سورة القمر مكية وهي خمس وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حكمة بالغة فما تغن النذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فدعا ربه أني مغلوب فانتصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وحملناه على ذات ألواح ودسر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15ولقد تركناها آية فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كذبت ثمود بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كذبت قوم لوط بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
[ ص: 172 ] الجدث : القبر ، وتبدل ثاؤه فاء فيقال : جدف ، كما أبدلوا في ثم فقالوا : فم . انهمر الماء : نزل بقوة غزيرا ، قال الشاعر :
راح تمريه الصبا ثم تنحى فيه شؤبوب جنوب منهمر
الدسر : المسامير التي تشد بها السفينة ، واحدها دسار ، نحو كتاب وكتب . ويقال : دسرت السفينة ، إذا شددتها بالمسامير . وقال الليث وصاحب الصحاح : الدسر : خيوط تشد بها ألواح السفينة . الصرصر : الشديدة الصوت أو البرد ، إما من صرير الباب ، وهو تصويته ، أو من الصر الذي هو البرد ، وهو بناء متأصل على وزن فعلل عند الجمهور . العجز : مؤخر الشيء . المنقعر : المنقلع من أصله ، قعرت الشجرة قعرا : قلعتها من أصلها فانقعرت ، والبئر : نزلت حتى انتهيت إلى قعرها ، والإناء : شربت ما فيه حتى انتهيت إلى قعره ، وأقعرته البئر : جعلت لها قعرا . الأشر : البطر . وقرئ أشر بالكسر يأشر أشرا ، فهو أشر وآشر وأشران ، وقوم أشارى ، مثل سكران وسكارى . سقر : علم لجهنم مشتق من سقرته النار بالسين ، وصقرته بالصاد إذا لوحته . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها بأفنان مربوع الصريمة معبل
وامتنعت سقر من الصرف للعلمية والتأنيث تنزلت حركة وسطه تنزل الحرف الرابع في زينب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29025_32306اقتربت الساعة وانشق القمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حكمة بالغة فما تغن النذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فدعا ربه أني مغلوب فانتصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وحملناه على ذات ألواح ودسر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15ولقد تركناها آية فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
[ ص: 173 ] هذه السورة مكية في قول الجمهور . وقيل : هي مما نزل يوم
بدر . وقال
مقاتل : مكية إلا ثلاث آيات ، أولها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن ) ، وآخرها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46أدهى وأمر ) . وسبب نزولها أن مشركي
قريش قالوا للرسول ، صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ، ووعدوه بالإيمان إن فعل . وكانت ليلة بدر ، فسأل ربه ، فانشق القمر نصف على الصفا ونصف على قيقعان . فقال
أهل مكة : آية سماوية لا يعمل فيها السحر . فقال
أبو جهل : اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي ، فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح ، وإلا فقد سحر
محمد أعيننا . فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر ، فأعرض
أبو جهل وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2سحر مستمر ) . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : شق القمر شقين ، شطرة على السويداء وشطرة على الحديبية . وعنه : انشق القمر
بمكة مرتين . وعنه : انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت .
ومناسبة أول السورة لآخر ما قبلها ظاهرة ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أزفت الآزفة ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة ) . وممن عاين انشقاق القمر
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم ، وأخبر به
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأنس وحذيفة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس .
وحين أرى الله الناس انشقاق القمر ، قال الرسول ، صلى الله عليه وسلم : " اشهدوا " ، وقال المشركون إذ ذاك : سحرنا
محمد . وقال بعضهم : سحر القمر . والأمة مجمعة على خلاف من زعم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1وانشق القمر ) معناه : أنه ينشق يوم القيامة ، ويرده من الآية قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) . فلا يناسب هذا الكلام أن يأتي إلا بعد ظهور ما سألوه معينا من انشقاق القمر . وقيل : سألوا آية في الجملة ، فأراهم هذه الآية السماوية ، وهي من أعظم الآيات ، وذلك التأثير في العالم العلوي . وقرأ
حذيفة : وقد انشق القمر ، أي اقتربت ، وتقدم من آيات اقترابها انشقاق القمر ، كما تقول : أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه . وخطب
حذيفة بالمدائن ، ثم قال : ألا إن الساعة قد اقتربت ، وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم ، ولا التفات إلى قول
الحسن أن المعنى : إذا جاءت الساعة انشق القمر بعد النفخة الثانية ، ولا إلى قول من قال : إن انشقاقه عبارة عن انشقاق الظلمة عند طلوعه في أثنائها ، فالمعنى : ظهر الأمر ، فإن العرب تضرب بالقمر مثلا فيما وضح ، كما يسمى الصبح فلقا عند انفلاق الظلمة عنه ، وقد يعبر عن الانفلاق بالانشقاق . قال
النابغة :
فلما أدبروا ولهم دوي دعانا عند شق الصبح داعي
وهذه أقوال فاسدة ، ولولا أن المفسرين ذكروها ، لأضربت عن ذكرها صفحا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ) ، وقرئ : وإن يروا مبنيا للمفعول : أي من شأنهم وحالتهم أنهم متى رأوا ما يدل على صدق الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من الآيات الباهرة أعرضوا عن الإيمان به وبتلك الآية . وجاءت الجملة شرطية ليدل على أنهم في الاستقبال على مثل حالهم في الماضي ، ويقولوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2سحر مستمر ) : أي دائم ، ومنه قول الشاعر :
[ ص: 174 ] ألا إنما الدنيا ليال وأعصر وليس على شيء قويم بمستمر
أي بدائم ، لما رأوا الآيات متوالية لا تنقطع ، قالوا ذلك . وقال
أبو العالية والضحاك والأخفش : مستمر : مشدود موثق من مرائر الحبل ، أي سحر قد أحكم ، ومنه قول الشاعر :
حتى استمرت على سر مريرته صدق العزيمة لا ريا ولا ضرعا
وقال
أنس ويمان ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، واختاره
النحاس : مستمر : مار ذاهب زائل عن قريب ، عللوا بذلك أنفسهم . وقيل مستمر : شديد المرارة ، أي مستبشع عندنا مر ، يقال : مر الشيء وأمر ، إذا صار مرا ، وأمر غيره ومره ، يكون لازما ومتعديا . وقيل : مستمر : يشبه بعضه بعضا ، أي استمرت أفعاله على هذا الوجه من التخيلات . وقيل : مستمر : مار من الأرض إلى السماء ، أي بلغ من سحره أنه سحر القمر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا ) : أي بالآيات وبمن جاء بها ، أي قالوا هذا سحر مستمر سحرنا
محمد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3واتبعوا أهواءهم ) : أي شهوات أنفسهم وما يهوون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكل أمر مستقر ) ، بكسر القاف وضم الراء : مبتدأ أو خبر . قال
مقاتل : أي له غاية ينتهي إليها . وقال
الكلبي : مستقر له حقيقة ، فما كان في الدنيا فسيظهر ، وما كان في الآخرة فسيعرف . وقال
قتادة : معناه أن الخير يستقر بأهل الخير ، والشر بأهل الشر . وقيل : يستقر الحق ظاهرا ثابتا ، والباطل زاهقا ذاهبا . وقيل : كل أمر من أمرهم وأمره يستقر على خذلان أو نصرة في الدنيا وسعادة أو شقاوة في الآخرة . وقرأ شيبة : مستقر بفتح القاف ، ورويت عن نافع ; وقال
أبو حاتم : لا وجه لفتح القاف . انتهى . وخرجت على حذف مضاف ، أي ذو استقرار ، وزمان استقرار . وقرأ
أبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : مستقر بكسر القاف والراء معا صفة لأمر . وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على أن يكون وكل عطفا على الساعة ، أي اقتربت الساعة ، واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله ، وهذا بعيد لطول الفصل بجمل ثلاث ، وبعيد أن يوجد مثل هذا التركيب في كلام العرب ، نحو : أكلت خبزا وضربت زيدا ، وإن يجئ زيد أكرمه ورحل إلى بني فلان ولحما ، فيكون ولحما عطفا على خبزا ، بل لا يوجد مثله في كلام العرب . وخرجه صاحب اللوامح على أنه خبر لكل ، فهو مرفوع في الأصل ، لكنه جر للمجاورة ، وهذا ليس بجيد ، لأن الخفض على الجوار في غاية الشذوذ ، ولأنه لم يعهد في خبر المبتدأ ، إنما عهد في الصفة على اختلاف النحاة في وجوده ، والأسهل أن يكون الخبر مضمرا لدلالة المعنى عليه ، والتقدير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكل أمر مستقر ) بالغوه ، لأن قبله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا واتبعوا أهواءهم ) : أي وكل أمر مستقر لهم في القدر من خير أو شر بالغه هم . وقيل : الخبر حكمة بالغة ، أي وكل أمر مستقر حكمة بالغة . ويكون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ) اعتراض بين المبتدأ وخبره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29025ولقد جاءهم من الأنباء ) : أي من الأخبار الواردة في القرآن في إهلاك من كذب الأنبياء وما يئولون إليه في الآخرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ما فيه مزدجر ) : أي ازدجار رادع لهم عن ما هم فيه ، أو موضع ازدجار وارتداع ، أي ذلك موضع ازدجار ، أو مظنة له . وقرئ مزجر ، بإبدال تاء الافتعال زايا وإدغام الزاي فيها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : مزجر اسم فاعل من أزجر ، أي صار ذا زجر ، كأعشب : أي صار ذا عشب . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حكمة بالغة ) برفعهما ، وجوزوا أن تكون حكمة بدلا من مزدجر أو من ما ، أو خبر مبتدأ محذوف ، وتقدم قول من جعله خبرا عن كل في قراءة من قرأ " مستقر " بالجر . وقرأ
اليماني : حكمة بالغة بالنصب فيهما حالا من ما ، سواء كانت ما موصولة أم موصوفة تخصصت بالصفة ، ووصفت الحكمة ببالغة لأنها تبلغ غيرها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فما تغن النذر ) مع هؤلاء الكفرة .
ثم سلى رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم ) أي أعرض عنهم ، فإن الإنذار لا يجدي فيهم . ثم ذكر شيئا من أحوال الآخرة وما يئولون إليه ، إذ ذاك متعلق باقتراب الساعة ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6يوم يدعو الداعي ) ،
[ ص: 175 ] والناصب ليوم اذكر مضمرة ، قاله
الرماني ، أو يخرجون . وقال
الحسن : المعنى : فتول عنهم إلى يوم ، وهذا ضعيف من جهة اللفظ ومن جهة المعنى . أما من جهة اللفظ فحذف إلى ، وأما من جهة المعنى فإن توليه عنهم ليس معينا بـ " يوم يدعو الداعي " . وجوزوا أن يكون منصوبا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فما تغن النذر ) ، ويكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم ) اعتراضا ، وأن يكون منصوبا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8يقول الكافرون ) ، ومنصوبا على إضمار انتظر ، ومنصوبا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول ) ، وهذا ضعيف جدا ، ومنصوبا بمستقر ، وهو بعيد أيضا . وحذفت الواو من يدع في الرسم اتباعا للنطق ، والياء من الداع تخفيفا أجريت أل مجرى ما عاقبها ، وهو التنوين . فكما تحذف معه حذفت معها ، والداعي هو
إسرافيل ، أو
جبرائيل ، أو ملك غيرهما موكل بذلك ، أقوال .
سُورَةُ الْقَمَرِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ خَمْسٌ وَخَمْسُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )
[ ص: 172 ] الْجَدَثُ : الْقَبْرُ ، وَتُبْدَلُ ثَاؤُهُ فَاءً فَيُقَالُ : جَدَفٌ ، كَمَا أَبْدَلُوا فِي ثُمَّ فَقَالُوا : فُمَّ . انْهَمَرَ الْمَاءُ : نَزَلَ بِقُوَّةٍ غَزِيرًا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
رَاحَ تُمْرِيهِ الصَّبَا ثُمَّ تَنَحَّى فِيهِ شُؤْبُوبُ جَنُوبٍ مُنْهَمِرٍ
الدُّسُرُ : الْمَسَامِيرُ الَّتِي تُشَدُّ بِهَا السَّفِينَةُ ، وَاحِدُهَا دِسَارٌ ، نَحْوَ كِتَابٍ وَكُتُبٍ . وَيُقَالُ : دَسَرْتُ السَّفِينَةَ ، إِذَا شَدَدْتُهَا بِالْمَسَامِيرِ . وَقَالَ اللَّيْثُ وَصَاحِبُ الصِّحَاحِ : الدُّسُرُ : خُيُوطٌ تُشَدُّ بِهَا أَلْوَاحُ السَّفِينَةِ . الصَّرْصَرُ : الشَّدِيدَةُ الصَّوْتِ أَوِ الْبَرْدِ ، إِمَّا مِنْ صَرِيرِ الْبَابِ ، وَهُوَ تَصْوِيتُهُ ، أَوْ مِنَ الصَّرِّ الَّذِي هُوَ الْبَرْدُ ، وَهُوَ بِنَاءٌ مُتَأَصِّلٌ عَلَى وَزْنِ فَعْلَلٍ عِنْدَ الْجُمْهُورِ . الْعَجُزُ : مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ . الْمُنْقَعِرُ : الْمُنْقَلِعُ مِنْ أَصْلِهِ ، قَعَرْتُ الشَّجَرَةَ قَعْرًا : قَلَعْتُهَا مِنْ أَصْلِهَا فَانْقَعَرَتْ ، وَالْبِئْرَ : نَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَعْرِهَا ، وَالْإِنَاءَ : شَرِبْتُ مَا فِيهِ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَعْرِهِ ، وَأَقْعَرْتُهُ الْبِئْرَ : جَعَلْتُ لَهَا قَعْرًا . الْأَشِرُ : الْبَطِرُ . وَقُرِئَ أَشِرَ بِالْكَسْرِ يَأْشَرُ أَشَرًا ، فَهُوَ أَشِرٌ وَآشِرٌ وَأَشْرَانٌ ، وَقَوْمٌ أُشَارَى ، مِثْلُ سَكْرَانٍ وَسُكَارَى . سَقَرُ : عَلَمٌ لِجَهَنَّمَ مُشْتَقٌّ مِنْ سَقَرَتْهُ النَّارُ بِالسِّينِ ، وَصَقَرْتُهُ بِالصَّادِ إِذَا لَوَّحْتَهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
إِذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِهَا بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
وَامْتَنَعَتْ سَقَرُ مِنَ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ تَنَزَّلَتْ حَرَكَةُ وَسَطِهِ تَنَزُّلَ الْحَرْفِ الرَّابِعِ فِي زَيْنَبَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29025_32306اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) .
[ ص: 173 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ . وَقِيلَ : هِيَ مِمَّا نَزَلَ يَوْمَ
بَدْرٍ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : مَكِّيَّةٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ ، أَوَّلُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ ) ، وَآخِرُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46أَدْهَى وَأَمَرُّ ) . وَسَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ قَالُوا لِلرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَشُقَّ لَنَا الْقَمَرَ فِرْقَتَيْنِ ، وَوَعَدُوهُ بِالْإِيمَانِ إِنْ فَعَلَ . وَكَانَتْ لَيْلَةَ بَدْرٍ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ نِصْفٌ عَلَى الصَّفَا وَنِصْفٌ عَلَى قَيْقُعَانَ . فَقَالَ
أَهْلُ مَكَّةَ : آيَةٌ سَمَاوِيَّةٌ لَا يُعْمَلُ فِيهَا السِّحْرُ . فَقَالَ
أَبُو جَهْلٍ : اصْبِرُوا حَتَّى تَأْتِيَنَا أَهْلُ الْبَوَادِي ، فَإِنْ أَخْبَرُوا بِانْشِقَاقِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ ، وَإِلَّا فَقَدَ سَحَرَ
مُحَمَّدٌ أَعْيُنَنَا . فَجَاءُوا فَأَخْبَرُوا بِانْشِقَاقِ الْقَمَرِ ، فَأَعْرَضَ
أَبُو جَهْلٍ وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : شُقَّ الْقَمَرُ شِقَّيْنِ ، شَطْرَةً عَلَى السُّوَيْدَاءِ وَشَطْرَةً عَلَى الْحُدَيْبِيَةِ . وَعَنْهُ : انْشَقَّ الْقَمَرُ
بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ . وَعَنْهُ : انْفَلَقَ فِلْقَتَيْنِ فِلْقَةً ذَهَبَتْ وَفِلْقَةً بَقِيَتْ .
وَمُنَاسَبَةُ أَوَّلِ السُّورَةِ لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا ظَاهِرَةٌ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) . وَمِمَّنْ عَايَنَ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=67وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، وَأَخْبَرَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ وَحُذَيْفَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ .
وَحِينَ أَرَى اللَّهُ النَّاسَ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ ، قَالَ الرَّسُولُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اشْهَدُوا " ، وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ إِذْ ذَاكَ : سَحَرَنَا
مُحَمَّدٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : سَحَرَ الْقَمَرَ . وَالْأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ عَلَى خِلَافِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) مَعْنَاهُ : أَنَّهُ يَنْشَقُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَرُدُّهُ مِنَ الْآيَةِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) . فَلَا يُنَاسِبُ هَذَا الْكَلَامَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِ مَا سَأَلُوهُ مُعَيَّنًا مِنِ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ . وَقِيلَ : سَأَلُوا آيَةً فِي الْجُمْلَةِ ، فَأَرَاهُمْ هَذِهِ الْآيَةَ السَّمَاوِيَّةَ ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْآيَاتِ ، وَذَلِكَ التَّأْثِيرُ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ . وَقَرَأَ
حُذَيْفَةُ : وَقَدِ انْشَقَّ الْقَمَرُ ، أَيِ اقْتَرَبَتْ ، وَتَقَدَّمَ مِنْ آيَاتِ اقْتِرَابِهَا انْشِقَاقُ الْقَمَرِ ، كَمَا تَقُولُ : أَقْبَلَ الْأَمِيرُ وَقَدْ جَاءَ الْمُبَشِّرُ بِقُدُومِهِ . وَخَطَبَ
حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ ، وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكُمْ ، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ
الْحَسَنِ أَنَّ الْمَعْنَى : إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ انْشَقَّ الْقَمَرُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ ، وَلَا إِلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ انْشِقَاقَهُ عِبَارَةٌ عَنِ انْشِقَاقِ الظُّلْمَةِ عِنْدَ طُلُوعِهِ فِي أَثْنَائِهَا ، فَالْمَعْنَى : ظَهَرَ الْأَمْرُ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تَضْرِبُ بِالْقَمَرِ مَثَلًا فِيمَا وَضَحَ ، كَمَا يُسَمَّى الصُّبْحُ فَلَقًا عِنْدَ انْفِلَاقِ الظُّلْمَةِ عَنْهُ ، وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنِ الِانْفِلَاقِ بِالِانْشِقَاقِ . قَالَ
النَّابِغَةُ :
فَلَمَّا أَدْبَرُوا وَلَهُمْ دَوِيٌّ دَعَانَا عِنْدَ شَقِّ الصُّبْحِ دَاعِي
وَهَذِهِ أَقْوَالٌ فَاسِدَةٌ ، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ ذَكَرُوهَا ، لَأَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِهَا صَفْحًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ) ، وَقُرِئَ : وَإِنْ يُرَوْا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ : أَيْ مِنْ شَأْنِهِمْ وَحَالَتِهِمْ أَنَّهُمْ مَتَى رَأَوْا مَا يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الْآيَاتِ الْبَاهِرَةِ أَعْرَضُوا عَنِ الْإِيمَانِ بِهِ وَبِتِلْكَ الْآيَةِ . وَجَاءَتِ الْجُمْلَةُ شَرْطِيَّةً لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُمْ فِي الِاسْتِقْبَالِ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فِي الْمَاضِي ، وَيَقُولُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) : أَيْ دَائِمٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
[ ص: 174 ] أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا لَيَالٍ وَأَعْصُرُ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ قَوِيمٍ بِمُسْتَمِرِّ
أَيْ بِدَائِمٍ ، لَمَّا رَأَوُا الْآيَاتِ مُتَوَالِيَةً لَا تَنْقَطِعُ ، قَالُوا ذَلِكَ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ وَالضَّحَّاكُ وَالْأَخْفَشُ : مُسْتَمِرٌّ : مَشْدُودٌ مُوَثَّقٌ مِنْ مَرَائِرِ الْحَبْلِ ، أَيْ سِحْرٌ قَدْ أُحْكِمَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى سِرٍّ مَرِيرَتُهُ صِدْقَ الْعَزِيمَةِ لَا رَيًّا وَلَا ضَرَعَا
وَقَالَ
أَنَسٌ وَيَمَانٌ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ ، وَاخْتَارَهُ
النَّحَّاسُ : مُسْتَمِرٌّ : مَارٌّ ذَاهِبٌ زَائِلٌ عَنْ قَرِيبٍ ، عَلَّلُوا بِذَلِكَ أَنْفُسَهُمْ . وَقِيلَ مُسْتَمِرٌّ : شَدِيدُ الْمَرَارَةِ ، أَيْ مُسْتَبْشَعٌ عِنْدَنَا مُرٌّ ، يُقَالُ : مَرَّ الشَّيْءُ وَأَمَرَّ ، إِذَا صَارَ مُرًّا ، وَأَمَرَّ غَيْرَهُ وَمَرَّهُ ، يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا . وَقِيلَ : مُسْتَمِرٌّ : يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، أَيِ اسْتَمَرَّتْ أَفْعَالُهُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ مِنَ التَّخَيُّلَاتِ . وَقِيلَ : مُسْتَمِرٌّ : مَارٌّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ ، أَيْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِهِ أَنَّهُ سَحَرَ الْقَمَرَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا ) : أَيْ بِالْآيَاتِ وَبِمَنْ جَاءَ بِهَا ، أَيْ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ سَحَرَنَا
مُحَمَّدٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) : أَيْ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ وَمَا يَهْوَوْنَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّ الرَّاءِ : مُبْتَدَأٌ أَوْ خَبَرٌ . قَالَ
مُقَاتِلٌ : أَيْ لَهُ غَايَةٌ يَنْتَهِي إِلَيْهَا . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : مُسْتَقِرٌّ لَهُ حَقِيقَةٌ ، فَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا فَسَيَظْهَرُ ، وَمَا كَانَ فِي الْآخِرَةِ فَسَيُعْرَفُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْخَيْرَ يَسْتَقِرُّ بِأَهْلِ الْخَيْرِ ، وَالشَّرَّ بِأَهْلِ الشَّرِّ . وَقِيلَ : يَسْتَقِرُّ الْحَقُّ ظَاهِرًا ثَابِتًا ، وَالْبَاطِلُ زَاهِقًا ذَاهِبًا . وَقِيلَ : كُلُّ أَمْرٍ مِنْ أَمْرِهِمْ وَأَمْرِهِ يَسْتَقِرُّ عَلَى خُذْلَانٍ أَوْ نُصْرَةٍ فِي الدُّنْيَا وَسَعَادَةٍ أَوْ شَقَاوَةٍ فِي الْآخِرَةِ . وَقَرَأَ شَيْبَةُ : مُسْتَقَرٌّ بِفَتْحِ الْقَافِ ، وَرُوِيَتْ عَنْ نَافِعٍ ; وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لَا وَجْهَ لِفَتْحِ الْقَافِ . انْتَهَى . وَخُرِّجَتْ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ ذُو اسْتِقْرَارٍ ، وَزَمَانُ اسْتِقْرَارٍ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : مُسْتَقِرٍّ بِكَسْرِ الْقَافِ وَالرَّاءِ مَعًا صِفَةً لِأَمْرٍ . وَخَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَلَى أَنْ يَكُونَ وَكُلُّ عَطْفًا عَلَى السَّاعَةِ ، أَيِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ، وَاقْتَرَبَ كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٍّ يَسْتَقِرُّ وَيَتَبَيَّنُ حَالُهُ ، وَهَذَا بَعِيدٌ لِطُولِ الْفَصْلِ بِجُمَلٍ ثَلَاثٍ ، وَبَعِيدٌ أَنْ يُوجَدَ مِثْلُ هَذَا التَّرْكِيبِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، نَحْوُ : أَكَلْتُ خُبْزًا وَضَرَبْتُ زَيْدًا ، وَإِنْ يَجِئْ زَيْدٌ أُكْرِمْهُ وَرَحَلَ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَلَحْمًا ، فَيَكُونُ وَلَحْمًا عَطْفًا عَلَى خُبْزًا ، بَلْ لَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ . وَخَرَّجَهُ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِكُلِّ ، فَهُوَ مَرْفُوعٌ فِي الْأَصْلِ ، لَكِنَّهُ جُرَّ لِلْمُجَاوَرَةِ ، وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ ، لِأَنَّ الْخَفْضَ عَلَى الْجِوَارِ فِي غَايَةِ الشُّذُوذِ ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي خَبَرِ الْمُبْتَدَأِ ، إِنَّمَا عُهِدَ فِي الصِّفَةِ عَلَى اخْتِلَافِ النُّحَاةِ فِي وُجُودِهِ ، وَالْأَسْهَلُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ مُضْمَرًا لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ ، وَالتَّقْدِيرُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) بَالِغُوهُ ، لِأَنَّ قَبْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) : أَيْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ لَهُمْ فِي الْقَدَرِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ بَالِغُهُ هُمْ . وَقِيلَ : الْخَبَرُ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ، أَيْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ . وَيَكُونُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَخَبَرِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29025وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ ) : أَيْ مِنَ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِي الْقُرْآنِ فِي إِهْلَاكِ مَنْ كَذَّبَ الْأَنْبِيَاءَ وَمَا يَئُولُونَ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) : أَيِ ازْدِجَارٌ رَادِعٌ لَهُمْ عَنْ مَا هُمْ فِيهِ ، أَوْ مَوْضِعُ ازْدِجَارٍ وَارْتِدَاعٍ ، أَيْ ذَلِكَ مَوْضِعُ ازْدِجَارٍ ، أَوْ مَظِنَّةٌ لَهُ . وَقُرِئَ مُزَّجَرٌ ، بِإِبْدَالِ تَاءِ الِافْتِعَالِ زَايًا وَإِدْغَامِ الزَّايِ فِيهَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : مُزْجِرٌ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَزْجَرَ ، أَيْ صَارَ ذَا زَجْرٍ ، كَأَعْشَبَ : أَيْ صَارَ ذَا عُشْبٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ) بِرَفْعِهِمَا ، وَجَوَّزُوا أَنْ تَكُونَ حِكْمَةٌ بَدَلًا مِنْ مُزْدَجَرٍ أَوْ مِنْ مَا ، أَوْ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَتَقَدَّمَ قَوْلُ مَنْ جَعَلَهُ خَبَرًا عَنْ كُلٍّ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ " مُسْتَقِرٍّ " بِالْجَرِّ . وَقَرَأَ
الْيَمَانِيُّ : حِكْمَةً بَالِغَةً بِالنَّصْبِ فِيهِمَا حَالًا مِنْ مَا ، سَوَاءٌ كَانَتْ مَا مَوْصُولَةً أَمْ مَوْصُوفَةً تَخَصَّصَتْ بِالصِّفَةِ ، وَوُصِفَتِ الْحِكْمَةُ بِبَالِغَةٍ لِأَنَّهَا تَبْلُغُ غَيْرَهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ) مَعَ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ .
ثُمَّ سَلَّى رَسُولَهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) أَيْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ، فَإِنَّ الْإِنْذَارَ لَا يُجْدِي فِيهِمْ . ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَحْوَالِ الْآخِرَةِ وَمَا يَئُولُونَ إِلَيْهِ ، إِذْ ذَاكَ مُتَعَلِّقٌ بِاقْتِرَابِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي ) ،
[ ص: 175 ] وَالنَّاصِبُ لِيَوْمٍ اذْكُرْ مُضْمَرَةً ، قَالَهُ
الرُّمَّانِيُّ ، أَوْ يَخْرُجُونَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْمَعْنَى : فَتَوَلَّ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمٍ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ وَمِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى . أَمَّا مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ فَحَذْفُ إِلَى ، وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى فَإِنَّ تَوَلِّيهِ عَنْهُمْ لَيْسَ مُعَيَّنًا بِـ " يَوْمَ يَدَعُو الدَّاعِي " . وَجَوَّزُوا أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ) ، وَيَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) اعْتِرَاضًا ، وَأَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8يَقُولُ الْكَافِرُونَ ) ، وَمَنْصُوبًا عَلَى إِضْمَارِ انْتَظِرْ ، وَمَنْصُوبًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ ) ، وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا ، وَمَنْصُوبًا بِمُسْتَقِرٍّ ، وَهُوَ بَعِيدٌ أَيْضًا . وَحُذِفَتِ الْوَاوُ مِنْ يَدْعُ فِي الرَّسْمِ اتِّبَاعًا لِلنُّطْقِ ، وَالْيَاءُ مِنَ الدَّاعِ تَخْفِيفًا أُجْرِيَتْ أَلْ مَجْرَى مَا عَاقَبَهَا ، وَهُوَ التَّنْوِينُ . فَكَمَا تُحْذَفُ مَعَهُ حُذِفَتْ مَعَهَا ، وَالدَّاعِي هُوَ
إِسْرَافِيلُ ، أَوْ
جِبْرَائِيلُ ، أَوْ مَلَكٌ غَيْرُهُمَا مُوَكَّلٌ بِذَلِكَ ، أَقْوَالٌ .