَ إِلَى أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ . وَقَالَ
الْمَازِنِيُّ : بُنِيَ " مِثْلَ " لِأَنَّهُ رُكِّبَ مَعَ مَا ، فَصَارَ شَيْئًا وَاحِدًا ، وَمِثْلُهُ : وَيْحَمَا وَهَيَّمَا
[ ص: 137 ] وَابْنَمَا ، قَالَ
حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ :
أَلَا هَيَّمَا مِمَّا لَقِيتُ وَهَيَّمَا وَوَيْحًا لِمَنْ لَمْ يَلْقَ مِنْهُنَّ وَيْحَمَا
قَالَ : فَلَوْلَا الْبِنَاءُ لَكَانَ مُنَوَّنًا ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَأَكْرِمْ بِنَا أُمًّا وَأَكْرِمْ بِنَا ابْنَمَا
انْتَهَى هَذَا التَّخْرِيجُ . وَابْنَمَا لَيْسَ ابْنًا بُنِيَ مَعَ مَا ، بَلْ هَذَا مِنْ بَابِ زِيَادَةِ الْمِيمِ فِيهِ وَإِتْبَاعِ مَا فِي الْآخِرِ ، إِذْ جُعِلَ فِي الْمِيمِ الْإِعْرَابُ . تَقُولُ : هَذَا ابْنَمُ ، وَرِئْتُ ابْنَمَا ، وَمَرَرْتُ بِابْنَمِ ، وَلَيْسَتْ مَا فِي الثَّلَاثِ فِي ابْنَمَا مُرَكَّبَةً مَعَ مَا ، كَمَا قَالَ : الْفَتْحَةُ فِي ابْنَمَا حَرَكَةُ إِعْرَابٍ ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَأَنْشَدَ النَّحْوِيُّونَ فِي بِنَاءِ الِاسْمِ مَعَ الْحَرْفِ قَوْلَ الرَّاجِزِ :
أَثَوْرٌ مَا أَصِيدُكُمْ أَوْ ثَوْرَيْنِ أَمْ تِيكُمُ الْجَمَّاءُ ذَاتُ الْقَرْنَيْنِ
وَقِيلَ : هُوَ نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : إِنَّهُ لَحَقٌّ حَقًّا مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ ، فَحَرَكَتُهُ حَرَكَةُ إِعْرَابٍ . وَقِيلَ : انْتَصَبَ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَسْتَكِنِّ فِي ( لَحَقٌّ ) . وَقِيلَ : حَالٌ مِنْ لَحَقٌّ ، وَإِنْ كَانَ نَكِرَةً ، فَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ
الْجَرْمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ . وَالنُّطْقُ هُنَا عِبَارَةٌ عَنِ الْكَلَامِ بِالْحُرُوفِ وَالْأَصْوَاتِ فِي تَرْتِيبِ الْمَعَانِي . وَيَقُولُ النَّاسُ : هَذَا حَقٌّ ، كَمَا أَنَّكَ هَهُنَا ، وَهَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّكَ تَرَى وَتَسْمَعُ ، وَهَذَا كَمَا فِي الْآيَةِ . وَمَا زَائِدَةٌ بِنَصِّ
الْخَلِيلِ ، وَلَا يُحْفَظُ حَذْفُهَا فَتَقُولَ : هَذَا حَقٌّ كَأَنَّكَ هَاهُنَا ، وَالْكُوفِيُّونَ يَجْعَلُونَ مِثْلًا مَحَلًّا ، فَيَنْصِبُونَهُ عَلَى الظَّرْفِ ، وَيُجِيزُونَ زَيْدٌ مِثْلَكَ . بِالنَّصْبِ ، فَعَلَى مَذْهَبِهِمْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ " مِثْلَ " فِيهَا مَنْصُوبًا عَلَى الظَّرْفِ ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ وَالرَّدُّ عَلَيْهِمْ مَذْكُورٌ فِي النَّحْوِ . وَمِنْ كَلَامِ بَعْضِ الْأَعْرَابِ : مَنْ ذَا الَّذِي أَغْضَبَ
الْخَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ ، لَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى الْيَمِينِ .