قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29022والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48والأرض فرشناها فنعم الماهدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أتواصوا به بل هم قوم طاغون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم فما أنت بملوم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ) .
[ ص: 142 ] أي : وبنينا السماء ، فهو من باب الاشتغال ، وكذا وفرشنا الأرض . وقرأ
أبو السمال ،
ومجاهد ،
وابن مقسم : برفع السماء ورفع الأرض على الابتداء . ( بأيد ) : أي بقوة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد قتادة ، وهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17داود ذا الأيد ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47وإنا لموسعون ) : أي بناءها ، فالجملة حالية ، أي بنيناها موسعوها ، كقوله : جاء زيد وإنه لمسرع ، أي مسرعا ، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة . وقال
ابن زيد قريبا من هذا وهو : أن الوسع راجع إلى السماء . وقيل : لموسعون قوة وقدرة ، أي لقادرون من الوسع ، وهو الطاقة . وقال
الحسن : أوسع الرزق بالمطر والماء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48فنعم الماهدون ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49خلقنا زوجين ) ، قال
مجاهد : إشارة إلى المتضادات والمتقابلات ، كالليل والنهار والشقاوة والسعادة ، والهدى والضلال ، والسماء والأرض ، والسواد والبياض ، والصحة والمرض ، والكفر والإيمان ، ونحو ذلك ، ورجحه
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري بأنه أدل على القدرة التي توجد الضدين ، بخلاف ما يفعل بطبعه كالتسخين والتبريد . ومثل
الحسن بأشياء مما تقدم وقال : كل اثنين منها زوج ، والله تعالى فرد لا مثل له . وقال
ابن زيد وغيره : ( من كل شيء ) : أي من الحيوان ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29022خلقنا زوجين ) : ذكرا وأنثى . وقيل : المراد بالشيء الجنس ، وما يكون تحت الجنس نوعان : فمن كل جنس خلق نوعين من الجواهر ، مثل النامي والجامد . ومن النامي المدرك والنبات ، ومن المدرك الناطق والصامت ، وكل ذلك يدل على أنه فرد لا كثرة فيه . ( لعلكم تذكرون ) : أي بأني باني السماء وفارش الأرض وخالق الزوجين ، تعالى أن يكون له زوج . أو تذكرون أنه لا يعجزه حشر الأجساد وجمع الأرواح . وقرأ
أبي : تتذكرون ، بتاءين وتخفيف الذال . وقيل : إرادة أن تتذكروا ، فتعرفوا الخالق وتعبدوه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29022ففروا إلى الله ) : أمر بالدخول في الإيمان وطاعة الله ، وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار ، لينبه على أن وراء الناس عقاب وعذاب وأمر حقه أن يفر منه ، فجمعت لفظة ففروا بين التحذير والاستدعاء . وينظر إلى هذا المعنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374905لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك " ، قاله
ابن عطية ، وهو تفسير حسن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه ، ووحدوه ولا تشركوا به شيئا . وكرر (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50إني لكم منه نذير مبين ) ، عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك ، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل ، كما أن العمل لا ينفع إلا مع الإيمان ، وأنه لا يفوز عند الله إلا الجامع بينهما . ألا ترى إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) ؟ والمعنى : قل يا
محمد ففروا إلى الله . انتهى ، وهو على طريق الاعتزال . وقد رددنا عليه في تفسير (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لا ينفع نفسا إيمانها ) في موضع هذه الآية .
( كذلك ) : أي أمر الأمم السابقة عند مجيء الرسل إليهم مثل الأمر من الكفار الذين بعثت إليهم ، وهو التكذيب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=39ساحر أو مجنون ) : أو للتفصيل ، أي قال بعض ساحر ، وقال بعض مجنون ، وقال بعض كلاهما ، ألا ترى إلى قوم
نوح عليه الصلاة والسلام لم يقولوا عنه إنه ساحر ، بل قالوا به جنة ، فجمعوا في الضمير ودلت أو على التفصيل ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29022أتواصوا به ) : أي بذلك القول ، وهو توقيف وتعجيب من توارد نفوس الكفرة على تكذيب الأنبياء ، مع افتراق أزمانهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29022بل هم قوم طاغون ) : أي لم يتواصوا به ، لأنهم لم يكونوا في زمان واحد ، بل جمعتهم علة واحدة ، وهي كونهم طغاة ، فهم مستعلون في الأرض ، مفسدون فيها عاتون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=29022فتول عنهم ) : أي أعرض عن الذين كررت عليهم الدعوة ،
[ ص: 143 ] فلم يجيبوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فما أنت بملوم ) : إذ قد بلغت ونصحت . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29022وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) : تؤثر فيهم وفيمن قدر الله أن يؤمن ، وما دل عليه الظاهر من الموادعة منسوخ بآية السيف . وعن
علي كرم الله وجهه : لما نزل (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم ) ، حزن المسلمون وظنوا أنه أمر بالتولي عن الجميع ، وأن الوحي قد انقطع ، نزلت (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، فسروا بذلك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إلا ليعبدون ) : أي (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس ) الطائعين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم وسفيان ، ويؤيده رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "
وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين " . وقال
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إلا ليعبدون ) : إلا لأمرهم بعبادتي ، وليقروا لي بالعبادة . فعبر بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56ليعبدون ) ، إذ العبادة هي مضمن الأمر ، فعلى هذا الجن والإنس عام . وقيل : يحتمل أن يكون المعنى : إلا معدين ليعبدون ، وكأن الآية تعديد نعمه ، أي خلقت لهم حواسا وعقولا وأجساما منقادة نحو العبادة ، كما تقول : هذا مخلوق لكذا ، وإن لم يصدر منه الذي خلق له ، كما تقول : القلم مبري لأن يكتب به ، وهو قد يكتب به وقد لا يكتب به ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إلا لأجل العبادة ، ولم أرد من جميعهم إلا إياها . فإن قلت : لو كان مريدا للعبادة منهم ، لكانوا كلهم عبادا . قلت : إنما أراد منهم أن يعبدوه مختارين للعبادة لا مضطرين إليها ، لأنه خلقهم ممكنين ، فاختار بعضهم ترك العبادة مع كونه مريدا لها ، ولو أرادها على القسر والإلجاء لوجدت من جميعهم . انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال . وقال
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إلا ليعبدون ) : ليعرفون . وقال
ابن زيد : لأحملهم في العبادة على الشقاوة والسعادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : إلا للعبادة ، قال : وهو ظاهر اللفظ . وقيل : إلا ليذلوا لقضائي . وقال
الكلبي : إلا ليوحدون ، فالمؤمن يوحده في الشدة والرخاء ، والكافر في الشدة . وقال
عكرمة : ليطيعون فأثيب العابد ، وأعاقب الجاحد . وقال
مجاهد أيضا : إلا للأمر والنهي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29022ما أريد منهم من رزق ) : أي أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57وما أريد أن يطعمون ) : أي أن يطعموا خلقي ، فهو على حذف مضاف ، فالإضافة إلى الضمير تجوز ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57أن يطعمون ) : أن ينفعون ، فذكر جزءا من المنافع وجعله دالا على الجميع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : يريد إن شأني مع عبادي ليس كشأن السادة مع عبيدهم ، لأن ملاك العبيد إنما يملكونهم ليستعينوا في تحصيل معايشهم وأرزاقهم بهم ; فإما مجهز في تجارة يبغي ربحا ، أو مرتب في فلاحة ليقتل أرضا ، أو مسلم في حرفة لينتفع بأجرته ، أو محتطب ، أو محتش ، أو مستق ، أو طابخ ، أو خابز ، أو ما أشبه ذلك من الأعمال والمهن التي تصرف في أسباب المعيشة وأبواب الرزق . فأما مالك ملاك العبيد فقال لهم : اشتغلوا بما يسعدكم في أنفسكم ، ولا أريد أن أصرفكم في تحصيل رزقي ولا رزقكم ، وأنا غني عنكم وعن مرافقكم ، ومتفضل عليكم برزقكم وبما يصلحكم ويعيشكم من عندي ، فما هو إلا أنا وحدي . انتهى ، وهو تكثير وخطابة . وقرأ
ابن محيصن : ( الرزاق ) ، كما قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء ) : اسم فاعل ، وهي قراءة
حميد . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
وابن وثاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58القوة المتين ) بالجر ، صفة للقوة على معنى الاقتدار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، أو كأنه قال : ذو الأيد ، وأجاز
أبو الفتح أن تكون صفة لذو وخفض على الجوار ، كقولهم : هذا جحر ضب خرب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فإن للذين ظلموا ) : هم
أهل مكة وغيرهم من الكفار الذين كذبوا الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ذنوبا : أي حظا ونصيبا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29022مثل ذنوب أصحابهم ) : من الأمم السابقة التي كذبت الرسل في الإهلاك والعذاب . وعن
قتادة : سجلا من عذاب الله مثل سجل أصحابهم . وقال
الجوهري : الذنوب : الدلو الملأى ماء ، ولا يقال لها ذنوب وهي فارغة وجمعها العدد ، وفي الكثير ذنائب . والذنوب : الفرس الطويل الذنب ، والذنوب : النصيب ، والذنوب : لحم أسفل المتن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : يقال يوم ذنوب : أي طويل الشر لا ينقضي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فويل للذين كفروا من يومهم ) ، قيل : يوم
بدر . وقيل :
[ ص: 144 ] يوم القيامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60الذي يوعدون ) : أي به ، أو يوعدونه .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29022وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) .
[ ص: 142 ] أَيْ : وَبَنَيْنَا السَّمَاءَ ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الِاشْتِغَالِ ، وَكَذَا وَفَرَشْنَا الْأَرْضَ . وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَّالِ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ : بِرَفْعِ السَّمَاءِ وَرَفْعِ الْأَرْضِ عَلَى الِابْتِدَاءِ . ( بِأَيْدٍ ) : أَيْ بِقُوَّةٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ قَتَادَةُ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) : أَيْ بِنَاءَهَا ، فَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ ، أَيْ بَنَيْنَاهَا مُوَسِّعُوهَا ، كَقَوْلِهِ : جَاءَ زَيْدٌ وَإِنَّهُ لَمُسْرِعٌ ، أَيْ مُسْرِعًا ، فَهِيَ بِحَيْثُ أَنَّ الْأَرْضَ وَمَا يُحِيطُ مِنَ الْمَاءِ وَالْهَوَاءِ كَالنُّقْطَةِ وَسَطَ الدَّائِرَةِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ قَرِيبًا مِنْ هَذَا وَهُوَ : أَنَّ الْوُسْعَ رَاجِعٌ إِلَى السَّمَاءِ . وَقِيلَ : لَمُوسِعُونَ قُوَّةً وَقُدْرَةً ، أَيْ لَقَادِرُونَ مِنَ الْوُسْعِ ، وَهُوَ الطَّاقَةُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : أَوْسَعَ الرِّزْقَ بِالْمَطَرِ وَالْمَاءِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : إِشَارَةٌ إِلَى الْمُتَضَادَّاتِ وَالْمُتَقَابِلَاتِ ، كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالشَّقَاوَةِ وَالسَّعَادَةِ ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالِ ، وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَالسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ ، وَالصِّحَّةِ وَالْمَرَضِ ، وَالْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَرَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ بِأَنَّهُ أَدَلُّ عَلَى الْقُدْرَةِ الَّتِي تُوجِدُ الضِّدَّيْنِ ، بِخِلَافِ مَا يُفْعَلُ بِطَبْعِهِ كَالتَّسْخِينِ وَالتَّبْرِيدِ . وَمَثَّلَ
الْحَسَنُ بِأَشْيَاءَ مِمَّا تَقَدَّمَ وَقَالَ : كُلُّ اثْنَيْنِ مِنْهَا زَوْجٌ ، وَاللَّهُ تَعَالَى فَرْدٌ لَا مِثْلَ لَهُ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ : ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) : أَيْ مِنَ الْحَيَوَانِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29022خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) : ذَكَرًا وَأُنْثَى . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالشَّيْءِ الْجِنْسُ ، وَمَا يَكُونُ تَحْتَ الْجِنْسِ نَوْعَانِ : فَمِنْ كُلِّ جِنْسٍ خَلَقَ نَوْعَيْنِ مِنَ الْجَوَاهِرِ ، مِثْلَ النَّامِي وَالْجَامِدِ . وَمِنَ النَّامِي الْمُدْرِكَ وَالنَّبَاتَ ، وَمِنَ الْمُدْرِكِ النَّاطِقَ وَالصَّامِتَ ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فَرْدٌ لَا كَثْرَةَ فِيهِ . ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) : أَيْ بِأَنِّي بَانِي السَّمَاءِ وَفَارِشُ الْأَرْضِ وَخَالِقُ الزَّوْجَيْنِ ، تَعَالَى أَنْ يَكُونَ لَهُ زَوْجٌ . أَوْ تَذْكُرُونَ أَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ حَشْرُ الْأَجْسَادِ وَجَمْعُ الْأَرْوَاحِ . وَقَرَأَ
أُبَيٌّ : تَتَذَكَّرُونَ ، بِتَاءَيْنِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ . وَقِيلَ : إِرَادَةَ أَنْ تَتَذَكَّرُوا ، فَتَعْرِفُوا الْخَالِقَ وَتَعْبُدُوهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29022فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) : أَمْرٌ بِالدُّخُولِ فِي الْإِيمَانِ وَطَاعَةِ اللَّهِ ، وَجَعَلَ الْأَمْرَ بِذَلِكَ بِلَفْظِ الْفِرَارِ ، لِيُنَبِّهَ عَلَى أَنَّ وَرَاءَ النَّاسِ عِقَابٌ وَعَذَابٌ وَأَمْرٌ حَقُّهُ أَنْ يُفَرَّ مِنْهُ ، فَجُمِعَتْ لَفْظَةُ فَفِرُّوا بَيْنَ التَّحْذِيرِ وَالِاسْتِدْعَاءِ . وَيَنْظُرُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374905لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ " ، قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ حَسَنٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِلَى طَاعَتِهِ وَثَوَابِهِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَعِقَابِهِ ، وَوَحِّدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . وَكَرَّرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) ، عِنْدَ الْأَمْرِ بِالطَّاعَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الشِّرْكِ ، لِيُعْلَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَنْفَعُ إِلَّا مَعَ الْعَمَلِ ، كَمَا أَنَّ الْعَمَلَ لَا يَنْفَعُ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ ، وَأَنَّهُ لَا يَفُوزُ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا الْجَامِعُ بَيْنَهُمَا . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) ؟ وَالْمَعْنَى : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الِاعْتِزَالِ . وَقَدْ رَدَدْنَا عَلَيْهِ فِي تَفْسِيرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ) فِي مَوْضِعِ هَذِهِ الْآيَةِ .
( كَذَلِكَ ) : أَيْ أَمْرُ الْأُمَمِ السَّابِقَةِ عِنْدَ مَجِيءِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ مِثْلُ الْأَمْرِ مِنَ الْكُفَّارِ الَّذِينَ بُعِثْتَ إِلَيْهِمْ ، وَهُوَ التَّكْذِيبُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=39سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) : أَوْ لِلتَّفْصِيلِ ، أَيْ قَالَ بَعْضٌ سَاحِرٌ ، وَقَالَ بَعْضٌ مَجْنُونٌ ، وَقَالَ بَعْضٌ كِلَاهُمَا ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْمِ
نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَقُولُوا عَنْهُ إِنَّهُ سَاحِرٌ ، بَلْ قَالُوا بِهِ جِنَّةٌ ، فَجَمَعُوا فِي الضَّمِيرِ وَدَلَّتْ أَوْ عَلَى التَّفْصِيلِ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29022أَتَوَاصَوْا بِهِ ) : أَيْ بِذَلِكَ الْقَوْلِ ، وَهُوَ تَوْقِيفٌ وَتَعْجِيبٌ مِنْ تَوَارُدِ نُفُوسِ الْكَفَرَةِ عَلَى تَكْذِيبِ الْأَنْبِيَاءِ ، مَعَ افْتِرَاقِ أَزْمَانِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29022بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ) : أَيْ لَمْ يَتَوَاصَوْا بِهِ ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ ، بَلْ جَمَعَتْهُمْ عِلَّةٌ وَاحِدَةٌ ، وَهِيَ كَوْنُهُمْ طُغَاةً ، فَهُمْ مُسْتَعْلُونَ فِي الْأَرْضِ ، مُفْسِدُونَ فِيهَا عَاتُونَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=29022فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) : أَيْ أَعْرِضْ عَنِ الَّذِينَ كَرَّرْتَ عَلَيْهِمُ الدَّعْوَةَ ،
[ ص: 143 ] فَلَمْ يُجِيبُوا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ ) : إِذْ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29022وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) : تُؤَثِّرُ فِيهِمْ وَفِيمَنْ قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ يُؤْمِنَ ، وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الظَّاهِرُ مِنَ الْمُوَادَعَةِ مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . وَعَنْ
عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : لَمَّا نَزَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) ، حَزِنَ الْمُسْلِمُونَ وَظَنُّوا أَنَّهُ أَمْرٌ بِالتَّوَلِّي عَنِ الْجَمِيعِ ، وَأَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ ، نَزَلَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فَسُرُّوا بِذَلِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) : أَيْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ) الطَّائِعِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَسُفْيَانُ ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " . وَقَالَ
عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) : إِلَّا لِأَمْرِهِمْ بِعِبَادَتِي ، وَلِيُقِرُّوا لِي بِالْعِبَادَةِ . فَعَبَّرَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56لِيَعْبُدُونِ ) ، إِذِ الْعِبَادَةُ هِيَ مُضَمَّنُ الْأَمْرِ ، فَعَلَى هَذَا الْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَامٌّ . وَقِيلَ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : إِلَّا مُعَدِّينَ لِيَعْبُدُونِ ، وَكَأَنَّ الْآيَةَ تَعْدِيدُ نِعَمِهِ ، أَيْ خَلَقْتُ لَهُمْ حَوَاسًّا وَعُقُولًا وَأَجْسَامًا مُنْقَادَةً نَحْوَ الْعِبَادَةِ ، كَمَا تَقُولُ : هَذَا مَخْلُوقٌ لِكَذَا ، وَإِنْ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ الَّذِي خُلِقَ لَهُ ، كَمَا تَقُولُ : الْقَلَمُ مَبْرِيٌّ لِأَنْ يُكْتَبَ بِهِ ، وَهُوَ قَدْ يُكْتَبُ بِهِ وَقَدْ لَا يُكْتَبُ بِهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِلَّا لِأَجْلِ الْعِبَادَةِ ، وَلَمْ أُرِدْ مِنْ جَمِيعِهِمْ إِلَّا إِيَّاهَا . فَإِنْ قُلْتَ : لَوْ كَانَ مُرِيدًا لِلْعِبَادَةِ مِنْهُمْ ، لَكَانُوا كُلُّهُمْ عُبَّادًا . قُلْتُ : إِنَّمَا أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ مُخْتَارِينَ لِلْعِبَادَةِ لَا مُضْطَرِّينَ إِلَيْهَا ، لِأَنَّهُ خَلَقَهُمْ مُمَكَّنِينَ ، فَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ تَرْكَ الْعِبَادَةِ مَعَ كَوْنِهِ مُرِيدًا لَهَا ، وَلَوْ أَرَادَهَا عَلَى الْقَسْرِ وَالْإِلْجَاءِ لَوُجِدَتْ مِنْ جَمِيعِهِمْ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) : لِيَعْرِفُونِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : لِأَحْمِلَهُمْ فِي الْعِبَادَةِ عَلَى الشَّقَاوَةِ وَالسَّعَادَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : إِلَّا لِلْعِبَادَةِ ، قَالَ : وَهُوَ ظَاهِرُ اللَّفْظِ . وَقِيلَ : إِلَّا لِيَذِلُّوا لِقَضَائِي . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ ، فَالْمُؤْمِنُ يُوَحِّدُهُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، وَالْكَافِرُ فِي الشِّدَّةِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : لِيُطِيعُونِ فَأُثِيبَ الْعَابِدَ ، وَأُعَاقِبَ الْجَاحِدَ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ أَيْضًا : إِلَّا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29022مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ ) : أَيْ أَنْ يَرْزُقُوا أَنْفُسَهُمْ وَلَا غَيْرَهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ) : أَيْ أَنْ يُطْعِمُوا خَلْقِي ، فَهُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، فَالْإِضَافَةُ إِلَى الضَّمِيرِ تَجُوزُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=57أَنْ يُطْعِمُونِ ) : أَنْ يَنْفَعُونِ ، فَذَكَرَ جُزْءًا مِنَ الْمَنَافِعِ وَجَعَلَهُ دَالًّا عَلَى الْجَمِيعِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : يُرِيدُ إِنَّ شَأْنِي مَعَ عِبَادِي لَيْسَ كَشَأْنِ السَّادَةِ مَعَ عَبِيدِهِمْ ، لِأَنَّ مُلَّاكَ الْعَبِيدِ إِنَّمَا يَمْلِكُونَهُمْ لِيَسْتَعِينُوا فِي تَحْصِيلِ مَعَايِشِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ بِهِمْ ; فَإِمَّا مُجَهَّزٌ فِي تِجَارَةٍ يَبْغِي رِبْحًا ، أَوْ مُرَتَّبٌ فِي فِلَاحَةٍ لِيَقْتُلَ أَرْضًا ، أَوْ مُسَلَّمٌ فِي حِرْفَةٍ لِيَنْتَفِعَ بِأُجْرَتِهِ ، أَوْ مُحْتَطِبٌ ، أَوْ مُحْتَشٌّ ، أَوْ مُسْتَقٍ ، أَوْ طَابِخٌ ، أَوْ خَابِزٌ ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْمِهَنِ الَّتِي تُصْرَفُ فِي أَسْبَابِ الْمَعِيشَةِ وَأَبْوَابِ الرِّزْقِ . فَأَمَّا مَالِكُ مُلَّاكِ الْعَبِيدِ فَقَالَ لَهُمْ : اشْتَغِلُوا بِمَا يُسْعِدُكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَكُمْ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِي وَلَا رِزْقِكُمْ ، وَأَنَا غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَعَنْ مَرَافِقِكُمْ ، وَمُتَفَضِّلٌ عَلَيْكُمْ بِرِزْقِكُمْ وَبِمَا يُصْلِحُكُمْ وَيُعَيِّشُكُمْ مِنْ عِنْدِي ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي . انْتَهَى ، وَهُوَ تَكْثِيرٌ وَخَطَابَةٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : ( الرَّزَّاقُ ) ، كَمَا قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ ) : اسْمُ فَاعِلٍ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
حُمَيْدٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) بِالْجَرِّ ، صِفَةً لِلْقُوَّةِ عَلَى مَعْنَى الِاقْتِدَارِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، أَوْ كَأَنَّهُ قَالَ : ذُو الْأَيْدِ ، وَأَجَازَ
أَبُو الْفَتْحِ أَنْ تَكُونَ صِفَةً لَذُو وَخُفِضَ عَلَى الْجِوَارِ ، كَقَوْلِهِمْ : هَذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) : هُمْ
أَهْلُ مَكَّةَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرَّسُولَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَنُوبًا : أَيْ حَظًّا وَنَصِيبًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29022مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ ) : مِنَ الْأُمَمِ السَّابِقَةِ الَّتِي كَذَّبَتِ الرُّسُلَ فِي الْإِهْلَاكِ وَالْعَذَابِ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : سَجْلًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِثْلَ سَجْلِ أَصْحَابِهِمْ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الذَّنُوبُ : الدَّلْوُ الْمَلْأَى مَاءً ، وَلَا يُقَالُ لَهَا ذَنُوبٌ وَهِيَ فَارِغَةٌ وَجَمْعُهَا الْعَدَدُ ، وَفِي الْكَثِيرِ ذَنَائِبُ . وَالذَّنُوبُ : الْفَرَسُ الطَّوِيلُ الذَّنَبِ ، وَالذَّنُوبُ : النَّصِيبُ ، وَالذَّنُوبُ : لَحْمٌ أَسْفَلَ الْمَتْنِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : يُقَالُ يَوْمٌ ذَنُوبٌ : أَيْ طَوِيلُ الشَّرِّ لَا يَنْقَضِي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ ) ، قِيلَ : يَوْمُ
بَدْرٍ . وَقِيلَ :
[ ص: 144 ] يَوْمُ الْقِيَامَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60الَّذِي يُوعَدُونَ ) : أَيْ بِهِ ، أَوْ يُوعَدُونَهُ .