سُورَةُ الرَّحْمَنِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4عَلَّمَهُ الْبَيَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=18فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=25فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=28فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=30فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=32فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=34فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=36فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=38فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=40فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=42فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=45فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=47فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=49فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=51فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=53فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=55فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=56فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=57فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=58كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=59فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=60هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=61فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=63فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=65فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=67فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=68فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=69فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=70فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=71فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=73فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=74لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=75فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=76مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=77فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=78تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
[ ص: 185 ] النَّجْمُ : النَّبَاتُ الَّذِي لَا سَاقَ لَهُ ، مِنْ نَجَمَ : أَيْ ظَهَرَ وَطَلَعَ . الْأَنَامُ : الْحَيَوَانُ . الْعَصْفُ : وَرَقُ الزَّرْعِ . الرَّيْحَانُ : كُلُّ مَشْمُومٍ طَيِّبِ الرِّيحِ مِنَ النَّبَاتِ . الْمَرْجَانُ : الْخَرَزُ الْأَحْمَرُ ، وَقِيلَ : صِغَارُ الدُّرِّ ، وَاللُّؤْلُؤُ كِبَارُهُ ، وَاللُّؤْلُؤُ بِنَاءٌ غَرِيبٌ . قِيلَ : لَا يُحْفَظُ مِنْهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةٍ ; اللُّؤْلُؤُ ، وَالْجُؤْجُؤُ ، وَالدُّؤْدُؤُ ، وَالْيُؤْيُؤُ طَائِرٌ ، وَالْبُؤْبُؤُ . وَالنُّفُوذُ : الْخُرُوجُ مِنَ الشَّيْءِ بِسُرْعَةٍ . الشُّوَاظُ : اللَّهَبُ الْخَالِصُ بِغَيْرِ دُخَانٍ . وَقَالَ
حَسَّانُ :
هَجَوْتُكَ فَاخْتَضَعْتُ لَهَا بِذُلٍّ بِقَافِيَةٍ تَأَجَّجُ كَالشُّوَاظِ
وَقَالَ
رُؤْبَةُ :
وَنَارُ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشُّوَاظَا
وَتُضَمُّ شِينُهُ وَتُكْسَرُ . النُّحَاسُ ، قَالَ
الْخَلِيلُ : وَالنُّحَاسُ هُوَ الدُّخَانُ الَّذِي لَا لَهَبَ لَهُ ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8572نَابِغَةُ بَنِي جَعْدَةَ :
تُضِيءُ كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحَاسَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : النُّحَاسُ هُوَ النَّارُ الَّذِي لَهُ رِيحٌ شَدِيدٌ ، وَقِيلَ : الصُّفْرُ الْمُذَابُ ، وَتُضَمُّ نُونُهُ وَتُكْسَرُ . الْوَرْدَةُ : الشَّدِيدَةُ الْحُمْرَةِ ، يُقَالُ : فَرْدٌ وَرْدٌ ، وَحُجْرَةٌ وَرْدَةٌ . الدِّهَانُ : الْجِلْدُ الْأَحْمَرُ . أَنْشَدَ الْقَاضِي
مُنْذِرُ بْنُ سَعْدٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ :
تَبِعْنَ الدِّهَانَ الْحُمْرَ كُلَّ عَشِيَّةٍ بِمَوْسِمِ بَدْرٍ أَوْ بِسُوقِ عُكَاظِ
النَّاصِيَةُ : مُقَدَّمُ الرَّأْسِ . آنٍ : نِهَايَةٌ فِي الْحَرِّ . الْأَفْنَانُ ، جَمْعُ فَنَنٍ : وَهُوَ الْغُصْنُ ، أَوْ جَمْعُ فَنٍّ : وَهُوَ النَّوْعُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وَمِنْ كُلِّ أَفْنَانِ اللَّذَاذَةِ وَالصِّبَى لَهَوْتُ بِهِ وَالْعَيْشُ أَخْضَرُ نَاضِرُ
وَقَالَ
نَابِغَةُ بَنِي ذُبْيَانَ :
بُكَاءُ حَمَامَةٍ تَدْعُو هَدِيلًا مُفْجَعَةٍ عَلَى فَنَنٍ تُغَنِّي
الْجَنْيُ : مَا يُقْطَفُ مِنَ الثَّمَرَةِ ، وَهُوَ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ، كَالْقَبْضِ بِمَعْنَى مَقْبُوضٍ . قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ : قَصَرَتْ أَلْحَاظُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
مِنَ الْقَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الْإِتْبِ مِنْهَا لَأَثَّرَا
الطَّمْثُ : دَمُ الْحَيْضِ وَدَمُ الِافْتِضَاضِ . الْيَاقُوتُ : حَجَرٌ مَعْرُوفٌ ، وَقِيلَ : لَا تُؤَثِّرُ فِيهِ النَّارُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 186 ] وَطَالَمَا أُصْلِيَ الْيَاقُوتُ جَمْرَ غَضَى ثُمَّ انْطَفَى الْجَمْرُ وَالْيَاقُوتُ يَاقُوتُ
الِادْهِمَامُ : السَّوَادُ . النَّضْحُ : فَوَرَانُ الْمَاءِ . الْمَقْصُورَةُ : الْمَحْبُوسَةُ ، وَيُقَالُ : قَصِيرَةٌ وَقَصُورَةٌ : أَيْ مُخَدَّرَةٌ . وَقَالَ
كُثَيِّرٌ :
وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ إِلَيَّ وَلَمْ تَشْعُرْ بِذَاكَ الْقَصَائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ قِصَارَ الْخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ الْبَحَاتِرُ
الْخَيْمَةُ مَعْرُوفَةٌ ، وَهِيَ بَيْتُ الْمُرْتَحِلِ مِنْ خَشَبٍ وَتَمَامٍ وَسَائِرِ الْحَشِيشِ ، وَإِذَا كَانَ مَنْ شَعَرٍ فَهُوَ بَيْتٌ ، وَلَا يُقَالُ لَهُ خَيْمَةٌ ، وَيُجْمَعُ عَلَى خِيَامٍ وَخِيَمٍ . قَالَ
جَرِيرٌ :
مَتَى كَانَ الْخِيَامُ بِذِي طُلُوحٍ سُقِيتِ الْغَيْثَ أَيَّتُهَا الْخِيَامُ
الرَّفْرَفُ : مَا يُدَلَّى مِنَ الْأَسِرَّةِ مِنْ غَالِي الثِّيَابِ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : ثِيَابٌ خُضْرٌ تُتَّخَذُ مِنْهَا الْمَجَالِسُ ، الْوَاحِدَةُ رَفْرَفَةٌ ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ رَفَّ إِذَا ارْتَفَعَ ، وَمِنْهُ رَفْرَفَةُ الطَّائِرِ لِتَحْرِيكِ جَنَاحَيْهِ وَارْتِفَاعِهِ فِي الْهَوَاءِ ، وَسُمِّيَ الطَّائِرُ رَفْرَافًا ، وَرَفْرَفَ جَنَاحَيْهِ : حَرَّكَهُمَا لِيَقَعَ عَلَى الشَّيْءِ ، وَرَفْرَفُ السَّحَابِ : هُدْبُهُ . الْعَبْقَرِيُّ : مَنْسُوبٌ إِلَى عَبْقَرٍ ، تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُ بَلَدُ الْجِنِّ ، فَيَنْسُبُونَ إِلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ عَجِيبٍ . قَالَ
زُهَيْرٌ :
بِخَيْلٍ عَلَيْهَا جِنَّةٌ عَبْقَرِيَّةٌ جَدِيرُونَ يَوْمًا أَنْ يَنَالُوا فَيَسْتَعْلُوا
وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
كَأَنَّ صَلِيلَ الْمَرْءِ حِينَ تُشِدُّهُ صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
حَتَّى كَأَنَّ رِيَاضَ الْقُفِّ أَلْبَسَهَا مِنْ وَشْيِ عَبْقَرٍ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدٌ
وَقَالَ
الْخَلِيلُ : الْعَبْقَرِيُّ : كُلُّ جَلِيلٍ نَفِيسٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَغَيْرِهِمْ . الْجَلَالُ : الْعَظَمَةُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
خَبَرُ مَا قَدْ جَاءَنَا مُسْتَعْمَلٌ جَلَّ حَتَّى دَقَّ فِيهِ الْأَجَلُّ
[ ص: 187 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29026الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4عَلَّمَهُ الْبَيَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=18فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=25فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=28فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=28فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ ، مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ الْقَوْلَانِ ، وَعَنْهُ : سِوَى آيَةٍ هِيَ مَدَنِيَّةٌ ، وَهِيَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الْآيَةَ . وَسَبَبُ نُزُولِهَا فِيمَا قَالَ
مُقَاتِلٌ : أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ ) الْآيَةَ ، قَالُوا : مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ ،
[ ص: 188 ] فَنَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) . وَقِيلَ : لَمَّا قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) ، أَكْذَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=treesubj&link=29026nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) . وَقِيلَ : مَدَنِيَّةٌ نَزَلَتْ ، إِذْ أَبَى
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَغَيْرُهُ أَنْ يَكْتُبَ فِي الصُّلْحِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ السُّورَةِ لِمَا قَبْلَهَا : أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ مَقَرَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ، ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ آيَاتِ الْمُلْكِ وَآثَارِ الْقُدْرَةِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَقَرَّ الْفَرِيقَيْنِ عَلَى جِهَةِ الْإِسْهَابِ ، إِذْ كَانَ فِي آخِرِ السُّورَةِ ذِكْرُهُ عَلَى جِهَةِ الِاخْتِصَارِ وَالْإِيجَازِ . وَلَمَّا ذَكَرَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) ، فَأَبْرَزَ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ بِصُورَةِ التَّنْكِيرِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مَنِ الْمُتَّصِفُ بِذَلِكَ ؟ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ، فَذَكَرَ مَا نَشَأَ عَنْ صِفَةِ الرَّحْمَةِ ، وَهُوَ تَعْلِيمُ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ ) مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، ( وَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ) خَبَرُهُ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ ) آيَةٌ بِمُضْمَرٍ ، أَيِ اللَّهُ الرَّحْمَنُ ، أَوِ الرَّحْمَنُ رَبُّنَا ، وَذَلِكَ آيَةٌ ; وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) اسْتِئْنَافُ إِخْبَارٍ . وَلَمَّا عَدَّدَ نِعَمَهُ تَعَالَى ، بَدَأَ مِنْ نِعَمِهِ بِمَا هُوَ أَعْلَى رُتَبِهَا ، وَهُوَ تَعْلِيمُ الْقُرْآنِ ، إِذْ هُوَ عِمَادُ الدِّينِ وَنَجَاةُ مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعْلِيمَ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُعَلَّمَ ، ذَكَرَهُ بَعْدُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29026خَلَقَ الْإِنْسَانَ ) ، لِيُعْلَمَ أَنَّهُ الْمَقْصُودُ بِالتَّعْلِيمِ . وَلَمَّا كَانَ خَلْقُهُ مِنْ أَجْلِ الدِّينِ وَتَعْلِيمِهِ الْقُرْآنَ ، كَانَ كَالسَّبَبِ فِي خَلْقِهِ تَقَدَّمَ عَلَى خَلْقِهِ . ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى الْوَصْفَ الَّذِي يَتَمَيَّزُ بِهِ الْإِنْسَانُ مِنَ الْمَنْطِقِ الْمُفْصِحِ عَنِ الضَّمِيرِ ، وَالَّذِي بِهِ يُمْكِنُ قَبُولُ التَّعْلِيمِ ، وَهُوَ الْبَيَانُ . أَلَا تَرَى أَنَّ الْأَخْرَسَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا يُدْرَكُ بِالنُّطْقِ ؟ وَعَلَّمَ مُتَعَدِّيَةٌ إِلَى اثْنَيْنِ ، حُذِفَ أَوَّلُهُمَا لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ ، وَهُوَ
جِبْرِيلُ ، أَوْ
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، أَوِ الْإِنْسَانُ ، أَقْوَالٌ . وَتَوَهَّمَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ أَنَّ الْمَحْذُوفَ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي ، قَالَ : فَإِنْ قِيلَ : لِمَ تَرَكَ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ ؟ وَأَجَابَ بِأَنَّ النِّعْمَةَ فِي التَّعْلِيمِ ، لَا فِي تَعْلِيمِ شَخْصٍ دُونَ شَخْصٍ ، كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ، إِشَارَةً إِلَى كَرَمِهِ ، وَلَا يُبَيَّنُ مَنْ يُطْعِمُهُ . انْتَهَى . وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي كَانَ فَاعِلًا قَبْلَ النَّقْلِ بِالتَّضْعِيفِ أَوِ الْهَمْزَةِ فِي عَلَّمَ وَأَطْعَمَ .
وَأَبْعَدَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) : جَعَلَهُ عَلَامَةً وَآيَةً يُعْتَبَرُ بِهَا ، وَهَذِهِ جُمَلٌ مُتَرَادِفَةٌ ، أَخْبَارٌ كُلُّهَا عَنِ الرَّحْمَنِ ، جُعِلَتْ مُسْتَقِلَّةً لَمْ تُعْطَفْ ، إِذْ هِيَ تَعْدَادٌ لِنِعَمِهِ تَعَالَى . كَمَا تَقُولُ : زَيْدٌ أَحْسَنَ إِلَيْكَ ، خَوَّلَكَ : أَشَارَ بِذِكْرِكَ ، وَالْإِنْسَانُ اسْمُ جِنْسٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْإِنْسَانُ :
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ :
مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَالْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4الْبَيَانَ ) : الْمَنْطِقُ ، وَالْفَهْمُ : الْإِبَانَةُ ، وَهُوَ الَّذِي فُضِّلَ بِهِ الْإِنْسَانُ عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ بَيَانُ الْحَلَالِ وَالشَّرَائِعِ ، وَهَذَا جُزْءٌ مِنَ الْبَيَانِ الْعَامِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : مَا يَقُولُ وَمَا يُقَالُ لَهُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْخَيْرُ وَالشَّرُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : الْهُدَى . وَقَالَ
يَمَانٌ : الْكِتَابَةُ . وَمَنْ قَالَ : الْإِنْسَانُ
آدَمُ ، فَالْبَيَانُ أَسْمَاءُ كُلِّ شَيْءٍ ، أَوِ التَّكَلُّمُ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ أَفْضَلُهَا الْعَرَبِيَّةُ ، أَوِ الْكَلَامُ بَعْدَ أَنْ خَلَقَهُ ، أَوْ عِلْمُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، أَوِ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ الَّذِي عَلِمَ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ ، أَقْوَالٌ ، آخِرُهَا مَنْسُوبٌ
nindex.php?page=showalam&ids=15639لِجَعْفَرٍ الصَّادِقِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ تَعْلِيمِهِ الْبَيَانَ ، ذَكَرَ مَا امْتَنَّ بِهِ مِنْ وُجُودِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ لِلْإِنْسَانِ ، إِذْ هُمَا يَجْرِيَانِ عَلَى حِسَابٍ مَعْلُومٍ وَتَقْدِيرٍ سَوِيٍّ فِي بُرُوجِهِمَا وَمَنَازِلِهِمَا . وَالْحُسْبَانُ مَصْدَرٌ كَالْغُفْرَانِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْحِسَابِ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : جَمْعُ حِسَابٍ ، كَشِهَابٍ وَشُهْبَانٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو مَالِكٍ وَقَتَادَةُ : لَهُمَا فِي طُلُوعِهِمَا وَغُرُوبِهِمَا وَقَطْعِهِمَا الْبُرُوجَ وَغَيْرِ ذَلِكَ حُسْبَانَاتٌ شَتَّى . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : لَوْلَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ كَيْفَ يَحْسِبُ شَيْئًا يُرِيدُ مِنْ مَقَادِيرِ الزَّمَانِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْحُسْبَانُ : الْفَلَكُ الْمُسْتَدِيرُ ، شَبَّهَهُ بِحُسْبَانِ الرَّحَى ، وَهُوَ الْعُودُ الْمُسْتَدِيرُ الَّذِي بِاسْتِدَارَتِهِ تَسْتَدِيرُ الْمِطْحَنَةُ . وَارْتَفَعَ الشَّمْسُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ بِحُسْبَانٍ ، فَأَمَّا عَلَى حَذْفِ ، أَيْ جَرْيِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَائِنٌ بِحُسْبَانٍ . وَقِيلَ : الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ يَجْرِيَانِ بِحُسْبَانٍ ، وَبِحُسْبَانٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ يَجْرِيَانِ ، وَعَلَى قَوْلِ
[ ص: 189 ] مُجَاهِدٍ : تَكُونُ الْبَاءُ فِي بِحُسْبَانٍ ظَرْفِيَّةً ، لِأَنَّ الْحُسْبَانَ عِنْدَهُ الْفَلَكُ .