سورة الواقعة مكية وهي ست وتسعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خافضة رافعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فكانت هباء منبثا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وكنتم أزواجا ثلاثة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10والسابقون السابقون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أولئك المقربون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12في جنات النعيم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وقليل من الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=15على سرر موضونة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=16متكئين عليها متقابلين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=17يطوف عليهم ولدان مخلدون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=18بأكواب وأباريق وكأس من معين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لا يصدعون عنها ولا ينزفون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وفاكهة مما يتخيرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21ولحم طير مما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=22وحور عين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كأمثال اللؤلؤ المكنون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=24جزاء بما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=25لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إلا قيلا سلاما سلاما nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وطلح منضود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=31وماء مسكوب nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=32وفاكهة كثيرة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لا مقطوعة ولا ممنوعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وفرش مرفوعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فجعلناهن أبكارا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عربا أترابا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لأصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=39ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وثلة من الآخرين ) رجت الأرض : زلزلت وحركت تحريكا شديدا بحيث تنهدم الأبنية وتخر الجبال . بست الجبال : فتتت ، وقيل : سيرت ، من قولهم : بس الغنم : ساقها ، ويقال : رجت الأرض وبست الجبال لازمين . المشأمة : من الشؤم ، أو من اليد الشؤمى ، وهي الشمال . الثلالة : الجماعة ، كثرت أو قلت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الأمة من الناس الكثيرة ، وقال الشاعر :
وجاءت إليهم ثلاثة خندقية بجيش كتيار من السيل مزبد
الموضونة : المنسوجة بتركيب بعض أجزائها على بعض ، كحلق الدرع . قال
الأعشى :
ومن نسج داود موضونة تسير مع الحي عيرا فعيرا
ومنه : وضين الناقة ، وهو خزامها ، لأنه موضون : أي مفتول . قال الراجز :
إليك تغدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
الإبريق : إفعيل من البريق ، وهو إناء للشرب له خرطوم . قيل : وأذن ، وهو من أواني الخمر عند العرب ، قال الشاعر :
كأن إبريقهم ظبي على شرف مفدم بسبا الكتان ملثوم
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16559عدي بن زيد :
[ ص: 201 ] وندعو إلى الصباح فجاءت قينة في يمينها إبريق
صدع القوم بالخمر : لحقهم الصداع في رءوسهم منها . وقيل : صدعوا : فرقوا . السدر : تقدم الكلام عليه في سورة سبأ . المخضود : المقطوع شوكه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
إن الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضود
الطلح : شجر الموز ، وقيل : شجر من العضاه كثير الشوك . المسكوب : المصبوب . العروب : المتحببة إلى زوجها . الترب : اللذة ، وهو من يولد هو وآخر في وقت واحد ، سميا بذلك لمسهما التراب في وقت واحد ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 202 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29027إذا وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خافضة رافعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فكانت هباء منبثا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وكنتم أزواجا ثلاثة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10والسابقون السابقون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أولئك المقربون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12في جنات النعيم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وقليل من الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=15على سرر موضونة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=16متكئين عليها متقابلين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=17يطوف عليهم ولدان مخلدون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=18بأكواب وأباريق وكأس من معين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لا يصدعون عنها ولا ينزفون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وفاكهة مما يتخيرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21ولحم طير مما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=22وحور عين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كأمثال اللؤلؤ المكنون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=24جزاء بما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=25لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إلا قيلا سلاما سلاما nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وطلح منضود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=31وماء مسكوب nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=32وفاكهة كثيرة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لا مقطوعة ولا ممنوعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وفرش مرفوعة nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فجعلناهن أبكارا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عربا أترابا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لأصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=39ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وثلة من الآخرين ) . هذه السورة مكية ، ومناسبتها لما قبلها تضمن العذاب للمجرمين ، والنعيم للمؤمنين . وفاضل بين جنتي بعض المؤمنين وجنتي بعض بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62ومن دونهما جنتان ) ، فانقسم العالم بذلك إلى كافر ومؤمن مفضول ومؤمن فاضل ; وهكذا جاء ابتداء هذه السورة من كونهم أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة وسباق وهم المقربون ، وأصحاب اليمين والمكذبون المختتم بهم آخر هذه السورة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الواقعة من أسماء القيامة ، كالصاخة والطامة والآزفة ، وهذه الأسماء تقتضي عظم شأنها ، ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1وقعت الواقعة ) : أي وقعت التي لا بد من وقوعها ، كما تقول : حدثت الحادثة ، وكانت الكائنة ; ووقوع الأمر نزوله ، يقال : وقع ما كنت أتوقعه : أي نزل ما كنت أترقب نزوله . وقال
الضحاك : ( الواقعة ) : الصيحة ، وهي النفخة في الصور . وقيل : ( الواقعة ) :
صخرة بيت المقدس تقع يوم القيامة . والعامل في إذا الفعل بعدها على ما قررناه في كتب النحو ، فهو في موضع خفض
[ ص: 203 ] بإضافة إذا إليها احتاج إلى تقدير عامل ، إذ الظاهر أنه ليس ثم جواب ملفوظ به يعمل بها . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : بم انتصب إذا ؟ قلت : بليس ، كقولك : يوم الجمعة ليس لي شغل ، أو بمحذوف يعني : إذا وقعت كان كيت وكيت ، أو بإضمار اذكر . انتهى .
أما نصبها بليس فلا يذهب نحوي ولا من شدا شيئا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا ، لأن ليس في النفي كما وما لا تعمل ، فكذلك ليس ، وذلك أن ليس مسلوبة الدلالة على الحدث والزمان . والقول بأنها فعل هو على سبيل المجاز ، لأن حد الفعل لا ينطبق عليها . والعامل في الظرف إنما هو ما يقع فيه من الحدث ، فإذا قلت : يوم الجمعة أقوم ، فالقيام واقع في يوم الجمعة ، وليس لا حدث لها ، فكيف يكون لها عمل في الظرف ؟ والمثال الذي شبه به ، وهو : يوم القيامة ليس لي شغل ، لا يدل على أن يوم الجمعة منصوب بليس ، بل هو منصوب بالعامل في خبر ليس ، وهو الجار والمجرور ، فهو من تقديم معمول الخبر على ليس ، وتقديم ذلك مبني على جواز تقديم الخبر الذي لليس عليها ، وهو مختلف فيه ، ولم يسمع من لسان العرب : قائما ليس زيد . وليس إنما تدل على نفي الحكم الخبري عن المحكوم عليه فقط ، فهي كما ، ولكنه لما اتصلت بها ضمائر الرفع ، جعلها ناس فعلا ، وهي في الحقيقة حرف نفي كما النافية .
ويظهر من تمثيل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إذا بقوله : يوم الجمعة أنه سلبها الدلالة على الشرط الذي هو غالب فيها ، ولو كانت شرطا ، وكان الجواب الجملة المصدرة بليس ، لزمت الفاء ، إلا إن حذفت في شعر ، إذ ورد ذلك ، فنقول : إذا أحسن إليك زيد فلست تترك مكافأته . ولا يجوز لست بغير فاء ، إلا إن اضطر إلى ذلك . وأما تقديره : إذا وقعت كان كيت وكيت ، فيدل على أن إذا عنده شرطية ، ولذلك قدر لها جوابا عاملا فيها . وأما قوله : بإضمار اذكر ، فإنه سلبها الظرفية ، وجعلها مفعولا بها منصوبة بـ اذكر .
و ( كاذبة ) : ظاهره أنه اسم فاعل من كذب ، وهو صفة لمحذوف ، فقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : نفس كاذبة ، أي لا يكون حين تقع نفس تكذب على الله وتكذب في تكذيب الغيب ، لأن كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة ، وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذبات ، لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=201لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة ) ، واللام مثلها في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24ياليتني قدمت لحياتي ) ، إذ ليس لها نفس تكذبها وتقول لها : لم تكذبي ، كما لها اليوم نفوس كثيرة يقلن لها : لم تكذبي ، أو هي من قولهم : كذبت فلانا نفسه في الخطب العظيم ، إذا شجعته على مباشرته ، وقالت له : إنك تطيقه وما فوقه ، فتعرض له ولا تبال على معنى : أنها وقعة لا تطاق بشدة وفظاعة ، وأن لا نفس حينئذ تحدث صاحبها بما تحدثه به عند عظائم الأمور ، وتزين له احتمالها وإطاقتها ، لأنهم يومئذ أضعف من ذلك وأذل . ألا ترى إلى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4كالفراش المبثوث ) ؟ والفراش مثل في الضعف . انتهى ، وهو تكثير وإسهاب . وقدره
ابن عطية : حال كاذبة ، قال : ويحتمل الكلام على هذا معنيين : أحدهما كاذبة ، أي مكذوب فيما أخبر به عنها ، فسماها كاذبة لهذا ، كما تقول : هذه قصة كاذبة ، أي مكذوب فيها . والثاني : حال كاذبة ، أي لا يمضي وقوعها ، كما تقول : فلان إذا حمل لم يكذب . وقال
قتادة والحسن : المعنى : ليس لها تكذيب ولا رد ولا منثوية ، فكاذبة على هذا مصدر ، كالعاقبة والعافية وخائنة الأعين . والجملة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة ) على ما قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من أن إذا معمولة لليس يكون ابتداء السورة ، إلا إن اعتقد أنها جواب لإذا ، أو منصوبة بـ اذكر ، فلا يكون ابتداء كلام . وقال
ابن عطية : في موضع الحال ، والذي يظهر لي أنها جملة اعتراض بين الشرط وجوابه .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29027خافضة رافعة ) برفعهما ، على تقدير هي ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي والحسن وعيسى وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وابن مقسم والزعفراني [ ص: 204 ] واليزيدي في اختياره بنصبهما . قال
ابن خالويه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : لولا أن
اليزيدي سبقني إليه لقرأت به ، ونصبهما على الحال . قال
ابن عطية : بعد الحال التي هي (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة ) ، ولك أن تتابع الأحوال ، كما لك أن تتابع أخبار المبتدأ . والقراءة الأولى أشهر وأبدع معنى ، وذلك أن موقع الحال من الكلام موقع ما لو لم يذكر لاستغني عنه ، وموقع الجمل التي يجزم الخبر بها موقع ما يهتم به . انتهى . وهذا الذي قاله سبقه إليه
أبو الفضل الرازي . قال في كتاب اللوامح : وذو الحال الواقعة والعامل وقعت ، ويجوز أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة ) حالا أخرى من الواقعة بتقدير : إذا وقعت صادقة الواقعة ، فهذه ثلاثة أحوال من ذي حال ، وجازت أحوال مختلفة عن واحد ، كما جازت عنه نعوت متضادة وأخبار كثيرة عن مبتدأ واحد . وإذا جعلت هذه كلها أحوالا ، كان العامل في (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت ) محذوفا يدل عليه الفحوى بتقدير يحاسبون ونحوه . انتهى . وتعداد الأحوال والأخبار فيه خلاف وتفصيل ذكر في النحو ، فليس ذلك مما أجمع عليه النحاة .
قال الجمهور : القيامة تنفطر له السماء والأرض والجبال ، وتنهد له هذه البنية برفع طائفة من الأجرام وبخفض أخرى ، فكأنها عبارة عن شدة الهول والاضطراب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة والضحاك : الصيحة تخفض قوتها لتسمع الأدنى ، وترفعها لتسمع الأقصى . وقال
قتادة وعثمان بن عبد الله بن سراقة : القيامة تخفض أقواما إلى النار ، وترفع أقواما إلى الجنة ; وأخذ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هذه الأقوال على عادته وكساها بعض ألفاظ رائعة ، فقال : ترفع أقواما وتضع آخرين ، إما وصفا لها بالشدة ، لأن الواقعات العظام كذلك يرتفع فيها ناس إلى مراتب ويتضع ناس ; وإما أن الأشقياء يحطون إلى الدركات والسعداء يحطون إلى الدرجات . وإما أنها تزلزل الأشياء عن مقارها لتخفض بعضا وترفع بعضا ، حيث تسقط السماء كسفا ، وتنتثر الكواكب وتنكدر ، وتسير الجبال فتمر في الجو مر السحاب . انتهى .
سُورَةُ الْوَاقِعَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سِتٌّ وَتِسْعُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=15عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=16مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=17يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=18بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=22وَحُورٌ عِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=24جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=25لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وَظِلٍّ مَمْدُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=31وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=32وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عُرُبًا أَتْرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=39ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) رُجَّتِ الْأَرْضُ : زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا شَدِيدًا بِحَيْثُ تَنْهَدِمُ الْأَبْنِيَةُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ . بُسَّتِ الْجِبَالُ : فُتِّتَتْ ، وَقِيلَ : سُيِّرَتْ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : بَسَّ الْغَنَمَ : سَاقَهَا ، وَيُقَالُ : رُجَّتِ الْأَرْضُ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ لَازِمَيْنِ . الْمَشْأَمَةُ : مِنَ الشُّؤْمِ ، أَوْ مِنَ الْيَدِ الشُّؤْمَى ، وَهِيَ الشِّمَالُ . الثُّلَالَةُ : الْجَمَاعَةُ ، كَثُرَتْ أَوْ قَلَّتْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْأُمَّةُ مِنَ النَّاسِ الْكَثِيرَةُ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
وَجَاءَتْ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ خَنْدَقِيَّةٌ بِجَيْشٍ كَتَيَّارٍ مِنَ السَّيْلِ مُزْبِدِ
الْمَوْضُونَةُ : الْمَنْسُوجَةُ بِتَرْكِيبِ بَعْضِ أَجْزَائِهَا عَلَى بَعْضٍ ، كَحِلَقِ الدِّرْعِ . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَمِنْ نَسْجِ دَاوُدَ مَوْضُونَةٌ تَسِيرُ مَعَ الْحَيِّ عِيرًا فَعِيرَا
وَمِنْهُ : وَضِينُ النَّاقَةِ ، وَهُوَ خِزَامُهَا ، لِأَنَّهُ مَوْضُونٌ : أَيْ مَفْتُولٌ . قَالَ الرَّاجِزُ :
إِلَيْكَ تَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا
مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا
الْإِبْرِيقُ : إِفْعِيلُ مِنَ الْبَرِيقِ ، وَهُوَ إِنَاءٌ لِلشُّرْبِ لَهُ خُرْطُومٌ . قِيلَ : وَأُذُنٌ ، وَهُوَ مِنْ أَوَانِي الْخَمْرِ عِنْدَ الْعَرَبِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
كَأَنَّ إِبْرِيقَهُمْ ظَبْيٌ عَلَى شَرَفٍ مُفَدَّمٌ بِسَبَا الْكَتَّانِ مَلْثُومُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16559عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ :
[ ص: 201 ] وَنَدْعُو إِلَى الصَّبَاحِ فَجَاءَتْ قَيْنَةٌ فِي يَمِينِهَا إِبْرِيقُ
صُدِّعَ الْقَوْمُ بِالْخَمْرِ : لَحِقَهُمُ الصُّدَاعُ فِي رُءُوسِهِمْ مِنْهَا . وَقِيلَ : صُدِّعُوا : فُرِّقُوا . السِّدْرُ : تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ سَبَأٍ . الْمَخْضُودُ : الْمَقْطُوعُ شَوْكُهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ :
إِنَّ الْحَدَائِقَ فِي الْجِنَانِ ظَلِيلَةٌ فِيهَا الْكَوَاعِبُ سِدْرُهَا مَخْضُودُ
الطَّلْحُ : شَجَرُ الْمَوْزِ ، وَقِيلَ : شَجَرٌ مِنَ الْعِضَاهِ كَثِيرُ الشَّوْكِ . الْمَسْكُوبُ : الْمَصْبُوبُ . الْعَرُوبُ : الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا . التِّرْبُ : اللَّذَّةُ ، وَهُوَ مَنْ يُولَدُ هُوَ وَآخَرُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِمَسِّهِمَا التُّرَابَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
[ ص: 202 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29027إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=15عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=16مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=17يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=18بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=20وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=21وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=22وَحُورٌ عِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=24جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=25لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وَظِلٍّ مَمْدُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=31وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=32وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عُرُبًا أَتْرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=39ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) . هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا تَضَمُّنُ الْعَذَابِ لِلْمُجْرِمِينَ ، وَالنَّعِيمِ لِلْمُؤْمِنِينَ . وَفَاضَلَ بَيْنَ جَنَّتَيْ بَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ وَجَنَّتَيْ بَعْضٍ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) ، فَانْقَسَمَ الْعَالَمُ بِذَلِكَ إِلَى كَافِرٍ وَمُؤْمِنٍ مَفْضُولٍ وَمُؤْمِنٍ فَاضِلٍ ; وَهَكَذَا جَاءَ ابْتِدَاءُ هَذِهِ السُّورَةِ مِنْ كَوْنِهِمْ أَصْحَابَ مَيْمَنَةٍ وَأَصْحَابَ مَشْأَمَةٍ وَسِبَاقٍ وَهُمُ الْمُقَرَّبُونَ ، وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ وَالْمُكَذِّبُونَ الْمُخْتَتَمُ بِهِمْ آخِرُ هَذِهِ السُّورَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الْوَاقِعَةُ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ ، كَالصَّاخَّةِ وَالطَّامَّةِ وَالْآزِفَةِ ، وَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ تَقْتَضِي عِظَمَ شَأْنِهَا ، وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) : أَيْ وَقَعَتِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهَا ، كَمَا تَقُولُ : حَدَثَتِ الْحَادِثَةُ ، وَكَانَتِ الْكَائِنَةُ ; وَوُقُوعُ الْأَمْرِ نُزُولُهُ ، يُقَالُ : وَقَعَ مَا كُنْتُ أَتَوَقَّعُهُ : أَيْ نَزَلَ مَا كُنْتُ أَتَرَقَّبُ نُزُولَهُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : ( الْوَاقِعَةُ ) : الصَّيْحَةُ ، وَهِيَ النَّفْخَةُ فِي الصُّورِ . وَقِيلَ : ( الْوَاقِعَةُ ) :
صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تَقَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَالْعَامِلُ فِي إِذَا الْفِعْلُ بَعْدَهَا عَلَى مَا قَرَّرْنَاهُ فِي كُتُبِ النَّحْوِ ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ
[ ص: 203 ] بِإِضَافَةِ إِذَا إِلَيْهَا احْتَاجَ إِلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ ، إِذِ الظَّاهِرُ أَنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ جَوَابٌ مَلْفُوظٌ بِهِ يَعْمَلُ بِهَا . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ انْتَصَبَ إِذًا ؟ قُلْتُ : بِلَيْسَ ، كَقَوْلِكَ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَيْسَ لِي شُغْلٌ ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ يَعْنِي : إِذَا وَقَعَتْ كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، أَوْ بِإِضْمَارِ اذْكُرْ . انْتَهَى .
أَمَّا نَصْبُهَا بِلَيْسَ فَلَا يَذْهَبُ نَحْوِيٌّ وَلَا مَنْ شَدَا شَيْئًا مِنْ صِنَاعَةِ الْإِعْرَابِ إِلَى مِثْلِ هَذَا ، لِأَنَّ لَيْسَ فِي النَّفْيِ كَمَا وَمَا لَا تَعْمَلُ ، فَكَذَلِكَ لَيْسَ ، وَذَلِكَ أَنَّ لَيْسَ مَسْلُوبَةُ الدَّلَالَةِ عَلَى الْحَدَثِ وَالزَّمَانِ . وَالْقَوْلُ بِأَنَّهَا فِعْلٌ هُوَ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ ، لِأَنَّ حَدَّ الْفِعْلِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَيْهَا . وَالْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ إِنَّمَا هُوَ مَا يَقَعُ فِيهِ مِنَ الْحَدَثِ ، فَإِذَا قُلْتَ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَقُومُ ، فَالْقِيَامُ وَاقِعٌ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَلَيْسَ لَا حَدَثَ لَهَا ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهَا عَمَلٌ فِي الظَّرْفِ ؟ وَالْمِثَالُ الَّذِي شَبَّهَ بِهِ ، وَهُوَ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ لِي شُغْلٌ ، لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَنْصُوبٌ بِلَيْسَ ، بَلْ هُوَ مَنْصُوبٌ بِالْعَامِلِ فِي خَبَرِ لَيْسَ ، وَهُوَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ ، فَهُوَ مِنْ تَقْدِيمِ مَعْمُولِ الْخَبَرِ عَلَى لَيْسَ ، وَتَقْدِيمُ ذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ الْخَبَرِ الَّذِي لِلَيْسَ عَلَيْهَا ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ : قَائِمًا لَيْسَ زَيْدٌ . وَلَيْسَ إِنَّمَا تَدُلُّ عَلَى نَفْيِ الْحُكْمِ الْخَبَرِيِّ عَنِ الْمَحْكُومِ عَلَيْهِ فَقَطْ ، فَهِيَ كَمَا ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا اتَّصَلَتْ بِهَا ضَمَائِرُ الرَّفْعِ ، جَعَلَهَا نَاسٌ فِعْلًا ، وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ حَرْفُ نَفْيٍ كَمَا النَّافِيَةِ .
وَيَظْهَرُ مِنْ تَمْثِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ إِذًا بِقَوْلِهِ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنَّهُ سَلَبَهَا الدَّلَالَةَ عَلَى الشَّرْطِ الَّذِي هُوَ غَالِبٌ فِيهَا ، وَلَوْ كَانَتْ شَرْطًا ، وَكَانَ الْجَوَابُ الْجُمْلَةَ الْمُصَدَّرَةَ بِلَيْسَ ، لَزِمَتِ الْفَاءَ ، إِلَّا إِنْ حُذِفَتْ فِي شِعْرٍ ، إِذْ وَرَدَ ذَلِكَ ، فَنَقُولُ : إِذَا أَحْسَنَ إِلَيْكَ زَيْدٌ فَلَسْتَ تَتْرُكُ مُكَافَأَتَهُ . وَلَا يَجُوزُ لَسْتَ بِغَيْرِ فَاءٍ ، إِلَّا إِنِ اضْطُرَّ إِلَى ذَلِكَ . وَأَمَّا تَقْدِيرُهُ : إِذَا وَقَعَتْ كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ إِذَا عِنْدَهُ شَرْطِيَّةٌ ، وَلِذَلِكَ قَدَّرَ لَهَا جَوَابًا عَامِلًا فِيهَا . وَأَمَّا قَوْلُهُ : بِإِضْمَارِ اذْكُرْ ، فَإِنَّهُ سَلَبَهَا الظَّرْفِيَّةَ ، وَجَعَلَهَا مَفْعُولًا بِهَا مَنْصُوبَةً بِـ اذْكُرْ .
وَ ( كَاذِبَةٌ ) : ظَاهِرُهُ أَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ كَذَبَ ، وَهُوَ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ ، فَقَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : نَفْسٌ كَاذِبَةٌ ، أَيْ لَا يَكُونُ حِينَ تَقَعُ نَفْسٌ تَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَتَكْذِبُ فِي تَكْذِيبِ الْغَيْبِ ، لِأَنَّ كُلَّ نَفْسٍ حِينَئِذٍ مُؤْمِنَةٌ صَادِقَةٌ ، وَأَكْثَرُ النُّفُوسِ الْيَوْمَ كَوَاذِبٌ مُكَذِّبَاتٌ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=201لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ ) ، وَاللَّامُ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) ، إِذْ لَيْسَ لَهَا نَفْسٌ تَكْذِبُهَا وَتَقُولُ لَهَا : لَمْ تَكْذِبِي ، كَمَا لَهَا الْيَوْمَ نُفُوسٌ كَثِيرَةٌ يَقُلْنَ لَهَا : لَمْ تَكْذِبِي ، أَوْ هِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ : كَذَبَتْ فُلَانًا نَفْسُهُ فِي الْخَطْبِ الْعَظِيمِ ، إِذَا شَجَّعَتْهُ عَلَى مُبَاشَرَتِهِ ، وَقَالَتْ لَهُ : إِنَّكَ تُطِيقُهُ وَمَا فَوْقَهُ ، فَتَعْرِضُ لَهُ وَلَا تُبَالِ عَلَى مَعْنَى : أَنَّهَا وَقْعَةٌ لَا تُطَاقُ بِشِدَّةٍ وَفَظَاعَةٍ ، وَأَنْ لَا نَفْسَ حِينَئِذٍ تُحَدِّثُ صَاحِبَهَا بِمَا تُحَدِّثُهُ بِهِ عِنْدَ عَظَائِمِ الْأُمُورِ ، وَتُزَيِّنُ لَهُ احْتِمَالَهَا وَإِطَاقَتَهَا ، لِأَنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ وَأَذَلُّ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) ؟ وَالْفَرَاشُ مَثَلٌ فِي الضَّعْفِ . انْتَهَى ، وَهُوَ تَكْثِيرٌ وَإِسْهَابٌ . وَقَدَّرَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ : حَالٌ كَاذِبَةٌ ، قَالَ : وَيَحْتَمِلُ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا مَعْنَيَيْنِ : أَحَدُهُمَا كَاذِبَةٌ ، أَيْ مَكْذُوبٌ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهَا ، فَسَمَّاهَا كَاذِبَةً لِهَذَا ، كَمَا تَقُولُ : هَذِهِ قِصَّةٌ كَاذِبَةٌ ، أَيْ مَكْذُوبٌ فِيهَا . وَالثَّانِي : حَالٌ كَاذِبَةٌ ، أَيْ لَا يَمْضِي وُقُوعُهَا ، كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ إِذَا حَمَلَ لَمْ يَكْذِبْ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَالْحَسَنُ : الْمَعْنَى : لَيْسَ لَهَا تَكْذِيبٌ وَلَا رَدٌّ وَلَا مُنْثَوِيَةٌ ، فَكَاذِبَةٌ عَلَى هَذَا مَصْدَرٌ ، كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ وَخَائِنَةِ الْأَعْيُنِ . وَالْجُمْلَةُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ) عَلَى مَا قَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ أَنَّ إِذَا مَعْمُولَةٌ لِلَيْسَ يَكُونُ ابْتِدَاءَ السُّورَةِ ، إِلَّا إِنِ اعْتُقِدَ أَنَّهَا جَوَابٌ لِإِذَا ، أَوْ مَنْصُوبَةٌ بِـ اذْكُرْ ، فَلَا يَكُونُ ابْتِدَاءَ كَلَامٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّهَا جُمْلَةُ اعْتِرَاضٍ بَيْنَ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29027خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) بِرَفْعِهِمَا ، عَلَى تَقْدِيرِ هِيَ ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْحَسَنُ وَعِيسَى وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَالزَّعْفَرَانِيُّ [ ص: 204 ] وَالْيَزِيدِيُّ فِي اخْتِيَارِهِ بِنَصْبِهِمَا . قَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : لَوْلَا أَنَّ
الْيَزِيدِيَّ سَبَقَنِي إِلَيْهِ لَقَرَأْتُ بِهِ ، وَنَصْبُهُمَا عَلَى الْحَالِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : بَعْدَ الْحَالِ الَّتِي هِيَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ) ، وَلَكَ أَنْ تُتَابِعَ الْأَحْوَالَ ، كَمَا لَكَ أَنْ تُتَابِعَ أَخْبَارَ الْمُبْتَدَأِ . وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى أَشْهَرُ وَأَبْدَعُ مَعْنًى ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْقِعَ الْحَالِ مِنَ الْكَلَامِ مَوْقِعُ مَا لَوْ لَمْ يُذْكَرْ لَاسْتُغْنِي عَنْهُ ، وَمَوْقِعُ الْجُمَلِ الَّتِي يُجْزَمُ الْخَبَرُ بِهَا مَوْقِعُ مَا يُهْتَمُّ بِهِ . انْتَهَى . وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ سَبْقَهُ إِلَيْهِ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ . قَالَ فِي كِتَابِ اللَّوَامِحِ : وَذُو الْحَالِ الْوَاقِعَةُ وَالْعَامِلُ وَقَعَتْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ) حَالًا أُخْرَى مِنَ الْوَاقِعَةِ بِتَقْدِيرِ : إِذَا وَقَعَتْ صَادِقَةً الْوَاقِعَةُ ، فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ مِنْ ذِي حَالٍ ، وَجَازَتْ أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ وَاحِدٍ ، كَمَا جَازَتْ عَنْهُ نُعُوتٌ مُتَضَادَّةٌ وَأَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُبْتَدَأٍ وَاحِدٍ . وَإِذَا جُعِلَتْ هَذِهِ كُلُّهَا أَحْوَالًا ، كَانَ الْعَامِلُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إِذَا وَقَعَتِ ) مَحْذُوفًا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْفَحْوَى بِتَقْدِيرِ يُحَاسَبُونَ وَنَحْوِهِ . انْتَهَى . وَتَعْدَادُ الْأَحْوَالِ وَالْأَخْبَارِ فِيهِ خِلَافٌ وَتَفْصِيلٌ ذُكِرَ فِي النَّحْوِ ، فَلَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ النُّحَاةُ .
قَالَ الْجُمْهُورُ : الْقِيَامَةُ تَنْفَطِرُ لَهُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ ، وَتَنْهَدُّ لَهُ هَذِهِ الْبِنْيَةُ بِرَفْعِ طَائِفَةٍ مِنَ الْأَجْرَامِ وَبِخَفْضِ أُخْرَى ، فَكَأَنَّهَا عِبَارَةٌ عَنْ شِدَّةِ الْهَوْلِ وَالِاضْطِرَابِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ : الصَّيْحَةُ تَخْفِضُ قُوَّتَهَا لِتُسْمِعَ الْأَدْنَى ، وَتَرْفَعُهَا لِتُسْمِعَ الْأَقْصَى . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ : الْقِيَامَةُ تَخْفِضُ أَقْوَامًا إِلَى النَّارِ ، وَتَرْفَعُ أَقْوَامًا إِلَى الْجَنَّةِ ; وَأَخَذَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ هَذِهِ الْأَقْوَالَ عَلَى عَادَتِهِ وَكَسَاهَا بَعْضَ أَلْفَاظٍ رَائِعَةٍ ، فَقَالَ : تَرْفَعُ أَقْوَامًا وَتَضَعُ آخَرِينَ ، إِمَّا وَصْفًا لَهَا بِالشِّدَّةِ ، لِأَنَّ الْوَاقِعَاتِ الْعِظَامَ كَذَلِكَ يَرْتَفِعُ فِيهَا نَاسٌ إِلَى مَرَاتِبَ وَيَتَّضِعُ نَاسٌ ; وَإِمَّا أَنَّ الْأَشْقِيَاءَ يُحَطُّونَ إِلَى الدَّرَكَاتِ وَالسُّعَدَاءَ يُحَطُّونَ إِلَى الدَّرَجَاتِ . وَإِمَّا أَنَّهَا تُزَلْزِلُ الْأَشْيَاءَ عَنْ مَقَارِّهَا لِتَخْفِضَ بَعْضًا وَتَرْفَعَ بَعْضًا ، حَيْثُ تُسْقِطُ السَّمَاءَ كِسَفًا ، وَتَنْتَثِرُ الْكَوَاكِبُ وَتَنْكَدِرُ ، وَتَسِيرُ الْجِبَالُ فَتَمُرُّ فِي الْجَوِّ مَرَّ السَّحَابِ . انْتَهَى .