قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29026سنفرغ لكم أيها الثقلان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=32فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=34فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=36فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=38فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=40فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=42فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يطوفون بينها وبين حميم آن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=45فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=47فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=49فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50فيهما عينان تجريان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=51فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فيهما من كل فاكهة زوجان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=53فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ) .
[ ص: 194 ] لما ذكر تعالى ما أنعم به من تعليم العلم وخلق الإنسان والسماء والأرض وما أودع فيهما وفناء ما على الأرض ، ذكر ما يتعلق بأحوال الآخرة والجزاء وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سنفرغ لكم ) : أي ننظر في أموركم يوم القيامة ، لا أنه تعالى كان له شغل فيفرغ منه . وجرى على هذا كلام العرب في أن المعنى : سيقصد لحسابكم ، فهو استعارة من قول الرجل لمن يتهدده : سأفرغ لك ، أي سأتجرد للإيقاع بك من كل ما شغلني عنه حتى لا يكون لي شغل سواه ، والمراد التوفر على الانتقام منه . قال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون التوعد بعذاب في الدنيا ، والأول أبين . انتهى ، يعني : أن يكون ذلك يوم القيامة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يراد ستنتهي الدنيا ويبلغ آخرها ، وتنتهي عند ذلك شئون الخلق التي أرادها بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29026كل يوم هو في شأن ) ، فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم ، فجعل ذلك فراغا لهم على طريق المثل . انتهى . والذي عليه أئمة اللغة أن فرغ تستعمل عند انقضاء الشغل الذي كان الإنسان مشتغلا به ، فلذلك احتاج قوله إلى التأويل على أنه قد قيل : إن فرغ يكون بمعنى قصد واهتم ، واستدل على ذلك بما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري لجرير :
الان وقد فرغت إلى نمير فهذا حين كنت لهم عذابا
أي : قصدت . وأنشد
النحاس :
فرغت إلى العبد المقيد في الحجل
وفي الحديث : "
فرغ ربك من أربع " ، وفيه : "
لأتفرغن إليك يا خبيث " ، يخاطب به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إرب
العقبة يوم بيعتها : أي لأقصدن إبطال أمرك ، نقل هذا عن
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء . وقرأ الجمهور : سنفرغ بنون العظمة وضم الراء ، من فرغ بفتح الراء ، وهي لغة
الحجاز ;
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : بياء الغيبة ;
وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج : بالنون وفتح الراء ، مضارع فرغ بكسرها ، وهي تميمية ;
وأبو السمال وعيسى : بكسر النون وفتح الراء . قال أبو حاتم : هي لغة سفلى
مضر .
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبو حيوة بخلاف عنهما ;
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة والزعفراني : بضم الياء وفتح الراء ، مبنيا للمفعول ;
وعيسى أيضا : بفتح النون وكسر الراء .
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج أيضا : بفتح الياء والراء ، وهي رواية
يونس والجعفي وعبد الوارث عن
أبي عمرو . والثقلان : الإنس والجن ، سميا بذلك لكونهما ثقيلين على وجه الأرض ، أو لكونهما مثقلين بالذنوب ، أو لثقل الإنس . وسمي الجن ثقلا لمجاورة الإنس ، والثقل : الأمر العظيم . وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368866إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " ، سميا بذلك لعظمهما وشرفهما .
والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يامعشر ) الآية من خطاب الله إياهم يوم القيامة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32يوم التناد ) . وقيل : يقال لهم ذلك . قال الضحاك : يفرون في أقطار الأرض لما يرون من الهول ، فيجدون الملائكة قد أحاطت بالأرض ، فيرجعون من حيث جاءوا ، فحينئذ يقال لهم ذلك . وقيل : هو خطاب في الدنيا ، والمعنى : إن استطعتم الفرار من الموت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إن استطعتم ) بأذهانكم وفكركم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33أن تنفذوا ) ، فتعلمون علم (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33أقطار ) : أي جهات (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33السماوات والأرض ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يامعشر الجن والإنس ) ، كالترجمة لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31أيها الثقلان ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إن استطعتم ) أن تهربوا من قضائي ، وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي فافعلوا ; ثم قال : لا تقدرون على النفوذ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إلا بسلطان ) ، يعني : بقوة وقهر وغلبة ، وأنى لكم ذلك ، ونحوه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء ) . انتهى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33فانفذوا ) : أمر تعجيز . وقال قتادة : السلطان هنا الملك ، وليس لهم ملك . وقال
الضحاك أيضا : بينما الناس في أسواقهم ، انفتحت السماء ونزلت الملائكة ، فتهرب الجن والإنس ، فتحدق بهم الملائكة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : إن استطعتما ، على خطاب تثنية الثقلين ومراعاة الجن والإنس ; والجمهور : على خطاب
[ ص: 195 ] الجماعة إن استطعتم ، لأن كلا منهما تحته أفراد كثيرة ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29026يرسل عليكما شواظ ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إذا خرجوا من قبورهم ، ساقهم شواظ إلى المحشر . والشواظ : لهب النار . وقال مجاهد : اللهب الأحمر المنقطع . وقال الضحاك : الدخان الذي يخرج من اللهب . وقرأ الجمهور : شواظ ، بضم الشين ; وعيسى وابن كثير وشبل : بكسرها . والجمهور ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35ونحاس ) : بالرفع ;
وابن أبي إسحاق والنخعي وابن كثير وأبو عمرو : بالجر ;
والكلبي وطلحة ومجاهد : بكسر نون " نحاس " والسين . وقرأ
ابن جبير : ونحس ، كما تقول : يوم نحس . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة وابن أبي إسحاق أيضا : ونحس مضارعا ، وماضيه حسه ، أي قتله ، أي ويحس بالعذاب . وعن
ابن أبي إسحاق أيضا : ونحس بالحركات الثلاث في الحاء على التخيير ;
وحنظلة بن نعمان : ونحس بفتح النون وكسر السين ;
والحسن وإسماعيل : ونحس بضمتين والكسر . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : نرسل بالنون ، عليكما شواظا بالنصب ، من نار ونحاسا بالنصب عطفا على شواظا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : والنحاس الدخان . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
ومجاهد : هو الصفر المعروف ، والمعنى : يعجز الجن والإنس ، أي أنتما بحال من يرسل عليه هذا ، فلا يقدر على الامتناع مما يرسل عليه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فإذا انشقت السماء ) : جواب إذا محذوف ، أي فما أعظم الهول ، وانشقاقها : انفطارها يوم القيامة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فكانت وردة ) : أي محمرة كالورد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأبو صالح : هي من لون الفرس الورد ، فأنث لكون السماء مؤنثة . وقال
قتادة : هي اليوم زرقاء ، ويومئذ تغلب عليها الحمرة كلون الورد ، وهي النوار المعروف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، ويريد كلون الورد ، وقال الشاعر :
فلو كنت وردا لونه لعشقتني ولكن ربي شانني بسواديا
وقال
أبو الجوزاء : وردة صفراء . وقال : أما سمعت العرب تسمي الخيل الورد ؟ قال
الفراء : أراد لون الفرس الورد ، يكون في الربيع إلى الصفرة ، وفي الشتاء إلى الحمرة ، وفي اشتداد البرد إلى الغبرة ، فشبه تلون السماء بتلون الوردة من الخيل ، وهذا قول
الكلبي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29026كالدهان ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الأديم الأحمر ، ومنه قول
الأعشى :
وأجرد من كرام الخير طرف كأن على شواكله دهانا
وقال الشاعر : كالدهان المختلفة ، لأنها تتلون ألوانا . وقال الضحاك : كالدهان خالصة ، جمع دهن ، كقرط وقراط . وقيل : تصير حمراء من حرارة جهنم ، ومثل الدهن لذوبها ودورانها . وقيل : شبهت بالدهان في لمعانها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37كالدهان ) : كدهن الزيت ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29كالمهل ) ، وهو دردي الزيت ، وهو جمع دهن أو اسم ما يدهن به ، كالحرام والأدام ، قال الشاعر :
كأنهما مزادتا متعجل فريان لما سلعا بدهان
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : وردة بالرفع بمعنى : فحصلت سماء وردة ، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد ، كقوله :
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة نحو المغانم أو يموت كريم
انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فيومئذ ) : التنوين فيه للعوض من الجملة المحذوفة ، والتقدير : فيوم إذ انشقت السماء ، والناصب ليومئذ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39لا يسأل ) ، ودل هذا على انتفاء السؤال ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=24وقفوهم إنهم مسئولون ) وغيره من الآيات على وقوع السؤال . فقال
عكرمة وقتادة : هي مواطن يسأل في بعضها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ وتقرير ، وحيث نفى فهي استخبار محض عن الذنب ، والله تعالى أعلم بكل شيء . وقال
قتادة أيضا : كانت مسألة ، ثم ختم على الأفواه وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يعملون . وقال
أبو العالية وقتادة : لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم . وقرأ
الحسن وعمرو بن [ ص: 196 ] عبيد : ولا جأن بالهمز ، فرارا من التقاء الساكنين ، وإن كان التقاؤهما على حده . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان : بسيمائهم ; والجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41بسيماهم ) ، وسيما المجرمين : سواد الوجوه وزرقة العيون ، قاله
الحسن ، ويجوز أن يكون غير هذا من التشويهات ، كالعمى والبكم والصمم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29026فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يؤخذ بناصيته وقدميه فيوطأ ، ويجمع كالحطب ، ويلقى كذلك في النار . وقال
الضحاك : يجمع بينهما في سلسلة من وراء ظهره . وقيل : تسحبهم الملائكة ، تارة تأخذ بالنواصي ، وتارة بالأقدام . وقيل : بعضهم سحبا بالناصية ، وبعضهم سحبا بالقدم ; ويؤخذ متعد إلى مفعول بنفسه ، وحذف هذا الفاعل والمفعول ، وأقيم الجار والمجرور مقام الفاعل مضمنا معنى ما يعدى بالباء ، أي فيسحب بالنواصي والأقدام ، وأل فيهما على مذهب الكوفيين عوض من الضمير ، أي بنواصيهم وأقدامهم ، وعلى مذهب البصريين الضمير محذوف ، أي بالنواصي والأقدام منهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هذه جهنم ) : أي يقال لهم ذلك على طريق التوبيخ والتقريع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29026يطوفون بينها ) : أي يترددون بين نارها وبين ما غلى فيها من مائع عذابها . وقال
قتادة : الحميم يغلي منذ خلق الله جهنم ، وآن : أي منتهى الحر والنضج ، فيعاقب بينهم وبين تصلية النار ، وبين شرب الحميم . وقيل : إذا استغاثوا من النار ، جعل غياثهم الحميم . وقيل : يغمسون في واد في جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فتنخلع أوصالهم ، ثم يخرجون منه ، وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا . وقرأ
علي والسلمي : يطافون ;
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة وابن مقسم : يطوفون بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة . وقرئ : يطوفون ، أي يتطوفون . والجمهور : يطوفون مضارع طاف .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29026ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قال
ابن الزبير : نزلت في
أبي بكر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46مقام ربه ) مصدر ، فاحتمل أن يكون مضافا إلى الفاعل ، أي قيام ربه عليه ، وهو مروي عن
مجاهد ، قال : من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) ، أي حافظ مهيمن ، فالعبد يراقب ذلك ، فلا يجسر على المعصية . وقيل : الإضافة تكون بأدنى ملابسة ، فالمعنى أنه يخاف مقامه الذي يقف فيه العباد للحساب ، من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ، وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف . وقيل : مقام مقحم ، والمعنى : ولمن خاف ربه ، كما تقول : أخاف جانب فلان يعني فلانا . والظاهر أن لكل فرد من الخائفين (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46جنتان ) ، قيل : إحداهما منزله ، والأخرى لأزواجه وخدمه . وقال
مقاتل : جنة عدن ، وجنة نعيم . وقيل : منزلان ينتقل من أحدهما إلى الآخر لتتوفر دواعي لذته وتظهر ثمار كرامته . وقيل : هما للخائفين ; والخطاب للثقلين ، فجنة للخائف الجني ، وجنة للخائف الإنسي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري : جنة من ذهب للسابقين ، وجنة من فضة للتابعين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يقال : جنة لفعل الطاعات ، وجنة لترك المعاصي ، لأن التكليف دائر عليهما . وأن يقال : جنة يبات بها ، وأخرى يضم إليها على وجه التفضل لقوله وزيادة ; وخص الأفنان بالذكر جمع فنن ، وهي الغصون التي تتشعب عن فروع الشجر ، لأنها التي تورق وتثمر ، ومنها تمتد الظلال ، ومنها تجنى الثمار . وقيل : الأفنان جمع فن ، وهي ألوان النعم وأنواعها ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والأول قال قريبا منه
مجاهد وعكرمة ، وهو أولى ، لأن أفعالا في فعل أكثر منه في فعل بسكون العين ، وفن يجمع على فنون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29026فيهما عينان تجريان ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هما عينان مثل الدنيا أضعافا مضاعفة . وقال : تجريان بالزيادة والكرامة على أهل الجنة . وقال
الحسن : تجريان بالماء الزلال ، إحداهما التسنيم ، والأخرى السلسبيل . وقال
ابن عطية : إحداهما من ماء ، والأخرى من خمر . وقيل : تجريان في الأعالي والأسافل من جبل من مسك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52زوجان ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ما في الدنيا من شجرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة ،
[ ص: 197 ] حتى شجر الحنظل ، إلا أنه حلوا . انتهى . ومعنى زوجان : رطب ويابس ، لا يقصر هذا عن ذاك في الطيب واللذة . وقيل : صنفان ، صنف معروف ، وصنف غريب . وجاء الفصل بين قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) وبين قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فيهما من كل فاكهة ) بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50فيهما عينان تجريان ) . والأفنان عليها الفواكه ، لأن الداخل إلى البستان لا يقدم إلا للتفرج بلذة ما فيه بالنظر إلى خضرة الشجر وجري الأنهار ، ثم بعد يأخذ في اجتناء الثمار للأكل . وانتصب ( متكئين ) على الحال من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف ) ، وحمل جمعا على معنى من . وقيل : العامل محذوف ، أي يتنعمون متكئين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي نصب على المدح ، والاتكاء من صفات المتنعم الدالة على صحة الجسم وفراغ القلب ، والمعنى : ( متكئين ) في منازلهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54على فرش ) . وقرأ الجمهور : فرش ، بضمتين ; وأبو حيوة : بسكون الراء . وفي الحديث : " قيل لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،
هذه البطائن من إستبرق ، كيف الظهائر ؟ قال : هي من نور يتلألأ " ، ولو صح هذا لم يجز أن يفسر بغيره . وقيل : من سندس . قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : البطائن هي الظهائر . وروي عن
قتادة ، وقال
الفراء : قد تكون البطانة الظهارة والظهارة البطانة ، لأن كلا منهما يكون وجها ، والعرب تقول : هذا وجه السماء ، وهذا بطن السماء .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29026سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=32فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=34فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=36فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=38فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=40فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=42فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=45فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=47فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=49فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=51فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=53فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ) .
[ ص: 194 ] لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا أَنْعَمَ بِهِ مِنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ وَخَلْقِ الْإِنْسَانِ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَوْدَعَ فِيهِمَا وَفَنَاءَ مَا عَلَى الْأَرْضِ ، ذَكَرَ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَحْوَالِ الْآخِرَةِ وَالْجَزَاءِ وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سَنَفْرُغُ لَكُمْ ) : أَيْ نَنْظُرُ فِي أُمُورِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَا أَنَّهُ تَعَالَى كَانَ لَهُ شُغْلٌ فَيَفْرَغُ مِنْهُ . وَجَرَى عَلَى هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ فِي أَنَّ الْمَعْنَى : سَيَقْصِدُ لِحِسَابِكُمْ ، فَهُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِمَنْ يَتَهَدَّدُهُ : سَأَفْرَغُ لَكَ ، أَيْ سَأَتَجَرَّدُ لِلْإِيقَاعِ بِكَ مِنْ كُلِّ مَا شَغَلَنِي عَنْهُ حَتَّى لَا يَكُونَ لِي شُغْلٌ سِوَاهُ ، وَالْمُرَادُ التَّوَفُّرُ عَلَى الِانْتِقَامِ مِنْهُ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّوَعُّدُ بِعَذَابٍ فِي الدُّنْيَا ، وَالْأَوَّلُ أَبْيَنُ . انْتَهَى ، يَعْنِي : أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ سَتَنْتَهِي الدُّنْيَا وَيُبْلَغُ آخِرُهَا ، وَتَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ شُئُونُ الْخَلْقِ الَّتِي أَرَادَهَا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29026كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) ، فَلَا يَبْقَى إِلَّا شَأْنٌ وَاحِدٌ وَهُوَ جَزَاؤُكُمْ ، فَجَعَلَ ذَلِكَ فَرَاغًا لَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْمَثَلِ . انْتَهَى . وَالَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ أَنَّ فَرَغَ تُسْتَعْمَلُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الشُّغْلِ الَّذِي كَانَ الْإِنْسَانُ مُشْتَغِلًا بِهِ ، فَلِذَلِكَ احْتَاجَ قَوْلُهُ إِلَى التَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ قِيلَ : إِنَّ فَرَغَ يَكُونُ بِمَعْنَى قَصَدَ وَاهْتَمَّ ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِمَا أَنْشَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِجَرِيرٍ :
الَانَ وَقَدْ فَرَغْتُ إِلَى نُمَيْرٍ فَهَذَا حِينَ كُنْتُ لَهُمْ عَذَابَا
أَيْ : قَصَدْتُ . وَأَنْشَدَ
النَّحَّاسُ :
فَرَغْتُ إِلَى الْعَبْدِ الْمُقَيَّدِ فِي الْحَجَلْ
وَفِي الْحَدِيثِ : "
فَرَغَ رَبُّكَ مِنْ أَرْبَعٍ " ، وَفِيهِ : "
لَأَتَفَرَّغَنَّ إِلَيْكَ يَا خَبِيثُ " ، يُخَاطِبُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِرْبَ
الْعَقَبَةِ يَوْمَ بَيْعَتِهَا : أَيْ لَأَقْصِدَنَّ إِبْطَالَ أَمْرِكَ ، نُقِلَ هَذَا عَنِ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : سَنَفْرُغُ بِنُونِ الْعَظَمَةِ وَضَمِّ الرَّاءِ ، مِنْ فَرَغَ بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَهِيَ لُغَةُ
الْحِجَازِ ;
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ;
وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ : بِالنُّونِ وَفَتْحِ الرَّاءِ ، مُضَارِعُ فَرَغَ بِكَسْرِهَا ، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ ;
وَأَبُو السَّمَّالِ وَعِيسَى : بِكَسْرِ النُّونِ وَفَتْحِ الرَّاءِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هِيَ لُغَةُ سُفْلَى
مُضَرَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو حَيْوَةَ بِخِلَافٍ عَنْهُمَا ;
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَالزَّعْفَرَانِيُّ : بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ;
وَعِيسَى أَيْضًا : بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الرَّاءِ .
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ أَيْضًا : بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالرَّاءِ ، وَهِيَ رِوَايَةُ
يُونُسَ وَالْجُعْفِيِّ وَعَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو . وَالثَّقَلَانِ : الْإِنْسُ وَالْجِنُّ ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِكَوْنِهِمَا ثَقِيلَيْنِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، أَوْ لِكَوْنِهِمَا مُثْقَلِينَ بِالذُّنُوبِ ، أَوْ لِثِقَلِ الْإِنْسِ . وَسُمِّيَ الْجِنُّ ثَقَلًا لِمُجَاوَرَةِ الْإِنْسِ ، وَالثَّقَلُ : الْأَمْرُ الْعَظِيمُ . وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368866إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي " ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِعِظَمِهِمَا وَشَرَفِهِمَا .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَامَعْشَرَ ) الْآيَةَ مِنْ خِطَابِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32يَوْمَ التَّنَادِ ) . وَقِيلَ : يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ . قَالَ الضَّحَّاكُ : يَفِرُّونَ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الْهَوْلِ ، فَيَجِدُونَ الْمَلَائِكَةَ قَدْ أَحَاطَتْ بِالْأَرْضِ ، فَيَرْجِعُونَ مِنْ حَيْثُ جَاءُوا ، فَحِينَئِذٍ يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ . وَقِيلَ : هُوَ خِطَابٌ فِي الدُّنْيَا ، وَالْمَعْنَى : إِنِ اسْتَطَعْتُمُ الْفِرَارَ مِنَ الْمَوْتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ) بِأَذْهَانِكُمْ وَفِكْرِكُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33أَنْ تَنْفُذُوا ) ، فَتَعْلَمُونَ عِلْمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33أَقْطَارِ ) : أَيْ جِهَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) ، كَالتَّرْجَمَةِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ) أَنْ تَهْرُبُوا مِنْ قَضَائِي ، وَتَخْرُجُوا مِنْ مَلَكُوتِي وَمِنْ سَمَائِي وَأَرْضِي فَافْعَلُوا ; ثُمَّ قَالَ : لَا تَقْدِرُونَ عَلَى النُّفُوذِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) ، يَعْنِي : بِقُوَّةٍ وَقَهْرٍ وَغَلَبَةٍ ، وَأَنَّى لَكُمْ ذَلِكَ ، وَنَحْوُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ) . انْتَهَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33فَانْفُذُوا ) : أَمْرُ تَعْجِيزٍ . وَقَالَ قَتَادَةُ : السُّلْطَانُ هُنَا الْمِلْكُ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مِلْكٌ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا : بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ ، انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ وَنَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ ، فَتَهْرُبُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ ، فَتُحَدِّقُ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : إِنِ اسْتَطَعْتُمَا ، عَلَى خِطَابِ تَثْنِيَةِ الثَّقَلَيْنِ وَمُرَاعَاةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ; وَالْجُمْهُورُ : عَلَى خِطَابِ
[ ص: 195 ] الْجَمَاعَةِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ، لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا تَحْتَهُ أَفْرَادٌ كَثِيرَةٌ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29026يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ ، سَاقَهُمْ شُوَاظٌ إِلَى الْمَحْشَرِ . وَالشُّوَاظُ : لَهَبُ النَّارِ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : اللَّهَبُ الْأَحْمَرُ الْمُنْقَطِعُ . وَقَالَ الضَّحَّاكُ : الدُّخَانُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ اللَّهَبِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : شُوَاظٌ ، بِضَمِّ الشِّينِ ; وَعِيسَى وَابْنُ كَثِيرٍ وَشِبْلٌ : بِكَسْرِهَا . وَالْجُمْهُورُ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35وَنُحَاسٌ ) : بِالرَّفْعِ ;
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَالنَّخَعِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو : بِالْجَرِّ ;
وَالْكَلْبِيُّ وَطَلْحَةُ وَمُجَاهِدٌ : بِكَسْرِ نُونِ " نِحَاسٍ " وَالسِّينِ . وَقَرَأَ
ابْنُ جُبَيْرٍ : وَنَحْسٌ ، كَمَا تَقُولُ : يَوْمٌ نَحْسٌ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16329عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَيْضًا : وَنَحُسُّ مُضَارِعًا ، وَمَاضِيهِ حَسَّهُ ، أَيْ قَتَلَهُ ، أَيْ وَيُحِسُّ بِالْعَذَابِ . وَعَنِ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَيْضًا : وَنَحِسٌ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ فِي الْحَاءِ عَلَى التَّخْيِيرِ ;
وَحَنْظَلَةُ بْنُ نُعْمَانَ : وَنَحِسٍ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ السِّينِ ;
وَالْحَسَنُ وَإِسْمَاعِيلُ : وَنُحُسٍ بِضَمَّتَيْنِ وَالْكَسْرِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : نُرْسِلُ بِالنُّونِ ، عَلَيْكُمَا شُوَاظًا بِالنَّصْبِ ، مِنْ نَارٍ وَنُحَاسًا بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى شُوَاظًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : وَالنُّحَاسُ الدُّخَانُ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٍ : هُوَ الصُّفْرُ الْمَعْرُوفُ ، وَالْمَعْنَى : يُعْجِزُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ، أَيْ أَنْتُمَا بِحَالِ مَنْ يُرْسَلُ عَلَيْهِ هَذَا ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِمَّا يُرْسَلُ عَلَيْهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ) : جَوَابُ إِذَا مَحْذُوفٌ ، أَيْ فَمَا أَعْظَمَ الْهَوْلَ ، وَانْشِقَاقُهَا : انْفِطَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37فَكَانَتْ وَرْدَةً ) : أَيْ مُحْمَرَّةً كَالْوَرْدِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو صَالِحٍ : هِيَ مِنْ لَوْنِ الْفَرَسِ الْوَرْدِ ، فَأُنِّثَ لِكَوْنِ السَّمَاءِ مُؤَنَّثَةً . وَقَالَ
قَتَادَةُ : هِيَ الْيَوْمَ زَرْقَاءُ ، وَيَوْمَئِذٍ تَغْلِبُ عَلَيْهَا الْحُمْرَةُ كَلَوْنِ الْوَرْدِ ، وَهِيَ النَّوَّارُ الْمَعْرُوفُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَيُرِيدُ كَلَوْنِ الْوَرْدِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَوْ كُنْتُ وَرْدًا لَوْنُهُ لَعَشِقْتِنِي وَلَكِنَّ رَبِّي شَانَنِي بِسَوَادِيَا
وَقَالَ
أَبُو الْجَوْزَاءِ : وَرْدَةٌ صَفْرَاءُ . وَقَالَ : أَمَا سَمِعْتَ الْعَرَبَ تُسَمِّي الْخَيْلَ الْوَرْدَ ؟ قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَرَادَ لَوْنَ الْفَرَسِ الْوَرْدِ ، يَكُونُ فِي الرَّبِيعِ إِلَى الصُّفْرَةِ ، وَفِي الشِّتَاءِ إِلَى الْحُمْرَةِ ، وَفِي اشْتِدَادِ الْبَرْدِ إِلَى الْغُبْرَةِ ، فَشَبَّهَ تَلَوُّنَ السَّمَاءِ بِتَلَوُّنِ الْوَرْدَةِ مِنَ الْخَيْلِ ، وَهَذَا قَوْلُ
الْكَلْبِيِّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29026كَالدِّهَانِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْأَدِيمُ الْأَحْمَرُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
وَأَجْرَدَ مِنْ كِرَامِ الْخَيْرِ طِرْفٍ كَأَنَّ عَلَى شَوَاكِلِهِ دِهَانَا
وَقَالَ الشَّاعِرُ : كَالدِّهَانِ الْمُخْتَلِفَةِ ، لِأَنَّهَا تَتَلَوَّنُ أَلْوَانًا . وَقَالَ الضَّحَّاكُ : كَالدِّهَانِ خَالِصَةً ، جَمْعَ دُهْنٍ ، كَقُرْطٍ وَقِرَاطٍ . وَقِيلَ : تَصِيرُ حَمْرَاءَ مِنْ حَرَارَةِ جَهَنَّمَ ، وَمِثْلَ الدُّهْنِ لِذَوْبِهَا وَدَوَرَانِهَا . وَقِيلَ : شُبِّهَتْ بِالدِّهَانِ فِي لَمَعَانِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=37كَالدِّهَانِ ) : كَدُهْنِ الزَّيْتِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29كَالْمُهْلِ ) ، وَهُوَ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ ، وَهُوَ جَمْعُ دُهْنٍ أَوِ اسْمُ مَا يُدْهَنُ بِهِ ، كَالْحَرَامِ وَالْأَدَامِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
كَأَنَّهُمَا مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِيَّانِ لَمَّا سُلِّعَا بِدِهَانِ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : وَرْدَةٌ بِالرَّفْعِ بِمَعْنَى : فَحَصَلَتْ سَمَاءٌ وَرْدَةٌ ، وَهُوَ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي يُسَمَّى التَّجْرِيدَ ، كَقَوْلِهِ :
فَلَئِنْ بَقِيتُ لَأَرْحَلَنَّ بِغَزْوَةٍ نَحْوَ الْمَغَانِمِ أَوْ يَمُوتَ كَرِيمُ
انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فَيَوْمَئِذٍ ) : التَّنْوِينُ فِيهِ لِلْعِوَضِ مِنَ الْجُمْلَةِ الْمَحْذُوفَةِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَيَوْمَ إِذِ انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ، وَالنَّاصِبُ لِيَوْمَئِذٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39لَا يُسْأَلُ ) ، وَدَلَّ هَذَا عَلَى انْتِفَاءِ السُّؤَالِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=24وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) وَغَيْرُهُ مِنَ الْآيَاتِ عَلَى وُقُوعِ السُّؤَالِ . فَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَقَتَادَةُ : هِيَ مَوَاطِنُ يُسْأَلُ فِي بَعْضِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : حَيْثُ ذَكَرَ السُّؤَالَ فَهُوَ سُؤَالُ تَوْبِيخٍ وَتَقْرِيرٍ ، وَحَيْثُ نَفَى فَهِيَ اسْتِخْبَارٌ مَحْضٌ عَنِ الذَّنْبِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِكُلِّ شَيْءٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ أَيْضًا : كَانَتْ مَسْأَلَةً ، ثُمَّ خَتَمَ عَلَى الْأَفْوَاهِ وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ وَقَتَادَةُ : لَا يُسْأَلُ غَيْرُ الْمُجْرِمِ عَنْ ذَنْبِ الْمُجْرِمِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَعَمْرُو بْنُ [ ص: 196 ] عُبَيْدٍ : وَلَا جَأْنٌ بِالْهَمْزِ ، فِرَارًا مِنِ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ الْتِقَاؤُهُمَا عَلَى حَدِّهِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ : بِسِيمَائِهِمْ ; وَالْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41بِسِيمَاهُمْ ) ، وَسِيمَا الْمُجْرِمِينَ : سَوَادُ الْوُجُوهِ وَزُرْقَةُ الْعُيُونِ ، قَالَهُ
الْحَسَنُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ هَذَا مِنَ التَّشْوِيهَاتِ ، كَالْعَمَى وَالْبَكَمِ وَالصَّمَمِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29026فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُؤْخَذُ بِنَاصِيَتِهِ وَقَدَمَيْهِ فَيُوطَأُ ، وَيُجْمَعُ كَالْحَطَبِ ، وَيُلْقَى كَذَلِكَ فِي النَّارِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِي سِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ . وَقِيلَ : تَسْحَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، تَارَةً تَأْخُذُ بِالنَّوَاصِي ، وَتَارَةً بِالْأَقْدَامِ . وَقِيلَ : بَعْضَهُمْ سَحْبًا بِالنَّاصِيَةِ ، وَبَعْضَهُمْ سَحْبًا بِالْقَدَمِ ; وَيُؤْخَذُ مُتَعَدٍّ إِلَى مَفْعُولٍ بِنَفْسِهِ ، وَحُذِفَ هَذَا الْفَاعِلُ وَالْمَفْعُولُ ، وَأُقِيمَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ مَقَامَ الْفَاعِلِ مُضَمِّنًا مَعْنَى مَا يُعَدَّى بِالْبَاءِ ، أَيْ فَيُسْحَبُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ، وَأَلْ فِيهِمَا عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ عِوَضٌ مِنَ الضَّمِيرِ ، أَيْ بِنَوَاصِيهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ ، وَعَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ الضَّمِيرُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ مِنْهُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هَذِهِ جَهَنَّمُ ) : أَيْ يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29026يَطُوفُونَ بَيْنَهَا ) : أَيْ يَتَرَدَّدُونَ بَيْنَ نَارِهَا وَبَيْنَ مَا غَلَى فِيهَا مِنْ مَائِعِ عَذَابِهَا . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْحَمِيمُ يَغْلِي مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ جَهَنَّمَ ، وَآنٌ : أَيْ مُنْتَهَى الْحَرِّ وَالنُّضْجِ ، فَيُعَاقَبُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ تَصْلِيَةِ النَّارِ ، وَبَيْنَ شُرْبِ الْحَمِيمِ . وَقِيلَ : إِذَا اسْتَغَاثُوا مِنَ النَّارِ ، جُعِلَ غِيَاثُهُمُ الْحَمِيمَ . وَقِيلَ : يُغْمَسُونَ فِي وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَجْتَمِعُ فِيهِ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ فَتَنْخَلِعُ أَوْصَالُهُمْ ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، وَقَدْ أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُمْ خَلْقًا جَدِيدًا . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَالسُّلَمِيُّ : يُطَافُونَ ;
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَابْنُ مِقْسَمٍ : يُطَوِّفُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ مُشَدَّدَةً . وَقُرِئَ : يَطَّوَّفُونَ ، أَيْ يَتَطَوَّفُونَ . وَالْجُمْهُورُ : يَطُوفُونَ مُضَارِعُ طَافَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29026وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ، قَالَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي بَكْرٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46مَقَامَ رَبِّهِ ) مَصْدَرٌ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ ، أَيْ قِيَامُ رَبِّهِ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَالَ : مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) ، أَيْ حَافِظٌ مُهَيْمِنٌ ، فَالْعَبْدُ يُرَاقِبُ ذَلِكَ ، فَلَا يَجْسُرُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ . وَقِيلَ : الْإِضَافَةُ تَكُونُ بِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ ، فَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَخَافُ مَقَامَهُ الَّذِي يَقِفُ فِيهِ الْعِبَادُ لِلْحِسَابِ ، مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، وَفِي هَذِهِ الْإِضَافَةِ تَنْبِيهٌ عَلَى صُعُوبَةِ الْمَوْقِفِ . وَقِيلَ : مَقَامَ مُقْحَمٌ ، وَالْمَعْنَى : وَلِمَنْ خَافَ رَبَّهُ ، كَمَا تَقُولُ : أَخَافُ جَانِبَ فُلَانٍ يَعْنِي فُلَانًا . وَالظَّاهِرُ أَنَّ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْخَائِفِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46جَنَّتَانِ ) ، قِيلَ : إِحْدَاهُمَا مَنْزِلُهُ ، وَالْأُخْرَى لِأَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : جَنَّةُ عَدْنٍ ، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ . وَقِيلَ : مَنْزِلَانِ يَنْتَقِلُ مِنْ أَحَدِهِمَا إِلَى الْآخَرِ لِتَتَوَفَّرَ دَوَاعِي لَذَّتِهِ وَتَظْهَرَ ثِمَارُ كَرَامَتِهِ . وَقِيلَ : هُمَا لِلْخَائِفِينَ ; وَالْخِطَابُ لِلثَّقَلَيْنِ ، فَجَنَّةٌ لِلْخَائِفِ الْجِنِّيِّ ، وَجَنَّةٌ لِلْخَائِفِ الْإِنْسِيِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : جَنَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : جَنَّةٌ لِفِعْلِ الطَّاعَاتِ ، وَجَنَّةٌ لِتَرْكِ الْمَعَاصِي ، لِأَنَّ التَّكْلِيفَ دَائِرٌ عَلَيْهِمَا . وَأَنْ يُقَالَ : جَنَّةٌ يُبَاتُ بِهَا ، وَأُخْرَى يُضَمُّ إِلَيْهَا عَلَى وَجْهِ التَّفَضُّلِ لِقَوْلِهِ وَزِيَادَةٌ ; وَخَصَّ الْأَفْنَانَ بِالذِّكْرِ جَمْعُ فَنَنٍ ، وَهِيَ الْغُصُونُ الَّتِي تَتَشَعَّبُ عَنْ فُرُوعِ الشَّجَرِ ، لِأَنَّهَا الَّتِي تُورِقُ وَتُثْمِرُ ، وَمِنْهَا تَمْتَدُّ الظِّلَالُ ، وَمِنْهَا تُجْنَى الثِّمَارُ . وَقِيلَ : الْأَفْنَانُ جَمْعُ فَنٍّ ، وَهِيَ أَلْوَانُ النِّعَمِ وَأَنْوَاعُهَا ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْأَوَّلُ قَالَ قَرِيبًا مِنْهُ
مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ ، وَهُوَ أَوْلَى ، لِأَنَّ أَفْعَالًا فِي فَعَلٍ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي فَعْلٍ بِسُكُونِ الْعَيْنِ ، وَفَنٌّ يُجْمَعُ عَلَى فُنُونٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29026فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمَا عَيْنَانِ مِثْلُ الدُّنْيَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً . وَقَالَ : تَجْرِيَانِ بِالزِّيَادَةِ وَالْكَرَامَةِ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : تَجْرِيَانِ بِالْمَاءِ الزُّلَالِ ، إِحْدَاهُمَا التَّسْنِيمُ ، وَالْأُخْرَى السَّلْسَبِيلُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِحْدَاهُمَا مِنْ مَاءٍ ، وَالْأُخْرَى مِنْ خَمْرٍ . وَقِيلَ : تَجْرِيَانِ فِي الْأَعَالِي وَالْأَسَافِلِ مِنْ جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52زَوْجَانِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا فِي الدُّنْيَا مِنْ شَجَرَةٍ حُلْوَةٍ وَلَا مُرَّةٍ إِلَّا وَهِيَ فِي الْجَنَّةِ ،
[ ص: 197 ] حَتَّى شَجَرُ الْحَنْظَلِ ، إِلَّا أَنَّهُ حُلْوًا . انْتَهَى . وَمَعْنَى زَوْجَانِ : رَطْبٌ وَيَابِسٌ ، لَا يَقْصُرُ هَذَا عَنْ ذَاكَ فِي الطِّيبِ وَاللَّذَّةِ . وَقِيلَ : صِنْفَانِ ، صِنْفٌ مَعْرُوفٌ ، وَصِنْفٌ غَرِيبٌ . وَجَاءَ الْفَصْلُ بَيْنَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وَبَيْنَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ ) بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ) . وَالْأَفْنَانُ عَلَيْهَا الْفَوَاكِهُ ، لِأَنَّ الدَّاخِلَ إِلَى الْبُسْتَانِ لَا يُقْدِمُ إِلَّا لِلتَّفَرُّجِ بِلَذَّةِ مَا فِيهِ بِالنَّظَرِ إِلَى خُضْرَةِ الشَّجَرِ وَجَرْيِ الْأَنْهَارِ ، ثُمَّ بَعْدُ يَأْخُذُ فِي اجْتِنَاءِ الثِّمَارِ لِلْأَكْلِ . وَانْتَصَبَ ( مُتَّكِئِينَ ) عَلَى الْحَالِ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ ) ، وَحَمَلَ جَمْعًا عَلَى مَعْنَى مَنْ . وَقِيلَ : الْعَامِلُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ يَتَنَعَّمُونَ مُتَّكِئِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيْ نُصِبَ عَلَى الْمَدْحِ ، وَالِاتِّكَاءُ مِنْ صِفَاتِ الْمُتَنَعِّمِ الدَّالَّةِ عَلَى صِحَّةِ الْجِسْمِ وَفَرَاغِ الْقَلْبِ ، وَالْمَعْنَى : ( مُتَّكِئِينَ ) فِي مَنَازِلِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54عَلَى فُرُشٍ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : فُرُشٍ ، بِضَمَّتَيْنِ ; وَأَبُو حَيْوَةَ : بِسُكُونِ الرَّاءِ . وَفِي الْحَدِيثِ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
هَذِهِ الْبَطَائِنُ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ، كَيْفَ الظَّهَائِرُ ؟ قَالَ : هِيَ مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ " ، وَلَوْ صَحَّ هَذَا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُفَسَّرَ بِغَيْرِهِ . وَقِيلَ : مِنْ سُنْدُسٍ . قَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : الْبَطَائِنُ هِيَ الظَّهَائِرُ . وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : قَدْ تَكُونُ الْبِطَانَةُ الظِّهَارَةَ وَالظِّهَارَةُ الْبِطَانَةَ ، لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَكُونُ وَجْهًا ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : هَذَا وَجْهُ السَّمَاءِ ، وَهَذَا بَطْنُ السَّمَاءِ .